اطبع هذه الصفحة


🌟 ملخص كتاب {ولا يلتفت منكم أحد}🌟

أ.وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم

🌟 ملخص كتاب {ولا يلتفت منكم أحد}🌟

📔
هذا ملخص موجز لكتاب
{ولا يلتفت منكم أحد}
للدكتور ناصر بن سليمان العمر

من إصدارات مؤسسة ديوان المسلم
الطبعة الثانية ١٤٣٦

✍🏻
كتبه بتصرف : وضاح بن هادي

🔖
من مقدمة الكتاب :


وقد رأيت في الآية {ولا يلتفت منكم أحد} تقريرا لمنهاج تربوي ينبغي لزومه، والسير على جادته، وهذا ما فصلته في هذه الرسالة.

فتحدثت عن النهي عن الالتفات، وبينت السبب الذي دعاني للاسترسال في الموضوع، وأشرت إلى أقوال أهل اللغة والتفسير حول الآية الكريمة، ثم ذكرت قصصا من أخبار الأنبياء عليهم السلام، تبين استمساكهم بالإمساك عن الصوارف في حياتهم، ثم تحدثت عن المنهج في سنة محمد، وكيف كان يتبدى في سيرته جليا.

وأوضحت أهمية الحذر من التفات القلب، ﻷنه سبيل السلامة من التفات المرء ببدنه، ثم تعرضت لبعض الأسباب التي تقطع الناس عن سبيلهم، وتجعلهم يلتفتون عن مقاصدهم.

وختمت الحديث بذكر الالتفات الجائز والرجوع إلى الحق والاهتمام بالمشورة.


أسباب الحديث عن هذا الموضوع :


1. تربص الباطل وأهله بالأمة وأبنائها ودعاتها وعلمائها ومنهجها الأصيل، وهذه الهجمة تركت أثرها في نفوس بعض المسلمين.
2. حملة التشكيك التي يمارسها العلمانيين والليبراليين والمنافقين، مما أحدث تشكيكا في عقول فصيل من أبناء الأمة.
3. الاضطراب الذي يعيشه بعض الدعاة وطلاب العلم، مما أدى لتراجع بعضهم أمام تلك الضغوط عما كان يقرره وينصره وينشره من الحق.
4. طول الطريق واستيحاش كثير من الصالحين والسالكين، مما أدى لبعضهم بالانعزال والانخذال والضعف.

🌟
الخطوات الأربع :


خطوات أربع يجب أن يراعيهن السائرون في طريق الحق، في كيفية بدء أعمالهم ومشاريعهم، وكيفية رسم الطريق نحو أهدافهم .. وهي :

1. على المرء أن يحدد مشروعه في الحياة، وأن يجعل له هدفا ساميا، ويضعه نصب عينيه، مراعيا في ذلك قدراته ومميزاته.
2. أن يدرس هذا المشروع من الناحية الشرعية، ويكيفه بالصورة التي يرى أن فيها رضا الله سبحانه.
3. أن يدرس الوسائل المستعملة في قطع الطريق، وأن يختار أنسبها.
4. أن يجد في السير بعد ذلك مستقيما إلى ذلك الهدف، في ذلك الطريق، عبر تلك الوسائل، ولا يلتفت حتى يبلغ القصد.

👌🏻
إن اﻷمة مليئة بالأخيار والصالحين ولله الحمد، لكن المشكلة تكمن في قلة من يحملون مشاريع تخدم الأمة، ثم في القلة التي تحمل المشاريع وتعقد عليها الآمال، هل درست مشاريعها، وحررت أهدافها، وحددت سبلها، وعرفت وسائلها الملائمة لها؟ ثم هل استقامت عليها بعد ذلك، ولم تلتفت للمشغلات والمغريات والمثبطات؟

👌🏻
كثير من الناس يتيهون في خضم الحياة عن سبيلهم الذي يجب أن يسيروا فيه ويستقيموا عليه، فيغيب الطريق عن بعضهم، وتغيب الوسائل الصالحة لقطعه عن آخرين، وقد يبتدئ بعضهم في السير ثم ينشغل عن مقصده الساعي إليه ومراده السائر نحوه، فنرى الانحراف بعد الاستقامة، والتساقط بعد الجد والوثب، وأصل البلاء التفات القلب عن القصد، ويتبعه التفات البدن ولابد!!.

📌
أقوال المفسرين في معنى الآية :


قال ابن عباس : ولا يلتفت منكم أحد، أي : لا يتخلف منكم أحد، ولا يشتغل منكم أحد بما يخلفه من مال أو متاع.

قال القرطبي : ولا يلتفت منكم أحد، أي : لا ينظر وراءه منكم أحد؛ قاله مجاهد.

قال الشوكاني : ووجه النهي عن الالتفات أن لا يروا عذاب قومهم، وهول ما نزل بهم، فيرحموهم ويرقوا لهم، أو لئلا ينقطعوا عن السير المطلوب منهم بما يقع من الالتفات.

قال ابن كثير : ولا يلتفت منكم أحد، أي : الأمر باستمرار السير دون اضطراب أو تأثر بالهول النازل.

👍🏻
وحاصل ما سبق من الأقوال : فإنه يدور على جمع الهم على قصد الخروج والنجاة، وبلوغ الغاية والمقصد، وتركيز الجهد في ذلك، دون الالتفات للوراء.

📌
إشارة منهجية في الآية :


قوله : {ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون} أمر من الله تعالى لنبيه لوط عليه السلام، جاء بعد أن سبقه أمره بأن يسري بأهله بالليل، ثم أتبعه بالأمر بالنهي عن الالتفات، ثم قال : وامضوا حيث تؤمرون؛ أي : لم يكن الانطلاق هياما على الوجه، بل ثمة وجهة وهدف منشود، مقصود السير إليه : (حيث تؤمرون)، وثمة طريق يوصل إليه، وثمة تدابير يجب أن يلتزمها السالكون لدرب السلامة.

💎💎
والخلاصة : حدد هدفك، وحرره من الناحية الشرعية، واعرف الطريق، وادرس الوسيلة، وخذ التدابير، ثم بعد ذلك انطلق : {ولا يلتفت منكم أحد وامضوا حيث تؤمرون}.


أسباب الالتفات :


هناك ثلاثة مسببات رئيسية :

1. من أعظم أسباب الالتفات (الهوى)، فهو مضيع للإنسان، ومذهب بلبه.
2. الجهل، فالجاهل قد لا يدرك أهمية الجد في السير، وقد يغفل عن مقاصد السير فيضعف أمام العوائق، بل قد لا يبصر الهدف فيسير رأسا في غير سبيل سلامة.
3. الشيطان ووسواسه، فهو قد نذر نفسه لغواية بني آدم ولفتهم عن سبيل الهدى.

ثم هناك أسباب أخرى للالتفات، من أهمها :

4. ضعق العزم، فالالتفات دليل على ضعف العزم أو فساده بالكلية، وهذه آفة منتشرة بين بعض الأخيار للأسف.
5. التشتت وعدم وضوح الهدف أو الوسيلة، وغياب الهدف من أهم أسباب التخبط في السير، وكذلك إذا حدد المرء هدفه ولم يحدد الوسيلة التي توصله، فلن يستطيع بلوغه.
6. النفس، فنفس الإنسان من أكبر أسباب الالتفات، فهي دوما تميل نحو الإمتاع والراحة والدعة، وتنفر من الجهد والتعب والعرق.
7. الضغوط السياسية، فالضغوط السياسية تمثل نوعا مهما من الضغوط العصرية التي يمكن أن يتعرض لها الدعاة وطلبة العلم.
8. الضغوط الجماهيرية، ويقصد بها موافقة الجماهير والانسياق خلف أهوائهم، وهذا النوع من الضغط أشد من غيره.

👌🏻
الالتفات الجائز :


قد يكون الالتفات محمودا في الأحوال التالية :

1. إذا كان رجوعا إلى الحق.
2. إذا كان إعادة للنظر في الطريقة المناسبة.
3. إذا كان تغييرا في الوسيلة لتتناسب مع الزمان والمكان.

💡
ومضة : من أعظم ما يعين الإنسان على مواصلة سيره، والاستمرار في طريقه، أن يشاور قبل أن يشرع.

ولكن يلزم أن يستشير المستشير خبيرا بما يشاوره فيه، أو عالما به، أو عنده ما يمكن أن يضيفه على أقل تقدير.

والشورى تنفع قبل اختيار الهدف لحسن الاختيار، وتنفع قبل اختيار الوسيلة ليختار أحسنها وأقومها، وتنفع أثناء السير لتقويم الطريق وتسديد السير، فينبغي أن لا نغفل عنها.

 

 

وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية