اطبع هذه الصفحة


الرياضة والملايين

يحيى بن موسى الزهراني

 
بسم الله الرحمن الرحيم


الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .... وبعد:
من أساليب إلهاء الناس عن دينهم وعن مطالبهم ومكاسبهم ومعايشهم وعن المطالبة بمحاسبة المفسدين ، إشغالهم بالرياضة لاسيما كرة القدم حتى أشربها كثير من الناس وللأسف رجالاً ونساءً حتى أخذت بلب الكثيرين وأصبحوا يوالون ويعادون ويحبون ويكرهون من أجلها بل ويبكون ويغمى على بعضهم لأجل فوز فريق أو هزيمته ، ونسوا قضاياهم الهامة من نشر لدين الله تعالى والذب عنه والدفاع عن حياضه والمطالبة برعاية الأيتام والأرامل والفقراء والمحتاجين والمنكسرين وكبار السن وبناء دور خاصة لهم وتبني قضاياهم والاهتمام بتخفيف الأسعار وقهر جشع التجار وعلاج البطالة وتوظيف الشباب وإنكار المؤامرات التي تحاك ضد المرأة السعودية المسلمة الأصيلة من تبرج وسفور واختلاط وإقحامها فيما ليس من شأنها ولا يناسبها ولا يعتد بقرارها ورأيها فيه لأنه ليس من اختصاصها إلى غير ذلك من القضايا العالقة التي تحتاج إلى جهد سريع لعلاجها والعمل الدؤوب لأجل إنجازها . وإيجاد المستشفيات والأسواق الخاصة بالنساء فقط ولا يدخلها غيرهن .

إن الأرقام الفلكية التي يسمع بها الناس وتتداولها وسائل الإعلام بكل صوره ليندا لها الجبين وتحترق لها القلوب وتأسى لها النفوس وتزيد من الفجوة بين الحاكم والمحكوم والراعي والرعية ، مئات الملايين تنفق لأجل كومة من الجلد سببت أزمات نفسية ومشاكل أسرية ومضاربات وقتلى وجرحى وابتعاد عن دين الله تعالى بصور مفجعة مخيفة موجعة .

تلكم الملايين التي تنفق لأجل شراء لاعب أو مدرب ولم تحقق هدفها المنشود ولم تأت بالمقصود لهي إسراف وضياع وإهدار لأموال بيت المسلمين ، فأي هدف تحقق من ورائها غير ضياع البطولات وكثرة الهزائم لأنها أنفقت في غير وجهها الصحيح فأي عاقل يرضى أو يقبل بأن يأخذ لاعب ملايين الريالات لأجل أن يجري وراء كومة من الجلد ويترك الكثير من المحتاجين والفقراء يموتون من الجوع والمرض والتعرض للتقلبات الجوية من حر شديد وبرد شديد وبيوت لا تصلح حتى لبعض الحيوانات مأوى ، ألهذا الحد يرخص المسلم ؟ بل وتترك الدعوة إلى الله عز وجل والبذل فيما يخدم الدين .

لاعب يحصد الملايين وهو يسعى شعر أم لم يشعر إلى تفرقة الناس وزعزعة لحمتهم وتفريق اجتماعهم وكثرة المشاكل بينهم إلى غير ذلك من مساوئ الكرة ، بينما الدعاة إلى الله تعالى الذين يخرجون الناس من الظلمات إلى النور ومن الباطل إلى الحق لا يحصلون على درهم واحد وليس في قلوبهم حسرة على حطام الدنيا ، لكن شرعاً وعدلاً وعرفاً من الأحق بذلك؟
ومن كان مخضرماً فأدرك المنتخب السعودي في الثمانينات الميلادية مع عدم وجود الاحتراف بل هواة وضعف العطاء واليوم مع وجود الاحتراف والبذخ والإسراف والتبذير يدرك بلا ريب ولا شك أن إنجازات الماضي لا تقارن بقرينتها اليوم فاليوم هزائم تلو الأخرى ، والأمس تفوق وإنجاز وبطولات مع ضعف الوارد المالي للاعبين، واليوم مئات الملايين تنفق وتعطى لكفرة لم يحققوا رفعة ولا مكانة للكرة السعودية لا إقليمياً ولا دولياً بسبب الفساد وظلم العباد والإنفاق في غير أوجه الحق مما أدى لهذه النتائج المؤلمة والهزيلة.

ثم هذه التبعات الغريبة على بلادنا وديننا وعاداتنا وتقاليدنا التي نعتز بها ونفخر بها أمام العالم بأكمله تبعات الملاعب إثر فوز فريق أو هزيمته دون رادع أو تأديب سواء للرياضيين أو الجماهير حتى أصبحنا أضحوكة للعالم ولكن صدق من قال :" من أمن العقوبة أساء الأدب " .

ولا ينسى عاقل أن إقحام المرأة في الرياضة ومشاركتها خارجياً أو داخلياً باسم السعودية تلك البلاد الطاهرة الأبية النقية بلاد الحرمين الشريفين مهبط الوحي وقبلة المسلمين يعتبر وصمة عار في جبين كل سعودي وسعودية وأول من يوصم بالعار من سهل مشاركة المرأة المسلمة فيما ليس من شأنها ولا من اختصاصها كي تترك واجبها الأول والأعظم والذي سوف تسأل عنه يوم القيامة وفي قبرها وهو أسرتها ممثلة في زوجها وأولادها ووالديها وبيتها وعرضها ، لتعرض للعالم عورتها وتهتك عرضها وتخدش حياءها وتفضح أهلها ومجتمعها ودولتها بعد أن كانت عزيزة شريفة محتشمة مستورة كريمة .

أرجو الله أن أكون قد نصحت لديني ووطني ولاة وشعباً والله من وراء القصد .


يحيى موسى الزهراني
إمام جامع البازعي بتبوك


 

يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية