اطبع هذه الصفحة


وقفات تدبرية مع سور جزء النبأ

أ.وضاح بن هادي
@wadahhadi1

 
بسم الله الرحمن الرحيم

وقفات تدبرية
من سور جزء النبأ

📙
من كتاب : ليدبروا آياته
من إصدارات مركز تدبر

✍🏻
اختارها ولخصها
وضاح بن هادي

🔘{فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا}
قال عبدالله بن عمرو : ما نزلت
على أهل النار آية قط أشد منها.

🔘{لا يسمعون فيها لغوا ولا كذابا}
من ترك اللغو، فقد استعجل شيئا من نعيم الجنة.

🔘{كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها}
كان الحسن البصري إذا قرأ هذه الآية قال : ابن آدم! هذه الدنيا إنما هي غدوة أو روحة، أما تصبر عن المعصية؟.

🔘{إن هو إلا ذكر للعالمين لمن شاء منكم أن يستقيم}
في الآية إشارة إلى أن الذين لم يتذكروا بالقرآن ما حال بينهم وبين التذكر به إلا أنهم لم يشاؤوا أن يستقيموا، بل رضوا لأنفسهم الانحراف، ومن رضي لنفسه الضلال حرم من الهداية.

🔘{إن الأبرار لفي نعيم وإن الفجار لفي جحيم}
لا تظن أن هذه الآية تختص بيوم المعاد فقط، بل هؤلاء في نعيم في دورهم الثلاثة : الدنيا والبرزخ والآخرة، وأولئك في جحيم في دورهم الثلاثة! وأي لذة ونعيم في الدنيا أطيب من بر القلب، وسلامة الصدر، ومعرفة الرب تعالى، ومحبته، والعمل على موافقته؟!.

🔘{ويل للمطففين}
نزلت هذه الآية في تطفيف المكاييل والموازيين الحسية، ويدخل في هذا الوعيد التطفيف المعنوي، كمن يعتذر لنفسه ولا يعتذر لغيره، ويمدح طائفة بشيء لا يمدح به الأخرى، ولا يذكر للفاضل إلا العيوب والهفوات.

🔘{كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون}
كما حجبهم في الدنيا عن توحيده،
حجبهم في الآخرة عن رؤيته.

🔘{وأما من أوتي كتابه وراء ظهره}
كما أنه جعل كتاب الله وراء ظهره في الدنيا، جعل الله كتاب عمله وراء ظهره في الآخرة خزيا وعارا.

🔘{إن الذين فتنوا المؤمنين ... ثم لم يتوبوا}
انظر إلى سعة حلم الله تعالى؛ فهؤلاء يحرقون أولياءه ثم يعرض عليهم التوبة بقوله : {ثم لم يتوبوا}.

🔘{يوم تبلى السرائر}
صدرك صندوق ﻷكثر أعمالك، وسيفتح هذا الصندوق : {يوم تبلى السرائر} فانظر ما الذي سيفتح عليه الصندوق؟ أيسرك أن يفتح وفيه رياء أم حسد أم شيء يكدر سلامته؟ هنيئا لمن قيل له أنت ممن : {أتى الله بقلب سليم}.

🔘{فذكر إن نفعت الذكرى}
من الخطأ أن يبرر البعض ترك القيام بالدعوة استدلالا بهذه الآية دون النظر في الآية الأخرى : {وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين}. فالدعوة نافعة حالا أو مآلا، لكن قد تطرأ أسباب يكون من الحكمة تأخير التذكير لعارض، وبهذا نجمع بين الآيتين.

🔘{بل تؤثرون الحياة الدنيا والآخرة خير وأبقى}
قال مالك بن دينار : لو كانت الدنيا من ذهب يفنى، والآخرة من خزف يبقى، لكان الواجب أن نؤثر خزف يبقى على ذهب يفنى؛ فكيف والآخرة من ذهب يبقى، والدنيا من خزف يفنى؟!.

🔘{فادخلي في عبادي وادخلي جنتي}
هل تأملت سر تقديم {فادخلي في عبادي}؟ رفقة عباد الله نعيم في حد ذاته، فكيف إذا كانت هذه الرفقة في جنة الله؟.

🔘{يتيما ذا مقربة}
فيها تعليم أن الصدقة على القرابة أفضل منها على غير القرابة، كما أن الصدقة على اليتيم الذي لا كافل له أفضل من الصدقة على اليتيم الذي يجد من يكفله.

🔘{قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها}
النفس إن تركتها، كانت سفيرة إبليس لديك وعونه عليك، وإن ألزمتها الموعظة الدائمة والندم على كل ذنب، صارت لوامة، وإن استمر ذلك منها؛ حتى صار عادة لها، ابتعد الشيطان عنها؛ فصارت نفسا مطمئنة.

🔘{فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى}
هذه الآيات جمعت جميع الأسباب التي تنال بها السعادة؛ فأسبابها ثلاثة : فعل المأمور {أعطى}، واجتناب المحظور {واتقى}، وتصديق ما أخبر به الله ورسوله {وصدق بالحسنى}، فمن جمعها {فسنيسره لليسرى}.

🔘{ألم يجدك يتيما فآوى ووجدك ضالا فهدى ووجدك عائلا فأغنى}
فلم يقل : فآواك فهداك فأغناك؛ ﻷنه لو قال ذلك لصار الخطاب خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس الأمر كذلك، فإن الله آواه وآوى به، وهداه وهدى به، وأغناه وأغنى به.

🔘{وأما السائل فلا تنهر}
هل يدرك المفتون والمعلمون أنهم مخاطبون بهذه الآية؟ فليترفقوا بالسائلين؛ استجابة ﻷمر الله، وتحدثا بنعمة الله عليهم.

🔘{ورفعنا لك ذكرك}
قال قتادة : رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمدا رسول الله.

🔘{اقرأ باسم ربك الذي خلق}
في الآية إشارة إلى أن مركز القوة والحضارة والتقدم انتقل من القوة المالية والبدنية إلى العلم والمعرفة.

🔘{اقرأ}
أول كلمة نزلت، تأمل في دلالتها، وحروفها : قراءة، ورقي، ورقية، فالقراءة : بوابة العلم، وهو رقي ورفعة، ويوم القيامة يقال : "اقرأ وارق"، وهو أيضا : رقية وشفاء. فما أعجب هذا القرآن! أربعة أحرف حوت سعادة الدارين.

🔘{كلا إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى
إن إلى ربك الرجعى}
من أخطر أسباب طغيان الإنسان : غناه وإقبال الدنيا عليه مع نسيانه ربه ولقائه، ومتى ما اجتمعت هذه الأسباب على العبد، فقد أحاط به الهلاك من كل جانب إن لم يتداركه ربه برحمته وتوفيقه.

🔘{وما أدراك ما ليلة القدر}
كم من شرف عظيم تميزت به هذه الليلة؟ شرف المنزل فيها، وشرف الزمان، وشرف العبادة، وشرف المتنزلين، وشرف العطاء بلا حدود، ومسك ذلك : {سلام هي حتى مطلع الفجر} فيا لطول حسرة المفرطين!.

🔘{إن الإنسان لربه لكنود}
وفي هذه الآية تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان جنس الإنسان كنودا جحودا لربه وهو الذي أوجده وأمده، وما به من نعمة فهي من الله؛ فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه.

🔘{وتكون الجبال كالعهن المنفوش}
إذا كان تأثير تلك القرعة في الجبال حتى تصيرها كالعهن المنفوش، فكيف يكون حال الإنسان عند سماعها؟!.

🔘{أرءيت الذي يكذب بالدين فذلك الذي ...}
هذا إيذان بأن الإيمان بالبعث والجزاء هو الوازع الحق الذي يغرس في النفس جذور الإقبال على الأعمال الصالحة.

🔘{فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون}
سماهم مصلين، لكنهم ساهون عن فعلها، أو عن وقتها، أو عن أدائها بأركانها وشروطها، أو عن الخشوع وتدبر معانيها، فاللفظ يشمل هذا كله، من اتصف بشيء من ذلك، فله قسط من هذه الآية، ومن اتصف بجميع ذلك، فقد تم نصيبه منها، وكمل له النفاق العملي.

🔘{فصل لربك وانحر}
لما كانت الصلاة والنحر أكثر العبادات التي يصرفها المشركون ﻷوثانهم، خصتا بالذكر {فصل لربك وانحر}، وأبرز مقصودهما وغايتهما : {لربك}؛ ليستقر المعنى وهو : فصل لربك، وانحر لربك، وحده لا شريك له، مراغما المشركين الذين جعلوا صلاتهم ونحرهم لغير الله.

🔘{فسبح بحمد ربك واستغفره}
جمع بين التسبيح والاستغفار؛ إذ في الاستغفار محو الذنوب، وفي التسبيح طلب الكمال.

🔘{وامرأتُه حمالة الحطب}
إنها المرأة حين تعين زوجها على  كفره وعناده؛ ولذا ستكون عونا عليه في عذابه في نار جهنم! قارن هذا بحال خديجة، فإنها لما هيأت بيتا هادئا هانئا لزوجها صلى الله عليه وسلم، بشرت ببيت في الجنة، لا صخب فيه ولا نصب، فما أعظم أثر المرأة في حياة زوجها.

🔘{قل أعوذ برب الفلق من شر ما خلق}
كثيرون يقرؤونها وهم يستحضرون في أذهانهم شرور غيرهم، بينما الواجب أن يستحضروا التعوذ من شرور أنفسهم ابتداء.

🔘{الذي يوسوس في صدور الناس
من الجنة والناس}
بين الله تعالى نوع الموسوس، بأنهم من الجنة والناس؛ ﻷنه ربما غاب عن البال أن من الوسواس ما هو شر من وسواس الشياطين، وهو وسوسة الناس، وهو أشد خطرا، وهم بالتعوذ منهم أجدر؛ ﻷنهم منهم أقرب وهو عليهم أخطر، وأنهم في وسائل الضر أدخل وأقدر.


 

وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية