اطبع هذه الصفحة


أفراح وأحزان باطلة ، وعقوبات عاجلة

يحيى بن موسى الزهراني

 
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ، ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا ، من يهده الله فلا مضل له ، ومن يضلل فلن تجد له ولياً مرشداً ، الحمد لله رب الأرباب ، قهر الصلاب ، ولانت له الصعاب ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له خالق الناس من تراب ، سريع الحساب ، شديد العقاب ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الأواب ، صلى الله وسلم عليه ما ظهر نجم وغاب ، وعلى آله وأصحابه أولوا الألباب ، خير الأهل والأصحاب ، وعلى التابعين لهم بإحسان إلى يوم المآب . . . أما بعد : فاتقوا الله أيها الناس ، وراقبوا أنفسكم ، واعرضوها على كتاب ربكم ، وسنة نبيكم صلى الله عليه وسلم ، فالكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت ، والعاجز من اتبع نفسه هواها ، وتمنى على الله الأماني ، " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " ، " يَاأَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا " .

أمة الإسلام : في غابر القرون تعددت الأديان ، وأدخلت الأصنام إلى جزيرة العرب ، وبقيت بقية ضئيلة من دين إبراهيم الخليل عليه السلام ، وما لبثت أن انطفأ نورها ، وخبت ضوءها ، وفي مقابل ذلك ، لمع بريق الشرك والكفر والإلحاد ، حتى بعث الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم بدين الإسلام ، فهيمن هذا الدين العظيم على جميع الأديان ، ودخل الناس فيه أفواجاً ، طواعية لا كراهية ، حتى كان الإسلام أحب إلى الناس من أنفسهم وأهليهم وأموالهم ، عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه ، أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَعْطَاهُ غَنَمًا بَيْنَ جَبَلَيْنِ ، فَأَتَى قَوْمَهُ فَقَالَ : يَا قَوْمِ ! أَسْلِمُوا ، فَإِنَّ مُحَمَّدًا يُعْطِي عَطَاءَ رَجُلٍ لَا يَخَافُ الْفَاقَةَ ، وَإِنْ كَانَ الرَّجُلُ لَيَجِيءُ إِلَيْهِ مَا يُرِيدُ إِلَّا الدُّنْيَا ، فَمَا يُمْسِي حَتَّى يَكُونَ دِينُهُ أَحَبَّ إِلَيْهِ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا فِيهَا " [ أخرجه مسلم وأحمد واللفظ له ] ، فازدهرت البلاد ، وأسلم العباد ، وساد الإسلام ، حتى لم تبق بقعة إلا دخلها الإسلام وآمن أهلها ، إلا من خسر وشقي ، وخاب وندم ، فلا دين إلا الإسلام ، ولا رب إلا الله الكبير المتعال ، قال تعالى : " ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين " ، وقال تعالى : " وقال الله لا تتخذوا إلهين اثنين إنما هو إله واحد فإياي فارهبون " ، وقال تعالى : " يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ وَلَا تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ إِنَّمَا الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ رَسُولُ اللَّهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَا تَقُولُوا ثَلَاثَةٌ انْتَهُوا خَيْرًا لَكُمْ إِنَّمَا اللَّهُ إِلَهٌ وَاحِدٌ سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ لَهُ مَا فِي السَّمَوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَكَفَى بِاللَّهِ وَكِيلًا " ، وقال تعالى : " قل هو الله أحد " .

