اطبع هذه الصفحة


تغريداتي الـ 50 من كتاب ‘اللمسة الإنسانية‘
للدكتور محمد محمد بدري

انتقاها بتصرف
وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم


متى نتوب من خطأ التعامل مع أبنائنا كشريحة واحدة، وندرك أن لكل ابن كيانه وقدراته ودرجة استعداده الخاصة به؟!.

أبناؤنا يتمتعون بمرونة ذهنية تماثل مرونتهم الحركية، بينما يصيبنا نحن تصلبا فكريا يحاكي تصلبنا الحركي بتقدم السن.

أبناؤنا ليسوا دائما حمقى يرفضون الإنصات لصوت العقل كما نظن! ببساطة هم يرون الحياة والحقائق دائما بعيونهم لا بعيوننا.

طرح الأبناء لأسئلتهم الكثيرة توحي بأن لديهم روحا نقدية لا تُسلِّم بكل ما ترى وتسمع .. بل تبحث عن البرهان والحجة لتبني أفكارها وآرائها على يقين واقتناع.

حين تقول "إنك ولد رائع لأنك قمت بتنظيف حجرتك"،فأنت تبعث برسالة مفادها "أنك تصبح ابنا غير جيد حين لا تقوم بذلك"!!.

حتى يثمر ثناءنا.. اثن على السلوك،اجعل ثناءك موافقا لحجم الموقف،قدم مع الثناء السبب الباعث على ثناءك.

من المهم أن نجعل احترام أبنائنا لنا هو مصدر سلطاننا عليهم، وليس سلطاننا عليهم هو مصدر احترامنا.

إن الأبناء الذين يتم معالجة سلوكهم السيء بالضرب لا يتعلمون القدرة على ضبط النفس .. لقد اعتادوا ألا يتوقفوا عن سلوكهم السيء ولا يستجيبوا لما يطلب منهم إلا حين يضربون!!.

هناك اختلافان أساسيان بين العواقب والعقاب، فالعواقب تُعلِّم الطفل ما تريده أنت أن يتعلم، ولكن نادرا ما يفعل العقاب ذلك.

من الأفضل التهديد بالعقوبة أكثر من توقيعها بالفعل، لأن ذلك يحتفظ برهبتها الدائمة في نفس الابن.

كن على يقين أن أبناءك يتلهفون على فعل السلوكيات الصحيحة، ولكنهم فقط يريدون معرفة ما هو الصحيح وماذا تعني به؟!.

حتى يثمر عقابنا لأبنائنا فلابد .. أن يكون العقاب ملائما للخطأ، وأن يكون العقاب مناسبا للجُرم، وأن يكون العقاب سهل التنفيذ، وأن تسعى في تفسير العقاب.

التغاضي لا يعني عدم الاهتمام بالابن، بل التغاضي أن ترى في كسر ابنك للطبق أمرا لا يستحق الهياج والصراخ.

الأبناء الذين لا يرون إلا نقاط ضعفهم يفتقرون إلى الاعتزاز بالنفس، ويتوقعون الفشل دائما.

كلمة ‘أشكرك أو أقدر ما قمت به‘ يمكن أن تصنع مفعول السحر في علاقتك بابنك عندما تستخدمها على النحو الصحيح.

أشعر ابنك بإمكانية الاعتماد على قدراته والثقة فيه، حينها سيثبت لك أنه جدير بهذه الثقة التي يستحقها.

مهما قلنا عن خطورة الدعاء على الأبناء فهو أكثر، لما فيه من دمار للابن ومستقبله، ودمار للأبوين كذلك.

بدلا من أن تكون سببا في إفساد ابنك بالدعاء عليه .. فلتكن سببا في صلاحه بدعائك له.

من أصلحه التلميح لم يحتج معه إلى التصريح .. وقدوتنا في ذلك رسول الله.

نعم.. كلنا نحب أبنائنا.. هذه حقيقة، لكن كم منا يخبر أبناءه أنه يحبهم؟.

حاول ألا تشترك في مجادلات مطولة مع أبناءك بدعوى الإقناع، وإنما فقط أصدر أوامرك بوضوح ثم انصرف.

أفضل وسيلة لكسب الجدال مع الأبناء .. ألا تشترك فيه.

ركز في حواراتك مع أبنائك على الأسئلة المفتوحة والمحايدة "ما رأيك في كذا؟ أو ما هي الوسائل التي تقترحها لكذا؟..."

أثناء حديث أبنائك لك وأنت مشغول، لا تتظاهر بالسماع؛ بل كن صادقا معهم واطلب منهم أن يعاودوا الحديث في وقت آخر.

من خلال سماعك التام لأبنائك تبعث برسالة لهم مفادها ‘أنتم جديرون حقا بالاستماع إليك‘.

الساعات التي نقضيها في الإنصات لأبنائنا تختصر سنوات من سوء الفهم الناتج عن سوء الاستماع والإنصات..

من وقت مبكر تنبه الفاروق الملهم.. فقال قولته : ‘أحسنوا تربية أولادكم فقد خلقوا لجيل غير جيلكم‘.

إن مهمة التربية قد تكون أكثر سهولة إذا كنا نحن الآباء نمتلك كل أوراق تلك المهمة.

إننا لا نبالغ إن قلنا أن كل مشكلة تربوية للأبناء هي في حقيقتها مشكلة أبوين.

أبناؤنا أذكى مما نظن، فهم يلحظون أشياء كثيرة نحسبهم عنها غافلين.

قانون تأثير الآباء في الأبناء .. ‘أن يعمل الآباء بما علموا،فينتفع أبناؤهم بما يقولون‘.

الكثير من الآباء يفشلون في تربية أبنائهم، ليس لأنهم لا يحبونهم بالطبع، وإنما لعدم إحاطتهم بالأهداف التربوية ووسائلها...

بين ما(يجب) أن يكون، و(كيف) يكون مساحة لابد أن يملأها المربي بما يمكن أن نطلق عليه (فن الممكن في واقع المستحيل).

إن وجود الأب بين أبنائه ولو صامتا، فيه من عمق التربية ما فيه، فيه التضحية بوقته، فيه التقدير لهم، فيه إحساس المشاركة، فيه الطمأنينة .. فما بالك إذا نطق الأب وهو بينهم؟.

اختلاف الآباء والأمهات – أمام الأبناء – على السياسة التي يجب اتباعها في التعامل مع الأبناء؛ يُعلِّم الأبناء نقطة ضعف كل منهما.

من الحكمة التربوية .. أن تكون سياسة الأبوين موحدة أو متقاربة تجاه الطفل، بحيث لا يشعر أن هناك فارقا ملحوظا بين معاملة كل منهما له.

إن مجرد إصدار الأوامر والتوجيهات أمر يجيده الجميع، لكن مشاركة الأبناء يرفع قيمة المربي لديهم ويعلي شأنه، ويدفعهم لمزيد من البذل والهمة والحماس.

يجب علينا كآباء ومربين ألا نخلط لعبنا مع أبنائنا بالتوجيهات الدائمة..

إن لدينا نحن الآباء بديهية لا تحتمل النقاش .. هي أننا ‘معلمون‘ لأبنائنا دائما .. وهم ‘متعلمون‘ دائما، ولكن الحقيقة أننا نتبادل معهم المواقف في بعض الأوقات، فنصبح نحن المتعلمين، ويصبحوا هم المعلمين .. !!.

التماثل التام بيننا وبين أبنائنا، وبين أبنائنا وبعضهم، ليس علامة صحة أو موضع غبطة، وإنما هو علامة خمول وضياع للإبداع ...

إن الانسجام بيننا وبين أبنائنا لن يتحقق إلا إذا عاملناهم كأفراد مستقلين ذي كيانات منفصلة.

محاولة تركيب عقولنا على رؤوس أولادنا رغبة في "الارتقاء" بهم .. سوف لا يجعلهم كبارا، بل ربما تسبب ذلك في قطع أوصالهم، وإيقاف نموهم.

إن إحدى أخطائنا التربوية الكبرى، أننا نريد أن نُدخل حكمتنا وتجربتنا إلى رؤوس أبنائنا بنفس السرعة التي يدخل بها مصل شلل الأطفال إلى مجرى الدم .. وتناسينا أن لا طريق لهم لاكتساب الحكمة إلا بالمرور بالتجربة والخطأ على مدى فترة طويلة من الوقت.

أبناؤنا يختلفون فيما بينه أمزجة وذكاء وطاقة واتزانا .. والمربي الحكيم هو الذي يضع الولد المناسب في المكان المناسب الذي يتفق مع ميوله، وفي البيئة التي يصلح أن يكون فيها.

كثيرون هم الآباء الذين يتعاملون مع أبنائهم وكأنهم بلا كيانات، ويفخرون بأنهم لا يعصون لهم أمرا، ولا يفعلون شيئا دون رأيهم، وما علموا أن ذلك وأد لشخصياتهم ينتهي بهم إما إلى التمرد أو الانطواء.

إذا أردنا كآباء ومربين سلامة أبنائنا من أدران القلوب من حقد وحسد وفساد طوية، فليس أمامنا إلا تنفيذ وصية نبينا ‘اتقوا الله واعدلوا بين أولادكم‘.

ليس من العدل أن تسمع من بعض الآباء عبارات من مثل : ‘أخوك أفضل منك‘، ‘أخوك أذكى منك‘، ‘أخوك أكثر أدبا منك‘.

لا بد لنا إذا شعرنا بأن أبناءنا قد كبروا وخرجوا عن مرحلة الطفولة، أن نسارع بفرح إلى إعلان هذا الأمر ‘إن ابننا فلان لم يعد طفلا! إنه أصبح رجلا!‘.

لا تحاول أن تردّ على الأسئلة التي توجّه لطفلك – الخجول - نيابة عنه، ولا تحاول أيضا القيام بأعماله بدلا عنه، فإن ذلك كله سيعمق السلبية لديه.

 

وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية