اطبع هذه الصفحة


الزواج الجماعي

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله العزيز الغفار ، وأشهد أن لا إله إلا الله مقيل العثار ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي المختار ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه الأطهار . . وبعد :
في هذه الخاطرة نتناول موضوعاً مهماً جدير بالطرح ، حفي بالشرح ، ينبغي لكل الناس الاهتمام به ، ألا وهو عنوان هذه الخاطرة .
ارتفعت الأسعار ، وغلت المعيشة ، في كثير من المواد والمعروضات بلا سبب منطقي أو طبيعي .
وبما أننا في هذه الأيام أيام العطل الصيفية وما يحصل فيها من الإقبال على الزواج فلعلنا نطرق مسائل مهمة تتعلق بموضوعنا منها :
المهر بلغ مبلغاً قياسياً ، حتى بلغ 70 ألف ريال وربما أكثر ، مع أن الحديث ورد في تقليل المهر ، أعظمهن بركة ، أيسرهن مؤونة .
الذبائح بلغت 1500 ريال وهي في ازدياد وارتفاع ، ألا نكتفي بوليمة من اثنتين أو ثلاث ، وندعو فيها أقارب الزوجين ، إن ذلك لدليل على اليسر والسهولة وعدم الإسراف الذي نهى الله عنه ورسوله ، وصاحبه متوعد بخسارة في الدارين .
قصور الأفراح بلغت أكثر من 10آلاف ريال وبعضها أضعاف هذا الرقم ، ألا نكتفي في بيت الزوج أو استراحة لا يزيد إيجارها عن ألف ريال ، لماذا نكفر نعمة الله ؟ لماذا المباهاة والمفاخرة ؟ كل ذلك كان سيئه عند ربك مكروهاً .
المغالاة والمباهاة في ألبسة النساء التي تصل إلى ألفين أو أكثر إي وربي أكثر من ذلك بكثير ، وكل عرس وفرح بفستان ، أمر يحتاج إلى ميزانية ، مما يضطر معه بعض الجهال من الرجال إلى الاستدانة ، وهذا غلط كبير ، يجب أن يتنبه له الناس ، فالدين وبال وعذاب وذلة ومهانة .
الكوشة ، هذا الأمر الغريب على ديار المسلمين ، والتي تكلف آلاف الريالات ، مع أن العريس أحق بهذه الأموال التي تنفق فيها ، لأجل أن يقول الناس ، كوشة فلانة أو فلان ما رأينا مثلها ، وما علم المسكين أنه ذبح بغير سكين ، فمتى يعقل الرجال ، ومتى يعلموا أن القوامة بأيديهم وليس بأيدي النساء ؟
الدقاقة أو الطبالة أو المطربة التي تأتي للعرس بخمسة آلاف أو أكثر ، لماذا لا يكون عرسنا وفرحنا خالياً من مثل هذه الأمور المكلفة ؟ لماذا لا يكون اللعب بالدف مع قصائد وأشعار للنساء في مكانهن بلا تكلفة ولا مؤونة ؟ أليس منا رجل رشيد ، وامرأة رشيدة ؟
والمصيبة العظمى ، والطامة الكبرى إذا صاحب ذلك موسيقى أو ارتفاع صوت يسمعه الرجال فيطمع الذي في قلبه مرض ، فهذا حرام جد حرام ، وأظن أن مثل هذه المنكرات إذا توفرت في فرح حولته إلى ترح ، وطلاق وفراق قريب ، كما هو الواقع اليوم .
والبعض من الناس لا يستطيع السفر وقضاء إجازته لزحمة جدول الأفراح ، فما إن يسافر ثلاثة أيام مثلاً إلا وهو عائد لحضور فرح آخر وهكذا دواليك ، فلا يتمتع بإجازته .
كل هذه الأمور وغيرها تدعونا لأن نقول بصوت واحد :
[ نعم . . . للزواج الجماعي ] .
[ لا . . . للإسراف والبذخ ] .
فبدل أن يتكلف العريس مائة وخمسون ألف ريال أو قرابة ذلك في زواجه لوحده ، ربما لا ينفق في الزواج الجماعي إلا خمسة آلاف ريال أو أقل ، بل ربما يأتيه من المعونة مال آخر ولا يخسر شيئاً .
ومن كان لديه مال ومنَّ الله عليه بذلك ، فلا يسرف فيما لا يعود عليه بالنفع بل بالضرر بسبب الإسراف ، بل عليه أن ينفق في وجوه الخير ليجد ذلك يوم القيامة ذخراً له .
فهلا من رشيد في كل قبيلة يتولى زمام أمورها ويأمر العقلاء منهم بتبني الزواج الجماعي ؟ هذا ما نأمله ، ومن الله نسأله .
 

كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك



 

يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية