هيئة قرّاء الحمّام !!

وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم

بعد أن اكتشفوا أن الشخص يقضي ما يزيد عن ١٥٠ دقيقة شهريا يختلي فيها بنفسه في دورات المياه؛ ما كان منهم إلا أن وضعوا كتب خفيفة تتلائم مع أجواء دورات المياه ..

قال لي صديقي الببلوماني مرة : أنّه قد خصّص في مكتبته رفًّا أسماه (كتب الحمّام) !!
كلما همّ بدخول الحمّام تناول كتابًا من تلك الكتب الأجنبية أو بعض كتب الرواية يستثمر بها وقت خلوته ..
حتى صارحني بأنه أنهى ما يزيد عن ٥٠ كتابا وهو في دورات المياه ..

بل من شدّة ولعه بتلك الفكرة؛ أنه في اليوم الذي ينسى فيه إدخال الكتاب معه، لم يتمالك إلا أن يقلب بصره يمنة ويسرة مرة وثانية وثالثة يقرأ فيها كل مانشتات علب الشامبو ونحوها !!

قِسْ على هذه الحالة حالة ذلك الجيل الأول الذي بلغ قيمة الزمن لديه أن يحسب حتى عدد كلماته .. تأمّل حال (المجد ابن تيمية) وهو يقول لحفيده عند دخوله للخلاء : اقرأ في هذا الكتاب وارفع صوتك حتى أسمع ..

حقيقة أنا شخصيا لم أجرّب فكرة (كتاب الحمّام)، وأصدُقكم القول أنني لن أجرّبها ..
لكن هي دعوة لاستثمار أوقات كثيرة تتقضّى دون فائدة ودون عائد نجنيه من وراءها ..

🛍 🚗 ✈ ⛱
جرب أن تجعل معك كتابا في حقيبتك.
جرب أن تصحب كتابا في سيارتك.
جرب أن تحمل كتابا عند سفرك.
جرب أن ترف كتبا على مكتبك.

يقينا سيأتيك الفضول في لحظة ما لتقلب صفحات ذلك الكتاب ..
وربما كانت تلك الخطوة هي بداية العلاقة وبداية الانطلاقة ..

دمتم بحب

كتبه
وضاح بن هادي
خبير فن صناعة القراءة