اطبع هذه الصفحة


كيف السبيل يا مسلمين ؟؟ ..

لبنى شرف / الأردن


مالي وللنجم يرعاني وأرعاهُ *** أمسى كلانا يعاف الغمض جفناهُ
لي فيك يا ليلُ آهاتٌ أردِّدُها *** أواهُ لو أجْدت المحزونَ أواهُ
إني تذكرتُ والذكرى مؤرقـةٌ *** مجداً تليداً بأيدينا أضعناهُ
أنّى اتجهتَ إلى الإسلام في بلـدٍ *** تجده كالطير مقصوصاً جناحاهُ
ويح العروبة كان الكون مسرحها *** فأصبحت تتوارى في زوايـاهُ
كم صرَّفتنا يدٌ كنا نصرفها *** وبات يملكنا شعبٌ ملكناهُ
استرشد الغربُ بالماضي فأرشدهُ *** ونحن كان انا ماضٍ نسيناهُ


أيها المسلمون، هل يُرضي الله ما نحن فيه؟ وهل يسر حالنا هذا نبينا؟ هذا الذل، وهذا الهوان، أصبحنا في مؤخرة الأمم بعد أن كنا في المقدمة!! مجداً أضعناه بأيدينا، فهل العيب في زماننا أم فينا؟


نعيب زماننا والعيب فينا *** وما لزماننا عيب سوانا
ونشكو إلى الزمان بغير حق *** ولو نطق الزمان بنا هجانا
وماذا تُراه يقول الفاروق ـ رضي الله عنه ـ لو رأى أمة الإسلام اليوم، وما حل بها؟!
لو أسمعوا عمر الفاروق نسبتهم *** وأخبروه الرزايا أنكر النسبا
أبواب أجدادنا منحوتة ذهباً *** فها هياكلنا قد أصبحت خشبا
من زمزم قد سقينا الناس قاطبة *** وجيلنا اليوم من أعدائنا شربا


أيها المسلمون، إن الله تعالى يقول: ﴿ذٰلك بأنَّ الله لمـ يَكُ مُغيراً نعمةً أنعمها على قومـٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهمـ﴾ {الأنفال:53}، فما نحن فيه هو من عند أنفسنا، وسنة الله تقول: ﴿إن تنصروا الله ينصركم﴾ {محمد:7}، فهل نصرنا الله؟ قد نصره المسلمون الأوائل، فسطروا المجد والرفعة في صحائف بيضاء قرأتها الدنيا قاطبة.


ملكنا هذه الدنيا قرونا *** وأخضعها جدودٌ خالدونا
وسطرنا صحائف من ضياء *** فما نسي الزمانُ ولا نسينا
نصروه بالتزامهم بأحكام القرآن، واتباع هدي نبيه الكريم عليه الصلاة والسلام..
بسنا القرآن خير الكتـبِ *** بحديث صاغه خير نبي
وتراث خالد في الحقـب *** ولواء صانه كل أبــي
شامخاً يختال بين القُُضُب *** قد مشينا فوق هام الشهب
فما بالنا نحن؟ وما هذا الذي صنعناه بأنفسنا؟ وما هذا الهوان الذي نحن فيه؟!
أمسلمون وأمة شلاء *** لا ميتون ولا هم أحياء!!
يهنون والإسلام أشرف منزل *** ومحمد مما أَتَوْهُ بَراء!!


فكيف السبيل للنهوض والعزة من جديد، وقد رقَّعنا دنيانا بتمزيق ديننا، فلا بقي علينا ديننا، ولا ما نُرقع؟! هل نظل هكذا، نندب حظنا، ونتغنى بأمجادنا، وندعو: اللهم انصرنا؟!


نحن ندعو الإله في كل كربٍ *** ثم ننساه عند كشف الكروبِ
كيف نرجو إجابة لدعاءٍ *** قد سددنا طريقها بالذنوبِ


لا بد أن نعرف ابتداء أن ﴿من كان يريد العزة فلله العزة جميعاً﴾ {فاطر:10}، وأن: ﴿لله العزة ولرسوله وللمؤمنين﴾ {المنافقون:8}، فلا سبيل للعزة إلا بالتزام شرع الله، ولا سبيل إلا عندما يكون القرآن منهاج حياتنا. يقول الأستاذ مصطفى السباعي ـ يرحمه الله ـ: (لقد زلزل المؤمنون بالقرآن الأرض يوم زلزلت معانيه نفوسهم، وفتحوا به الدنيا يوم فتحت حقائقه عقولهم، وسيطروا به على العالم يوم سيطرت مبادئه على أخلاقهم ورغباتهم).
ثم نسير على هدي نبينا ـ عليه الصلاة والسلام ـ، ونربي أولادنا على حبه واتباع سنته، وتعلم سيرته.
ولا سبيل إلا إذا كان انتماؤنا للأسلام، وولاؤنا لله ولرسوله وللمسلين، فلا عصبية، ولا قبلية ولا عنصرية، وإذا اهتم المسلم بأخيه المسلم في كل مكان. يقول سيد قطب: (الأمة التي يكون من الرعيل الأول فيها أبو بكر العربي، وبلال الحبشي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وإخوانهم الكرام، والتي تتوالى أجيالها على هذا النسق الرائع.. الجنسية فيها هي العقيدة، والوطن فيها هو دار الإسلام، والحكم فيها هو الله، والدستور فيها هو القرآن).


إن يختلف ماء الغمام فماؤنا *** عذب تحدر من غمام واحد
أو يفترق نسبٌ يؤلف بيننا *** دينٌ أقمناه مقام الوالد

ولا سبيل إلا عندما نقرأ ونعي تاريخنا، ونعلمه لأولادنا، كما يتعلمون تاريخ الأمم الأخرى، فالأولى أن يعرفوا تاريخهم.

مثل القوم نسوا تاريخهم *** كلقيط عي في الحيِّ انتساباً
أو كمغلوب على ذاكرة *** يشتكي من صلة الماضي اقتضاباً

وعندما تعود تمتلئ مساجدنا بالمصلين، وبحِلَق العلم التي تخرج العمالقة، فالمساجد سابقاً كانت بسيطة ولكنها خَرَّجت عمالقة، أما عندما تعملقت مساجدنا وتزخرفت، خرّجت أقزاماً!

مآذنكم علت في كل حيٍّ *** ومسجدكم من العباد خالي
وجلجلت الأذان بكل أرض *** ولكن أين صوت من بلالِ

وعندما لا يغتاب بعضنا بعضاً، ولا يحسد بعضنا بعضاً، ولا يغش بعضنا البعض: "من غشنا فليس منا" [غاية المرام:101]، ولا يظلم بعضنا البعض: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يسلمه" [صحيح، الألباني- مشكلة الفقر:106]، وعندما لا يحقد بعضنا على بعض، ونسعى لأصلاح ذات البين لنبذ الفرقة والشقاق.

انفوا الضغائن بينكم وتواصلوا *** عند الأباعد والحضور الشهد
فصلاح ذات البين طول بقائكم *** ودماركم بتقاطع وتفرد

عندما نأمر بالمعروف، وننهى عن المنكر، لا أن نألف المنكر ونسكت عليه، يقول عليه الصلاة والسلام: "إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب منه" [شرح الطحاوية:504]، وقال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجيب لكم" [صحيح الترمذي:2169].
عندما تكون لنا هويتنا الإسلامية المتميزة، فنعتز بها، وبلغتنا العربية، لغة القرآن الكريم، فلا ننساق وراء الغرب وأفكاره، ولا نحشو كلامنا بألفاظ غربية لنتباها بها، ولا نقلدهم أو نقبس من أخلاقهم السيئة، وعاداتهم القبيحة.
وعندما لا تُستغل المرأة في الدعاية والإعلان، وبكل ما يخل بالآداب أو يخدش الحياء، وعندما تنبذ المرأة المسلمة التبرج، ولا تصغي للأفكار الغربية المسمومة.

قالوا لها في خسة وحقارة *** حتى متى تبلى بلبس خيام
قالوا نريد لأختنا حرية *** وإلى متى ستعيش عصر ظلام
خدعت بنات المسلمين بدعوة *** من ثلة مأجورة الأقلام
وبدت فتاة الحق سلعة فكرة *** لمجلة في فكرها الهدام
أختاه كيف ظننت أن معربداً *** يسعى بمؤمنة لأمر سام
أختاه كم يرجو اللئيم خروجها *** لتكون نهباً للفؤاد الظامي
فانهض أخي المسلم لنُعلي راية الإسلام، و..
قم نعِد عدل الهداة الراشدين *** قم نصل مجد الأباة الفاتحين
قم نفك القيد قد آن الأوان *** شقي الناس بدنيا دون دين
فلنعدها رحمة للعالمين *** لا تقل: كيف؟ فإنا مسلمون
يا أخا الإسلام في كل مكان *** واصعد الربوة واهتف بالأذان
وارفع المصحف دستور الزمان *** واملأ الآفاق: إنا مسلمون
 

منوعات الفوائد