اطبع هذه الصفحة


💰معركة المال💰

أ.وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم


لا يشك أحد أننا نمر في أيامنا هذه في كثير من شؤون حياتنا ومسلتزماتها حالة من التقشف وقبض اليد أمام الكثير من تطلعات النفس ورغباتها ..

وما ذاك إلا حينما قرأنا وسمعنا وعلمنا بتبدل كثير من الأحوال الاقتصادية والسياسية المحلية والعالمية، بسبب الصراعات المحتدمة بين كثير من دول الصراع في المنطقة ..

في ظل هذا الواقع وتأزماته؛ تتقافز للذهن صورة سامية ومثل شامخ من الإيثار والتعاون الاجتماعي الذي أمرنا به ..

بل هو تطبيق عملي للأمر الرباني الذي خاطب فيه رب العزة نبيه محمد عليه الصلاة  السلام وأمته من بعده : {وأحسن كما أحسن الله إليك}.

الإحسان = الحمد والشكر.

والحمد والشكر لا يكونان باللسان فحسب، بل هما قبل ذلك ترجمة عملية معاشة في واقع الحياة.

لا تقل إنني فقير، على قد حالي، لا أملك إلا قوت يومي، ومرتبي الذي لم يسعفني إلى آخر شهري.

بل في ظل هذه الظروف تظهر معادن الناس، وحقيقة إيمانهم ويقينهم وتوكلهم على الرزاق جل في علاه.

إن كنت تظن أنك فقير فتأكد أن هناك من هو أفقر منك، إن كنت متحقق أنك تملك قوت شهرك فتأكد أن هناك من لا يملك حتى قوت يومه، إن كنت تملك على سفرتك طبق الأرز والإدام وقطع الدجاج وصينية السلطة فتأكد أن هناك من لا يملك حتى قطعة رغيف واحدة، إن كنت تملك ثوبا ناصعا ترتديه كل صباح لتذهب به لعملك فتأكد أن هناك غيرك لا يملك إلا قطعة مرقعة يغسلها كل يوم ليخرج بها بين الناس ...

بل تأكد أن رب ثوب هو في نظرك قديم عتيق بال، لو أعطيته لغيرك لرآه ثوب العيد.

أعود وأقول : ليس الحمد أن تمد سبحتك وتحصي منها ألف حصاة تردد فيها قولك "الحمد لله"، ثم أنت لا تعرف لتلك اللفظة واقعا معاشا في حياتك وفعالك وسلوكك.

بل الحمد الحقيقي أن تفيض بالنعم على المحتاج، يفيض الغني على الفقير، والقوي على الضعيف، والصحيح على المريض، والجار على جاره، والقريب على قريبه، والبعيد على من أهو أبعد منه.

الحمد الحقيقي أن لا تشبع وجارك جائع، وتدفء وجارك عار، وتلبس وجارك حاف.

الحمد الحقيقي أن تتعامل مع الخلق بالإحسان وأنت تنتظر ما عند الله من ربح وأجر وادخار مضاعف في يوم المعاد.

ومن يؤمن بأن للكون إلها مصرف مدبر، يعطي ويمنع، يضحك ويبكي، يسعد ويشقي، لا بد وأن يكون موقن مطمئن لهذا.

الخلاصة : من أحب أن يبسط له فليبسط على من هو أحوج منه، ومن أحب أن يوسع له فليوسع على من هو أضيق منه، ومن أحب أن يغنى فليغني من هو أفقر منه، ومن أحب أن يعان فليعن من هو أضعف منه.

وبذاك تدوم النعم، وتحفظ العطايا، وتمنح البركات، وتنزل الهبات.

بل بذاك تنتصر النفس على هواها، وتنتصر الأمة على عدوها، ﻷنها قبل ذلك انتصرت في معركة المال الذي هو صنو الجهاد بالنفس في أرض النزال.

وحينها يكون للفظة (الحمد) معنى آخر حين نلفظها أو نرددها أو نعلمها غيرنا.
 

✍🏻   
خاطرة عجلى
كتبها : وضاح بن هادي
١٤٣٨/٤/١٤

 

وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية