اطبع هذه الصفحة


كتاب على الحائط

وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم


أعجبتني قصة لا أريد أن أدخل في جدلية هل هي واقع أم خيال..
تحكي القصة (قصة فنجان قهوة على الحائط)، وفي زاوية من زوايا مدينة البندقية يقطن مقهى يرتاده أهل البندقية وزائريها على نحو معتاد، وفي بادرة مفاجئة على أحد سائحي المدينة حين قَدم رجل من هواة القهوة ليحتسي كوبا كعادة مرتادي المقهى، إلا أن المفاجئة كانت حين نادى الرجل النادل فقال له : تكرما فنجان قهوة وفنجان آخر على الحائط، فأخذت الرجل السائح الذهول والفضول حول ما تقاذف لأذنه من طلب، فما كان منه إلا أن ينتظر ليشاهد الموقف حتى آخره ..

ولحظة وإذ بالنادل يأتي بكوب القهوة، ويأتي بورقة في يده ليعلقها على الحائط، مكتوب عليها (كوب قهوة) ..

وبالفعل؛ وما هي إلا لحظات ويدخل شخص يظهر من هندامه الفقر والعوز، فينادي على النادل بعد أن أقبل عليه بابتسامته المعتادة، ليطلب منه (كوب قهوة من الحائط)، وبسرعة يُلبّى له الطلب، فيحتسي قهوته، ثم يخرج ليُكمل سبيله.. (نقطة ومن أول السطر).

لو أخذنا نُعدّد الدروس التي يمكننا استلهامها من موقف كهذا لما توقف بنا مداد الحبر، لكن حسبنا أن نقول : ما أجمل أن يكون بيننا من يفكّر أن هناك أناس كثر يتطلعون لئن يصلوا إلى رغبات مشروعة لا يجدوا لها ثمنا، بل ولا يحلموا حتى أن يصلوا إليها، ونحن بإمكانا أن نقدّمها لهم بطيب خاطر..
الحائط في المقهى يمثّل زاوية لها مكانتها الخاصة في قلوب تلك الفئة البائسة من سكان البندقية..
فهل يتحوّل حائط مكتباتنا إلى زاوية لها مكانتها في قلوب طالبو العلم والمعرفة، وهم لا يجدون ما يعينهم على اقتناء ما يكفل لهم خلاصا حقيقيا من تيه الجهل والأمية ؟؟

 

وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية