قراءة لكتاب (الرجل ذو السروال الأحمر)

وضاح بن هادي
@wadahhade

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الرجل ذو السروال الأحمر
حوار عقلاني من الإلحاد واللادينية إلى الإسلام
للكاتب البريطاني (أنتوني غرين= عبدالرحيم جبرين)
الكتاب من ترجمة مركز دلائل
الطبعة الأولى 1437 هـ

يقع الكتاب في مدخل وخاتمة وسبعة فصول :
تعريف بالكتاب
الفصل الأول : الرحلة تبدأ
الفصل الثاني : أسئلة بلا جواب
الفصل الثالث : اختبار التعاليم
الفصل الرابع : اختبار العالمية
الفصل الخامس : اختبار الشخصية
الفصل السادس : مستوى مدهش من المعلومات
الفصل السابع : تعاليم الكتاب
نهاية الرحلة

من هو الرجل السروال الأحمر؟ ولماذا يلبس الأحمر وليس لونًا آخر؟
هذا الكتاب سيأخذك في رحلة مثير وربما مخيف وبأسلوب عقلي ومنطقي
حول الوجود والموت والمحاكمة والجنة والنار

بدأ الكتاب رحلة الكتاب بسؤال مثير : ماذا ستفعل إذا كان رجل بسروال أحمر قصير يطرق بابك، ويقول إنه جاء ليقبض فاتورة الغاز؟
السؤال الأهم : ماذا ستفعل؟ هل ستصدّقه من غير تفكير وتدخله بيتك؟ أم أنك ستفكّر بالموقف، وتسأل بعض الأسئلة وتعرضها على المنطق والعقل؟
الجواب : بالتأكيد الخيار الثاني.

ثم استرسل الكاتب بتسلسل سلس ليخاطب (منكري الوجود) بذكر العديد من الحقائق العامة التي لا ينكرها العقل، للوصول إلى نتيجة وهي : أن العالم الذي نعيش فيه هو عالم حقيقي، وكل شيء حولنا موجود، وأن هذا الترتيب الدقيق والنظام الحياتي والكوني البديع ما كان له أن يحدث عشوائيًا أو عبر عمليات طبيعية، بل هناك شيئًا وراءه أخضَعَه لهذا النظام أو القانون أو النمط.

بعدها أخذ يُعدّد العديد من التساؤلات المنطقية : أليس من المنطق أن نصل إلى نتيجة أنّ الكون تمّ تصميمه بواسطة مصمّم عليم ذي إرادة؟ هل كان في قدرة الكون أنْ يأتي من لا شيء؟ وإنْ كان هذا هو الحال، فلماذا لا نُطبّق المنطق نفسه على كل شيء في الحياة؟

وجوابًا على هذا : فإن المنطق السليم والعقل يُشيران إلى وجود تصميم ذكي مسبوق بإرادة.

إحدى النتائج التي يمكن أنْ نصل إليها من جرّاء كل هذه الأسئلة؛ أنّ طبيعة هذا المصدر للمعلومات والذكاء يجب أنْ تكون مختلفةً عن طبيعة الكون الذي صمّمه.

لماذا هذه النتيجة؟

لأنه إن كان الصانع مشابها لما صَنَع، فكل ما سيكون لدينا هو المزيد من المصنوع، وعندها نستطيع أنْ نسأل : ما الذي صنَعَ هذا الصانع؟ ثم بعدها سنسأل السؤال نفسه : ما الذي صنَعَ ذاك الصانع؟ وهكذا سنبقى على هذا الحال إلى الأبد، صانعٌ يصنعُ صانعًا يصنعُ صانعًا إلى ما لا نهاية!!

وهذا يصوّر لنا لماذا هناك خطأ منطقي في فكرة أنّ هناك من (خلق الخالق)، إلى ما لا نهاية، ولن نستطيع أن نحصل على خالقين يخلقون الخالقين إلى ما لا نهاية.

فما هو البديل عن قولنا هذا؟

نستطيع أن نستنتج أن طبيعة القوة الذكية ذات الإرادة ما وراء الكون، والحياة وكل شيء؛ يجب أن يكون لها طبيعة مختلفة عن الخلق.

وهذا يعني :
إذا كان المصنوع بطبيعته ذا حاجة، فإن الصانع يجب أنْ يكون غير محتاج إلى أحد.
وإذا كان المصنوع مؤقتًا، فالصانع يجب أنْ يكون غير مؤقت.
وإذا كان المصنوع محدودًا بالوقت والمكان، فالصانع يجب أنْ يكون غير محدود بالوقت والمكان.
وإذا كان المصنوع اعتياديًا، فالصانع يجب أنْ يكون فريدًا.

في الفصل الثاني : أسئلة بلا جواب
افتتحه المؤلف بأسئلة - كما ذكر – مهمة كأهمية الطعام والشراب والحُبّ، لأنها تحدّد سبب وجودنا، وهي أسئلة  دارجة على ألسنة المشكّكة من مثل :
لماذا يوجد معاناة في هذا العالم؟ إذا كان الخالق موجودًا فكيف يسمح للأمور السيئة أن تحصل؟ لماذا نحن هنا؟ وما هو السبب وراء وجودنا؟ وإلى أين نحن ذاهبون؟ وهل هناك حياة بعد الموت؟
بدايةً نقول : قد تكون هنالك العديد من الطرق لإجابة هذه الأسئلة، وبالنظر إلى مختلف الأفكار التي نتجت عن العقل البشري؛ فإنّنا نرى أنّ العقل ليس أفضل ما يمكن استخدامه للوصول إلى أجوبة هذه الأسئلة المربكة؛ لأنّنا لا نُريد أيّة أجوبة، بل نريد الأجوبة الصحيحة.

الفصل الثالث : اختبار التعاليم
يُعتبر هذا الفصل جوابًا على سؤال كبير وهو :
ما هي المحدّدات التي نستطيع استخدامها لنتعرف على الديانة الصحيحة؟
وجوابًا على هذا السؤال؛ فإنّه يمكننا الوصول لذلك، من خلال العديد من الاختبارات

الاختبار الأول : ما الذي تُخبره هذه الديانة عن الخالق؟ أيّ الديانات تُخبر أنّ الخالق واحدٌ فريدٌ ذو طبيعة لا تُشبه شيئًا من الخلق : خالق فرد، أزليّ،صمد، منزّه؟.
وطبقًا لهذا الاختبار الأول نستطيع أن نفحص ادّعاء بعض الديانات تجاه الخالق، وهل تتوافق مع الأساس المنطقي الذي من خلاله وصلْنا إلى أنّ هناك خالقًا واحدًا فريدًا أزليًّاً صمدًا، لا يشبه الخلق، منزهًا عنه.

الفصل الرابع : اختبار العالمية
يُعتبر هذا الفصل جوابًا على سؤال كبير وهو :
هل هذه الرسالة عالمية، أي أن جميع البشر لديهم القدرة العقلية لفهم أسباب وجود الخالق؟ أم أنها خاصّة بمجموعة من البشر؟
وهذا الاختبار يستبعد الديانة اليهودية، كونهم يقولون بأنّ الحكمة الإلهية هي حكر لهم وليست لغيرهم.
وهو يتحقّق في الإسلام وليس في غيره، كون الإسلام رسالته عالمية لكل الناس، وليست مرتبطة بشخص أو بلد أو جنس أو لون.
ففكرة الإسلام هي : الاستسلام لإله واحد.

الفصل الخامس : اختبار الشخصية
وهذا الفصل جوابًا على سؤال كبير وهو :
هل الشخص الذي يدّعي حمل الرسالة من الخالق معروفًا بصدقه وأمانته وإخلاصه؟
وأخذ المؤلف في هذا الفصل تعداد الحجج المنطقية لحقيقة القرآن أولًا، وأنّه الكتاب المنزّل من عند الله، وأنّه لم يعتريه من ألف وأربعمائة عام أي تحريف أو تغيير أو تبديل، وإنما هو هو.
ثم بعدها – كنتيجة حتمية - أخذ يؤكّد على صدق الرسول محمد خاتم الرسل، وأنّ ما كان يقوله حق.

الفصل السادس : مستوى مدهش من المعلومات
وفي هذا الفصل إجابة على شبهة مثارة تجاه النبي محمد صلى الله عليه وسلم، واتهامه بأنه نسخ القرآن من الإنجيل، وقد أجاب المؤلف بإجابة شافية تجاه هذا الاتهام، فقال أولًا : هذا اتهام سخيف، كون الإنجيل لم يوجد باللغة العربية في ذلك الوقت، وحتى لو كان موجودًا فإنّ محمدًا لم يكن قادر على قراءته .. الخ.

ثم أسهب الحديث عن المعجزات القرآنية الكونية؛ من مثل : نظرية الانفجار الكبير، ومراحل التكوّن الجنيني عند البشر، وحديث القرآن عن الجبال ودروها في تثبيت قشرة الأرض (نظرية الصفائح التكوينية).
وهو – أي المؤلف – يُريد بكل هذه النظريات الدعوة للتفكٍّر والتدبّر العميق في حقيقة القرآن، وأنّ كل الإشارات تُشير إلى قوة وحكمة الخالق.
ثم هي دلالة واضحة لصدق نبوة محمد كونه يذكر كل هذه الأشياء في زمن لم تكن تظهر كل هذه الاكتشافات العلمية، وما كان له أن يصل إلى كل هذا إن لم يكن نبيًا.

الفصل السابع : تعاليم الكتاب
وهذا الفصل جوابًا على سؤال : ما هي التعاليم الأساسية للقرآن؟
وبدأ يُعدّد هذا التعاليم؛ بدءا بأن تقبل أنّ هناك إلها واحدًا، وأنّه لا يشبه شيئًا، ولا شيء مثله، وأنّ الله واحد لا شريك له، ولا منافس، وعلينا أن نُصلّي ونتعبد للخالق.
كيف نصلّ] ونعبد الخالق ونكون مهديين بهديه؟ هنا يأتي دور النبي محمد.
والقرآن يُخبر أن كل الرسل والأنبياء كانوا بشرًا، هذا لأنهم ليسوا فقط حاملين للرسالة، بل مثال عملي لتطبيق هذه الرسالة .. وهذا منطقي.
أيضًا : القرآن يخبرنا عن الحياة أنّها اختبار، لهذا يوجد فرح وحزن، صحة ومرض، غنى وفقر، خير وشر، ليل ونهار، نور وظلام.
وهذا كلّه يجعلنا نُدرك طبيعة أنفسنا، هل سنقبل الحقيقة أم سنلحق بالهوى؟
بل في الحقيقة فهمنا هذا لمحدوديتنا وعظمة قدرة الله؛ هو صلْب ما يدعو الإسلام إليه، لهذا يجب على الإنسان أن يستسلم ويخضع لله .. وهذا ما يعني الإسلام.
أيضًا : القرآن يخبرنا عن سبب وجودنا والهدف الأساسي لعقولنا المعقدّة، نعمة العقل هي لنفهم ونحاول فعل كل شيء لنُرضي الخالق، ونعلم كيف نفعل هذا عبر هدي الخالق الذي أرسله لنا، وهذا ليُساعدنا لنعيش بالشكل الأكثر فاعلية وإنتاجًا.
قول الحقيقة، والصدق وعدم الكذب، والإيفاء بالعهود، ومراعاة الأمانة، والعدل حتى لو على النفس أو الأهل؛ هي صفات جوهرية للمؤمن الحقيقي.
احترام الوالدين واللطف معهما، خاصة في العمر المتأخر، وأن يكون المرء خيرًا مع جيرانه، وأن يُشجّع على الخير وينهى عن الشر؛ هي قيم أساسية.
الحياة قصيرة، وقريبًا جدًّا كلّنا سنموت، لكن الموت ليس النهاية.
القرآن يقول إنه سيكون يوم للحكم، فيه سيعيدنا الله، وسنُحاسب على كل شيء فعلناه.
إلخ تلك الأساسيات التي دعا إليها القرآن ويدعو إليها الإسلام.

نهاية الرحلة
في نهاية الكتاب يدعو المؤلف أولئك الذين لم يؤمنوا بالله ووجوده؛ أن يبدؤوا من الآن في التغيير من حياتهم وتفكيرهم نحو الإيمان بالله والاستسلام له، ودعاء الله وحده أن يُرشدهم الهداية للصواب.

كتبه
وضاح بن هادي
17/6/1437هـ