اطبع هذه الصفحة


الأمل المنشود في الجيل الموجود

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله ، الحمد لله لا إله إلا هو الحي القيوم ، لا تأخذه سنة ولا نوم ، سبحانه وبحمده يكشف البلوى ويزيل الهموم ، أشكره على عظيم آلائه وجزيل نعمائه ، والنعم بشكر الله تدوم ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة خالصة تقي برحمة الله من نار السموم ، وأشهد أن نبينا محمدًا عبد الله ورسوله ، اجتباه واصطفاه وأعطاه ما يروم ، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه حازوا أشرف العلوم ، والتابعين ومن تبعهم بإحسان ما تعاقب الجديدان والسحاب المركوم .
اللهم ربّ جبريل وميكائيل وإسرافيل ، فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة ، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون ، اهدنا لِما اختلف فيه من الحق بإذنك ، إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم ، هذا دعاء رسولنا عليه الصلاة والسلام ، وما أحوجنا إلى هذا الدعاء ، فإن المسلم يحتاج في كل لحظة إلى هداية من الله الواحد الأحد ، الفرد الصمد ، فنحن في حياتنا ، في دراستنا ، في وظائفنا ، في تجاراتنا ، في أعمالنا كلها ، نحتاج إلى هداية الله تعالى وتوفيقه .
أيها المسلمون : إن للشباب مشكلات وقضايا ، أوقعتهم في كثير من البلايا والرزايا ، ألا وإن من أعظمها : التفريط في صلاة الجماعة ، التي تركها كثير من الناس إلا من رحم ربك ، صلاة الجماعة ، التي ما تركها النبي صلى الله عليه وسلم ، حتى وهو في مرض الموت ، صلاة الجماعة التي طُعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه  وهو يتلهّف عليها ، صلاة الجماعة التي من فقدها بغير عذر ، فقد النور والاستقامة ، والتوفيق والهداية ، كيف يصلح الحال والمساجد خاوية من المصلين ، كيف ينتهي الشاب عن الفواحش والمنكرات ، وهو لا يعرف المسجد ، كيف يسلم الشاب من المخدرات والجرائم وما دلّه أبوه ولا أمه إلى طريق المسجد : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة شدادٌ غلاظ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون } .
عباد الله : ومشكلة الشباب الثانية تكمن في جلساء السوء ، قوم علِم الله من قلوبهم الخبث فأخّرهم ، قوم ما أفلحوا في دين ولا دنيا ، رسبوا في الدراسة ، وفشلوا في الوظيفة ، وتقهقروا في العمل ، فجلسوا على الأرصفة يَصدون عن سبيل الله ، لا يعرفون إلا المنكرات والفواحش ، وسوء الأخلاق ، يتلقفون شباب الإسلام ، ليجعلوا مصيرهم كمصيرهم ، فأين الأب الحنون المربي ، وأين الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر !
إخوة الإيمان : ومشكلة الشباب الثالثة : ضياع الوقت ، والوقت أغلى ما يملكه ، ولكنه كذلك عند غير المسلمين ، أما عند المسلمين فما أرخصه ، الساعات الطويلة ، والأعمار المديدة ، يُضيّعها كثير من الناس في غير فائدة ، بل فيما يجلب عليهم الخسران والخراب ، والضياع والتباب ، وكثير من الشباب يبدأ برنامجه اليومي ، من العصر إلى العشاء ، في اللهو واللعب والخروج من البيت ، لا عمل ، ولا تجارة ، ولا وظيفة ، ولا كسب ، ولا تحصيل ، ولا طاعة ، ثم يعود كالجثة الهامدة ، فيسهر مع زملائه إلى منتصف الليل ، ثم يرمي بجسمه على الفراش ، بلا ذكر ولا تسبيح ، ولا تحميد ولا تهليل ، ثم لا يستيقظ من نومه إلا قُبيل الظهر ، بعد أن ألغى صلاة الفجر من برنامجه ، بل كل الصلوات ، فأي حياة هذه ، وأي عيشة تلك .

عباد الله : ورابع المشكلات : هي عدم الاهتمام بالعلم الشرعي وتحصيله ، أصبحت الأمة إلا من رحِم ربّك ، أمة ثقافة سطحية ، تحوّلت الأمة من الأصالة والعُمق المتمثّل في العلوم الشرعية ، والعلوم التجريبية ، إلى أمة تعرف المعلومات العامة ، والثقافة السطحية ، وهو علم يشترك فيه الكافر والمؤمن ، ولكن أين التحصيل ، أين الاجتهاد في طلب العلم ، أين الحرص على الاستفادة ، أين المتدبّرون للقرآن ؟
أيها المسلمون : من هم شباب السلف بالأمس ، ومن هم شبابنا اليوم
شباب السلف هم عبد الله بن رواحة ، وجعفر بن أبي طالب ، وأسامة بن زيد ، ومصعب بن عمير ، وابن عباس ، وابن عمر وغيرهم من القدوات الأبطال العلماء :
عُبّاد ليل إذا جنّ الظـلام بهـم كم عـابد دمعه في الخـد أجراه
وأُسْد غابٍ إذا نادى الجهاد بهم هَبّوا إلى الموت يَسْتجدون رؤياه
يا ربُّ فابعث لنا من مثلهم نفراً  --- يُشـيّدون لنـا مجـداً أضعنـاه
فهذا عقبة بن نافع شابٌ في الخامسة والعشرين من عمره ، يقف على المحيط الأطلنطي موحداً مُصلياً ، يرفع سيفه إلى السماء قائلاً : والله لو أعلم أن وراء هذا الماء أرضاً ، لخضته بفرسي هذا ، رافعاً راية لا إله إلا الله ، نصر الإسلام ، وفتح إفريقيا ، فشكر الله سعيه ، ورفع منزلته ، وأعلى شأنه .
ولكن ، هل تدرون أنّ مِن شبابنا من بلغ الثلاثين ، والأربعين ، وهو لا يعرف لماذا أتى ، ولماذا يعيش ، وأين يسير ، ما عرف رسالته في الحياة ، عبد الله بن رواحة : كان شابّاً في الثلاثين ، حمل سيفه ، وذهب إلى معركة مؤتة في أرض الأردن ، فلبس أكفانه ورفع سيفه وقال :
أقسمت يـا نفـس لتنزلـنّ لتَنزلـنّ أو لتُكـرهنّـه
إن أجلب الناسُ وشدّوا الرنّة مالي أراك تكرهين الجنة
قد طالما كنت مطمئنـه
هل أنت إلا نطفة في شِنه
ثم قال:
يا نفس إلا تُقتلي تموتي هذا حِمام الموت قد صُليتِ
وما تمنيت فقد أعطـيت إن تفعلي فِعلَهمـا هُـديتِ
وجعفر الطيّار ، ليله سجود وتسبيح ، ونهاره جهاد ودعوة ، أتى إلى مؤتة مجاهداً في سبيل الله ، فقُطعت يُمناه ، ثم يسراه ، فضمّ الراية بعضديه ، حتى تكسّرت الرماح في صدره ، وهو يبتسم ويقول :
يا حبذا الجنة واقترابهـا
طيبةٌ وباردٌ شرابها
والرومُ رومٌ قد دنا عذابها
كافرة بعيدة أنسابُها
وبكى شباب الصحابة لما ردهم رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجهاد لأنهم لم يكملوا خمس عشرة سنة ، وعمرو بن سلمة يؤم المسلمين في قومه وهو لم يبلغ سبع سنين ، لأنه أكثرهم قرآناً ، وأسامة بن زيد يقود جيشاً عرمرماً ولم يتجاوز العشرين من عمره ، إنها حلقات تحفيظ القرآن ، ومحاضن تخريج الرجال ، ودور العلم الشرعي ، ورعاية النشء في صغره ، حتى شبوا

على قيم فضلى ، ومعان سامية ، ومطالب عالية ، ثم من خلفهم اليوم ، إنها خلوف لا يبشر أكثرها بخير ، { فخَلَف من بعدهم خلْفٌ أضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غيّاً } ، فخلف من بعدهم خلف ، جعلوا مكان التلاوة الأغاني ، ومكان مجالس العلم المسرحيّات والمسلسلات والأماني ، ومكان المصحف المجلّة والملاهي ، ومكان التسبيح السيجارة والنوادي ، ومكان التهجّد البلوت ، ومكان التقوى الفجور ، فلا حول ولا قوة إلا بالله العزيز الغفور ، فيا رب ، يا الله أعد هذه الأمة إليك ، وخذ بناصيتها إليك ، وأعد مجدها السليب ، وعزها التليد .
أيها الآباء والأمهات : إن الله سائل كل منكم عن أبنائه وبناته ، أحفظ أم ضيع ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن الله سائل كل راع عما استرعاه حفظ أم ضيع " [ رواه ابن حبان في صحيحه ، وقال الألباني : حسن صحيح ] ، وعن الفتيات لا تسأل ، فالعفيفات

الطاهرات حفيدات الصحابيات التقيات ، خرجن اليوم من بيوتهن ، وتبرجن تبرج الجاهلية الأولى ، ونزعن الحجاب ، فنزع معه الحياء والحشمة والأدب والعفاف ، خرجت المرأة المسلمة من بيتها تجوب الأسواق بلا محرم ولا ولي أمر يرعاها ، فكانت النتيجة كما ترون وتسمعون من فشو المنكرات والفواحش ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ، أقول ما تسمعون ، وأستغفر الله لي ولكم ولجميع المسلمين من كل ذنب وخطيئة
الحمد وكفى ، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى . . وبعد :
إخوة الإيمان : هناك آباءٌ ظلمة قتلة ، لم يقتلوا أبناءهم بسفك دمائهم ، ولكن قتلوهم بقتل الحياء من وجوههم ، واغتيال الدين في قلوبهم ، ووأد الفضيلة في نفوسهم ، تركوا لهم الحبل على الغارب ، أدخلوا عليهم وسائل الفساد ، من فضائيات ، وشبكة معلومات ، وصحف ومجلات ، تدعو ظاهراً وباطناً إلى معصية الله تعالى ، ومخالفة رسوله صلى الله عليه وسلم ،

تدعو إلى كراهة الحق وأهله ، وحب الفاسقين والفاسقات ، والفاسدين والفاسدات ، والضالين والضالات ، من كتاب وكاتبات ، وفنانين وفنانات ، ولاعبين ومطربات ، حتى أضحى لدينا جيل لا يعرف من الإسلام إلا اسمه ، ولا من الدين إلا رسمه ، وهانحن نعاني ضلالاتهم وترهاتهم ، وانحرافاتهم وخرافاتهم ، تفحيط وأفعال عظيمة ، وقتل وفساد وجريمة ، أفسدوا في الطرقات ، أزعجوا السلطات ، وآذوا المؤمنين والمؤمنات ، أوجدوا الخوف في زمن الأمان ، والاضطراب في عهد الاطمئنان ، فما هذا يا شباب الإسلام ؟ الأمة بحاجة لسواعدكم البناءة ، وأفكاركم الوضاءة ، فكونوا خير المعين لها والمساعد ، والعضد لها والساعد ، والرفيق المساند ، كونوا أهل خير وتقوى ، وإحسان وهدى ، كونوا كما قال الله عن فتية أهل الكهف : { إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى } .
أيها الإخوة في الله : من الآباء والأمهات من تركوا أبناءهم للشوارع تحتضنهم وتتبناهم ، وأصحاب الشر

والفساد تتلقفهم وترعاهم ، فكيف يريدون برهم ودعاءهم ، وقد أغلقوا في وجوههم طريق الصلاح ، وسبيل الهداية والإصلاح ، وأوردوهم سبيل الفساد والانفتاح ، حتى ظلوا طريق الكفاح والنجاح ، لقد عققتموهم قبل أن يعقوكم ، إن من الأولياء من أهمل تربية ولده صغيراً ، فجنى عقوقه كبيراً ، فكان الجزاء من جنس العمل ،
عَوِّد بنيك على الآداب في الصِّغَر كيما تَقَرَّ بهـم عينـاك في الكِبـَرِ
فإنمـا مَثَـل الآداب تـجمعها في عنفوان الصبا كالنقش في الحَجَر
أيها المسلمون : إِلى وقت قريب ، كان الفتى ينشأ في قرية صغيرة ، في مجتمع مغلق ، يتلقى التربية من والديه ، فالأب هو القدوة والقائد ، والموجه والرائد ، متمسك بدينه ، متلبس بعقيدته ، فنشأ جيل الشهامة والرجولة ، جيل القوة والبطولة ، جيل تحمل المسؤولية منذ نعومة الأظفار ، يتجشم الأخطار ، ويفتح الأمصار ، إلى أن جاء عصرنا هذا ، عصر ثورة المعلومات ،

عصر الانفتاح على الثقافات ، بقضها وقضيضها ، بغثها وسمينها ، بحسنها وقبيحها ، فأخذ الفتى يتلقى التربية من عدة مصادر ، الإعلام رائدها ، وهو أبوها وأمها ، وغير خاف عليكم يا رعاكم الله ، ما لأعداء الملة من سيطرة على الإعلام ، وبدأ اليوم يؤتي ثماره ، التي سقيت بماء الحقد والكراهية للإسلام وأهله ، فنشأ عندنا جيل المقاهي الليلية ، والفتيات العنكبوتية ، والقنوات الفضائية ، والمعاكسات الهاتفية ، جيل التفحيط والسرقة ، جيل الضياع والميوعة ، جيل الخضوع في الكلام ، جيل التكسر في المشية ، جيل القصات الغربية ، والرقصات الهستيرية ، جيل الغناء والطرب ، جيل الأفلام والجريمة ، جيل القبعات والبدلات والبنطلونات ، جيل الأندية والتشجيع ، جيل التفريط والتضييع ، جيل الخروج على القيم ، جيل تضييع الأخلاق ، جيل تقليد الأعداء ، والسخرية من الفضلاء ، جيل ابتلي بأب غافل ، بجمع ماله متشاغل ، وعن متابعة ولده متكاسل ، وعن تربيته

متساهل ، وفر له المال والسيارة ، وفر له شاشة عاهرة ، ومجلة داعرة ، لا يأمره بصلاة ، ولا ينهاه عن هواه ، لا يأمره بمعروف ، ولا ينهاه عن منكر ، لا يدري إلى أين ذهب ، ولا مع من ركب ، حتى يستدعى في مركز هيئة أو شرطة ، عندها يفاجأ بما جنته يداه ، ويحصد ثمرة تفريطه ولا ينفعه بكاه ، ثم بعد ذلك يشكو عقوقه ، ويبحث عن الصالحين لإصلاحه ، آلآن وقد أعرضت فيما فات ، آلآن وقد فرطت في الأوقات ، حلقات تحفيظ القرآن في المساجد تفتح ذراعيها ، وأنت عنها معرض ، دروس العلم تشرح صدرها ، وأنت عنها تصد ، وتزعم أن في ذلك تضييع لدروسه ، وتأثير على مستواه ، أما الملاعب والملاهي ، والسهرات والمقاهي ، فأدخلته فيها ولا تبالي ، فما هذه المسيرات الشبابية عبر الشوارع ، وتنكب الأرصفة ، واللعب بالسيارات ، وإيذاء الناس في الأحياء والطرقات ، لاسيما عند فوز فريق على آخر ، ما ذاك إلا نتيجة للإهمال الواضح من قبل الآباء ، والتساهل من قبل رجال الأمن

، لماذا يُترك لهم الحبل على الغارب ، لماذا لا يُمنعون من قتل أنفسهم ، وإزهاق أرواحهم ، وإيذاء الآخرين ، لقد استفحل الأمر وتطور ، فأصبحت المسيرات بالسيارات بلا سبب ، شباب غافل لاهٍ ، جاهل ساهٍ ، يحتاج إلى توجيه وإرشاد ، ورعاية وحنان ، فاتقوا الله أيها المسلمون قوموا بما أوجب الله عليكم من واجب النصيحة ، والقيام بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .
أيها المسلمون : الشباب أمانة في الأعناق ، ومسؤولية تربيتهم مسؤولية مشتركة ، بين البيت والمدرسة والمسجد ، والمناهج والحي ورجال الأمن ، والتجار وكافة المسؤولين ، لابد من تكاتف الجهود ، وبناء المنشآت التي تحافظ على شبابنا من الانزلاق وراء الشهوات والشبهات ، لابد من تعظيم الله في نفوسهم ، وغرس محبة رسوله في قلوبهم ، وزرع القدوة الصالحة في عقولهم ، من النبيين والصحابة والتابعين ، والعلماء الربانيين ، والأئمة المهديين ،

علينا تعليمهم القيم الجميلة ، والأخلاق الحميدة ، فما نشاهده اليوم من شبابنا وفتياتنا لأمر يستوجب سرعة الإنجاز ، وتقارب وجهات النظر ، والعمل الحثيث السريع لاحتواء الشباب والشابات ، نسأل الله للجميع صلاح النية والذرية ، وحسن القصد ، وسلامة المنهج ، هذا وصلوا وسلموا على خاتم النبيين ، وسيد المرسلين ، ، كما أمركم بذلك رب العالمين ، فقال في الكتاب المبين : { إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً } ، اللهم صلِّ وسلم وبارك على نبينا وقدوتنا محمد بن عبد الله ، وارض اللهم عن خلفائه الراشدين أبي بكر وعمر وعثمان وعلي ، وعن سائر الصحابة والتابعين ، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وعنا معهم برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، ودمر الملاحدة وسائر أعداء الدين ، واجعل هذا البلد آمناً مطمئناً وسائر بلاد المسلمين ، اللهم آمنا في أوطاننا ، اللهم

آمنا في دورنا ، وأصلح أئمتنا وولاة أمورنا ، اللهم وفق إمامنا خادم الحرمين بتوفيقك ، وأيده بتأييدك ، اللهم وفقه ونائبيه ، وكافة الأمراء والوزراء ، لما تحب وترضى ، اللهم ارزقهم البطانة الصالحة ، اللهم هيئ لهم من أمرهم رأياً سديداً ، وعملاً رشيداً يا حي يا قيوم ، اللهم اجمع بهم كلمة المسلمين على الحق والهدى يا ذا الجلال والإكرام ، اللهم وفقهم لما فيه خير البلاد والعباد ، اللهم وفق جميع ولاة المسلمين للحكم بشريعتك ، واتباع سنة نبيك صلى الله عليه وسلم ، ووفق علماءهم للدعوة إلى الله ، وبيان الحق يا أرحم الراحمين ! اللهم وفق جميع المسلمين لما تحبه وترضاه ، اللهم اهدهم سبل السلام ، وجنبهم الفواحش والفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، اللهم ادفع عنا الغلاء والوباء ، والربا والزنا ، والزلازل والمحن ، ياذا العطاء والمن ، اللهم وفق نساء المسلمين للالتزام بالحجاب والعفاف والحشمة ، وقهنَّ شر التبرج والسفور والاختلاط يا ذا الجلال والإكرام ! اللهم انصر إخواننا

المجاهدين في سبيلك في كل مكان ، اللهم انصرهم في فلسطين على اليهود الغاصبين ، وانصرهم في العراق على الشيعة الظالمين ، وانصرهم في أفغانستان على القوم الكافرين ، اللهم انصر إخواننا المستضعفين في كل مكان يا ذا الجلال والإكرام ، رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ ، عباد الله : { إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْأِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ } ، فاذكروا الله يذكركم ، واشكروه على نعمه يزدكم ، وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ .

 

يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية