اطبع هذه الصفحة


الشيعة والعبودية

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم

 
الحمد الله له الملك ، وله الحمد وهو على كل شيء قدير ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له السميع البصير ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله السراج المنير ، صلى الله وسلم عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم المصير . . وبعد :
العبادة لا تكون إلا الله وحده لا شريك له ، فهو عز وجل المستحق للعبودية دون سواه ، هو الخالق وغيره من العبيد مخلوق ، هو الرازق وغيره مرزوق ، هو الرب وغيره مربوب ، لا تصرف العبادة إلا له عز وجل ، قال تعالى : { اتَّخَذُواْ أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُواْ إِلاَّ لِيَعْبُدُواْ إِلَـهاً وَاحِداً لاَّ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ } [ التوبة31 ] ، وقال تعالى : { وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ } [ البينة5 ] ، وقال عز وجل : { فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ } [ قريش3 ] .
فلا يحلف العبد إلا بالله ، وله يَنذر ، وله يَذبح ، وله يَسجد ، وله يَركع ، قال تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } [ الأنعام162 ] .
ولا يطلب المدد إلا منه ، ولا يصرف الدعاء إلا له ، فهو القادر على كل شيء ، { أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ } [ النمل62 ] ، وقال تعالى : { وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُواْ الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَآئِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } [ الأعراف180 ] .
وأمر الله عباده بأن يدعوه وحده ، فهو مجيب الدعوات ، ومغيث اللهفات ، وقاضي الحاجات قال رفيع الدرجات : { وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ } [ غافر60 ] .
وحذر الله عباده من دعاء غيره من المخلوقين ، لأنهم لا يملكون لأنفسهم ضراً ولا نفعاً ، ولو كانوا يملكون شيئاً لأنفسهم لما ماتوا ، وما مرضوا ، فإذا كانوا لا يملكون ذلك لأنفسهم فكيف يملكونه لغيرهم ، فقال عز وجل : { قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ } [
سبأ22 ] ، وقال تعالى : { قُلِ ادْعُواْ الَّذِينَ زَعَمْتُم مِّن دُونِهِ فَلاَ يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنكُمْ وَلاَ تَحْوِيلاً } [ الإسراء56 ] ، وقال عز وجل : { إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ عِبَادٌ أَمْثَالُكُمْ فَادْعُوهُمْ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ * أَلَهُمْ أَرْجُلٌ يَمْشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَيْدٍ يَبْطِشُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ أَعْيُنٌ يُبْصِرُونَ بِهَا أَمْ لَهُمْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا قُلِ ادْعُواْ شُرَكَاءكُمْ ثُمَّ كِيدُونِ فَلاَ تُنظِرُونِ } [ الأعراف194-195 ] ، فكيف تتركون الله الذي خلقكم ورزقكم وأحياكم وأماتكم ، ثم تدعون عبيد أمثالكم لا يملكون لكم رزقاً ولا حياة ولا نشوراً ؟ أليس الله الذي أعطاكم ومنحكم الصحة والعافية والزوجة والولد ومنَّ عليكم بنعم عظيمة ، أليس ذلك الخالق أحق بأن تدعوه ، قال تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ } [ البقرة186 ] .
ألا فاعلموا معاشر الشيعة الرافضة يا من تدعون علياً والحسين وزينب رضي الله عنهم ، أنكم أخطأتم طريق الحق والصواب ، وكفرتم بالله عز وجل ، إذ صرفتم شيئاً من العبادة لغيره تعالى ، وحكموا عقولكم وتأملوا قول الله تبارك وتعالى : { ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِن قِطْمِيرٍ{13} إِن تَدْعُوهُمْ لَا يَسْمَعُوا دُعَاءكُمْ وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكْفُرُونَ بِشِرْكِكُمْ وَلَا يُنَبِّئُكَ مِثْلُ خَبِيرٍ{14} يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ{15} إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ{16} وَمَا ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ بِعَزِيزٍ{17} [ فاطر ] .
فتأملوا كيف جعل الله دعاء غيره شركاً وكفراً به سبحانه وتعالى ، فاحذروا أن تحبط أعمالكم وأنتم لا تشعرون .
فسبحان الله . . كيف تدعون فقيراً وتتركون غنياً ، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَنتُمُ الْفُقَرَاء إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ } [ فاطر15 ] .
وكيف تدعون ضعيفاً وتتركون قوياً عزيزاً حكيماً ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ لَن يَخْلُقُوا ذُبَاباً وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِن يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئاً لَّا يَسْتَنقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ } [ الحج73 ] .
وقال تعالى : { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ } [ الزمر38 ] .
وما أكثر آيات ربي في شأن إخلاص العبادة له عز وجل دون سواه .
ألا فاتقوا الله معاشر الشيعة الرافضة ، فدينكم دين مبني على الكذب والخرافات والخزعبلات والدجل ، دين أَّلفَهُ البشر من العمائم السود قبحهم الله ، ما أكثر تناقضه وتضاربه ، فهلا منكم رجل رشيد ، يدل الناس على دين الله القويم ، وصراطه المستقيم ، لينجوا من عذاب الله تعالى ، أسأل الله لهم الهداية والرشاد ، وأن يريهم الحق حقاً ويرزقهم اتباعه ، ويريهم الباطل باطلاً ويرزقهم اجتنابه ، وأن ينير بصائهم وأبصارهم لرؤية الحق ، إنه سبحانه على كل شيء قدير .


 

يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية