اطبع هذه الصفحة


مختارات منتخبة من
كتاب :  سلوة الطالب
للشيخ : د. علي العمران

مختارات منتخبة من  كتاب : * سلوة الطالب * للشيخ : د. علي العمران

أ.وضاح بن هادي
@wadahhadi1

 
بسم الله الرحمن الرحيم

سلوة الطالب

مختارات منتخبة من 
كتاب : سلوة الطالب
للشيخ : د. علي العمران


من إصدارات دار الصميعي
الطبعة الأولى : ١٤٣٩

كتبها بتصرف : وضاح بن هادي
من على متن طائرة العودة لجدة
 


🔸 إذا لم تُفْلِح في باب من العلم اذهب لغيره فقد ينفتح لك بابه.

⁉️ يسأل كثير من الشباب : كيف أعرف العلم الذي تميل إليه نفسي ويمكن أن تبرز وتُبدع فيه؟

نقول : لذلك طرق أربعة :
1
 أن تجد نفسك محبا لذلك الفن، تحب أن تقرأ فيه، وتتعرّف على مسائله.
2
 أن تلاحظ نفسك كثير الاقتناء لكتبه، ميالا لمعرفة أسمائها وأسماء مؤلفيها.
3
 أن يذكرك أستاذك أو أقرانك ببروزك وتميزك في ذلك الفن.
4
 قد تكتشفها أنت بنفسك في أثناء تدرجك في مراحل الطلب.
 

***


🚫 آفة الآفات لطالب العلم اليوم : استطالة الطريق، والتعجل في قطف الثمرة!

-
الوجبات السريعة من العلم كالوجبات السريعة من الطعام، تشعرك بشبع آني .. لكنه ضار على المدى البعيد.

-
لذلك أقول : نصيحتان لا أجد لطالب العلم مثلهما : (تَعَنّ وتَأنّ) تَعَنّ في الطلب .. وتَأنّ في الثمرة.
 

***


💡 كلما اتسعت دائرة العلم والمعرفة؛ اتسعت دائرة الإعذار للمخالفين.

وهنا لوم لبعض الشيوخ والمربين حين يوحي بحاله أو مقاله للطالب أو السائل أن قوله هو الحق، وأن سواه هو باطل لا محالة، أو يشنع على القول الآخر وهو له قوة وحظ من النظر معتبر ..!.

وهو هنا - أي الشيخ - يسهم بطريقة مباشرة في توسيع هوة التعصب، وفي تجذير أسباب الخلاف والشقاق، وفي تحجير ما وسع الله للناس من القول والاختيار!.
 

***


أنجع طريق لتحصيل العلم : أن تأخذ العلوم علما علما .. كلما أنهيت علما تنتقل لما بعده ..

ويمكن الجمع بين علمين للمتفرغ الذي يلقي بثقله في العلم حفظا وفهما وشرحا.
 

***


💠 في سبيل طلب العلم والمعرفة والترقي بالنفس في معاليها وكمالاتها = لا تقل : تقدمت بي السن! أو فاتني قطار العلم ...

ولك أسوة في الأئمة المتقدمين الذين بلغوا رتبة علية في العلم وقد طلبوه وهم كبارا ..

 

***


🌟 أكثر ما يشعر الشيخ بحرص الطالب خمسة أمور :

 1
 حضوره المبكر لمجلس العلم، وأدبه واحترامه وتبجيله ﻷستاذه ومعلمه.
 2
 تحضيره للدرس، وظهور أثر ذلك على الطالب أثناء الدرس.
 3
 حضور ذهنه وقت الدرس وعدم انشغاله، وتفاعله مع الأستاذ سؤالا وجوابا وتقييدا.
 4
 إتقانه لما يلقيه من علم.
 5
 جودة استشكالاته التي يطرحها.
 

***


👎🏻 لا أضر على طالب العلم من أربع
:

 1
 العجلة.
 2
 رؤية النفس.
 3
 كثرة الجدل والمماراة.
 4
 جعل العلم قنطرة إلى الدنيا.
 

***


👍🏻 لا بد لطالب العلم من أربع :

 1
 شيخ يتخرج به.
 2
 كتب ينظر فيها.
 3
 أدب يتحلى به.
 4
 نية تصحح له السير.
 

***


ليست مشكلة كثير من الطلبة اليوم هي الانشغال بما لا يفيد؛ بل الانشغال بما يضر من العلوم والفهوم والأفكار والعادات!

وكم هي الكتب التي لا تصلح لطالب العلم في مراحله الأولى؛ سواء من ناحية علو مضمونها عن مستواه، أو من ناحية ضررها عليه بسبب سوء مادتها العلمية أو المعرفية.
 

***


💡كتب بعض الحكماء إلى أخ له : إنك قد أوتيت علما فلا تطفئن نور علمك بظلمة الذنوب، فتبقى في الظلمة يوم يسعى أهل العلم بنورهم.

وثمرة العلم (الشرعي) الحقيقية هي أثره في نفس حامله من الخشية والمعرفة بالله بأسمائه وصفاته وأفعاله وعظيم حقه.
 

***


🔹 لا يكن مورد عقلك من إناء واحد، عَدِّدْ الموارد .. شريطة أن تكون صافية النبع، أو شبه صافية ولديك القدرة على تصفيتها.

لن تعرف خطأ الرأي الذي أنت عليه إلا إذا استمعت ﻷفكار أخرى أكثر نجاعة. ولن تعرف خطأ شيخك إلا إذا استمعت لغيره.
 

***

📌 العلم شيء، وبيانه شيء، والقدرة على الاحتجاج له شيء، والمناظرة عنه وإقامة دليله شيء، والجواب عن حجة مخالفه شيء.

قال بعض العقلاء : لا يسمى العالم بعلم ما عالما بذلك العلم على الإطلاق، حتى تتوفر له أربعة شروط :

 1
 أن يكون قد أحاط علما بأصول ذلك العلم.
 2
 أن تكون له القدرة على العبارة عن ذلك العلم.
 3
 أن يكون عارفا بما يلزم عنه.
 4
 أن تكون له قدرة على دفع الإشكالات الواردة على ذلك العلم.

والمناظرة التي تكون عبر القنوات الحديثة ويراها عموم الناس في أنحاء العالم = تحتاج إلى أنواع من التدريب والذكاء والتحرز، إضافة إلى القدرات السابقة.
 

***


🎯 العلم متى وجد مكانا خاليا، وطبيعة مناسبة، وعقلا واعيا .. تمكن واستقرَّ وإلا ذهب وفَرَّ.

القلب الذي تتنازعه الهموم يصعب عليه أن يحصل من العلم ما يبرز به ويتميز .. أفرغ قلبك للعلم ليتمكن من التربع في سويدائه.
 

***


🌴 لن يلين لك العلم .. حتى تقسو على نفسك في طلبه.

وقد قيل للشعبي كيف حصلت هذا العلم؟ قال : بنفي الاعتماد، والسير في البلاد، وصبر كصبر الجماد، وبكور كبكور الغراب.
 

***



🗣 من دخل إلى الحوار بنية إفحام خصمه وغلبته والظهور عليه وبيان مجرد هزيمته = يحتاج إلى مراجعة هذه الغاية!

ليس من شرط المحاورة الجيدة أن تنتهي بهزيمة أحد المتناظرين .. فمن فوائد المحاورة أن تتلاقح العقول وتمحص الأدلة والحجج، وتتحرر المسائل.

أسوأ المحاورين : من يحاورك ولم يقرأ في مسألة النزاع إلا عناوين بحث في الشبكة، أو تغريدات في تويتر، أو حفظ رأي أستاذه الذي تلقن منه!

في وسائل التواصل لا تدخل في حوار أو جدل مع اثنين : سفيه معلن بالسفه. ونكرة يتخفى وراء اسم مستعار.
 

***


💎 تعرَّف على مواهبك .. قد تكون عالما لم يفتح لك في باب التأليف، أو مؤلفا بارعا لم يفتح لك في باب التدريس، أو مدرسا لم يفتح لك في باب الخطابة.

حتى في الحفظ تخصصات، فقد يسهل عليك حفظ الأحاديث بأسانيدها ويتعسر عليك حفظ الشعر، والعكس واقع أيضا. فاعرف قدراتك.

من لم تكن طبيعته الحفظ فلا يذهب بعيدا في إرهاق نفسه، وليكتف بضبط ما لا بد منه.

يندر أن تجتمع قوة تمام الحفظ وتمام الفهم في شخص واحد؛ ﻷن لكل منهما طبيعة معينة في الدماغ.
 

***


📒 من أمتع متع الكتاب .. حين تقتنص فوائده وتقيد شوارده، ثم تعود إليها بعد مدة، فتجد فيها عبق الذكرى، وتجني ثمار التعب.
 

***


لن تلام إذا لم تستطع تحقيق كل أمانيك .. لكنك ستلام - حتما - إن لم تبدل وسعك في تحقيقها.

ستلام  أولا من نفسك بعد أن تصحو، وستلام من غيرك إن بقيت مكانك، وقد مضى الناس لطموحاتهم وخلفوك في ذيل القائمة!

تلك الأحلام والطموحات إذا لم تضع لها برنامجا ووقتا وتفكيرا وخطة للوصول إليها = كانت كسابقها أحلاما في مهب الريح ..
 

***


رَوّضوا أقلامكم .. ابتعد عن الكتب قليلا وانفرد بنفسك مع قلم وأوراق فقط ...

ماذا أكتب؟

 1
 اكتب ما يجول بخاطرك .. تأملات، نقد، أفكار، خواطر، كل ما فيه شحذ للذهن، وإعمال للفكر، وإطلاق للقلم من ربقة النقل والقص واللصق.
 2
 لا تكرر ما يقوله الآخرون، أعده بصياغة أخرى، بقلم أرشق، بتلاعب لفظي، بتقديم وتأخير ..

عوِّد قلمك على الجولان في ميادين الكتابة، اكتب مسودات تلو مسودات، احفظها عندك وعد إليها بعد حين ..

قد تكون خربشاتك الأولى بلا قيمة، لكنها ستكسبك على المدى البعيد ما سيكون له قيمة ..

معركة اليوم مع الأعداء معركة علم وإعلام، ينبغي أن نتسلح بالعلم، وأن نتسلح بقوة البيان .. فكم من معركة هزم فيها الحق ﻷنه لم يجد لسانا يعبر عنه.
 

***


🚦خمسة أمور  إذا اجتمعت في طالب العلم وصل إن شاء الله لمبتغاه في الطلب
:

 1
 الاستعداد العقلي.
 2
 الإرادة الجازمة والهمة العالية.
 3
 العمل الدؤوب والاستمرار على الطلب.
 4
 المنهاج القويم في طريقة التعلم.
 5
 المعلم الناصح والمربي المشفق.

وأقول تأكيدا لدور الطالب ومسؤوليته عن ذاته : انظروا للمتميزين من طلبة العلم المعاصرين = ستجدون بينهم قاسما مشتركا هو سر تميزهم .. وهو : استغلال القدرات الذاتية والتفرغ للعلم والهمة فيه ..
 

***


 اللحظات الفارقة .. تمر بنا جميعا لحظات فارقة في حياتنا، من يلتقط الفرصة يفز بجميل آثارها، ومن يفوتها فربما ندم إن حانت له فرصة تأمل.

قد تأتيك الفرصة لتطرق بابك، لكنها لا تنتظر كثيرا .. وربما في أكثر الأحيان يجب عليك أن تبحث أنت عن تلك اللحظة الفارقة.
 

***


🔛 ليس بالضرورة أن تكون عالما في كل فن .. وإنما خذ علما واستفرغ فيه جهدك، خير لك من التشتت في علوم مختلفة دون أن تبلغ التحقيق في شيء منها.

ولو نظرنا في تراجم الكبار من المعاصرين على الأقل لوجدناهم مبرزين في فن ومشاركين في فنون.
 

