اطبع هذه الصفحة


غزة الجريحة

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له القوي المتين ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأمين ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الغر المحجلين . . . وبعد :
من هم رجال الشرطة ؟
أليسوا مسلمين ، أليسوا مؤمنين ؟
ألا يؤلمهم ما يؤلم إخوانهم المتظاهرين ؟
ألا يحزنهم ما يحزن إخوانهم الغاضبين ؟
قوات الشرطة وقوات الأمن ألا يهمها ما أهم إخوانهم المسلمين في غزة ؟
فلماذا تقف الشرطة مكتوفة الأيدي ، لا تقدم لدينها ولربها ولإخوانها ما تملكه من نفوس وعتاد ؟
لماذا لا تقف صفاً واحداً مع إخوانهم في خندق الدفاع والذود عن الأعراض الطاهرة ، والدماء الزكية ؟
هل منظر الدماء والأشلاء ، والقتل والإبادة والدمار ، هل مشاهد البكاء والخوف والهلع المرتسم على وجوه الأطفال والنساء لا يحرك في أفراد تلك القوات ساكناً ؟
أين الإسلام يا أفراد الشرطة ؟ أين الأخوة يا من تقفون سداً منيعاً ضد تعبير إخوانكم عن غضبهم وغيظهم ؟ تمعراً وقهراً لما يحدث لإخوانهم في غزة .
لماذا يذعن أفراد الشرطة في بلاد الإسلام لأنظمة لا يهمها إلا أنفسها ، ولسان حالهم يقول : " نفسي ، نفسي " .
ألا يهتمون بصرخات الثكالى والأطفال والعجزة ، ألا يعنيهم ما أصاب إخوانهم وأخواتهم من أبناء غزة ، يدسون رؤوسهم في التراب مثل النعام كأنهم لا يسمعون ولا يبصرون ، وكأن قلوبهم قدت من صخر ، والله جل وعلا يقول : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ الحجرات10 ] ، وقال جل وعلا : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهَاجَرُواْ وَجَاهَدُواْ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ أُوْلَـئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يُهَاجِرُواْ مَا لَكُم مِّن وَلاَيَتِهِم مِّن شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُواْ وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ } [ الأنفال72 ] .
عَنِ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى " [ رواه مسلم ] .
أدَمُ المسلم رخيص على حكام العرب والمسلمين لهذه الدرجة ، ألا يعلمون أن دم مسلم واحد غالٍ عند الله عز وجل ، وقتل مؤمن عظيم عند الله تعالى ، قال أبو الْحَكَمِ الْبَجَلِيِّ : سَمِعْتُ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ وَأَبَا هُرَيْرَةَ _ رضي الله عنهما _ يَذْكُرَانِ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لَوْ أَنَّ أَهْلَ السَّمَاءِ وَأَهْلَ الأَرْضِ ، اشْتَرَكُوا فِي دَمِ مُؤْمِنٍ ، لأَكَبَّهُمُ اللَّهُ فِي النَّارِ " [ رواه الترمذي ، وقال الألباني : صحيح ، انظر حديث رقم 5247 في صحيح الجامع ] ، وعن أبي بكرة رضي الله عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لو أن أهل السموات والأرض اجتمعوا على قتل مسلم لكبهم الله جميعاً على وجوههم في النار " [ رواه الطبراني في الصغير ، وقال الألباني رحمه الله : صحيح لغيره ] .
وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : " لَزَوَالُ الدُّنْيَا ، أَهْوَنُ عَلَى اللَّهِ مِنْ قَتْلِ رَجُلٍ مُسْلِمٍ " [ رواه مسلم ] .
وعن عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عُمَرَ رضي الله عنهما قَالَ : رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَطُوفُ بِالْكَعْبَةِ وَيَقُولُ : " مَا أَطْيَبَكِ وَأَطْيَبَ رِيحَكِ ، مَا أَعْظَمَكِ وَأَعْظَمَ حُرْمَتَكِ ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لَحُرْمَةُ الْمُؤْمِنِ أَعْظَمُ عِنْدَ اللَّهِ حُرْمَةً مِنْكِ ، مَالِهِ وَدَمِهِ ، وَأَنْ نَظُنَّ بِهِ إِلاَّ خَيْراً " [ رواه ابن ماجة وصححه الألباني ] .
