اطبع هذه الصفحة


الصلاة بين الترغيب والترهيب

يحيى بن موسى الزهراني

 
يقول الله جل وعلا : " ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فما له من مكرم إن الله يفعل ما يشاء " ، في هذه الآية الكريمة ، دلالة على أن كل من في السماء والأرض مفطور على عبادة الله عز وجل ، مخلوق لتلك الغاية العظيمة ، قال تعالى : " وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون " ، فكل من في السموات والأرض يسجد لله تعالى ، يسبح الخالق تعالى ، خوفاً وجزعاً ، فرقاً وهرباً ، قال تعالى : " ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون * يخافون ربهم من فوقهم ويفعلون ما يؤمرون " ، تأملوا يا رحمكم الله تلكم الآية العظيمة ، من أن كل الدواب والأشجار والأحجار والنجوم والجبال والشمس والقمر والملائكة ، كلٌ يسجد لله تعالى ، ثم وقفت الآية عند الإنسان فقال الله جل وعلا : " وكثير من الناس " ولم يقل جميع الناس ، فكثير من الناس يسجد لله عز وجل ، وكثيرون كفروا به سبحانه ، فلم يسجدوا ولم يركعوا ، وأبوا واستكبروا استكباراً ، هذا هو واقع كثير من أفراد الأمة اليوم مع الصلاة ، تركوها بالكلية ، ومن لم يتركها فربما صلى مرة وترك مراراً ، فكيف يطمعون في رزق مدراراً ، وجنات وأنهاراً ، وهم يعصون الله جهاراً نهاراً .

أمة الإسلام : الصلاة هي عمود هذا الدين ، وأهم أركانه بعد الشهادتين ، لقد ملأت فضائل الصلاة كتب العارفين ، بما أُعد للمحافظين عليها ، والقائمين بحقوقها ، قال الله تعالى : " والذين هم على صلواتهم يحافظون * أولئك هم الوارثون * الذين يرثون الفردوس هم فيها خالدون " ، وقال صلى الله عليه وسلم : " صلاة في إثر صلاة لا لغو بينهما ، كتاب في عليين " [ أخرجه أبو داود بإسناد حسن ] ، وقال عليه الصلاة والسلام لثوبان رضي الله عنه : " عليك بكثرة السجود ، فإنك لا تسجد لله سجدة ، إلا رفعك الله بها درجة ، وحط عنك بها خطيئة " [ أخرجه الإمام أحمد بسند صحيح ] ، الصلاة تذهب حر المعصية ، وتقيل عثرة السيئة ، تمحو الخطايا ، وتزيل الرزايا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن العبد إذا قام يصلي أتي بذنوبه كلها، فوضعت على رأسه وعاتقيه، فكلما ركع أو سجد تساقطت عنه " [ أخرجه الطبراني بسند صحيح ] ، وقال عليه الصلاة والسلام : " أرأيتم لو أن نهراً بباب أحدكم ، يغتسل منه كل يوم خمس مرات ، هل يبقى من درنه شيء ؟ قالوا : لا يبقى من درنه شيء ، قال : " فكذلك مثل الصلوات الخمس يمح الله بهن الخطايا " [ متفق عليه ] ، ألا فاعلموا أيها الناس أن من أعظم فضائل الصلاة أنها وقاية من النار ، وحماية من غضب الجبار ، قال عليه الصلاة والسلام : " لن يلج النار أحد صلى قبل طلوع الشمس وقبل غروبها ـ يعني صلاتي الفجر والعصر ـ " [ أخرجه أحمد بسند صحيح ] ، فاحرصوا يا رعاكم الله على صلواتكم ، وحافظوا عليها في العسر واليسر ، في السراء والضراء ، في الصحة والمرض ، في الأمن والخوف ، في الحضر والسفر ، فهي المنجية من عذاب الله تعالى ، وهي الصلة بين العبد وربه ، الصلاة ماحية الذنوب ، وماسحة العيوب ، تزيل أثر الآثام ، وتُذهب بقايا المعاصي ، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " تحترقون تحترقون ـ أي تقعون في الهلاك بسبب الذنوب الكثيرة ـ فإذا صليتم الصبح غسلتها ، ثم تحترقون تحترقون ، فإذا صليتم الظهر غسلتها ، ثم تحترقون تحترقون ، فإذا صليتم العصر غسلتها، ثم تحترقون تحترقون ، فإذا صليتم المغرب غسلتها ، ثم تحترقون تحترقون ، فإذا صليتم العشاء غسلتها ، ثم تنامون فلا يكتب عليكم حتى تستيقظوا " ، وعن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن لله ملكا ينادى عند كل صلاة ، يا بني آدم قوموا إلى نيرانكم التي أوقدتموها فأطفئوها " [ أخرجهما الطبراني بسند حسن ] ، فعبادة هذه بعض فضائلها ، وشيء من عطاياها ، لواجب على كل مسلم ومسلمة أن يتشبث بها ، ويحافظ عليها ، كيف لا وهي الفارقة بين الإسلام والكفر ، والتهاون بشأنها علامة النفاق ، وسبب للعذاب ، قال صلى الله عليه وسلم : " خمس صلوات كتبهن الله على العباد ، فمن جاء بهن ، ولم يضيع منهن شيئاً استخفافاً بحقهن ، كان له عند الله عهداً أن يدخله الجنة ، ومن لم يأت بهن فليس له عند الله عهد ، إن شاء عذبه ، وإن شاء أدخله الجنة " [ حديث صحيح أخرجه أبو داود والنسائي وابن حبان ومالك ] ، وقال ابن مسعود رضي الله عنه : " ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق " [ أخرجه مسلم ] ، ألا فاعلموا أيها الناس ، أنه لاحظ في الإسلام لمن ترك الصلاة ، من تركها خرج من دين الله ، من تركها انقطع عنه حبل الله ، وخرج من ذمة الله ، من ترك الصلاة أُحل دمه وماله وعرضه ، تارك الصلاة عدو لله ، عدو لرسول الله ، عدو لأولياء الله ، تارك الصلاة مغضوب عليه في السماء ، مغضوب عليه في الأرض ، تارك الصلاة لا يؤاكل ، ولا يشارب ، ولا يجالس ، ولا يرافق ، ولا يؤتمن ، قال صلى الله عليه وسلم : " بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة " [ أخرجه مسلم ] .

اخوة الإيمان : ما أعظم الصلاة ، وما أكبر شأنها ، ولهذا شرعها الله من فوق سبع سماوات ، تعظيماً لأمرها ، وإكباراً لشأنها ، لأنها صلة بين العبد وربه ، فُرضت عليكم خمسين صلاة في اليوم والليلة ، ورحمة من الله بعباده ، وتفضلاً وتكرماً على خلقه ، خُففت إلى خمس صلوات في العدد ، وأجر خمسين في الميزان ، وقليل من يحافظ عليها ، قال تعالى : " حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى وقوموا لله قانتين " ، وأخرج الطبراني في الأوسط بسند لا بأس به من حديث أنس رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة ، فإن صلحت صلح سائر عمله ، وإن فسدت فسد سائر عمله " ، وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " ما من امرئ مسلم تحضره صلاة مكتوبة ، فيحسن وُضوءها ، وخشوعها ، وركوعها ، إلا كانت كفارة لما قبلها من الذنوب ، ما لم تؤت كبيرة ، وذلك الدهر كله " [ أخرجه مسلم ] ، ومع هذه البشرى ، في الدنيا والأخرى ، ثم اعلموا أيها الناس أن الصلاة تزيل الهموم ، وتذهب الغموم ، تشرح الصدور ، وتحل السرور ، كيف لا ، وهي حبل ممدود بين العبد وربه ، ولقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر وأهمه فزع إلى الصلاة ، يناجي ربه ، وكان يقول لبلال رضي الله عنه أرحنا بها يا بلال ، لقد كانت الصلاة متنفسه صلى الله عليه وسلم ، ومحط راحته واستقراره ، فلنا فيه صلى الله عليه وسلم أعظم الأسوة ، وأكبر القدوة .

أمة الإسلام : هاهي البيوت تحيط بالمساجد من كل ناحية ، ومع ذلك لا يخرج منها للصلاة إلا القليل ، بل ومن البيوت من لا يخرج منها أحد ولا حول ولا قوة إلا بالله ، كيف سينجو أولئك الناس من عذاب الله ؟ كيف سينعمون بالراحة والاطمئنان ، والاستقرار والأمان ، وقد تركوا أعظم أركان الإسلام ، أخرج الشيخان من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن أثقل الصلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ، ولو يعلمون ما فيهما ـ أي من الأجر ـ
لأتوهما ولو حبواً ، ولقد هممت أن آمر بالصلاة فتقام ، ثم آمر رجلاً فيصلي بالناس ، ثم أنطلق معي برجال معهم حزم من حطب إلى قوم لا يشهدون الصلاة ، فأحرق عليهم بيوتهم بالنار " ، فاحفظوا عهد الله ، وأقيموا الصلاة ، واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون ، بارك الله لي ولكم في القرآن والسنة ، ونفعني وإياكم باتباع هدي سيد الأمة ، أقول ما سمعتم ، وأستغفر الله لي ولكم ، فاستغفروه وتوبوا إليه ، فيا فوز المستغفرين .

اخوة الإيمان : يقول أحد اليهود : إذا أردتم النصر فعليكم أن تكونوا في صلاة الفجر كحضوركم في صلاة الجمعة ، فكيف نرجو نصراً على الأعداء ، ومنا من سبب الهزيمة ، وأثبط العزيمة ، بترك الصلاة ، وهجر بيوت الله ، نعم يا عباد الله إن من المسلمين من له الأثر الأكبر فيما يحصل للأمة من نكبات ، وتأخر للنصر ، بتقاعسهم عن الصلاة ، وتأملوا حال المسلمين مع صلاتي العصر والفجر ، الصلاتان المشهودتان ، اللتان تشهدهما ملائكة الليل والنهار ، وياللأسف عندما ترى كبار السن هم من يقوم لأدائهما ، وشباب الأمة ورجالها يغطون في نوم عميق ، بين زفير وشهيق ، وإذا ما حان وقت العمل ، خرجوا من البيوت كالنمل ، من كل حدب وصوب ، يجوبون الطرقات ، ويسرعون بالسيارات ، سبحان الله ! ألم يخلقوا إلا للعمل ، أم أنهم خلقوا لغاية سامية ، وحكمة بالغة ، قال الله تعالى : " فخلف من بعدهم خلف ضاعوا الصلاة واتبعوا الشهوات فسوف يلقون غياً " ، وفي حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم مر على رجل مضطجع وآخر يلقي رأسه حجراً فيتدحرج رأسه ، وقال : هذا الذي ينام عن الصلاة المكتوبة ، فيا قومنا : إن الصلاة غاية توصل إلى الجنة ، والعمل وسيلة لتلك الغاية ، فلا تخلطوا بين الأمرين ، فتذوقوا الأمرَّين .

اخوة الإيمان : أولادكم أكبادكم تمشي على الأرض ، كل أب وكل أم تتملكه الرحمة بأبنائه ، وتكتنفه الرأفة بأولاده ، فأين هذه الرحمة ، وتلكم الرأفة بالأبناء وهم لا يصلون ، تُلبسونهم لباس الصوف ليقيهم برد الشتاء ، وتوفرون لهم الجو البارد ليمنعهم حر الصيف ، فهلا تذكرتم قول الله جل وعلا : " قل نار جهنم أشد حراً لو كانوا يفقهون " ، هذه رسالة عاجلة لكل أب وأم ، اتقوا الله في أبنائكم ، ولا تجعلوهم حطباً لجهنم ، وأعواداً توقدها ، أنقذوهم من نار تلظى ، لا يصلاها إلا الأشقى ، مروهم بالصلاة لسبع ، واضربوهم عليها لعشر ، لا يأخذنكم الحنان والعطف ، فتتركونهم يلعبون وينامون ، وأنتم عنهم غافلون ، بل عودهم على الصلاة صغاراً ، ليطيقوها كباراً ، أيقظوهم من نومهم ، وأفيقوهم من غفلتهم ، ألم تسمعوا قول الله تعالى : " يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون " ، ألا تريدون أن يجتمع شملكم ، ويُلم شعثكم ، في جنة المأوى ، وملك لا يبلى ، أم ترغبون في الفرقة والتباعد ، واختلاف المقاعد ، فريق في الجنة وفريق في السعير ، فاتقوا الله أيها الآباء والأمهات ، وأنقذوا أنفسكم وأبناءكم من النار ، طريق الكفار ، قال صلى الله عليه وسلم : " العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة ، فمن تركها فقد كفر " [ أخرجه أهل السنن بسند صحيح من حديث بريدة رضي الله عنه ] .

أيها المسلمون : جاءت النصوص الشرعية ، بوجوب الصلوات الخمس ، والفجر والعصر على وجه الخصوص ، وجاء الترهيب لمن تركهما ، قال صلى الله عليه وسلم : " من صلى الصبح فهو في ذمة الله " [ أخرجه ابن ماجة بسند صحيح ] ، وقال عليه الصلاة والسلام : " من مشى في ظلمة الليل إلى المساجد ، لقي الله عز وجل بنور يوم القيامة " [ أخرجه ابن ماجة بسند حسن ] ، وعن أبي بَصرة الغِفاري رضي الله عنه قال : صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر وقال : " إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فضيعوها ، فمن حافظ عليها كان له أجره مرتين " [ أخرجه مسلم ] ، وأخرج البخاري في صحيحه من حديث بريدة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى لله عليه وسلم : " من ترك صلاة العصر ، فقد حبط عمله " ، فأوصيكم أيها الناس ونفسي بالمحافظة على الصلوات في أوقاتها ، وإتمام شروطها وواجباتها ، وأركانها وسننها ، فمن حافظ عليها كانت له حجاباً من النار ، وأدخل الجنة مع الأبرار ، فقد وعدنا بذلك العزيز الغفار ، فقال الواحد القهار : " إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون " ، وعن عبدالله بن عمرو بن العاص ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً ، فقال " من حافظ عليها كانت له نوراً وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة ، ومن لم يحافظ عليها لم تكن له نوراً ولا برهاناً ولا نجاةً ، وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأُبي بن خلف " ، وأولئك أئمة النار ، هذا وصلوا وسلموا على النذير البشير ، والسراج المنير ، نبي الهدى والخير ، فقد أمركم بذلك السميع البصير ، فقال في الذكر الحكيم ، والقرآن العظيم : " إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً " اللهم صل وسلم على صاحب الوجه الأنور ، والجبين الأزهر ، والقلب الأطهر ، نبينا محمد وعلى آله وأصحابه ، وتابعيه وأحبابه ، ومن اقتفى أثره ، واتبع دعوته ، واسقهم من حوضه ، وأكرمهم بجواره ، يا رب العالمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذل الشرك والمشركين ، اللهم انصر من نصر الدين ، واخذل من خذل المسلمين ، اللهم حبب إلينا الإيمان وزينه في قلوبنا ، وكره إلينا الكفر والفسوق والعصيان ، واجعلنا من الراشدين ، اللهم اجعلنا هداة مهتدين ، غير ضالين ولا مضلين ، اللهم احفظنا بالإسلام قائمين ، واحفظنا بالإسلام قاعدين ، واحفظنا بالإسلام راقدين ، ولا تشمت بنا الأعداء ولا الحاسدين ، اللهم اكفنا شر الأشرار ، وكيد الفجار ، ونعوذ بك من شر طوارق الليل والنهار ، إلا طارق يطرق بخير يا رحمن ، اللهم بلغنا شهر رمضان ، وأعنا فيه على الصيام والقيام ، اللهم اجعله شاهداً لنا ، لا شاهداً علينا ، اللهم اغفر لنا ذنوبنا ، واستر عيوبنا ، برحمتك يا أرحم الراحمين ، اللهم وفق ولي أمرنا بتوفيقك ، وأيده بتأييدك ، اللهم ارزقه البطانة الصالحة الناصحة ، اللهم أيده بالحق ، وأيد الحق به يا رب العالمين ، ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار ، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين ، والحمد لله رب العالمين ، وأقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ولذكر الله أكبر والله يعلم ما تصنعون .
 

يحيى الزهراني
  • رسائل ومقالات
  • مسائل فقهية
  • كتب ومحاضرات
  • الخطب المنبرية
  • بريد الشيخ
  • الصفحة الرئيسية