***


‼️
تشتت الطالب وطلب التشتت .. كثير من التشتت الذي يصيب طلاب العلم يأتي من عدم معرفتهم ماذا يريدون من أنفسهم .. فهم يتطوحون كل يوم في علم أو شيخ أو منهج!

إذا أكثر طالب العلم في ابتدائه من المشاورة .. أكثر بالتالي من التنقل بين الفنون وبين الكتب وبين الشيوخ .. فيمضي عليه الزمان في التنقل!!

يكفي طالب العلم ست سنوات من التحصيل الجيد مع التركيز .. ليصبح ملما بأصول العلوم، لينتقل بعدها إلى مراحل متقدمة من العلم.
 

***


🎯
مشروع العمر .. هو المشروع الذي تعيش له وبه وفيه ومن أجله (فليختر كل منا مشروعه).

من لم يخطط ليكون له مشروع العمر سيكون هو ضمن مشاريع الآخرين!!

كان الطبراني يقول عن (المعجم الأوسط) : هذا الكتاب روحي. وقل مثل ذلك عن صحيح البخاري وصحيح مسلم فقد مكث كل منهما ١٦ عاما في تأليفه. ومثل ذلك التمهيد لابن عبدالبر، والفتح لابن حجر، وتاج العروس للزبيدي، والتحرير والتنوير لابن عاشور، ودراسات ﻷسلوب القرآن لعظيمة = كانت مشاريع العمر لهؤلاء الأعلام.
 

***


🔰 أهم العوامل المؤثرة في مسيرة طالب العلم وناشد المعرفة، هي ستة عوامل، وغيرها يؤول في الحقيقة إليها، وهي
:

 1
 معرفة الطالب بقدراته وإمكاناته في الحفظ والفهم والاستيعاب.
 2
 معرفة الطالب بميوله العلمية، وأي العلوم أقرب إلى نفسه .. ويكون ذلك بإرشاد مرشد، أو بمعرفة ذاتية.
 3
 معرفة الطالب ماذا يريد من نفسه، وما الغاية التي ينشدها.
 4
 معرفة الطالب بطرق التعلم الصحيحة المنتجة، وتنكبه للطرق الضعيفة أو الفاشلة.
 5
 الوقت وما أدراك ما الوقت .. فما لم يمنح الطالب نفسه الوقت الكافي للطلب والحفظ والمذاكرة فلا يتعن!.
 6
 البيئة الاجتماعية والعلمية الحاضنة .. لها أثر واضح المعالم في نشئة الطالب.
 

***


كم ستخلع من الثياب وتلبس وأنت تبحث عن نفسك في مقاسات الآخرين؟!

وإنما انظر في تجارب الناس ممن وصل وتعلم منها وأبدع طريقة خاصة بك.

لا يكن نظرك لشخص واحد .. ولكن لتجارب الأشخاص المبدعين .. في تجاربهم وظروفهم وطبائعهم اختلاف وتنوع .. من هذه كلها ستجد لنفسك متسعا يلائمك ويلائم طبيعتك وأهدافك وروحك.

تلاميذ العظماء لم يكونوا نسخا منهم، بل كل منهم برز في جانب معين.
 

***

 التثبت التثبت يا طلاب العلم .. إذا لم يضبط أهل العلم والمصلحين والمثقفين أنفسهم في نقل الأخبار، ويتخذوا من الصرامة منهجا لهم في النقل؛ فسيتخذهم الناس قدوة في الباطل!.

قال الذهبي في (الميزان) : "والكلام في الرجال لا يجوز إلا لتام المعرفة تام الورع". فقواعد المحدثين ومثبتي التاريخ من أنفع القواعد في التثبت.
 

***

انتهت الاختيارات .. علها تكون دافعة لك لقراءة الكتاب الأصل وتحصيل ما لم تحصله من هذه الاختيارات

 

 

مختارات منتخبة من  كتاب :  سلوة الطالب  للشيخ : د. علي العمران pdf

 

وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية