معرض الكتاب .. والعدسات السود

وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم

ما مقالة قيلت!!
آلمتني اليوم كلمة تفوه بها أحدهم حين كنا في نقاش حول الإقبال المتزايد والصحوة الملموسة للعودة إلى الكتاب والقراءة، من خلال اللفيف الكثيف الذي يشهده معرض الكتاب بالرياض عاما بعد عام ..
فما كان منه إلا أن يبقى حبيسا لنظرته السوداوية، وذهنيته السلبية التي تحاول في كل مشهد إيجابي أن تعكس عدستها لتراه سلبيا؛ فقال قولته : 'نصف من يحضرون لمعرض الرياض يهدفون لشراء الذرة وتذوق البطاطس' ..
يا سبحان الله!!
كيف نقنع هؤلاء؟!!
إن سمعوا عن تظاهرة ثقافية في الغرب طبلوا وصفقوا، وإن تكرر ذات المشهد عندنا قالوا مقالتهم تلك ..
ثم من أين لك ذاك التلسكوب الذي جعلته مصلتا على خلق الله الغادين والرائحين لترى ما يحملون في أيديهم؛ أهي زنابيل كتب؟ أم زنابيل بطاطس وبليلة؟
ولماذا أغضيت النظر عن تلك الأرقام الفلكية التي نسمع بها عاما بعد آخر للقيمة الشرائية التي يشهدها معرض الرياض، حتى أضحى المعرض الأول عربيا - من حيث القيمة الشرائية - بلا منافس؟!!
أدعك وشأنك
فتلك عادة المتأزمين
يبقون حبيسو نظرتهم السوداوية
ولو أشرق النور الساطع من حولهم
وأقولها بملء فمي؛ وأنا على احتكاك يومي بجهات ومؤسسات ومجموعات وأفراد؛ وألمس الصحوة والتحول الكبير تجاه الارتباط بالكتاب، والسؤال عن الطريق؟ وكيف البداية؟ وبماذا تنصحني أن أقرأ؟ وكيف أكون عادة القراءة؟ وكيف أقضي على الملل الذي ينتابني أحيانا عند القراءة؟ وكيف أستثمر قراءتي؟
إلى غير ذلك من الأسئلة التي تشير إشارة واضحة يقينية عن صحوة؛ ليست من قبل النخب والخاصة، وإنما من عموم أفراد المجتمع وشبابه ..
أرجوكم
دعونا نعيش الإيجابية
دعونا من جلد وسلخ ذواتنا
دعونا نبتهج بهذا المحفل الثقافي
دعونا نستثمر الحدث
دعونا نصنع فرصا للعودة لإقرأ
وبدلا من تكرار أرقام ولغة عفا عليها الزمن ب(أن أمة اقرأ لا تقرأ .. وأن الفرد العربي لا يقرأ)، فلا أقل من أن أغير أنا وأنت أولا من نظرتنا تجاه القراءة، ونرسم ﻷنفسنا مسيرا حافلا مع الكتاب ..
ثم بعدها نتحين أي فرصة أو إمكانية أمامنا للمساهمة في إعادة أمة اقرأ إلى اقرأ ..
جعلنا الله وإياكم سببا
في عودة أمة اقرأ إلى اقرأ
وتقبلوا حبي

محبكم
وضاح بن هادي
خبير فن صناعة القراءة
1437/5/27