فأين صناع القرار ، وأصحاب الرأي والمشورة في بلاد العرب والإسلام عن هذه النصوص الشرعية ؟ أم هم عنها غافلون ؟
لماذا هذا التخاذل والهوان والخوف من بني إسرائيل ، وقد بين الله في كتابه إن كنا نقرأ كتابه أنهم جبناء لا يستطيعون مواجهة المسلمين ، وأعظم دليل على ذلك ما تناقلته وسائل الإعلام على اختلاف مللها ومشاربها وأهدافها ، ذلكم الطفل الفلسطيني وهو يقذف دبابة بحجر ، والدبابة تولي الأدبار .
قال تعالى : { لَا يُقَاتِلُونَكُمْ جَمِيعاً إِلَّا فِي قُرًى مُّحَصَّنَةٍ أَوْ مِن وَرَاء جُدُرٍ بَأْسُهُمْ بَيْنَهُمْ شَدِيدٌ تَحْسَبُهُمْ جَمِيعاً وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَعْقِلُونَ } [ الحشر14 ] .
وقال تعالى : { وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا اسْتَطَعْتُم مِّن قُوَّةٍ وَمِن رِّبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِن دُونِهِمْ لاَ تَعْلَمُونَهُمُ اللّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنتُمْ لاَ تُظْلَمُونَ } [ الأنفال60 ] .
يا قادة المسلمين . . أنقذوا أنفسكم من يوم ترجعون فيه إلى الله !
لقد نصر الله أولياءه يوم بدر وهم قله ، قال تعالى : { وَلَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ بِبَدْرٍ وَأَنتُمْ أَذِلَّةٌ فَاتَّقُواْ اللّهَ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ } [ آل عمران123 ] ، وقال عز من قائل سبحانه : { كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللّهِ وَاللّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ } [ البقرة249 ] ، ولم يكن ميزان الكثرة يوماً دليل على الغلبة على مر غزوات المسلمين ، بل لما كثر عددهم في يوم حنين وأعجبتهم كثرتهم وقالوا لن نغلب اليوم من قلة ، ونسوا الاعتماد على الله هزموا ، قال تعالى : { لَقَدْ نَصَرَكُمُ اللّهُ فِي مَوَاطِنَ كَثِيرَةٍ وَيَوْمَ حُنَيْنٍ إِذْ أَعْجَبَتْكُمْ كَثْرَتُكُمْ فَلَمْ تُغْنِ عَنكُمْ شَيْئاً وَضَاقَتْ عَلَيْكُمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ ثُمَّ وَلَّيْتُم مُّدْبِرِينَ * ثُمَّ أَنَزلَ اللّهُ سَكِينَتَهُ عَلَى رَسُولِهِ وَعَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَأَنزَلَ جُنُوداً لَّمْ تَرَوْهَا وَعذَّبَ الَّذِينَ كَفَرُواْ وَذَلِكَ جَزَاء الْكَافِرِينَ } [ التوبة25-26 ] .
لقد أنزل الله نَصْرَه عليكم في مواقع كثيرة عندما أخذتم بالأسباب وتوكلتم على الله ، ويوم غزوة _ حنين _ قلتم : لن نُغْلَبَ اليوم من قلة , وكانوا اثني عشر ألفاً ، والكفار أربعة آلاف ، فغرَّتكم الكثرة فلم تنفعكم , وظهر عليكم العدو ، فلم تجدوا ملجأً في الأرض الواسعة ففررتم منهزمين ، ثم كانت الغلبة لكم بعد توكلكم على الله ، وتجمعكم حول نبيكم واستماع رأيه وطاعته .
نحن اليوم مئات الملايين من المسلمين ، ونملك من المقدرات المالية والاقتصادية ما لا تملكه إسرائيل ولا حلفائها ، نملك عزيمة وإرادة تهد الجبال ، وتثني الحديد ، فكيف ببني الإنسان المركب من لحم ودم وعظم ، نملك الأموال الطائلة ، والعقول المخترعة ، فلماذا لا نخترع ، ولماذا لا نفكر ، ولماذا لا نتحرك ؟
إنها البداية وبعد ذلك ستسير الأمور على ما يرام ، وعلى ما يُراد لها ، كلمة من رئيس أو حاكم يقولها ابتغاء وجه الله ، كلمة حق يردع بها الكيان الصهيوني ، كلمة (( الجهاد )) هذه الكلمة التي هزت العالم بأكمله ، كلمة تخيف إخوان القردة والخنازير ، كلمة حق تعدل كفة الميزان ، وتقلب الهزيمة إلى نصر ، والذلة إلى عزة ، والإهانة إلى كرامة ، كلمة تنقذ بها نفسك ، كلمة تصدق بها مع الله تعالى ، فهل يا تُرى نسمع هذه الكلمة ؟ نحن بالانتظار ، والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يحقره ولا يسلمه ولا يخونه [ رواه مسلم ] .
يا ولاة الأمر في بلاد الإسلام . . قوموا بواجبكم تجاه إخوانكم في غزة ، كونوا يداً واحدة في وجه قوات الاحتلال ، ضد اليهود والنصارى الذين قال الله فيهم : { وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءهُم بَعْدَ الَّذِي جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللّهِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ } [ البقرة120 ] ، وتذكروا أيها المسلمون ولا تنسوا قول الله عز وجل : { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُواْ وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَّوَدَّةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ قَالُوَاْ إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَاناً وَأَنَّهُمْ لاَ يَسْتَكْبِرُونَ } [ المائدة82 ] ، فإن تبرأتم من الصهاينة والصليبيين ، فأبشروا بالنصر المبين ، والعزة والتمكين ، فتمسكوا بدينكم والتزموا سنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، حكموا شرع الله ، والتزموا بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وانبذوا الخلافات وراء ظهوركم لاسيما في هذا الحدث الرهيب ، والقتل المريع ، والهمجية والوحشية التي يقوم اليهود ، وحدوا صفوفكم ، ولموا شعثكم ، وتنازلوا لبعضكم ، ولا تغرنكم الحياة الدنيا ، ولا يغرنكم بالله الغرور ، ينصركم الله على عدوكم ، فقد تكفل الله لكم بذلك فقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [ محمد7 ] .
أعلنوا الجهاد لقمع أهل الزيغ والفساد ، فالله معكم ولن يتركم أعمالكم ، قال جلا في علاه : { ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ مَوْلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَأَنَّ الْكَافِرِينَ لَا مَوْلَى لَهُمْ } [ محمد11 ] .
فيا قادة العرب . . افتحوا أبواب العبور لمواجهة العدو الصهيوني الذي قتل وشوه ودمر ونشر الأشلاء ، وقتل الأبرياء ، وأهلك الحرث والنسل .
إخوانكم في غزة سوف يتعلقون في رقابكم يوم القيامة ، وتالله وبالله لسوف تندمون حين لا ينفع الندم .
يا قوات الأمن في بلاد الإسلام والعرب . . ألا يحزنكم ما ترون من مخلفات العدو اليهودي في غزة من هدم ودمار وخراب وقتل عار وشنار .
أتستمعون لأنظمة خائنة لله ولرسوله وللأمة ؟ أتنصتون لأنظمة جبنت أمام العدو وأعلنت معه السلام والحوار والتطبيع ، وهو العدو الذي قتل الأنبياء وشرد الرسل وأخرهم نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الذي حاولوا قتله فحاصرهم وأجلاهم من المدينة النبوية .
إسرائيل شذاذ الآفاق ، وعديموا الأخلاق ، اليهود خونة الوعود ، ونقضة العهود ، لا يلتزمون بميثاق ، ولا يعترفون بدستور ولا نظام ، لا يعرفون سوى صور الدم والقتل والأشلاء .

يا أيها المسلمون . . حان الوقت للانتقام من اليهود الغاصبين ، والصهاينة المعتدين ، حان الوقت لننفض غبار الركود والسبات ، ستة عقود من الزمان استباحوا فيها الحرمات ، وارتكبوا المحرمات ، وجربوا فيها كل سلاح اخترعته أمريكا أم الشر ، وداعية الفساد ، كلما اخترعوا سلاحاً لم يجدوا غير المسلمين لتجربته ، فيدعون العدوان الغاشم لتنفيذ مآربهم القذرة ، لقد حان الوقت لنقتص من اليهود الصهاينة لإخواننا المستضعفين المضطهدين في فلسطين .
إنه لا سبيل لتحرير فلسطين إلا بالجهاد في سبيل الله بالنفس والمال والعتاد ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لآئِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ } [ المائدة54 ] .
وقال الله عز وجل : { انْفِرُواْ خِفَافاً وَثِقَالاً وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ } [ التوبة41 ] .
وقال الله تعالى : { إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ } [ الحجرات15 ] .
فأروا الله من أنفسكم خيراً ، قدموا ما ينجيكم عند ربكم .
لتذهب الكراسي والمناصب والبترول والأموال في سبيل الله ، لقد مات صلى الله عليه وسلم أطهر الخلق ، وأفضل البشر ، وأكرمهم على الله ، ودرعه مرهونة عند يهودي مقابل صاع من شعير ، مات نبي الهدى والرحمة ولم يملك من حطام الدنيا شيئاً ، مات عليه الصلاة والسلام ولم يشبع من خبز الشعير ، بل كان يظل يتلوى من شدة الجوع لا يجد من التمر الرديء ما يملأ به بطنه ، ومنِّا من مات من البِطنَةِ ، حتى ذهبت منه الفِطنَةِ .
قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَن تَجْعَلُواْ لِلّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَاناً مُّبِيناً } [ النساء144 ] ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } [ المائدة51 ] .
وتأملوا عباد الله هذه الآية الكريمة ، وأمعنوا فيها النظر ، فقد ربكم وخالقكم لكم ولحكامكم : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاء تُلْقُونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءكُم مِّنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَن تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِن كُنتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاء مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِم بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنتُمْ وَمَن يَفْعَلْهُ مِنكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاء السَّبِيلِ } [ الممتحنة1 ] .
لا بد من فتح باب الجهاد ، وإعلان ذلك عبر وسائل الإعلام المختلفة ، لقد انتهى وقت الصمت والوجوم ، لقد ولى زمن الهروب من حقيقة الموقف ، فلتتكاتف الجهود ولتتحد القوى ، لتكون جبهة تحرير لجميع أراضي المسلمين المغتصبة ، لاسيما والجهاد في سبيل الله فرض كفاية كل عام ، واليوم لا يختلف اثنان على أن الجهاد فرض عين لتحرير مقدسات المسلمين من براثين أعدا الله من اليهود والأمريكان ، الذين عاثوا في بلاد المسلمين فساداً ، فصب الله عليهم سوط عذاب ، أمريكا تتمتع بخيرات المسلمين ، ويا للأسف على مرأى ومسمع من جميع حكام العرب والإسلام ، فأين الدين والغيرة ، وهناك الاعتداء على المسلمين على قدم وساق من قبل الشيعة والمجوس والروس والهندوس ، بسبب الضعف والرعونة التي رأوها من قادة العرب والإسلام ، فلابد من الجهاد وفتح بابه لكل من يستطيع ، لتعود للأرض حياتها وعدلها وقسطها ، بعد أن ملئت جوراً وظلماً ، قال تعالى : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } [ التوبة14 ] ، وقل جل في علاه : { وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلّهِ فَإِنِ انتَهَواْ فَلاَ عُدْوَانَ إِلاَّ عَلَى الظَّالِمِينَ } [ البقرة193 ] .
وليحذر كل من وضع يده في يد خنزير أنها سوف تتنجس ، ولن تطهر إلا بقطعها ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ فَلاَ يَقْرَبُواْ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ بَعْدَ عَامِهِمْ هَـذَا وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ إِن شَاء إِنَّ اللّهَ عَلِيمٌ حَكِيمٌ } [ التوبة28 ] ، وليحذر من أراد عقد عهد سلام أو تطبيع أو تقارب مع اليهود ، فلا أمانة لهم ، ولا عهد عندهم ، ولا ذمه لديهم ، بل كما قال تعالى : { وَدُّواْ لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُواْ فَتَكُونُونَ سَوَاء فَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ أَوْلِيَاء حَتَّىَ يُهَاجِرُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدتَّمُوهُمْ وَلاَ تَتَّخِذُواْ مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً } [ النساء89 ] ، وقال تعالى : { فَلَمْ تَقْتُلُوهُمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ قَتَلَهُمْ وَمَا رَمَيْتَ إِذْ رَمَيْتَ وَلَـكِنَّ اللّهَ رَمَى وَلِيُبْلِيَ الْمُؤْمِنِينَ مِنْهُ بَلاء حَسَناً إِنَّ اللّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [ الأنفال17 ] ، وقال تعالى : { قَاتِلُوهُمْ يُعَذِّبْهُمُ اللّهُ بِأَيْدِيكُمْ وَيُخْزِهِمْ وَيَنصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُّؤْمِنِينَ } [ التوبة14 ] .
واعلموا أيها الحكام والعلماء أن دماء كل مسلم تراق بيد يهودي أو أمريكي ، أو غيرهم من الكفار ، فهي في أعناقكم ، تسألون عنها يوم العرض على ربكم ، فاتقوا الله وقولوا قولاً سديداً ، واعلموا أن قول الحق أمانه في أعناقكم .
إن من يرى ما يحصل في غزة ليدرك أن هناك تمالئ وتواطؤا مع اليهود ضد إخواننا المسلمين المستضعفين في غزة .
فلماذا هذا الصمت الرهيب ، والسكوت العجيب ، والتنصل الغريب ؟ أين البطولة ؟ أين العروبة ؟ بل أين الدين والإسلام ؟ أين إجابة استغاثة الملهوف ؟
أما لكم في الأبطال الفاتحين المجاهدين من عبرة تعتبرون بها ؟ وأملاً تقتدون به ؟
الشعوب تغلي وأخشى أن تنفجر ، ثم يحدث ما لم يكن في الحسبان .
فافتحوا باب الجهاد وأصلحوا فيما بينكم ، وحكموا شرع ربكم ، واعملوا بسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، تفلحوا ، وتهتدوا ، وتفوزوا ، وتنتصروا ، قال الله عز وجل : { لَن يَضُرُّوكُمْ إِلاَّ أَذًى وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدُبَارَ ثُمَّ لاَ يُنصَرُونَ } [ آل عمران 111 ] .
ولا تتخاذلوا ، بل أعينوا المجاهدين بالمال والعتاد ، لعل الله أن يكفر عنكم سيئاتكم ، ويتجاوزا عن خطيئاتكم .
وثقوا بنصر الله لكم ، قال سبحانه : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ } [ الروم47 ] ، وقال تعالى : { إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ } [ غافر51 ] .
ولسوف يكتب التاريخ نصركم لإخوانكم ، أو خذلانكم وتخليكم عنهم ، قال تعالى : {وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً } [ الإسراء13 ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : { لزوال الدنيا أعظم عند الله من قتل رجل مسلم } .

يا أيها المسلمون . . . جاهدوا عدوكم وأعوانه بكل ما أوتيتم من قوة وسلطان ، بالنفس والدم ، والمال والدعاء ، وهذا المأمول منكم ، فأنتم خير معين لإخوانكم بعد الله تعالى ، قال تعالى : { مَن كَانَ يَظُنُّ أَن لَّن يَنصُرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ فَلْيَمْدُدْ بِسَبَبٍ إِلَى السَّمَاء ثُمَّ لِيَقْطَعْ فَلْيَنظُرْ هَلْ يُذْهِبَنَّ كَيْدُهُ مَا يَغِيظُ } [ الحج15 ] ، وما مسيراتكم ومظاهراتكم إلا خير دليل على نخوتكم ونصرتكم لإخوانكم ، قال تعالى : { إِنَّ اللّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْداً عَلَيْهِ حَقّاً فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللّهِ فَاسْتَبْشِرُواْ بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُم بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ } [ التوبة111 ] ، وقال تعالى : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنجِيكُم مِّنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ * تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ * يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَيُدْخِلْكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ * وَأُخْرَى تُحِبُّونَهَا نَصْرٌ مِّنَ اللَّهِ وَفَتْحٌ قَرِيبٌ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ } [ 10-13 ] .
عَنِ الْمِقْدَامِ بْنِ مَعْدِ يكَرِبَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : " لِلشَّهِيدِ عِنْدَ اللَّهِ سِتُّ خِصَالٍ : يُغْفَرُ لَهُ فِي أَوَّلِ دَفْعَةٍ _ من دمه _ وَيَرَى مَقْعَدَهُ مِنَ الْجَنَّةِ ، وَيُجَارُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ ، وَيَأْمَنُ مِنَ الْفَزَعِ الأَكْبَرِ ، وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ ، الْيَاقُوتَةُ مِنْهَا خَيْرٌ مِنَ الدُّنْيَا وَمَا فِيهَا ، وَيُزَوَّجُ اثْنَتَيْنِ وَسَبْعِينَ زَوْجَةً مِنَ الْحُورِ الْعِينِ ، وَيُشَفَّعُ فِي سَبْعِينَ مِنْ أَقَارِبِهِ " [ رواه ابن ماجة والترمذي وقَالَ : حَدِيثٌ صَحِيحٌ ، وصححه الألباني رحمه الله ] .
الموت قادم لا محالة ، قال تعالى : { كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ } [ العنكبوت57 ] ، فمرحباً به ولكن في سبيل الله .
إن المسلمين في غزة ، يحترقون بقنابل العدو الصهيوني ، تحت مرى ومسمع من العالم بأكمله ، هيئاته وأممه ومنظماته ، في سكوت لم يرى التاريخ له نظير ، سماء تمطر ناراً ، وأرضاً ترتوي دماً .
فلكم الله يا أهل غزة ، لكم الله يا أهل غزة . . .

غزة العزة
والعزة لغزة
قال الله القوي المتين : { أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ } [ الحج39 ] .
يجب أن يعقل كل عاقل أننا إذا دسسنا أنفسنا ، واختبأنا تحت الطاولة والمنضدة ، فسوف يقتلنا العدو واحداً تلو الأخر ، لأن الذئب يأكل من الغنم القاصية .
لكن لو واجهنا العدو ، وعلمنا أننا سنحظى بإحدى الحسنيين : إما النصر ، وإما الشهادة ، وكلتاهما نصر وفوز ، وعز وكرامة ، لو تأمله المتأمل .
فهلا يعقل المسلمون ذلك ؟
مليار وستمائة مليون مسلم على صفيح ساخن ، ينتظرون إشارة البدء بالعمل الجهادي المبارك ، لإنقاذ إخوانهم وأخواتهم في غزة ، الذين يقبعون تحت العنف اليهودي ، والجبروت الصهيوني ، في ظل صمت ودعم صليبي ، إنها حرب دينيه ، لاسيما وقد احتل العدو عراقنا ، واستباح حرماتنا ، فإلى متى هذا الصمت ؟ وإلى متى هذا الخوف؟
أما آن لوازع الدين أن يتحرك في قلوب المسلمين حكاماً ومحكومين ؟ أما آن للرجولة
أن تنتقم ؟ فأين عنا صلاح الدين والمعتصم ؟
فإن لم يقم الحكام بدورهم ، والعلماء بواجبهم ، فقد آن للشعوب أن تقول كلمتها لاسيما وأمريكا والإتحاد الأوروبي ومجلس الأمن ، تسخر من العرب والمسلمين ، وتدين صواريخ حماس المهترئة ، وتدعوا إلى التهدئة ، والمسلمون يقتلون وتراق دماؤهم ، وتسبى نساؤهم ، وتنتشر أشلاؤهم ، وتباد أطفالهم ، وتحطم مقدراتهم .
هنا لابد من وقفه حازمه صادقه أمينه من علماء الأمة في جميع الدول الإسلامية ، لإنقاذ من يمكن إنقاذه ، والدعوة إلى توجيه الحكام ، بضرورة التحرك العسكري لا الشفهي ، نريد كلمة هارون الرشيد لكلب الروم : " الرد ما ستراه لا ما تسمعه " .
وكلب الروم اليوم _ بوش الحذاء _ لا ينفع معه إلا لغة إلقام الحجارة .
قال تعالى : { وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ } [ آل عمران187 ] .
المسلمون على اختلاف بلدانهم ولغاتهم ، هم أمة واحدة لا تتجزأ ، ما يحصل في شمالها يشعر به كل مسلم في جميع اتجاهاتها ، لا وطنية ولا قومية ، بل دولة إسلامية واحدة ، كما قال الله عز وجل : { فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَنُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ } [ التوبة11 ] .
فكل من دان بديننا ، واتجه إلى قبلتنا ، وصلى صلاتنا ، فهو منا وفينا ، له ما لنا ، وعليه ما علينا ، فالمسلم أخو المسلم .
وحسبنا الله ونعم الوكيل ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، وإنا لله وإنا إليه راجعون ، حسبنا الله وكفى ، سمع الله لمن دعا ، ليس وراء الله مرمى ، اللهم وحد صفوف المسلمين ، اللهم ألف بينهم ، واجمع كلمتهم على الحق والدين ، واجعلهم نصرة لعبادك المظلومين ، اللهم رحماك بإخواننا في غزة ، اللهم كن لهم مؤيداً ونصيراً ، ومعيناً وظهيراً ، اللهم أنزل معهم جنداً من جندك ، اللهم انصرهم نصراً مؤزراً ، اللهم ارفع الظلم عنهم ، اللهم فرج همهم ، ونفس كربهم ، وارحم ميتهم ، واشف مريضهم ، وعاف مبتلاهم ، واكس عاريهم ، وأطعم جائعهم ، وفك أسيرهم ، وآمن طريدهم ، اللهم اجعل من بيد يدي عدوهم سداً ومن خلفهم سداً ، وأغشهم فهم لا يبصرون ، اللهم احقن دماءهم ، وصن أعراضهم ، وقوي شوكتهم وعزائمهم ، يا حي يا قيوم ، وصلى الله وسلم على نبينا محمد .
 

كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك
 

يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية