اطبع هذه الصفحة


السعادة والحقوق الزوجية  (9)

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


هذه حلقة أُخرى من سلسلة السعادة والحقوق الزوجية ، وفيها نطرق موضوعاً من الموضوعات التي يغفل عنها أو يتشدد فيها قليل جداً من الأزواج ، ألا وهي :
12- اختيار ملابس المرأة :
من حقوق الزوجة على زوجها أن يترك لها حرية اختيار ملابسها الخاصة بها لأن هناك من الناس متحجر يمنع المرأة من شراء ملابسها الخاصة بها ، بل ربما يمنعها من شراء الملابس الخاصة جداً ، فيذهب هو ويشتريها للمرأة ، وهذا من الخطأ ، فإذا كانت المرأة متحشمة متسترة لابسة الجلباب والعباءة لا يبدو منها شيء ، فليترك الزوج زوجته وهي بجانبه لتختار ما يناسبها من الملابس ، فهي تعرف الجديد وما يلبسنه النساء عادة ، فلها نظرتها في ذلك ، ولها رغبتها في بعض الملابس التي ربما يرغبها الزوج ، لكن هي لا ترغبها ، فهي تعرف الموضة الموجودة بين النساء ، فلها الحرية في أن يُترك لها مثل هذا الأمر ولا يتحجر الإنسان ويقـول : لا ، لا تذهب ، لا بد أن أشتري لها هذه الملا بس ، فنقول لها : بل اترك لها الحرية ، كما أن لك الحرية في اختيار ملابسك ، فاترك لهذه المرأة حريتها في اختيار ملا بسها ، اللهم إلا أن تكون هذه الملابس ممنوعة شرعاً ، أو ممنوعة عرفاً عند الناس ، فهنا يجب الأخذ على يدي المرأة وتمنع من مثل هذه الملابس ، وعلى سبيل المثال : الملابس القصيرة أو الملابس الضيقة الشفافة ونحو ذلك ، وكذلك العباءات المحرمة : كالمزركشة والفراشة والمطرزة والضيقة والشفافة ونحو ذلك ، فهذه تمنع منها المرأة ، لأنها فتنة ، والمرأة ممنوعة من الفتنة ، لا تَفتِن ولا تُفتَن ، فالذي ينبغي على الزوج أن يترك لزوجته حرية اختيار ملابسها .
13- المشاركة في الهموم والأحزان :
كذلك أيضاً من حقوق الزوجة على زوجها مشاركتها في الهموم ، فربما كانت هذه الزوجة موظفة أو معلمة أو غير ذلك ، فتحصل لها بعض المضايقات في عملها ، وأنا أقصد العمل النسائي البحت ، لا أقصد المختلط فهذا محرم لاشك فيه ، لكن أقصد الأعمال النسائية مثل المعلمات أو المستشفيات الخاصة بالنساء ، فهناك مستشفيات خاصة بالنساء لا يدخلها الرجال فنسأل الله عز وجل أيها الأخوة كما جعل مستشفيات للرجال والنساء مختلطة ، أن يجعل هناك مستشفيات خاصة بالرجال ، وأخرى خاصة بالنساء ، وليس ذلك على الله ببعيد إذا دعونا الله عز وجل بقلوب موقنة مخلصة .
فأقول أذا كانت هذه المرأة موظفة فلابد أن تكتنفها بعض الهموم ، بعض المشاكل مع رئيستها في العمل أو مع زميلاتها أو مع أهلها أو مع أولادها ، فهنا ينبغي للزوج أن يتدخل وييسر أمور هذه المرأة ، ويسهل لها ، ويبين لها الطريق الصحيح القويم الذي تجتاز به هذه العقبات ، فالزوج والزوجة كلٌ سكن للآخر ، فإذا رأى الزوجة مهمومة يشاركها في هذه الهموم ، ويزيل عنها هذه الغموم وهذه المشكلات ، بطرق صحيحة سليمة .
14- الفرح والسرور :
من حقوق الزوجة على زوجها إدخال الفرح و السرور عليها ، وهناك وسائل كثيرة في هذا الشأن منها :
الهدية ، تهادوا تحابوا : فالهدية لها موقع عظيم في القلب ، وتقرب النفوس إلى بعضها ، وتزيل الشحناء والبغضاء ، لأن الهدية دليل المحبة .
الخروج في نزهة برية أو بحرية .
السفر إلى أحد الحرمين الشريفين أو كلاهما .
السفر بها إلى والديها لصلة الرحم .
إلى غير ذلك من وسائل إدخال الفرح والسرور إلى قلب الزوجة ، وكسب مودتها ومحبتها ، لتعيش الأسرة في سعادة وهناء .
 



 

يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية