اطبع هذه الصفحة


متى أبدأ في تحبيب طفلي القراءة؟

وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم
 

متى نبدأ بالشروع لتدريب أطفالنا على القراءة، بل وتهيئة الأجواء لذلك؟

الجواب :
يمكن أن أُلخّص الحديث عن هذه الجزئية المهمة والحيوية في النقاط التالية :

1- من المهم الوعي المبكر من قبل الأبوين بهذه القضية الحيوية.. يتألم المرء حين يرى الواقع الفوضوي في التعامل مع الطفل حين يبدأ مولودا، فلا تجد اهتماما إلا بشراء الملابس والزينة واللُعب وما إلى ذلك من أمور مادية بحتة، وتجد الأسر تفعل كل شيء في هذا إلا أن تشتري كتبا أو مجلات متخصصة ترفع من منسوب الوعي في التعامل مع هذا الكائن الجديد.

2- تعالَ في يوم العيد، وأيام المناسبات المختلفة، وانظر لحال الأسر، أين يذهبوا؟ وفيما يصرفوا أوقاتهم وأموالهم؟ هل تجد من يلفت انتباهك وإعجابك بمن يربط كل تلك الذكريات الجميلة بهدايا الكتب، وزيارة المكتبات؟ فلا تجدهم إلا في أماكن الألعاب يكتضّون، وفي أماكن الكتب ينفضّون، إلا من رحم وأبصر الفرق بين النتيجتين ..

3- هناك منظر يتكرر دائما حين ترى تلك النماذج الإيجابية من الآباء والأمهات وهم يصطحبون أطفالهم للمكتبات، تجد الكثير منهم يتجوّل بلا هدف ولا رؤية محدّدة، وتلك إحدى المشكلات الكبرى والتي تُظهر لك عن افتقاد ذلك الأب أو تلك الأم البوصلة الصحيحة لما يحتاجه الابن في هذه المرحلة أو تلك، وهذا عيب في حد ذاته، لكن ما هو أكبر من ذلك أن يبقى ذلك العيب يراود الآباء حتى والأبناء يتقدّمون في مراحلهم العمرية دون إشباع حاجياتهم المعرفية والفكرية بما يتلائم مع مراحلهم العمرية، وهم في كل هذا – أي الوالدان - يترفّعون عن القراءة في مثل هذا، أو حتى استشارة المختصون وهم لا يبعدون عنا كثيرا ..
بعد هذا يمكن القول بأن تخصيص مبلغ شهري مخصّصا لشراء جديد الكتب، وكذا تخصيص يوم شهري لارتياد المكتبة، وكذا تصميم مكتبة مصغّرة في ردهات المنزل، وأن نصحب الكتاب معنا في رحلاتنا وتنزّهاتنا، وأن تلتقي العائلة في كل أسبوع بأفرادها صغارا وكبارا على مائدة كتاب ينتخبونه؛ كل هذه وغيرها وسائل ملائمة لبناء أسرا أكثر وعيا ونضجا وملاصقة للكتاب، حينها سنجني ثمارا يانعة مثمرة مفيدة لنا - كآباء وأمهات - ولأجيال نرجوها ..

أما عن العمر الملائم لسن البداية مع أطفالنا الذين نريد لهم حميمية ما بينهم وبين القراءة والكتاب؛ فتُثبت بعض الدراسات أن ذلك يكون من سن الستة أشهر أو العام، وبعضهم يؤخرها قليلا حتى الثلاث أو الأربع سنوات، وإن كنت لا أخطأ أو أصوّب هذه أو تلك، فكلٌ قد انبنى على رؤية ربما تكون صحيحة، فمن قال بسن الستة أشهر فهو قد نظر للتهيئة والارتباط وإمكانية احتكاك نظر الطفل بالكتاب، حين يرى أمه وهي ترضعه وقد وضعته بين يديها أو في حِجرها وقد أمسكت بكتاب تقرؤه، فلا شك أن ذلك المشهد سيبقى عميقا في ذاكرة الطفل، وحين يصل إلى العام أو العامين تُرفق له مع ألعابه كتبا كرتونية الملمس يُقلّبها وربما يمزّقها ويشخبط فيها، فيرسخ من خلال ذلك أن لا فرق بين اللعب والكتب، فقد أصبحت لديه كُلاً يحقّق معنًا واحد (وهو المتعة) ..
 

كتبه
وضاح بن هادي
خبير فن صناعة القراءة

 

وضاح هادي
  • القراءة
  • التربية والدعوة
  • مشاريع قرائية
  • قراءة في كتاب
  • تغريدات
  • أسرة تقرأ
  • الصفحة الرئيسية