أمة الإسلام : دين الإسلام ، دين كامل ، قال تعالى : " اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً " ، فمن ابتدع فيه خرافة أو دعا فيه إلى ضلالة ، فقد افترى إثماً عظيماً ، وقال على الله كذباً ، وادعى أن الإسلام دين ناقص يحتاج إلى من يكمله ، ألا وإن من أعظم الأباطيل والخرافات في دين الله تعالى بدعة المولد النبوي التي بلغت الأفق في البدع المنكرة ، وتجاوزت كثيراً من البدع ، وتأملوا قاعدة قعدها أهل العلم فقالوا : " كل شيء كان سببه موجوداً في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يفعله ، ولم يفعله أصحابه من بعده ، ففعله بدعة " ، فلو كان الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم جائزاً لاحتفل به عليه الصلاة والسلام ، ولو كان الاحتفال بالمولد النبوي من دين الله ، لاحتفل به أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين لزموه وعاشروه ، ولم يحتفل بمولده أحد من البشر في قرنه ولا في القرون المفضلة من بعده ، وهي ثلاثة قرون ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ، ثم الذين يلونهم " ، فلما لم يحصل ذلك عُلم بما لا يدع مجالاً للشك أن المولد النبوي ضلالة وغواية ، وسنة ابتدعها الشيطان ، وزينها في قلوب أتباعه من الصوفية ومن شاكلهم ممن ضلوا عن سبيل الرشاد ، فسبحان الله أيها الناس ، أيعقل أن يغفل الصحابة والتابعين من القرون الثلاثة الفضلى عن الاحتفال بالمولد النبوي ثم يتدارك ذلك الخطأ المتأخرين من علماء السوء والضلال ؟ لا ! لا يقول ذلك عاقل أبداً ، قال تعالى : " وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ " ، وقال تعالى : " وَزَيَّنَ لَهُمْ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنْ السَّبِيلِ فَهُمْ لَا يَهْتَدُونَ " ، فمن ذلك عُلم بالضرورة أن الاحتفال بالمولد عيد باطل لا أصل له في شريعة الإسلام ، ووزره وإثمه على من عمل به أو دعا الناس للعمل به ، قال صلى الله عليه وسلم : " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " ، وقوله عليه الصلاة والسلام : " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " ، وقوله صلى الله عليه وسلم : " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " ، وحدث ولا حرج عما يحدث في تلكم الموالد من الكبائر ، وارتكاب الحرام ، من اختلاط الرجال بالنساء ، وتعاطي الدخان والمخدرات ، واستماع الأغاني والأهازيج المطربة ، وترك الصلوات ، وأعظم من ذلك وأخطر ، دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من دون الله ، وكأنه يفرج الكربات ، ويزيل الهموم ، ويذهب الغموم ، وقد مات عليه الصلاة والسلام ، فكيف يدعون ميتاً ويتركون الحي الذي لا يموت ، وذلك شرك بالله تعالى ، ولا حول ولا قوة إلا بالله العظيم .

أمة الإسلام : رسالة محمد صلى الله عليه وسلم نسخت جميع الرسالات ، فلم تبق رسالة سماوية إلا وحرُفت وعُدلت ، فجاء القرآن العظيم ، ونسخ جميع الرسالات ، لأن الله حفظه وتكفل بحمايته ورعايته ، من التعديل والتبديل والتغيير والتحريف ، قال تعالى : " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " ، فألا يعلم أولئك الكفار وأهل الشرك أن محمداً صلى الله عليه وسلم آخر الأنبياء والرسل ، ودينه هو الدين الحق ، لا سيما وقد بشر به الأنبياء فقال تعالى : " وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَابَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُبِينٌ " ، قال تعالى : " مَا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِنْ رِجَالِكُمْ وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ " ، قال ابن عباس رضي الله عنهما : " ما بعث الله نبياً إلا أخذ عليه العهد لئن بُعث محمد وهو حي ليتبعنه ، وأخذ عليه أن يأخذ على أمته ، لئن بعث محمد وهم أحياء ليتبعنه وينصرنه " ، ويصدق ذلك قول الله جل وعلا : " وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم أصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " لو كان موسى حياً لما وسعه إلا اتباعي " ، وقال صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ ، لَا يَسْمَعُ بِي أَحَدٌ مِنْ هَذِهِ الْأُمَّةِ ، يَهُودِيٌّ وَلَا نَصْرَانِيٌّ ، ثُمَّ يَمُوتُ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِالَّذِي أُرْسِلْتُ بِهِ ، إِلَّا كَانَ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ " [ أخرجه مسلم ] ،

أمة الإسلام : لا عيد لنا أهل الإسلام إلا عيدان ، عيد يتكرر كل عام ، وهما عيد الفطر وعيد الأضحى ، وعيد يتكرر كل أسبوع وهو يوم الجمعة ، أما ابتداع أعياد أخرى أو أيام يُحتفل بها فتلكم بدع وخرافات ما أنزل الله بها من سلطان ، وربما كان بعضها طريقاً إلى الكفر والعياذ بالله ، كعيد الأم ، وعيد الحب ، وعيد رأس السنة ، وتبادل التهاني بنهاية كل سنة ، ميلادية كانت أم هجرية ، وكذلك الاحتفال باليوم الوطني ، ويوم المعلم ، وعيد الاستقلال ، وما يقابل ذلك من المآتم التي يفعلها الجهال والغاوون من الرافضة وغيرهم ، من الحزن وضرب الرؤوس بالسيوف والسكاكين ، وضرب الصدور بالسلال والأيدي ، حزنا ومأتماً على موت الحسين رضي الله عنه ، في العاشر من شهر الله المحرم ، ولا يخفى على كل مطلع أن شيعة الكوفة هم الذين قتلوا الحسين رضي الله عنه وعن كافة الصحابة أجمعين ، بل وقتلوا أباه ، وتكالبوا على قتل عثمان رضي الله عنهما ، ثم يُظهرون الحزن والأسى في يوم عاشوراء ، إن أيديهم ملوثة بدماء الصحابة وأهل السنة ، فعليهم من الله ما يستحقون ، فتلكم التهاني والأفراح ، والأحزان والأتراح ، عادات باطلة ، لم ترد في شريعة ولا دين ، ولا يقبلها عقل ولا عقيدة ، ومآل أصحابها إلى خزي وبوار ، وذل وصغار ، قال تعالى : " أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنْ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ وَلَوْلَا كَلِمَةُ الْفَصْلِ لَقُضِيَ بَيْنَهُمْ وَإِنَّ الظَّالِمِينَ لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ " ، وقال تعالى : " وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ الْجِنَّ وَخَلَقَهُمْ وَخَرَقُوا لَهُ بَنِينَ وَبَنَاتٍ بِغَيْرِ عِلْمٍ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يَصِفُونَ " ، أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم الجليل لي ولكم من كل ذنب ، فاستغفروه وتوبوا إليه إنه كان للأوابين غفوراً .

الخطبة الثانية
الحمد لله وكفى ، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، يعلم السر والنجوى ، وصلاة وسلاماً على عباده الذين اصطفى ، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله خير الورى ، عليه من ربه صلاة وسلاماً ، وعلى آله وأصحابه والتابعين ومن تبعهم إلى يوم اللقاء . . أما بعد : فاتقوا الله عباد الله ، فالتقوى سبيل الرشاد ، ونقصها طريق للضلال والفساد .
أمة الإسلام : تكفل الله لمن عصاة بالانتقام منه ، فلما ابتدع الناس أعياداً باطلة ، وعادات مقيتة ، وأحيوا جذوة نار الجاهلية ، وأججوا شرك الوثنية ، أمر الله جنوده من بحار وزلازل ، وانهيارات وبراكين ، ورياح وأعاصير ، وبرق ورعد تخطف الأسماع والأبصار ، وتفتك بالأرواح ، وتهلك الموارد ، بأن تنفذ أمر ربها في العصاة والمذنبين من بني البشر ، فحصل زلزال جنوب شرق أسيا ( تسونامي ) قبل عيد رأس السنة الميلادية بساعات عدة ، فراح ضحيته مئات الآلاف من البشر ، وشرد الملايين ، وفقد الكثيرون ، وحصل زلزال مدينة بام الإيرانية ، فراح ضحيته خمسون ألفاً من القتلى ، وأمثالهم من الجرحى ، وهاهو زلزال إقليم كرمان جنوب غرب إيران ، يسحق أكثر من ألف شخص على الأقل ، ويصيب آلافاً آخرين ، وآلاف المتضررين ، والله أعلم بالمفقودين ، " ولله جنود السموات والأرض وكان الله عزيزاً حكيماً " ، فألا يتعظ أولئك الناس ، ويعودوا إلى ربهم ، ويحاسبوا أنفسهم ، ويعلموا أنه لا دين غير الإسلام ، ولا إله إلا الله الواحد القهار ، ولا نبي ختمت به الرسل غير محمد عليه الصلاة والسلام ، فمن البشر من يعبد الله ويعبد معه غيره من العلماء والمشايخ ، وأرباب الطرق الصوفية وغيرهم ، فيبنون لهم القبور العالية ، والأضرحة المرتفعة ، وربما أدخلوا القبور إلى المساجد ، ثم يطوفون حولها ، ويتوسلون بهم ، والله جل وعلا يقول لهم : " وليطوفوا بالبيت العتيق " ، ويقول سبحانه : " إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما " ، إن من يدعون القبور وأصحابها ، ومن يطوفون حولها ويطلبون المدد من أهلها ، أولئك هم المشركون حقاً ، فالعبادة كلها لله ، قال تعالى : " قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين " ، فلا معبود بحق سوى الله تعالى ، فهو سبحانه المستحق للعبادة وما سواه من البشر والجن والملائكة وغيرهم مخلوقون مربوبون لله تعالى ، خلقهم جميعاً لعبادته ، قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ، فالله هو الخالق والرازق ، قال تعالى : " قل الله خالق كل شيء وهو الواحد القهار " ، وقال تعالى : " وما بكم من نعمة فمن الله " ، ألا فاعلموا أيها المسلمون أن الدعاء والنذر والحلف عبادة ، ولا يجوز صرفها إلا لله تعالى .

كتبه
يحيى بن موسى الزهراني
إمام الجامع الكبير بتبوك
في 14/1/1426هـ
 

يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية