اطبع هذه الصفحة


خطبة وماذا بعد رمضان

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلا هادي له ، الحمد الله الذي أمر ونهى ، ووعد من أطاع بجنة الرضى ، وتوعد من عصى بنار تلظى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، خلق فسوى ، وقدر فهدى ، نعم النصير ونعم المولى ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، النبي المصطفى ، والحبيب المجتبى ، أفضل من أطاع ربه واتقى ، وأعظم من صام وصلى ، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ، وسلم تسليماً كثيراً : " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون " ، " يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديداً يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً " . . . أما بعد :
فأوصيكم ونفسي بتقوى الله ، فإن الاقتصار عليها سلامة ، والترك لها ندامة ، فاعرفوا لله إجلاله وعظمته ، ووقروا كبرياءه وقدرته ، واسلكوا كل سبيل يؤدي إلى رحمته ، واجتنبوا كل طريق يوصل إلى سخطه .
أيها الأخوة في الله : تذكروا أن الأيام أجزاء من العمر ، فكل يوم ذهب ، نقص من أعماركم ، وقربكم إلى قبوركم ، فاعملوا الصالح من الأعمال ، فأنتم موقوفون بين يدي الكبير المتعال " يوم تجد كل نفس ما عملت من خير محضراً وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رؤوف بالعباد " ، لقد كنتم بالأيام القليلة الماضية في شهر رمضان ، شهر مضاعفة الأعمال والحسنات ، شهر الخير والبركات ، تصومون نهاره ، وتقومون ما تيسر من ليله ، منعتم أنفسكم الطعام بالنهار ، طاعة للواحد القهار ، هجرتم المباح من الشهوات ، وتركتم السيئات ، وابتعدتم عن الموبقات ، خوفاً من فاطر الأرض والسموات ، فمضت تلك الأيام والليالي ، وطويت فيها صحائف كثير من الأعمال ، ويوم القيامة توفى كل نفس ما كسبت ، وأنتم لا تظلمون " فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره * ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره " ، فمن أحسن في شهر رمضان فليحمد الله ، وليزدد من الأعمال الصالحة بعد رمضان ، وليواصل الإحسان ، ومن أساء وظلم ، فليتب إلى الله ، وليتدارك عمله ، مادام في العمر بقية ، واتبعوا السيئات بالحسنات ، تكن كفارة لها ووقاية من خطرها وضررها ، قال تعالى : " إن الحسنات يذهبن السيئات ذلك ذكرى للذاكرين " ، وفي الحديث الصحيح الذي أخرجه الترمذي وأحمد من حديث أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " اتَّقِ اللَّهِ حَيْثُمَا كُنْتَ ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا ، وَخَالِقِ النَّاسَ بِخُلُقٍ حَسَنٍ " [ قَالَ أَبو عِيسَى : هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ ] ، فاتقوا الله عباد الله ، وأتبعوا الطاعة بالطاعة ، وأعلموا أن الله تعالى يعطي الدنيا من يحب ومن لا يحب ، ولا يعطي الدين إلا لمن أحب ، واحذروا المعاصي ، فالسعيد من وفق للأعمال الصالحة في جميع أيامه إلى أن يلقى ربه ، والشقي من فَتَحَتْ له الدنيا ذراعيها وهوى فيها ، أخرج الترمذي وابن ماجة والدارمي من حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : " أَلَا إِنَّ الدُّنْيَا مَلْعُونَةٌ ، مَلْعُونٌ مَا فِيهَا ، إِلَّا ذِكْرُ اللَّهِ وَمَا وَالَاهُ ، وَعَالِمٌ أَوْ مُتَعَلِّمٌ " ، وأخرج مسلم في صحيحه من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " الدُّنْيَا سِجْنُ الْمُؤْمِنِ وَجَنَّةُ الْكَافِرِ " ، فاحذروا الدنيا فإنها غادرة ماكرة ، ولا تغرنكم بهجتها وزينتها ، فما متاع الحياة الدنيا في الآخرة إلا قليل .
أيها المسلمون : المؤمن الصادق يودع شهر رمضان بكل حزن وأسى ، والمنافق يودع شهر رمضان بكل فرح وسرور ، المؤمن يودعه راجياً من ربه قبوله بما استودعه فيه من العبادة والطاعة ، صيام وقيام ، وتلاوة للقرآن ، وطاعة للرحمن ، والمنافق يودع شهر رمضان بالغبطة والبهجة لينطلق إلى المعاصي والشهوات ، لذا ترى المؤمن يتبع شهر رمضان بالاستغفار والتكبير والإكثار من ذكر الله تعالى في كل أحواله ، وأما المنافق فيتبع شهر الغفران بالمعاصي واللهو واللعب وحفلات الأغاني وسماع المعازف والطبول ، فرحاً بفراق شهر العتق من النيران ، فشتان ما بين الفريقين ، " فريق في الجنة وفريق في السعير " ، فكونوا من أتباع سيد المرسلين ، ولا تتبعوا سنن المنحلين من الفاسقين والمجرمين ، الذين لا هم لهم إلا إخراج المسلمين من عقيدتهم وإبعادهم عن دينهم ، قال تعالى : " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " .
عباد الله : يالها من خسارة عظيمة ، ومصيبة كبيرة ، ويا لها من عقوبة أليمة ، لمن فاته رمضان ولم يُغفر له ، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن جبريل عليه السلام قال له : ومن أدركه شهر رمضان فلم يغفر له فمات فدخل النار فأبعده الله ، قل آمين ، فقلت : آمين " فهذا هو الصادق محمد صلى الله عليه وسلم يخبر عن جبريل عليه السلام أن من أدرك رمضان فلم يغفر له فيه ، ومات على ذلك أنه من أهل النار ، ودعا عليه جبريل ، وأمَّن على دعائه محمد صلى الله عليه وسلم ، فكم هم الذين لا يصلون إلا في رمضان ، وكم هم الذين لا يتلون القرآن إلا في رمضان ، ثم هجروا المساجد والقرآن ، وارتدوا على أدبارهم ، ونكصوا على أعقباهم ، ولم يعلموا أن الله رب كل الشهور والأعوام ، وكل اللحظات والأيام ، نعوذ بالله من العمى بعد البصيرة ، ونعوذ به من الردة بعد الإسلام ، ومن الانتكاسة بعد الاستقامة .
أيها المسلمون : كم هم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان ؟ بل هناك من الناس من لا يعرفون الله لا في رمضان ولا في غيره ، فهم مسلمون بالبطاقة ، وكفار في الحقيقة ، لعدم أدائهم للصلوات الخمس في أوقاتها ، جحوداً وإنكاراً لوجوبها ، وتهاوناً وكسلاً عن أدائها ، ولقد توعدهم الله تعالى بأليم العقاب ، وشديد العذاب ، قال تعالى : " فخلف من بعدهم خلف أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً " ، وقال تعالى : " فويل للمصلين * الذين هم عن صلاتهم ساهون " ، وغي وويل واديان في جهنم ، أعدا لمن ترك الصلاة وكفر بالله ، فويل ثم ويل لمن قطع صلته بالله ، وويل لمن ترك الصلاة ، فهي الفاصلة بين الإسلام والكفر ، والفارقة بين الإسلام والشرك ، قال صلى الله عليه وسلم : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر " ، فاحرصوا على الصلوات الخمس جماعة في بيوت الله تعالى ، وأمروا بها أهليكم ، واصطبروا على ذلك ، قال تعالى : " وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها " ، ولقد امتدح الله عبده ونبيه إسماعيل فقال : " واذكر في الكتاب إسماعيل إنه كان صادق الوعد وكان رسولاً نبياً * وكان يأمر أهله بالصلاة والزكاة وكان عند ربه مرضياً " .
عباد الله : في هذه الأيام الفاضلة ، أيام عيد الفطر المبارك ، يحسن التذكير بصلة الأرحام ، وبر الوالدين ، فهي سعة في الرزق ، وطول في الأجل ، وبركة في العمر ، كما صح الخبر عن نبي البشر ، وأما قاطع الرحم فهو ملعون في كتاب الله ، ملعون على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال تعالى : " والذين ينقضون عهد الله من بعد ميثاقه ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل ويفسدون في الأرض أولئك لهم اللعنة ولهم سوء الدار " ، وعن أبي هريرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " خلق الله تعالى الخلق فلما فرغ منه قامت الرحم فأخذت بحقو الرحمن عز وجل ، فقال : مه ؟ فقالت : هذا مقام العائذ بك من القطيعة ، فقال تعالى : ألا ترضين أن أصل من وصلك ، وأقطع من قطعك ؟ قالت : بلى ، قال : فذاك لك " قال أبو هريرة : اقرؤوا إن شئتم : " فهل عسيتم إن توليتم أن تفسدوا في الأرض وتقطعوا أرحامكم * أولئك الذين لعنهم الله فأصمهم وأعمى أبصارهم " [ متفق عليه ] ، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما من ذنب أجدر أن يعجل الله العقوبة لصاحبه في الدنيا مع ما يدخره له من العقوبة في الآخرة ، من البغي وقطيعة الرحم " [ حديث صحيح أخرجه الترمذي وأبو داود وابن ماجة وأحمد ] ، فاجتهدوا في صلة أرحامكم ، وصلوا آباءكم وأمهاتكم ، وكل من له حق عليكم ، وليس الواصل بالمكافئ ، ولكن الواصل من إذا قطعت رحمه وصلها ، فصلوا أرحامكم ، ولو قطعوكم ، برءوا ساحتكم أمام الله تعالى بوصل الرحم ، ولا يمنعنكم من قطعكم ، فعن أبي هريرة رضي الله عنه : أن رجلاً قال : يا رسول الله إن لي قرابة أصلهم ويقطعوني ، وأحسن إليهم ويسيئون إلي ، وأحلم عنهم ويجهلون علي ، فقال : " لئن كنت كما قلت ، فكأنما تسفهم المل ، ولا يزال معك من الله ظهير عليهم ما دمت على ذلك " [ أخرجه مسلم ] .
عباد الله : مما شرعه الله لكم على لسان نبيكم صلى الله عليه وسلم ، اتباع صوم شهر رمضان بصوم ستة أيام من شوال ، فقد روى الإمام مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " من صام رمضان وأتبعه بست من شوال فكأنما صام الدهر " . يعني : في الأجر والثواب والمضاعفة ، فالحسنة بعشر أمثالها ، فاحرصوا رحمكم الله على صيام هذه الأيام الستة لتحضوا بهذا الثواب العظيم ، ومن كان عليه قضاء من رمضان ، فليبادر بالقضاء ، ثم يتبعه ستاً من شوال ، فاعملوا الخيرات ، واحذروا المنكرات ، وصلوا خمسكم ، وصلوا أرحامكم تدخلوا جنة ربكم ، بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ونفعني وإياكم بما فيه من الآيات والذكر الحكيم ، وجعلنا من المتبعين لسنة سيد المرسلين ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب فاستغفروه وتوبوا إليه إنه هو الغفور الرحيم .

الحمد لله حمداً كثيراً ، طيباً مباركاً ، كما يحب ربنا ويرضى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، إنه كان سمعياً بصيراً ، لا يزال لعباده المتقين ظهيراً ونصيراً ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله ، أرسله ربه عبداً نبياً ، صلى الله عليه رسولاً تقياً ، وعلى آله وأصحابه ، وسلم تسليماً كثيراً . . . أما بعد :
فيا أيها الناس : اتقوا الله تعالى في كل الأوقات والأيام ، فإن الله رقيب لا يغيب ، قيوم لا ينام ، واعلموا أن أقوالكم وأعمالكم تحصى عليكم ، فحسنوا أخلاقكم ، وهذبوا أقوالكم ، ذلكم أزكى لكم عند مليككم .
أيها المسلمون : تذكروا عندما تقدمون على ربكم حفاة عراة ، غرلاً بهماً ، تقدمون على خالقكم ومولاكم ، كما خلقكم أول مرة تعودون ، تعودون إلى الله تعالى كما ولدتكم أمهاتكم ، فالخطب عظيم ، والشأن خطير ، فترى الناس في خوف وهلع ، من هول المطلع ، مشفقين من عذاب الله ، فويل لمن أجرم وعصى ، وأدبر عن سبيل الله وتولى ، قال تعالى : " هذه جهنم التي يكذب بها المجرمون يطوفون بينها وبين حميم آن " ، يوم القيامة لا تنفع الأعذار ، ولا تجدي الآهات ولا الصيحات ، فيالها من مواقف عصيبة وعظيمة ، في يوم تتطاير فيه الصحف ، وتنشر فيه الدواوين ، وتنصب فيه الموازين ، ويصبح فيه السر علانية ، فحين ذاك : " يود المجرم لو يفتدي من عذاب يومئذ ببنيه * وصاحبته وأخيه * وفصيلته التي تئويه * ومن في الأرض جميعاً ثم ينجيه * كلا إنها لظى * نزاعة للشوى * تدعوا من أدبر وتولى " ، ويصور الله تعالى ذلك الموقف الرهيب في سورة الحج في قوله تعالى : " يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم * يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد " ، وقال تعالى : " فما تنفعهم شفاعة الشافعين * فما لهم عن التذكرة معرضين " ، فويل لتارك الصلاة ، وويل لمن هجر بيوت الله ، والخزي والعار لمن عق والديه ، والعذاب على شرب المحرمات ، وتعاطى المنهيات ، وأساء إلى المسلمين ، وقتل الأبرياء ، وروع الآمنين ، وقتل المعاهدين والمستأمنين ، وشق عصى الطاعة ، وانعزل عن الجماعة ، ويل له من عذاب الله ، قال تعالى : " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيراً " ، وقال سبحانه : " ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب مهين " ، وأخرج البخاري ومسلم من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : " مَنْ رَأَى مِنْ أَمِيرِهِ شَيْئًا يَكْرَهُهُ ، فَلْيَصْبِرْ عَلَيْهِ ، فَإِنَّهُ مَنْ فَارَقَ الْجَمَاعَةَ شِبْرًا فَمَاتَ ، إِلَّا مَاتَ مِيتَةً جَاهِلِيَّةً " ، فمن وافى الله تعالى جاحداً لنعمه ، تاركاً لأوامره ، فاعلاً لنواهيه ، مرتكباً لحرماته ، فلن تنفعه شفاعة الشافعين ، ولا تجدي فيه توسلات الخلق أجمعين ، هذا وصلوا وسلموا على صاحب الحوض المورود واللواء المعقود ، صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، نبيكم وحبيبكم محمد صلى الله عليه وسلم ، فقد أمركم الله بالصلاة والسلام عليه ، فقال تعالى في علاه : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " اللهم صل وسلم على أفضل رسلك وخير أنبيائك وعلى آله وأزواجه الطيبين الطاهرين ، وعلى الخلفاء الأربعة الراشدين المهديين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر الصحابة أجمعين ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم بمنك وكرمك وإحسانك يا أكرم الأكرمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر أعداء الدين ، اللهم من أراد المسلمين بشر وسوء ، فاجعل كيده في نحره ، واجعل تدبيره تدميراً عليه ، اللهم نكس رأسه ، واجعل الخوف لباسه ، اللهم من كاد بلادنا بسوء فرد كيده عليه ، واخذل مخططاته ومساعيه ، واجعل من بين يديه سداً ومن خلفه سداً ، وأعمه فلا يعود بصيراً ، اللهم انصر إخواننا المسلمين في فلسطين ، وفي كل مكان يارب العالمين ، اللهم انصرهم على عدوك وعدوهم ، اللهم احم حوزتهم ، واجمع على الحق كلمتهم ، وثبت أقدامهم ، وسدد أراءهم وسهامهم ، وقوي عزائمهم ، اللهم اربط على قلوبهم ، وانصرهم على من عاداهم ، يارحمن الدنيا والآخرة ورحيمهما ، ياذا الجلال والإكرام ، اللهم تقبل منا صيام شهر رمضان وقيامه ، واجعله شاهداً لنا لا شاهداً علينا ، اللهم أعده علينا أعواماً عديدة ، وأزمنة مديدة ونحن في صحة وعافية ، والإسلام والمسلمين في نصر وعز وشموخ ، اللهم إنا نسألك الجنة وما قرب إليها من قول وعمل ، ونعوذ بك من النار وما قرب إليها من قول وعمل ، اللهم ثبتنا على الأعمال الصالحة بعد رمضان ، اللهم إنا نعوذ بك من الردة بعد الإسلام ، ونعوذ من الحور بعد الكور ، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك ، وأيده بتأييدك ، واجعل عمله في رضاك ، اللهم هيئ له بطانة صالحة ناصحة ، تدله على الخير وتعينه عليه ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، عباد الله إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون فاذكروا الله العظيم الجليل يذكركم واشكروه على نعمه يزدكم ، ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .

 

يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية