اطبع هذه الصفحة


لإسلامي.. أعيش أنا!

يسري صابر فنجر

 
أنا مسلم وأقولها ملء الورى = وعقيدتي نور الحياة وسؤددي

إن الإسلام لا بد أن يعيش له وبه وعليه كل مسلم ؛ لأن الإسلام بناء عتيد وصرح شامخ يبقى إلى أن تأتي رياح طيبة تأخذ أرواح المؤمنين ، يبقى الإسلام إلى أن تطلع الشمس من مغربها فهو دين الله قال تعالى : " شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلَائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ إِلَّا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَنْ يَكْفُرْ بِآَيَاتِ اللَّهِ فَإِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ " [ آل عمران : 18ـ 19 ] قال العلامة عبد الرحمن السعدي رحمه الله : لما قرر أنه الإله الحق المعبود ، بيَّن لعباده الدين الذي يتعين أن يعبد به ويدان له ، والإسلام هو الاستسلام لله بتوحيده وطاعته التي دعت إليها رسله ، وحثت عليها كتبه ، وهو الذي لا يقبل من أحد دين سواه ، وهو متضمن للإخلاص له في الحب والخوف والرجاء والإنابة والدعاء ومتابعة رسوله في ذلك ، وهذا هو دين الرسل كلهم ، وكل من تابعهم فهو على طريقهم ، وإنما اختلف أهل الكتاب بعد ما جاءتهم كتبهم تحثهم على الاجتماع على دين الله ، بغياً بينهم ، وظلماً وعدواناً من أنفسهم قال سبحانه : " إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ " [ الأنبياء : 92 ]

فهؤلاء الرسل المذكورون هم أمتكم وأئمتكم الذين بهم تأتمون ، وبهديهم تقتدون ، كلهم على دين واحد ، وصراط واحد ، والرب أيضا واحد.
ولهذا قال: " وَأَنَا رَبُّكُمْ " الذي خلقتكم ، وربيتكم بنعمتي ، في الدين والدنيا ، فإذا كان الرب واحدا ، والنبي واحدا ، والدين واحدا ، كان وظيفتكم والواجب عليكم ، القيام بها ، ولهذا قال: " فَاعْبُدُونِ "
إن الإسلام هو الحل للخروج مما نحن فيه يقول الرافعي : يزعمون أننا في عصر العلم وفي دهر القانون ويريدون أن يسلبوا الناس إيمانهم وكأن الإيمان مشكلة الإنسانية مع أنه لا حل لمشكلتها إلا به.

قد تكون هناك غربة للدين لكنه قائم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " بدأ الإسلام غريبًا ثم يعود غريبًا كما بدأ فطوبى للغرباء الذين يصلحون إذا فسد الناس " وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم على ذلك " لذلك لما اعتنق أحدهم الإسلام وذهب إلى بيت الله الحرام ليؤدي فريضة الحج فقال من أعماق قلبه : الحمد لله الذي أراني الإسلام قبل أن أرى المسلمين.

إن الإسلام الذي نتحدث عنه كالبيت فهو كل لا يتجزأ كامل لا يحتاج إلى تعديل ، قاعدته شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ، وأعمدته أركان الإسلام إقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان وحج البيت لمن استطاع إليه سبيلا ، ولبناته باقي أوامر الإسلام ، وبابه الأمر بالمعروف ، ونافذته النهي عن المنكر ، وسقفه وعروة سنامه الجهاد.

لقد غيَّر الإسلام صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وجعلهم سادة الأمم فهذا أبو بكر رضي الله عنه لو وزن إيمانه بإيمان أهل الأرض لرجح بهم ، وهذا عمر الفاروق رضي الله عنه يفر منه الشيطان لقوة إيمانه كان الإسلام أعز على أحدهم من نفسه التي بين جنبيه ولست أبالي حين أقتل مسلماً = على أي جنب كان في الله مصرعي كان الواحد منهم جيشاً بعُدته وعتاده فهذا القعقاع بن عمرو بألف فارس وفي سيرتهم الكثير والكثير الذي يدل على عظمة قدرهم وقيمة دينهم أولئك أبائي فجئني بمثلهم = إذا جمعتنا يا جرير المجامع فليحذر كل مسلم أن يؤتى الإسلام من قِبِله ؛ لأنه على ثغر من دينه يجب عليه أن يسده ويطلب من الله العون في ذلك.
نسأل الله أن يتوفانا مسلمين ويلحقنا بالصالحين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
 

يسري صابر فنجر

  • كتب
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية