اطبع هذه الصفحة


رواية ( بنات الرياض ) بذور الهوى والثمر المر

أم البتول


 * * * بسم الله الرحمن الرحيم * * *
وبه نستعين .. نطلب العون من الله عز وجل ( إياك نعبد وإياك نستعين ) فلا نعبد إلا الله
ولا نستعين إلا بالله .. ونبرأ من كل معبود دونك .. ونبرأ من الحول والقوة إلا بك 0 وأشهد ألا إله إلا الله ، مخلص قلبه .. من الشكوك والشبهات .. والله أكبر من أن يُحاط ويُدرك بل هو مدرك محيط بكل الجهات ، نعوذ بك من الفتن ما ظهر منها وما بطن .
وأشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي اختاره على الخلق واصطفاه ، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين بهم بإحسان ماانشق الصبح وأشرق ضياه وسلم تسليماً كثيراً .

وقد كان إبراهيم التميمي يتضرع إلى اللـــه بقوله : اللهم اعصمني بدينك وسنة نبيك من الاختلاف في الحق ، ومن اتباع الهوى ، ومن سبل الضلالة ، ومن شبهات الأمور ومن الزيغ والخصومات .. ونحن نقول اللهم نبرأ إليك من كل أقلام مسمومة ، تحمل أفكاراً منقوصة تُطوع لتعويق مسيرة الإسلام الخالدة .
فرغم الضربات القاسية التي تتوالى على الأمة بين الفينة والأخرى من أعداء الإسلام والعواصف العاتية الهوجاء التي تجتاح بلاد المسلمين .. قتل ، دماء ، تشريد وبلاء 0 نكبات وويلات ، مزقت الأمة شر ممزق 0بطش الأعداء ، وخذلان الأصدقاء .
وتلك مصائب قدرها الله علينا ..وكما قال تعالى ( وكان أمر الله قدراً مقدورا )

إلا أن الألم يتضاعف عندما يبرز من أبنـــاء جلدتنا من يستجمع قواه لخلخلة مجتمعنا الإسلامي
منبع الرسالة ، وموطن الحرمين ، فانطلق يهلك الحرث والنسل ، يساهم في اقتلاع الأخلاق الشريفة .. والتقاليد النبيلة .. فصاروا مفاتيحاً تلوح بوادرها بدافع حرية الرأي ، فنشروا أفكارهم المنحرفة ، أثلجوا صدور شراذم من الخلق في الداخل ، والخارج ممن يتربصون بنا الدوائــــر ، فسخروا أقلامهم مسلوخة الحياء ، وشمروا سواعدهم بحجة الروائع الأدبية ، والمواهب الشابة .. منهج ذو عوج مع ضعف البضاعة الأخلاقية .

والتربية الناجحة تعتمد على حقائق ومسلمات لا تقبل جدلاً ، فإذا ساءت البيئة ، فهيهات أن تنشأ أجيالاً يوثق بأدبها وعفافها وعدالتها .
زين لهم الشيطان أعمالهم ، وحسنها في قلوبهم ، فاطمأنت له نفوسهم .
شجاعة ساخرة بعفاف المسلمات ، إنها من بني جلدتنا تلك التي عبثت بأناملها الصغيرة ، إنها طفلة من بناتنا ، أقصد – في عقلها – فهي طبيبة ، والطبيبة لن يقل عمرها عن 25 عاماً .
فرحت بما عندها من العلم ، فجعلته معول هدم .. ودك الحصون من الداخل أهون بكثير من دكها من الخارج .

* يقول الشيخ أبو بكر الجزائري :
((إن من أخطر المحن التي أصابت المسلمين ، وهم يقاسون من ويلاتها ويعانون من شدائدها ضعفاً وفساداً وشراً ، محنة جهل جماهير المسلمين بإسلامهم ))
نعم هي جاهلة ، لم تجد من يقّوم انحرافها .. جاهلة بالمآل وبالمصير .
ولقد كنا ننتظر أن يرى كتابها النور – أقصد الظلام - لنرى المفاجأة العظمى التي تحتويها تلك الرواية الفذة ، الرائعة التي سيكون لها رواجاً مرموقاً ، على حد أقوال مناصريها .
( يوم تجد كل نفس ماعملت من خير محضراً وماعملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمداً بعيداً ويحذركم الله نفسه والله رءوف بالعباد ) آل عمران30

لكنا وبإذن الله لن نقف مكتوفي الأيدي أمامها ، ولن نسكت على شرهم المستطير ، سنقّومها هي وأمثالها ، فما أيسر نمو الطفيليات إذا لم تقاوم مبكر..لابد أن نطهر مجتمعنا من دعاة الانفتاح والتجديد ، وشرف أمتنا ، وخيرية هذه الأمة ، في قوله تعالى ( كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله .... ) 110 آل عمران
سمعنا وأطعنا ، إن شرف أمتنا يجئ من توافق هواها مع هدايات الله .. وتطابق عملها مع أوامر الله ورسوله .. ونواهي الله ورسوله ، فكل ماوافق ديننا قبلناه وباركناه ، وكل ماخالف ديننا نبذناه وعاديناه .
نحن مازلنا على درب هدانا * نرشد الناس وندعو ونحاول
ياخفافيش ظـــلال الليل إنا * لم نزل نحمل في الليل المشاعل

هل تساءل العقلاء عن أسرار نكبة أمتنا ؟
إن المجتمع المسلم يعي المخاطر ، ولا يقبل المجازفة بمستقبله ، وما تجره علينا تدهور الأخلاق ،
ومفاسد ومخاز ، تتجرعها المجتمعات بسبب غفلة الغيوريين 0وكل امرئ مسلم صافي الفكر والعقيدة سيرفض أفكار هؤلاء الذين يصدون عن سبيل الله .

إن ثوابت ديننا ستظل ثابتة ، ولن نتنازل عن عفتنا ، ولاعن حجابنا .. لن نترك القرآن والسنة ولن نترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، لن نترك الأمر لأصحاب الهزل والمجون والانحلال والجهل ، يقول محمد الغزالي :
( سألني طباخ في بيت أجنبي .. وهو مسلم يكُلف بحمل الخمور لسادته فهل عليه وزر حامل الخمر ؟ فقلت : لله ما أقصى الشقـــة بين الإسلام وأهله ، لقد عبروا قروناً ما يتعلمون إلا الجهل
وهاهم أولاء يجنون الثمر المر ، أمسوا خداماً للسكــــارى ! حملقت في الرجل ثم قلت له :
ما أدري لفتواك جواباً ، وكل ما أقول أسأل الله لك ولأمثالك العافية ) ..

ونحن نقول نسأل الله العافية لصاحبة الرواية ، حيث لايقل خطرها عن خطر حادثة الإفك التي كلفت أطهر نفس على وجه البشرية محمداً صلى الله عليه وسلم ، وزوجته الحبيبة ، ووالدها الصديق ، وصفوان بن المعطل ، آلاماً لاتطاق .

واحسرتاه ، ثم واحسرتاه – أن يكون من بنات المسلمين ، ومن هذه الأرض الطيبة المباركة
ممن نشأت على ترابها ، وتغذت من خيراتها ، ونعيمها .. وتنعمت فيها بالأمن والأمان .
لكنها لم تشكر الله على هذه النعمة ، تناست أن الله قادر على أن يسلبها إياها بين طرفة عين وانتباهتها .

رواية ( بنات الرياض ) قنبلة موقوتة ،عمل لا يُقصد به وجه الله ولا الدار الآخرة ، فهو حطام هش سرعان ما ينقض بنيانه ، ويتلاشى بهاؤه وقشور أسرع إلى الفتات .
والعمل يصاحبه النية ، فمن كانت نيته سيئة كان عمله سيئاً ، وهذه النوايا لايعلمها إلا علام الغيوب ، من كرمه وفضله أن صفاء الأعمال تظهر بركاتها في الدنيا ، وتعيس الأعمال يظهر شؤمها على صاحبها ، من عدم القبول ، ومن نفرة الناس له .
وكل أحد له عمل ونية ، فالنية المحموده التي يتقبلها الله ويثيب عليها ، وهي إرادة الله وحده بذلك العمل ، والعمل المحمود هو الصالح .

ولهذا كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، يقول في دعائه :
اللهم اجعل عملي كله صالحاً ، واجعله لوجهك خالصاً ، ولا تجعل لأحد فيه شيئاً .
فهذه كتب العلماء التي بين أيدينا شلالات تتدفق عبر القرون والسنين ، يستقي منها ملايين البشر علماً نافعاً يخدم الإسلام والمسلمين ، وتتضاعف حسنات على أصحابها المخلصين ، أمثال بن تيمية وأحمد بن حنبل ، وابن حجر ، وأمثالهم ممن أخلصوا أعمالهم لله ، وكان رجاؤهم الله والدار الآخرة .
لكنه الإخلاص أرخى رواقه * عليهم ونهج المصطفى السمح مصدر

أما من كانت كتاباتهم لأغراض الدنيا ، من كتب أهل البدع والأهواء ، والروايات الماجنة التي تجر الويلات على مجد أمتنا ، ممن شوهوا سمعة الدين وأهله ، ماذا جنينا من أفعالهم وكتاباتهم ؟
وماذا جنوا هم ؟ حظوظ اتخذوها وقدموها على شرع الله ودينه ، فأذاقهم الله الخزي في الدنيا وفي الآخرة مردهم إلى الله ، فهو بصير بعباده .
( أم نجعل الذين آمنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) ص 28
ولذلك يجب مدافعتها بكل قوة ، وبيان شذوذها على مجتمعنا المسلم النبيل ..فا لمقدمات الخاطئة ، تجر إلى نتائج فادحة ، وطبيعة التحولات الاجتماعية والأخلاقية تأتي متدرجة ، وبجرعات صغيرة ، ولذا قد يقبلها المجتمع ، وتكون سهلة لديه في بادئ الأمر ، ثم تنتقل إلى جرعات أكبر هدامة لا بناءة ، وقد استخلف الله الإنسان على الأرض للإصلاح لا للهدم والفساد .
إن حافظ السموات والأرض لايترك أصحاب الهوى يفسدونها كيف شاؤوا :
قال تعالى : ( ولو اتبع الحق أهواءهم لفسدت السموات والأرض ومن فيهن ) سورة المؤمنون 71

إن الدين يفقد جوهره عندما يتسلط قاصرين رعاع يستمدون ثقافاتهم من فوضى التغريب والتقليد الأعمى ، فإذا استفحل الجهال في المجتمعات الإسلامية ، وجب علينا وقتها تصحيح جرئ نرضي به ربنا ، نسعى فيه للإصلاح ، وألا نرضى بالواقع السئ و لانُقِره ، واللـــــه ناصرنا ومؤيدنا .
إن الكلمة الحكيمة دين الله أشرف من أن يترك لأفواه العابثين والعابثات ، فينسلخ الدين من الحياء الذي هو جوهر الإيمان وحياته ، فتشيع الفاحشة ، ويصبح التبذل ديدنة ، حتى إذا فاض الطوفان وانفرط العقد صعب علينا لمه 0 وفاض علينا نتنه حتى يتأذى منه القاصي والداني .
ولك أن تنظر على ما احتوت الرواية من سخافات ، وافتراءات ، وسخرية وماهي إلا مؤشر خلل في شخصيتها . فمنهم من تغلب عليه شهوة الشهرة فيوجب له الإقدام على مايضره .
روُي عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما :
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( إن الله خلق خلقه في ظلمة ، وألقى عليهم من نوره فمن أصابه من ذلك النور اهتدى ، ومن أخطأه ضل ) رواه الترمذي ، وأحمد وقال الأرنؤوط حديث صحيح .
لقد بذلت الكاتبة قصارى جهدها في لغو باطل ، وتشويهات رزية ألصقتها ببنات هذا المجمتع الفاضل ، الذي يسير على نهج الشرع القويم 0وكان لابد من تنقيتها من اللوث قبل صدورها ولكن ذلك في صالحها . ربما استدراجاً من الله لها ، فمن لم يسلك سبيل العدالة ، ولم ينصف في المعاملة ، فقد جنى على غيره ابتداء ً ، والله تعالى يقول :
( إنه لايحب الظالمين ) 40 الشورى
ويقول تعالى : (ومن يكسب خطيئة أو إثماً ثم يرم به بريئاً فقد احتمل بهتاناً وإثماً مبيناً ) النساء 112

وروي عن أبي هريرة : عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :
من كانت عنده مظلمة لأخيه ، من مال أوعرض ، فليأته فليستحلها منه قبل أن يُؤخذ وليس عنده درهم ولادينار ، فإن كانت له حسنات أُخذ من حسناته فأُعطيها هذا وإلا أُخذ من سيئات هذا فألقيت عليه ) أخرجه البخاري في صحيحه .
وعنه أيضاً أنه صلى الله عليه وسلم قال : أتدرون ماالمفلس ؟ قالوا المفلس فينا من لادرهم له ولا متاع ، فقال : المفلس من أمتي يأتي يوم القيامة : بصلاة وصيام وزكاة ، ويأتي وقد شتم هذا وقذف هذا .... إلى قوله : فيعطي هذا من حسناته ، وهذا من حسناته ، فإذا فنيت حسناته قبل أن يُقضي ماعليه ، اُخذ من خطاياهم فطرحت عليه ، ثم طُرح في النار ] أخرجه مسلم

أقرأت الكاتبة هذا الحديث قبل أن تشرع في روايتها .. أعلمت أولاً من هم بنات الرياض ؟ أليسوا هم بنات ولاة الأمور ، أليسوا هم بنات الأمراء ؟ أليسوا هم بنات الصالحين ، والمشايخ ، والفضلاء من أهل هذا البلاد ؟
حتى من كان منهم صاحب معاصي وانفلات ، لن يرضى بتشويه سمعة مجتمعه ، وبناته وشبابه وديننا يأمر بجبر القلوب ، وينهى عن كل ما يسيء إلى المسلم أو يحزنه .
كتلاً ضخمة من بنات الرياض وشباب الرياض سيتمثلون أمامك يوم القيامة ، هل لديك من الحسنات ما تكفيهم ؟ إن مسلمة في قلبها ذرة إيمان لاتغامر وتلعب بالنار إن كانت تعلم أنها ستحصد ثمار هذا اللغو الباطل 0 والخلق المنكمش .
ذلك اليوم يوم القصاص ، فلا واسطة ، ولا شفاعة ، ولا فـــداء ينجيك ، الظالم والمظلوم سيُمثلان أمام علام الغيوب ليقضي بينهم بالحق ، يقول الله تعالى ( إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ) الشورى 42

أي تتوجه بالعقوبة الشرعية ، وهذا شامل للظلم والبغي على الناس في دمائهم وأعراضهم وأموالهم . الأعراض التي استهان بها خلق كثير من أهل زماننا ، فكل يساهم بما تمليه عليه نفسه نسي قوله تعالى : (.... وتحسبونه هيناً وهو عند الله عظيم ) النور 15

يقول مطرف بن عبدالله : صلاح القلب بصلاح العمل ، وصلاح العمل بصلاح النية .
وإذا كان القلب فاسداً قد استولى على أعماله اتباع الهوى ، ولو كرهه الله ، فسدت حركات الجوارح ، وانبعثت إلى كل المعاصي بحسب اتباع الهوى ، وعدم النظر في العواقب ،
ويقول الله عز وجل : ( ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تُظلم نفس شيئاً وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفى بنا حاسبين ) 0 الأنبياء 47

أتؤملين أن بنات الرياض سيعفون عنك ؟ أو يتنازلون عن حقهم الذي عندك ؟
بنات الرياض السواد الأعظم منهن مسلمات ، محصنات ، تربين على الحياء والعفة .
بنات الرياض محتشمات ، طاهرات ، لبيبات .. لقد عاشرتهن في فترة وجيزة لاتتجاوز ستة شهور من خلال مدارس تحفيظ القرآن ، ومجالات الدعوة ، والداعيات ..
إنها الرياض وبنات الرياض .. حيث الحشمة في كل مكان ، إنها بلد فيها خير كثير وصدق الله إذ يقول ( وقليل من عبادي الشكور ) 13 سبأ

لكنه الاعوجاج عن الاستقامة ، حيث الغفلة والجري وراء الشهوات الدنية ،التي يتعشق طلابها الظهور والشهرة ، التي تهوي بهم إلى حفرة حالكة مظلمة ..على حساب من ؟
على حساب دينهم ومجتمعهم ، وفي كل مقارنة بين مجتمعنا وبناتنا ، فلله الحمد والمنة فإننا أفضل من على الأرض ، وهذا لاينكره عاقل ، كيف لا ! وهذه الأرض الندية التي سار على أرضها سيد البشرية صلى الله عليه وسلم ، مهبط الوحي ، و أطهر بقاع الأرض والنتيجة أننا في حياتنا الظاهرة والباطنة ، كأرقى الشعوب حياءً ، وتديناً وطيبة وكرماً ، وأخلاقاً ومعظم المجتمعات تشهد لنا بذلك ، يشمل ذلك حكامنا ورجالنا ، ونساءنا ، وبناتنا .

إلى هذا الحد – وأنا لم أطلع على الراوية ، والآن لتوها وقعت في يدي ولا أستطيع أن أصف لكم مشاعري ، قرأت الصفحات الأولى منها فانتابني شعور غريب . يــــا ألله ، حفيدة نزار قباني ظهرت لنا ، لقد أصابني ( غثيان ) وحملت هماً عظيماً هل سأقرأ هذه الرواية السمجة الممططة فقـــد أخذت عهدا على نفسي أن أبارزها ، اللهم أسألك السداد ، كنت أخشى أن أظلمها ، أو أن أتجاوز حدي في إحراجها ، ولكن يبدو أنها تستحق أكثر من ذلك .

اندفعت في تقليد من سبقوها ، ظهرت فيها بصورة الاستهتار والخفة ، وقلة التحرج ، لتجس النبض ، فإن كان هذا مقبولاً لدينا سوف تنطلق بقلمها السافل المنحط ، لتذيقنا الويلات في المستقبل ( وستذكرون ما أقول لكم ) اقتبست من روايات اليهود والنصارى ، ومن روايات الانحلال ، والفجور ، وأشباهها ممن يهمشون الدين ويتجاهلون الشريعة ، انسلخت من حيائها ، وعفتها ، انتهجت منهج سماسرة المجون....تناست وقوفها بين يدي ربها في عرصات القيامة ، تناست قرب الشمس من رؤوس الخلائق .
لم تتفكر المسكينة في سؤال ربها عن عمرها وعملها ، تناست يوماً ثقيلاً تقف فيه أمام ملك الملوك ذاهلة مبهوته ، الذي يعلم السر وأخفى .
( ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن يويلنا إنا كنا ظالمين ) الأنبياء 46

والعاقل لو تأمل هذه الرواية وجدها خالية تماماً من الأدب ، ونقصد به الأدب مع الله ، ثم الأدب مع خلقه قال بعض البلغاء : الفضل بالعقل ، والأدب لا بالأصل والحسب لأن من ساء أدبه ضاع نسبه ، ومن قل عقله ضله أصله .
ويقول ابن القيم رحمه الله : نظر الجاهل لايجاوز المبادئ إلى غايتها ، والعاقل الكيس الفطن دائماً ينظر إلى الغايات من وراء ستور مبادئها .

لابد من زجر كل من يسئ الأدب ، وينتقص الناس حقوقهم حتى ينزجر ويرعوي ، وحتى لايبذر بذور فتنة ، تكون مدعاة لغيره فيتبع سبيله ، لعلمه أن ليس هناك من يحاسب أو يعاقب ، فتزداد وتيرة الانحراف، ويستمرون في خلخلة الإيمان وإفساد الحياة ..وفداحة الباطل .
إن الأمة بحاجـــة إلى أقلام راقية تدافع عن دينها ، تقتبس نورها من هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم .. دستورها الطاعة لله ولرسوله0 أما أقلام عابثة تنتج لنا إنحطاط الأدب فإنا والله في غنى عن الغث والسمين الذي تعج به هذه الروايات ، ممن أطلقوا العنان لأفكارهم وخيالاتهم التي لاتزيد البشرية إلا ضياعاً ، وأنشأت لنا أجيالاً مردت على العبث .
وهنا لابد من النقد المؤلم المبني على المواجهة ، والإشارة إليهم بعين النقص والازدراء .

أما عن الرواية فحدث ولاحرج رواية ذات تمطيط سمج .. كلمات متقاطعة .. لغة ركيكة ، تجمع بين العامية مع لهجات مختلفة ، مع لغة إنجليزية ألفاظ سوقية ، سب وشتم ، ولعن ، جفاف في الأسلوب ، وقلــــة في الأدب 0 صعبة الفهم ، مشتتة الأفكار لم استطع أن أفهم منها شيئاً ، غير أنها سماجات غشيها الصدأ ..
تتحدث كثيراً عن الموسيقى والرقص ، وعقد اللقاءات مع الشباب ، حب وغراميات ، تجريح وتشهير، عرضت فيها أسماء الخمور ، و المعسل والشيشة .. انتهكت فيها حرمات الله ، بطريقة منفرة شنيعة ، فيه من الخسة ما ينفر منه طبع المؤمن ، وكأنك تقرأ لكاتبة نصرانية والعياذ بالله ، حيث زاحت حواجز الحياء ، وتفلتت لديها جميع القيود الأخلاقية 0 قادتها الشياطين حتى انفلت منها زمام الأمر ، ووصل إلى ماوصل إليه من تفتق للشهوات والشبهات .
وسبحان القائل :(( قال رب بما أغويتني لأزينن لهم في الأرض ولأغوينهم أجمعين * إلا عبادك منهم المخلصين )) الحجر 39 / 40

نهجت منهج مريم نور ، حيث تبدأ بعض الفصول بآية من كتاب الله ، لاتمت للموضوع بأي صلة ، ويبدو أنه من باب ذر الرماد ، وإنه لأمر يقشعر منه جلد المؤمن ، عندما تعرض في روايتها من كتاب الله العظيم ، ثم تستعرض أسماء الخمور والرقص ، والفواحش بجميع أشكالها وألوانها ، وأول نصيحة أقدمها لها ، وإني لك من الناصحين :
إذا أردت أن تطبعي العدد السادس من روايتك ، فاستخرجي منها آيات الله ولاتدنسيها ، فيتنزل غضب الله عليك .
ويشتد العجب عندما تذكر في بداية أحد الفصول قول الله تعالى :
(ولله غيب السماوات والأرض واليه يرجع الأمر كله فاعبده وتوكل عليه وما ربك بغافل عما تعملون ) ....... نعم والله ماالله بغافل عنك .
الله أكبر ! الله أكبر ! رحماك يارب رحماك ، إنها لاتعلم من الآيات إلا رسمها ، كأعمى خرج بالليل في طريق ذات مهالك ومعاطب .

هدرت فيها وقتها وعمرها 0 خمس سنوات ! والحقيقة أني لاأستطيع أن أضيع وقتي الثمين في قراءتها ، لكني فقط سوف ( أتنطط ) ( اقتباس ) من صفحة لصفحة ، لأنني لاأستطيع أن أقرأ كل ماكتبت ، بل إنني أحاول أن أتجاهل بعض الصفحات لما فيها من التبذل ، والخيانة لله ولرسوله.. فوالله لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا ، ماوسعه إلا أن يقول :
( اقتلوها ولو كانت معلقة بأستار الكعبة )
ولقد ندمت على شرائها ، وتمنيت لو أني تصدقت بثمنها خيراً لي .

لكن هي تقول في روايتها ( إنما الأعمال بالنيات ) وفي هذه فقط أنا أوافقها لأنه حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم ..
وما نيتي في شرائها إلا امتثالاً لقول الله تعالى :
( ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون ) 104 آل عمران

لقد فقدتِ في رواية ( العفن ) القيم المثلى ، وماهو إلا سقط لايعتد به ، لايعود على أمتك بالنفع إنما يعود عليها بالخزي والعار ، وأول من ناله الخزي أنت ، حيث هتكت سترك قبل أن تهتك ستر مجتمعك ، فأصابع الاتهام كلها مشارة إليك ، فالعاصي يدس نفسه في المعصية ، ويتوارى عن الخلق لقبيح فعله أما أن يشهره فهذا يكسبه الذل والهوان ، كالشاة التي لاحافظ عليها وهي بين الذئاب ، سريعة العطب . و كشبكة العنكبوت الواهنة ، تتمزق من نفثه .
ولايغرنك كثرة المصفقين حولك ، فهؤلاء سيتخلون عنك منذ أول ساعة توضعين فيها في قبرك 0 ربما حتى لا ينالك من دعائهم ، فهذه صحبة السوء مضرة في الدنيا والآخرة .
قال تعالى : ( ويوم يعض الظالم على يديه يقول ياليتني اتخذت مع الرسول سبيلاً * ياويلتى َ ليتني لم أتخذ فلاناً خليلاً * لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولاً) الفرقان 27- 29

يقول الله عز وجل : ( إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة والله يعلم وأنتم لاتعلمون ) 19 النور
يقول السعدي : أليم موجع للقلب والبدن ، وذلك لغشه لإخوانه المسلمين ، وجرأته على أعراضهم ، فإذا كان هذا الوعيد لمجرد محبة أن تشيع الفاحشة ، واستحلاء ذلك بالقلب ، فكيف بما هو أعظم من ذلك من إظهاره ونقلــــــه ؟ انتهى كلامه رحمه الله .
ويقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
هذا ذم لمن يحب ذلك ، وهو ذم لمن يتكلم بالفاحشة ، أو يخبر بها محبة لوقوعها في المؤمنين : إما حسداً ، أو بغضاً ، وإما محبة للفاحشة وإرادة لها 0 وكل من أحب فعلها ذكرها .

فمتى غلبت على الإنسان شقوته ، وسداً لذريعة الوقوع في الفواحش ، تصدت له الشريعة وقاومت شيوع ذلك في المجتمع المسلم ، بترتيب عقوبات حاسمة وجادة ، كي لا يتجرأ الأراذل ويأتونها جهاراً .
إن إشاعة الفاحشة في المسلمين ، بطريقة المجاهرة ينشرها بين الناس ، فهذا الصنف استحق أن تنزل عليه لعنة الله .
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
(( كل أمتي معافى إلا المجاهرين ، وإن من الإجهار أن يعمل العبد بالليل عملاً ثم يصبح قد ستره ربه فيقول :
يافلان قد عملت البارحة كذا وكذا ، وقد بات يستره ربه ، فيبيت يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه * رواه البخاري ومسلم

( يوم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم بما كانوا يعملون ) النور 24
وإذا شهد عليك لسانك وسمعك وبصرك ، ويديك لن تجدي حولك من المتملقين لك ممن أشبعتي رغباتهم ، نعم لقد حظيت بهم في الدنيا فهاهم يثنون عليك ويجادلون عنك ..
وصدق الله إذ يقول ( هاأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أمن يكون عليهم وكيلا ) 108 النساء
إن تأليف الكتب والروايات ، يحتاج إلى أدب عال .. وكلمات جذابة رنانة ، بلسماً لكل من يقع في يده ـ ولو كان لعرض الدنيا – أما إذا كان يحتوي على سموم وخز ولسعات وبلغ فيه الفساد الثقافي حداً مخزياً ، فهو كنقيق الضفادع ،فلابد أن كل من يقرأه سيدعو على صاحبه ؛ عفواً كل من يقرأه من الناصحين ، وأولوا الألباب ، أما من كان على شاكلتك ، فلا لوم عليه .

سأنقل لكم بعض المقاطع وأولها ، والذي يثير الانتباه هنا، ممن بارك عملها بقوله :
في عملها الروائي الأول ، تُقدم رجاء الصانع على مغامرة كبرى : تزيح الستار العميق الذي يختفي خلفه عالم الفتيات المثير في الرياض . انتهى .
شاهت الوجوه وبئسما افتريتم .
الله في كل خطب حسبنا وكفى * إليه نرفع شكوانا ونبتهل
حسبنا الله ونعم الوكيل ، على كل ظالم متفحش ، من لم يستح فإنه يصنع مايشاء ،
فإن لم يكن هناك حياء يردعه عن القبائح وقع فيها وساهم في تعظيمها .
عز من قائل : ( قل كل يعمل على شاكلته فربكم أعلم بمن هو أهدى سبيلاً ) الإسراء84

يقول علماء المادة : إن الطبيعة لاتعرف الفراغ ، فالإناء الخالي من الماء مملوء بالهواء ترى هل الفؤاد الخالي من الله فارغ من كل شيء ؟ إنه مملوء بشيء آخر ، مملوء بالإثرة أو الحقد ، أو عاكف على عبادة صنم حديث ، والأصنام الحديثة في عصرنا كثيرة ، من بينها الثراء والجاه ، والشهرة ، وسائر الشهوات العاصفة .

عالم الفتيات في الرياض : لماذا التعميم ، وإذا قلتم فاعدلوا .. هذه كانت تعيش ا لرذيلة مع صويحباتها الأربعة التي سردت قصصهن ، وأغلب ظني أنها كاذبة وقد ذكرت ذلك في مقدمة روايتها أنها آثرت تحريف القليل من الأحداث ، وقد صدقت وهي كذوبة ..ومن المتعارف عليه أن أصحاب الروايات هم من أكثر الناس كذباً ، وهذه من صفات المنافقين ،
ومن حكم ابن مسعود رضي الله عنه :
ألا وإن شر الروايا روايا الكذب ، ألا وإن الكذب لا يصلح معه جد ولاهزل .
ويقول جعفر الصادق : لا تصاحب ثلاثة لأن الله غضب عليهم :
لا تصاحب من عصى الله ، لأنه قطع الصلة بينه وبين ربه ، ولا تصاحب عاق الوالدين فإنه ملعون ، ولا تصاحب كذاباً فإنه يقرب لك البعيد ، ويبعد منك القريب 0
ويقول عليه الصلاة والسلام ( لا إيمان لمن لا أمانة له ولادين لمن لاعهد له ) مسند الإمام أحمد

ليتها فقط كانت كاذبة إنما شرها تعدى الكذب ، والخيانة والغدر إلى الإباحية الفتاكة ، والإغضاء عن الرذائل حيث تعرضها وكأنه أمر مألوف ومباح ..مع أنها خيالات وأوهام ، تبث ما تنطوي عليها نفسها الأمارة بالسوء .
لأهداف جمة : منها الشهرة ، والكسب المادي ، وبث الفواحش ، وإثارة الفضائح ، وربما الأمراض النفسية وهذا يبدو واضحاً على كاتبة الرواية .
أفاعيل طيش تحتسي الأرض سُمها * ودرب الهدى منها كئيب مُعثر
وفي الجواب الكافي مايكفينا فيها : أن الله ركب للإنسان نفسين : نفساً أمارة بالسوء ، ونفساً مطمئنة ، فليس على النفس الأمارة أشق من العمل لله ، وليس على النفس المطمئنة أشق من العمل لغير الله ، وكل ما التذت به هذه ، تألمت به الأخرى .

فعندما تتنقل بين صفحات الرواية ، تجد نفسك أمام إنسانة تهيم في أرصفة الضياع ،
ناقمة على المجتمع ، وعلى الرجال ، وعلى العادات ، وعلى الدين ، نزلت من حصون العفة إلى أزقة الهوان ، علل كامنة تسئ إلى الدين والدنيا معاً .. ويمكرون ويمكر الله ، والله خير الماكرين 0 قال يحي بن معاذ : ليكن حظ المؤمن منك ثلاثة :
إن لم تنفعه ، فلا تضره ، وإن لم تفرحه ، فلا تغمه ، وإن لم تمدحه فلا تذمه .

تأملوا لم يلفت نظري روايتها كما لفت نظري ماكتب في ظهر الكتاب المشوؤم يقول :
( ضجة تعم الأوساط المحلية ، تقف وراءها فتاة مجهولة ترسل نهار كل جمعة * إيميلاً *
إلى معظم مستخدمي الإنترنيت في السعودية ، تفشي فيه أسرار صديقاتها اللواتي ينتمين إلى الطبقة المخملية ، التي لايعرف أخبارها عادة سوى من ينتمي إليها ) انتهى .
منزلة سحيقة وخيانة عظمى .
سبحان اللـــه ؛ ما قدروا الله حق قدره .
همشت عقلها ، واستجمعت شياطينها لم تستشعر مراقبة الله الذي يعلم خائنة الأعين ،
(.. وكان الله بما يعملون محيطاً ) 108النساء
إن أحمق وأبله هذه الخليقة هم الذين يرون أن هذه الدنيا قرارهم ودارهم ومنتهى أمانيهم ، لأنهم لايرون إلا حياتهم الزهيدة الحقيرة .. فهم لاينظرون أبعد من أقدامهم .

وصدق عليه الصلاة والسلام في الحديث الذي رواه أبو هريرة
( من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لاينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لاينقص ذلك من آثامهم شيئاً)* أخرجه مسلم في صحيحه

قال الحسن رحمه الله :
مانظرت ببصري ، ولانطقت بلساني ، ولابطشت بيدي .. حتى أنظر على طاعة أو على معصية ، فإن كانت على طاعة تقدمت ، وإن كانت معصية تأخرت .
إن المؤمن إذا أذنب كانت نكتة سوداء في قلبه فإن تاب ونزع واستغفر صقل قلبه ، وإن زاد زادت حتى يعلو قلبه ذلك الرين الذي ذكره الله عز وجل ( كلا بل ران على قلوبهم ماكانوا يكسبون ) المطففين 14

وقال الحسن البصري :
هو الذنب على الذنب حتى يعمي القلب فيموت * * ( تفسير القرآن العظيم )
إن تأثير الذنوب في القلوب كتأثير الأمراض في الأبدان ..فإذا بر القلب برت الجوارح ، وإذا فجر القلب والعياذ بالله ، فجرت الجوارح .

وفي بداية روايتها : ذكرت الآية التي يقول الله تعالى فيها :
( إن الله لايغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ) الرعد 11
تقول : إلى كل الساخطين والناقمين ، والثائرين ، والغاضبين .... إليكم أكتب رسائلي ، علها تقدح الزناد ، فينطلق التغيير .
لله – درك – لقد زاغ قلبك عن فهم الآية ، وأولتِها على المعنى الذي أردت ، إن الانتقال من الإيمان إلى الكفر ، ومن الطاعة إلى المعصية ، ومن شكر نعم الله إلى البطر ، وكذلك إذا غيرالعباد ما بأنفسهم من المعصية فانتقلوا إلى الطاعة ، غير الله عليهم ماكانوا فيه من الشقاء
وصدق الله إذ يقول تعالى : (..0 وما يعقلها إلا العالمون ) العنكبوت 43

احتوت الرواية على غث جم من السخرية استعرض لكم اليسير منها :
( كلاً منهن تعيش حالياً تحت ظل راجل أو [ حيطة ] )
( العريس راشد التنبل )
( جعلت من النساء سحالي والرجال تماسيح )
( ذكرت في ختام روايتها كفارة المجلس او ( دعاء الحش ) )
( عسكري بدوي ) .. وهذا فيض من غيض .

هذا يكفي لا أريد أن تضيق صدوركم ، فهذا حال المؤمن ولقد خاطب الله سبحانه رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله :
( ولقد نعلم أنك يضيق صدرك بما يقولون ) الحجر 97

وفي فصل 13:
تقول : ( سمعت أن مدينة الملك عبدالعزيز تسعى لحجب مواقع البريد الأ لكتروني ، التي أبعث رسائلي الأسبوعية من خلالها ، من باب سد الذرائع ، ودرأ المفاسد ، لكنني قد أموت متكهربة
إن تم هذا الحجب قبل أن أفرغ لكم مافي صدري من شحنات موجبة وسالبة ، تأبى التعادل بداخلي .. لم أطلب سوى مساحة صغيرة على الشبكة العنكبوتية أتربع في وسطها ، أسبحن عليكم ، فهل كفرت ؟ )
بطر وكبر وعناد ، جميعها أسباب للخذلان ! فلا يلتفت المتكبر لنواقصه وعيوبه، وأسباب التوفيق ، منه ومن فضله ، وكما خلق أجزاء الأرض ، هذه قابلة للنبات ، وهذه غير قابلة له .. وخلق الأرواح الطيبة قابلة لذكره ، وخلق الأرواح الخبيثة ، غير قابلة لذلك بل لضده ، وهو العليم الحكيم . ماقلوب الناس إلاكبقاع * بعضها معشوشب والبعض قاحل سراب ضائع يقود إلى الهلاك إذا سار فيه العبد على غير نور من الله ، نعوذ با لله من مسخ القلب .
وما أحسن كلام ابن القيم : يمسخ القلب كما تمسخ الصورة فيصير القلب على قلب الحيوان الذي شابهه في أخلاقه وأعماله وطبيعته ، فمن القلوب من يُمسخ على قلب خنزير ، ومنها مايُمسخ على خلق قلب كلب أو حمار أو حية أو عقرب وغير ذلك .
وسبحان القائل : ( فإنها لا تعمى الأبصار و لكن تعمى القلوب التي في الصدور ) الحج 22

وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن مسعود قال : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه في أصل جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب وقع على أنفه ، فقال به هكذا فطار ) اللهم لا تعاقبنا بما فعل السفهاء منا 0

تجول خلال يوم الجمعة ، أفضل أيام الأسبوع ، الذي خص الله به المسلمين ، به ساعة استجابة ، خير يوم طلعت فيه الشمس ...
تجول حول السفليات والرذائل ، والقاذورات ، تفضح صديقاتها وإن كنت أشك في صدقها لو اعتبرنا أن بعض أقوالها صحيحة ، فهي تعترف أنها من شلة فاسدة ، مذبذبة ، وكتابها ينضح بما فيه ، وعلى غالب ظني ، أنها واحدة من هؤلاء الأربع اللواتي سردت قصصهن .
في مقدمة روايتها .... تقول ( صحيح أنني مستبيعة ، ولا أنتظر شيئاً .. ولا أخشى شيئاً ولا آمل في شيء ) .
ما أجرأك على الله .. وما أحلم الله عليك .
اللهم غفراً ! مستبيعة لدينك وحياؤك ، ولا تنتظرين موتاً وحملاً على الرقاب ، ولا تخشين ظلمة القبر ، والوقوف بين يدي الله 0 ولا تأملين في جنة ومغفرة 0 إني أشفق عليك .
فاستعدي إذاً للسؤال ، وتهيئي للجدال : ( يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها وتوفى كل نفس ٍ ماعملت وهم لا يُظلمون ) النحل 111
هو الله مهما اشتد للظلم ساعد * فإن له يوماً من الدهر يُكسر
يمرغ أنف البغي مهما تبجحت * مقولاته أو قام يزهو ويفخر
فويل لمن يستمريء الظلم إنه * غمام على هاماتهم سوف يُمطر

ما هو شعورك وأنت تعيشين في مجتمع هتكت ِ ستره وعرضه ؟ وإذا قُسم الناس إلى مصلحين ومفسدين فأين تضعين نفسك ؟ وإلى من تنتسبين ؟ لقد بعت حظك بأ بخس الأثمان0 يعتقد الخائن أن الجو قد خلا له ، وينسى أن الحكيم العزيز يتربص به .

0إن من الآثار السلبية على المجتمعات فقد الأمن والأمان ، وخاصة في الأعراض فأهل اللغو في كل واد يهيمون .. وما سُلطتِ علينا أنت وأشباهك إلا من جراء ذنوبنا .

و نحن لاننكر أن الفساد موجود في جميع المجتمعات ، وقد وُجد ذلك حتى في زمن الصحابة ، فقد وُجد الزاني ، وشارب الخمر ، ولكنها أجحفت هي ونظيرها ، هي شملت بنات الرياض وهذا عنوان الرواية ، ولو كانت منصفة لاختارت لها عنوان آخر مثلاً ( هموم فتاة فارغة )
أو ( شلة فاسدة ) أو ( نزغة شيطان ) لكان خيراً لها .
إن ذكاؤك الخارق ، وفطنتك وثقتك بنفسك ، وجهلك قد جرتك إلى هوة ساحقة ، وضلالة مُستدرجة ، يقول ابن القيم رحمه الله :
وصحة الفهم نور يقذفه الله في قلب العبد ، يميز به بين الصحيح والفاسد ، والحق والباطل والهدى والضلال ، والغي والرشاد ... ويقطع مادته اتباع الهوى وإيثار الدنيا ، وطلب محمدة الخلق ، وترك التقوى ) ( إعلام الموقعين )
إذا الإيمان ضاع فلا حيـــــاة * ولادنيا لمن لم يُحي ديناً

نعم أنت لم تذكري الحقيقة كاملة ، وليس كل ماقلتيه حقيقة .. أنت لم تصفي نفسك قبل أن تتهمي بنات الرياض ، أنت لم تذكري أنك ترين الحق باطلاُ ، والباطل حقاً ، لم تقولي أنك ترين المعروف منكراً ، والمنكر معروفاً من خلال ترحمك على شاعر المرأة الذي كان يشيع الفحشاء والمنكر ، فشعره مرتعاً للشهوة ، وطريقاً للغواية ، وإن كان هذا الهالك له شعر فيه ذرات من الاحترام ، إلا أنها نقلت في روايتها أكثر شعره هتكاً للحياء ، ولن أنقله لكم استحياءً من الله ورسوله 0 ومراعاة لمشاعر المؤمنين .
وصدق الله إذ يقول ( والشعراء يتبعهم الغاوون * ألم تر أنهم في كل واد يهيمون * ) يهيمون في أودية الشعر فتارة يتغزلون ، وتارة يسخرون ، وتارة يمرحون ، وتارة يحزنون ، فلا يقر لهم قرار 0 استحوذت عليهم الشياطين ، وقادتهم إلى الأماني والغرور.
أما من استثناهم الله فصار شعرهم من أعمالهم الصالحة ، بالذب عن دين الله ، ومدح أهل ولكنك تعذرين في ذلك ، فكم من الناس لم يرد خيراً ولا شراً ، حتى رأى غيره – ولاسيما إذا كان نظيره يفعله - ففعله – فإن الناس كأسراب القطا ، مجبولون على تشبه بعضهم ببعض .
أنت لم تذكري غفلتك عن ذكر الله ، فالذي يقع في الجرائم يعرض عن طاعة ربه ، ويكون عبداً لهواه 0 ومن اتبع هواه انفرطت عليه مصالح آخرته ، وحُرم سعادة الدنيا والآخرة .
قادته شهواته إلى العصيان والحرمان ، وتحولت أرباحه إلى خسائر ، وعطاياه إلى بلايا .
وصدق العزيز الحكيم بقوله : ( .. ولاتطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطاً ) الكهف 28

تأملوا في صفحة 131 تقول عن إحدى صديقاتها التي عزمت السفر ( تحزم أمتعتها وترحل عن هذا البلد الذي يسوس أفراده كما البهائم ) .
وتقول ( اتخذ الأبوين القرار بعد عجزهما عن الانسجام مع المجتمع السعودي المتزمت )
( وهذه البيئة المتناقضة ) لقد تجاوزت حدك !

وفي صفحة 188 تذكر تذمرها من هذه البلاد بقولها : تتحدث فيه عن إحدى صديقاتها التي تقيم علاقة مع صديقها الأمريكي : (( وهذه كذبة كبيرة تبلغ الآفاق ))

( كانت تلاحظ أن الرأي العام في بلادها لا يعبر بالضرورة عن الرأي العام الفعلي ، لأن الناس كانوا يترددون كثيراَ قبل أن يدلوا برأيهم في قضية ما بانتظار أن تتحدث إحدى الشخصيات القوية ، أو أحد أصحاب الكلمة المسموعة بين الناس ليقوم البقية بتأييده 0 كان الرأي العام هناك علاقة متعدية تترتب على رأي واحد ، رأي الأقوى ) انتهى
لنتأمل لم يسلم أحد من أذيتها ، ماذا تقصد ، لست أدري أين الرقابة ، وكيف فُسح لها هذا التعدي على ولاة الأمور .
والله إن لهم صبراً عليك وعلى أمثالك ممن يعبثون بأمن هذه البلاد ، نسأل الله أن يرفق بولاتنا ، وأن يعاملهم بلطفه ، ويمن عليهم بفضله ويجود لهم بتأييده .

ألا يا بلاداً بارك الله سيـــرها * لها من هدى الباري طريق ومذهب
ستبقى بناء شامخا عالي الذرا * وسورا على التوحيد يخشى ويرهب
ويبقى ولاة الأمر فيها ضياءها * من الفجر أزهى بل من النجم أثقب

إنا نعلم أن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز حفظه الله وأطال عمره على طاعته ، قد سمح بالحوار ، ولكنه سمح به لأولي الألباب والعقول لم يسمح به للصغار والأسافل الذين لايعون ما يقولون .
( إن شرالدوآب عند الله الصم البكم الذين لايعقلون ) 22 الأنفال

أما مسألة حرية الرأي ، لايظن أحدأ أن تعدي الحدود المقررة شرعاً يدخل في نطاق حرية الرأي وأن زجر المعتدين وتبيين خطأهم ، داخل في نطاق الحجر على الأفكار وإلا لجاز أن يقول كل واحد ، ماشاء فيما شاء ، ولاشك أن هذه الفوضى بعينها .

لكنها النعمة تطغي وتُبطر مالم يعلم المرء قدرها .. لم تشكري نعمة ربك ، كم من المسلمين في أنحاء العالم من يقعون تحت وطأة الجوع ، والتشريد والحروب ، حُرموا نعمة الأمن ، كم من المسلمين من يتمنى أن يحصل على إقامة ليعيش في هذه البلد الطاهرة . لقد كانت لي صديقة عندما كنت في ألمانيا تقيم هناك ، لم أنسى حرقتها تقول لي : كم أتمنى أن أعيش في جبل من جبال مكة .
إنا نعيش في بلد هي من خيرة بلاد الدنيا ، وولاة أمورنا من خيرة ولاة الأمور ، نعم .. أمن وأمان ، بركات وخيرات ، حضارة وتقدم ، مطاعم وملاهي ومنتزهات وأسواق.. ومع كل تلك النعم العظيمة نعمة الإسلام والإيمان :
المساجد في كل مكان ، الدعوة ،المحاضرات ، الندوات ، والله لقد وهبنا الله سعادة الدنيا والآخرة ، ولا يرى هذه النعم إلا أولو الألباب .

وصدق القائل : هنا مشرق الإيمان والحق والنهى * هنا لرجال العلم صوت ومنبر
هنا الفقه والتوحيد والطهر والنقـــا * هنا قادة الأمجاد صلوا وكبروا
ومن لايعجبه ذلك يشرب من ماء البحر ( اقتباساً من روايتها )

يقول ابن القيم رحمه الله :
(من الآفات الخفية أن يكون العبد في نعمة ، أنعم الله بها عليه فيملها ويطلب الانتقال إلى مايزعم لجهله أنها خير له ..0 فإذا انتقل إلى ماطلبه ورأى التفاوت ندم وطلب العودة إلى ماكان فيه .

ماذا تريد هذه الكاتبة ، وأمثالها ، واضح كل الوضوح يريدون الحرية المزعومة ، يريدون المرأة في هذا البلد الطاهر ، مهبط الوحي ، أن تسير على خطا هدى شعراوي ، وقاسم أمين حيث المجون والخلاعة ، والفتن الجارفة التي جرت الويلات على شعوبهم 0 0إنه عُري الروح والجسد معاً ، حيث نشأت أهواء جامحة ، تتسم بالصفاقة ، وفقدان الرصيد الخلقي .
قال نعالى ( يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غروراً ) النساء 120

تثور على كل شيء قديم ... تعالت شعارات ... أهل الفســـــاد ...
لكي يخدعـــــوها ..0 فبــــاسم التقدم ... واســـــم التحرر ...
قالـــــوا دعوهــــا ..0 دعــــوها تمارس ما تشتهي ....
دعوهــــــا تعاشر من تشتهي ... فهيـــــا اخرسوا أيهـــــا الأدعياء ...
فأنتم دعاة الهوى والرذيلة .... لقد جرب الغرب ما تدعون ...
فهاهم لما زرعوا يحصدون .... حصاد الهشيم ...

ماذا يحدث في الغرب ؟
و في تقرير نشرته مجلة الطب النفسي الأمريكية عن الاعتداء الجنسي الذي تتعرض له المرأة خلال العمل ذكرت أن 42% من النساء العاملات يتعرضن له ، وأن 90% من المعتدي عليهن يتأثرن نفسياً .. وأن اللائي لا يرضخن في مجال العمل لهذه الرغبات يلاقين عقوبة ، بينما أولئك اللائي يستجبن ويرضخن يعاملن معاملة طيبة وتخفف عنهن الواجبات الثقيلة .
هل تتمني أنت ، ونظيرك الذي بارك كتابك أن نصل إلى هذا الحد .

فإذا كانت لاتعجبك الحياة هنا لماذا لاتحزمي أمتعتك و تعيشين في إحدى الدول الغربية ، بعيداً عن هذا المجتمع المتزمت الذي لايلائم أفكارك ، وتدعينا نعيش بسلام .
تعقيباً على قولك ( قيود الدين ) . ولكنك لن تجدي النعمة والرخاء والاستقرار الذي لايعكره قلق إلا في هذه البلاد ، وإلا لكنت غادرتها منذ زمن بعيد !

تناقض عجيب في روايتها تقول :
(عسى الله أن يجعل كتاباتي في ميزاني ) لاأدري أي ميزان تقصد ميزان الحسنات أم ميزان السيئات ؟
وفي صفحة 69 :( يُمنع الاحتفال بعيد الحب في بلادنا ، ولايُمنع الاحتفال بعيد الأم أو الأب مع أن الحكم الشرعي واحد ، مضطهد أنت أيها الحب في هذا البلد ) أترك الحكم لكم .

ومما ذكرت أن نيتها الإصلاح ، نعم لقد كانت هذه نية الإرهابيين ( الإصلاح ) ولكن للأسف كلاكما أخطأتما الطريق ..والذين يتبعون الشهوات فإنهم لاتتم لهم أغراضهم إلا بمخالفة الحق ودفعه كثيراً .
وكتاب ربنا يشهد عليكم ، يقول عز من قائل :
( قل هل ننبئكم بالأخسرين أعمالاً * الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً ) الكهف 103- 104
لو كان هذا مرادك فلم التشهير ؟ فمن صفات المسلم إذا أراد النصيحة ، أن يوعظ سراً ، سئل ابن عباس رضي الله عنهما : عن أمر السلطان بالمعروف ونهيه عن المنكر ؟ فقال : إن كنت فاعلاً ولابد .. ففيما بينك وبينه .

ذكرت في الفصل 26
( تملأني النشوة وأنا أستمع للحديث الدائر عني في كل مجلس أكون فيه ..أحب دائماً أن أشارك الحضور في حديثهم وأعطي توقعاتي مثلهم .. وفي منزلي أطبع الإيميل الذي أرسله كل جمعة أشعر بلذة كلذة التمدد تحت غطاء سرير ناعم ).. انتهى
لذة سيعقبها ألم إن لم تتوبي إلى الله ، قبل أن يزورك مفرق الجماعات ، وهادم لذتك ،
نعم فأنت لم تتوقعي ملك الموت يكون واقفاً عند رأسك ، ولم تزعجك خطورة المصير، فإذا مات القلب ، أسره الشيطان في سجن الشهوات ، فالقلب كلما بعد عن الله ، كانت الآفات إليه أسرع 0 وإذا صادفت الخواطر الشريرة قلباً فارغاً نقشت فيه الغرور ، والأماني الباطلة .
وصدق الله إذ يقول ( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال رب أرجعون * لعلي أعمل صالحاً فيما تركت ... ) 89 / 1.. المؤمنون

وتقول أيضاً : من يدري قد أواجه المصاعب الآن كما واجهها ( لوثر كنغ ) الذي اُعتقل منذ نصف قرن وهو في بداية نضاله ضد المعتقدات الخاطئة في مجتمعه (* إياك أعني واسمعي ياجاره *) تقول : ضحى هذا الرجل بنفسه لخدمة القضية ، ولم يقل إنه ليس بالإمكان إصلاح العالم وهاهو يُذكر الآن كبطل من أبطال هذا القرن ، بعد أن عُومل كمجرم في حياته .
قد أجد قليلاً من المؤمنين بقضيتي الآن وقد لا أجد ، لكنني أشك في أن أجد كثيراً من المعارضين بعد نصف قرن من الآن 0انتهى

أولاً أنظروا من هم قدواتها من نزار قباني إلى ( لوثر كنغ ) إلى اليزابيث ، إلى .. مجموعة من النصارى .. ألا تخشين أن تُحشري في زمرتهم ؟
عالم الغرب الذي يُطلق فينا * * كل يوم صرخة من فم صائل
لم يزل يسبح في بحر المعاصي * * وعلى شطآنه تجري المهازل
لم يزل ينهشنا لحماً وعظماً * * ويرينا كيف يجتز المفاصل
أيتها البطلة ، إن نظرتك فوق هام السحاب وسننتظرك بعد نصف قرن لتحرري هذه البلا د من ( قيود الدين، والتزمت)
إنه الختم على القلب ، والأسماع ، والغشاوة على الأبصار ، والحيلولة بين المرء وقلبه ، وإركاسها وانتكاستها ، حتى تصبح منكوسة .
فهل نهجر الأعلام في العلم والتقى * ويقتادنا الفكر الجهول المزور

وقد ضمنت أنها ستعيش نصف قرن ، والله كثير ستعيثين في الأرض فساداً لمدة نصف قرن أجارنا الله ! إن في كتاب الله جواباً ، ( ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك على ظهرها من دآبة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ) النحل 61

لقد وقعتِ في فتنة عظمى فُتنتي ، وفتنت غيرك :
تذكر أن واحداً من القراء لرسائلها اقترح عليها أن تجمع رسائلها وتطبع منها رواية :
تقول ( ياسلام ! أتصبح لي رواية من تأليفي ، تعرض في المكتبات ، وتدفن في غرف النوم
يوصي بعضكم بعضاً بجلب نسخ منها من لبنان ؟ على افتراض مسبق بأنها ستكون رواية ممنوعة ... أعجبني الاقتراح ... لكنه ادهشني واخافني فأما الدهشة :
فلأنني كنت اعتقد انه لم يبق احد – في السعودية على الأقل لم تصله إيملاتي ) انتهى
أولاً فاعلمي أن الله إذا أراد بعبده شراً استدرجه ( وأُملي لهم إن كيدي متين )
وثانياً : لقد تماديت في الكذب .. الذي لازمام له ولا خطام ‘ لم تصل إيملاتك إلا لحثالة من أشباهك ، فالطيور على أشباهها تقع .

روى ابن مسعود في الحديث المتفق عليه :أنه صلى الله عليه وسلم قال : ... وإياكم والكذب فإن الكذب يهدي إلى الفجور ، وإن الفجور يهدي إلى النار ، ومايزال الرجل يكذب ، ويتحرى الكذب ، حتى يكتب عند الله كذاباَ .

إني لاأريد أن أنقل لكم أكثر مما نقلت ، لأن ماسواه أقبح منه ، وماخفي كان أعظم ، فكم من الروائيين قُدموا وحقهم التأخير ، وسبحان الله لقد كنت في سعادة ، ومنذ أن وقعت في يدي أشغلتني ولو كنت قرأت قولها (( أنا مرجوجة بعض الشئ )) لهان عليّ أمرها ، ولكنها صدقت ، فكلما نقص العقل ، انخفض مستوى التفكير ، والتدبر ، والتعقل وهذه الكلمة الحق الوحيدة التي نوافقها جميعاً عليها .
سبحان من ضلل الأشقى بمعصيته * فظل عن طرق التوفيق وهو عَـــمِ

لكنها وصية الله لنا ووصية رسوله المصطفى ، ووظيفة الأنبياء والرسل ، الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، ولكي لاتنبت بلادنا نبتات عطبة كأمثال المخرجة المصرية ( إيناس الدغيدي ) التي عاثت في مصر فساداً بأفلامها القذرة ، استحلت فيها كل محارم الله 0 ولم يستطع أحد أن يواجه سيلها العرم ، لكن القوي العزيز ، الذي يأخذ الظالم فأخذه أليم شديد .

وأرجو ألا يقول قائل أني قسوت عليها ، فالله تعالى يقول :
( ..0 فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل مااعتدى عليكم ) البقرة 194
ويقول جل وعلا : ( وجزاءُ سيئة سيئة مثلها ..... ) الشورى40

ورسول الهدى عليه أفضل الصلاة وأجل التسليم ، كان رفيقاً رحيماً .. ولكنه كان يغضب للحق ، ويعلم الله أن غضبنا له سبحانه ، حتى إذا جاء الوعد الحق ، ووقفنا أمام عظمته في يوم تشخص فيه الأبصار ، قلنا : من أجلك يارب ودفاعاً عن دينك ، وطاعة لرسولك .

وفي نهاية المطاف :
إنه لايرضينا في كاتبة ( بنات الرياض ) إلا:
أن تقدم الاعتذار لبنات الرياض وللشعب السعودي ، وأن تسحب هذه الرواية من الأسواق
لكي لاتلوث بلادنا ، ويصيبنا البلاء منها ، وتجلب لنا الهلاك ، وتمنع عنا القطر من السماء فما أصاب البلاد الإسلامية من مصائب وفتن إلا من جراء هؤلاء .

أومحاكمتها وإقامة الحد عليها امتثالاً لقول الله تعالى :
( إنما جزاءُ الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو يُنفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم * إلا الذين تابوا من قبل أن تقدروا عليهم فاعلموا أن الله غفور رحيم ) المائدة 33 و34
فإن لم يتحقق لنا ذلك فحسبنا الله ونعم الوكيل ، وحينها ليس لنا إلا الدعاء إما أن يهديها الله ويردها إلى صوابها ، وندعوها بآية من كتاب الله :
( يعظكم الله أن تعودوا لمثله أبداً إن كنتم مؤمنين ) النور 17
وإن أبت فنسأل الله أن يكف عنا شرها ،
وأن يجعل تدبيرها تدميرها .. وألا يسلطها علينا برواية تليها ، تكون أشد خلاعة ومسخاً .
فعندما ا أراد الحجاج بن يوسف أن يقتل الشيخ االتابعي الجليل ( سعيد بن جبير ) قال رحمه الله اللهم لاتسلطه على أحداً بعدي ، وبعدها مرض الحجاج ولم يُسلط على أحد بعده .
 
وهذا دعاء الصالحين
اللهم ثبت قلوبنا بحبك ، وطهر ضمائرنا من أوضار الانحراف ، وأحفظ بناتنا ، وأرزقهن العفاف .. وسّكن قلوبنا عند مواقع القضاء .
فأنت ملاذنا إن ضاقت الحيل ، وملجؤنا إذا انقطع الأمل .. ياأهل المغفرة ، وياأرحم الراحمين وياخير الناصرين ، وياخير الغافرين ، حسبي الله وحده .
( ربنا وآتنا ماوعدتنا على رسلك ولاتخزنا يوم القيامة إنك لاتخلف الميعاد ) آل عمران 194
وصلى الله وسلم وبارك على حبيبنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم صلاة وتسليماً دائمين إلى أن يقوم الناس لرب العالمين .

لك الحمد عاملنا بما أنت أهله
وسامح وسلمنا فأنت المُسلم
 



عقوق الوطن في ( بنات الرّياض )
عبد الرّحمن العيدي
 

لم أسمح للّغط الصّاخب ، والكتابات الكثيرة الّتي ثارت حول رواية ( بنات الرّياض ) أن تشكّل في ذهني حكماً مسبقاً عليها قبل قراءتها كاملة .
وأخيراً تمكّنت من الحصول على الرّواية !
وقد استطاعت الكاتبة بأسلوبها ( المجنون ) أن تستفزّني وتشدّني لروايتها ـ على ضعف انجليزيتيّ !! ـ فقرأتها في ليلتين أو ثلاث .
لم تكن الرّواية بالانحلال ؛ الّذي وصفت به !
ولم تكن بالزّندقة ؛ الّتي وصمت بها !
رواية فحسب .. أو روايةٌ مراهقة .. أو مجنونة ليس إلاّ !

•••

منذ السّطور الأولى يستطيع القارئ ( العادي ) أن يضع إصبعه على هدف الرّواية وقضيّتها الكبرى :
[ هذا البلد فاسد ؛ لا يملك الإنسان فيه من أمره شيئاً ؛ لا حريّة له ، لا اعتبار لرغبته ولا إنسانيّته ولاكرامته .. بلد لا يؤمن بالحبّ ، ولا يوفّر لأفراده حريّة الاختيار ، ولا سيّما المرأة ؛ فهي فيه مهانة إلى أبعد حدّ .. مجتمع تتحكّم فيه العادات والتّقاليد البالية .. والدّين أيضاً ! ] .
والحلّ ؟!
الحلّ في نظر الكاتبة هو : التّغيير .. ضرورة التّغيير إلى ( .... ) .
على المرأة المقهورة في هذا المجتمع المريض ألاّ تسكت ، عليها أن تطالب بعتقها وتحريرها من ذلّ هذه العبوديّة المقيتة !
[ ينبغي أن تفعل المرأة ما تشاء بلا أدنى  قيد أو شرط : تكلّم من تشاء ، وتحبّ ، وتختار من تشاء ، وتسافر كما تشاء ، وتجرّب ما تشاء ، وترتبط بمن تشاء !.... ]
ونحن إذ لا ندّعي لمجتمعنا العصمة ، ولا النّقاء الخالص ، ولا المثاليّة .. فإنّنا لا نرتضي ظلمه وعقوقه ؛ بهذه الصّورة الّتي رسمتها الكاتبة : التّعميم الخاطئ ، وتجاهل الجوانب المضيئة ، والتّضخيم ( المجنون ) للعيوب والنّقائص ؛ الّتي لا يكاد يسلم منها مجتمع ( حتّى أميركا أو لندن أو دُبَي ! ) .

ومن حقّ القارئ أن يحاور الكاتبة الفاضلة ؛ إزاء هذه التّساؤلات الّتي تشتجر في رأسه وهو يقطع فصول ـ أو إيميلات ـ هذه الرّواية :
ـ لماذا تضع الرّوايةُ التّقاليدَ القبليّة والتّعاليم الدّينيّة في سلّة واحدة ؟!
ـ المَحْرَم للمرأة .. الوليّ في الزّواج .. الحشمة .. تقييد كلام المرأة مع الرّجل الأجنبيّ وعدم الخلوة به .. تحريم ارتباط المسلمة بالكافر .. هل هذه سلوكيّات كرّستها التّقاليد القبليّة في مجتمعنا ، أو أنّها تشريع ـ بالنّصّ ـ من العليم الخبير ؟!
ـ كيف نتصوّر مجتمعاً بلا تقاليد .. أي تقاليد ؟!!
ـ هل كلّ الزّيجات ( التّقليديّة ) في مجتمعنا المحافظ باءت بالفشل ؟!
ـ وهل كلّ الزّيجات الّتي تتمّ بالطّريقة الجديدة ( المتحرّرة ) هي ناجحة بالضّرورة ؟!!
ـ هل اختفى الطّلاق و المشكلات الأسريّة في المجتمعات ـ مصر ولبنان مثلاً ـ الّتي تطبّق هذا الأسلوب ، وتحرّرت فيها المرأة من العادات ، والثّياب ، والحياء ؟!
ـ هل يحقّ لي بعد ذلك أن أزعم بأنّ هذه الرّواية لم تكن إلاّ نتاج مراهَقة فكريّة ، أو تجريب ، أو أنّها ـ على الأرجح ـ نتيجة انبهار وإعجاب بالنّموذج الغربيّ ؛ الّذي انغمست فيه الكاتبة ( ولا أظنّ بها إلاّ خيراً ) .

•••

بقي أن أقول إنّ هذه الشّهرة ( المجنونة ) الّتي نالتها الرّواية ـ اللّهمّ لا حسد! ـ تعود في جانبٍ كبير منها إلى ( التّسلّط الفكريّ ) الّذي مارسته ضدّنا ـ لا يقلّ عن تسلّط القبيلة ، والعادات الميّتة ، والرّجل الجلف ـ حيث إنّ هذه الرّواية قد اعتادت ـ بادئ الأمر ـ أن تقتحم علينا بيوتنا شهوراً ؛ بلا استئذان ، ولا حريّة في الاختيار !! وفي يوم الجمعة أيضاً !! ( ما رأيك يا روجيه أن نجعل الويكند في بلدنا الفاسد يوم الأحد بدلاً من يوم الجمعة .. وبينصلح الحال كتير ؟! ) .
 



هذه حقيقة (بنات الرياض) رؤية ونقد لرواية (بنات الرياض)
خالد بن عبدالعزيز الباتلي

http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=2519

 

منوعات الفوائد