اطبع هذه الصفحة


50 تغريدة من كتاب ‘كيف نختلف‘ للشيخ# سلمان_العودة

كتبها بتصرف : وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم


بالتجربة تبين أن كثيرا من الناس يقبلون فكرةً ما حين تُنسب إلى من يحبُّون، ويرفضون ما هو أحسن منها حين تُنسب إلى من يكرهون.

ليس ما نفهمه نحن من الشريعة، هو بالضرورة ما أراده الله ورسوله.

إن أفهام الرجال ليست وحيا، والمدارس الفقهية أو الحركية ليست هي الإسلام، وإن كانت تنتسب إليه وترجع إليه.

لو حكمت لشخص بالإسلام بناء على ظاهر الحال، حتى ولو كان من المنافقين؛ فإن هذا خير من التسرع والحكم عليه بالكفر وهو ليس كذلك.

لما كتب إسحاق كتابا، جاء به إلى الإمام أحمد، وقال هذا كتاب سمّيته "كتاب الاختلاف"، فقال له : بل سمّه "كتاب السعة".

إن الدّين لم ينزل لتأجيج الصراع بين الناس، بل لضبط العلاقة وتنظيمها وعمارة الأرض "هو أنشأكم من الأرض واستعمركم فيها".

مقولة عمر الملهم "أخشى أن يتحاققوا" يصدقها الواقع، فغالب مجادلاتنا وهرجنا هو اعتقاد كل منا بأنه أولى بالحق.

الورع والاحتياط في الأخذ بحكم ما هو سلوك شخصي تفعله بنفسك، وليس لك أن تُلزم به حتى أقرب الناس إليك.

نتحدث بهدوء عن أخلاقيات الاختلاف، ونتلمس من الآخرين أن يلتزموا بها حينما يختلفون معنا، لكننا أبعد ما نكون عنها حينما نختلف معهم!.

نقل ابن قدامة الاتفاق على أن العامي مذهبه مذهب مفتيه، وعلى العامي أن يجتهد في اختيار من يقلده، وذلك بينه وبين ربه.

لا يعني انفراد العالم بقول أنه خطأ، بل قد يتغير الأمر مع الزمن، ويصبح القول المنفرد هو السائد المعتبر.

لا بأس أن تخالفني، ولا بأس أن أخالفك، فكل منا متعبد بما وصل إليه اجتهاده - إذا كان كل منا أهلٌ للاجتهاد -.

إذا ظهر للإنسان رجحان قول فإنه يأخذ به من غير كراهة؛ ولا نقول له اترك هذا الأمر خروجا من الخلاف.

من المسائل ما لا يمكن الورع فيها، لتردد القول فيها بين الوجوب والتحريم، فينظر حينها في الأدلة، أو تقليد من يوثق في دينه وعلمه.

تفاوت العلماء في قوة ذكائهم، وحدة فهمهم، وقوة شخصيتهم، سبب من أسباب اختلاف أقوالهم وآرائهم.

الطبيعة البشرية الخاصة بالعالم سبب من أسباب الاختلاف بين العلماء، فمنهم من رُكّبت طبيعته على الشدة، ومنهم من رُكّبت على التسامح.

عدم بلوغ الدليل إلى العالِم سبب في قوله بخلاف هذا الدليل.

بعض الناس لا يتصور الورع إلا في الترك، ويغفل عن الورع في الفعل حين يكون مترددا بين الوجوب والاستحباب!.

إن الحماس المفرِط للرأي أو للمتبوع، واعتقاد أنه حق مطلق يحمل كثيرين على العنف والإطاحة بمن يختلفون معه.

إذا كان المجتهدون أنفسهم مأمورين بالتعاذر، وعدم الطعن على المخالف، فكيف بغيرهم من الأتباع الذين لا اجتهاد لهم أصلا، وإنما فاضلهم مقلِّد لأهل العلم!.

اختلاف الصحابة لم يقتصر على المسائل الفقهية، بل وصل للقضايا العقدية؛ كاختلافهم في رؤية النبي لربه، وتعذيب المؤمن في قبره ببكاء أهله... ومع هذا تقبلوا ذلك الخلاف، ولم يظهر منهم ما يدل على الانزعاج من تعدد الآراء.

إن الخلاف المبني على الديانة والعلم لا يجوِّز أن تتحول الآراء المختلفة فيه إلى ولاءات خاصة أو تراشقات حزبية أو طائفية.

إن مما يُثير البؤس والحسرة أن يصرف شابٌ وقته وجهده في إعادة إنتاج الخلاف بطريقة آلية غير واعية، فيكون شغله الشاغل : هذا قال والآخر رد.

العلماء الراسخون متطبِّعون على الخلاف؛ فقلّما تكلم بعضهم في بعض بما ينقصه أو يحط من قدره، بل الغالب عليهم حسن الظن والتعاذر والموضوعية.

من الناس من يكون اعتزاله لأي خلاف يحدث خيرا له وللناس، لأن دخوله مما يزيد النار اشتعالا.

إذا كنت تظن أن كثرة العلم وصدق التدين سيكون سببا في زوال الخلاف، فخفف من ظنك.

لو افترض جدلا أن كثرة العلم وكمال الإخلاص، يفضي إلى رفع الخلاف؛ فإن هذا يؤكد أن الخلاف يتسع بمرور الأيام؛ لأن الناس في جملتهم لا يزالون في نقص وقلة علم وفهم وإخلاص... .

مع أن الاختلاف سنة ربانية، إلا أن الناس يضيقون به ذرعا، ويتساءلون : إلى متى يظل هذا الاختلاف قائما؟ ومتى نتفق؟.

هل يحق لنا أن نحلم بعالم عربي إسلامي، تتعدد دوله وشعوبه، وتتنوع انتماءاته وتشكيلاته العسكرية، وتتحد مصالحه الدنيوية أو تتقارب؟.

هل نملك القدرة على أن نقبل بالانتساب المجرَّد، ونعلن حربا ضارية لا تتوقف على كل ألوان التعصب والعنصرية والأنانية؛ أنانية الذات، أو أنانية الجماعة؟.

إخباره صلى الله عليه وسلم بالأحداث المستقبلية يخفف من وقعها على النفس إذا وقعت، فيتعامل معها بواقعية وتفهّم، بعيدا عن الانفعال والتشنج.

إن من الصدق القول : بأن كل هذه الاختلافات الضارية تستنزف الكثير من المجهود الإسلامي، بينما استطاعت أمم أخرى أن تستوعبها وتتعامل معها بإيجابية.

لا يسوغ أن نعد مزاجنا أو كرهنا أو اختلافنا مع مجموعة ما سببا في الإطاحة بهم، أو تجاهل صواباتهم، أو سوء الظن بما يصدر منهم.

إخفاق المؤسسات في عالمنا العربي حوّلها إلى نوع من القبلية، وبدلا من تمدين القبلية فإننا قبَّلْنا المدينة، وحتى الدولة.

في العديد من الحالات التاريخية أصبح الانتساب للمذهب معقدا للولاء والبراء، وسببا للتفريق بين الناس وتصنيفهم.

الأئمة الأربعة كانوا نموذجا للاختلاف العلمي الذي لم يؤثّر على الحب والعلاقة.

من الادعاء أن يجعل فرد نفسه الفرقة الناجية، ثم يَصِمُ الآخرين بالضلال ويتوعدهم بالنار.

رأيتُ جهود أكثر الناس منصرفة إلى مواقع الخلاف والاحتكاك، مما جعل المتلقِّين يحسُّون بعمق الهُوَّة واتساع الفجوة، مع ما يحدثه ذلك من فساد القلوب، وكدر النفوس، وانشطار الصف، ويغفل الكثير عن تأكيد المحكمات وعرضها، وربما كان ذلك أولى بالاهتمام والحديث.

عالمنا الإسلامي اليوم مأزوم بالصراع مع ذاته أكثر مما هو مأزوم مع الآخرين.

قلَّ أن تجد حِراكا إيجابيا إلا والدّين فيه حافز وحاضر ومؤثِّر، لا باعتبار الجماعات فحسب، بل في شخصية رجل الشارع العادي.

علينا أن لا نجعل الانتماء للمذهب حجابا عن صوابية أقوال أخرى، خاصة في مسائل حيوية ومهمة، أو ظاهرة الرجحان.

الخلاف لا يعني أن تتخير من أقوال العلماء ما تشاء، إلا أن تكون المسألة متكافئة الأدلة، فيكون الاختيار أحد وجوه الخروج من المسألة.

"وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا"، ولم يقل "لتعاركوا أو لتحاربوا"، والتعارف ليس هو المعرفة فحسب، إنما هو التعامل بالمعروف، وما المعروف إلا البر والإقساط، والإحسان والصلة.

إن قيام الكون وبقاء الحياة لا يكون بتحقيق رغبة فئة خاصة من الناس بعينها، وإلا لكانت هذه الفئة تطمع في إبادة الآخرين ومحوهم من الوجود.

الخلاف في أصله رحمة وسعة، وإنما يكون الحرج والضيق إذا داخل الخلاف هوى أو حظ نفس، أو تم التعامل معه بطريقة غير شرعية.

كثير من المختلفين لو استطاع أحدهم أن يستميل إليه السلطان ليتقوى به على خصومه لفعل!.

كان الإمام أحمد يكفِّر مقالة الجهمية، ومع ذلك لم يكفر أحدا منهم بعينه، لا المأمون ولا سواه.

ليس من السداد جمع عثرات فلان وفلان، وتصنيفها في كتاب أو موقع الكتروني، حتى لو كان ذلك صحيحا، لما فيه من تتبع العثرات والغفلة عن الصوابات، وتربية النفس على النظر في المثالب والمعايب فحسب.

إن كثيرا من الخلافات ربما تكون بسبب إشاعة مُغرِضة، أو قول لم يتثبت منه صاحبه، أو انطباع سيء لم يكن مبنيا على علم صحيح.

إن المختلفين أحوج ما يكونون إلى أن يفهم بعضهم بعضا بشكل صحيح، بعيدا عن ردود الأفعال، وعن الظنون والتصورات التي لا رصيد لها من الأدلة والحجج والواقع.

 

وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية