اطبع هذه الصفحة


أنهم يدنسون المصاحف


علماء الشريعة بالسعودية يدينون جريمة تدنيس المصحف
علماء في السعودية يصدرون بياناً لنصرة القرآن الكريم
الأمريكان وتدنيس مقدسات الأديان
خطاب للأمة في إبراء الذمة عن إهانة المصحف الشريف
العودة يطالب بمحاكمة المسئولين عن تدنيس القرآن
سقوط أمريكا من القلوب مؤذن بسقوطها من الواقع
إنهم يدنسون المصاحف .. ثم ماذا ؟
إلى ولاة الأمور والسدنة والكهان: السكوت في موضع الحاجة بيان
فداك يا كتاب الله
اقترب الفتح بعدما دنست أمريكا كتاب الله عز وجل
إن كانت أمريكا دنسته .. فنحن اشترينا به ثمنا قليلا ..!!
القرآن الكريم ،،، بين إهانتين !!!

إنهم يدنسون القرآن
الاعتداء على كتاب الله بالإهانة والتدنيس
( مع الواقع المريـــــر)
هو القرآن في حصن حصين
بين تدنيس المصحف وتدنيس القرآن
أهانوا المصحف
أجِلُّوا القرآن بقلوبكم، تهابه أعداؤكم!
بشرى بعد تدنيس المصحف الشريف
قرآننا عذرا ....
تدنيس القران
مركز العناية بالمصاحف المستعملة
فلاش : تدنيس المصحف



علماء الشريعة بالسعودية يدينون جريمة تدنيس المصحف

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله،وبعد.
فقد تناقلت وسائل الإعلام العالمية خبر إساءة الجنود الأمريكان في غوانتانامو للقرآن الكريم وتدنيسه بالنجاسات وإلقائه في المراحيض إمعاناً في إيذاء نفسيات سجنائهم من أبناء المسلمين ، إننا في موقع علماء الشريعة إذ نستنكر هذا الفعل الإجرامي الآثم الذي لا يصدر إلا عن نفوس قد ملئت بالحقد والبغضاء للمسلمين ودينهم وكتابهم وتجردت من جميع صور الاحترام للإنسان ومعتقداته وخياراته في الحياة فإننا نؤكد على الأمور الآتية:-
1- إن هذا الفعل الإجرامي يأتي في سياق مسلسل خطير من الجرائم التي تصدر من أمريكا حيال المسلمين في مواقع مختلفة وبصور متعددة من انتهاك لحرمات المساجد وقتل للعلماء والنساء والأطفال وتدمير للمدن وانتهاك للأعراض وتعذيب للسجناء وإيذاء لمشاعر المسلمين في معتقداتهم وشعائرهم والنيل من نبيهم .
2- إن هذه الجريمة بالذات قد تُحُدِّث عنها في وسائل الإعلام من قبل العديد ممن أفرج عنهم من معتقل غوانتانامو وكذلك تحدثت عن ذلك وسائل الإعلام في العراق وفي أفغانستان وبالتالي فالأمر متكرر من الجنود الأمريكان وليس بجديد.
3- إننا نطالب حكومات العالم الإسلامي وعلمائه ومثقفيه وشعوبه أن يقفوا وقفة حازمة جادة في الموضوع وأن يعلموا أمريكا أن كتاب الله عزيز عليهم ولن يسمحوا بتدنيسه وفي السياق نفسه فإننا نشكر الشعوب التي بادرت إلى الاحتجاج على الجريمة ونشكر الحكومات والهيئات والمنظمات التي أعلنت استياءها ومطالبتها بمحاكمة المجرمين وفي مقدمة هؤلاء الحكومة السعودية.
4- نطالب المنظمات الدولية وناشطي حقوق الإنسان في العالم أن يشجبوا هذه الجريمة النكراء التي تنتهك أعظم وأغلى حقوق الإنسان وهي عقيدته ودينه في الوقت الذي تزعم أمريكا في إعلاناتها السياسية أنها تدعوا إلى حرية الإنسان في اختيار عقيدته ودينه وهي تمارس الاعتداء على هذا الحق الغالي على أهله.
5- نطالب المفكرين والمثقفين والعلماء في أمريكا بأن يقفوا وقفة حازمة في مواجهة هذه الممارسات السيئة التي سيكون لها أوخم العواقب على علاقة الشعب الأمريكي مع العالم الإسلامي.
6- نخاطب الإدارة الأمريكية إن كان مازال لديها استعداد لسماع غيرها ونقول إن إصدار البيانات الإعلامية الاعتذارية عن الجرائم التي يمارسها جنودكم لن تجدي نفعا وإن التحدي الحقيقي أمامكم هو أن تحاكموا من اقترفوا هذه الجرائم في محاكمة علنية لا تنتهي إلى ما انتهت عليه محاكمة مجرمي أبو غريب وقتلة الجرحى المدنيين في مساجد الفلوجة وغيرهم من تمثيل مسرحي سيء الإخراج والتنفيذ.
ونحب تذكير أمريكا بأن ما تملكه من قوة تعتدي بها على العالم وثوابته لن تدوم وعليها أن تتعظ بالقوى العظمى التي سبقتها في الأمم السابقة حيث كانت أشد منها قوة ومارست العدوان ولكن الله كان لها بالمرصاد فأزالها بسبب ظلمها وعدوانها كما نذكر أمريكا بأنها لن تنال مرادها من عدوانها على المسلمين ومقدساتهم وإنما تضاعف أسباب كرهها وبغضها من المسلمين في كل أقطار الأرض وتثير العداوات بين الشعوب.
وفي الختام فإننا على ثقة تامة ويقين قاطع بأن الله سينتصر لكتابه ويحفظه من كل حاقد ومجرم، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر : 9 )
كما أننا واثقون أن عقوبة الله في الدنيا قبل الآخرة محيطة بأعداء الله الكافرين الذين ينالون من كتابه ودينه فوق كل أرض وتحت كل سماء جزاء جرائمهم وظلمهم وعدوانهم، وأمريكا بظلمها تستوجب غضب الله عز وجل جرّاء انتهاكاتها السافرة بدين الله وكتابه، قال تعالى: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ)(فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ)(ذَلِكَ جَزَاء أَعْدَاء اللَّهِ النَّارُ لَهُمْ فِيهَا دَارُ الْخُلْدِ جَزَاء بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَجْحَدُونَ) (فصلت :26، 27، 28 ).

وهذا هو نص البيان الذي أصدره العلماء :
1-الشيخ/ إبراهيم بن حسن الشعبي.(من علماء منطقة جيزان-صامطة)
2-الشيخ الدكتور/ أحمد عبدالعزيز الحليبي.(الأحساء-جامعة الملك فيصل)
3-الشيخ الدكتور/ أحمد بن عبدالله العمري.(الجامعة الإسلامية-المدينة المنورة)
4-الشيخ الدكتور/ أحمد بن نافع المورعي.(مكة المكرمة- جامعة أم القرى)
5-الشيخ الدكتور/ جميل بن حبيب اللويحق.(الطائف جامعة الطائف)
6-الشيخ الدكتور/ حسين بن محمد شريف.(جيزان- كلية المعلمين بأبي عريش)
7-الشيخ الدكتور/ حمزة بن حسين الفعر.(جامعة أم القرى- مكة المكرمة)
8-الشيخ الدكتور/ راشد بن أحمد العليوي.(جامعة القصيم - كلية الشريعة وأصول الدين)
9-الشيخ الدكتور/ سالم بن محمد القرني.(أبها- جامعة الملك خالد)
10-الشيخ الدكتور/ سعود بن عبدالله الفنيسان.(الرياض- عميد كلية الشريعة سابقا)
11-الشيخ الدكتور/ سعيد بن ناصر الغامدي.(جامعة الملك خالد- معار للندوة العالمية بجدة)
12-الشيخ الدكتور/ عائض بن عبدالله القرني.(الرياض- أستاذ جامعي سابق)
13-الشيخ الدكتور/ العباس بن حسين الحازمي.(الرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود)
14-الشيخ الدكتور/ عبد الرحمن بن أحمد علوش.(جيزان - كلية المعلمين)
15-الشيخ الدكتور/ عبدالعزيز بن عبد الله الحميدي.(مكة المكرمة - رابطة العالم الإسلامي)
16-الشيخ الدكتور/ عبدالعزيز بن عمر الغامدي.(أبها - جامعة الملك خالد)
17-الشيخ الدكتور/ عبدالله قادري الأهدل.(الجامعة الإسلامية- المدينة المنورة)
18-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن ظافر العمري.(أبها - جامعة الملك خالد)
19-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن عبدالعزيز الزايدي.(الرياض- جامعة الإمام محمد بن سعود)
20-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن عبدالله الزايد.(المدينة المنورة - رئيس الجامعة الإسلامية سابقا ).
21-الشيخ الدكتور/ عبدالله أبو سيف الجهني.(الجامعة الإسلامية- المدينة المنورة)
22-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن مقبل القرني.(جامعة أم القرى - مكة المكرمة)
23-الشيخ الدكتور/ عبدالله بن وكيل الشيخ.(الرياض- جامعة الإمام محمد بن سعود)
24-الشيخ الدكتور عبدالوهاب بن ناصر الطريري.(الرياض - جامعة الإمام محمد بن سعود)
25-الشيخ الدكتور/ علي بن حسن عسيري.(أبها- جامعة الملك خالد)
26-الشيخ الدكتور/ علي بن حسين موسى.(أبها- جامعة الملك خالد)
27-الشيخ الدكتور/ علي بن عمر بادحدح.(جدة- جامعة الملك عبد العزيز)
28-الشيخ الدكتور/ عوض بن محمد القرني.(أبها -محامي، أستاذ جامعي سابق)
29-الشيخ الدكتور/ فيحان بن شالي المطيري.(المدينة المنورة - أستاذ في الجامعة الإسلامية سابقا).
30-الشيخ الدكتور/ قيس بن محمد آل الشيخ مبارك.(الأحساء- جامعة الملك فيصل)
31-الشيخ الدكتور/ محمد بن موسى الشريف.(جدة- جامعة الملك عبدالعزيز)
32-الشيخ الدكتور/ مسفر بن علي القحطاني.(الظهران- جامعة الملك فهد)
33-الشيخ الدكتور/ مصطفى بن كرامة مخدوم.(الجامعة الإسلامية-المدينة المنورة)
34-الشيخ الدكتور/ مناع بن محمد القرني.(أبها - جامعة الملك خالد)
35-الشيخ الدكتور/ مهدي بن محمد الحكمي.(جيزان - كلية المعلمين)
36-الشيخ الدكتور/ موسى بن محمد القرني.(محامي، أستاذ في الجامعة الإسلامية سابقا)
37-الشيخ الدكتور/ هاني بن عبدالله الجبير.(قاضي بمحكمة جدة)
 



علماء في السعودية يصدرون بياناً لنصرة القرآن الكريم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا على الظالمين وبعد:
فإنه لا يخفى على كل مسلم -رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً- ما للقرآن من مكانة سامية في نفسه، وأنه يقدم نفسه وولده وعرضه وماله فداءً لهذا القرآن العظيم، حيث أنه كلام رب العالمين وهو حجة الله على الخلق أجمعين وهو سبب السعادة في الدنيا والنجاة في الآخرة، ولا يرضى أن ينال منه أو يحد من قدره أو أن ينحى عن حياة الناس فضلاً عن أن تناله إهانة أو أن يمتهن من أيدٍ نجسة.
وإننا قد سمعنا ما تعرَّض له الكتاب العظيم –القرآن الكريم– من إهانة على يد عسكر الأمريكان في معتقل الظلم والجبروت غوانتانامو في كوبا، ونبين في هذه الأسطر الموقف الواجب تجاه نصرة هذا الكتاب والغيرة عليه.
أولاً: لقد أجمع المسلمون على أن من تعرَّض للقرآن بامتهان أو بابتذال متعمداً فإنه مرتد خارج من الملة إن كان من المسلمين، وأن من تعرض له من غير المسلمين فهو محارب لله ورسوله، وأما من رضي بذلك أو بدر منه ما يؤيده فقد دخل في النفاق الاعتقادي فالراضي كالفاعل.
ثانياً: على جميع المسلمين الغيرة على كتاب ربهم والوقوف بقوة في مناصرته والعمل في جميع المحافل في بيان الموقف الرافض لمثل هذه التعديات السافرة على الكتاب الكريم، وعلى المجتمعات المسلمة تفعيل غضبها وغيرتها على كتاب ربها بالعمل الجاد المستمر في كشف نوايا المعتدي عبر المنابر الإعلامية المختلفة وتنشيط المقاطعة للبضائع الأمريكية ولا ينسى الخطيب واجبه الشرعي تجاه أمته في تبصيرها بخطورة الأمر وتحريك تفاعلها البناء مع كتاب ربها.
ثالثاً: لقد ظهر للعالم أجمع بعد هذا التصرف الظلم الواقع على أبنائنا في ذلك المعسكر الخارج عن قانون العالم وما يلاقونه من اضطهاد وبغي وعدوان دون توجيه تهمة إليهم فضلاً عن محاكمة عادلة لهم، وإذا أرادت أمريكا أن تسلم من هذا الغليان الشعبي الإسلامي بعد هذه الجريمة النكراء فعليها بإطلاق سراح هؤلاء المسجونين عاجلاً لعل عملهم أن يرفع شيئاً من ظلمها الذي نزل بأمة القرآن.
رابعاً: إنه لا ينفعنا اعتذار الخارجية الأمريكية ورفضها لهذا العمل أو ذر الرماد في العيون بإجراء محاكمة لمن فعل هذا الفعل فلنا في التاريخ معتبر، فقد رأينا محاكمتهم لأصحاب جرائم سجن أبو غريب فصدق عليها: تسمع جعجعة ولا ترى طحناً، ولا يرضي الأمة المسلمة في مثل هذا العمل إلا تسليمهم إلى محكمة تحكم فيهم بحكم الله العدل، فكتاب ربنا أغلى من الأنفس والمهج عندنا.
خامساً: لئن وصلت الإهانة من قبل أولئك الجند لكتاب من الكتب السماوية المقدسة فما بالك بالإنسان المحجوز عندهم؟! المسلوب حق الدفاع عن نفسه فلا بد من قيام الدول التي ينتمي إليها أولئك المسجونون في تلك البلدان بواجبهم الشرعي والقانوني في الدفاع عنهم والسعي لإطلاق سراحهم.
سادساً: إن لله الحكمة البالغة في الأمر كله ولعل من الحكمة في هذا الحدث أن بتقوية الولاء والبراء في قلوب المسلمين وتظهر أهميته لديهم وأن يتمسكوا به ويتذكروا دوماً أنه من أوثق عرى الإيمان وتجعلوا نصب أعينهم قول الله عن الكافرين وليعلم المسلمون أن سنة الابتلاء ماضية إلى يوم القيامة والعاقبة للتقوى وصدق (ذَلِكَ وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ) (محمد: من الآية4) وقوله (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ)(النساء: من الآية89).
ويتجلى في هذا الحدث وما تبعه تنامي الكره لدى المسلمين لدولة أمريكا وإجرامها وأن ما تصنعه اليوم في العالم هو ظلم مكشوف تعدى كل المعايير والقيم ولكن صدق الله (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ)(يوسف: من الآية21).
سابعاً: ليتذكر المسلمون دوماً أن العداوات للقرآن قديمة ولكن العاقبة له كما قال الله تعالى (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ، فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذَاباً شَدِيداً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ) (فصلت:26،27)

