اطبع هذه الصفحة


هــلال رمـضـان

يسري صابر فنجر

 
هلال خير وبركة فيه تجتمع الأيدي على الطعام وتتسابق على الإطعام مَن أدرك رمضان فقد أنعم الله عليه بنعم كثيرة ومزايا عديدة فتحت له من الطاعة أبواب ، ومن الخيرات طرقات ، ومن الجنان أبواب ، وأغلقت دونه أبواب النيران ، وسلست الشياطين.
هلال خير وبركة ترى فيه وجوه أهل الطاعة مشرقة ولربها راكعة ساجدة تصوم النهار وتقيم الليل تعلم عظم قيمة الزمن الرمضاني وعظم الأجر فيه فلا تضيعه في القيل والقال فهي تتلوا القرآن آناء الليل وأطراف النهار لسان حالها:

إذا لم يكن في السمع مني تصاون ... وفي بصري غض وفي منطقي صمت

فحظي إذا من صومي الجوع والظمأ ... فإن قلت إني صمت يومي فما صمت إنها نفوس متوضأه وأجساد على الطاعة صابرة بعيدة عن الأسواق وشرورها أعدت العدّة وعبأت أسرتها قبل رمضان لاغتنامه:

من يرد ملك الجنان ... فليـدع عنه التواني
وليقم في ظلمة الليـ ... ـل إلى نور القرآن
وليصل صوما بصوم ... إن هذا العيش فاني

إنما العيش جوار اللـ ... ـه في دار الأمان عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم رمضان شهر مبارك. فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغلّ فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم". إسناده صحيح قال ابن رجب في اللطائف: هذا الحديث أصل في تهنئة الناس بعضهم بعضا بشهر رمضان كيف لا يبشر المؤمن بفتح أبواب الجنان كيف لا يبشر المذنب بغلق أبواب النيران كيف لا يبشر العاقل بوقت يغل فيه الشياطين من أين يشبه هذا الزمان زمان جاء شهر الصيام بالبركات ... فأكرم به من زائر هو آت قال معلى بن الفضل : كانوا يدعون الله تعالى ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم ، وقال يحيى بن أبي كثير كان من دعائهم : اللهم سلمني إلى رمضان وسلم لي رمضان وتسلمه مني متقبلا .

من رحم في شهر رمضان فهو المرحوم ومن حرم خيره فهو المحروم ومن لم يتزود فيه لمعاده فهو ملوم :

أتى رمضان مزرعة العباد ... لتطهير القلوب من الفساد
فـأد حقوقه قـولا وفـعـلا ... وزادك فــاتخذه للمعاد
فمن زرع الحبوب وما سقاها ... تأوَّه نادماً يوم الحصاد

يا من طالت غيبته عنا قد قربت أيام المصالحة يا من دامت خسارته قد أقبلت أيام التجارة الرابحة من لم يربح في هذا الشهر ففي أي وقت يربح من لم يََقْرُب فيه من مولاه فهو على بعده لا يبرح :

يا ذا الذي ما كفاه الذنب في رجب ... حتى عصى ربه في شهر شعبان
لقد أظلك شـهـر الصوم بعـدهما ... فلا تصيره أيضا شـهر عصيان
واتل القـرآن وسـبح فيـه مجتـهدا ... فـإنه شـهر تسبـيح وقـرآن
واحمل على جسـد ترجـو النجاة له ... فسـوف تضرم أجسـاد بنيران
كـم كنت تعـرف ممن صام في سلف ... من بين أهل وجيران وإخوان
أفناهم الموت واستبقاك بعدهم ... حيّاً فما أقـرب القـاصي من الـداني
ومعجب بثيـاب العيـد يقطعها ... فأصبحت فـي غـد أثـواب أكفـان

حتـى متـى يعمر الإنسان مسكنه ... مصيـر مسـكنه قبـر لإنسـان اللهم بلغنا رمضان وأعنا على طاعته واغتنامه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

 

يسري صابر فنجر

  • كتب
  • مقالات
  • الصفحة الرئيسية