ولله الحمد من قبل ومن بعد فقد ظهر حفظه سبحانه لكتابه الكريم في صورة واضحة وهو ما رأيناه من تفاعل الأمة المسلمة مع هذا الحدث العظيم وظهور غيرتها على كتاب ربها ونصرتها له عبر المظاهر الإيجابية التي رأيناها في العالم الإسلامي.
والمهم هو استثمار هذا الحدث فيما يعلي شأنه الأمة، ويكشف خطط ونوايا أعدائها ( قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآياتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ)(آل عمران: من الآية118) نسأل الله أن يحفظ أمة الإسلام، ويذل أعداءها في كل ميدان، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.

الموقعون:
1) أ.د/ ناصر بن سليمان العمر.
2) د/ عبدالله بن عبدالله الزايد.
3) د/عبدالله بن وكيل الشيخ.
4) د/ محمد بن عبدالله الشمراني.
5) د/ موسى بن محمد القرني.
6) د/ إبراهيم محمد الجارالله.
7) د/خالد بن عبدالرحمن العجيمي.
8) د/ سليمان بن صالح الرشودي.
9) د/ عبدالله بن ناصر الصبيح.
10) د/ عبدالله النافع آل شارع.
11) الشيخ/ عبدالعزيز بن سالم العمر.
12) الشيخ/ فهد بن سليمان القاضي.
13) الشيخ/ عبدالله بن عبدالرحمن الوطبان.
14) د/ عبدالله بن إبراهيم الريس.
15) د/ خالد بن إبراهيم الدويش.
16) أ.د/ سعود بن عبدالله الفنيسان.
17) د/ وليد بن عثمان الرشودي.
18) الشيخ/ حمد بن إبراهيم الحيدري.
19) أ.د/ سليمان بن فهد العيسى
 



الأمريكان وتدنيس مقدسات الأديان
 بقلم: محمد حسن يوسف
 

يشاء الله أنه لا يكاد يمر يوم إلا وتظهر فضائح جديدة لقطب الحضارة الإنسانية الأوحد في هذا العصر!!! فقد نقلت مجلة " نيوزويك " الأمريكية[1] عن محققين يتابعون ما يجري في معتقل جوانتانامو أن عسكريين أمريكيين يشاركون في عمليات الاستجواب للمعتقلين المسلمين قد وضعوا مصاحف في المراحيض لاستفزاز المعتقلين، وأنهم القوا في حالة واحدة على الأقل مصحفا داخل المرحاض.
لقد قالوها من قبل! إنها حرب صليبية جديدة على الإسلام!! حرب تباح فيها جميع المحظورات!! والمسلمون ما زالوا نائمين!! وهل يبقى شيء بعد وضع المصحف في المرحاض، ونزع أوراقه ورقة ورقة، وشد " السيفون " عليه؟!!! وإمعانا في المهانة، قام الجنود الأمريكيون بالتبول على صفحات المصحف الشريف وتدنيسه بأقدامهم لانتزاع الاعترافات من المعتقلين!!![2]
لقد وصلت المذلة بالمسلمين إلى الحد الذي يهان فيه أقدس مقدساتهم، ولا يفعلون شيئا!! لقد نزع الله المهابة من قلوب أعدائنا منا، وقذف في قلوبنا نحن الوهن. لقد تشبعت قلوبنا بحب الدنيا، لدرجة أن يتم تدنيس القرآن جهارا نهارا، ولا يتحرك المسلمون!!! تراجع أمر الدين في حياتنا، وأصبح اللهث وراء لقمة العيش هو الأساس الذي نتحرك من أجله!!
ولكن القصة لم تقف عند هذا الحد! ففور نشر القصة على صفحات مجلة نيوزويك، قامت الاحتجاجات والمظاهرات الصاخبة في جميع أنحاء العالم الإسلامي. وكانت أشد هذه المظاهرات في باكستان وأفغانستان التي تئن من وطأة المستعمر الأمريكي!
وإزاء رد الفعل هذا، والذي لم يكن متوقعا، اضطرت كونداليزا رايس، وزيرة خارجية الولايات المتحدة، إلى التصريح بأن ازدراء القرآن الكريم شيء بغيض، وذلك في محاولة منها لتهدئة مشاعر المسلمين في شتى بقاع الأرض.
وفي هذه الأثناء، فاجأ الجنود الأمريكان في العراق العالم باقتحام بعض المساجد وتدنيس المصاحف برسم صلبان عليها. وقد بثت قناة الجزيرة شريطا يستنكر فيه الأهالي القاطنون بالقرب من أحد المساجد العراقية اقتحام بيت الله. وقد أشهر العراقيون المصاحف التي لطخها الأمريكان بصورة الصلبان.[3]
ثم تراجعت مجلة نيوزويك تحت ضغط الحكومة الأمريكية عن تقريرها حول تدنيس القرآن في معتقل جوانتانامو في كوبا، بعدما أثار موجة احتجاجات واسعة في العالم الإسلامي.[4] فتحت عنوان: " كيف اندلعت النار "[5]، راحت المجلة تحكي قصة الانتهاكات " المزعومة " التي حدثت للقرآن الكريم في معتقل جوانتانامو!!
ولكن بالرغم من نفي مجلة نيوزويك لهذا الحدث، وتأكيد البيت الأبيض أن الواقعة لم تحدث، أكد مواطن أفغاني أمضى في معتقل جوانتانامو ثلاث سنوات أن المحققين في المعتقل كانوا يقومون باستمرار بتدنيس القرآن الكريم، مما دفع السجناء إلى الإضراب عن الطعام، مطالبين الولايات المتحدة بالاعتذار. وقال إن تدنيس القرآن كان يجري بشكل روتيني خاصة في الأيام الأولى للاعتقال. وأوضح أن المحققين كانوا يلقون نسخا من المصحف على الأرض ويدوسونها، ويقولون للمعتقل الذي يخضع للتحقيق إنه لا أحد يستطيع منعهم من ذلك!!! وأضاف أن المعتقلين احتجوا بأن أضربوا عن الطعام، ولم ينهوا إضرابهم إلا بعد أن قدم مسئولون أمريكيون كبار اعتذارا عما فعله المحققون.[6]
إن القصة بهذا السياق لا تخرج عن أحد ثلاثة احتمالات، أحلاهم مرّ كما يقولون:
الاحتمال الأول: أن القصة قد حدثت بالفعل وفقا لما روته مجلة نيوزويك أولا في عددها الصادر في 10/5/2005، وهو ما يغني عن أي كلام يمكن أن يقال عن راعية الديمقراطية والأخلاق في العالم!!!
الاحتمال الثاني: أن تكون القصة حدثت بالفعل وفقا لما روته مجلة نيوزويك أيضا، ولكن أرادت الحكومة الأمريكية امتصاص غضب العالم الإسلامي، لما رأت أن الشارع الإسلامي ما زال ينبض بالحركة، فأجبرت مجلة نيوزويك على نشر تكذيب لها في عددها الصادر في 24/5/2005. وهو ما يدلك على الممارسات الديمقراطية الحقيقية التي تقوم بها الحكومة الأمريكية، والتي تريد أن تنقلها لشعوبنا، من تكميم أفواه الصحافة وعدم نشر الحقيقة إلا من وجهة نظرهم هم!!! ثم يطالبوننا بهذه الديمقراطية!!!
الاحتمال الثالث: أن القصة ليس لها أساس من الصحة، كما اعترفت بذلك مجلة نيوزويك في عدد 24/5/2005. وهو ما يدلك على الأساس القوي الذي تقوم عليه صحافة العالم " المتحرر " من جميع الأخلاق والقيم!!!
جاء في الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله يغار، وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم الله. قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: والغيرة بفتح الغين, وهي في حقنا: الأنفة, وأما في حق الله تعالى فقد فسرها هنا ... بقوله صلى الله عليه وسلم: ( وغيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرّم عليه )، أي: غيرته منعه وتحريمه.
فإذا كان الله عز وجل يغار إذا ارتكب أحد المؤمنين محرما، فكيف ستكون غيرته سبحانه مع من دنسوا كتابه؟!
ويدلنا التاريخ كيف كانت غيرة الله مع من فكروا في هدم بيته. والقصة وردت مطولة في تفسير القرطبي لسورة الفيل، وأحاول هنا أن اجتزأها: وذلك أن ( أبرهة ) بنى القليس بصنعاء, وهي كنيسة لم ير مثلها في زمانها بشيء من الأرض, وكان نصرانيا, ثم كتب إلى النجاشي: إني قد بنيت لك أيها الملك كنيسة لم يبن مثلها لملك كان قبلك, ولست بمنتهٍ حتى أصرف إليها حج العرب. فلما تحدث العرب بكتاب أبرهة ذلك إلى النجاشي, غضب رجل منهم, فخرج حتى أتى الكنيسة, فأحـدث فيها.
فغضب عند ذلك أبرهة, وحلف ليسيرن إلى البيت الذي تحج إليه العرب بمكة حتى يهدمه. ثم أمر الحبشة فتهيأت وتجهزت, ثم سار وخرج معه بالفيل. وسمعت بذلك العرب, فأعظموه وفظعوا به, ورأوا جـهاده حقا عليهم, حين سمعوا أنه يريد هدم الكعبة بيت الله الحرام. فخرج إليه رجل من أشراف أهل اليمن وملوكهم, فدعا قومه ومن أجابه من سائر العرب إلى حرب أبرهة, وجهاده عن بيت الله الحرام, وما يريد من هدمه وإخرابه; فأجابه من أجابه إلى ذلك. ثم عرض له فقاتله, فانتصر عليهم أبرهة. ثم مضى أبرهة على وجهه ذلك, يريد ما خرج له, حتى إذا كان بأرض خثعم عرض له أهلها أيضا, ومن معهم من قبائل العرب; فقاتلوه فهزمهم أبرهة.
فلما نزل أبرهة بالقرب من مكة, بعث رجلا من الحبشة حتى انتهى إلى مكة فساق إليه أموال أهل تهامة من قريش وغيرهم, وأصاب فيها ماتتي بعير لعبد المطلب بن هاشم, وهو يومئذ كبير قريش وسيدها. فهمت قريش ومن كان بالحرم بقتاله; ثم عرفوا أنهم لا طاقة لهم به, فتركوا ذلك.
ثم إن عبد المطلب انطلق إليه, ومعه بعض بنيه, حتى أتى العسكر. وكان عبد المطلب أوسم الناس, وأعظمهم وأجملهم, فلما رآه أبرهة أجله, وأعظمه عن أن يجلسه تحته; فنزل أبرهة عن سريره, فجلس على بساطه وأجلسه معه عليه إلى جنبه. ثم قال لترجمانه: قل له: حاجتك؟ فقال له ذلك الترجمان, فقال: حاجتي أن يرد علي الملك مائتي بعير أصابها لي. فلما قال له ذلك, قال أبرهة لترجمانه: قل له لقد كنت أعجبتني حين رأيتك, ثم قد زهدت فيك حين كلمتني, أتكلمني في مائتي بعير أصبتها لك, وتترك بيتا هو دينك ودين آبائك, قد جئت لهدمه؟ لا تكلمني فيه. قال له عبد المطلب: إني أنا رب الإبل, وإن للبيت ربا سيمنعه. قال أبرهة: ما كان ليمتنع مني. قال عبد المطلب: أنت وذاك. فرد عليه إبله. وانصرف عبد المطلب إلى قريش, فأخبرهم الخبر, وأمرهم بالخروج من مكة والتحرز في جبالها وشعابها, تخوفا عليهم معرة الجيش.
فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة, وهيأ فيله, وعبأ جيشه. وكان أبرهة ينوي هدم البيت, ثم الانصراف إلى اليمن. فلما وجهوا الفيل إلى مكة, برك الفيل. وضربوا الفيل ليقوم فأبى, فضربوه في رأسه ليقوم فأبى. فوجهوه راجعا إلى اليمن, فقام يهرول ووجهوه إلى الشام, ففعل مثل ذلك, ووجهوه إلى المشرق, ففعل مثل ذلك, ووجهوه إلى مكة، فبرك.
وعند ذلك أرسل الله عليهم طيرا من البحر في جماعات عظام, مع كل طائر منها ثلاثة أحجار: حجر في منقاره, وحجران في رجليه, أمثال الحمص والعدس, لا تصيب منهم أحدا إلا هلك; وليس كلهم أصابت. وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي جاءوا منها, ويسألون عمن يدلهم على الطريق إلى اليمن.
فخرجوا يتساقطون بكل طريق, ويهلكون بكل مهلك على كل سهل, وأصيب أبرهة في جسده, وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة, كلما سقطت منه أنملة أتبعتها منه مدة تقطر قيحا ودما. حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر. فما مات حتى أنصدع صدره عن قلبه; فيما يزعمون. وكان أصحاب الفيل ستين ألفا, لم يرجع منهم إلا أميرهم, رجع ومعه شرذمة لطيفة. وقيل هلكوا عن آخرهم!!!
اللهم انتقم لدينك وكتابك وعبادك المسلمين! اللهم انصر المسلمين المستضعفين في مشارق الأرض ومغاربها! اللهم اقصم أعدائك أعداء الدين! اللهم آمين! آمين!!
 
11 من ربيع الثاني عام 1426 من الهجرة ( الموافق في تقويم النصارى 19 من مايو عام 2005 ).

-----------------------------
[1]  مجلة نيوزويك، النسخة العربية، في تقرير لها نُشر في عددها الصادر في 10/5/2005.
[2]  جريدة الأسبوع، العدد 425، 16/5/2005. ص: 14.
[3]  جريدة آفاق عربية، العدد 709، 19/5/2005. الصفحة الأولى.
[4]  جريدة المصري اليوم، العدد 341، 18/5/2005. ص:12.
[5]  مجلة نيوزويك، النسخة العربية، 24/5/2005. ص ص: 14-16. وهي قصة واهية للغاية لا تكاد تصدق!!!
[6]  جريدة الأهرام، العدد 43262، 18/5/2005. ص:4. وجريدة الأخبار، العدد 16558، 18/5/2005، ص: 7.


خطاب للأمة في إبراء الذمة عن إهانة المصحف الشريف
 د. عائض القرني

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد بلغنا وأهمنا وأحزننا وكدَّر كل مسلم وأساء لكل مؤمن ما أقدم عليه بعض الجنود الأمريكان في سجن (قونتنامو) من إهانة للمصحف الشريف ودوسه بالأقدام وتمزيقه أمام بعض السجناء من المسلمين!! وهذا من أبشع وأقبح وأفظع الأعمال التي يكاد يتمزق لها القلب، ويشتعل الرأس منها شيباً، وتتفطر لهولها السماء، وتنشق الأرض وتخرُّ الجبال هدَّا، ولهذا الحدث المؤلم أدعو عموم المسلمين حكومات وشعوباً ودولاً وأفراداً إلى إبراء الذمة أمام الله ثم أمام أنفسهم ثم أمام أمتهم ورسالتهم وتاريخهم بالاحتجاج والاستنكار كما فعل كثير من العلماء والجمعيات الإسلامية، والمراكز الدعوية إن كان بقي في قلوب المسلمين ذرة من حياة، وقطرة من غيرة، ونخوة ومروءة، وهذا أقل ما تبرأ به الذمة وما يُدفع به غضب الله وعذابه، يقول سبحانه: )يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم( ويقول سبحانه: ) يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله( وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك الله أن يعمّهم بعقاب من عنده" وإنا نخشى على جميع المسلمين إن سكتوا على هذا المنكر العظيم أن يزيدهم الله ذُلاً إلى ذُلَّهم، وأن يسلِّط عليهم أعداءهم وينـزع البركة منهم، ويشتت شملهم ويفرِّق كلمتهم، ولهذا فإني أدعو إلى ما يأتي:
1- احتجاج رسمي من كل الحكومات الإسلامية إلى الحكومة الأمريكية.
2-  المطالبة باعتذار علني ورسمي من حكومة الولايات المتحدة أمام العالم عن هذا الفعل المشين المنكر القبيح الدنيء .
3-  قيام العلماء بإصدار بيانات استنكار بما فيها هيئة كبار العلماء في السعودية، والأزهر في مصر.
4-  قيام الإعلام في بلاد المسلمين من تلفزيون وراديو وصحافة بحملة مدروسة لمقاومة هذا العمل البشع الذي سخر بالإسلام وقيمه وكتابه العظيم.
5-  عقد لقاءات علمية ودعوية عاجلة للتشاور لنصرة كتاب الله واتخاذ مواقف مسددة إيجابية تحفظ للأمة كرامتها ورسالتها. اللهم إني أنذرتُ وحذرتُ وبلَّغتُ.
 
5/4/1426هـ

المصدر : موقع الشيخ عائض


العودة يطالب بمحاكمة المسئولين عن تدنيس القرآن
د. سلمان بن فهد العودة

بسم الله الرحمن الرحيم

كلما فضحت الصورة أو الاعتراف ممارسة أمريكية فاسدة في حق المسلمين، وثار المسلمون عليها سارعت دوائر السياسة والإعلام هناك لتقول: من حق المسلمين أن يحتجوا .. وهذا جزء من الديمقراطية التي نؤمن بها!
وسارع بعض المبهورين من المسلمين ليتجاهل الجريمة الأصلية ويشيد بالشفافية والحرية الأمريكية ..
بينما يمضي سدنة الاستخفاف في الإدارة الأمريكية، غير آبهين بموافقة المسلمين أو اعتراضهم، وكأن الأصوات الاحتجاجية لا تصل إليهم!
ممارسات التعذيب وفضائح سجن أبو غريب، مرت ونسيت وبقي وزير الدفاع، والمسئولون الأقل أهمية، وأدين فردٌ واحدٌ بينما وُزعت آلاف الصور، وسُمعت شهادات كثيرة لشهود عيان .
حالاتٌ مماثلةٌ للتعذيب في أفغانستان، وإقامة سجون غير خاضعة للمراقبة؛ بل بمبادرات فردية، وتم التعامل معها بغير مبالاة .
عسكري أمريكي يقتل أعزلَ نائماً على ظهره في مسجد من مساجد الفلوجة، فيبرؤه القضاءُ بأنه كان في حالة دفاع عن النفس!
منظمات حقوقِ الإنسان في العالم، بما فيها منظمات أمريكية تحتج على ظروف اعتقال السجناء في جوانتانامو، وتقارير كثيرة تتحدث عن انتهاكات جِدِّية وعدوانٍ على الإنسان وحرمانٍ من أبسط الحقوق، واعتقالاتٍ طويلة المدى لصبيان وشباب صغار دون تُهم ودون محاكمة، وكأنهم صاروا كبش فداء ووسيلة إيضاح لغيرهم، وتم التعامل مع سجناء منسوبين لدول حليفة وشريكة في الحرب بطريقة مختلفة تماماً عما تم عمله مع بقية السجناء، فالقضية مشبعة بأبعاد سياسية شديدة الوضوح ..
وأخيراً، قضية تدنيس المصحف الشريف لتحطيم المناعة النفسية لدى الأسرى في كوبا والتي أثارت سخط العالم الإٍسلامي، من أقصاه إلى أقصاه.
إن هذا العمل الدنيء لهو دليل إضافي جديد على الاستخفاف بمليار إنسان يدينون بهذا القرآن ويؤمنون بأنه كلام الله أنزله على محمد صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين وإمام المرسلين، كما يؤمنون بالكلمات التي أنزلها الله على موسى، والتي أنزلها على عيسى وعلى غيرهم من النبيين، ولا يفرقون بين أحد منهم .{ آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير}[البقرة:285]
وهذا امتداد للإساءة لشخص الرسول صلى الله عليه وسلم ـ من شخصيات ذاتِ علاقة بالإدارة الأمريكية في مراتٍ عديدة .
والمسلمون يحترمون الأنبياءَ جميعاً ولا يسمحون بالمساس بأحد منهم .وبالطريقة نفسها يمقت المسلمون جميعاً أولئك الذين يعرضون مقدسات الإسلام للامتهان والازدراء .. فالذين يدنسون المصحف فجرةٌ غادرون بعيدون عن قيم الحضارة والأخلاق ومجرمون يتديَّن المسلم ببغضهم وكراهيتهم شاء من شاء وأبى من أبى .
والذين ينالون من النبي حقيرون لا يعرفون معنى الموضوعية والعلم والأخلاق.والذين ينتهكون حرمة المساجد ويلوثونها وإن كانوا في هيئة البشر إلا أنه ليس لهم منها إلا مظهر الصورة، أما الإنسانية فهي منهم براء .
والذين ينتهكون حرمة الإنسان الذي كرمه الله واختاره وميزه، فيقتلونه بغير حق، أو يعرضونه للتعذيب، أو يسلطون عليه كلابهم ويتحدون عقيدته وإيمانه هم أشرار أشرار أشرار، وإن تبجحوا بكلمات منمقة تتحدث عن (الحرية) أو تعد بـ(الديمقراطية) أو تخدّر بـ(المساواة) .
فهذه الكلمات هي ورقة التوت التي لا تستر جرائمهم .
وإذا كانت العدالة الأمريكية صادقة مع نفسها فلتحاكم مجرميها الذين ارتكبوا مآثمهم وهم يقاتلون في حملتها المزعومة للحرب على الإرهاب، كما تحاكم أولئك الذين قضى الله وقدر أن يقعوا في مخالبها وأن توجه إليهم التهم بأنهم إرهابيون، وكل جريمتهم أنهم شاركوا في أعمال خيرية، أو دافعوا عن أرضهم، أو عاشوا لبعض الوقت في أرض الولايات المتحدة الأمريكية .. وعبثاً تذهب جهود المحامين أدراج الرياح لأن الجو مشبع بتفاعلات الحملة على الإرهاب من المواطن إلى القاضي إلى السياسي .
قد لا يفعل المسلمون الكثير اليوم، مهما حاولوا، ولكن من حقهم أن يحتفظوا بالكراهية والسخط لكل هؤلاء الذين يسيئون إلى دينهم، ومن حقهم أن يعبروا عن رفضهم لهذه الممارسة بكل وسيلة يسمح بها نظام وأن يوصلوا صوتهم لكل أذن تسمع .
وأؤكد أن المسلمين ليسوا بحاجة إلى من يستثير كراهيتهم ويحرضهم، لأن هذه الجرائم التي تم التعامل معها ببلاهة أو بلا مبالاة هي المحرض الحقيقي . والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .

سلمان بن فهد العودة

المصدر :
الإسلام اليوم


سقوط أمريكا من القلوب مؤذن بسقوطها من الواقع
أ.د.ناصر العمر


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فقد تناقلت وكالات الأنباء وصحف العالم ما فعله الجنود الأمريكان في معتقل غوانتانامو من تدنيس للقرآن الكريم وإهانة ظاهرة متعمدة وهذا الأمر ليس بمستغربٍ على أولئك الذين يمثلون أكبر دول الظلم والغطرسة والجبروت والبغي في العصر الحديث.

وهذه الحادثة قد تكررت منهم مراراً وبخاصة ما حدث بالعراق وما رأيناه بأعيننا بالفلوجة ولي مع هذا الحدث الوقفات التالية:

أولاً: أجمع العلماء على أن من أهان القرآن الكريم أو دنّسه فإن كان من المسلمين فهو مرتد يجب أن يقام عليه حد الردّة، وإن كان من الكفار فهو محارِب فمَن فعل ذلك متعمداً عالماً فهذا حُكمه ويُلحق بهذا الحكم مَن رضي بهذا الأمر أو صدر منه ما يدل على الفرح به أو تأييده أو الدفاع عن فاعليه وهذا أمر عظيم ولا شك عند التدبر والتأمل، فليحذر أولئك المدافعون عن أمريكا وتفسير الحدث بأنه حدث فردي لا تتحمل أمريكا مسؤليته.

ثانياً: إلى متى ستظل أمريكا في أعين بعض الناس تمثل الديمقراطية أو العدالة أو الحرية مع جرائمها التي أهلتها لأن تكون أكبر دولة في البغي والعدوان والظلم والغطرسة، هل تركت أمريكا شيئاً يخل بميزان العدالة والحرية إلا وفعلته، وهل قتل الأبرياء حوادث عارضة في السنوات المعاصرة؟ كلا فجرائم فيتنام واليابان والهنود الحمر وما يحدث في العصر الحاضر من جرائم اليهود التي تعتبر أمريكا المسؤول الأول عنها في فلسطين ثم ما جاء من أحداث في أفغانستان وفي العراق كل ذلك يبين حقيقة أمريكا.

فأقول هل أبقت أمريكا مجالاً لأن يقول بعض المهزومين إن في أمريكا عدالة أو حرية أو ديمقراطية فقد أصبحت رمزاً للتفنن في البغي والظلم والطغيان والله المستعان.

ثالثاً: الذي حدث ابتلاء من الله جل وعلا وامتحان للأمة، وإلا فالله جل وعلا قادر على أن يهلك أمريكا بلحظة عين كما أهلك فرعون وقارون وهامان وكما أهلك عاداً وثمود وأهلك قوم لوط سبحانه وتعالى (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يّـس:82)، ولكن الذي حدث ابتلاء وامتحان من الله للأمة يؤكد هذه الحقيقة قوله تعالى: (وَلَوْ يَشَاءُ اللَّهُ لانْتَصَرَ مِنْهُمْ وَلَكِنْ لِيَبْلُوَ بَعْضَكُمْ بِبَعْضٍ) (محمد: من الآية4)، فإننا نقف أمام هذا الحدث بل يقف كل مسلم ليتساءل ماذا أفعل؟ كيف أنكر؟ سواء على مستوى الحكومات أو مستوى الشعوب على مستوى العلماء والعامة على مستوى الرجال والنساء الصغير والكبير وقد يقول قائل: وماذا يفعل الصغير؟ ماذا تفعل الشعوب المقهورة المستضعفة؟ فأقول إنها تفعل الشيء الكثير كما سيأتي بيانه.

رابعاً: ماذا نحن فاعلون تجاه هذا الحدث، المسؤولية عظيمة جداً، والأمر جسيم وعظيم، الحكومات مطالبة بموقف حازم تجاه هذا الحدث، المنظمات الدولية وأخص المنظمات الإسلامية مطالبة بموقف يبرئ ذمتها أمام الله جل وعلا ثم أمام الشعوب المسلمة، العلماء مطالبون ببيان الحكم الشرعي في هذه الحادثة وتوجيه الكلمة للمسلمين قبل توجيهها لأمريكا، إن على الأمة الاستنكار القولي والعملي بكل صورة وبكل وسيلة مشروعة كخطب الجمعة من على المنابر العلمية والإعلامية وعبر كل وسيلة مشروعة، الصغار الكبار، المقاطعة الاقتصادية بل يستطيع الصغير أن يفعل شيئاً، يستطيع أن يقاطع أي منتج أمريكي، إن علينا في هذه المرحلة أن نتوجه بقوة لمقاطعة العدو، ألم يقاطع المسلمون اليهود في فلسطين سنوات ولا تزال المقاطعة سارية في كثير من جوانبها عبر مرور خمسين أو ستين سنة؟ مقاطعة أمريكا أولى بذلك، مقاطعة منتجاتها، المقاطعة بشتى صورها وأشكالها وهنا نأتي للنقطة الخامسة وهي:
إن المقاطعة لا يتصور البعض أن مغزاها هو مجرد الإضرار بالعدو حتى يأتي مَن يقول إنها لن تؤثر بأمريكا. لا إن من أهداف المقاطعة إحياء عقيدة الولاء والبراء وهو مبدأ عظيم جداً، البراءة من أمريكا وعملائها إنني عندما أقاطع منتجاً من منتجات أمريكا أحيي مفهوم الولاء والبراء في بيتي وفي نفسي وفي أهلي وهذا ملحظ عظيم يغيب عن بعض الأذهان حيث ينظرون إلى الأثر الاقتصادي فقط.

إنك عندما تدخل السوق وتجد منتجاً أمريكياً فتتركه تتحرك فيك مشاعر الإيمان لأنك ما تركته إلاّ براءة من الكفار وولاءً للمؤمنين.

وأقول أيضاً إذا لم يكن بالإمكان أن نقاطع كل سلعة أمريكية فلا أقل من أن يقاطع الواحد منا ولو عدداً يسيراً من هذه المنتجات من أجل هذا الهدف العظيم.

سادساً: إحياء عقيدة الولاء والبراء، التي أصبحت مع كل أسف ضعيفة هزيلة في نفوس كثير من المسلمين، والأمة تحتاج إلى هذا المبدأ وبخاصة في هذه العصور المتأخرة التي ضعفت فيها العقيدة لدى كثير من المسلمين.

سابعاً: إن ما حدث ينطبق عليه قوله تعالى: (لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ) (النور: من الآية11)، وكما أن الإفك وحادثة الإفك كانت عظيمة ومؤثرة فنزل فيها هذا القرآن العظيم (لا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَكُمْ بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَكُمْ) (النور: من الآية11)، فإن ما رأيناه من احتجاجات واستنكارات عالمية يبيّن أن في هذه الأمة خيراً وأنها مستعدة لمواجهة عدوها متى ما سنحت الفرصة المشروعة لذلك، ومما يتأكد في هذا الجانب وقوفنا مع المجاهدين الصادقين في ميادين الجهاد العظيمة في فلسطين والعراق والشيشان وأفغانستان دعماً لهم بكل وسيلة ممكنة وأخص الدعم المادي لإثخان العدو في ميادينه المباشرة، وفي غيرها من الميادين تكون المواجهة بفضح أمريكا وعملائها وتجريدها من مقوماتها التي تدعيها كالديمقراطية والحرية وغيرها وهذا من جملة جهاد اللسان (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ) (التوبة: من الآية73) فلنجاهدها في ميادين الجهاد الحقيقية بالسنان ولنجاهدها في البلدان الأخرى باللسان فضحاً وتشهيراً وبياناً لجرائمها عبر التاريخ وما تفعله بالمسلمين.

وأخيراً فإن ما حدث هو من حفظ الله لهذا القرآن العظيم (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) (الحجر:9)، إن حفظ القرآن ليس فقط حفظ نصه وإنما يشمل ذلك حفظ لمنزلته ومكانته، فما حدث من ردة فعل قوية من المسلمين وكيف سُرِّب هذا الخبر من داخل معتقلات غوانتانامو على أيدي الأمريكيين أنفسهم إنه دليل عظيم على حفظ الله لكتابه وحمايته لكتابه جل وعلا وإبراز لمكانته في قلوب المسلمين جميعاً.

وبالمقابل ومما يجعلني أتفاءل وألتمس بعض جوانب الخير في هذا الحدث هو أن أمريكا تتساقط من قلوب الناس وهذا مؤذن بإذن الله بسقوطها من أرض الواقع طال الزمان أو قصر وعلامة ذلك شاهدة بارزة ولكن كما قال صلى الله عليه وسلم: «ولكنكم تستعجلون»، فأبشروا وأمّلوا، فالعدو مخذول والظلم مرتعه وخيم (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59)
أسأل الله أن يحمي هذه الأمة وأن يحفظها وأن يذل أعداءها وأن يجعل الدائرة عليهم.

هذا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

المصدر : موقع
المسلم


إنهم يدنسون المصاحف .. ثم ماذا ؟
سالم التميمي


المحققون الأمريكيون في غوانتناموا يهينون المصحف الشريف بتمزيق صفحاته ورميها في دورات المياه ..
خبر يثير لا أقول الاستهجان و الاستنكار بل يثير الهلع والرعب والفزع مما وصل إليه حالنا من الضعف و الذلة والمهانة لدرجة أن ينال العدو من دين الأمة ويهين أعز وأقدس مقدساتها بعد أن اجترأ على سفك دمها وهتك عرضها ونهب أموالها و خيراتها . ثم ماذا ؟
هل سيرت جيوش ورفعت رايات وأعلن النفير العام ؟ هل قطعت علائق وانتفضت قلوب تثأر لدين الله وتزيل المهانة عن كلامه المقدس ؟
لا ..لا لم يحدث من ذلك شيء ..ربما قامت مظاهرات هنا وهناك .. وأدت بعض الشعوب المغلوبة على أمرها شيئا من مسئوليتها ..

أما الحكومات ..فمتى كان العبد يعترض على سيده ؟ ومتى كان له الحق في سؤاله لم فعل ولم لم يفعل ؟
مع كل يوم جديد ..تزداد القناعة رسوخا و الإيمان يقينا بطبيعة هذه الحرب ومقوماتها رغم ادعاءات متحذلقي الليبرالية و أغيلمة العلمانية ، الذين يتقدمون إلينا مع كل حادث من تلك الحوادث التي تقوم فيها ( أمهم ) بإعلان الحرب على دين الأمة وانتهاك مقدساتها ..يأتون إلينا باعتذارات وتسويغات تنقصها البراءة ويعوزها الإيمان ويغلفها النفاق الممجوج ، يلمعون الوجه الكالح ..ويجملون العجوز الشمطاء ..يقومون بحملة علاقات عامة لوأد كل مشروع من مشاريع التحرك والاستنكار ولو كان سلميا ..

أبناء أمريكا من العلمانيين والتغريبيين وإن لبسوا لبوس الوطنية وادعوا الموضوعية هم أبعد الناس عن إن يثأروا لدين الله ويقفوا من انتهاك حرماته موقف الشرف والعزة ..كيف وهم يهدمون من دين الله كل يوم بما يشيعونه من التغريب والتمييع لقضايا الأمة ومبادئها ..؟
رئيس تحرير إحدى الصحف العربية ثارت ثائرته وانتفض قلمه حين نشر في جريدته بطريق الخطأ مقال عن العنصرية في العقيدة الصهيونية فشهر سلاحه مدافعا عن الصهيونية واعتذر يكل ما أوتي من عبارات الذلة والاستخذاء وأصدر قررا بمنع كاتب المقال من جريدته ..ترى هل سيسجل موقفا من إهانة القران كما فعل في الدفاع عن الصهيونية ؟

المصدر : موقع
المسلم


إلى ولاة الأمور والسدنة والكهان:
السكوت في موضع الحاجة بيان

د.وسيم فتح الله


قال الله تعالى:"فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم آباءكم أو أشد ذكراً"(البقرة200)، فجعل انتصار المرء لحظ نفسه وأبيه وعشيرته حداً أدنى لا يقل عنه ذكره وانتصاره لأمر الله عز وجل ولله تعالى المثل الأعلى، فمن كان انتصاره لنفسه أو لأبيه أو لقومه أشد من انتصاره لله تعالى ولأمر الله تعالى فقد باء بالخسران المبين، وخرج عن زمرة العقلاء إلى زريبة البهائم إن أُطعمت سكتت وأن جاعت هاجت، ليس لها وراء ذلك من غاية، فلا ترفع بالحق صوتاً ولا تأخذ على الباطل بيد، ولكن لا غرابة في ذلك فهذه إنما هي بهائم إن عقلها أصحابها لم تدر فيما أُعقلت، وإن أرسلها أصحابها لم تدرِ فيما أُرسلت، فالخزي كل الخزي والعار كل العار أن يتحول الإنسان إلى تلك البهيمة البكماء الصماء لا ترفع رأساً ولا صوتاً إلا لحاجة بطنها وفرجها ليس إلا...

فإذا علمت ما تقدم وتأملت أحوالاً من انتصار ما يسمى حكومات الدول الإسلامية لحظوظ أنفسها عندما "تنتهك" دولة من الدول حرمة رمزٍ من رموزها السامية أو تتجرأ على الذات السامية لرأس الأمر فيها، فإذا بهذه الدولة تثور وتفور وتضطرب وتمور؛ استدعاء للسفراء وقطع للعلاقات وطلبات الاعتذار وشن الهجوم الكلامي والتهديد بالحرب والحصار، قطع للعلاقات الدبلوماسية وتهديد بالانسحاب من المعاهدات الرسمية، فلا يهدأ لهذه الحكومة المعتدى عليها بال حتى يعاد الاعتبار للذات السامية التي تُكُلِّم فيها بالاعتذار والبيانات والتصريحات التي تمجد تلك الذات وتسبح بحمدها، وإذا بأقلام الأمة وأصحاب المنابر ومشايخ السلطة وعلماء التدجين يحشدون كل آيات الطاعة العمياء لولي الأمر انتصاراً لذاته العظيمة التي تجرأت يد الحقد الآثمة بالتطاول عليها، ولو أن الأمر كان بهذا القدر حداً أدنى لا يقل انتصار حكومات المسلمين لدين الله تعالى عنه لكان حسناً، ولكن تأمل مدى الخزي والعار عندما تتفجر صدور القيح الصليبي عن نتن تشمئز منه النفوس والفطر السليمة فتتطاول على كتاب الله عز وجل وتدنسه فيما تحسب خابوا وخسئوا فهو رغم أنف كل حقيرٍ كتابٌ مكنونٌ مطهرٌ محفوظ، فإذا تطاير الخبر وعلمت به الناس في أقاصي المعمورة وتحركت بعض القلوب الغيورة من العامة والدهماء تتفجر غضباً لكتاب ربها، تأملت عند ذاك منتظراً زمجرة الحكومات المسلمة ومتربصاً كم من السفارات ستغلق، وكم من العلاقات الدبلوماسية ستقطع، وكم من الجيوش ستستنفر، وكم من الدول المسلمة ستقطع إمداداتها النفطية وثرواتها الطبيعية وعلاقاتها الثقافية وتعاوناتها الأمنية مع رأس الصليبية الحقود، وإذا بالانتظار يطول، وإذا بالناطقين الرسميين للحكومات صمٌ بكمٌ لا يعقلون، وإذا بمنابر الجمعة خافتة هزيلة مشغولة بالتمجيد والتقديس لغير رب العالمين، وإذا بالعلماء والمفتين مشغولون بالإنكار على من لم ينساقوا في الطاعة العمياء لولاة الأمر المعطلين لحكم رب السماء، وإذا بحشود الفتوى التي تشن بها الغارة على الشعوب المسلمة المغلوبة تتراجع وتتخافت وتضمحل أمام جريمة الكفر التي تتفطر لها السموات وتنشق الأرض وتخر الجبال هداً، اللهم إلا بعض البيانات الفردية المتفلتة من سراديب التدجين ومصانع الفتوى الرسمية، ولكن أين العجب...

أين العجب من كل هذا، ونحن أول من دنس المصحف الشريف عندما طرحناه جانباً وتحاكمنا إلى شريعة الغاب وقانون العلمانية والكفر، وأين العجب ونحن الذين عطلنا حكم كتاب الله ووضعنا الحدود جانباً وأخذنا نزحف على إستانا متمتمين بحقوق الإنسان وهمجية حدود القرآن (حاشاه)، وأين العجب ونحن الذين ما رضينا حكم الله وحكم رسوله الذي نطق به القرآن فإذا بنا نجد في صدورنا حاجة مما قضى به الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، وأين العجب ونحن الذين جعلنا القرآن عضين نحذف من مناهجنا آيات البراء والجهاد ونكرر مراراً وتكراراً ما تشابه من الذكر الحكيم عساه يسعف مواقف المنافقين المنبطحين تحت أقدام الشياطين، أين العجب...

يقول أهل القرار وولاة الأمور نحن لا نستطيع مجابهة دول الكفر والطغيان، ونقول حسناً لا نريد منكم إلا أن تنتصروا لكتاب الله بمثل ما تنتصرون به لأنفسكم وهو بقدرتكم وباستطاعتكم وقد فعلتموه قريباً ولا تزالون، فإن لم تفعلوا وأنتم عليه قادرون فذلك منكم بيان بأنكم بفعل أعداء الله راضون، فالسكوت في موضع الحاجة بيان، والحاجة متمحضة ملحَّة، والبيان الهزيل الذين صدر عن بعضكم على خجل لا يرقى إلى مستوى أفعالكم وبطولاتكم حين تنتصرون لأنفسكم وذواتكم السامية، فإما أن تنتصروا الساعة لكتاب الله تعالى ونحن حينها لكم جندٌ مطيعون نمضي في هذا الأمر حتى تنقطع سالفتنا أو ننتصر لكتاب الله، وإما أن نخلع لكم من رقابنا كل شبهة ولاء أو طاعة أو بيعة أو ما شاء علماؤكم ومفتوكم من مصطلحات التدجين هذه حتى يفتح الله تعالى بيننا وبينكم وهو خير الفاتحين، إذ قد علمنا من صمتكم القاتل أنكم لستم بشيء، ولن نبرح داعين إلى الله تعالى مبتهلين : اللهم أعز أولياءك وأظهرهم وأذل أعداءك واطمسهم في غير فتنة لأمة محمد صلى الله عليه وسلم، وأما أولئك القردة والخنازير الذين سولت لهم أنفسهم الحقيرة الاجتراء على كتاب الله فإن كتاب الله في صدورنا في صدور مليار مسلم يسفكون دماءهم دفعةً واحدة في سبيل الله ولا يأبهون، فأنى لكم أن تنالوا من كتاب الله شيئاً ...
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا ، ربنا ولا تحمل علينا إصراً كما حملته على الذين من قبلنا، ربنا ولا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت مولانا فانصرنا على القوم الكافرين.
 


فداك يا كتاب الله
محمد أبو الهيثم
 

بسم الله نبدأ وعلى هدي نبيه صلى الله عليه وسلم نسير..

صفعات متوالية تلك التي تنهال على أمة الإسلام في وقت رعى الذئاب الغنم, ولم يعد لها راع سوى تلك الذئاب.

هانت الأمة حتى وصل الحال بأعدائها إلى المساس بكتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, إهانة لأمة هجرت كتاب ربها وليس إهانة للكتاب, فحاشى إخوان الخنازير وأعوانهم أن يصلوا لكتاب الله, ولكنهم استطاعوا الوصول لإهانة الأمة تحقيقاً لسنن الله في كونه, من إدالة الظالمين على الظالمين بما كسبت أيديهم, { وَكَذلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضاً بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ }..

أمة الفضائيات الهابطة, والأكاديميات الداعرة, والعري الفاضح, والقوانين الكافرة, والأضرحة المنتشرة في ديار المسلمين تتخذ من دون الله آلهة..

أمة أصبح المسلمون فيها غرباء مطرودون والكفار أولياء مقرّبون, فأصبحت الرابطة رابطة علماني, وأصبح الولاء ديموقراطياً, وأصبح العمل لاهوتياً؛ فلا تكاد تفرق بين بيوت كثير من المسلمين وبيوت النصارى, فالزوجة في كلا البيتين عارية، وصوت الفضائيات والأغاني ينبعث من البيتين كليهما, وترك الصلاة هنا وهناك, فبماذا يكون التمييز إذاً؟؟

ولا شك أننا عندما نرى شباب الصحوة كالنور يتلألأ في دياجير هذه الظلمات ينتعش القلب فرحاً, كما يحزن القلب من التفرق المشين بين أبناء الصحوة, وبين البعد الكبير عن التطبيق الصحيح لمنهج الإسلام، الذي لو اتُّبِع على حقيقته لما وجدنا هذا التفرّق.

فعلى الأمة أن تعود إلى منهج ربها وتنتهي من هذا الفصام النكد بينها وبين التطبيق الصحيح لشريعة ربها. وعلى حكّام الأمة أن يطبقوا شريعة ربهم, فما هانوا وهانت معهم أمتهم إلا بتركهم لأصلهم والتمسّح في كل أصل بديل, والارتماء على أرجل وأعتاب كل ذليل.

وليعلم الجميع أن هذه الثلة الصالحة المباركة، التي يدنّس شرفها وتهان كرامتها في سجون الدعار, سواء في كوبا أو العراق أو إسرائيل، أو حتى في سجون الطواغيت المتسلطين من أبناء الجلدة..

نقول للجميع بان هؤلاء هم الأعلون رغم ما هم فيه من سجن, وأن أعداءهم هم الأذلاء, ولنتذكر قول عمر في رده على أبي سفيان بن حرب بعد غزوة أحد " قتلانا في الجنة وقتلاكم في النار"..

ولنعلم أن دولة الإسلام ستقوم بعز عزيز وذل ذليل { وَتِلْكَ الأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاس }.

ولكنها -مسؤولية النهوض بالأمة- قد اشتدّت فوق الأكتاف, فماذا عسانا أن ننتظر بعد أن تعرض كتاب ربنا للإهانة في سجون الدعار, أبناء ثقافة العهر, وديانة المادة, على كل مسلم أن يتحرك لدينه بتغيير ما حوله, بالعلم الصحيح وخاصة المعتقد الصافي, والدعوة الصادقة, وتغيير المنكر بما ليس منكر, والسعي لنشر دين الله في الأرض وتطبيق شريعته.

وعلى حكام الأمة أن يتذكروا أن التاريخ لن ينسى لهم بحال أن أعداء الله استهانوا بهم لدرجة تدنيس أقدس المقدسات, بلا هيبة لهم ولاخوف منهم.

رحم الله صاحب هذه الكلمات.. "من هارون أمير المؤمنين إلى نكفور كلب الروم, لك ما ترى دون ما تسمع يا بن الكافرة".

لك الله يا أمة المسلمين يوم غاب قادتك العظام, فأين عمر يستلم مفاتيح القدس؟ وأين خالد يغزو الروم؟

وأين صلاح الدين يطهّر بيت المقدس؟

وأين عمر بن عبد العزيز يحكم بشريعة الإسلام فلا يجد من يستحق الزكاة؟!

إلى الله المشتكى.. اللهم ارزقنا الجنة وما قرّب إليها من قول وعمل, اللهم قيد للأمة أمر رشد يعز فيه أهل الطاعة ويذل أهل المعصية، ويأمر بالمعروف ويُنهى عن المنكر, اللهم حكّم شرعك في الأرض.

المصدر : إذاعة طريق الإسلام


اقترب الفتح بعدما دنست أمريكا كتاب الله عز وجل


كيف ذلك ؟ وكيف يكون اعتداء الأمريكيين الصليبيين على كتاب الله عزو جل في سجون جوانتاناموا منذ أيام ؛ كيف يكون ذلك بشرى نصر ؟

ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه المشهور : "الصارم المسلول على شاتم الرسول" ما مفاده : ((حدثني العدول من أهل الفقه والخبرة أنهم كانوا يحاربون بني الأصفر -الروم- فتستعصي عليهم الحصون ويصعب عليهم فتحها ، حتى إذا وقع أهل الحصن في عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم استبشرنا خيرا بقرب فتح الحصن ، يقول فوالله لا يمر يوم أو يومان إلا وقد فتحنا الحصن عليهم بإذن الله جل وعلا)) ثم قال : ((كانوا يستبشرون خيرا بقرب الفتح إذا ما وقعوا في سب الله أو سب رسول الله مع امتلاء قلوبهم غيظا على ما قالوه .... إلخ ))

فلتمتلئ قلوبكم غيظا إخواني المسلمين على ما فعله الصليبيون الحاقدون وعلى ما فعله من قبلهم إخوانهم إخوان القردة والخنازير من الطعن في رسول الله صلى الله عليه وسلم وتمثيله بصورة خنزير وتعاونهم على تدنيس المساجد والرموز الإسلامية .. ولكن لتستبشروا خيرا بقرب انبلاج الفجر بإذن الله تعالى ...


إن كانت أمريكا دنسته .. فنحن اشترينا به ثمنا قليلا ..!!
دكتور استفهام

هل تعجبون من فعل الامريكان بكتاب رب العالمين ؟ فاولئك النصارى الذين دنسوا القران في " قوانتانامو " رجال صليبيون حاقدون على الدين ، ولا غرو فقد كان الواحد من أسلافهم ينظر الى النبي صلى الله عليه وسلم ويعرفه كما يعرف ابنه فيعاند ويكابر حسدا من عند انفسهم " يعرفونه كما يعرفون ابناءهم " ، ولذا فإن الله قد فتح أمام المؤمن حجب الغيب ، وأبان له ان اليهود والنصارى لن يرضوا عنا حتى نتبع ملتهم " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " ..

إنه يجب على المسلم ان يغضب ، ويتمعر وجهه لهذا الحادث الأليم ، فكتاب الله رمز حياة للمسلم ، يفديه بماله ونفسه وولده ، وجزء من مهمته في الحياة الدفاع عنه والجهاد من أجله وبه ، ولن نتوقع من " النصارى " الا هذا فهم أمة ضلال ، يأتيهم الحق الصراح الواضح فيردونه اتباعا لشهواتهم .. وتقديما لأهوائهم ..

الا قطع الله يد ولسان واركان ودولة من عبث بكتاب الله واهانه .. وارانا فيه عجائب قدرته .. وشتت عليه ضيعته وانتقم لنا منه عاجلا غير آجل ...

إن العواطف ستلتهب ، والدموع ستسكب ، ولكننا في زمن تعودنا على مثل هذا ، فماهي الا أيام ، وسيزول الحدث ، وسينسى الناس ، فكم من مقدس اهين ، وكم من حرمة انتهكت .. فثارت الناس وبرد حماسها ، وانطفت جذورة عاطفتها بعدما ينشغل كل واحد منا بضيعته ، ويأتى حدث ينسينا ما قبله ، فنحن في زمن " فتن " يرقق بعضها بعضا ..

تدنس القدس منذ ستين سنة ، ويهان المسجد الأقصى على أيدي عصابة آثمة من الصهاينة الانذال ، وتهراق دماء الأبرياء في اجزاء من العالم الاسلامي وهي عند الله غالية ، فقطرة دماءهم وسفكها اشد عند الله من هدم الكعبة المشرفة ، ومع ذلك فقد ألفنا أوضاعنا ، واستسغنا العناء في زمن العناء ، لأننا أمة الثورة المؤقتة التي يخمدها غيرها ، بعد أن أصبحنا ظاهرة صوتية نجيد فنون الخطابة والكلام .. دون فعل يفلق الصم ويقطع الأغلال ..

إن كانت امريكا دنست كتاب ربنا واهانته ، فنحن اتخذناه وراءنا ظهريا في كثير من اصقاع العالم الاسلامي حين حيدناه عن " الحكم " في شؤؤنا ، واستجلبنا زبالة عقول البشر بديلا عن الكتاب العظيم الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه ، وطبق " حكم الجاهلية " في دماء المسلمين واموالهم ودمائهم واعراضهم " ، ( أفحكم الجاهلية يبغون ، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) ، ( فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما ) ..
أليست اقصاء كتاب الله عن الحكم في صغائر الأمور وكبائرها " تدنيس " له وإهمال وهو الكتاب الذي نزل ليعمل به ، فاتخذنا قراءته عملا ، واكتفينا ان نطرز به مقدمات حفلاتنا ، ونواحنا على موتانا ، فاذا جاء وقت العمل به شك البعض فيه وفي صلاحيته ؟ ( افتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ، فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ، ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون ) !

دنسناه حين لم يبق منه إلا أحكاما على استحياء في بعض الأحوال الشخصية ، ثم ركناه على الرف في كثير من الشؤون الحياتية في العالم الاسلامي ..

ولقطع الطريق على اولئك المستعدون دائما للوقوف أمام من ينكر تحكيم غير الكتاب ، فلن أدخل في مسألة " التكفير " فيه ، ولكني سأكتفي بالقدر الذي يتفق عليه المسلمون كلهم من اول البعثة الى هذا الوقت ، وهو أن الحكم بغير القران موبقة خطيرة ، وكفر سماه الله كذلك ،سواء كان اصغرا او اكبرا ، وانه اعظم من كبائر الذنوب وموبقاتها، اذ الذنب الذي يسميه الله كفرا فهو كفر وقبح .

إن كانت امريكا دنست كتاب الله ، فنحن دنساه حين رضينا بفعل حثالة من بني قومنا ، ومن الذين يتكلمون بألسنتنا ، أولئك المنافقون الذين جعلوا كتاب الله هزوا ، وشككوا في ربانيته ، واعتدوا عليه معنويا ، فاستخفوا بتعاليمه ، ودعوا الى اقصائه عن الحياة ، وفصله عن شؤونها ، اوليس هؤلاء اشد تدنيسا للكتاب واكثر صراحة وكفرا من قوم الأصل فيهم بغض الكتاب وتدنيسه وحربه الى قيام الساعة ؟

اليس الذين يشترون بآيات الله ثمنا قليلا ، فيأخذ منه ما يحقق به مصلحته اشد واعظم من فعل الذي الأصل فيه الكفر ، وليس بعد الكفر ذنب ، اذ المصيبة تكمن في المسلم الذي يتخذ كتاب الله هزوا ، ويجعله سلما لتحقيق مطامعه الخاصة ، ورؤيته الخاصة ، فيكون القران عرض كأي عرض يباع ويشترى ، " أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض ، فما جزاء من يفعل ذلك منكم الا خزي في الحياة الدنيا ، ويوم القيامة يردون الى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون " .

إني في هذا لا اقلل من شأن اهانة الكتاب معاذ الله ، فأي مؤمن يرف قلبه بحب الله وحب رسوله صلى الله عليه وسلم يحزن عندما يرى كتاب الله العظيم تطاله أيدي الأنجاس ، ولكني اريد تسليط الضوء على جانب آخر من التدنيس الذي يقع فيه المسلمون لكتاب الله منذ زمن كبير ، ولكنه تدنيس قد ألف ولم يعد يحرك القلوب ، ويسعى الناس لأنكاره .

إن صيانة القران هو في اعادة الاعتبار للقران الذي يشكل حاديا للأمة في كل جوانب حياتها ، وجعله نبراسا وهدى ونور " كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الأَلْبَابِ " ، " إن هذا القران يهدي للتي هي أقوم ، ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات بأن لهم أجرا كبيرا " .

الله أكبر إن دين محمد ** وكتابه أقوى واقوم قيلا
لا تذكر الكتب السوابق قبله ** طلع الصباح فأطفئ القنديلا


القرآن الكريم ،،، بين إهانتين !!!
 

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مقدمة،،،
ثارت ثائرة العالم الإسلامي بعد ما حصل من تدنيس للقرآن الكريم في غوانتنامو الذي أهينت فيه كل القيم الانسانية والأخلاقية، وقامت المظاهرات والاحتجاجات في مناطق عديدة من البلدان الإسلامية، وسقط قتلى وجرحى وأحرقت اعلام امريكا والدويلة العبرية وصاح المتظاهرون وازبدوا وهددوا وارعدوا وتوعدوا.

مشهد آخر،،،

كنت مع بعض الاخوة يوم الخميس الماضي في زيارة لاحد المشائخ الفضلاء وهو الشيخ محمد الحنيني مدير مركز المصحف المستعمل بمحافظة الخرج وهو المركز الأول والوحيد من نوعه في العالم لتجميع المصاحف الممزقة والتالفة والتي عليها نقص ومن ثم تجديدها بطريقة خاصة وترسل لخارج المملكة فقط، وعندما كان الشيخ وفقه الله يتحدث عن القرآن ووجوب احترامه كورق مثل احترامه كنطق بدأ يتحدث عن تقديس الأجانب للقرآن وقص علينا قصص عجيبة ثم يقارنهم بالسعوديون في بلادنا واهمالهم للمصاحف –الا من رحم الله- وذكر عدة مواقف حصلت له في بداية نشاطة التجميعي قبل ان يصبح له مركز متخصص يتبع له أكثر من مائة وعشرون مندوب تجميع في أغلب مناطق المملكة حيث ذكر لنا قصص منها انه مرت عليه فترات يفتّش فيها براميل القمامة ويجد فيها قطع من مصاحف مختلطةً مع ماتحتويه القمامةُ عادةً... أليس هذا من الإهانة للمصحف؟ أليس هذا أوجب للعقوبة من ذلك الكافر؟ إذاً ،،، من الذي أهان المصحف أولاً؟ فالنصراني لايعترف بالمصحف اجمالاً ولو نفى ذلك فعقيدته تفضحه، أما المسلم السعودي فهو درس فضل القرآن وعرف أحكامه ومع ذلك يهينه!!! فالله المستعان.

مشهدٌ ثانٍ،،،

إن مافعله الأمريكان في سجن غوانتنامو نابع من كره عقائدي تأصلوا عليه وليس عمل فرديُ شاذ كما ينعق به أذنابهم الذين اهانوا انفسهم بالابتعاد عن دينهم مما جعل احدهم –على سبيل المثال- يصف القرآن الكريم بالكتاب الوعظي فقط لا التشريعي والآخر يستهزئ بالاعجاز العلمي للقرآن مما حدا بأحد انجس المواقع السابّة للاسلام بالاستشهد بمقالته، وليس ببعيد مافعله الأمريكان أمثال تشارلز جرانر و ليندي انجلاند و زعيمتهم جانيس كاربينسكي والبريطاني دارين لاركين من تعذيب للسجناء العراقيين والتي لجلجت به الصحف العالمية والقنوات الفضائية ثم مالبثت ان تناسوا ماحصل.

كثيرٌ منا يتذكر حينما أمرت القوات الأمريكية بتوزيع مئات آلاف النسخ من فلم الرسالة قبل بداية غزو العراق حتى يتعرف العلوج الأمريكان على طبيعة الشعب العراقي المسلم قبل ان يغزوهم، لا كما ادعى اذنابهم من بني جلدتنا ان الأمريكان أتوا محررين من طاغية واستدلوا بطلبهم النسخ حتى يتعرفوا على الاسلام حتى لا يقعوا في إهانة لأي مسلم عن غير قصد، زعموا.

قد يعلم هؤلاء الذين تمنّعوا من ذكر مساوئ عمتهم أن أول من بدأ المظاهرات هم الأفغان،، لكن هل يعلم هؤلاء لماذا بدأها الأفغان في شتى ولاياتهم؟؟ لقد بدأها الأفغان لانهم عاصروا التحرير الأمريكي لأفغانستان عن قرب، ولانهم ذاقوا جرعة الديموقراطية الأمريكية عن تجربة، ولأنهم شاهدوا تعمير أفغانستان عن قرب.

كذلك الأمر بالنسة للشعب العراقي لكن الاعلام الامريكي وكعادته اقصد الاعلام العربي وكعادته اغفل العراق من فقرة الاخبار الصادقة...

مشهد أخير،،،

في بلادي بلاد الحرمين مهبط الوحي ومنبع الاسلام، يصلي المصلي وأمامه عشرات المصاحف التي لم يتحرك منها سوى ثلثها أما الباقي فقد ثقل وزنها من كثرة الغبار... أما في إحدى قرى السودان ،، فقد ذكر لنا الشيخ الحنيني أنها لا يوجد فيها الا مصحف واحد يتداورونه بينهم .. أما القرية الأخر فقد مزقوا المصحف،،، نعم مزقوه قطع حتى يتوزع على اكبر قدر من بيوت القرية... هذا في دولة واحد فما بالك بدولٍ منع فيها تداول المصحف لعقود ثم سمح لهم،، من أين لهم ان يقرأوا كلام الله ،،،

فاصلة:
من أراد التعاون بجمع المصاحف بإمكانه الاتصال على الشيخ محمد الحنيني /0506446104.

كتبه: فايز الشمري
09/04/1426هـ


إنهم يدنسون القرآن
فضيلة الشيخ محمد بن عبدالله الهبدان

حدثٌ رهيب، وأمرٌ عجيب، حدثٌ هزَّ قلوبَ المؤمنين ، وأفزعَ أفئدة الصادقين ، وأقض مضاجع الغيورين ، وسار الناس في الطرقات ليعبروا عن سخطتهم لما حصلَ من أولئك الأوغاد، حينما قام حفنةٌ من الأرجاس والأنجاس، في كوبا بتدنيس كتاب الله تعالى في دورات المياه، لإثارة الأسرى، نعم هكذا يفعل عباد الصليب بكتاب الله تعالى، ليكشف لنا حقائق مهمة، وثوابت كادت أن تغيب عن القلوب.

ومن تلك الحقائق:

أولاً : أنَّ هذه الفعلة الشنعاء النكراء، إنما هو مؤشرٌ قوي، لإفلاسهم في المبادئ والقيم، وأنهم لا يملكون تجاه هذا الدين العظيم وقوته وحكمته، إلاَّ طمس معالمه والقضاء على أنواره بهذه الأفعال، أمَّا أن تقارن الحجة بالحجة ، والبرهان بالبرهان، فهم يُدركون تماماً أنهم مهزومون مغلوبون، وأنَّى لهم الغلبة والله جلَّ جلاله لا يرضى إلاَّ الإسلام والإسلام فقط

ثانياً : كما أنَّ هذه الأفعال لترسخ لنا حقيقةً يسعى أهل النفاق لتذويبها، إنها قضية الولاءِ للمؤمنين، والبراء من الكافرين، نعم ها هم عباد الصليب الذين يتقرب إليهم فئامٌ من بني جلدتنا، يدنسون كتاب الله تعالى، ويضعونه في المراحيض، فيا لله، أيبقى في القلوب بعد هذه الحادثة مودةً لهم ؟!! أيبقى في القلوب بعد هذه الجريمة محبةً لهم ؟!! يقول الله جل الله : (( لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءهُمْ أَوْ أَبْنَاءهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُم بِرُوحٍ مِّنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ)) (سورة المجادلة :22) .

ثالثاً : لقد فضحت هذه الحادثة الجرائم التي يُمارسها أهل الصليب مع أهل الإسلام في كوبا ، فهم يُمارسون أسوءَ أساليب التعذيب ، وأشدَّ الطرق فتكاً بالأسرى ، سواء كانت جسدية أو نفسية ، وما إلقاءُ المصحف في المرحاض إلاَّ أسلوبٌ من أساليبهم القذرة .

وكم هي المعاناةُ لإخواننا حينما يرون كتاب الله تعالى يدنس في المراحيض أمام أعينهم، وهم لا يستطيعون حراكا !! ربما تفجرت عروقهم ، وتفطرت أكبادهم، وهم القوم الذين ما خرجوا من ديارهم إلاَّ لنصرة الإسلام والمسلمين، فيا ترى كيف حالهم ؟ وكيف واجهوا تلك الصدمةِ القوية !!

رابعاً : كشف هذا الحادث المواقف المتباينة للمسلمين، فأناسٌ ثارت ثائرتهم، وعقدوا العزم والميثاق لأخذ الثأر لكتاب الله تعالى بكل ما يملكون ، وأناسٌ لم يحركوا ساكناً، بل ربما لم يكترثوا لهذه القضية وللأسف الشديد .

ولهؤلاء نقول لهم : ترى لو أنَّ أحداً من الناس تهجَّم على والدك ووصفه بأقبح الصفات، وتكلم عليه بأقذر العبارات، أتراك تمضي الأمر بكلِّ سهولة، أم أنَّ الدم يغلي في عروقك ، والغيض يملئُ قلبك .

إذن لماذا لا نرى هذا الغضب، وذاك الحنق عندما دنس كتاب الله تعالى في المراحيض ؟!!

أين الذين يُحاكون النصارى في لباسهم، هاهم عباد الصليب يدنسون كتاب ربكم ؟!!

أين الذين يحاكون النصارى في حركاتهم وتصرفاتهم، هاهم الأرجاس يُهينون كتاب الله جل جلاله ؟!!

أين النساء اللاتي فتنَ في تقليد الكافرات، ومحاكات الفاجرات، هاهم الأنجاس يلقون كتاب الله في المراحيض ؟!!

أين الشباب الذين يترنحون على أنغام الموسيقى الشرقية والغربية، ألم يسمعوا ما فعله أهل الصليب بكتاب الله تعالى ؟!!

أين أصحاب الأموال الذين استثمروا أموالهم في بلاد الكفار؟! هاهم أهل الصليب يدنسون القرآن، أيغضبون لربهم، ويسحبون أرصدتهم !! أم أنَّ الأمر لا يعنيهم، لا من قريبٍ ولا من بعيد ؟!

أين الذين يُسافرون للسياحة والنزهة في بلاد الكفر والفجور، يا ترى ما هم صانعون بعد أن علموا ما فعله جنود الكفر بكتاب ربهم ؟!!

أين الذين يستقدمون الكفار إلى بلاد الإسلام؟! أتراهم يغضبون لربهم؟! ويتخذون من إنهاء خدمات عمالهم الكافرة وسيلةً للضغط على دول الكفر، ليعلم أولئك الأوغاد أنَّ ديننا أغلى علينا من دنيانا، وأنَّ كتاب الله مقدمٌ على مصالحنا الشخصية.

إنَّها نداءات لكل مسلم ومسلمة، إنكم قادرون على صنع شيء لنصرة كتاب الله تعالى، إننا بحاجةٍ ماسةٍ إلى عزيمة ماضية، وهمةٍ عالية، للقضاء على الكبرياء المتغطرس في نظام أمريكا، وتمريغ أنفهِ في أوحال التراب والطين، فهل نتنازل عن بعض شهواتنا من أجل نصرة كتاب الله ؟ هل نتعاون جميعاً لنثبت للعالم أجمع أننا وإن حصل منَّا تقصير وتفريط فلا نقبل بأيِّ حالٍ من الأحوال أن يدنس كتاب الله في المراحيض ؟!!

اللهمَّ عليك بعباد الصليب، اللهم انتصر لكتابك، اللهم انتصر لكتابك، اللهم انتصر لكتابك يا رب العالمين .
 


بين تدنيس المصحف وتدنيس القرآن
جامع الصديق ـ حلب الجميلية
‏الجمعة‏، 11‏ ربيع الثاني‏، 1426هـ
‏علاء الدين زعتري

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فالمسلم يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله؛ دون تفريق بين احد منهم، ولا تجريح بنبي مرسل، ولا تنقيص من قدر كتاب منـزل، قال تعالى: { آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير }[البقرة:285].
وما من مسلم سمع خبر تدنيس المصحف إلا حزن وتألم، وتكدر وتكلم.
ولا شك بأن فعل أعداء الله من أبشع الأعمال، وأقبح الأفعال، وأفظع التصرفات التي يكاد يتمزق لها القلب، ويشتعل الرأس منها شيباً، وتتفطر لهولها السماء، وتنشق الأرض وتخرُّ الجبال هدَّا.
إن هذا العمل الدنيء لهو دليل جديد على الاستخفاف بمليار إنسان يدينون بهذا القرآن ويؤمنون بأنه كلام الله أنزله على محمد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والذين يدنسون المصحف فجرةٌ غادرون، وعن قيم الحضارة بعيدون، وهم في نظر الأخلاق مجرمون.
والذين ينتهكون حرمة المساجد ويلوثونها وإن كانوا في هيئة البشر إلا أنه ليس لهم منها إلا مظهر الصورة، أما الإنسانية فهي منهم براء.
والذين ينتهكون حرمة الإنسان الذي كرَّمه الله واختاره وميزه؛ فيقتلونه بغير حق، أو يعرِّضونه للتعذيب، أو يسلطون عليه كلابهم، ويَتَحَدَّون عقيدته وإيمانه هم أشرار أشرار أشرار؛ وإن تبجحوا بكلمات منمقة تتحدث:
عن (الحرية) وهي المزيفة.
أو تعد بـ(الديمقراطية) وهي قمة الاستكبار.
أو تخدّر الناس بـ(المساواة)، وهم أرباب التمييز العنصري والديني.
ماذا نحن فاعلون تجاه هذا الحدث وأمثاله، فالمسؤولية عظيمة جداً، والأمر خطير، والخطب جسيم وعظيم.
ألم يبقَ في قلوب المسلمين ذرة من حياة، وقطرة من غَيْرَة، ونخوة ومروءة، وهذا أقل ما تبرأ به الذمة وما يُدفع به غضب الله.
يقول سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }.
ويقول سبحانه: { يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله }.
وقال عليه الصلاة والسلام: "إن الناس إذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك الله أن يعمّهم بعقاب من عنده".
أما يخشى المسلمون إن سكتوا على هذا المنكر العظيم أن يزيدهم الله ذُلاً إلى ذُلَّهم، وأن يسلِّط عليهم أعداءهم وينـزع البركة منهم، ويشتت شملهم ويفرِّق كلمتهم.
لقد هانت الأمة حتى وصل الحال بأعدائها إلى المساس بكتاب الله، والإهانة ليست للكتاب الله فهو الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه, بل الإهانة كانت لأمة هجرت القرآن.
فالعدو أحقر من أن يدنس كلام الله وقرآنه، ولن يستطيعوا الوصول إليه، ولكنهم استطاعوا الوصول لإهانة الأمة.
أمة الفضائيات الهابطة, والأكاديميات (الستارتية) الداعرة, والأغاني الماجنة، والعري الفاضح.
انظر إلى البيوت حيث لا تكاد تفرق بين بيوت كثير من المسلمين وبيوت غيرهم, فالزوجة في كلا البيتين عارية، وصوت الفضائيات والأغاني ينبعث من البيتين كليهما, وترك الصلاة منتشر هنا وهناك.
هل تعجبون من فعل الأمريكان بكتاب رب العالمين؟ فهم أعداء حاقدون.
إذا كانت أمريكا دنست المصحف وأهانته، فكم من المسلمين مَن اتخذه وراءه ظهرياً، وطبق حكم الجاهلية في التعامل مع المال بالربا، ومع الدم قتلاً وسفكاً وثأراً، ومع الأعراض هتكاً وتساهلاً.، قال تعالى: { أفحكم الجاهلية يبغون، ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون }، وقال: { فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم، ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليم }.
ألم تُجعل قراءة القرآن مهنة وعملاً يعتاش به؟!!.
ألم يُكتف بتطريز مقدمات الحفلات به؟!!!.
ألم يُجعل دلالة ورمزاً على الموت عند سماعه؟!!!.
فإذا جاء وقت العمل به شك البعض فيه وفي صلاحيته.
قال تعالى: { أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض، فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا، ويوم القيامة يردون إلى أشد العذاب وما الله بغافل عما تعملون }.
إذا كان العدو قد دنس المصحف فالمسلمون دنسوا القرآن حين لم يبق منه إلا أحكام على استحياء في بعض الأحوال الشخصية، ورُكِن على الرف في كثير من الشؤون الحياة في العالم الإسلامي.
الآن لو فتشنا في براميل القمامة ستجد فيها قطعاً من أوراق المصاحف مختلطة مع ما تحتويه القمامة عادة.
فمَن الذي أهان المصحف أولاً؟!!، ثم إن غير المسلمين لا يعترفون بالمصحف إجمالاً حتى يطالبوا باحترامه، أما المسلمون فقد آمنوا به واعتقدوا بما فيه، فأين هم من العمل به؟!!!.
وقب الختام أقول: اقترب الفتح المبين بعد هذا الفعل الشنيع.
ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية أن المسلمين يوم كانوا يحاربون الروم؛ فتستعصي عليهم بعض الحصون ويصعب عليهم فتحها، حتى إذا وقع أهل الحصن في عرض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم استبشروا خيراً بقرب فتح الحصن.
يقول: فوالله لا يمر يوم أو يومان إلا وقد فُتِح الحصن عليهم بإذن الله جل وعلا.
ثم قال: ((كانوا يستبشرون خيرا بقرب الفتح إذا ما وقعوا في سب الله أو سب رسول الله مع امتلاء قلوبهم غيظاً على ما قالوه ...
إن ما حدث ينطبق عليه قول تعالى: { لا تحسبوه شراً لكم بل هو خيراً لكم }.
فالتفاؤل قائم، وتلمُّس جوانب الخير ظاهر في أن أمريكا تتساقط من قلوب الناس وهو مُؤْذِن بسقوطها.
فأبشروا أيها المؤمنون وأمِّلوا أيها المسلمون؛ فالعدو مخذول بإذن الله، والظلم مرتعه وخيم.
أسأل الله أن يحمي هذه الأمة وأن يحفظها وأن يذل أعداءها وأن يجعل الدائرة عليهم.


أهانوا المصحف
د. لطف الله خوجه

"...لقد جاء استنكار المسلمين متأخرا، فحوادث إهانة المصحف لم تكن وليدة الأيام الأخيرة، بل منذ سنة وزيادة، حكى ذلك السجناء في: أبو غريب، وغوانتنامو، وأفغانستان..."

في "غوانتنامو" أهانوا المصحف..!!.
رموه في المرحاض..!!.
يستفزون به إيمان السجناء.!!.
تحدٍ في خصومة غير عادلة..؟!.
من قبل أهانوا بلاد المسلمين: احتلوها حربا، أذلوها قسرا. أبادوا خلقا: صغارا، وشيوخا، ونساءا..
دمروا: بيوتا، طرقا، مدارس، مستشفيات، قرى، مدننا..
حرقوا: شجرا، وبشرا، وأرضا، ورجالا..

دنسوا المساجد، قصفوها، وهدموها، وقتلوا من لجأ إليها: ضعيفا، كسيرا، شيخا كبيرا.. كل ذلك فعلوه أمام أعين جميع المسلمين، ولما لم يجدوا ردا، بل سكوتا، رعبا وخوفا، واسترضاء وحبا: طغوا، وعتوا عتوا كبيرا؛ فأهانوا المسلم، والمسلمة. واعتدوا على نفسيهما.. على عرضيهما، على المحرم منهما: عروا هذا، واستخفوا به، فصوروه كذلك.. وتلك اقتحموا بيتها، خدرها..جروها من يدها، ورجلها، ثم سجنوها واغتصبوها.

فعلوا ذلك كله، فما رأوا ؟!!.. ما رأوا إلا خيرا..!!.. لم يروا من الشر شيئا.

فاجترءوا على أكبر من ذلك: اجترءوا على أعظم مقدس.. على كتاب الله.. على كلام الله.. على القرآن الكريم.. على القرآن العظيم.. المجيد.. على السبع المثاني..؟!!.

أهانوا البلاد، ثم سكانها، ثم مقدساتها، ثم إيمانها، ثم قرآنها.. فماذا بقي ؟.

حتى نبيها صلى الله عليه وسلم سبوه، وشتموه، وقالوا فيه القول الأكبر، فماذا بقي..؟.

بقي مسجد الكعبة، ومسجد المدينة، والمرقد الشريف..!!.

ليس غريبا على محارب للإسلام أن يهين المصحف، فإن المحاربين هكذا يفعلون، كما قال تعالى: - {إن الذين أجرموا كانوا من الذين آمنوا يضحكون * وإذا مروا بهم يتغامزون * وإذا انقلبوا إلى أهلهم انقلبوا فكهين * وإذا رأوهم قالوا إن هؤلاء لضالون}.

وفي غزوة تبوك استهزأ جمع من المنافقين بالقراء، فقالوا: (ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء: أرغب بطونا، وأكذب ألسنا، وأجبن عند اللقاء)، فأنزل الله تعالى قوله: - {يحذر المنافقون أن تنزل عليهم سورة تنبؤهم بما في قلوبهم قل استهزءوا إن الله مخرج ما تحذرون* ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبا الله وآياته ورسوله كنتم تستهزءون * لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين}.

فالمستهزء بشعائر الله تعالى، كالقرآن العظيم، إما محارب، وإما منافق، وكلاهما مجرم، وقد نهى الله تعالى المؤمنين عن ولاء الكافرين، وكان مما علل به حكمه هذا: أنهم يستهزءون بدين المسلمين. فقال: - { يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا الذين اتخذوا دينكم هزوا ولعبا من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم والكفار أولياء واتقوا الله إن كنتم مؤمنين * وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون}. - فهذا اختبار.. صدق الانتماء، يضاد الرضى بالانتقاص. فكل من انتمى لفكر، أو لعقيدة، أو مذهب، أو دولة، أو جنس..كل رابط جامع. وكان صادق الانتماء، فلا يرضى أبدا، في أي حال من الأحوال: أن يمس جانب هذا الانتماء بأي شيء فيه: انتقاص، أو سخرية، أو استهزاء، أو إهانة. فإن رضي بشيء من ذلك، فذلك علامة انحلال الرابط، وبطلان الانتماء. فلا يمكن الجمع بين الانتماء إلى رابط، والرضى بانتقاص ذلك الرابط.

وهذا أمر متفق عليه بين جميع العقلاء، فكل جماعة وأمة تنبذ من يقبل الانتقاص من شعائرها، وعلامتها:

- إن كان من أبنائها، حاسبته، وعاقبته.

- وإن كان من أعدائها، تبرأت منه، فإن قدرت أعلنت عليه الحرب. هذا لأنها في نظرها مقدسة، المساس بها يضر الجماعة كلها، يضر بقاءها، ووجودها، فإنه مشروط بسلامة شعائرها، التي تميزها، فإذا انتهكت الشعائر، انحل وبطل الرابط، فبطلت الجماعة والأمة.

وإذا صحت هذه القاعدة في سائر الروابط، التي يخترعها بنوا البشر: فإنها في الرابطة التي شرعها الله تعالى أصح وأوجب؛ لأن الحامل عليها داعيان، أحدهما أقوى وأشد من الآخر:

- الأول: الجبلة البشرية، التي تحب الاجتماع؛ فلأجله تبحث عن شيء تجتمع عليه.
- الثاني: الأمر الإلهي، الواجب اتباعه، الآمر بالاجتماع على شعائره.

فالدين رابط يحل محل كل الروابط، وهو أقوى منها كلها، ويغني عنها، ويتفق مع جبلة البشر في حب الالتفاف حول رابطة، وبهذا يجتمع الداعيان.

فالله تعالى خاطب المؤمنين فنهاهم أن يتخذوا اليهود والنصارى والكفار أولياء، وعلل أمره هذا بعلل، منها: أنهم ينتهكون رابطتهم، بالاستهزاء، واللعب بشعائرهم.

وغايتهم من هذا الاستهزاء والسخرية أمران:

- الأول: تهوين شعائر الدين في نفوس المسلمين. - الثاني: التنفيس عما يعتلجه صدورهم من الغيظ والكراهية تجاه الإسلام.

والأول مقنن مقصود، يراد به صرف المسلمين عن دينهم، فإن الشيء المنتقص المهان لا وزن له ولا قدر؛ لذا كان من الخطر الكبير السكوت، إذ يفضي إلى انحلال الرابطة، التي هي الدين، لو تهاون المؤمنون، فلم يتخذوا إجراء حاسما:

- أصله وأوله: البراء منهم؛ بمعنى بغض دينهم، وبغض المحاربين منهم، وعدم نصرتهم على المسلمين.

- وفرعه: الرد عليهم بما يناسب حالهم، من إقامة الحد على من كان منهم تحت المسلمين، أو عدّه محاربا.

إذ قبول التهوين والانتقاص يفضي إلى تسلل المسلمين إلى روابط أخرى، ولن تكون إلا روابط جاهلية.

إن تأمل هذا المعنى يفيد جدا في فهم: لم كان البراء من الكافرين أهم أمور الدين..؟.

لقد جاء استنكار المسلمين متأخرا، فحوادث إهانة المصحف لم تكن وليدة الأيام الأخيرة، بل منذ سنة وزيادة، حكى ذلك السجناء في: أبو غريب، وغوانتنامو، وأفغانستان. والذي حصل أن الخبر هذه المرة جاء في مجلة نيوزويك الأمريكية المرموقة، فكان هذا إقرار منهم بصدق الحادثة، فأهاج المسلمين، وما تحرك الخواص إلا بعد أن تحرك العوام، الذين خرجوا غاضبين لكتاب ربهم، فقتل منهم من قتل، حينذاك تحرك من كان يجب أن يتحرك أولا.!!. مما ينبؤك أن الداء الذي بالمسلمين ليس في العوام فحسب، بل الخواص كذلك، فإنه في مواقف كثيرة يكون للعوام مواقف نصرة وعزة للإسلام أكثر مما للخواص..!!.

العوام تأخذهم العاطفة بصدق الإيمان، بينما الخواص يحبسهم العقل بقيد الوهم والخطأ في الحسبان.. ومنه يعلم أن العاطفة ليست مذمومة في كل حال، كما أن العقلانية قد تكون سبب البلاء والخذلان.

بادرت المجلة إلى التراجع عن الخبر، وادعاء أنها أخطأت، وأن الخبر ليس بصحيح..!!.

هكذا قالوا: لكن الخبر توارد من مصادر عديدة، ورأينا ذلك عند اقتحام الجنود المساجد المطهرة في العراق.. وإننا هنا لنسجل موقفا للإسلام، كيف يتعامل مع مخالفيه؛ فإنه لم يعهد عن المسلمين أن أهانوا توراة اليهود ولا إنجيل النصارى.. وما سمعنا، ولا بلغنا أن المجاهدين: رموا بالكتاب المقدس في القمامة أو المراحيض. فتحوا بلدانا كثيرة، فلم يتعرضوا لأديان أهلها بإساءة، ولا لمعابدهم بتخريب أو هدم، إنما تركوا لهم حرية أن يتعبدوا كيفما شاءوا، بشرط ألا يعلنوا بها في بلاد الإسلام.

هذا مع أن الإسلام يقرر بطلان كل تلك الأديان، بما فيها اليهودية والنصرانية، وأنها قد حرفت، وبدلت، يقر مع ذلك حسن رعاية أهلها، وكتابهم، ومعابدهم..

فانظر كيف نعاملهم، وكيف يعاملوننا، مع أن ديننا هو الحق، ودينهم هو الباطل ..!!.

ألا يقدم هذا دليلا على صحة الإسلام وبطلان اليهودية والنصرانية؛ إذ الإسلام لما كان من عند الله عصم أتباعه من الظلم، ولما كانت اليهودية والنصرانية محرفتين، عبث بها الأحبار والرهبان، ملئت بالهوى، فأطلقت أيدي أبنائها ظلما، وعتوا.. فكنا نحن وهم كما قال الشاعر:

ملكنا فكان العفو منا سجية ***** فلما ملكتم سال بالدمّ أبطح
فحسبكم هذا التفاوت بيننا ***** وكل إناء بالذي فيه ينضح

فالمسلمون رحمة، وغيرهم عذاب ونقمة، قال تعالى: { وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}.


أجِلُّوا القرآن بقلوبكم، تهابه أعداؤكم!
د.وسيم فتح الله


لا يزال المرء يتقلب بين مرارات العدوان الخسيس لأعداء الله، والخذلان الخبيث من زنادقة المنسوبين لهذه الأمة جراء تلك الوقائع المقبوحة من أعداء الله الذين تطاولت أيديهم - قطعها الله - لتتناول كتاب الله عز وجل بالامتهان، وحيث إني على ثقة في أن الغيورين من أتباع محمد عليه الصلاة والسلام قد أشبعوا القوم دعاءً بالهلاك والثبور، فإني سأحول الحديث وجهةً أخرى هي أحرى بالنظر والتأمل والله أعلم، إذ أن مثل هذا العدوان الآثم مع ما رافقه وتبعه من صمت خسيس وخذلان بئيس من منسوبي هذه الأمة ليدعو المرء إلى التساؤل عن سر هذه الصفاقة الإبليسية من عبدة الصليب وزنادقة العصر، وبقليل من التأمل وإرجاع البصر يعود البصر خاسئاً وهو حسير، فالجواب هو في هذا القرآن الذي خذلاناه ؛ :"قل هو من عند أنفسكم" (آل عمران 165)، فلننظر في أنفسنا إذاً لنعلم كيف تجرأ صعاليك الأمريكان على امتهان القرآن، وكيف استخدم عبدة الصلبان منهم زنادقة القوم فينا لاستكمال هذه الجريمة الخبيثة على مرأى من الأمة ومسمع، فلنتدبر:

فلنعلم أولاً أن شأن الأمريكان الصليبيين أحقر من أن يُنظر فيه من جهة استحقاق العلو في الأرض والظهور على الخلق والتسلط عليهم، إنه أحقر من ذلك بكثير، فلقد رأينا القوم وشاهدناهم فإذا بهم لا يكادون يفقهون حديثاً حياتهم عديمة الغاية، أمثلُهم كالحمار عقله أهله وأرسلوه، فما درى فيم عقلوه وفيم أرسلوه، سألناهم عن حياتهم لم يعيشونها فرفعوا أكتافهم ولووا أعناقهم بلا جواب، بل كلامهم هراء، وأنفاسهم نتنة جراء أم الخبائث التي يتجرعونها ليل نهار، وأجسادهم نتنة جراء معاقرة الفواحش، غاية فهم أحدهم من صحة البدن التطهر من آفات الإيدز والسفلس وغيرها من أمراض القذر الجنسي الذي يتمرغون في وحله ليل نهار، خمرٌ وزنا، لواطٌ وخنا، وهم غاية ما يكون من الانحطاط والبهيمية حين تسأل عن أنسابهم فلا يكاد أحدهم يعرف لنفسه أماً ولا أباً، الشريف فيهم من ينكح أخته ليطأها من حيث لا يدري، والخسيس فيهم لا يبالي امرأة نكح أم رجلاً، إنساناً كان أم بهيمة، لا يبالي، ولأن القرآن قد فضحهم فقال في أمثالهم:" والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم"(محمد 12) فقد عادوه وبادروه بالحرب خابوا وخسروا، ولأنهم أحقر من أن يكون لهم شأن فقد ابتلوا بشر بلية على وجه الأرض معاداة الله وكلامه تقدست أسماؤه وتنزه كلامه وصفاته عن أذى الخلق أجمعين...
ثم لنعلم أن قوماً شأنهم من الحقارة ما تقدم ما كان ليجرؤ أحدهم على التطاول على كتاب الله إلا وقد علم من منسوبي هذه الأمة الخذلان والصمت والإذعان، لقد رأوا خذلان الأمة للمستضعفين المأسورين في سجون البغي والطغيان، وكيف أن قيادات الأمة سجعوا على أنغام جوانتاناموا فناموا، ألا تباً لها من نومة وتباً لها من راحة وقيلولة وإخواننا في الأسر المقيت ونحن بين الأفخاذ والنهود نتقلب بين مسابقات اللحم الرخيص ومساومات بيع الأراضي والتهافت على إرضاء أتباع إبليس، أمة قد أوهنها التهافت على أحضان الغانيات والقيان، قد شغلتها القيثارة والمعازف عن سماع القرآن فضلاً عن حفظه وتدبره والعمل بمحكمه وإقامة حدوده وسل السيوف إرعاباً لمن تسول له نفسه التطاول عليه، أمة قد انشغل علماؤها بتفصيل آيات القرآن على مقاس كراسي الحكام المعادين لله الموالين لأعدائه المحاربين لأوليائه، أمةٌ قد خذلت خيرة أبنائها لما خرجوا ليقفوا في وجه تتار العصر من وحوش الأمريكان وهمجهم ، وليت الخذلان وقف عند حد كلاب الحراسة لهان الأمر، ولكن الخذلان استطال لينال بلاعمة العصر ممن اتخذوا من تلبيس علوم الشريعة منهجاً ليعملوا على تخذيل الأمة عن الجهاد والمجاهدين وليسلكوا الأمة في سلك التدجين والتصفيق لأئمة الزور والبهتان، فكيف لا يتقدم بعد هذا كله سِكِّيرٌ خِمِّيرٌ صليبيٌ حقيرٌ ليمتهن القرآن وقد رأى أهله امتهنوه، كيف...

ثم لنعلم أن من آثار السيئة اتباعها بالسيئة، وإن امتهان القرآن الكريم على يد هؤلاء المجرمين ليس إلا أثراً لامتهاننا نحن للقرآن الكريم حين هجرنا تلاوته وهجرنا تدبره وهجرنا الاستشفاء به ولجأنا إلى الشرق والغرب نطلب شفاء أسقامنا، وهجرنا إقامة حدوده ولجأنا إلى دستور عصابة الأمم المتحدة وأوثان العلمانية النجسة، وهجرنا إقامة السيف والجهاد صيانةً لجنابه من أن يتجرأ عليه خسيسٌ أو حقير، وهجرنا إرهاب فئران الكفر بحيث لا تجد لها مأمناً إلا في أمان رجل مسلمٌ يعطيهم الأمان ليسمعوا القرآن وتقوم عليهم الحجة كما قال تعالى:" وإن أحدٌ من المشركين استجارك فأجِره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه ذلك بأنهم قوم لا يعلمون"(التوبة 6)، أما وقد صار كلاب الحراسة لدينا يرهبون المؤمن ويُعزون الكافر فكيف تقام في الأرض حجة، وكيف يكون للقرآن على الناس سلطان، كيف...
ثم ليُعلم أخيراً أن هذا الحدث الجلل نذير شؤم لهذه الأمة إن لم تفق من غفوتها وتقم من كبوتها، فلقد قال الله تعالى :" قل للمخلَفين من الأعراب ستُدعون إلى قومٍ أولي بأسٍ شديد تقاتلونهم أو يسلمون فإن تطيعوا يؤتكم الله أجراً حسناً وإن تتولوا كما توليتم من قبل يعذبكم عذاباً أليماً"(الفتح 16)، ولئن كانت جبهة المعركة اليوم هي القرآن فلنعلم أن بداية النصر وتحول ريح المعركة هي في إجلالنا لهذا القرآن العظيم كلام رب العالمين وإقامته في قلوبنا وإفناء أجسادنا في خدمته وحراسته وصيانته وفي هجر كل لغةٍ غير لغته، وهجر كل عقيدة غير عقيدته، وهجر كل حكمٍ غير حكمهٍ، وهجر كل حاكم غير حاكمٍ به، وهجر كل حدٍ غير حدوده، وهجر كل دواء غير دوائه، وهجر كل سماعٍ غير سماعه، وهجر كل أهل غير أهله، وهجر كل أمرٍ غير أمره، وهجر كل مخذلٍ عنه ، وهجر كل مبتغٍ للفتنة بمتشابهه، وهجر كل جاحدٍ بمحكمه، فلنعلنها إذاً قويةً مدويةً نحن أهل القرآن ونحن جند القرآن وأبناؤنا قرابين للقرآن وكل أمنٍ هدرٌ إذا انتهكت له حرمة القرآن وكل دم هدر إذا انتهك به القرآن، وسحقاً سحقاً لمن سكت عن جرائم الأمريكان، وتباً لمن رام الإنصاف منهم بغير الرمح والسنان...
 


قرآننا عذرا ....
ثامر سباعنه – قباطيه - فلسطين


قرآننا الغالي... دستورنا الرباني ..عذرا ، وان كان اعتذارنا لا يفيد .
بكل وقاحه وتحدي يعلنون أنهم دنسوا حرمتك خمس أو ست مرات فقط ؟؟؟ وان تدنيسهم هذا لم يكن مقصودا انما هو عفوي ، ومن متطلبات التحقيق مع الاسرى المسلمين ، وحتى يجبروهم على الاعتراف ؟؟؟
قرآننا عذرا ... أنت لم تهن ، نحن من هنا وضاعت كرامتنا ، نحن من تمزقنا وشتت هيبتنا ، قرآننا لا زلت عزيزا غاليا مكانك القلوب ، ولازال هنالك رجال صادقون أحبوك بل عشقوك .
قرآننا نحن من بدأ ، ونحن من قصر في حقك وحق إسلامنا الغالي ، فمن إسقاط الخلافه الاسلاميه بحجة القوميه والعروبه لنسقط في مستنقع الاستعمار بحجه البناء والتعمير ، لتستمر مآسينا التي صغناها بأيدينا فتسقط ارض الإسراء فلسطين الغاليه وتدخل مجموعات الصهاينه إلى المسجد الأقصى وهم ينشدون (( محمد مات .. خلف بنات ..محمد مات ..خلف بنات )) ، اللهم صلي عليك يا حبيبي يا رسول الله ، جنود أكثر من خمس دول تهزمهم عصابات صغيره ، والسبب أننا هجرنا القرآن.
وتستمر سلسلة الانهزاميات وتسقط بغداد الرشيد بعد بيروت وافغانستان والشيشان وبقاع اخرى كثيره كان الإسلام قد رفعها ونصرها .
ترك حكامنا دستور القرآن واتجهوا لدستور الغرب ... أبناؤنا حفظوا الاغاني الهابطه والساقطه وخلت قلوبهم من القرآن وآياته ، مدارسنا العربيه بدأت بتغيير المناهج الدراسيه وخاصه التي تحتوي على آيات قرآنيه تتحدث عن اليهود بحجة عدم التحرض وحوار الأديان ، أئمة المساجد يقتلون ويعتقلون و تصادر السنتهم لانهم ينطقون بآيات القرآن الكريم والتهمه جاهزه ومعروفه (( محاربة الارهاب ))، التلفزيونات العربيه المسلمه لم تدع شكلا من أشكال العري والانحطاط الخلقي إلا وبثته ونشرته ،أما القرآن الكريم فيكفي بثه عند فتح المحطه واغلاقها
تغلق مدارس تعليم القرآن الكريم والسبب لانها تخرج الارهابيين ، وتحارب الجمعيات الخيريه المسلمه وتغلق لتفتح مكانها جمعيات نصرانيه هدفا حرف المسلمين وبث الافكار الهدمه بين الاسر المسلمه المحتاجه
قرآننا : نحن من بدأ الحرب عليك ونحن من سمح لأعدائنا أن يفعل ما فعلوه .

أنا لا ازرع اليأس في كلماتي ، إنما اجلد الذات لعلنا نصنع الأمل ونبني مجدا للغد براية خفاقة تعلن ان لا اله إلا الله محمد رسول الله ، ونقيم دولة العز بدستورها القرآن الغالي ، ونربي ابناءنا على القرآن حفظه وفهمه .

5\6\2005


للمزيد حول القرآن

إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا !!

أهمية التدبر في القرآن العظيم

عظيم الأجر في قراءة القرآن

لماذا ننزعج من القرآن ولا ننزعج من الغناء؟!


 

منوعات الفوائد