اطبع هذه الصفحة


..: دفاعاً عن الشيخ الشثري :..

 

أوردها سعد .. وسعد مكتمل .. العمر على رسلكم أيها الصحفيون ... الفوزان
جمال وزفة الشلة .. ماجد الجهني تنقص العلماء: مظاهره ،وخطورته
بيان خلل مقال تركي السديري عن الشيخ الشثري .. السديس وليمة الليبراليين في معركة الشثري وخاشقجي .. عبدالعزيز قاسم
حول الشيخ سعد الشثري وفتواه .. البصيري دفاعاً عن الشيخ الشثري : تحريض الوطن تمسحاً بالقطيع بخشقجة ليبرالية .. أبولـُجين إبراهيم
قراءة في المنازلة بين ميليشا الصحافة وكاتبي الساحات .. د.خالدالغيث مناقشة للتطاول على الشيخ الشثري .. الشريف

إلى زوّار السّفارات .. قولوا بقولكم أو بعض قولكم .. البقمي

جامعة الملك عبدالله..شمعة تضيء.. وأخرى تحرق الورق!!  ... د. رقية

حطب الفتنة ... أ.د. محمد بن يحيى النجيمي

خطوات عملية لنصرة الحق..والشيخ سعد .. عادل المحلاوي
السحر انقلب على الساحر في قضية الشثري ... فهد العجلان خطبة (الصحافة وكبار العلماء) ..سامي الحمود

امض سعد ... فهد بن سعد أبا حسين

قال رؤساء تحرير الصحف : بسم الله رب سعد !!! .. زقيل
الحملة على الشثري: الوطن ينزف.. والديماغوجيون يرقصون!
د. أحمد بن راشد بن سعيّد

متى ينطق عضو هيئة كبار العلماء إذن..؟ .. د. يوسف القاسم

لا تلوموا صحافتَنا الأتاتوركية ... أحمد العسّاف الـ ( كاوست ) و(هولوكوست) الصحافة السعودية ..  د.عادل باناعمة
الإنصاف وقضية الاختلاط .. عبدالرحمن بن ناصر البراك الشيخ سعد الشثري ستظل من كبار العلماء ... أحمد الكوس

عندما تتكشَّف الأقنعة (الشثري ومخالفوه) .. د. عويض العطوي

هل هي حرب على الفضلية وليغلبن مغالب الغلاّب .. د طارق الطواري

حكم الاختلاط  

 



بسم الله الرحمن الرحيم
أوردها سعد .. وسعد مكتمل
أ.د. ناصر العمر | 12/10/1430
 

تذكرت قوله سبحانه ( ويريد الذين يتبعون الشهوات أن تميلوا ميلا عظيما) وأنا أرى تلك الحملة الإعلامية الظالمة على معالي الشيخ سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة ، عندما صدع بالحق في إنكار الاختلاط المقر بجامعة العلوم والتقنية ، ولي في أصل الموضوع وفرعه مايلي :

* أما تلك الهجمة على الشيخ فلا تستغربها من هؤلاء ، فهم تبع لأسلافهم المنافقين ، ولأسيادهم الغربيين (أتواصوا به بل هم قوم طاغون ) وما هجومهم على معالي الشيخ صالح اللحيدان عنا ببعيد ، فليست الأولى ولن تكون الأخيرة ، والله أعلم ، ما داموا لا يجدون من يردعهم ويأخذ على أيديهم ( لتأخذن على يد السفيه و لتأطرنه على الحق أطرا أو ليخالفن الله بين قلوبكم٠٠٠)٠

* ومع مرارة هذا الهجوم والفجور في الخصومة ، والكذب والإفك ، فكم فيه من منح يصعب حصرها ، كما قال الله سبحانه في حادثة الإفك (لا تحسبوه شرا لكم بل هو خير لكم ) ومنها:

* رفع منزلة الشيخ سعد، وبيان حكمته وسداد رأيه ، حيث صدع بالحق في وقته المناسب لا تأخذه في الله لومة لائم ، فقد:( أوردها سعد وسعد مكتمل، إي هكذا يا سعد تورد الإبل) وهو مؤمن بأنه لن يضره إلا ما كتب الله عليه ولو اجتمع الخلق كلهم ضده ، ثبته الله وسدده٠

* إظهار موقف العلماء ، وأنهم لم يسكتوا عن هذا الباطل الصريح ، وليس كما يتهمهم بعض المتعجلين ، فلو طلب الشيخ من هذه الوسائل نشر موقفه لما استجابوا ، ولكن تشنيعهم عليه أظهر الحق (وإذا أراد الله نشر فضيلة / طويت أتاح لها لسان حسود )

* إن هذه الحملة الإعلامية على الشيخ ومن هو في منزلته أوصل الحق لمن بيدهم القرار ، حيث أن كثيرا من مواقف الإنكار قد تحجب فلا تصل إليهم٠

* إن هذا الهجوم دفع بعض كبار العلماء للدفاع عنه ، وبيان صواب موقفه ، بل تأييدهم له ، وإنكارهم لهذا المنكر العظيم، كما فعل معالي الشيخ صالح الفوزان وغيره ، علما أن الشيخ صالح مشهود له بمواقف الإنكار علانية قبل هذه القضية ، وقد ناله من هؤلاء المنافقين الأذى والظلم والبهتان٠

* إن صدع الشيخ بالحق وتأييد الشيخ الفوزان وغيره له ، وإنكارهم لهذا المنكر علانية ، كما فعل سماحة المفتي في إنكاره للاختلاط ، يبطل دعوى أن الإنكار في هذه الحالات لا يكون إلا سرا، حيث لبس على الناس كثيرا في ذلك ٠ بينما الحق أن لكل حالة ما يناسبها سرا أو علانية ، حسب المصلحة والمفسدة ، كما يراها العلماء المعتبرون ،وبهذا تنزل النصوص الواردة في ذلك كل في موضعه ، ويجمع بينها ، ولا يضرب بعضها ببعض، كما يفعل أهل الاهواء٠

* إن هذا الهجوم أظهر المنافقين على حقيقتهم وكشف عوارهم بادعاء حرية الرأي ، فماذا فعل الشيخ سوى أن قال رأيه ؟
وماذا فعلت قناة المجد سوى أن أتاحت لعالم معتبر أن يقول رأيه ؟

(وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وان يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون) ،، قاتلهم الله أنى يؤفكون٠

وأخيرا:

فأن أهل الباطل مصرون وماضون في طريق الإفساد كل في موقعه ، وشعارهم (أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد) ، ولكن المحزن أن انهزم بعض الأخيار واستسلموا لهذا الضغط الإعلامي الرهيب (رهبة أو رغبة) ، فحدث تلبيس على الناس وتهوين للمنكر ، ولكن مع مرارة هذا الأمر فسنة الله جارية ( ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب) فكم في كشف حقيقة هؤلاء من منح عظيمة تفوق تلك المحن .


 


على رسلكم أيها الصحفيون
الشيخ د صالح بن فوزان الفوزان


طالعتنا الصحف المحلية في آخر الأسبوع الماضي بضجة عارمة استهدفت معالي الشيخ/سعد بن ناصر الشثري, عضو هيئة كبار العلماء, بسبب إجابته في قناة المجد لمّا سئل عما يشاع من أن جامعة الملك عبدالله التقنية سيكون فيها اختلاط بين الرجال والنساء, كما صرّح به بعض منسوبيها ، فكانت إجابته - وفقه الله- بأن هذا عمل لا يجوز ولا يقره ولاة أمور هذه البلاد وعلماؤها وفي مقدمتهم خادم الحرمين – حفظه الله -لأن الاختلاط بين الرجال والنساء على وجه يثير الفتنة أمر محرم بالكتاب والسنة والإجماع فماذا على الشيخ سعد –حفظه الله- إذا أجاب بتحريم ذلك ووجوب منعه ونصح لولي الأمر –حفظه الله- بمنعه.

وهؤلاء الصحفيون المشنعون على الشيخ سعد, لم ينفوا أنه قد يحصل اختلاط في الجامعة وإنما شنعوا على من أنكره وطالب بمنعه وهم العلماء المعتبرين وأهل الخير الغيورين وليس الشيخ سعد بن ناصر الشثري فقط , فلا يرضون باختلاط النساء بالرجال في مقاعد الدراسة وصالات الامتحان واللقاءات والاحتفالات وجالس الجامعات؛ لما يجره ذلك من الفتة ويسببه من الشر.

وما امتازت هذه البلاد –حماها الله-إلا بتمسكها بالمنهج السليم وإبعاد رجالها ونسائها عن مواطن الفتنة وهو منهج ستبقى عليه –بإذن الله-لا تأخذها فيه لومة لائم,

وإليكم بعض الأدلة من الكتاب والسنة على تحريم الاختلاط:


1. قال الله تعالى في قصة موسى عليه الصلاة والسلام ( وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ .فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ .فَجَاءَتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء قَالَتْ إِنَّ أَبِي يَدْعُوكَ لِيَجْزِيَكَ أَجْرَ مَا سَقَيْتَ لَنَا فَلَمَّا جَاءَهُ وَقَصَّ عَلَيْهِ الْقَصَصَ قَالَ لا تَخَفْ نَجَوْتَ مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ ) القصص: ٢٥.

فهاتان المرأتان أبت عليهما حشمتهما أن تزاحما الرجال على الماء وانتظرتا حتى يصدر الرعاء حتى يستطيعا سقي أغنامهما من غير مزاحمه, وحينما أرسل أبوهما إحداهما إلى موسى لتبلغه طلب حضوره إليه جاءت تمشي على استحياء من موسى عليه السلام, وانتهى الأمر بأن اختارها الله سبحانه زوجة لرسوله وكليمه موسى؛ نتيجة لتمسكها بالحياء والحشمة والبعد عن مخالطة الرجال كما قال تعالى: ( الْخَبِيثَاتُ لِلْخَبِيثِينَ وَالْخَبِيثُونَ لِلْخَبِيثَاتِ وَالطَّيِّبَاتُ لِلطَّيِّبِينَ وَالطَّيِّبُونَ لِلطَّيِّبَاتِ أُوْلَئِكَ مُبَرَّؤُونَ مِمَّا يَقُولُونَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ) النور: ٢٦ جاءت هذه القصة في القرآن الكريم لتتخذ منها المؤمنات قدوة صالحة إلى يوم القيامة.

2. قال النبي صلى الله عليه وسلم في صفوف الصلاة: (خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها, وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها) فدل هذا الحديث الشريف على ما يلي :

أولاً: على انعزال النساء عن الرجال في صفوف خاصة بهن منعاً لاختلاطهن مع الرجال في أثناء العبادة وفي المساجد فكيف يجوز لهن الاختلاط في الجامعات.

ثانياً: دل الحديث على أن خير صفوفهن آخرها لأنه أبعد عن الرجال مع ما يلزم من ذلك من بعدهن عن الإمام وتمكنهن من سماع صوته حفاظاً عليهن وعلى الرجال من الفتنة لأن درأ المفسدة مقدم على جلب المصلحة.

3. كانت النساء تحضر صلاة العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في مكان خاص بهن خلف الرجال, وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخطب الرجال أولاً ثم يذهب إلى النساء في مكانهن فيخطبهن ويأمرهن وينهاهن فلماذا لا يترك النساء مع الرجال ويخطب الجميع خطبة واحدة إلا لأجل منع الاختلاط المسبب للفتنة.

4. لماذا المرأة إذا صلت وحدها مع الرجال تكون خلفهم منفردة مع أن الرجل لا يجوز أن يقوم وحده خلف الصف إلا لأن اختلاط المرأة بالرجال لا يجوز. قال أنس رضي الله عنه: صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقمت أنا ويتيم خلفه وقامت أم سليم خلفنا.

وأخيراً أختم بأنه كان قد صدر الأمر السامي ذو الرقم (11651) وتاريخ 16/5/1403هـ والمكد عليه بالأمرين الكريمين ذي الرقم (2966) وتاريخ 19/9/1404هـ وذي الرقم (759/8) وتاريخ 5/10/1421هـ والمتضمن: (أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ونحوها في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها؛ أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية لأن ذلك محرم شرعاً ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد, وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة بغير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال قد تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه).

هذا آخر ما أردت ايضاحه مما يبين أن الشيخ سعد –وفقه الله-لم يقل منكراً من القول وزوراً حتى تثار ضده هذه الضجة.

وأسأل الله للجميع التوفيق لما فيه الخير والصلاح, وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.

* عضو هيئة كبار العلماء
 



جمال وزفة الشلة
ماجد بن محمد الجهني


على الصعيد المهني لا تحظى جريدة الوطن لدي ولدى الكثيرين ممن أقابلهم وأعرفهم بأدنى مصداقية لأن تاريخها مليء بالكذب ويكفيها عارا أن الأمير نايف قد وصفها بالسوء واستكتاب أصحاب التوجهات السيئة.

وصحيفة الوطن يكفيها عارا أنها تعتمد في الترويج لنفسها على الكذب ، ويبدو أنها تريد أن تختطف الوطن عنوة لتجيره لصالح توجهاتها التي تعتمد على الكذب والمراوغة والتأليب والتحريش وتريد أن تثبت قسراً أن ما تقوله هو بالفعل رأي الوطن بأسره ، وهو توجه الوطن برمته تنفيذا لدعايتها الرخيصة المضحكة(وجهة وطن لا وجهة نظر).

وأما رئيسها جمال خاشقجي فحكايته حكاية أخرى ، وأنا أعتقد أنه هو ومن هم على مثل شاكلته آخر من يتكلمون عن مصلحة الوطن وعن أكذوبة الرأي والرأي الآخر ، وذاكرتنا ولله الحمد لم تنس بعد ماحرره هذا التيار الأمريكي الذي يريد أن يكمم أفواهنا باسم الغيرة على الوطن.

لقد نسي خاشقجي أو تناسى هو وغيره ممن يماثلون توجهه أنهم كانوا سببا رئيسا في اتهام بلادنا بالتطرف في الوقت الذي كانت فيه البلاد تدافع عن نفسها وعن توجهها ومنهجها وتنفق لأجل ذلك الملايين كان جمال وغيره يكتبون ويستعدون الغرب على بلادنا ويقولون لهم بلسان الحال يجب عليكم أن تتدخلوا في شؤوننا لأن البلد برمته ساحة كبيرة للإرهاب ولي هنا أن أتساءل فأقول:

يادعاة التيار الليبرالي الظالم أين كنتم حينها عن دعوى التشويش على ولي الأمر؟ بل ما هو دوركم الذي اضطلعتم به في الحرب الإعلامية العالمية على هذه البلاد؟.

ومن الذي كان يزود السفارات الأجنبية ودور النشر الغربية ، والصحف المغرضة بكل نقيصة وبكل مايسيء إلى هذه البلاد؟.

أين كانت المصلحة الوطنية حين كنتم تبعثون وتراسلون جماعات الضغط الغربية المتطرفة لكي تشن حربها الظالمة على مناهجنا وحياتنا وعلى كل صغير وكبير فيها؟.أين كان مفهوم التشويش على ولي الأمر حينما ساندتم الإعلام الغربي المغرض في نيله من قضاء هذه البلاد في قضية فتاة القطيف؟.

يعلم الله ياجمال خاشقجي أنكم ومن لف لفكم أكثر من مارس الوصاية على هذه البلاد وأهلها ، وأنكم أكثر من شوش على هذه البلاد وولاة أمرها وعلمائها وعلى شعبها.

يعلم الله ياجمال أنكم من أكثر الصامتين على الاعتداءات السافرة على دين أهل هذه البلاد وعلى رموز الإسلام وعلى رأسهم محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم وحادثة الدنمارك وموقفكم المخزي شاهدٌ على ذلك.

ويعلم الله ياجمال خاشقجي أنك ومن لفك من أكثر من جلسوا يتفرجون على الهجوم على أعز ما تملكه هذه البلاد ولم تدافعوا بربع كلمة عن كل هذا الغثاء الذي يحصل وليس من حقك بعد ذلك أن تمارس علينا المزايدة مع علمي بأن كلمة الشيخ العلامة الشثري -وفقه الله لكل خير- في التحذير من الاختلاط قد أصابتك أنت وجماعتك التي تعرفها في مقتل لأن هدفك الاختلاط وليس العلم والتقنية وإذا أردت أن تقول لي كيف عرفت؟.فسأجيبك بأنني عرفت من خلال مقالتك التي بديت فيها منزعجا جدا من كلام علمي للشيخ لا ينزعج منه من سلمت سريرته أبدا.

نحن نعلم أن المصالح التي تتحدث عنها أنت وجريدة الوطن وبعض الكتاب ممن يماثلون توجهك هي نفس المصالح التي تحدث عنها تقرير راند الخطير لعام 2007م والتي يريد من خلالها أن يسقط العلماء والدعاة والمحتسبين ، ويكمم أفواه الناصحين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، ويريد من خلالها أن يضحك على الذقون من خلال وصفه لما تحدث به الشيخ سعد الشثري بأنه تشويش على ولي الأمر ، ونحن نعلم أن تلك الكلمة المباركة تسقط مصالح شخصية نفعية تخدم توجهات الخاشقجي ومن لف لفه وليس للوطن فيها ناقة ولا جمل.

الشيخ الشثري كان واضحا ، ونحن أيضا واضحون كذلك في مسألة الترحيب بتطوير البلد على جميع الصعد علميا وعسكريا واقتصاديا واجتماعيا مع المحافظة على المرتكزات الشرعية والأسس التي قامت عليها البلاد ، وأما الخاشقجي وبقية المجموعة التي تسير في نفس السياق فإنهم مرعوبون وخائفون على عدم تحقق حلمهم بالتعليم المختلط بسبب أصوات المحتسبين والناصحين وعلى رأسهم علماؤنا الأجلاء ، وذلك لأن هذه المجاميع تبشر بالانفتاح الذي يصرحون به في وسائل إعلام الغرب والتي قال بعضهم في تصريح لها بأن الحياة الجامعية في جامعة الملك عبدالله ومافيها من حرية وانفتاح واختلاط يشبه إلى حد كبير لما يحدث في بعض ولايات أميركا. الليبراليون لديهم قاعدة تقول(الغاية تبرر الوسيلة) ، والحروب القذرة هي لفظة ليبرالية بامتياز ، وهي منهج ليبرالي خفي أصبح ظاهرا لمن قرأ القوم جيدا ، وكل ما يحدث من حروب على العلماء ، واستثمار سيء للحرب على الإرهاب هو ولا شك من الأساليب الليبرالية القذرة التي تريد أن تدمر وترهب كل من يتوجه إلى نقد الممارسات التغريبية والمحاولات التذويبية التي يقوم بها التيار الليبرالي سيء السمعة والسيرة في العالم أجمع وليس في بلادنا فحسب.جمال خاشقجي ومجاميعه الأخرى يريدون أن يقولوا لنا كمواطنين لا تتكلموا ، ولا تتنفسوا ، ولا تنتقدوا ويقولون لنا بلسان الحال والقال نحن فقط من يتكلم ، ونحن فقط من يحدد ماهو مفهوم الحرية وما هو سقفها ، وكل من يخالفنا سنؤجج عليه صحفنا ، ونسلط عليه الآلة الإعلامية التي تملكنا ناصيتها واستوينا على عرشها ، وهذا لعمر الحق هو ما أوصى به تقرير راند أيضا لعام2007م والذي أصبح واقعا منفذا لا مناص من فضحه ومواجهة أتباعه بالحجة والبيان.حين تكون الأمور موافقة لأهواء أتباع التيار الأمريكي في المنطقة فإن النقد عندها يصبح أمارةً على التحضر ودلالةً على الرقي والتقدم ، وأما إذا كان الأمر متعلقاً ببيان قضية شرعية لا يجوز تأخير بيانها عن وقت حاجتها فإن الأمر يصبح غوغائيةً ، وتشويشاً على ولي الأمر ، وهكذا تُدار اللعبة بواسطة مجموعة من المغرورين الأقزام الذين يظنون بأنهم أعلم الناس وأحلم الناس وأفهم الناس وأكثرهم حنكةً ودراية وهم في الحقيقة ليسوا سوى بياعين للكلام متاجرين بالأوهام متسللين إلى حمى المقدسات لواذاً دون بضاعةٍ من علم أو بقيةٍ من مروءة وحلم ومن تأمل في تعقيب جريدة الوطن على تعقيب الشيخ الشثري وفقه الله لمس مدى الجرم الإعلامي الذي تُذبح على عتباته المصداقية والمهنية الإعلامية فيا حسرةً على إعلام تسلط فيه من وجه خنجره إلى خاصرة وطنه ولله الأمر من قبل ومن بعد.

ماجد بن محمد الجهني-الظهران
 



تنقص العلماء: مظاهره ،وخطورته
كتبه طالب علم


"الحمد لله الذي أرسل الرسل مبشرين ومنذرين ،وأنزل معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط ،ويتحقق العدل بين المخلوقين ،وجعل لهم خلفاء يخلفونهم في أممهم علماً وعملاً ،ليكونوا قدوة للعاملين ،ومناراً للسالكين ، وشهداء على العالمين،أعني بهم العلماء الربانيين،الذين اكتسبوا العلم ابتغاء وجه ربهم،وربوا به الأمة علماً وعملاً ،فكانوا هداة مهتدين ،وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ،إله الأولين والآخرين ،وجامع الناس ليوم لا ريب فيه ليحكم بينهم فيما كانوا فيه يختلفون ،وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله ،خاتم النبيين ،وإمام المتقين ،فليس بعده نبي ،وإنما هم العلماء كالأنبياء في هداية العالمين ،صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ،ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ،وسلم تسليماً كثيراً ،أما بعد :"([2])
فإن فضل العلم والعلماء أمر متفق عليه بين عقلاء البشر ،لا ينازع في ذلك إلا من سُلِبَ عقلُه ،أو فَقَدَ لبَّه،والأدلة النقلية والعقلية على ذلك أكثر من أن تحصر ،وفي محكم التنـزيل :"قل هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون ؟" ،والجواب مسكوت عنه للعلم به، ولو لم يكن في العلم فضل وفخر إلا أن كلَّ أحد يحب أن ينسب إليه ولو لم يكن من أهله ،ولو لم يكن في الجهل شؤمٌ إلا أن أهلَه يتبرءون منه .
عباد الله : وإذا ذكر فضل العلم والعلماء ،فإن تاجَهم ،وذروةَ سنامهم ،وشامَةَ جبينهم ،هم علماء الشريعة ،العاملون بعلمهم ،الناصحون لعباد الله ،المتبعون لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قولاً وعملاً وظاهرا وباطناً ، الذين يبلغون رسالات الله ،ويخشونه ولا يخشون أحداً إلا الله ،الذين إذا سمع المرءُ بهم أو لقيَهم وجدهم مشفقين وجلين ،وعن الدنيا معرضين ،وفي حطامها زاهدين ـ وإن كانوا على تحصيلها قادرين ـ تُرى عليهم السكينة والوقار ،مكثرون من ذكر العزيز الغفار ،أبعدُ الناس عن طلب الشهرة والرياسة ،وأقربُ الناس لقبول الحق ،وقلوب الخلق .
أيها الأحبة في الله : إن الإشارة إلى صفات هؤلاء العلماء الربانيين ،فيها تمييزُ لهم عمن يدعي أو يُدّعى أنه منهم ؛فقد كثُرَ في زماننا ابتذالُ هذا اللقب الشريف ،ووُصِفَ به غيرُ أهله ،حتى أصبح كلُّّ متحدث عن الإسلام عالماً ، فإن كان كثيرَ الكلام ،كثير الجدل ،فهذا عند بعض الناس أعلم من غيره ،ولو لم يثنِ ركبته يوماً عند عالم ،أو يعرفْ بسعة اطلاعه ،أما سمته فلا هو سمت العلماء ،ولا وقاره كوقارهم ،وأما بضاعته العلمية فمزجاه ،وغاية ما يستحقه أن يكون مثقفاً ثقافة إسلامية ،وما كثير من شيوخ الفضائيات عن هذا الوصف ببعيد ،وما علم أولئك المساكين أن أكابر الصحابة وعلماءهم كأبي بكر وعمر وعلي وابن مسعود  كانوا أقلَّ كلاماً ممن جاء بعدهم من علماء التابعين ،ومع ذلك لم يكن التابعون ـ رحمهم الله ـ أعلمَ منهم ، فليس العلم بكثرة الكلام والجدل الذي فتن به كثير من الناس اليوم ،ولكنه نور يقذفه الله في قلب العبد ،يفهم به الحق ، ويميز به بينه وبين الباطل ،ويعبر عن ذلك بكلمات وجيزة محصلة للمقاصد .
إذا علم هذا ـ أيها المسلمون ـ فحري بنا أن نعرف من هم العلماء ، وأن نحفظ حقوقهم علينا ،وأن نحذر من الوقيعةِ بهم أو تنقصِهم ،خصوصاً في هذا الزمن الذي كثر فيه المساسُ بحرمتهم ،والتنقصُ منهم ـ والعياذ بالله ـ والذي أخذ مظاهر شتى ،يُذكرُ بعضُها لنحذر من الانسياق وراء أولئك المروجين لها إما خبثاً أو جهلاً بخطورة الوقيعة فيهم ،الذين لم يعلموا أنهم بفعلهم هذا ينفذون ـ وبدون مقابل ـ مخططاً من مخططات اليهود الذين نصوا في أحد بروتوكولاتهم على ما يلي :"وقد عنينا عناية عظيمة بالحط من كرامة رجال الدين في أعين الناس (ويعنون برجال الدين : العلماء من غير اليهود)وبذلك نجحنا في الإضرار برسالتهم التي كان يمكن أن تكون عقبة كؤوداً في طريقنا ،وإن نفوذ رجال الدين على الناس ليتضاءل يوماً فيوماً " ، وللأسف الشديد أقول : لقد حققوا كثيراً من مقصدهم هذا ،فصرتَ لا تستغرب أن ترى العالم َ في بعض وسائل الإعلام العالمية بصورة الرجل الساذج المغفل ،إما بملابسه ،أو كلامه ،أو تصويره بما يسمى بالكاريكاتير بصورة تدعو للسخرية،وفي مقابل ذلك :فإن للعالمِ وأوامرِه عند بعض اليهود قدسيةً تصل إلى حد أوامر الرب ،حيث يقول بعضهم :"إن كلّ قرار سيتخذه أمرنا العالي ،سيقابل بالإجلال والطاعة ،دون قيد أو شرط ".

إذا تقرر هذا ،فإن من مظاهر تنقص العلماء :

1- رميهم بالجهل وعدم علمهم بالواقع وفقههم به : والعجيب أن هذه الفرية أصولها عن أهل البدع القدماء ،فهذا أحد رؤوس البدعة في زمانه ـ وهو عمرو بن عبيد ـ يقول عن الحسن البصري وابن سيرين ،وهما من أئمة التابعين : ألا تسمعون ؟‍ ما كلامُ الحسن وابن سيرين عندما تسمعون إلا خرقة حيض ملقاة ، وهاهم اليوم ، أذناب هؤلاء يقولون : علماؤنا علماء حيض ونفاس ،وبئس القدوة هم ،وما الغرض من ذلك ـ والله ـ إلا إسقاط قيمتهم عند الأمة حتى لا تنتفع بعلمهم وتوجيههم ،هذا فضلاً عن الواقع يكذب ما يقولون ،ففي الأمة من يعلم من أمور الواقع وفقهها أكثر من بعض أولئك الذين أفنوا أعمارهم في دراستها تخصصاً في إحدى الجامعات .
2- محاكاة أصواتهم ،أو هيئاتهم الخلْقية أو الخُلُقية بغرض السخرية والاستهزاء ،وغيبتهم والطعن فيهم : وهذا ـ عياذاً بالله ـ من الكبائر العظيمة،والتي قد تصل إلى حد الكفر كما وقع للمنافقين الذين قالوا عن علماء الصحابة : ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء ـ أي علمائنا ـ أرغب بطوناً ،ولا أكذب ألسنا ،ولا أجبن عند اللقاء .
وإذا كانت الغيبة والسخرية بآحاد الناس محرمة ،فما بالك بالعلماء ؟! ويخشى على فاعل ذلك من العقوبة الدنيوية والأخروية ،يقول ابن عساكر رحمه الله : (اعلم ـ وفقني الله وإياك لمرضاته ـ وجعلني وإياك ممن يتقيه حق تقاته ،أن لحوم العلماء مسمومة ،وعادة الله في هتك أستار منتقصهم معلومة ، وقَلَّ من اشتغل في العلماء بالثلب،إلا عوقب قبل موته بموت القلب {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم }ا هـ .
3- تتبع أخطائهم وزلاتهم ،ونشرها في كل مجلس ،وعند كل أحد : إننا ـ معاشر الإخوة ـ لا ندعي العصمة لأحد غير الأنبياء ،ولكن لا يجوز أن يُعاملَ ورثة الأنبياء بمثل هذا ،وليس كل أحد يتكلم عليهم ويرد عليهم ،بل الرد عليهم يكون من أهل العلم ،وبالعدل والعلم لا بالظلم والجهل ،اللذان هما سبب ضياع الأمانة التي حملها الإنسان ،على أن العالم إذا اجتهد واتقى الله ما استطاع فإن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجرٌ واحد .
وليت أحدنا إذا بلغه عن أحد من العلماء ما يستغربه أن يتصل به ،أو يراسله ،ليستوضح الأمر ،فقد يكون كذباً من أصله وما أكثر هذا ،أو يكون للعالم عذره الشرعي عند الله ،أو يكون في الأمر تفاصيل خفيت أثرت على فهم الموضوع .
4- ومن مظاهر تنقصهم : الجرأة على تخطئة فتاواهم عند سماعها أو قراءتها : ويتضح ذلك إن كانت الفتوى تخالف شهوة أو شبهة في نفس المتكلم ‍‍!! والعجب أن هؤلاء المخطئين ليسوا ممن عرف بطلب العلم عند أهله ،بل لو فتشت في علم أولئك لوجدتهم يجهلون أحكاماً لا تبرأ الذمة بجهلها ، مع أنها مما يتقنه صبيان المدارس ! وأعجب من ذلك : أن أولئك لو أراد أحدُهم أن يبني بيتاً له،أو يصلح سيارته لسارع إلى أهل الخبرة في ذلك الشأن ،أما في أمور دينه فيجعل كلام أهل العلم معروضا على ما تهواه نفسه ،أو ترضاه شهوته،إن هذا لشيء عجاب !!! .
وللحديث بقية ،نفعني الله وإياكم بهدي كتابه ،وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ،والحمد لله رب العالمين

الخطبة الثانية

الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه ،كما يحب ربنا ويرضى ،وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه ما اتصلت الدنيا بالأخرى ،أما بعد : فمن مظاهر تنقص العلماء : الفرح والاستبشار بمرضهم ،وتمني موتهم ،بل والدعاء عليهم بذلك : عياذاً بالله من ذلك .
إن المسلم إذا سمع عن مرض أخيه المسلم أو وفاته لهج بالدعاء له ،فكيف إذا كان المريض أو الميت عالماً من علماء أهل السنة ؟ أين هؤلاء من قول أيوب الستخياني رحمه الله ـ وهو أحد أئمة التابعين ـ : "إني أُخْبرُ بموت الرجل من أهل السنة ،فكأني أفقد بعض أعضائي " ؟ فإذا كان هذا شعوره عند موت الرجل العادي فما ظنك بشعوره عند موت العالم ؟! ولهذا قال أيوب نفسه : "إن الذين يتمنون موت أهل السنة ،يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم " .
ويقول شيخنا ابن عثيمين ـ رحمه الله ـ : " إن فقد العالم ليس فقداً لشخصيته فحسب ،ولكنه فقد لجزء من تراث النبوة ،جزء كبير بحسب ما قام به هذا العالم المفقود من التحقيق ،فوالله إن فقد العالم لا يعوض عنه مال ولا عقار ولا متاع ولا دينار ،بل فقد مصيبة على الإسلام والمسلمين ،لا يعوض عنه إلا أن ييسر الله من يخلفه بين العالمين ،فيقوم بمثل ما قام به من الجهاد ،ونصرة الحق ،وإن فقد العلماء في مثل هذا الزمان ـ وما زال الكلام له رحمه الله ـ لتتضاعف به المصيبة ؛لأن العلماء العاملين أصبحوا ندرة قليلة بين الناس ، وكثر الجهل والتشكيك والإلباس ،ولكننا لن نيأس من روح الله ،ولن نقط من رحمته ،فلقد أخبر الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم : أنه لن تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين ،لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله ،وهم على ذلك "ا هـ كلامه رحمه الله ([3]).
إذا تبين هذا ـ يا عباد الله ـ فإن من مما يندى له الجبين ،أن يسمع في بعض المجالس أو يقرأ الإنسان في بعض الصحف : اللمز والطعن على أمثال هؤلاء العلماء ،ليس في حياتهم فحسب ،بل وبعد وفاتهم ‍!وإذا كان سب الواحد من المسلمين الذي ثبت عليه الخطأ منهياً عنه ،كما في البخاري من حديث عائشة  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"لا تسبوا الأموات ،فإنهم أفضوا إلى ما قدموا " ،إذا كان هذا في حق من ثبت خطؤه ،فما بالك بالعالم الذي هو بين الأجر والأجرين ،لا ريب أن سبه أقبح وأعظم،وجدير بالمصرين على مثل هذا الخلق القبيح أن يهجروا إن كانوا أشخاصاً،وأن يقاطعوا إن كانوا صحفاً أو قنواتٍ فضائية،لأن في ذلك قطعاً لدابر هذه الفتنة العظيمة،الذي يتعدى ضررها على الأمة كلها،وحدثوني بالله عليكم،أي قيمة للأمة إذا لم تحترم علماءها؟!وممن يأتي النقد؟!يأتي من أناس حدثاء الأسنان،لا يعرفون بعلم ،ولم تشهد لهم الأمة بجهاد أو بلاء ،ولهؤلاء يقال :
متى كنتم أهلاً لكل فضيلة ـــ متى كنتم حرباً لمن حاد أو كفر
متى دستمُ رأس العدو بفيلق ـــ وقنبلةٍ أو مدفعٍ يقطع الأثر
تعيبون أشياخاً كراماً أعزةً ـــ جهابذةً نور البصيرة والبصر
فهم بركات للبلاد وأهلها ـــ بهم يدفع الله البلاء عن البشر
اللهم احفظ علماء السنة في كل مكان ،اللهم أعل مكانتهم ،وارفع درجتهم ،اللهم من أراد علماء السنة بسوء فأشغله بنفسه ،واجعل كيده في نحره ،اللهم ارحم من مات منهم ،وبارك في الأحياء وأعنهم على القيام بما أوجبته عليهم من البلاغ والنصيحة،اللهم وفق ولاة أمورنا لكل خير ،واجعلهم مفاتيح خير،ومن مغاليق الشر،اللهم ارزقهم البطانة الصالحة الناصحة ،اللهم اعز الإسلام والمسلمين …،


----------------------------
([1]) من المراجع خطب السدحان 2/11-88 ،وخطب شيخنا رحمه الله (9-12).
([2]) اقتباس من استهلال خطبة شيخنا ص(11) بتصرف يسير .
([3]) ديوان خطبه (12) .
 



بيان خلل مقال تركي السديري عن الشيخ الشثري
عبد الرحمن السديس


الحمد لله
كتب اليوم تركي السديري مقالا عن الشيخ الشثري مع الحملة التي بدأها صاحبه خاشقجي .
وهذه الحملة الخبيثة المشوهة لكلام الشيخ وموقف العلماء والكذب عليهم والتي أحاطوها بالتهويل والتحريض والشبهات الفاسدة ... أود أن أبين ضحالة فكر واحد من كبار المنظمين لها وضعف منطلقاته :

قال السديري: في عنوان مقاله : من منطق الشيخ الشثري.. لماذا نختلف عن المجموع الإسلامي؟
وذكر هذا المعنى في الموضوع، فقال: "أن العالم الإسلامي الواسع من حدود إندونيسيا الشرقية وحتى آخر بعد لحدود المغرب الغربية لا يوجد فيه مثل هذا المفهوم إطلاقاً، ...إلى أن قال: هل يعني ذلك أن لدينا مذهبية خاصة تفصلنا عن كل العالم الإسلامي، أم أن عالم الأكثرية منحرف عن الخط الإسلامي؟
وأقول: هنا يقيس الحق والصواب لا بالكتاب والسنة ولا بأدلة عقلية وحجج تفند المفاسد التي ذكرها من منع الاختلاط ... وإنما بالكثرة .
وهذا جهل كبير.
وما سيجيب معمر جريدة الرياض لو قيل له:
ويوجد عندهم سفور وخمور وسحر ومراقص وبدع وخرفات وقبور وأضرحة تدعى ويتبرك بها ووو... وأنواع أخرى مما هو مجمع على تحريمه .
هل يعني ذلك أن لدينا مذهبية خاصة تفصلنا عن كل العالم الإسلامي، أم أن عالم الأكثرية منحرف عن الخط الإسلامي؟!


وقال : وهو بأي حال فيما قال لا يعبِّر عن رأي أو موقف لهيئة كبار العلماء، ولكنه يكشف عن إمكانية تسرب مثل هذا النوع من الرأي بالمرأة والفهم القاصر لمضامين الإسلام..
وأقول: لماذا الكذب وأنت تعلم موقف هئية كبار العلماء من الاختلاط في مثل هذه الصورة؟!
أما قوله: "والفهم القاصر لمضامين الإسلام"
فهذه مضحكة أن يكون أمثالك من العوام أعلم بمضامين الإسلام من العلماء !ورحم الله من عرف قدر نفسه .

ثم يقول : "أليس من الخطأ الفادح دينياً واجتماعياً إهدار القيمة الإنسانية والعقلية للمرأة عند تصويرها بأنها فاقدة لقدرة المواجهة ضد مغريات أي انحراف؟"
وأقول: هذه من عنده وإلا من قال إنها فاقدة للقدرة أم انك تحسن الكذب والافتراء على خصومك.
ثم قال: "مَنْ يفعلن ذلك هنّ الجاهلات أو الفقيرات تحت ضغوط ظروف خاصة، تماماً مثل ما تدفع ظروف أخرى بالرجل نحو المخدرات"

وهذا امتداد لكذبه الأول فقد رأينا وسمعنا أن الفساد في الغنيات المتعلمات أضعاف أضعاف ما يحدث عند الفقيرات والجاهلات.
ولو تطلع على الوقائع في الهيئات والشرط في الأحياء الثرية لظهر هذا عيانا وما حوادث كليات الطب عنا ببعيد.
ثم يقول:" ألسنا نراهن في مطاعم لندن والقاهرة وباريس وبيروت وروما وفي أسواق هذه المدن يمارسن اختلاطاً نظيفاً مستقلاً عن الآخرين.."
وهذه حماقة ، فمن أين لك أنه نظيف وما يدريك بما يفعلون قبل أن تراهم وبعد ما تراهم؟!

ثم يقول: "تعاملت مع أكثر من خمسة مستشفيات على الأقل عبر ما لا يقل عن عشرين عاماً ولم أجد في أي مستشفى مواقع عزل للنساء، بل كثيراً ما يكون لي مواعيد طبية مع سيدات فاضلات"
وأقول: الكلام غير صحيح بهذا الإطلاق ولو صح فهل هذا الغلط حجة ؟
ومن قال إن الاختلاط لا بد أن تقع الفاحشة فيه على كل حال مع كل أحد ؟!
ومن أين لك انه لم يحصل مفاسد من هذا الاختلاط ؟!
فما نشر من الفضائح والابتزاز والاختلاء والإركاب ووو أمور لا يحصيها إلا الله وأكثرها بسبب الاختلاط .
ثم يقول : أليست تعني كل هذه المقارنات في الداخل والخارج أن لدينا أكثرية واعية تمارس حياتها بشكلها الطبيعي، وأقلية تريد عزلنا بمذهبية خاصة؟
وأقول: لا ليس الأمر كما تدعي بل عندنا أكثرية ترفض الاختلاط التي تريده أنت وأمثالك ممن يحبون الفساد، وترى هذه الأكثرية بأم أعينها المفاسد وانتهاك الأعراض والابتزاز والشرور الكثيرة مع أننا لا نزال في معزل عن الاختلاط فكيف إذا فتح على رأي الأقلية الراغبة في الفساد؟!

ثم يقول : "يغضبنا في إعلامنا أن تتكرر لدى الإعلام العربي والعالمي تهم وجود مذهبية خاصة بنا تعزلنا عن المسلمين قبل أن تعزلنا عن الديانات الأخرى"
وأقول: هذه التهمة أيها العجوز لن تزول عنك حتى تفعل ما يفعلون من المنكر بشتى أنواعه بل ومنهم من لن يرضى عليك أيضا {ولَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ } .

ثم ختم مقاله بتحريض على الشيخ يدل على خسة ونذالة وإن كانت لا تستغرب على أصحاب حرية الرأي !!
 



وليمة الليبراليين في معركة الشثري وخاشقجي
عبد العزيز محمد قاسم


طالعت بكثير من التبسم هذه الحملة الصحفية الضارية على الشيخ سعد الشثري، وقد وُضع واجهة لضرب ما بعده.

وتداعت إلى الذاكرة الحملة الكبيرة على الشيخ صالح اللحيدان قبل نحو عام، وتمتمت: ما أشبه الليلة بالبارحة.

لزاما لا بد من الإشارة إلى أنني حفيٌ جدا بهذه الجامعة، بل وأجزم تأكيدا بأن كل فرد ومواطن يفخر بهذا الإنجاز والصرح العلمي المتقدم الذي وضع بصمته ملك كبير بحجم طموحاته وآماله العظام في بناء أمة ستزاحم في ميادين الحضارة الإنسانية، وقد أحدث حفظه الله في مدة يسيرة خطوات تنموية عملاقة وفي كل الاتجاهات بما أذهلت المراقبين، وجزما أن هذا الفخر والسعادة ينسحبان على الدعاة والعلماء في هذه البلاد الذين كانت لهم ملاحظة شرعية تمثلت في موضوع فرعي وهو الاختلاط الذي بدوره له اجتهادات في فقهنا الإسلامي العريض.

ولأنني في "الوطن" الصحيفة، أكتب ضد رئيس تحريرها، ولأنني أنتمي لهذا (الوطن) الكيان، لأقول بهذا الرأي. فوالدنا الملك عبدالله أشاع في أجوائنا تعددية الآراء وطالبنا بممارستها. فلن أخوض في سطوري بموضوع الاختلاط لأنه ليس تخصصي، فضلا على أنه موضوع هامشي برأيي ولا يمكن أبدا حجب التطلعات الكبرى التي نعقدها كأمة ووطن على هذه الجامعة الإنجاز. بل إنني أردت الدخول في هذا السجال بين زميلي وأخي جمال خاشقجي وقد ربطتني به آصرة أخوة طويلة، وبين ذلك العالم الشاب الشيخ سعد الشثري أحد ألمع طلبة العلم الذين أثبتوا حضورا مبهرا في الساحة الشرعية السعودية، وقد تبوأ مكانة رفيعة، بالرغم من صغر سنه، واقتعد مكانه باقتدار بين كبار العلماء بالمملكة.

للأسف أن من يكتب أو يتحدث في هذه المسألة، يجد نفسه مرغما بين جهتين، فإما أن يحسب على أنه متطرف الفكر ورافض للجامعة وفكرتها من الأصل، وقد استطاعت كتيبة الإعلاميين الذين تصدوا للشيخ الشثري تصوير ذلك في ساحة المعركة، وبين مؤيد بإطلاق لكل ما في الجامعة، وقد صوّرت ذلك كتيبة الإنترنتيين الذين يهاجمون كتاب الصحافة. والقضية برأيي أبسط من ذلك، إلا أن أجواء المعركة وانتهازيتها وأدلجتها أفرزت هذا التمايز، وضاعت أصوات العقلاء والمعتدلين في صخب هذه المعركة.

قلت لأخي جمال خاشقجي عقب قراءتي لمقالته، أنا ضد ما كتبت لأسباب عدة، تأتي في مقدمتها، أن الشيخ سعد الشثري من أولئك النفر الذين قد أخذ الله عليهم الميثاق ليبينوه للناس ولا يكتمونه. فسيأثم إن لم يتكلم، فضلا على أن حديثه كان يقطر أدبا ولطفا، هو حديث ابن لوالده، وقد ترجم روح الأسرة في مخاطبته ومناشدته والدنا الكبير خادم الحرمين الشريفين، فليس ثمة لغة استعداء أو تهييج لمشاعر الدهماء، بما صورت ذلك في المقال، فضلا على أن تاريخه المضيء، وضاءة وجهه، الشرعي منه والوطني ينبئان بأنه لم يك يوما من دعاة التهييج الذي خفت وقوعه.

استفاض الحديث بيني وبين أخي جمال والذي رد بأنه لا يعترض على الشيخ فيما ذهب إليه، لو تحدث كعالم أو داعية أو مثقف مستقل، ولكن الشيخ محسوب على "فريق الملك" وهو موظف في الدولة وإن كان في هيئة كبار العلماء، والفريق يكمل بعضه البعض.

واحتج خاشقجي بأنه خلال التخطيط من حق أعضاء الفريق أن يتناقشوا، يتعارضوا، ولكن بعد اتخاذ القرار يلتزم الجميع به، ومن يجد أنه لا يستطيع تحمل القرار فعليه أن يترك الفريق ثم يعبر عن رأيه كيفما شاء، والمسألة اجتهادية، ولا يستطيع الشيخ أو غيره أن يقول إن السماح للذكور والإناث بالبحث العلمي وطلب العلم في مكان واحد، مما يأتي تحت قاعدة "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق".

وانتهى خاشقجي معي بأن هذه الجامعة قد بنيت، وحسم أمرها، فما الداعي إلى التشويش بعدما اكتملت، وحتى لو طرأ عليها ما يخالف رأي الشيخ فلن يحول أحد بينه وبين ولي الأمر لتبيان رأيه وإبراء ذمته، فالرجل ذي صلة ومحل ثقة.

طبعا ثمة نقاط التقاء مع رأي جمال ونقاط خلاف وقد رددت عليه بأن الشيخ سعد الشثري، وهو ابن لعائلة لها أرومة ضاربة في تاريخ مملكتنا، طبق حرفيا ما رسخه مليكنا الكبير خادم الحرمين الشريفين الذي أشاع لغة الحوار في مجتمعنا وجمع الأطياف الفكرية تحت مظلة مركز الحوار الوطني، فالشثري مارس حقه في التعبير عن الرأي الشرعي الذي يدين به معظم هيئة كبار العلماء والتيار الديني في المملكة، ولا أدري ما الذي أزعج الليبراليين من صدحه برأيه، بل كان من المفترض أنهم هم أول من فرح لهكذا تطبيق حقيقي وواقعي لأدبيات الحوار وتعددية الآراء، وهم الذين أصخبونا عويلا وحسينيات طيلة السنوات العشر متهمين التيار الديني بأحادية الرأي وإقصاء الرأي المخالف.

لذلك، ففي مثل هذه المواقف تتبدى حقيقة من يؤمن بمبادئ الليبرالية ويطبقها من أولئك الذين يتذرعون بها ويتمسحون بها ويوظفونها في معركتهم الأيديولوجية، بما قرأنا في الأيام التالية لسجال أخي جمال والشيخ الشثري.

ثمة نقطة مهمة تتبدى في أن جأر الشيخ سعد الشثري بهذا الرأي، وهو أحد أفراد المؤسسة الدينية الرسمية، يعطي مصداقية لهيئة كبار العلماء، ويدحض عنها تهم سعد الفقيه والمسعري ومضاوي الرشيد والظواهري وكل الطوابير الخامسة التي تعادي الوطن وتشكك في علمائنا الأفاضل حفظهم الله، ويصفونهم بأنهم علماء سلطة وأنهم مداهنون.

لا أدري أي خطيئة حدثت وقتما يأتي الشيخ سعد الشثري ليتحدث بكل أدب وحدب، ويشير بكل تلطف إلى بعض الملاحظات الشرعية البسيطة، فتقوم الدنيا ولا تقعد عليه من هذه الكتيبة الليبرالية بحجة الوطنية، وأن حديثه طعن في الجامعة - بالرغم من ثنائه الكامل عليها وعلى فكرتها إلا أن ذلك لم يشفع له - فأتصور أن في الأمر لبسا وخلطا، بل من الوطنية في تصوري إظهار هذا الاختلاف الحضاري الذي رسخ له والدنا الملك عبدالله في إطار الوطن وتسامحه وأفقه المتسع.

وما يطمئن الجميع أن خادم الحرمين هو ولي الأمر، وهو الأدرى بمصلحة هذا الوطن، ولربما لديه من الأمور والحقائق ما يخفى عنا، وسنتمثل ما يأمر به بصفته ولي أمرنا، وهم الملتزمون بتطبيق شرع الله.

وآتي أخيرا لموضوع قناة المجد التي أقحمت إقحاما في القضية، وطال تبسمي كثيرا، لأن القناة قامت بإعداد فيلم وثائقي عن الجامعة، وشارك فيه نخبة علماء ومفكرون، كلهم أيدوا الجامعة وفكرتها، وأثنوا عليها كثيرا.

فهل يقاس موقف القناة أو أي وسيلة إعلامية على جواب لعالم في هيئة كبار العلماء لسؤال شخصي في برنامج فتاوى، أم على الفيلم الوثائقي التي أعدته وأشرفت عليه.. طبعا تبسمي لأنني تذكرت خصوم صحيفة "الوطن" في الإنترنت وما كالوه للصحيفة، و"المجد" هي القناة الأولى لديهم، ما جعل ابتسامتي تتسع وأنا أتمتم : الكبير يظل كبيرا يا أبا صلاح.
 



( حول الشيخ سعد الشثري وفتواه )
سلطان بن عثمان البصيري


كنت في آخر شهر رمضان المبارك الماضي أتحدث مع أحد الإخوة حول العلماء النادرين من نوعهم في هذا الزمن ، من حيث إنهم أصحاب مبادئ وخطوط واضحة لا يخرجون عنها ، حتى إنك تكاد تعرف رأي الواحد منهم في أمر من الأمور ولو لم يُفصح عنه ، وما ذاك إلا للمنهج الذي اختطه لنفسه وألزمها به قبل بيانها للناس ، فمثلاً الإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله – لا يُقدّم القياس على الحديث الضعيف ، بل يأخذ بالحديث الضعيف إذا لم يكن في المسألة دليل أثبت منه ولا يقول برأيه.
ومن أبرز ما يبرهن على هذه المناهج الرسائل الجامعية التي تُعدّ في مناهج علماء السلف.
وخلال حديثي مع الأخ ابتعدت بي الذاكرة لشخص العالم معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري عضو هيئة كبار العلماء وعضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام بالرياض ، فالشيخ – حفظه الله ووفقه – من أولئك العلماء النادرين ، ويعرف ذلك من اجتمع به ، لأن الاجتماع بالشيخ يترك بصمةً وضاءةً في الذاكرة.
كان الشيخ ومنذ أن كان صغيراً مولعاً بالقراءة ، فما يُرى إلا وقد تأبط كتاباً كما يذكر والده الشيخ ناصر المستشار بالديوان الملكي.
وبعد تخرّج الشيخ من الجامعة اختير معيداً في كلية الشريعة بالرياض ، وحينها أعدّ مذكرةً مختصرةً في علم الأصول لطلاب الدورات التي تقدّمها الجامعة ، فطُبعت بعدما كان استحسانها من كثير من طلبة العلم ، كما أعدّ متناً في مقاصد الشريعة ؛ الأمر الذي لم يسبقه إليه أحد ، فمن كتب في مقاصد الشريعة قبله إما ألّف لها كتاباً أو تعرّض لبيانها في كتب أخرى من كتب علم الأصول.
ثم أعدّ الشيخ رسالتي الماجستير والدكتوراه في علم الأصول ، ورغم تخصّصه في علم الأصول إلا أن له باعاً عريضاً في علوم الشريعة الأخرى ، فصنّف في الحديث مختصراً لصحيح الإمام البخاري – رحمه الله - ، استدرك فيه ما فات من اختصره قبله ، وشرح كتاب بلوغ المرام بشرح استوعب فيه دراسة الأحاديث والأحكام ، وفي العقيدة علّق على شرح ابن بدران لروضة الناظر وتحديداً المسائل الأصولية المبنيّة على مسائل عقديّة ، في صورة لم يسبقه إليها أحد ، وكانت له بحوث أخرى قدّم لها بعض العلماء الكبار ، مثل : ( عقد الإجارة المنتهي بالتمليك ) الذي قدّم له الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين – رحمه الله – ، وقد كان ممن تتلمذ على جدّ الشيخ سعد وهو الشيخ عبد العزيز الشثري ( أبو حبيب ) – رحمه الله – .
وكان للشيخ دروس في مختلف الفنون الشرعيّة في المساجد وفي بيته ، وكان يحضرها بعض زملائه وأقرانه الذين أدركوا أن مجالس الشيخ لا تخلو من الفائدة ، ولو كانوا أقراناً له.
بل أذكر أن بعض أعضاء هيئة التدريس في كلية الشريعة كانوا يُحيلوننا عند سؤالهم وحيرتهم في الجواب على الشيخ ، فنجد الجواب عنده.
وبعد أن سطع نجم الشيخ وجّه له سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز – رحمه الله – ( المفتي العام سابقاً ) الدعوات للمشاركة في ندوات جامع الإمام تركي بن عبد الله – رحمه الله – ( الجامع الكبير بالرياض ) ، وكان أن سمعت مرّةً وبعد إحدى الندوات الشيخَ ابنَ باز – رحمه الله – وكان يُثني على الشيخ سعد ثناءً عاطراً.
وكان الشيخ سعد يتردد على مجالس ودروس الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ ( المفتي العام حالياً ) – حفظه الله.
هذا وللشيخ مشاركاته الإعلامية ؛ كمشاركته في إذاعة القرآن الكريم ، وبعض القنوات الإسلامية. وله موقع إلكتروني على الشبكة يتواصل من خلاله مع الناس.
كتبت هذه الكلمات على عَجَلٍ لبيان شيءٍ عن حياة الشيخ سعد – حفظه الله – عندما لَمَزَه أقزام الصحافة بأنه ما وصل لمنصبه – عضواً في هيئة كبار العلماء – لجدارته ، وزعموا أن سبب وصوله للمنصب قدرُه عند ولاة الأمر فقط !! ، وما فعلوا ما فعلوا – أقصد أقزام الصحافة - إلا انتقاماً لأنفسهم باستنقاص قدره بعد أن صفَعَهم الشيخُ ببيانِ حالهم المُخزي ، وذلك في حلقة من حلقات برنامج ( البيان التالي ) في قناة دليل ، وقد كان عنوانها : ( علماؤنا والبرج العاجي ) ، كما إنهم فعلوا ما فعلوا أيضاً لأن الشيخ وفي حلقة من حلقات برنامج ( الجواب الكافي ) في قناة المجد ، أشاد بجامعة الملك عبد الله وتميّزها ، كما بيّن للناس في صورة تثبّت أفئدةَ المؤمنين بأن خادمَ الحرمين الشريفين لا يرضى بنشر المنكرات ، وبيّن أن نشرَ المنكرات في الجامعة من المسؤولين فيها ، فكان نصّ ما قاله : (جامعة الملك عبد الله يُرجى لها الخير ، وأنه إنما افتتحت من أجل مصلحة الأمة ومن أجل إعادة هذه الأمة إلى ما كانت عليه سابقاً من ريادتها للعالم في العلوم قاطبة ، والهدف الذي قامت عليه الجامعة وأنشئت له هدف نبيل ، وكل مسلم يسعى إليه ويرغب في أن يكون سبباً في علو درجته من هذه الأمة ، ورفعة هذه الأمة بين الأمم ، وأن تكون سبباً من أسباب علو هذه الأمة على غيرها من الأمم ، لذلك فإن الملك عبد الله يشكر على هذه الخطوة المباركة التي لعلها تكون من أسباب الخير ومن أسباب رفعة هذه الأمة ، لكن قد يكون هناك أشياء خفيّة أو تفاصيل غير موافق عليها من ولي الأمر ، وتكون قد خفيت عليه ، ولذلك فإن الوصية في هذا الأمر أن يكون هناك لجان شرعية في مثل هذه الجامعة لتفقد هذه العلوم والنظر فيها ، والنظر في ما خالف منها الشرع فإنه يبعد ، لأن ما خالف الشرع لا يكون صحيحا ولا صوابا ، ونحن ننظر إلى عدد من العلوم أدخل فيها نظريات وآراء شاذة غريبة ، ودُرّست في هذه العلوم ، مثل نظرية التطور والنشأة وغيرها من النظريات ، ولذلك فإن الوصية إيجاد لجان شرعية للنظر في هذه الأقسام وهذه الدراسات ، للنظر في مدى موافقتها للشرع وعدم مخالفتها لأحكامه ، وبذلك يحصل فوائد عظيمة ومن أول هذه الفوائد إرضاء رب العزة والجلال بجعل تدريس هذه العلوم غير مخالف للشرع ، ولعدم تمكين من لا يعرف أحكام الشرع من إدخال نظريات وآراء مخالفة للحق ومخالفة للصواب ومخالفة للشرع ، وثانيا أنه يحصل بذلك تحقيق المصالح فإن الشريعة جاءت بجلب المصالح ودرء المفاسد ، فكل ما نهت عنه الشريعة فهو مفسدة وإبعاده من الأمور المرغب بها شرعا ، وكل أمر أمرت به الشريعة فإنه مصلحة للعباد وفيه تحقيق لما فيه الخير والسعادة ، ولذلك فالعمل بطريقة الشرع يترتب عليه تحقيق المصالح ودرء المفاسد ، ثم الأمر الثالث أن وجود بعض المخالفات الجزئية قد يكون سببا من أسباب صد الناس عن الخير الكثير في المشاريع العظيمة ، ومثال هذا الثوب النظيف الناصع إذا وجدت فيه أدنى خطة قلم فإن الناس يتفادونه ولا يلبسونه ، وهكذا أيضا مثل المشاريع الطيبة ، ومما يتعلق بهذا ما ذكره الأخ أبو سالم من جهة الاختلاط فإن الاختلاط إذا نظر الإنسان فيه وجد من المفاسد الشيء الكثير ، فمن نظر في أحوال تلك الجامعات وتلك المدارس المختلطة وجد شرورا عظيمة فيها ، يدرؤها الله عز وجل عنا بتبني حكومة الملك عبد الله سياسة عدم الاختلاط في التعليم ، وإذا نظرنا في الجامعات المختلطة وجدنا من المفاسد الشيء الكثير ، فهناك تحرش جنسي فنجد أن بعض ضعاف النفوس يتحرشون بالنساء في المكاتب أو في قاعات الدراسة أو في المصاعد أو في الممرات ومثل هذا يؤثر على نفسيات النساء ويجعل الجامعة تبتعد عن هدفها الأساس ، ثم إن الاختلاط يؤدي إلى مفسدة أخرى بجعل الرجال ينظرون للنساء والنساء ينظرن إلى الرجال فتشتغل قلوبهم بذلك عن الهدف الأساسي الذي قدموا له وأنشئت الجامعات ودور التعليم له ألا وهو التعلم ، ثم إنه يترتب عليه أيضا مفاسد من اشتغال قلوب أولياء أمور الطالبات وأزواجهن وكذلك نساء الرجال ، عندما يذهب زوجها لجامعة مختلطة فإن المرأة تبقى متحيرة ونفسيتها مترددة وتشك بأي تصرف يقوم بها زوجها ، وبعد أن يفد إليها يريد الراحة والسكن يجدها مشتغلة القلب فلا تمكنه من مراده ، ويترتب على ذلك الشيء الكثير ، وقد يترتب عليه مفاسد طلاق ومفاسد نزاعات أسرية وخلافات وشقاق ، ثم أيضا من مفاسد الاختلاط ما يحصل من ابتزاز واستغلال حاجات الطلاب والطالبات ، ويحصل لهن ابتزاز بالهواتف وبأمور أقل من هذا ، فإذا كان أحد الجنسين يمسك أمرا مهما من أمور الجنس الآخر فإنه قد يبتزه ويجعله يقدم على أفعال لا يرغبها ولا يريدها ، وهذا مشاهد في بعض دور التعليم التي أنشئت على الاختلاط ، ثم يترتب على ذلك مسألة اغتصاب وجبر النساء على ما لا يردنه في مثل هذا الأمر ، ونحن نشاهد هذا في الكثير من الدول ، وإذا كانت المرأة العفيفة في بيتها قد أغلقت عليها أبوابها ولم تتكلم مع أحد ويقوم ضعاف النفوس بالقفز عليهن والاعتداء على شرفهن فكيف بالدور المختلطة ، ومن هنا فإن الاختلاط مفسدته عظيمة وشره كثير ، وأنا ما تحدثت بمثل هذا إلا من المحبة العظيمة لمقام خادم الحرمين الشريفين ، الذي له منزلة عالية بما قدمه للأمة من خدمات عظيمة جليلة شكرها كل مؤمن في مشارق الأرض ومغاربها ، وكذلك رغبت أن تكون هذه الأهداف السامية التي سعى إليها المقام الكريم محققةً على أعلى درجات التحفظ ، بحيث لا يكون هناك ما يخدش فيها ولا يكون فيها ما يكون مؤثرا على هذا الهدف العظيم ، ثم إن هذه الجامعة نريد أن تكون على أعلى الدرجات ، وأن تخدم الأمة ، وأن تحقق الأهداف العظيمة التي سعي إليها بتأسيس هذه الجامعة ، ورغبة في قيام الجامعة لهذه الأهداف النبيلة العظيمة ، وأسأل الله جل وعلا أن ينفع بهذه الجامعة ويجعلها من أسباب الهدى والخير والصلاح ، وفي هذا المقام أحث كل من لديه القدرة على المساهمة في هذه الجامعة أن يحتسب الأجر للمساهمة فيها ، سواء كان بتقديم علم أو بتقديم خدمات فنية أو إدارية أو غير ذلك ، فإن هذا من القربات ، فالجامعة أنشئت على هدف نبيل لذلك السعي للمساهمة فيها بكل ما نستطيع قُربة ، ومن ذلك محاولة إبعاد كل ما يكون مسيئا إليها من سمعة أو كلام أو نحو ذلك ، وكذلك محاولة إبعاد كل تصرف يقوم به بعض المسئولين بالجامعة ، والتي نظن أن مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله لا يرضى به ، فإننا سمعنا تلك المقالة الجميلة التي قالها وفقه الله قبل عام في انتقاد الصحف والقائمين عليها بنشر صور النساء ، فهذا يدل على أن مثل هذه التصرفات ليست من خادم الحرمين الشريفين ، وإنما من بعض المسئولين ، وولي الأمر يسعى لخير هذه البلاد ، ويسعى لما يحقق المصلحة ، وما يحقق رفعة شأن هذه الأمة الإسلامية ، وجعل الأمم الأخرى تستفيد منها بحيث تكون مصدرًا للعلم لا مجرد مستقبلَ له ).
فالشيخ أراه بهذا الكلام ساهم في قطع الطريق على أقزام الصحافة ومن ورائهم من يسيء لهذه البلاد نحو التغريب بالاختلاط ، بل بما لا يقل خطراً عنه وهو تذويب تميّز المسلم بدينه ، أو ما يُسمى بالتطبيع مع اليهود !! ، فبالأمس يُجالس أحدُهم – وهو من لا يُعرف له في العلم أصل – صُحُفياً إسرائيلياً بحجّة المهنة .. واليوم ربّما بحجّة البحث العلمي !!
ألا إن التعامل مع اليهود ليس حراماً مطلقاً ، فقد مات النبي – صلى الله عليه وسلم – ودرعه مرهونة عند يهودي ، ولكن الحرام أن يُساوى مسلمٌ بيهوديٍ !! ، نعم لا يُهضم اليهودي حقّه لكن لا يظهر على المسلم أبداً ، ونبراسُنا في ذلك ما تضمنته سورة الممتحنة من أحكام من أولها إلى آخرها ، فقد بيّنت كيف تكون علاقة المسلم بغيره.
كما إن الشيخ ذَكَرَ من الحلول إيجادَ لجان شرعية في مثل هذه الجامعة لتفقد هذه العلوم والنظر فيها ، وهذا ما لا يُريده أقزام الصحافة ومن ورائهم أهل الباطل ، لأن اللجان الشرعية ستكون غُصّة في حلوقهم.
كما إن الشيخ دعا من أراد الخير للمشاركة في الجامعة ، وهذا ما سيُكدّر خواطر من لا يُريد خيراً.
وأختم بأمور :
الأول : أسأل الله أن يوفق خادم الحرمين الشريفين لكل خير ، ويسدده.
الثاني : أؤكد على تميّز الجامعة العلمي وكونها منارة لنشر العلم والتقنية ، وما فيها من مخالفات كالاختلاط تجب إزالتها لتحفظ للجامعة تميّزها.
الثالث : أن يُنشأ في سكنِ الجامعة مكتبٌ تعاوني للدعوة والإرشاد وتوعية الجاليات ، أسوةً بالإسكان في الهيئة الملكية بينبع ، وعملاً بتوصيات مؤتمر حوار الأديان ، وذلك من أجل بيان الإسلام لمنسوبي الجامعة من غير المسلمين.
الرابع : كلام الشيخ مبنيٌّ على قواعدَ شرعيّةٍ ، أما كلام منتقديه فلا يعدُ أن يكون حديث هوى ، فمن كلام الشيخ :
- ما خالف الشرع لا يكون صحيحا ولا صوابا.
- كل ما نهت عنه الشريعة فهو مفسدة وإبعاده من الأمور المرغب بها شرعا ، وكل أمر أمرت به الشريعة فإنه مصلحة للعباد وفيه تحقيق لما فيه الخير والسعادة.
الخامس : من شاء أن يستمتع بمشاهدة حلقة ( علماؤنا والبرج العاجي ) فسيجدها مبثوثة في الشبكة العنكبوتية ، وليس راءٍ كمن سمع.
السادس : لأقزام الصحافة أقول : أنتم سحابة صيف بإذن الله .. سريعاً ما تنتشر وسريعاً ما تزول .. ولكم كتبت مقالاً عنوانه : ( يزيد يخترق الوسط الإعلامي ).


سلطان بن عثمان البصيري
القاضي بالمحكمة الإدارية بالمدينة المنورة
www.sbusairi.blogspot.com
 


دفاعاً عن الشيخ الشثري : تحريض الوطن تمسحاً بالقطيع بخشقجة ليبرالية
أبولـُجين إبراهيم

لجينيات ـ نذر الغرب جهوده لهدم الإسلام في نفوس أتباعه ، واستعمل لذلك أداة قديمة تنْعَتُها مخابرات الدول بـ"الطابور الخامس" أو "حصان طروادة"، وموظفي هذا الطابور هم الذين تغرَّبُوا مع الاحتفاظ بأسمائهم العربية، وما كان لهم أن يسجلوا نجاحاً تغريبياً، إلا بسبب حسن ظن الصالحين بهم ، وغفلة البعض عنهم!!

وما زال غربان هذا الطابور يَنشرون نعيقهم على صفحات جرائدهم في مسعى شيطاني لتحويل الأمة عما تبقى من مسارها الإسلامي، ومحاولين إسداء صنيع لأسيادهم في الغرب وذلك عبر تشكيل المجتمع المسلم على نمط الحياة الغربية.

ومن بين هؤلاء رئيس تحرير صحيفة الوطن "جمال خاشقجي"، السعودي الجنسية ،والمولود في أطهر بقعة في الأرض حوت جسد سيد النبيين والبشر أجمعين محمد صلي الله عليه وسلم، وقد بات "خاشقجي " يُناصب العِداء في صحيفته المشبوهة بشهادة النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء ووزير الداخلية الأمير نايف بن عبد العزيز  وذلك من خلال التهجم على الدعاة والعلماء، ومحاولاته الدؤوبة على صفحات "الوطن" تحكيم منهج "الأسياد" الغربيين في حياة المسلمين.

فقد شن "خاشقجي" هجوماً وقحاً ضد الشيخ الدكتور سعد بن ناصر بن عبد العزيز الشثري، عضو هيئة كبار العلماء  في المملكة العربية السعودية ، الذي ما علمنا عنه إلا كل خير نحسبه كذلك ولا نزكي على الله أحدا، حيث أنه نشأ في أسرة علم ودين أبًا عن جد فهو ينحدر من أسرة تاريخها ناصع في بناء دولتنا  فكان مهتمًّا بطلب العلم والتوجه له، ووالده الشيخ ناصر بن عبد العزيز الشثري يعمل مستشاراً لدى خادم الحرمين الشريفين وله مكانة كبيرة ومعروفة عند الأسرة الحاكمة .

أما جمال خاشقجي، ما علمنا عنه إلا كل سوء! بدايةً من علاقاته المشبوهة وآخرها التي فضحها الكاتب فهمي هويدي – ليس صحوياً ولا إرهابيا- حين تساءل عن سر الجمع بين سبعة صحفيين مسلمين في القاهرة- بينهم خاشقجي بالطبع- وناحوم رنيه من صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، إلا لم يكن هذا تطبيعاً صحفياً - يدركه خاشقجي- فليعطينا مبرراً آخر، و لا يردد صدى كذبه "أن أتغيب عن اللقاء لمجرد حضور هذا الصحافي الإسرائيلي فهذا في تقديري ليس واردا وليس عملا مهنيا"..!

"خاشقجي" الذي يريد فرض الاختلاط علينا كما أراد فرض التطبيع مع إسرائيل، يمتد نسبه – للأسف- إلى تركيا كما هو يقر ذلك عن نفسه! تركيا التي انطلقت من ربوعها أعظم الفتوحات على أكتاف أعظم القادة والفاتحين، واحتضنت آخر خلافة اهريقت دماؤها على أيدي يهود الدونمة، الذين استعملوا عملاءً في الطابور الخامس على رأسهم مصطفى كمال أتاتورك، حصان طروادة الذي مرق من خلاله الغرب إلى قلب حصن الإسلام و خلافة المسلمين.

وقديماً قالوا إذا عرف السبب بطل العجب، ومن حق القرّاء أن يعلموا حجم التناقض الذي يحمله "خاشقجي" بين قلبه وقلمه، حيث انه كان من الصحفيين العرب المقربين من قادة الجهاد الأفغاني وذلك أثناء الاجتياح السوفيتي، فهل استطاعت دوائر غربية استقطاب الرجل والاستفادة من خبراته، أم أنه بما عرف عنه من حنكة ودهاء كما يقولون عنه إصطادهم بذات الطعم، مرتهناً تاريخه الفكري والمهني في إطار برجماتي، ووفق رؤيته الميكافيلية.

إن جملة من الشواهد قد تؤيد ذلك، أو على الأقل لا تستبعده إذا وضع على طاولة البحث والتدقيق؛ حيث أن أجندته "الإستخباراتية" -لازال ينفيها إلى اليوم - حينما كان متنقلاً بين لندن وواشنطن، إبان عمله مستشارًا إعلاميّا للسفارة السعودية، جعلته مقرباً من دوائر صنع القرار في الغرب، مستفيداً من ذلك بما جعله يختصر سنوات ويتخطى عقبات حتى تولى رئاسة تحرير صحيفة "الوطن".

واستهل "خاشقجي" أولى خدماته باستهداف هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وياليته اكتفى بذلك بل سارع وانبطح تحت حوافر "السيستاني" آية البيت الأبيض، الرجل الذي حرم على شيعته الدفاع عن العراق والوقوف أمام جيش "التحرير" الأمريكي المنتظر.

بعدها بادر "خاشقجي" بدعوته المشبوهة التي وجهها إلى شيخ ‎الأزهر ومفتي المملكة العربية السعودية ‎والشيخ‎ القرضاوي وآخرين، في أن يشدوا الرحال إلى النجف ‎‎الأشرف ؛ لتقبيل‎ حوافر ‎سماحة "السيستاني"، رجل إيران في العراق وشريك الاحتلال الأمريكي الذي لا يخفى دوره على أحد ..!!

ويحاول "خاشقجي" إزالة التناقض الواضح في شخصه بطرحه المتواصل في صحيفته، مؤكدا أن قيام الدولة الإسلامية التي آمن بها في بداية تكوينه الفكري أضحت "مستحيلة"، زاعماً أن تطبيق المنهج الغربي بجميع بمكوناته بما فيها الاجتماعية والأخلاقية هو الحل.

هذه الروح الإنهزامية يصر"خاشقجي" على إلزامنا بها ، ويقودنا إلى ما وصفه في حوار منشور له عام2005م بصحيفة الشرق الأوسط على ضرورة تطبيق النظام السياسي الغربي، مبرراً ذلك في حوار أذاعته قناة العربية اعترف فيه إنه " بدأ متشددا ثم تطور فكره إلى الاعتدال الشخصي السلوكي"..!!

 وفي أقذر عملية إرهاب فكري يقوم بها الطابور الخامس عبر تاريخه، هاجم "خاشقجي" فضيلة الشيخ  الدكتور سعد الشثري، وذلك في مقال حاول فيه جمع نفايات ما نشر في قمامة الشبكة الليبرالية بخصوص جامعة الملك عبد الله ، ويمكن تلخيص هذا الهجوم في عدة نقاط:


1- أكد أن نقد الاختلاط في جامعة الملك عبد الله مع تغييب أدوارها المشرقة هو تشويش (منظم) وكلمة منظم لها ثقلها السياسي ! ، كما وصف حملة الإنكار على الاختلاط بـ (قميص عثمان) وهو وصف له دلالته السياسية أيضا.

2- زعم بأن الاختلاط في جامعة الملك عبد الله جزءٌ لا يتجزأ من طبيعتها (العلمية الرائدة) ولا يمكن بأي حال أن تكون جامعة رائدة تحقق أهدافها بدون اختلاط، قائلا: " مسألة الاختلاط في الجامعة ما هو إلا عارض للعلم والبحث العلمي ونتاج للثورة المعرفية التي لا تفرق أنثى عن ذكر، فبات العلم لا يعرف جنسا أو عرقا، وأن الاختلاط غير مقصود في ذاته، إنما هو ناتج طبيعي في حقل معين كالبحث العلمي العالي، مثلما هو حاصل في كليات الطب،والمستشفيات"..!

3- انتقد تصريح الشيخ سعد الشثري على قناة المجد مؤكدا على أن الواجب مناصحة ولي الأمر لا إعلان النصيحة على الملأ، موجها له النصيحة بقوله : "إن محبتك للملك حفظه الله تلزم بفتوى كبار العلماء، بأن تنصح وفق منهج السلف الصحيح وليس على صدر قناة أشرعت ساحتها لمتحدثين بعيدين عن واقع!!"

4- اتهم الشيخ سعد الشثري ضمنا بالتحريض على الإرهاب وتغذيته.

5- تهجم على قناة المجد واصفا إياها بالمُشوشة على مشروع النهضة وعلى الجامعة تحديدا والمثيرة للغبار بل تعداها إلى جمهورها واصفا إياهم بالجهل حيث قال" ولكن الشيخ اختار قناة المجد، والتي فتحت بابا للفتنة والتشويش على الجامعة، وعلى عملية التنمية تصريحا وتلميحا"، وأضاف " وليس على صدر قناة أشرعت ساحتها لمتحدثين بعيدين عن واقع أو يُنظرون على جهال"، متوعداً القناة بقوله:"حان الوقت إن تدُعى قناة المجد صراحة إلى تحمل مسؤوليتها بأن تكون شريكا كاملا في مشروع النهضة القائم لا مثيرة لغبار ومشوشة للرؤى والرأي".

ورداً على ذلك نؤكد أن الشيخ الشثري ذكر أثناء الحلقة التي أُذيعت على فضائية المجد بموقف خادم الحرمين الشريفين الشجاع حينما استدعى الصحفيين وأنكر عليهم نشر الصور النسائية في الصحف والمجلات, ولكن "الوطن " لم تستجب لأوامر ولي الأمر، لماذا؟؟!لأن على رأسها أحد عناصر الطابور الخامس.

كما ذكر الشيخ الشثري في ذات الحلقة المُذاعة أن دافعه لمثل هذا الكلام المحبة العظيمة لخادم الحرمين الشريفين ولجهوده الكبيرة التي قدمها، والتي عرفها كل من في المشرق والمغرب، وكذلك الأهداف النبيلة التي قامت الجامعة لتحقيقها والدور العظيم المرجو من هذه الجامعة، ولكن "خاشقجي" لم يعجبه هذا الكلام فقام بقص ولصق ما يحلو له، لُيشنع به على الشيخ الشثري الذي يشرف أمثال "خاشقجي" أن يغسلوا قدميه.

لم يقف الشيخ الشترى عند هذا الحد ، بل حث أثناء بث الحلقة كل من لديه قدرة على المساهمة في هذا المشروع الرائد للمبادرة إلى تقديم ما لديه من خبرة وعلم في هذه الجامعة,ونبه لعدم الالتفات لمثل هذه الشائعات التي يراد منها تزهيد الناس فيما يؤمل أن تُحققه الجامعة من تحويلنا كمُصدرين للعلم بدل كوننا مجرد مستوردين له، وسبحان الله لم يعجب داعية الاختلاط والسفور ما قاله داعية العلم والعفاف.

أراد الشيخ الشثري كعادة العلماء أن يبين للناس ما التبس عليهم في أمر الجامعة ، وحكم الاختلاط فيها , ورغب الرجل في أن يبين الحقيقة كاملة، وينصح دعاة الإختلاط  من بني ليبرال أمثال "خاشقجي", والحلقة مسجلة وموجودة على موقع قناة المجد الإلكتروني وهذا رابط على قناة لجينيات في اليوتيوب :
http://www.youtube.com/user/lojainiat

هجوم خاشقجي ليس هدفه الشيخ الشثري فحسب، وإنما هدفه التهجم على هيئة كبار العلماء ومحاولة الانتقاص منها، حيث دشن مقاله بعنوان "غبار الشثري والمجد"، وكما هو واضح فإن لهجة التحقير لدور هيئة كبار العلماء وقناة المجد تبدو جلية، حيث أن دورهم في نهضة الأمة والحفاظ على الثوابت لا يتعدى مجرد "غبار" في نظر خاشقجي لا أكثر..!

الخلاصة أنه إذا نظر منصف - ليس له أجندة غربية أو مخابراتية- إلى تصريحات فضيلة الشيخ سعد الشثري على قناة المجد بخصوص الجامعة، سيجدها بعيدة كل البعد عن هذه " الخشقجة " التي نعرفها من جريدة الوطن.. فلا جديد تحت الشمس!

إنها مجرد نفخة وزغ معروفة عن جريدة "الوطن"، تولى كبرها هذه المرة رئيس تحريرها جمال "خاشقجي"، وغداً نرى أصدائها بمقالات وتعليقات على صفحات صحف المكبات الليبرالية ومواقعها على الإنترنت و منتدياتها..!

موضوع ذو صلة :
كلمة حق في جامعة الملك عبد الله
 



قراءة في المنازلة بين ميليشا الصحافة وكاتبي الساحات
د.خالدالغيث


تفتخر الصحافة الغربية في هذا العصر بأنها تعبر عن هموم القراء وتطلعاتهم ، كما أن كاتبيها يستمدون شهرتهم من تبنيهم قضايا القراء ودفاعهم عنها .

لكننا إذا انتقلنا إلى صحافتنا المحلية نجد عكس ذلك تماماً ، إلا مارحم الله .

فالغالب على الصحافة المحلية (مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى ) .. لأنها تعيش وتفكر بعقلية القرن 19م في أوربا ، عندما كانت الصحافة هي المنبر الأوحد على الساحة الفكرية الذي يشكل آراء الناس .

وبالإضافة إلى هذه النظرة الرجعية لدى بعض الصحف المحلية ، فإنها تمتاز بالفجور في الخصومة مع من يخالفها الرأي ، حتى ولو كان من علماء الأمة الراسخين في العلم . في المقابل نجدها تسبغ عبارات الحب العذري ، والتماس أحسن المخارج ، عند حديثها عن علماء الضلالة .

إن الميليشيا المهيمنة على بعض الصحف تتعامل مع من يخالفها فكرياً بعقلية بوليسية قمعية ؛ ولعل ما حصل مع سماحة الشيخ سعد الشثري خير دليل على ذلك .

لكن ميليشيا الصحافة فاتها - بسبب التقدم في السن – أن هذا العصر يختلف عن القرن التاسع عشر الميلادي ، فلا يمكنها أن تحتكر الحقيقة ، في ظل تعدد المنابر الثقافية ، من قنوات فضائية ، ومنتديات ، وساحات فكرية على الشبكة العنكبوتية .

لقد تمكن كتاب الساحات في الشبكة العنكبوتية من إنزال المليشيات الصحفية من برجها العاجي ، وتعريتهم أمام القاصي والداني ..!

بل إنهم يكادون أن يسحبوا البساط من تحت أقدام الصحف الورقية ، بسب إخلاصهم ، وتفانيهم ، وصدقيتهم ، وتبنيهم لهموم الناس .

فهل يعي محتكرو بعض الصحف الورقية سنة التغيير ، وأنهم يسبحون ضد التيار ، أم يصرون على باطلهم حتى آخر أحفورة..!
 



مناقشة للتطاول على الشيخ الشثري
الدكتور محمد بن موسى الشريف
 

طالعت بحزن وألم ماجرى من تطاول على معالي الشيخ سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء حفظه الله ونفع به من قبل بعض العوام الذين ابتلينا بهم كتابا لأعمده في بعض الصحف وعلى رأسها صحف الوطن وعكاظ والجزيره والرياض التي حفلت بسيل من المقالات كتبها أشخاص لاعلاقة لهم بالعلم الشرعي ولايصلحون حكاما على الشيخ ليتهموه بتهم شنيعه هو منها براء.. وكل ذنب الشيخ أنه بين حكم الشرع في الأختلاط المذموم فكالوا له التهم وأستهزأوا به وشككوا في علمه ولي على ماكتبوه ملاحظات منها

1- يعد من باب قلة المروءة في الخصومة أن يقحم باسم خادم الحرمين في معرض الرد استعداءعلى الشيخ وهذا جرى من بعض الكتاب وفي هذا طعن خفي وخبث لايخفى.

2- يبقى الحكم الشرعي في الاختلاط ثابتا مذموما بعيدا عن التشنجات والمهاترات والاستعداءات والتمنيات والخلط في التصورات والاختلاط المذموم هو كل مالا تدعو له ضرورة شرعية أو حاجة تنزل منزلة الضرورة وعلى هذا فكل الأمثلة التي أتى بها هؤلاءالكتاب لايصح شرعا الاستشهاد بها فالاختلاط في الحرم على سبيل المثال تدعو اليه حاجة الطواف والسعي والاختلاط في المستشفيات تدعو إليه حاجة الأستشفاءوإن كانت بعض صورالاختلاط في المستشفيات لاداعي لها والاختلاط في الطائرات تدعو إليه حاجة السفر مع محرمها وأن يكونا في مكان واحد.. فالهجوم على الشيخ بإيراد تلك الأمثلة وماسواها هجوم مريب يفتقد إلى الحكمة واللياقة ومجرد من الفهم الشرعي الصحيح فالاختلاط المذموم حرام مهماطبل له المطبلون وأزعجنا بالدفاع عنه من هم عن العلم الشرعي بعيدون .

3- ثم إن هؤلاء الكتاب أقاموا الدنيا ولم يقعدوها وأوسعونا تقريعا وإستهزاءدفاعا عن الاختلاط في الجامعة وكأن الاختلاط هو الذي سيجلب إلينا العلو والرفعة العلمية وهوالذي سيعيدنا إلى المجد والسيادة وهوالذي سيفتح لنا آفاق العلوم وفي هذا مغالطة صريحة واستخفاف بالعقول ونزول بالخصومة الى مستوى لايليق بمن نصبوا أنفسهم مرشدين وناقدين وموجهين في بعض صحفنا المحليه .. ثم أليس لكم عبرة بماأصبح معلوما بالتواتر من‎ ‎حال الأقوام الذين أباحوا الاختلاط وكيف انتشرت فيهم الأمراض الجنسية والحمل غيرالشرعي وكيف تدنت لديهم مفاهيم الشرف والخلق الكريم؟والعرب تقول السعيد من اتعظ بغيره لا من وعظ به غيره

4- ثم ماذا نصنع بتجربتنا الفريدة التي يحق لناأن نفخر على الدنيا كلها بها ألا وهي الفصل في التعليم بين الذكور والإناث من الإبتدائية إلى الدراسات العليا منذ عشرات السنين وهذه التجربة أثمرت عن آلاف العقول المبدعه التي كانت لها اسهامات جليله في خدمة الوطن والعلم ؟وماذانصنع بجامعاتنا التي ليس فيها إختلاط ولله الحمد ..هل نعدها من سقط المتاع حتى يثوب مديروها إلى رشدهم ويسمحوا فيها بالاختلاط؟

وهل هي لا تصلح في وضعهاالحالي لأن تنتج العقول الفذة لأنهالا تسمح بالاختلاط؟

ماهذه الطرائق العجيبة في التفكير؟

وماهذه الشنشنة التي نعرفها من أخزم_

5- إن المأمول من جامعة خادم الحرمين أن تكون في مرتبة العليا من المعرفة والعلم والإتقان لكن هل سبيل ذلك أن يكون فيها اختلاط ؟كماأوهمتم القراء؟

ولماذا لانستمر على مانحن فيه من فصل كامل بين الذكور والإناث ونجبر من يأتينا من الغرب والشرق على احترام تجربتنا ومانريده من فصل كما يجبروننا هم على مالا يحصى من طرائق حياتهم ومايريدونه لأنفسهم في بلادهم بل في بلادنا في أحيان كثيره!

وأقول في الختام_أربعوا على أنفسكم واتقوا الله في الشيخ فماذهب إليه من تحريم الاختلاط المذموم الذي لاضرورة تستدعيه ولاحاجة ملحة له هوالرأي الصحيح الذي تسنده النصوص الشرعية والمصالح المرعية ولايجوز لكم شرعاالتحدث في مسائل لاتحسنوها ولاتصلحون لها _والله الموفق
 



إلى زوّار السّفارات .. قولوا بقولكم أو بعض قولكم ..
محمّد بن عبدالله البقمي


حينما تكون الدعوات الغيورة ، والمناصحات الصادقة ، والمُمانعات المتوثّبة ؛ منطلقةً من علماء صدق البيان والنصيحة ، وسابقةِ العلم والدّعوة والفضل .. فإنّه لا يضير أصحابها أن تأكل على موائدهم اللئام ، أو يجتمع عليها الطّغام ..
لقد استمعتُ واستمتعتُ بتلك العبارات الصّادقة التي صدح بها الشيخ العلامة د. سعد الشثري ( عضو هيئة كبار العلماء ، وعضو اللجنة الدائمة للإفتاء ) وهو من هو في مكانته العلميّة المرموقة ، وتمكّنه المعرفي ، ورسوخه الشرعي ، وتحقّقه الفريد - رعاه الله - .. وشهادة مثلي فيه مجروحة ، حيث لا يُجلب التمر على هجر !
إلى هذا الحدّ – يا سادة – فإنه لا ضير ، والخطب يسير ، بل هو ممّا لا بدّ منه ، ولا غنى لنا عنه ؛ كيف وقد أخذ الله الميثاق على أهل العلم : { لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلَا تَكْتُمُونَهُ } [ آل عمران 187 ] ؟؟! والشيخ – سدّده الله – أعلم بهذا الميثاق ، وما يجب له من صدق النصيحة ، والديانة بوضوح البيان .. ولا غرو أن يبيّن علماء بلادنا ما يدينون الله تعالى به استجابة لنداء \" خادم الحرمين الشريفين \" إذ رغب إليهم ألا تأخذهم في الحقّ لومة لائم .. فكان منهم أن استجابوا لطلب المقام الكريم ..
لكن عندما يتعرّض مثل الشيخ المفضال لهذا الهجوم السخيف ، والتحريض الرخيص ، من قبل رُويبضات الصحف ، ومراهقي الكتابات الورقية .. لا لشيء إلا لكونه بيّن أمر الله تعالى ، وما يجب لجنابه الكريم من الامتثال لأمره ، والانتهاء عن نهيه ، فرماه القوم عن قوسٍ واحدة ، وقاموا عليه لِبَداً .. ولكن ذلك لا يضير الجبل الأشمّ ، والعلم والراسخ ؛ إذ حالُ أهل العلم في مثل هذه الداجيات : رسوخٌ كالجبال ، وثبات الرجال ؛ يحقّ للمرء أن يفخر به .. فلسان الحال يهتف :
ولو لم تكن لي في القلوب مهابةٌ *** لم تُكثر الأعداء فيّ وتقدحُ !!
أمّا في حقّ الثلّة الرخيصة ، التي تكالبت على الشيخ ، وتسنّمت ذروته الشامخة لتتسلّق على أكتافه ( وهذه الردود المراهقة على الكبار معادلة صحفيّة مشهورة ) ؛ فما أجمل ما قال أبو الطيّب :

وإذا أتتك مذمّتي من ناقصٍ *** فهي الشهادة لي بأنّي كاملُ !


إنّ الفهم الأعوج ، والجهل المركّب ، والنيّة الفاسدة ، والطويّة الخبيثة ، والعمالة الرخيصة ؛ هي التي تجرّ – وحدها – لمثل هذه الحدّة في الهجوم ، وليّ أعناق الكلِم ، والتلاعب بحسَنِ المقاصد ، وجميل النوايا .. وقد عجبت لمجموعةٍ من المفارقات التي رأيتها في أصداء هذا الهجوم :
- منها : المزايدة الغريبة على الوطنيّة ، واللّمز بتعلّق عمليات التكفير والتفجير ؛ بمثل هذه الفتاوى والبيانات الصادقة من علمائنا الموثوقين ، وهذا لا يتملّكك العجب سوى كونه يصدر من دعيّ لها ( أعني الوطنية ) ، بل هو متّهمٌ في ولائه لبلده ، وتشكيكه في عقيدتها ، وهجومه على دينها ؛ بشهادة قادة البلد وكبار رجاله ، أمّا أضحوكة \"سبيل الإرهابيين\" فيكفي سقوطها عن الردّ عليها ..!!
إذ موقفُ علمائنا منهم ، وبيانهم لفساد مسلكهم ؛ أشهرُ من نارٍ على علم ..
- ومنها أيضاً : عجباً لتلك المعاني التي صمّوا بها آذاننا ، ومجّتها أسماعنا لكثرة تردادها ؛ من دعاوى \"حرية الرأي\" و \"تقبل الطرف الآخر\" و \"المشتركات الفكرية العميقة\" وغيرها .. فقد انضافت بشؤم تفكيرهم ، واعوجاج مسلكهم ؛ للغول والعنقاء والخلّ الوفيّ .!!
- ومنها كذلك – وهو ليس بالهيّن - : محاولة ضرب العقيدة بالوطن ، والعلماء بالسّاسة ، وتلك شنشنةٌ نعرفها من أخزم : { قَدْ سَأَلَهَا قَوْمٌ مِنْ قَبْلِكُمْ ثُمَّ أَصْبَحُوا بِهَا كَافِرِينَ } – تماماً كما حكى ربّنا في محكم آيِه المبارك - ..
فإنّ الوطن عندنا هو العقيدة ، وبلادنا ما كانت لتقوم لولا تحكيمها لشرع الله ، وتمسّكها به ، ودفاعها عنه ، فمهما ارتضت غيره سبيلاً ، أو بدّلت مسلكها تحوّل ما كان لها ! وهذه حقيقةٌ لا مناص عنها :

لا تَعَــجبَنْ لَِحسُـود راحَ يُنـِكـُرهَا *** تـجاهًُلا وَهَْـو عينُ الحاذقِِ الفَهِمِ
قد تُنكرُِ العينُ ضوءَ الشمسِ مِن رَمَدٍ *** ويُنكِرُ الفَمُ طعمَ الماءِ مِن سقَمِ

إنّ قادة البلد ورجالاته أعقل من تشغيبٍ سخيف ، أو تحريضٍ رخيص .. فلا يضيرهم أن يخرج ذلك من أيّ كائنٍ كان .. كما لا يهزّ ذلك المكانة الراسخة التي تبوّأها علماؤنا الأجلاء ، ولا يزيدهم ذلك إلا ثباتاً ، ومن الدولة معرفةً بقيمة اختيارها ، وتسنيمها أمانات البلد لرجاله النّاصحين ..

وإلى إخواني الغيورين أطمئنكم : أنّ مثل هذا الحراك الذي لاقاه بيان الشيخ ؛ إنّما هو تقديرٌ إلهي لله فيه حكمة ، يتلمّسها من أراد الله به خيراً ويعقلها ، وهذا ممّا يزيد الشيخ ولا ينقصه ، ويرفعُه ولا يضعُه .. فتلك سنّة ربّ العالمين .. ولله درّ الشافعي حين قال :

يخاطبني السفيهُ بكل قبحٍ *** فأكره أن أكون له مجيباً
يزيد سفاهةً فأزيد حـلـماً *** كعودٍ زاده الإحـراق طيباً

وقبل الختام .. أحيّي شجاعة الشيخ الجليل ، وبيانه بالحقّ ، ونحن بانتظار بيان بقيّة مشايخنا الكرام ، وعلمائنا الأجلاء ؛ من أعضاء هيئة كبار العلماء وغيرهم ، استجابة لميثاق ربّ العالمين ، ثم تتميماً لنداء خادم الحرمين \"سالف الذكر\" ..
والله نسأل أن يهيئ للأمّة أمراً رشداً .. وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين ،،
 

بقلم : محمّد بن عبدالله البقمي .
Al-numiri@hotmail.com
الأربعاء : 11 / 10 / 1430هـ .
 



جامعة الملك عبدالله..شمعة تضيء.. وأخرى تحرق الورق!!
د. رقية بنت محمد المحارب
 

في الوقت الذي نتطلع فيه لجامعات عالمية بقدر طموحنا وثرواتنا، نتحسس خبر هذه الجامعة الفتية التي نبحث عنها منذ زمن.. نبحث عنها بمعطياتها الضخمة وميزانيتها التي تتلاشى بها العقبات الفنية والتقنية والأكاديمية.. فكم من عبقرية ذابت وكم من نظرية دفنت في التراب.. وكم من مخترع تحطّم.. قبل أن تبزغ شمس هذه الجامعة.. غير أنه لا يزال فينا ومنا من عقول تنتظر لتحلق بخيال عبقري في ميدان البحث في بيئة مهيأة للإبداع والتفكير والاختراع.. ولكن هل قدرنا إذا أردنا تحقيق طموحنا أن نتنازل عن قيمنا.. وهل يعدّ رفضنا للاختلاط عداء للعلم والتقنية؟ وهل يستحيل أن نجمع بين العلم والحشمة والكرامة والالتزام بمبادئ ديننا..؟

لقد اصطلينا بنار كليات الطب وحرمنا هذا التخصص الذي طالما حلمنا به لأنفسنا، ثم ما زلنا نحلم به لبناتنا، حرمنا بسبب الاختلاط الذي يعم معظم سنين الطلب والتدريس والممارسة..

وكأنه لا يمكن أن تكون طبيبة إلا وكتفها في كتف الرجل!

وانثنينا على كتب اللغة والشريعة والتاريخ وبعض العلوم العلمية النظرية، لأننا لم نستطع أن نهيئ لشخصيتنا الإسلامية مجالات أخرى..

ونحن نعلم يقيناً أننا غير عاجزين عن إيجاد هذه البيئة، فدول كثيرة لديها كليات طب نسائية، وبريطانيا لديها مستشفيات نسائية خاصة..

وهنا نتوقف قليلاً لنقول لماذا لا نسمع لمن يرفض الاختلاط في الجامعة؟

لماذا لا نحاورهم ونحن دعاة الحوار؟ لماذا نرفض الاختلاط في الجامعة؟

قد يقول أحدهم لأنكم لم تعتادوا عليه.. أو يقول أنتم متزمتون متطرفون، رجعيون، متشددون، وهلم جرا.. مما يجتره بعض كتاب الأعمدة الخضراء..

والجواب أنّ تبعات الاختلاط أقبح بكثير من محاسن التقنية.. فنحن مؤمنون بأنّ الله تعالى اختار لنا الأصلح، حيث قال لنا: \"وإذا سألتموهن متاعاً فاسألوهن من وراء حجاب ذلك أطهر لقلوبكم وقلوبهن\" مع أنهن زوجات نبي، وهو حي موجود يتنزّل عليه الوحي، فكيف بمن دونهن؟

وقد يقال هذا الحرم يطوف به الرجال والنساء حول الكعبة دون حواجز ولا فواصل..

والرد أنه مع ما جاء في أمر النساء بألا يزاحمن الرجال، فالحرم مقام مرور كالطريق تخرج المرأة متحجبة مستترة، تمكث دقائق ليس لها علاقة بالرجال لا تكلمهم ولا تبحث معهم ولا تناقشهم، أين هذا من طالب وطالبة على طاولة واحدة، وفي مطاعم ومدرجات واحدة، ومع أستاذ واحد..

وكم سيجلسون يتحدثون ويتحاورون، ويمتد ذلك إلى جميع مرافق الجامعة الخدمية والترفيهية.. وما يمنعه اليوم الحياء سيتيحه غدا التبلد.. لا سيما والجامعة تستقبل أطيافاً متعددة، وجنسيات كثيرة، وأديان مختلفة وتقاليد متنافرة، ثم أثر ذلك على مجتمعنا وبلادنا غير خاف، وتقع بالقرب من البلد الحرام، فهل نقبل أن يعصى فيها الله تعالى على مرأى ومسمع منا؟

إنني لأشم رائحة احتراق الورق بالشمعة التي ظننا أننا أشعلناها لتضيء..

وفق الله ولاة أمرنا لما يحبه ويرضاه، وحفظ بلادنا من كل فتنة، وحماها من كل بلاء.. والعاقبة للتقوى..
 



حطب الفتنة
أ.د. محمد بن يحيى النجيمي


الفتنة لها وجهان وجه يلتذ به بعض الناس ويظهرون في صورة الإصلاح والمصلحين, ووجه منكر وخبيث يعرفه أهل الاختصاص بها، كما قال علي رضي الله عنه "كلمة حق أريد بها باطل" لما قالت له الخوارج "لا حكم إلا لله" ولما ظهرت السبئية- نسبة إلى عبد الله بن سبأ- بالحق المفقود المسلوب من آل البيت وأنهم الوصاة وهم هؤلاء يطعنون فيمن يظهرون لهم والولاء ظاهراً, وأمرهم إلى الله لكن الفتنة لها وجه حسن, كصورة امرأة سرعان ما تصبح عجوزاً شمطاء, لها مخالب كمخالب المنايا، كما روى أهل السير وأسباب النزول, عن رجل جاء للنبي صلى الله عليه وسلم يقول معتذراً عن الخروج للجهاد, إن بنات الأصفر يخشاهن من الفتنة, فقال لا تنفتني فأجاب الله عنه "ألا في الفتنة سقطوا".
زعمت في مقالك أن الشيخ يشوش على هذا المشروع الكبير, وقبلها ذكرت شأن الغوغاء والعامة, ثم عرجت بأن التشويش من شيخ شاب كبير إلى آخر كلامك.

فأقول من المشوش على العامة والبسطاء المنتقص من العلماء الذي يقلب موازين الأمور؟
فبالأمس سمعنا سمو النائب الثاني سمو الأمير نايف لما تكلم عن جريدتكم الموقرة فقال "أنتم في صحيفة الوطن لكم توجه سيئ, ونوايا لا أعرف لماذا تبرزها صحيفتكم, فأرجو أن يتغير هذا التوجه لما هو واجب عليها, أما أن تستكتب الأخبار التي ليس لها أساس من الصحة وحسب أهوائها ضد العقيدة وضد الوطن, فهذا لا يليق بأي صحيفة ولا بأي مواطن يعمل حتى كان كاتباً أو محرراً ".

فجاءت في نفوسنا بعض الشكوك، لعل الأمير وصله أمر سيئ عنكم ولعل كذا وكذا، ولكن سرعان ما انقشع الظلام وذهب الغلس, وانفلق الصبح لذي عينين انفلق الصبح عن بُعد فهم هذا الأمير وثقب نظره لذلك استحق الثقة من خادم الحرمين الشريفين, فهو رجل الأمن الأول منذ سبع وثلاثين سنة, فهو ذو حس أمني عالٍ دقيق, وهذا الحس الأمني ظهر في كلمته عن جريدتكم الموقرة, وما مقالكم الذي جاء في الصفحة الأولى مع صورة الشيخ الفاضل الشثري, إلا من حطب الفتنة ووقودها, والذي يستشعره رجل الأمن والمصلحون, ومن يعرف الفتنة ونارها، وباعتباري رجل أمن سابقاً وأعمل في مؤسسسات أمنية عديدة شممت رائحة الفتنة وأعادتنا للمربع الأول في وقت نلم فيه الشمل، فبسمك أرميك ومن كنانتك أغزوك, ومن دارك أحور عليك, فأنت اتهمت الشيخ بالتشويش وهذا سوء أدب، فالتشويش صفة الصحافيين, والخبط الإعلامي والسبق الصحفي, وأظن الشيخ الشثري , لا يعرف عنه شيئاً, وكذلك قناة "المجد", ولعل هذا قد يكون من تصفية الحساب مع قناة "المجد" مع حرصها على نفع البلاد والعباد وهذا بعد نظر ثانٍ من الأمير نايف, مرة أخرى لينبه الذين تسميهم العامة والغوغاء لم ينتفعوا به كقناة "المجد"، فعجباً لهذا البهتان فقناة "المجد" أن تُسَاءل- على حد قولك- وكذلك يُسَاءل من يزكها!! فهي فتحت باب الفتنة على الجامعة فلتتحمل قناة المجد المسؤولية كما يقول الخبير الصحفي فضيلتكم يا أستاذ جمال خاشقجي؟ لأنها مشوشة لغبار الرؤى والرأي, وأقول كذلك من يزكيه؟

فهنيئاً لك أخي على الحس الأمني العالي, نحسدك عليه, وأقول نحسدك ولا نغبطك، فيا أخي زعمت أن الشيخ وصل لمنصبه هذا دون توصيه من سابقيه, وإنما بدعم من ملك البلاد، فأقول ماذا تقصد بمن سبق الشيخ هل تقصد العلماء الذين يعرفون للناس منازلهم، فيعني أن الشيخ سعد تبوأ هذا المنصب ولم يدعمه سابقوه فقد تقصد أنه ليس أهلاً لم يزك من قبل أهل الخبرة بل اختاره الملك.

والعجيب أنك بررت اختياره بتبرير عجيب مقلوب، أن الملك يعطي الفرصة للشباب, لا لأنه يستحق ذلك, أليس هذا ذماً للملك أو مدحاً بما يشبه الذم؟ ثم ذكرت قميص عثمان رضي الله, وسبئية هذا الزمان فهؤلاء لعلك تقصد أن هؤلاء أظهروا خلاف ما يبطنون, فهؤلاء رفعوا قميص عثمان لا للثأر لولي أمر المسلمين مع غض النظر عن صوابهم أو خطئهم, بل رفعوه لهدف آخر أنت تزعمه فهم رفعوا شعاراً وأرادوا آخر؟

فأنت كذلك رفعت شعاراً, وأردت دثاراً "شتمت زيداً وأردت عمراً" الكلام لك واسمعي يا جاره؟ وافق شن طبقة والسبيئة أخبث وأضل, رفعوا شعار الظلم لآل البيت, وهو ابن الفتنة وابن اليهود وأراد هدم الإسلام, فهل الشيخ الشثري رفع قميص عثمان وشعار الفتنة، كبرت كلمة تخرج من أفواهكم أن تقولوا إلا تشويشاً, "رمتني بدائها وانسلت"، وقديماً رفعت الخوارج لا حكم إلا لله، حكمت الرجال في القرآن, والقاعدة تقول حكومة موالية لغير المسلمين يجب الخروج عليها وقتالها، فلماذا هذه الإثارة التي رميت الشيخ بها، هلا عملت بما نصحت به, مع أن كلام الشيخ كلام عام نصح عام, وهذا جائز, ويفعله فضيلته المفتي وغيرهم نصح أخوى من أولاد لأبيهم وراعيهم, ليقينهم أنه يريد الخير ويقصد الصلاح, لا مثلك يكثر من اللفظ والغوغائية والعامة ثم السبئية وقميص عثمان؟

فمن المشوش بربك؟ من تكلم بحب وأدب ونصح نصحاً عاماً كما كان يفعل السلف؟ أم من يضع صورة الشيخ في الصفحة الأولى بخط مختلف ثم يشير للصفحة في الداخل فمن المشوش من رفع شعار "الشراه القاعدي" كما كان يقول الخوارج؟.

ألم يقل الملك "... ثم أتوجه إليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وألا تبخلوا علىٌ بالنصح ".

فهؤلاء العلماء كالشثري وغيرهم, نفذوا وصية حبيبهم وولي أمرهم ولم يبخلوا بالنصح له, كما أمر- حفظه الله- في أدب وتجمل، بل الشيخ يدعو كل واحد ليساهم محتسباً في خدمة الجامعة فلماذا لم تذكر كلام الشيخ الذي قال فيه "وفي هذا المقام أني أحث كل من كان لديه على هذه المساهمة ـ أي في دعم الجامعة ـ فيها سواء كان بتقديم علم أو تقديم خدمات فنية أو إدارية, فإن هذا من القربات لأن الجامعة أنشئت على هدف جميل, ولذلك السعي للمساهمة فيها بكل ما نستطيع قربه ومن ذلك محاولة إبعاد كل ما يكون سيئاً إليها من سمعة أو كلام ".

ثم إنك لم تكن دقيقا في نقل كلام الشيخ, بل الأدهى والأمر أن المحرر في اليوم التالي, قبل نقله لنص كلام الشيخ قال "إنك لا تجد فرقاً كبيراً بين ما كتب رئيس التحرير وبين ما قاله الشيخ"، وأنا أقول الفارق كبير فالشيخ لم يقل هذه العبارة التي نقلتها يا خاشقجي" التحرك لوقف الاختلاط وفصل الجنسين في كل مرافق الجامعة مؤكداً أنه لا يجوز لأنه مدعاة لما هو أكبر من ذلك ويترتب عليه مساوئ متعددة ويجر للسفور والذنوب ولا بد أن يتبعه مصاحبة من الجنسين لغرض المصلحة الدراسية ومصاحبة كل منهما الآخر وسوء ينتج عن هذا الاختلاط ابتزاز وتصوير ومنكرات نحن ومجتمعنا في غنى عنها ".

فأين التحري والدقة وأنت رئيس تحرير وتنقل من موقع إلكتروني, ولا تعود لنص كلام الشيخ, وإذا كان الغرب أمي قوم...... وقد قال الله تعالى "وإن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين".

أما مسألة الاختلاط, فالكلام فيها كثير جداً, تكلمنا فيه في أكثر من موضع, وليس من المناسب الكلام فيه الآن، وهل من منهج السلف صور الفاتنات في صحيفتك في نفس صفحة صورة الشيخ وعلى اليمين يا عيني على السلفية الليبرالية؟، ثم أريد أن أعلق على نقطة واحدة في موضوع الاختلاط وهو هل يمكن أن تتقدم الأمم في العلم والحضارة ولا يختلطون أم أن العلم والحضارة لا يكون إلا بالاختلاط, نعم لعلهم لا يفهمون المسائل المعقدة في الكيمياء والطب وغيرها إلا في وجود الجميلات وشم الروائح الجميلة, ربما أنتم أهل الثقافة والفن والرأي والحرية تفهمون أكثر منا في هذا الباب...؟؟؟


فأعود وأذكرك أن الملك قال كما قال الشيخ سعد الشثري في مقاله الذي طمرت كلمات منه في انتقاد ونشر صور النساء في الصحف, لماذا تشوش على كلام الملك وفعلت ما هو أقبح من كلام ونصح على الملأ؟ لماذا لا تطيع كلام إمامنا خادم الحرمين الشريفين الذي يؤمن بالمستقبل؟ لماذا العناد، أم هم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض؟، لماذا لا تلتزم بتوجيهات النائب الثاني التي قال فيها "أما أن تستكتب الأخبار التي ليس لها أساس من الصحة وحسب أهوائها ضد العقيدة والوطن فهذا لا يليق بأي صحيفة" أليس نشر الصور السيئة ضد الوطن والعقيدة وضد كلام ولي أمر المسلمين, ومخالفة للنائب الثاني والتشويش على المؤسسة الشرعية ويهيج شباب "القاعدة" الذين يتذرعون بأن المؤسسة الدينية تهان أو أنها لا قيمة لها موالية للسلطان, والذي يسمح بالصور الخليعة في الصفحات الموقرة, والجرائد الناشرة للثقافة, فأنت تهدم كما يهدم تنظيم "القاعدة" الإرهابي, وتوجد لهم ذريعة وتشعرهم بأن حتى توجيهات الملك لا قيمة لها فبلاد بلا حكومة يفعل فيها الصحافيون ما يشاءون، بفعلك هذا؟ كأنك تقرر هذا فإن كنت تعلم فتلك مصيبة وإن كنت لا تعلم فالمصيبة أعظم؟


وأخيراً رحم الله ولي أمر المسلمين, الذي قال انصحوني ولا تبخلوا علي بالنصح, والنائب الثاني الذي حذر من حطب الفتنة ومن قميص عثمان, وسبئية الصحافيين؟
رحم الله ولاة أمرنا, وحفظهم وأبقاهم للأمة مشعلا للنور والهدى.
 

كتبه
أ.د. محمد بن يحيى النجيمي
 



خطوات عملية لنصرة الحق..والشيخ سعد
عادل بن عبدالعزيز المحلاوي


يا لله كم في طيات من منح
وكم تكشف الأحداث عوار النفوس .
لقد أجلب أفاكوا صحف أطهر بلاد في المعمورة , هجوماً سافراً , لاأقول على كلام الشيخ سعد ، وإنما أجلبوا بما أُتوا من قوة لترسيخ قضية الاختلاط الذي حرمه الله عز وجل ورسوله , وصدق الله تعالى
(وَاللَّهُ يُرِيدُ أَنْ يَتُوبَ عَلَيْكُمْ وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً) (النساء:27)
ولن أتكلم عن أدلة تحريمه ، فقد وفّى من هو أعلم مني بهذا ولكني لعلي أذكرهم ,بقول الله تعالى (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَى طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَكِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنْكُمْ وَاللَّهُ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ...) (الأحزاب:53) وأذكرهم أن هذا خطاباً لأطهر قلوب عرفتها البشرية – قلوب الصحابة - عند إرادة الكلام مع أطهر نساء -زوجات النبي عليه الصلاة والسلام - .
فكيف يكون الحال إذا أراد الرجل من عامة الناس أن يتخاطب مع المرأة الأجنبية عنه ؟

لقد ناحوا نياح المستأجرة على مصالح أهدافهم , عندما أنكروا وشنعوا على الشيخ سعد واتهموه زوراً بوقوفه أمام مشروع هذه الجامعة .
وحتى يفتضح أمرهم فيما أدعوه , لقد سمع الجميع كلام الشيخ أو قرأه مكتوباً ، وليس فيه إلا الثناء على خادم الحرمين الشريفين حفظه الله , والمباركة لهذه الجامعة ، والوصية بدعمها بجميع أنواع الدعم وبيان قبل ذلك كله حكم ربه عز وجل الذي يدين الله به .
ولن أتكلم هنا دفاعاً عن الشيخ ، أو بياناً لحكم الإختلاط ، فقد أشبعه علماؤنا وأهل الحسبة منهم ، ولكن من المناسب هنا إستغلال هذا الحدث وتطويعه احتساباً لما فيه الخير للمسلمين طاعة لله ورسوله ، ودلالة للناس على أمر دينهم .

ومن هذه الخطوات العملية :

- بيان حكم الله ورسوله في الاختلاط – في الوقت الراهن - عن طريق كل وسيلة من وسيلة من وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة ، وبيان الأدلة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وكلام أهل العلم الثقات , واستغلال هذا الحديث لنشر الحكم في هذه القضية )ً لِيَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَنْ بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَنْ بَيِّنَةٍ وَإِنَّ اللَّهَ لَسَمِيعٌ عَلِيمٌ)(لأنفال: من الآية42).

- على وسائل الإعلام استضافة الشيخ سعد وغيره من الدعاة , والحديث عن هذا الموضوع بإسهاب, قياماً بالمسؤولية الملقاة على عواتقهم , وإظهار لحكم الله تعالى , ووقوفاً أمام هذه الدعوة الشرسة , ولينظروا إلى أهل الباطل , وكيف اجتمعوا على محاربة أمر الله عز وجل بالحجاب , واجتمعت مقالاتهم على قالة السوء وكأن الشيخ سعدا قد جاء بمنكر من القول وزورا .

- بيان مكانة العلماء وفضلهم ، والتحذير من الوقوع في أعراضهم , وأن عادة الله في منتقصهم معلومة وأنهم هم حملة الدين والمبلغين لأمر الله وأمر رسوله للعاملين , وأن وراء هذه الهجمة ما وراءها من التنقيص من قدر العلماء , والتأليب عليهم , وتحذير العامة من الانسياق نحوها .

- تجلية حال أهل الباطل ،وبيان خططهم ،وخطورتهم على المجتمعات المسلمة ، خصوصاً هذه البلاد , وبيان ذلك بالأدلة والبراهين التي توضح الحق وتجليه  .

- تكسيد سوق كل وسيلة إعلامية ومقاطعتها سواء كانت (قناة ,أو صحيفة , أو مجلة , أو نحوها) تحارب أمر الله وأمر رسوله ، حتى يعلموا طهارة هذا المجتمع وهذه البلاد ، وأن أهله لا يمكن أن يرضوا بهذه الدعوات المحاربة لشرع الله تعالى .

- الاتصال الدائم بالعلماء ، ومناصرتهم والدب عنهم , في كل موقع يُنتقص فيه من قدرهم سواء في وسائل الإعلام , أو المجالس العامة ودعمهم في إنكار كل منكر حرمه الله ورسوله .

- إظهار كل خير قام به أهل العلم لنصرة دينهم ، وأوطانهم وأمتهم , والرد كل على باطل يدعيه أهل السوء عنهم .

- الدخول على كل مقال , والإنكار على كاتبه , والرد عليه , نصرة لدين الله تعالى , ومن المؤسف أنك ترى ردوداً مؤيده لأهل الباطل , ولا تجد صوتاً لأهل الحق .

وبعد فهذه بعض الخطوات العملية لصد هذا الهجوم السافر على أحد علماء هذه البلاد .
نصرة لله ولرسوله ولورثة الأنبياء .
وإن المجال واسع في وضع أي خطوات عملية أخرى في هذا الباب .

اللهم أبرم لهذه الأمة أمرا راشدا تعز فيه وليَّك ، وتذل فيه عدوَّك ، ويُعمل فيه بطاعتك وصلى الله على نبيه ومصطفاه .
 


السحر انقلب على الساحر في قضية الشثري
فهد العجلان
 

يبدو لي أن السحر قد انقلب على الساحر كما يقال.

واعتقد أن الحملة السوقية ذات المعيار الأخلاقي المنخفض والتي قادها جمال خاشقجي ورفاقه قد أثارت موضوع الاختلاط في الجامعة وأحيت نشاط المحتسبين والغيورين لمواصلة النصح والإنكار له وجلّت لكثير من الناس حقيقة الأمر في وقت كانوا غافلين عنه وما يدرون إلا عن التقنية ومباني الجامعة وأنشطتها البحثية .. الخ، وإلا فإن أمر الاختلاط من قبل هذه الحملة كان ساكناً كامناً لا يكاد يتكلّم فيه أحد ، بل وحتى الشيخ سعد كان كلامه عارضاً ولم يبال به أكثر الناس، فجاءت حملة الصحافة لإرهاب الناصحين وتخويفهم حتى لا يسمع للنصح كلمة ولا يكتب فيهحرفاً فنشطت المقالات وتفاعل الجمهور وستتحرّك خطب الجمعة فقد أرادها جمال ورفاقه إبادة جماعية واستئصال تام لأي صوت ناصح فجاءت على خلاف ما أرادوا.

الغريب أن هذه الحملة الصحفية المنظّمة مع اختلاف تفكير كتّابها ووفرة نتاجها -
قرابة 30مقالاً في يومين- إلا أن ثمّ سمات عامة تتفق فيها هذه المقالات، بل والطريف أن ثمّة مثلاً متكرّر في كثير من هذه المقالات –مثل العصا في الدواليب!-:

السمة الأولى:
استغلال اسم خادم الحرمين الشريفين كوسيلة تخويف وإرهاب للمخالفين، وهذا الأسلوب وإن كان يبديه الكاتب بطريقة الحبّ والتعظيم للملك وأن الناصح للملك قد شكّ في نوايا الملك وأن الملك يعلم ويشاور ولا يخالف الشرع .. الخ إلا أن هذا التملّق الظاهر لا يخفي ما في هذا الأسلوب من إساءة لمقام الملك بحيث يكون كأداة استغلال للكاتب لتشويه خصومه وإسقاطهم والإساءة إليهم، فلو كان محبّاً بحق للملك لترفّع بمقامه أن يجعله أداة لتمرير أفكاره ومبارزة خصومه.

السمة الثانية:
أسلوب التحريض والإقصاء والتخويف من أي شخص أو فكر أو مقال ناصح أو مخالف، بل دعا بعضهم صراحة لمحاسبة من يقول شيئا من ذلك، وربط كثيرون بين مجرد إبداء الرأي بدافع النصح والحبّ الصادق بما يحصل في البلد من تفجير وغلو وعداء للدولة .. ولا يكاد يخلو مقال من حزمة تلك المقالات من هذا الأسلوب الرخيص، ولم تسلم حتى قناة المجد لمجرّد أن الشيخ ظهر منها من اتهام لها بالفتنة والتشويش كما قاله جمال خاشقجي أو بأنّ لها خطاً سياسياً مناهضاً لسياسة الدولة كما يقول داود الشريان أو غير ذلك من التهم الشتائمية الرخيصة.

السمة الثالثة:
تسفية الرأي وصاحبه وكلّ من يقول به أو يفكر بمثله ووسمه بالجهل والذهنية المنغلقة والتطرّف والحماس .. الخ الشتائم التي صبّت على عضو هيئة كبار العلماء وليست على طالبٍ في مرحلة الثانوية أو الجامعة، ويتعامل القوم مع مسألة الاختلاط وكأنها مسألة مسلّمة وبديهية وكأنه لا يقول بخلافه إلا سعد الشثري ، وكأن الناس لا يعلمون أن الاختلاط ممنوع رسمياً ودينياً في هذا البلد من عشرات السنين، وفيه قرارات وتصريحات من مؤسّس هذه الدولة ومن الحكّام من بعده، ومن جميع العلماء والهيئات الرسمية في البلد مما لا يخفى على أحد ، لكن التجهيل أو الاستهتار أو الاستغفال –ما أدري بالضبط- جعل الكتّاب يتعاملون معه وكأن الاختلاط أمر طبيعي كيف ينكره سعد الشتري؟

ما زالت الحملة مستمرّة .. وأجزم أنها لن تدوم أكثر من يومين من الآن كحدّ أقصى لأن نتائجها عكسية تماماً .. ولأن مستواها القيمي والأخلاقي في انحدار تامّ ولا أظنّ أن ثمّة مستوى أنزل منه حتى يستمرّ الكتّاب في مواصلة النزول.

فهد العجلان.الرياض.
 


خطبة (الصحافة وكبار العلماء)
بتاريخ 13/10/1430
سامي بن خالد الحمود
 

عندما تحدثت في الخطبة الماضية عن معالم الوطنية، وحق هذا الوطن بين الدعوى والحقيقة، واختطاف بعض الناس الوطنية، وتصفية الحسابات وطعن الدين باسم الوطن، واختلاق الشقاق بين الديانة والمواطنة في هذه البلاد.. لم يكن هذا الكلام النظري بمعزل عن ما وقع فعلاً في الصحف هذا الأسبوع، عندما أجاب أحد أصحاب المعالي من أعضاء هيئة كبار العلماء وهو معالي الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري حفظه الله عن سؤال وجه له في أحد البرامج الفضائية عن قضية فرعية تحدثت عنها بالتفصيل في الأسبوع الماضي، وكان وفق الله حكيماً هادئاً كعادته وبين حكم الاختلاط في التعليم وكرر الشكر والثناء والنصح والدعاء لخادم الحرمين وفقه الله.. لكن أهل الفتنة أبوا إلا أن يصادوا في الماء العكر.. وهذه بعض الوقفات حول الموضوع:
موقدة الفتن:
ليس العجب أن تنبعث شرارة الفتنة من موقدة الفتن، الجريدة المشبوهة بشهادة سمو النائب الثاني الأمير نايف حفظه الله، جريدة الوطن، حينما شن رئيس تحريرها هجوماً تحريضياً خبيثاً على الشيخ عزفاً على وتر الوطنية، وكأن كل من سمى نفسه (الوطن) أنه فعلاً يمثل الوطن وقادته وأهله.
ليس عجيباً ورئيس التحرير كان يتهم المطالبين بتأجيل الدراسة بسبب إنفلونزا الخنازير أنهم غيرُ وطنين.. ألم أقل لكم في الأسبوع الماضي أن الوطنية اختطفت من بعض الناس ليلبسوها من شاؤوا ويجردوها ممن شاؤوا.
الأمر الأعجب من هذا هو التهافت العجيب من أرباب السوابق في الصحف المحلية على هذا الموضوع..
عاصفة من الردود الصحفية العنيفة ضد الشيخ.. في يومين فقط تسعة عشر مقالاً في عدد من الصحف منها ثلاث افتتاحيات رئيسية.. صحيفة "عكاظ" تحتل الصدارة بتسعة مقالات في عدد واحد, ثم "الوطن" بثلاثة مقالات, ثم مقالان في "الجزيرة" ومقالان"الرياض", ومقال في كل من "الاقتصادية" و"الحياة".. بعضها فيه اعتراض أو نقد مؤدب، وجلها وأكثرها فيه تحريض وتجني من أصحاب سوابق معروفين بالتطاول على كل ما له علاقة بالدين.. فلمصلحة من هذا الطوفان؟ وبأي حق هذا الطغيان؟ (أتواصوا به بل هم قوم طاغون).
كاتبة تتهم الشيخ بأنه معول هدام، وآخر يقول عنه إنه صاحب فتنة (ألا في الفتنة سقطوا)، وآخر يلمز الشيخ بأنه طالباني يدعم الإرهاب (ألا في الإرهاب الفكري سقطوا) .. بل تحول بعض الصحفيين إلى مفتي يحلل ويحرم ويقول إن الفتوى فيها نظر، وهو أعمى البصر.. يقول إن الفتوى خطيرة، وهو أعمى البصيرة.
وأعجب من هذا أن يتحول بعض المنحرفين من كتاب الصحف إلى وعاظ (سبحان الله)، استدلال بالكتاب والسنة وهدي السلف الصالح، وهم يعادون هذا كله فيما مضى، قاتل الله الهوى وأهله.
ناهيكم عن الوقاحة والتندر بالأحكام الشرعية وفتاوى تحريم الاختلاط، وواحد يقول لو كان الأمر بيدهم لجعلوا طائرة للرجال وأخرى مظللة النوافذ للنساء. وآخر يقول: إن منكري الاختلاط من سقط المتاع وأنهم لا قيمة لهم ولا رأي في المجتمع، وأنهم يخالفون الشرع ويخالفون أغلبية المجتمع!.
ونحن نقول: أما خلاف الشرع فعلماؤنا الكبار واللجنة الدائمة فتاواهم معروفة ومشهورة بحمد الله.. وأما المجتمع فنحن نتحدى المتحكمين في الصحافة أن يجروا استفتاء عاماً للناس في المجتمع: هل ترضى أن تعمل ابنتك أو تدرس في بيئة مختلطة؟ حينئذ سيرى العالم من هم الأغلبية في هذا البلد المحافظ على دينه بحمد الله.
من المقصود بهذه الحملة؟
بعيداً عن المواقف الشخصية والاجتهادية، نحن نحب العلماء ونجلهم، ومع هذا فلا نقدسهم ولا ندعي لهم العصمة لا الشيخ الشثري ولا غيره، ولكن الذي يسوءنا هو التطاول على ولاة الأمر والعلماء أو النيل منهم أو إسقاط منزلتهم في المجتمع ليخلو الجو للمفسدين، وهو ما يريده أعداء الدين وأذنابهم.
إن دفاعنا عن هؤلاءِ العلماء ليسَ مجرد دفاع عن ذواتهم فهم بشرٌ يُصيبونَ ويُخطِؤون، وإنما هوَ دفاع عن العلم الذي يحملونه، والهديِ الذي يمتثلونه، وهوَ ديانةٌ وقربةٌ نتقرّبُ بها إلى الله تعالى..وفي المقابل نحن نبغض ونتبرأ إلى الله من بعض كتاب الصحف ليس لمجرد ذواتهم، بل لانحراف منهجهم وفساد عملهم وخطرهم على البلاد.
الحقيقة ليس الشيخ سعد هو المقصود وحده من هذه اللوبي الخطير المدجج بالكتابات الكثيرة في عدد من الصحف في فترة قصيرة جداً، بل المقصود هو الفتنة والتحريش، والوقوف ضد كل ما يعارض أفكارهم المتحررة، ولا يتم لهم هذا إلا بإسقاط كلمة العلماء والمؤسسات الدينية في المجتمع، وهي عادة هؤلاء الكتاب في الهجوم على كل ما يمت للدين بصلة.. الهيئة تعادى لأنها دينية، القضاء كذلك، المراكز الصيفية وحلقات التحفيظ والقنوات الإسلامية كذلك.. أما أحكام الشريعة والدين فليست محل الاهتمام عند هؤلاء المرضى، فهي أما لا قيمة لها مطلقاً، أو أن في حياتهم قيماً أخرى أعز عليهم من دين الله فلا يرفعون به رأساً، وفيهم يصدق قول شعيب عليه السلام: (يا قوم أرهطي أعز عليكم من الله واتخذتموه وراءكم ظهرياً إن ربي بما تعملون محيط).
مع أن ما قاله الشيخ حفظه الله لم يخرج عن فتوى علمائنا الكبار الأحياء منهم والأموات وهم المرجعية الشرعية في البلاد، بل هو توجه الرأي العام كما هو واضح من ردود الأفعال على مواقع الإنترنت المتحررة من رقابة وتحكم رؤساء تحرير الصحف.
ولاة الأمر والعلماء صمام أمان الوطن:
في مثل هذه الأحداث لا بد من التأكيد على ضرورة التفات الرعية حول ولاة الأمر والتحذير من نزعات الخروج والتطرف، وتوحيد صفوف المخلصين من أبناء الوطن للوقوف مع ولاة الأمر والعلماء ضد أي محاولة بائسة تسعى للتفلت من حاكمية الشريعة، مع وجوب المناصحة لولاة الأمر والعلماء والدعاء لهم.
وقد أمرنا الله تعالى بالرجوع إلى هاتين الطائفتين عن التنازع فقال تعالى: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به، ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) وهم العلماء.
والله يعلم، كم يحصل في الأرض من الفساد العريض متى ما فسد الأمراء أو العلماء أو اضطربت علاقة الناس بولاة أمورهم أو علمائهم.
الوطن هو وطن الجميع، وهو يسع الجميع ما داموا مقيمين للدين محافظين عليه.. وهذه البلاد ما قامت ولن تقوم ولن تدوم إلا بالدين.. أما من يحاول إسقاط الدين أولا يرفع به رأساً، أو لا يقبل به منهجاً، فهذه البلاد لا تصلح له كما ذكر سمو النائب الثاني الأمير نايف حفظه الله.. نسأل الله تعالى أن يكفي بلادنا شر الفتن، ويحفظ عليها دينها وأمنها.
هلك المتلونون:
من صفات المنافقين وأعداء الدين التلون وركوب الموجة أي موجة كانت، ولو كانوا بالأمس يرون فيها العار والشنار.. بالأمس يتشدقون بحرية التعبير والرأي، ثم ينكرونها اليوم، وماذا فعل الشيخ سوى أن قال رأيه بأدب؟ بل أقحمت قناة المجد في هذا الموضوع وهي لا ناقة لها فيه ولا جمل، والفتوى كانت على الهواء مباشرة. وماذا فعلت قناة المجد سوى أن أتاحت لعالم معتبر أن يقول رأيه؟.
أخرجت المجد علماء متخصصين في برامج الفتوى فقالوا: هؤلاء ليسوا من العلماء الكبار, أخرجت العلماء الكبار كابن جبرين فقالوا: ليس من المرجعية الشرعية الرسمية، أخرجت علماء رسميين في الدولة كاللحيدان والفوزان والمطلق والشثري ولا يزال للحقد بقية، إنه التلون والهوى.
ورئيس تحرير يطالب الشيخ بالمناصحة لولي الأمر في السر.. يا سلام، هو وكتابه يتكلمون بالعظائم والشنائع في العلن، ويقولون لغيرهم اذهبوا وانصحوا في السر، طيب أين حرية الكلمة وحرية التعبير، وأين هذا من هذا؟ الشيخ كان يشكر ولي الأمر ويدافع عنه، ويجيب بجواب هاديء عن سؤال حول منكر لا يسعه السكوت عليه، ولم يتفرد بهذا الأمر بل أيده الشيخ الفوزان في كلام معلن، وسبق لسماحة المفتي كلام علني في إنكار الاختلاط، والحق أن لكل نقد أو نصح ما يناسبه سرا أو علانية بحسب المصلحة والمفسدة كما يراها العلماء المعتبرون،
وبهذا يجمع بين النصوص الواردة، ولا يضرب بعضها ببعض، كما يفعل أهل الأهواء.
الحقيقة أن المتلونين أصحاب هوى، يأخذون ما يشتهون ويتركون ما يشتهون.. كما قال الله تعالى: (وإذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم إذا فريق منهم معرضون. وان يكن لهم الحق يأتوا إليه مذعنين. أفي قلوبهم مرض أم ارتابوا أم يخافون أن يحيف الله عليهم ورسوله بل أولئك هم الظالمون) .
أقول ما تسمعون وأستغفر الله العظيم.
الخطبة الثانية
أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض؟:
القاسم المشترك والقاعدة الشيطانية عند المتلونين من العلمانيين، أو الليبراليين، أو التنويريين، الإصلاحيين: (تجزئة الوحي).. وهي ظاهرة كشف الوحي عنها مبكراً، حين قال تعالى: (أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ) .. (يَقُولُونَ إِنْ أُوتِيتُمْ هَٰذَا فَخُذُوهُ، وَإِنْ لَمْ تُؤْتَوْهُ فَاحْذَرُوا) .. (وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَٰلِكَ سَبِيلا) .
تجد العلماني يحفَظ نصوص بناء العلوم المدنية والاجتهاد البشري، لكنه ينفر من نصوص تحكيم الشريعة في الأمور المنصوصة.. ثم يقول بحسب فهمه: أنا ولله الحمد منتسب للإسلام، والمشكلة ليست في الإسلام وإنما في الإسلاميين الرجعيين!.. وترى الليبرالي يحفَل بأي نصوص شرعية تتحدث عن الحريات العامة، ومشاركة المرأة في المجتمع، لكنه يتبرم من أي نصوص قرآنية أو نبوية تأمر بالنهي عن المنكر، أو معاقبة المخالف للشريعة، ثم يقول: الإسلام دين حضاري، لكن المشكلة في الإسلامويين الإقصائيين!.. وترى التنويري يتغنى بنصوص العمران المادي للدنيا والاستفادة مما عند الأمم الأخرى، لكنه يتضايق من نصوص تعظيم التوحيد ونصوص التزهيد في الدنيا بالنسبة للآخرة، ثم يقول: الإسلام دين الحضارة، وإنما المشكلة في العقلية السلفية المتحجرة!.. وترى الإصلاحي يطير فرحاً بآيات الشورى ومقاومة موسى لاستبداد فرعون، وإنكار شعيب على قومه مظالم الأموال، و"سيد الشهداء حمزة، ورجل قام إلى إمام جائر فأنكر عليه فقتله"، لكنه ينفر من نصوص العقيدة والفروع الفقهية، والأمر بطاعة ولاة الأمر بالمعروف.
فانظر كيف أن العلماني اختزل الإسلام في حرية الاجتهاد المدني، والليبرالي اختزل الإسلام في الحريات العامة، والتنويري اختزل الإسلام في قضايا الحضارة والعلوم المدنية، والإصلاحي اختزل الإسلام في الإنكار السياسي.. والله تعالى يقول: (يا أيها الذين آمنوا ادخلوا في السلم كافة).
أما أهل الحق فمنهجهم هو "استيعاب الوحي" بالموازنة بين النصوص، فتجدهم أخذوا بقاعدة بناء العلوم المدنية والاجتهاد البشري، لكن وازنوها بقاعدة تحكيم الشريعة في المنصوص عليه.. وأخذوا بقاعدة الحريات العامة، لكنهم وازنوها بقاعدة الإنكار والاحتساب.. وأخذوا بقاعدة دور المرأة في الحياة العامة، لكنهم وازنوها بقاعدة التحفظ والاحتياط في العلاقة بين الجنسين.. وأخذوا بقاعدة وجوب السعي لامتلاك الحضارة والمدنية، لكنهم وازنوها بقاعدة أولوية التوحيد والفرائض.. وأخذوا بقاعدة الإنكار والإصلاح، لكنهم وازنوها بقاعدة وجوب الطاعة بالمعروف وتحريم الخروج والافتيات.
المرجعية الشرعية لمن؟:
أدلة تحريم الاختلاط من الكتاب والسنة وعمل النبي r وأصحابه كثيرة وواضحة لكل متجرد يريد الحق بعيدا عن التشنجات والاستعداءات والتمنيات وخلط التصورات.. والاختلاط المذموم هو كل ما لا تدعو له ضرورة شرعية أو حاجة عامة معتبرة، فلا يصح شرعا الاستشهاد بالاختلاط في الحرم أو في الشوارع والأسواق، والعاقل يدرك أن الشاب يبعد أن يلتفت إلى الشابة في الحرم أو في الشارع ويتحدث معها طويلاً في مكان واحد ويقول لها من أي كلية أنتِ؟ ومن أي بلد جئتِ؟ وتيت وتيتِ، ثم يتبادلان الضِحكات والنظرات، وربما تتبعها الخلوات.. وما هو إلا يوم بعد يوم، وينكسر الحاجز ويقع اللوم، وهو ما يريده بعض القوم.
إن تحريم الاختلاط لا يبيحه فعل مسؤول ولا كتابة صحفي. لأن المرجع في تقريره وتحريره هو أهل العلم الموثوقين العالمين بكتاب الله وواقع المجتمع.
أسألكم بالله سؤالين: لو اجتمع رأينا كلنا أن موقع هذا العمود في هذا الجامع مناسب، ثم جاءنا مهندس معماري متخصص وقال إنه غير مناسب بأي قول نأخذ؟ لا شك قول المتخصص.
كذلك لو اجتمع رؤساء التحرير في الصحف وكتابهم على أن الاختلاط حلال وتمسحوا بأنصاف الأدلة، وجاء عالم فقيه واحد وقال هذا الأمر حرام، بأي قول نأخذ، وبأي قول تبرأ ذمتنا يوم أن نقف على ربنا؟ كيف وعلماؤنا متفقون على التحريم وهم أهل الاختصاص بل هم المرجع الشرعي في البلاد.
لا تحسبوه شراً لكم:
دائماً نردد هذه الآية.. ثقة بالله ويقيناً، لا تخديراً وتهويناً.. متى ما عملنا لديننا، وأبرأنا ذمتنا.
وأما التطاول والتجني على العلماء فهو لا يزيدهم بحمد الله إلا عزة ورفعة، وفيه مصلحة إظهار موقف العلماء، ونشر نقدهم البناء، الذي فيه صلاح للبلاد والعباد.
وإذا كان أهل الباطل ماضين في طريق الإفساد، وشعارهم (أن امشوا واصبروا على آلهتكم إن هذا لشئ يراد) ، فإن المنتظر من أهل الحق أن لا يستسلموا لهذا الضغط الإعلامي الرهيب، وأن يذبوا عن دينهم ووطنهم، وأن يعلموا أنها سنة التمايز (ما كان الله ليذر المؤمنين على ما أنتم عليه حتى يميز الخبيث من الطيب).
إن أملنا بالله كبير، ثم بولاة الأمر وفقهم الله أن يقفوا ضد هذا التيار الفاسد الذي يستهدف علماء البلاد، ويأخذوا على أيدي أهل الفساد، والأمل معقود بهم كذلك في حماية البلاد من التغريب والاختلاط والسفور، وإصلاح الإعلام عموماً والعمل الصحفي خصوصاً، وأقولها بكل صراحة وبعد تتبع لعدد من السوابق: يجب إنقاذ الصحف المحلية من المتحكمين فيها من ذوي التيارات الفاسدة التي لا تتفق والمنهج الذي قامت عليه هذه البلاد فيما مضى، وستمضي عليه فيما بقي، بإذن الله وتوفيقه.. إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير.. حمى الله البلاد من شر مستطير.
اللهم صل على محمد ...

الرابط الصوتي للخطبة
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=68879

 


بسم الله الرحمن الرحيم
امض سعد
فهد بن سعد أبا حسين


الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
بالأمس القريب كانت الصحف تحاول إضعاف مناعة المجتمع حتى تدب فيه الأمراض .
واليوم تحاول أن تنظّر لمرض اختلاط الرجال بالنساء بأنه حالة صحية ويجب أن يبقى في جامعة الملك عبدالله .
فصارت الصحف تعيش في موجة عارمة من الهجمات الأخلاقية على المرأة .
ولكنها كالقطن الخفيف الذي ما أسرع أن ينفش حينما يتكلم عالم من علماء الإسلام . ويصرح بخطورة الاختلاط .
فترجع تلك الأقلام والأفكار خاسئة حسيرة إلى مهدها .
إن الهجوم الفكري الذي حصل في يوم واحد من كتّاب الصحف على فضيلة معالي الشيخ سعد الشثري يدل بوضوح على أن جامعة الملك عبدالله بهذا المنهج وهذا الاختلاط تمرُّ بعقبات وصعوبات كبيرة .
بل بقاؤها على هذا المنهج أشبه ما يكون بالمستحيل إذ كيف تبقى جامعة بهذه الصورة يختلط رجالها بنسائها في بيئة إسلامية . أهلها عندهم عقول يعلمون أن الاختلاط يدعو إليه أوباما وليس علماء الإسلام . وأن الاختلاط ينضح بالعفن على الأمانة والعفة .
هذا الهجوم على الشيخ سعد الشثري وفقه الله يدل بوضوح على أن موقفه وتصريحه كان موجعاً لدعاة الفساد والاختلاط فكان له تأثيراً كبيرا بفضل من الله .
هذا الهجوم الصحفي يدل على أن كلام العلماء ونصحهم للولاة وتصريحاتهم الحكيمة في الجهات الإعلامية كل ذلك آتى أكله .
ولذلك كان لزاماً على كل من يهتم بأمر الأمة مناصحة كبار العلماء وتذكيرهم بواجبهم وأن بيانهم للحق عبر وسائل الإعلام له أثره العظيم على الأمة الإسلامية فلو صرح عدد من كبار العلماء بخطورة الاختلاط في هذه الجامعة لحصل خير كبير .
هذا الهجوم الصحفي " لا تحسبوه شرَّا لكم " فالحرب لا تستعر إلا بظهور العدو أما خفاؤه فلا يزيد الحرب إلا ضعفاً.
والصحف تعلم أن الاختلاط في جامعة الملك عبدالله مناقض لما أسست عليه هذه البلاد ولما ربّى عليه الملك عبدالعزيز أبناءه . بل مناقض لفطرة الإنسان .
فإذا خافت الصحف مواقف العلماء والدعاة حاولت بكل طريق تحجيم كلامهم .
إن انطلاق هذا الهجوم في مثل هذا اليوم وظهوره في عدد من الصحف يحدث في النفس أسئلة كثيرة فالعلماء والدعاة الذين انتقدوا جامعة الملك عبدالله ومنهجها والاختلاط فيها كثر فلماذا سلّط الهجوم على شخص واحد في يوم واحد ؟! ما الذي خلف السطور .... وما الذي حدث .
وهل أبرزت الصحف نقداً على جامعة الملك عبدالله كما كانت تبرز على وزارة الصحة والهيئات والتعليم وغيرها ؟
وهل ثم صحيفة لها رأي يواجه بقية الصحف .
لقد صفقت بعض الصحف لأوباما لما فرح بالجامعه وكشرت بأنيابها أمام العلماء والدعاة .
ولو أن رجلاً (صينياً) رأى موقف علماءنا من الاختلاط وقرأ كلام الصحف التي تدعو إلى الاختلاط لتساءل!!! من أين تصدر هذه الصحف من الغرب أم من المملكة العربية السعودية .
أتدري لماذا يتساءل ؟! الجواب : لأن عنده عقل .
ولو رأى هذا الرجل الصيني موقف رجال ونساء المملكة العربية السعودية من الاختلاط ومحاربتهم له لتساءل لماذا الحرية الأمريكية تكبت حريات أخرى .
إن الذي ينقل فرح أوباما للمجتمع السعودي وحكامه كثير من الصحف التي تحجب كلام علماء الإسلام في جامعة الملك عبدالله بل وتحارب كلام العلماء في الاختلاط .
إنني لا أتكلم بهذا الكلام حتى ننشغل بمواجهة الصحف عن إنكار مبادئ خطيرة في هذه الجامعة كالاختلاط .
ولكني أقول إن المساعي التي قام بها العلماء والدعاة للإنكار على هذه الجامعة آتت أكلها ومن أبرز هذه المساعي موقف معالي الشيخ سعد الشثري وفقه الله .
فحري بنا أن نزور العلماء ونذكرهم بواجبهم والميثاق الذي أخذ عليهم .
إن اختلاط الرجال بالنساء في هذه البلاد هدفٌ عظيم ترجوه أمريكا منذ عشرات السنين .
ويبكى عليه العلماء والدعاة وأهل الإسلام في كل مكان .
فعقول المسلمين لا تصدق .. ولا تريد أن تصدق أن البلاد التي تحتضن الحرمين .. البلاد التي قامت على الكتاب والسنة تخرج فيها نواة كهذه النواة يختلط فيها الرجال بالنساء بلا حياء ولا خجل .
في أرض هي أقرب الأراضي تقريباً إلى الحرم المكي والمدني فهل استوعبت العقول ذلك ..
وهل استوعبت العقول كيف اختير ذلك المكان ... ؟
لقد فرحت الأمة الإسلامية باليقظة التي حصلت تجاه الموهوبين والمشاريع التي قام بها وحققها خادم الحرمين وفقه الله تجاه الموهوبين ، وتداركه للعقول الإسلامية المهاجرة ومحاولة استقطابه لها بدل أن تهاجر هذه العقول إلى الغرب ..؟
ولكن ما الفائدة إذا كانت هذه العقول ستعيش في أجواء غربية تخرج لنا رجلاً هويته الفكرية هوية غربية

فمن الخطورة بمكان إنشاء قواعد فكرية غربية في أراضي المسلمين ومجاورة للحرمين الشريفين . ولا أتصور أن الملك عبدالله ولا والده ولا إخوانه يرضون بذلك .
ما الفائدة من الاختلاط هل سيزيد المعلومات او المال اوالعمل ؟! أم سيزيد في الشهوات ؟!.
والمأمول من الملك عبدالله والمرجو والمتوقع منه أن يعيد النظر في منهج هذه الجامعة في مدى توافقها مع الشرع .
فعقولنا إلى الآن لم تستوعب هذه الجامعة .
عقولنا إلى الآن لم تستوعب هذا الأمر يا خادم الحرمين .
وإذا كان هناك رأي لحفنة قليلة من الصحفيين فجماهير الأمة الإسلامية لهم رأي مكبوت تنتظر موقفاً منك يا خادم الحرمين تجاه المبادئ المخالفة للشريعة في هذه الجامعة .
سدد الله خطاك . وغفر الله لك ولوالديك وجعلك الله سائراً على نهج والدك .
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد .
 

فضيلة الشيخ / فهد بن سعد أبا حسين
عضو الدعوة بوزارة الشؤون الإسلامية
 



قال رؤساء تحرير الصحف : بسم الله رب سعد !!!
عَبْداللَّه بن محمد زُقَيْل


ذكر اللهُ في كتابه قصة أصحاب الأخدود مجملةً ، وجاءت سنة النبي صلى الله عليه وسلم مفصلةً للقصة من حديث صهيب في صحيح مسلم ( كتاب الزهد والرقائق – باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام ) في سياق طويل كان أبطالها : ساحر ، وراهب ، وغلام ... انتهت القصة بانتصار الغلام ، وإيمان أهل القرية بما دعا إليه ، ولكن قبل ذلك سؤال مهم جدا : كيف آمن أهل القرية ؟

سأختصر سياق القصة في الشاهد ، فقد حاول الجنود بشتى الطرق التخلص من الغلام ولكن الغلام بفطنته دلهم على خراطة الطريق لقلته بعد محاولات فاشلة لم تنجح في التخلص من الغلام : " ... ثُمَّ جِيءَ بِالْغُلاَمِ فَقِيلَ لَهُ : ارْجِعْ عَنْ دِينكَ فَأَبَى، فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ : اذْهَبُوا بِهِ إِلَى جَبَلِ كَذَا وَكَذَا، فَاصْعَدُوا بِهِ الْجَبَلَ، فَإِذَا بَلَغْتُمْ ذِرْوَتَهُ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ، وَإِلاَّ فَاطْرَحُوهُ، فَذَهَبُوا بِهِ فَصَعِدُوا بِهِ الْجَبَلَ. فَقَالَ : اللَّهُمّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ، فَرَجَفَ بِهِمُ الْجَبَلُ فَسَقَطُوا، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَى الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ ؟ قَالَ: كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَدَفَعَهُ إِلَى نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ فَقَالَ: اذْهَبُوا بِهِ فَاحْمِلُوهُ فِي قُرْقُورة، فَتَوَسَّطُوا بِهِ الْبَحْرَ، فَإِنْ رَجَعَ عَنْ دِينِهِ وَإِلاَّ فَاقْذِفُوهُ، فَذَهَبُوا بِهِ. فَقَالَ: اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ فَانْكَفَأَتْ بِهِمُ السَّفِينَةُ فَغَرِقُوا، وَجَاءَ يَمْشِي إِلَىَ الْمَلِكِ. فَقَالَ لَهُ الْمَلِكُ : مَا فَعَلَ أَصْحَابُكَ؟ قَالَ : كَفَانِيهِمُ اللَّهُ. فَقَالَ لِلْمَلِكِ : إِنَّكَ لَسْتَ بِقَاتِلِي حَتَّى تَفْعَلَ مَا آمُرُكَ بِهِ. قَالَ : وَمَا هُوَ ؟ قَالَ : تَجْمَعُ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَتَصْلُبُنِي عَلَىَ جِذْعٍ، ثُمَّ خُذْ سَهْماً مِنْ كِنَانَتِي، ثُمَّ ضَعِ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ، ثُمَّ قُلْ : بِاسْمِ اللهِ، رَبِّ الْغُلاَمِ، ثُمَّ ارْمِنِي، فَإِنَّكَ إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ قَتَلْتَنِي. فَجَمَعَ النَّاسَ فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ، وَصَلَبَهُ عَلَى جِذْعٍ، ثُمَّ أَخَذَ سَهْماً مِنْ كِنَانَتِهِ، ثُمَّ وَضَعَ السَّهْمَ فِي كَبِدِ الْقَوْسِ ثُمَّ قَالَ: بِاسْمِ اللهِ، رَبَّ الْغُلاَمِ، ثُمَّ رَمَاهُ فَوَقَعَ السَّهْمُ فِي صُدْغِهِ، فَوَضَعَ يَدَهُ فِي صُدْغِهِ فِي مَوْضِعِ السَّهْمِ فَمَاتَ . فقال النَّاسُ: آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ، آمَنَّا بِرَبِّ الْغُلاَمِ ... " .

انتصر الغلام ، فضحى بنفسه في سبيل الثبات على مبدأه ، ولكن أتباعه قالوا : آمنا برب الغلام !

تذكرتُ هذه القصة التي فيها من العبر الكثير الكثير ، وهذه أحدها فالمشهد في الهجمة المنظمة للصحافة المحلية ضد الشيخ د. سعد الشثري يشبه ما حصل في قصة الغلام ، فرؤساء التحرير شنوا تلك الحملة القذرة وفي حساباتهم التخلص من الشيخ سعد ولو على أقل تقدير إرهابه بعدم الكلام مرة أخرى ! ، ولكنهم في نفس الوقت لم يدر في حسبانهم أن تكون ردة الفعل المقابلة قوية على المستوى المحلي !

وأعتقد أن خبر استقالة الشيخ د. سعد وسع من قاعدة شعبيته بخلاف ما سيصوره رؤساء التحرير في الأيام القادمة - إذا لم يأتِ منع من الحديث عنها في الصحف - أنهم انتصروا في إقصاء الشيخ سعد الشثري من طريقهم ، وأن أي عضو في هيئة كبار العلماء يرفع صوته بالإنكار على أجندتنا سيكون مصيره نفس مصير الشيخ سعد الشثري !

قال تعالى في براءة عائشة : " إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ " [ النور : 11 ] .

فالهجمة على الشيخ سعد الشثري بمقاييس من قاموا بها ناجحة ، وآتت أكلها ، وبمقاييس أهل الإيمان في ظاهرها شر ، ولكنه ليس شرا محضا ، بل فيه من الخير الدنيوي والأخروي الكثير !

فهم قالوا : بسم الله رب سعد !

فأجاب الناس : آمنا برب سعد !

وانقلب السحر على الساحر ، فَلْيَضْحَكُواْ قَلِيلاً وَلْيَبْكُواْ كَثِيراً جَزَاء بِمَا كَانُواْ يَكْسِبُونَ .

ولو استقال الشيخ د. سعد الشثري فإن استقالته تحسب له لا عليه – في ظني - ، والدين ليس معلقا بالشيخ د. سعد مع احترامنا وتقديرنا وحبنا له ، وهو يعلم ذلك ، قال تعالى في حق نبيه صلى الله عليه وسلم : " وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئاً وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ " [ آل عمران : 144 ] .

فهذا في حق النبي صلى الله عليه وسلم فكيف بمن دونه ؟

قال القرطبي : " فأعلم الله تعالى في هذه الآية أن الرسل ليست بباقية في قومها أبدا، وأنه يجب التمسك بما أتت به الرسل وإن فقد الرسول بموت أو قتل " .ا.هـ.

وربما في استقالة الشيخ د. سعد خير كثير له ليتفرغ لنفع الناس أكثر ، وتعليمهم ، ونشر الخير على يديه .

هذه خاطرة أحببتُ تذكير نفسي بها أولا ، وإخواني ثانيا ، فإن أصبت فمن الله ، وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان .

اللهم أصلح أحوالنا ، ووفقنا لكل خير ، ورد كيد المنافقين والكائدين في نحورهم ، وافضحهم في الدينا والآخرة .
 



الحملة على الشثري: الوطن ينزف.. والديماغوجيون يرقصون!
د. أحمد بن راشد بن سعيّد


الزمان: مساء الثلاثاء التاسع والعشرين من أيلول (سبتمبر) 2009. كنت عائداً للتو من لقاء ساخن في فضائية "الاقتصادية"، حول مفهوم "الوسطية" و"الاعتدال"، وقد ألقيت أثناء المقابلة بعض الشكوك حول هذين المفهومين، لا سيما "الوسطية"، فبالرغم من أن أصل المفهوم ورد في القرآن الكريم إلا أنني زعمت أن ظهور خطاب "الوسطية" والترويج له وتسمية منتديات إلكترونية وبرامج تليفزيونية باسمه وإنشاء مراكز بحث تكرس جهدها لترسيخه ونشره – كل ذلك لم يحدث إلا بعد أحداث 11 سبتمبر التي أريد لها أن تكون حدثاً مفصلياً في تاريخ البشرية. ماذا يعني أن أقول عن نفسي إنني "وسطي"؟ لماذا لا أقول بدلاً من ذلك إنني مسلم؟ ثم من الذي يحدد أنني في المنطقة الوسطى؟ أنا أم من يختلف معي؟ ربما وجدت من يصفني بأنني "متطرف" مثلاً أو "منبطح"؟ وكلٌ يدعي وصلاً بالوسطية، وربما لا تقر له الوسطية بذاكا.

في ثنايا اللقاء دعوت الأستاذ جمال خاشقجي، رئيس تحرير جريدة الوطن السعودية، والذي كان قد اتصل هاتفياً بالبرنامج واعظاً المشاهدين بالوسطية والاعتدال، إلى أن تكون الصحيفة التي يقودها "وسطية" في ليبراليتها، وأن تشكل أنموذجاً للوطن الذي تحمل اسمه، وأن ينأى بها عن ما يسيء إلى الوطن بأقداسه ورموزه وتاريخه. دعوت في اللقاء أيضاً إلى أهمية أن يحرص الكتَّاب والمعلقون على توحيد الصفوف وتقريب الفجوات، والكف عن التحريض والتصوير النمطي للأشخاص والظواهر.

لم أكن وقتها قد اطلعت على عدد ذلك اليوم من جريدة "الوطن"، ولذلك لم أخاطب رئيس تحريرها بشأن ما نشر على صدر صفحتها الأولى، إلا أن الضيف الآخر في الاستديو، الشيخ محمد النجيمي، تحدث عن الأمر بوضوح، وأبلى في التعبير عن رأيه بلاء حسناً، وهو أمر يحسب له، ويحسب لقناة "الاقتصادية" أيضاً التي تدرك أن صدقيتها تنبع من اهتمامها بالتعددية والتوازن.

عدت مرهقاً إلى البيت، فرأيت "الوطن"، أو بتعبير أدق: الجريمة التي ارتكبت بحق الوطن. رأيت على يسار الصفحة الأولى صورة عالم شاب، هوعضو في هيئة كبار العلماء بالسعودية، وعلى يمين الصورة تعليق يقول: "غبار الشثري و"المجد": لم يشوش الشيخ والقناة على حلم الملك؟". كان الشيخ الشثري واجماً في الصورة لا مبتسماً، وهو ما يؤكد أنه تم اختيارها بعناية لتتسق مع التعليق/ الإدانة، ومع "فظاعة" الجرم الذي ارتكبه الشيخ. بدا الشثري كأنه "مجرم حرب" أو قاطع طريق أو متهم بعملية اختلاس كبيرة. عاد التفكير بي إلى الوراء ثلاثين عاماً عندما اقتحمت جماعة متطرفة الحرم المكي، وعاثت فيه فساداً، ثم بعد القبض على ما تبقى منهم، نشرت الصحف المحلية صور زعيمهم وهو متجهم الوجه عابس المحيا. عادت بي الذاكرة أيضاً إلى الفترة نفسها تقريباً عندما نشر الصحافي اللبناني سليم اللوزي، رئيس تحرير مجلة "الحوادث"، سلسلة من المقالات ضد النظام السوري توّجها بموضوع غلاف، وظهرت صورة كرتونية (كاريكاتورية) للرئيس الراحل حافظ الأسد على الغلاف، بعنوان يقول: "لماذا يكذب النظام؟"، وكان أن دفع اللوزي ثمن ذلك غالياً؛ إذ اختطفته الاستخبارات السورية في الخامس والعشرين من شباط (فبراير) 1980 ووجد فيما بعد مقتولاً مسلوخ اليد.

شدني التشابه بين العنوانين، ويبدو أن رئيس تحرير الوطن، كان يستحضر عنوان اللوزي وهو يصوغ عنوانه التحريضي البائس: "لم يشوش الشيخ والقناة على حلم الملك؟". قفزت إلى ذهني تلك الصور، وطفقت أتأمل الخيال الشيطاني الذي أفرز هذا التناول المروع لجريمة مزعومة ارتكبها الشثري ضد الوطن وضد الملك وضد المجتمع السعودي برمته. تمنيت وقتها لو رأيت المشهد قبل اللقاء في "الاقتصادية" (من أسف أنه لم تتم دعوتي إلى المشاركة في البرنامج إلا قبل موعد بثه على الهواء بدقائق، وهو ما جعلني أتأخر عن الحضور قرابة ربع ساعة)، ولو رأيت ما فعله محرر "الوطن" لكنت عبرت عن موقفي عندما تحدث خاشقجي إلى القناة. تمتمت في نفسي: "كم هو حزين هذا اليوم.. يوم حزين للصحافة السعودية".

في صباح اليوم التالي تداعى لمقال خاشقجي جسد حماة الوطن بالسهر والحمى، وتبارت حروفهم تقوِّل الشثري ما لم يقل، وترميه عن قوس واحدة. بل طاول الهجوم قناة المجد التي بثت اللقاء مع الشيخ ضمن حلقة من حلقات برنامجها "الجواب الكافي"، وكل القنوات الدينية الأخرى بذريعة أنها تحصر الدين في قنوات بعينها، ما يفضي إلى التطرف والانغلاق. لن أخوض في أسماء الكتَّاب، الذين حصدوا أوسمة كشف المجرم، الشاغب على "الحلم"، المعطل للمشروع، المتنكر للحداثة، العاشق للركود، وأكتفي بإيراد بعض الأمثلة: "ما قاله الشيخ..لا يعدو كونه رأي بعض الناس الذين يمسكون بذنب البعير ويتركون بقيته.. وسيُعَدٌ كلامه.. تثويراً شعبياً لمن لا يعرف من الحياة سوى.. (ذيل البعير)"، "إن سبب تخلف المسلمين من قرون هو هذه الأفكار الظلامية"، "الإرهاب ليس فعلاً إجرامياً حركياً فقط، بل هو أيديولوجيا وخطاب فكري.. والمتابع لمسار الحركات الإرهابية سوف يجد أن شرارتها الأولى كانت رأياً متطرفاً.. وفي هذا السياق خرج الشيخ سعد الشثري هذه الأيام برأي لم يكن هناك داعٍ له.. وحاول تحريك الفتنة... ولهذا فإن السكوت عليه هو سكوت على فيروس أخطر من أنفلونزا الخنازير.."، "ظهرت بعض الدعوات المحملة بغبار تورا بورا للتشويش على هذا الإنجاز الوطني.. ومن ذلك حديث الشيخ سعد الشثري.. هكذا تقاس الأمور عند بعض شيوخ المسيار والمسفار.. نحن نعرف أن بعض المنغلقين فكرياً لا يروق لهم إلا نموذج إمارة طالبان المنقرضة"، "يأبى التطرف - بكل تشدده وتخلفه وظلاميته - إلاّ أن يكون حاضراً.. حتى في بيئات إنسانية وحضارية خالدة.. إذا أردت أن تتقدم خطوة إلى الأمام، فتذكر أن التطرف يقف لك بالمرصاد دائماً، عندها ليس أمامك إلاّ أن تتحرر من عبودية (الفقيه الطالباني)، وعليك إذن أن تكسر القيود"، "[إننا] نشهد تنطعاً وتطرفاً وتشدداً ورفضاً لتواجد الأنثى ليس في مستشفى أو مطار أو طائرة.. بل في جامعة.. في الأثر الشعبي يقولون: "كل يرى الناس بعين طبعه"، رافضُ الاختلاط ضعيفٌ هش أمام الاختلاط ويتوقع أن الجميع بما في ذلك (العلماء والعالمات..) ليس لديهم ما يكابدونه سوى اختلاطهم وماذا يثمر عنه، وبعض وسائل الإعلام راع رسمي للتطرف.."، قناة المجد وغيرها من القنوات الإسلامية وسائل للمرابحة والتكسب من خلال التطرف والانغلاق، والبحث عن عالم منغلق ومتخيل.. [و] تسعى إلى محاربة حركة المجتمع والتشكيك فيها.." "ما هكذا يا سعد تورد الإبل"، "غلطة سعد الصغير"، كنا نربأ أن يكون عالمنا معولنا الهدام.. شيخنا الشاب الفقيه.. قل خيراً أو اصمت".

الملاحظ في هذه الكتابات التي أشبهت حملة منسقة (orchestrated campaign ) أنها كانت متوترة ومتشنجة ولذا فقدت التوازن ووقعت فيما تزعم أنها تحاربه، وهو التطرف. تجاهل هؤلاء الحراك الإصلاحي ومناخ حرية التعبير الذي وفره هذا الحراك في السنوات الأخيرة، ومكَّن هؤلاء الكتاب وغيرهم من إبداء آرائهم بحرية، بما في ذلك قدرتهم على نقد جهات رسمية عدة، ونشر تقارير تسائل أداء بعض المؤسسات الحكومية، كوزارة الصحة، ووزارة التربية والتعليم، ومجلس الشورى، وهيئة الأمر بالمعروف.. وغيرها. يسهب هؤلاء في الحديث عن ضرورة حرية التعبير، وعندما يحاول من يختلفون معه أن يعبر عن رأيه، ولو بطريقة مهذبة وغير مباشرة، يثورون ويشرعون سيوف التخوين والاتهام باللا وطنية وتبييت النية على تدمير "الحلم" والانقضاض على المشروع الوطني ووأد الحداثة واغتيال الحضارة... هكذا ببساطة، يتحول عضو في هيئة كبار العلماء، له مواقف مشهودة في خدمة وطنه والدفاع عنه في وجه من حملوا السلاح لزعزعة استقراره وتدمير مكتسباته، يتحول إلى "خارجي" من الصنف إياه.. "متطرف" على شاكلة أولئك.. لا فرق.. تغيرت السحنات فقط.. وبقي المزيفون الملتحون المربدة وجوههم من غبار تورا بورا، الذين يتلكؤون في إدانة "الإرهاب"، وتعجبهم عبارة "بلد الحرمين" بدل "السعودية"، ويفرغون الاحتفال باليوم الوطني من مضمونه.. هكذا نطق المشهد الحزين على صدر صحيفة "الوطن"، وهي وجهة نظر لا وجهة وطن، وهكذا صورت الأمر ردودُ الفعل المتعاطفة معه. لماذا لا يكون كلام الشيخ، الذي أثنى طويلاً على جامعة الملك عبد الله ودورها المأمول في إرساء نهضة علمية كبيرة في البلاد، لماذ ا لا يكون تعبيراً حراً أو رأياً آخر، يمكن أن يستوعبه النقاش المتداول و"الحوار الوطني" الخلاق والمبدع الذي استهله خادم الحرمين الشريفين ودعمه، وحرص على تحويله إلى ثقافة مجتمعية تتجاوز الأطر التي تدور في فلكها ملتقيات هذا الحوار؟ لماذا لا يكون إسهاماً في التنمية والإصلاح؟ لماذا اعتبر كلامه "بعيداً" عن توجهات الملك، أو "منشقاً" عن الإجماع، والشيخ أصلاً من أبناء هذا الوطن، وهو عضو في هيئة كبار العلماء، وكيف أمكن أن تكون عضويته في هذه الهيئة سبباً في رميه بالتطرف والظلامية والتشويش؟

اتهم الشيخ "بالتحريض" على العنف. حسناً، ماذا يمكن أن نسمي حملة رئيس تحرير الوطن ومن تبعه منهم غير التحريض في أبشع صوره، وغير التحامل البعيد عن المنطق والمنبت الصلة بأخلاقيات الصحافة؟ إن الحراك الثقافي والأدبي والصحافي الذي ازدهر في المملكة خلال السنوات الأخيرة يجب ألا يتحول إلى ظاهرة سلبية تقوم من خلالها فئة محددة بإقصاء فئة أخرى أوتهميشها أو وصمها بالعنف أو اللا وطنية لمجرد أنها تختلف معها. إذا كان الأمر كذلك، فلا يمكن أن يكون هذا الحراك إيجابياً، بل هو ظاهرة مرضية تنذر بمزيد من الاستقطاب والاحتقان والتوتر. بل يمكن القول إن اتهام الشثري أو غيره من الفقهاء بضعف الانتماء الوطني أو "اللين" مع ظاهرة العنف هو شنشنة نعرفها من القاعدة التي لا تكفر الحاكمين وحدهم، بل تكفر أيضاً "علماء ذيل بغلة السلطان". إن التخوين والاتهام با اللا وطنية هو الوجه الآخر للتكفير, وكلاهما سلوك إقصائي استبدادي ضار بالوطن (في التاسع من أيلول/ سبتمبر كتب خاشقجي في "الوطن" متهماً الداعين إلى تأجيل الدراسة باللا وطنية, وبعدها صدر القرار الملكي بالتأجيل..هكذا استسهل الرجل تخوين قطاع كبير من الشعب بجرة قلم, ومع أنه عارض إرادة ملكية وشعبية فإن أحداً لم يتهمه باللا وطنية). لا أرى فرقاً كبيراً بين من ينال من هيبة الحاكم، وبين من يشتم علماء الدين، فالهجوم على هيئة كبار العلماء والتعريض بأنها "هيئة للمشاغبين والمحاربين" هو هجوم ينال من هيبة الدولة السعودية ذاتها، ويضع شرعيتها موضع تساؤل.

ثمة نقطة أخيرة حول علاقة الليبرالية بهذه الحملة. كثير من الذين دخلوا في معركة ضد الشيخ الشثري يصدرون عن ما يزعمون أنها منطلقات ليبرالية. ببساطة، لا علاقة لليبرالية بكل هذا. الليبرالية تعني في أبسط مفاهيمها تعدد الرؤى والاحتفال بالتنوع. الليبرالية مظلومة في السعودية، بل مختطفة من قبل مجموعة (ولن أقول "عصابة" لأني لن أسفَّ كما أسفَّوا) تريد احتكار منافذ التعبير وحرمان أكثر الناس منها، بمن فيهم النخب الدينية كالعلماء والدعاة الذين يحظون بمكانة اجتماعية كبيرة. إن الذين يسمحون لأنفسهم بقول كل شيء ويمنعون الآخرين من قول أي شيء ليسوا ليبراليين، بل فاشيون.

أخيراً، لم تولد الحملة على الشثري من دون ارهاصات أومقدمات جعلت هذا الوضع الخطير ممكناً. لقد انطلقت الهجمة على التدين ورموزه ومظاهره منذ أحداث 11 سبتمبر، باسم محاربة التطرف الديني، فكان أن حل تطرف مكان تطرف، وحورب الشر بالشر، واتُّخذ العنفُ المستتر بالدين ذريعة للانقضاض على الدين نفسه، باسم تجفيف منابع الإرهاب فيما زعموا، أو ربما "سداً للذرائع" على الطريقة الليبرالية (الجديدة)، واستخدمت "الوسطية" ستاراً لتمييع المواقف والقفز مما طاب لهم أن يسموه "ثقافة الكراهية" إلى أحضان ما اصطلحوا على تسميته "بثقافة التسامح"، ووجد السعوديون أنفسهم أمام خطاب ديماغوجي مقرف يتصيد الأخطاء ويضخمها منتجاً ومطورًا شبكة من الصور النمطية أفرغت كثيراً من أعمدة الرأي في الصحف السعودية من العمق والتحليل، وحولتها إلى مساحات للافتراء والتعميم وتصفية الحسابات.

لن يتبلور إصلاح حقيقي في البلاد، ولن يكون هناك معنى للحوار، ولا جدوى ألبتة من العزف على سيمفونية التسامح من دون تمتع جميع شرائح المجتمع بحقها في التعبير تحت مظلة الدستور. ولن يتشكل حراك مجتمعي إيجابي نحو الإصلاح والحداثة من دون مشاركة جماعية في صناعتهما بعيداً عن التشويش والتهميش والتهويش. إن الحملة (المكارثية) على الشيخ الشثري ليست لها علاقة برأي أو فتوى صدرت منه على شاشة فضائية دينية، بل كان الشيخ ببساطة كبش فداء لحسابات ترمي إلى أبعد من النيل من وطنيته واستقامته. إما أن تكون الحملة (الشرسة وغير الأخلاقية) "خيراً لكم"، فتكون بداية لنقد ذاتي عميق ومداواة للجراح النازفة التي خلفتها في الجسد السعودي، وإما أن تكون منذراً بمزيد من التداعي وفقدان البوصلة والانحدار إلى المجهول.

----------------------
*أكاديمي وصحافي سعودي
drahmadr@hotmail.com
 



متى ينطق عضو هيئة كبار العلماء إذن..؟
د. يوسف بن أحمد القاسم


إذا سُئل عضو هيئة كبار العلماء عن مسألة تهم العامة فلم ينطق, فمتى ينطق..؟
وإذا علم عضو هيئة كبار العلماء عن منكر يشعل فتيل التحرر في البلاد فلم ينطق, فمتى ينطق..؟
وإذا توجس عضو هيئة كبار العلماء خيفة بخطيئة تحيط بشبابنا وشابّاتنا فلم ينطق, فمتى ينطق..؟
أم لا ينطق إلاّ حينما يُؤمر بالنطق, أو يُؤذن له بالفتوى, أو يُشار له بالإذن..؟

إذن.., فما موقفه أمام الله تعالى يوم القيامة, وقد توعّد الله من يكتم العلم, ويشتري به ثمناً قليلاً (إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلَ اللّهُ مِنَ الْكِتَابِ وَيَشْتَرُونَ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً أُولَـئِكَ مَا يَأْكُلُونَ فِي بُطُونِهِمْ إِلاَّ النَّارَ) وقد عدَّ الله ذلك من أخلاق علماء اليهود والنصارى الذين وصمهم الله تعالى بكتم الله العلم وإخفائه؛ تحقيقاً لمصالحهم, وإشباعاً لمطامعهم الدنيوية(وَإِذَ أَخَذَ اللّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلاَ تَكْتُمُونَهُ فَنَبَذُوهُ وَرَاء ظُهُورِهِمْ وَاشْتَرَوْاْ بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَبِئْسَ مَا يَشْتَرُونَ).
إنك لتعجب حينما ترى بعض الكتَّاب يرفع شعارات لا يُرى أثرها عليه, من أمثال: حرية الرأي, أو احترام التخصص, أو تكريس الوطنية..الخ, ثم حين يتحدث متخصص في المجال الشرعي عن قضية شرعية, إبراءً لذمته, وحباً لوطناً, ونصحاً له, تقرأ لأولئك المتشدقين بتلك الشعارات واللافتات كلاماً مستهجناً يصادر الرأي, ولا يحترم التخصص, ويصيب الوطنية في مقتل, إلاّ إذا كان للرأي الآخر مفهوم مختبئ في بطن الشاعر, أو كان للوطنية مفهوم لا يعقله إلاّ من يتشدّق بها, ويحاكم الناس إليها, ويجرّدها من مفهومها الكبير.
لقد شنّ بعض الكتَّاب حملة شعواء على د. سعد الشثري لمجرد أنه نبَّه على خطرِ منكرِ الاختلاط في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية, فهو لم يستهدف ولاة الأمر, ولم يستهدف الجامعة نفسها, ولم يستهدف ما تهدف إليه من تعليم عالي المستوى, بل حفل بفكرة الرقي بالتعليم, كما حفل بها غيره, ولكنه انتقد ما يهدف إليه بعض المسؤولين في الجامعة من خطط يُراد منها النيل من ثوابتنا الشرعية, وتقاليدنا الأدبية, بل النيل من سياسة بلادنا التي يلهج ملوكها بضرورة احترام الكتاب والسنة, وما جاء فيهما من خصوصية الرجل والمرأة, كما صرح بذلك الملك المؤسس, وأبناؤه البررة من بعده..

فهل تُشنّ الحملة على من ينادي بالفصل بين الجنسين على مقاعد التعليم, وفي حرم الجامعة..؟

هل تُشنّ الحملة على من يدعو إلى احترام سياسة الدولة في مراعاة خصوصية المرأة منذ عهد المؤسس..؟

هل تُشنّ الحملة على من يهدف للالتزام بالدستور الذي ينص على أن الكتاب والسنة هما مصدر التشريع..؟

هل تُشنّ الحملة على من يفتي بما يحمي مجتمعنا من عوادي التغريب..؟

هل تُشنّ الحملة على من يفتي بما يسمح لبناتنا المحجبات وأبنائنا بالدراسة على مقاعد الجامعة الجديدة في جو من الخصوصية, بدلاً من إغلاق الباب في وجه المحافظين والمحافظات بفرض الأجواء المختلطة..؟

من يشن الحملة على الشيخ سعد, فهو يشن الحملة على هدي الكتاب والسنة الداعي إلى ما يعزز الحشمة والعفاف...

من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنّ الحملة على سياسة الدولة الرامية إلى المحافظة على المرأة وحقوق حشمتها, وخصوصيتها...

من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنّ الحملة على دستور البلاد الذي ينص على أن الكتاب والسنة هما مصدر التشريع, لا ما يقننه بعض المسؤولين عن الجامعة, بعيداً عن مقاصد الكتاب والسنة...

من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنّ الحملة ضد الفصل بين الجنسين في أماكن التعليم, ويمهِّد بما يزج ببناتنا في أتون الاختلاط...

يا سبحان الله العظيم...!
لا يمكن أن نرتقي في الحضارة إلاّ إذا ارتكسنا في أتون الاختلاط؟
ولا يمكن أن نتذوق التحضر إلاّ إذا تجرعنا مرارة التحرش؟
ولا يمكن أن نشعر بتقدّم التعليم إلاّ إذا أحسسنا بحرارة التصاق الأجساد؟!

كلا...كلا... إنه ببساطة:
من يشنّ الحملة على الشيخ, فهو يشنها تبعاً للبروفيسور (فرانك رودس) عضو مجلس أمناء هذه الجامعة الذي قال: "إن الجامعة ستكون مؤسسة مستقلة. ستكون محكومة بمجلس إدارة مستقل ملتزم في بيان علني إلى الانفتاح، من أجل تحقيق الحرية، حرية المناقشة، وحرية التعبير. الرجال والنساء سوف يأتون إلى هنا من جميع أنحاء العالم، الرجال والنساء من جميع المذاهب، والمعتقدات، والأديان معاً من أجل الانفتاح". (صحيفة عرب نيوز، Arab news ، الإثنين 22/10/2007م).
من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنها تبعاً لنائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الخارجية الذي قال: "إن أجواء حرية الحركة واختلاط الجنسين داخل الجامعة ستتشابه مع الوضع القائم حالياً داخل مجمعات أرامكو التي تشبه جيوباً من ضواحي المدن الأمريكية المزروعة في الجزيرة العربية". (وكالة رويترز للأنباء جدة من سايمون ويب - 30 / 10 / 2007م).

من يشنّ الحملة عليه, فهو يشنّها طمعاً لما جاء في خبر منظمة (هيومن رايتس ووتش) الذي جاء فيه: "إن افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، وهي أول جامعة مختلطة في المملكة، سيشكل اختباراً حقيقياً لمدى استعداد البلاد التي تتسم بتطبيق معايير دينية واجتماعية محافظة، لتوسيع الحريات التعليمية, وتعزيز حقوق المرأة".

فهل نستغرب هذه الحملة الشرسة على الشيخ, وقد قال (دو ستورك) نائب مدير المنظمة في الشرق الأوسط كما في قناة (CNN ): "إنه مع افتتاح الجامعة، يبقى السؤال الأساسي: هل ستكون المنشأة الجديدة, جزيرة من الحرية وسط محيط من الكبت؟ وهل سيكون بإمكانها المساعدة على نشر الحرية في أجزاء أخرى من السعودية؟".

كيف نستغرب هذه الحملة, ومِن قادة هذه الحملة الشعواء مَن يتطلع إلى اليوم الذي يتحقق فيه ما جاء على لسان إذاعة (BBC ): "وتسمح الجامعة بالاختلاط بين الرجال والنساء في الحرم الجامعي, وفي قاعات الدراسة، وقيادة النساء للسيارات داخل الحرم الجامعي, ولن يُسمح لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالدخول هناك, كما لن تكون الطالبات ملزمات بارتداء الحجاب".
أليس من الوطنية أن ينصح الشيخ لوطنه, ولأبناء وبنات وطنه..؟

أليس من الوطنية أن يحرص الشيخ على فسح المجال للمحافظين والمحافظات من أبناء الوطن وبناته للدراسة في الجامعة بأجواء محافظة, وخصوصية مطلقة لكلا الجنسين..؟

أليس من الوطنية أن يفتي الشيخ بما يحمي بنات وطنه من التحرش الجنسي, الذي لا تتسع دائرته إلاّ في أماكن الاختلاط بين الجنسين, كما يدل عليه سائر الإحصاءات المنشورة في وسائل الإعلام..؟

أليس من الوطنية أن يفتي بما يختصر المسافات على من يضطر للابتعاث من الموهوبين, بما يمكن أن يُهيَّأ لهم في بلادهم من أجواء علمية سالمة من الاختلاط, عوضاً عن ابتعادهم عن أرض الوطن..؟

إنه ليس من الوطنية ولا من الوسطية أن يُمارس القمع الفكري في جرائد محلية ضد رجل يدافع عن أبناء وبنات وطنه..!
إذن... فليكفّ اللسان, وليُكسر القلم..
 



لا تلوموا صحافتَنا الأتاتوركية
أحمد بن عبد المحسن العسّاف


لا أظنُّ أنَّ صفحةَ السجالِ الكبيرِ حولَ فتوى الشَّيخِ الشّثري-أعلى اللهُ منزلَته- قدْ طويتْ أوْ أنَّها ستُطوى قريباً، بلْ إنَّ استقالةَ الشَّيخِ اليومَ-الأحد- ستبعثُ في الموضوعِ حياةً جديدةً وستفتحُ باباً منْ القولِ والعملِ لمْ يكُ مطروقاً قبلَها.

وأولُ أمرٍ ابتدأُ بهِ أنْ أدعوَ عقلاءَ قومي للكفِّ عنْ لومِ الصُّحفِ وكتَّابِها؛ فقدْ استبانَ نهجُ صحافتِنا لعامَّةِ النَّاسِ بَلْهِ خاصَّتهم، فهيَ صحافةٌ أتاتوركية لا تؤمنُ بالرأي الآخرِ معْ كثرةِ تشدُّقِها بالحريةِ وحقِّ التعبير، ولوْ كانوا يحتفلونَ بالرأي الآخرِ لما كانَ غالبُ المنشورِ فيها يعبِّرُ عنْ وجهةِ نظرٍ واحدةٍ إنْ في مقالاتِها أوْ تحقيقاتِها؛ ولما تعسَّرَ على القارئِ التفريقُ بينَ الافتتاحيةِ ومقالةِ رئيسِ التَّحريرِ وأكثرِ الأعمدةِ ومشاركاتِ الجمهورِ وحتى الرُّسوماتِ المضحكة؛ فهمْ دعاةُ حريةٍ لا يلتزمونَ بها؛ ويأنفونَ منْ الرَّقابةِ إلاَّ على رقابِ مخالفيهم، وكمْ غشُّوا الوطنَ والمواطنَ والحاكمَ ولا عجبَ فمَنْ أمِنَ العقوبةَ تسلَّطَ وطغى.

وأُثنّي بتركِ الاعتمادِ على أيِّ إجراءٍ رسمي تلقائي لأنَّ الاعتمادَ على الإجراءاتِ الرَّسميةِ العفويةِ يورثُ التَّواكلَ عنْ الحركةِ والعمل، كما أنَّ صحفَنا قدْ باتتْ في منأىً واضحٍ منْ التوجيهِ إلاَّ في قضايا محدودةٍ تُمثِّلُ خطوطا حمراً وليسَ منها الفتيا والقضاءُ والدَّعوةُ والاحتساب، إضافةً إلى أثرِ العلاقاتِ الأخطبوطيةِ الدَّاخليةِ والخارجيةِ للصُّحفِ المحليةِ؛ فلها كثيرٌ منْ المنافحينَ في الدَّواوينِ والوزاراتِ والسَّفاراتِ الذينّ يحسِّنونَ باطلَها ويروِّجونَ إفكها وما تفتريه؛ وهؤلاءِ شركاءُ في خيانةِ ولاةِ الأمرِ والبلادِ وأهلِها.

ويقتضي واجبُ الوقتِ دعوةُ أهلِ الشأنِ والنَّظرِ للخروجِ منْ حيِّزِ ردودِ الأفعالِ الضَّيقِ إلى مساحةٍ منْ الجهدِ والعملِ والإبداعِ لا حدَّ لها ولا ساحلَ دونَها ولا سقفَ يعلوها؛ فالانتظارُ مملٌّ وإنْ كانَ جزءاً منْ الحياة، وما أولى أنْ يتفرغَ لهذا العملِ جماعةٌ منْ المختَّصينَ والمحتسبينَ حتى يقضيَ اللهُ بينَنا وبينَ الجفاةِ منْ بني قومِنا بالحقِّ وهو خيرُ الحاكمين.

فكمْ في صحفِنا منْ مخالفاتٍ شرعيةٍ ونظاميةٍ تنتظرُ مَنْ يحاسبُها عليها، وما أكثرَ الخلافاتِ بينَ الصُّحفِ حولَ الانتشارِ وعددِ القرَّاءِ ونسبِ التَّوزيعِ وفي ذلكَ فرصةٌ سانحةٌ لفضحِ أيِّ صحيفةٍ بواسطةِ أختِها الحانقةِ عليها، وفي اختيارِ رؤساءِ التَّحريرِ مأخذٌ يستحقُّ التَّظلُّمَ تجاههَ فبأيِّ حقٍّ يكونُ غالبُ رؤساءِ التَّحريرِ منْ فكرٍ واحد؟ وقدْ أتاحتْ مواقعُ الصُّحفِ على الانترنت فرصةً لتتبعِ المقالاتِ وإيضاحِ تناقضاتِها؛ ولو صرفَ لها باحثٌ جادٌ شيئاً منْ جهدهِ لجاءَ لنا بكتابِ نوادرٍ يجلِّي الهمَّ عنْ النُّفوس. ومن الأعمالِ التي يمكنُ القيامَ بها إنشاءُ صحيفةٍ إلكترونيةٍ أوْ أكثر، وتكرارُ المطالبةِ بترخيصِ صحفٍ ورقيةٍ تنطقُ بلسانٍ آخرَ مغايرٍ لصحفِنا القمعية، ومنها السعيُ الحثيثُ لإلغاءِ الحصانةِ التي تحظى بِها الصُّحف وكتَّابُها أو الحصولُ على مثلِها للعلماءِ والخطباءِ والمحتسبين.

وجديرٌ بعلمائنِا عامَّةً وبأعضاءِ هيئةِ كبارِ العلماءِ خاصَّةً ألاَّ يقفوا منْ هذهِ الواقعةِ موقفَ المراقبِ العاجزِ وخصوصاً بعدَ استقالةِ الشيخ، فهل سيصمتُ العلماءُ بعدَ اليومِ خوفاً منْ هياجِ الصَّحافة؟ أمْ هلْ سيعرضُ كلُّ عالمٍ فتواه على أحدِ رؤساءِ التَّحريرِ لإجازتِها قبلَ النَّشر؟ ثمَّ أيجبُ على هيئةِ كبارِ العلماءِ تأليفُ مجلسٍ استشاريٍ منْ رؤساءِ تحريرِ الصُّحفِ لتصديقِ فتاواهم؟ وما بقيَ للعالمِ منْ مكانةٍ مادامَ كلُّ ذي عمودٍ أوْ ذاتِ عمودٍ يستطيعُ تجريحَه بإسفافٍ بالغٍ معْ صُماتٍ رسمي؟ وكيفَ سيستثمرُ علماؤنا الحدثَ لاستعادةِ هيبةِ العلمِ وحريةِ العالمِ ولو أوردها بعضُهم كما أوردها سعد-نضَّرَ اللهُ وجهه- وهو مكتملٌ كما وصفه الشَّيخُ أ.د. ناصر العمر -حفظه الله-.

وقبلَ الختامِ أشيرُ إلى قضيتينِ مهمَّتينِ فيما أحسب؛ فالأولى: ليتَ أنَّ عدوى الاستقالةِ -التي كانتْ بلا ذنبٍ ولا خطيئة- تنتقلُ لباقي المسؤولينَ الذينَ يتكرَّرُ منهم الخطأ الفادحُ-أحياناً- دونَ أدنى شعورٍ بهِ فضاعتَ منْ جرَّاءِ أخطائِهم حقوقٌ وأموالٌ وآمال. والقضيةُ الثَّانيةُ: أدعو كتّابنا الأبرارِ إلى هجرِ التَّنابزِ بالألقابِ وتعييرِ الآخرينَ بأصولِهم، فنحنُ بنصِّ الخبرِ الصَّحيحِ سواسيةٌ ولا فرقَ بينَ عربيٍ وأعجميٍ إلاَّ بالتَّقوى؛ وحريٌّ بأهلِ الإصلاحِ التَّرفعُ عنْ هذهِ الوهدةِ التي لا تفيدُ شيئاً في نقاشِ الأفكارِ والمعتقدات، فالحقُّ مقبولٌ ولوْ جاءَ به لقيطٌ لا يعرفُ أهلَه، والباطلُ مرفوضٌ ولوْ نادى إليهِ شريفٌ حسني.


أحمد بن عبد المحسن العسّاف-الرياض
الأحد 15 من شهرِ شوالَ عامَ 1430
ahmadalassaf@gmail.com
 



الـ ( كاوست ) و(هولوكوست) الصحافة السعودية
بقلم : د.عادل بن أحمد باناعمة
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى


فاتحة ...

لم يكن جلالة الملك المؤسس الموحّد عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود رحمه الله صحوياً فاقعاً ، ولم يكن " متوتّراً أمام حالات الحراك وعجلة التحديث، يسير عكس التيار متعلقاً بقشّة المتوارَثِ عادة وتقليداً " [ العمرو، عكاظ، 12/10/1430]، ولا "فقيهاً طالبانيّاً يستمرئ التخريب والتشغيب والترهيب" [ السالمي، الرياض، 12/10/1430]، ولا "معولاً في يد الحركيين يهدمون به المنجزات ويقتلون به فرحَ المشروعات" [ عبدالله آل ثاني، الجزيرة، 12/10/1430].
لم يكن صقرُ الجزيرة – رحمه الله – صاحبَ " نظرة هامشية وتغليبٍ للظن بالإمساك بحجة سد الذرائع"، ولا صاحبَ " نظرة آنية تحكم على المستقبل"[ خال، عكاظ، 11/10/1430] ، ويقيناً لم يكن "من الدعاة الصغار الزاحفين إلى المنابر بعلو أصواتهم وليس بعلو حججهم، الفارغين من العلم وإن ادعوه، والمتعطشين لتحقيق مآربهم في الشهرة ولو على حساب سماحة الدين، ونقاء الشريعة" [ المساعد، عكاظ، 11/10/1430هـ].
لم يكن الملك الموحِّدُ " يرفع الصوت وعيداً وتهويلاً" [ الصالحي، عكاظ، 11/10/1430]، ولا كان صاحب تصريحاتٍ " لا تخرج عن إطار الفتنة التي لم يكن هناك أي مبرر لها سوى الفتنة ذاتها" [ الجحدلي، عكاظ، 11/10/1430] . ولا كان "يرهب الناس بكلمة الاختلاط ويضيق عليهم حياتهم بتجاهل ضروريات الحياة وسنة الكون " [ أبو السمح، عكاظ، 11/10/1430]
لم يكن الملك عبدالعزيز شيئاً من ذلك أبداً ..
ومع ذلك فإنَّ سجلاتِ التاريخ تحفظُ لنا قوله في بيان له عام 1356هـ : " وأقبح من ذلك في الأخلاق ما حصل من الفساد في أمر اختلاط النساء بدعوى تهذيبهن وترقيتهن ... هذه طريقة شائكة تدفع بالأمة إلى هوة الدمار، ولا يقبل السير عليها إلا رجل خارج من دينه، خارج من عقله، خارج من عربيته "اهـ. [الدرر السنية 14/404،403].
وهذا الموقف من الملك عبدالعزيز رحمه الله تجاه الاختلاط شبيه بموقف الشيخ الدكتور سعد الشثري الذي استحقَّ به عند أولئك الكتبةَ كل تلك الأوصافِ .
فهل سيُلحقُ أولئك الكتبة هذه الأوصاف بالملك عبدالعزيز ؟
أم سيسحبون كلامهم عن الشيخ الشثري ؟
أم سيرضون – وهذا المتوقع – بالتلوّن ، واختلاف المعايير ، والكيل بمكيالين مادام ذلك يحقق مآربهم ؟

أين المؤامرة ؟ ...

من الطريف جداً أن نجدَ طائفةً من المثقفين والكتبةَ يسوطون الإسلاميين ليل نهار بتهمةِ إغراقهم في نظرية المؤامرة !
واليوم .. ولأجلِ تصريح يتيمٍ لشيخ جليل انتقد فيه مايراه تجاوزاً شرعياً لا يجدُ أحد هؤلاء الكتبة حرجاً في أن يقولَ : " إنَّ ما جرى على قناة المجد جزء من حملة منظمة ضد الجامعة، وهناك آخرون ينساقون وراء البقية، علماً أنهم يعرفون أن القضية ليست اختلاطاً وإنما هناك مشروع تنموي متكامل". [ خاشقجي، تصريح للعربية نت، 10/10/1430هـ]
وهكذا بجرة قلمٍ تغدو ( حرية الرأي ) و ( التعبير عن الموقف سلمياً ) ( حملةً منظمةً ) و( مؤامرةً مدبّرة ) من أجل إجهاضِ الحلم التنمويّ الكبير !!
ولستُ أدري – إن كان لابد من الحديث عن مؤامرة – أين هي المؤامرة ؟
أهي في تصريح يتيمٍ في قناةٍ واحدةٍ جاء جواباً على سؤال هاتفيٍّ ، أم في 19 مقالاً ، تنشر في يومين فقط ، عبر ستة صحفٍ ، بمشاركة ثلاثة رؤساء تحرير !!
في يوم الثلاثاء 10/10/1430 وفي تمام الساعة 9.47 مساءً نشر موقع موضوعا للكاتب سحابة عطر عنوانه: " غلطة سعد الصغير تتصاعد انتظروا صحف الغد خصوصا الرياض "، والمثيرُ في هذا الموضوع – إضافة إلى عنوانه - قول كاتبه: " يبدو أن لدى الصحف توجيهاً بعدم تمرير ماحصل مرور الكرام، ويقول علي العمري في التعليق (16) : " الحملة التي ستقودها الصحف مرضيٌّ عنها من علية القوم" [ حذف الموضوع بعد نشره بسويعات، ولكن صوره ماتزال محفوظة ].
أيُّ مؤامرةٍ إذنْ يمكنُ أن نتحدث عنها ؟

(هولوكوست مكارثي) جديد..
.
لستُ مهتماً في مقالي هذا بتحرير مسألة ( الاختلاط ) وما إذا كان هذا المصطلح حادثاً أم قديماً ، وما إذا كان ثمت اختلاطٌ حميدٌ تقرّه الشريعة أم لا ؟ فهذه مسألةٌ فقهيّةٌ يتجادلُ فيها الفقهاء ولعلّ فيها مجالاً للنظر.
ولكن الذي حملني حملاً على الكتابة هو هذه الانتهازيّةُ الفجَّةُ التي مارسها أولئك الكتاب في تعاملهم مع كلام الشيخ الدكتور سعد بن ناصر الشثري .
ولأنَّ هذه الحملة الصحفية بهذه الكثافة والتركيز وبهذه الطريقة هي سابقةٌ فريدةٌ في صحافتنا المحلية، فإنّ من المهم التأمّلَ فيها وفي آلياتِها، وفي وسائلها.
وأوَّلُ مايلفتُ النظر هنا هو (السرعةُ العجيبةُ) في تناول الموضوع، فقد تكلم الشيخ سعد بما تكلَّمَ به مغرب الأحد 8/10/1430هـ، وبدأت الحملة يوم الثلاثاء 10/10/1430، ثم اشتدت وطأتها يوم الأربعاء والخميس والجمعة، يومٌ واحدٌ فقط كان يفصل بين تصريح الشيخ وهذا (الهولوكوست الصحفيّ)، و(المكارثية الثقافية)!
على أيِّ شيءٍ يدلُّ هذا ؟ الله أعلم !
وبعد ذلك يمكننا أن نتأمّل في (الوسائل) التي توسّلتْ بها الحملةُ التي كانت تهدفُ فيما يبدو إلى أن يصير الشيخ سعد "إلى مزبلة التاريخ"! وأن يكون "عبرةً لكل متطاول"! على حدّ تعبيرِ ( سحابة عطر ) "احدى الكاتبات"وانظر إن شئت التعليقاتِ الكثيرة في الشبكة المذكورة لترى ألفاظاً من نحو " شاف الضرب في الشثري فاعتبر"!! مما يشي بأحقاد دفينةٍ حرّكت هذه الحملة.

مراوغة المصطلحات ...
الوسيلةُ الأولى هي تزييف المفاهيم والعبث بالمصطلحات.
فالقارئ لكتابات القوم يجدُهُم ينافحونَ عن (اختلاط) " محبَّبٍ دينياً في الإسلام في العبادات والعادات على حد سواء" [ ابن بجاد، عكاظ، 13/10/1430] ، وقع في " عصر الرسول (صلى الله عليه وسلم) في المساجد وفي ميادين القتال وفي الأسواق والأماكن العامة العامرة بالنساء والرجال"[ جهيرة المساعد، عكاظ، 13/10/1430] ، وأقرَّه "غالبية علماء الدين في العالم الإسلامي،" [ أبو السمح، عكاظ، 11/10/1430].
بينما الاختلاطُ الذي تُخُوِّفَ منه في الجامعة – ونأمل ألا يكون - هو اختلاطٌ من نوعٍ آخر، لايمكن أن يكون قد حصل في عهد النبوةِ، ولا يمكنُ أن يقرّه فقيهٌ واحدٌ من فقهاء الإسلام، بل ولا يرضى بمثله صاحبُ المشروع نفسه؛ لأنّه قال في يوم بيعتِهِ: (أعاهدُ الله ثم أعاهِدكم أن أتّخذ َالقرآن َدستوراً والإسلامَ منهجاً ). اختلاطٌ وصفه نائب رئيس الجامعة لشؤون العلاقات الخارجية بأنه يشبه " جيوباً من ضواحي المدن الأمريكية" [وكالة رويترز للأنباء جدة من سايمون ويب - 30 / 10 / 2007م]، حيث يسمح للنساء والرجال -إذا أرادوا- بالنزول معاً للسباحة ( بالمايوهات)[ د.مصطفى السيد في مقابلة مع قناة دريم لاند]، وقد نبَّأنا مقطع الفيديو الذي انتشر بنوعيّةِ الاختلاط الذي يمكن أن يكون هناك.
هذه هي المفارقة الأولى إذن ! المخادعةُ – عبر لعبة المصطلح – بتقديمٍ محاولات تأصيليةٍ شرعيةٍ لصورةٍ غير تلك التي يُخشى أن يشهدها الواقع ، لكي يظهر الخصمُ بمظهرِ المتشدِّدِ المتنطِّعِ الأحاديِّ .
ومن هذا الباب أيضاً أنّ القارئ لهم يجدهم يتحدثون عن كون الاختلاط في هذه الجامعة أمراً هامشياً ثانوياً غير مقصود لذاته، ولايمكنُ أن يفضي إلى السماح بالاختلاط في غيرها من الكليات والجامعات [ خاشقجي، الوطن، 10/10/1430هـ] ، على حين أنهم يصرّحون – وفي اليوم نفسه - بأنَّه بدايةُ تحوُّلٍ في النسيج الاجتماعيِّ كلِّهِ! فـ"المشروع ليس مجرد جامعة ومبنى وطلاب، بل فلسفة تعليمية واجتماعية متكاملة. لأنه عندما تسمح للمرأة بالقيادة داخلها، وبالاختلاط، وتدريسها العلوم الحديثة دون هيمنة، فهذه فلسفة مختلفة وهذه بداية لمجتمع وثقافة سعودية مختلفة".[الحمد، تصريح للعربية نت، 10/10/1430].
فهل ثمتَ مراوغةٌ أكثر من هذه ؟

الوسيلةُ الثانيةُ :
تحريفُ الكلمِ عن مواضعِهِ
لقد كان الشيخُ واضحاً جداً في تأييدِهِ لتأسيس هذه الجامعةِ باعتبارها "افتتحت من أجل مصلحة الأمة ، ومن أجل إعادتها إلى ما كانت عليه من ريادة العالم في العلوم قاطبة"، وكان واضحاً في تأكيده أن حديثه عن الاختلاط إنما هو حديث عن " بعض المخالفات الجزئية"، التي لا تمنع "من كانت لديه قدرة على المساهمة في هذه الجامعة أن يحتسب الأجر بالمساهمة فيها"، وزيادةً على ذلك دعا الشيخ للجامعة بالتوفيقِ، وكرر وصفها ووصف أهدافها بالعظمة والنبل أكثر من خمس مراتٍ. [كل ما بين علامات التنصيص من كلام الشيخ سعد].
ومع كل هذا الوضوح فإن قادة ( الهولوكوست الصحفي ) تحدثوا عن موقف الشيخ "المعادي لجامعة الملك عبدالله"، والمثبط والمشكك " لخطط التنمية التي يرفع لواءها ملك الإنجاز عبدالله بن عبدالعزيز" [ ابو السمح، عكاظ، 11/10/1430]، وزعموا أنَّ الشيخَ ومن لفَّ لفَّه قاموا بـ "تضخيم قضية الاختلاط وتصوير الأمر على غير حقيقته"، و"حاولوا تضليل العامة من خلال تقديم صورة مشوهة لهذا الصرح العلمي "[ خلف الحربي، عكاظ، 11/10/1430]، وأنَّ كلامهم يشعر بـ "أن الدولة بكل أجهزتها لم تقم الجامعة إلا تشجيعاً للاختلاط""[ خال، عكاظ، 11/10/1430]، وأنهم باختصار ينتقصون من هذا الإنجاز ويضعون العصا في دواليبه! [ السليمان، عكاظ، 11/10/1430هـ]!!!
فبالله عليكم أين تجدون كل هذا أو حتى بعضه في كلام الشيخ ؟
وكيف تجدون هذا (الكذب) و(التحوير) و(الادّعاء)؟

الوسيلة الثالثة : استعداءُ السلطة .. والملك شخصياً
فقد حاول هؤلاء الكتاب جاهدينَ أن يوقعوا بين الشيخ والملك، ويظهروه بمظهر المحادِّ له الخارجِ عن طاعتِهِ، المزايد عليه في حياطته للدين، وزجّوا بالملك في مواجهةِ الشيخ وكأنّهما خصمانِ، وقرنوا بين حديث الشيخ عن الاختلاط وحوادث التكفير والتفجير والتدمير، واستخدموا في سبيل ذلك كله عباراتٍ ملغمةً من نحو " الدعوات المحمّلة بغبار تورا بورا" "[ خلف الحربي، عكاظ، 11/10/1430]، و"الفتنةُ تبدأ هكذا" [ الجحدلي، عكاظ، 11/10/1430] ، والفقه الطالباني [ السالمي، الرياض، 12/10/1430] ، وتهماً ثقيلةً كالمخالفة لـ "فعل رسمي واضح من قبل الدولة" [ الغيثي، الوطن، 13/10/1430]. والتنادي "بالتشكيك في كل خطوة إصلاح تبدأ على هذه الأرض المباركة"! [ الشريف، المدينة، 13/10/1430].
إضافة إلى كثرة الطرق على ( تعيين الملك ) للشيخ سعد وكأن المطلوب منه هو السكوت عما يراه حقاً ثمناً لهذا التعيين !
على حينِ أنَّ الشيخ سعد قد أكثرَ في فتواه التي شنعوا عليها من ذكر مآثر الملك عبدالله، وشكره "على هذه الخطوة المباركة"، وكشف عن محبته " العظيمة لخادم الحرمين الذي له منزلة عظيمة وعالية في القلوب لما قدمه للأمة من خدمات عظيمة جليلة". [ مابين علامات التنصيص من كلام الشيخ ] .

ثم .. هل خرج الشيخ فعلاً على روح نظام الدولة وقراراتها ؟
ألم يأتِ كلامه مطابقاً للمرسوم الملكيّ ذي الرقم 11651 وتاريخ 16/5 / 1403هـ والمؤكد عليه بالأمرين الكريمين ذي الرقم 2966 وتاريخ 19/9/1404هـ وذي الرقم 759/8 وتاريخ 5/10/1421هـ والمتضمن ( أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ونحوها في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية؛ لأن ذلك محرم شرعا ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد، وإذا كان يوجد دائرة تقوم بتشغيل المرأة بغير الأعمال التي تناسب طبيعتها أو في أعمال تؤدي إلى اختلاطها بالرجال فهذا خطأ يجب تلافيه وعلى الجهات الرقابية ملاحظة ذلك والرفع عنه).
ألم يأتِ كلامُهُ موافقاً لدعوة الملك عبدالله إلى فتح أبواب الحوار؟ وأن يدلي كل إنسانٍ برأيِهِ في إطار الأدب والاحترام ؟
ألم يأت كلامه موافقاً لكلام خادم الحرمين الشريفين في خطاب البيعةِ حين قال بالنصّ: " ثم أتوجه اليكم طالباً منكم أن تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وأن لا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء"؟
بل ألم يأتِ كلامُهُ موافقاً لمُراداتِ مؤسس الجامعة التي نلتمسُها من خلاله سؤاله في إحدى الزيارات عن (عدد المساجد) في الجامعة، وحديثه في كلمة الافتتاح عن العلماء المسلمين ودورهم، وعن أنَّ "العلم والإيمانَ لايمكنُ أن يكونا خصيمين"؟

وفي المقابل .. ألم يخرجْ هؤلاء الكتبة من قبل على العديد من أنظمة الدولةِ وقرارات الملك ؟
حين أصدر الملك عبدالله توجيهه للصحفيين بعدم نشر صور النساء في الصحفِ هل التزم هؤلاء الصحفيون به أم كانوا ومازالوا يخالفونه وفيهم صحفيون ورؤساء تحرير ؟
وحين يدعو هؤلاء إلى الاختلاطِ في الأسواق ومجالات العمل المختلفة – دعونا من الجامعة الآن - أليسوا بذلك خارجين على قرارين ملكيين سبقَ أن أشرتُ إليهما ؟
وحين يصف أحدهم قرار مجلس الوزراء – الذي كان متوقَّعاً – بتأخير الدراسة بأنّه قرار (لاوطنيّ) يخالف مصلحة الوطن ألا يكون بذلك معارضاً لسياسات الدولة وتوجّهاتها؟
وحين يندّد أحدهم بقرار سموّ النائب الثاني بإغلاق دور السينما ويعتبر ذلك تراجعاً للوراء ألا يكون بذلك لاوطنياً يتقاطع سلباً مع الإرادة السياسية العليا؟
وحين تتناول أقلام هؤلاء الكتبة أنفسهم أجهزة القضاء والصحة والتعليم وغيرها من مؤسسات الدولة بالنقد (الجارح)، والمؤاخذةِ (الشديدة) ألا يكونون بذلك – بناء على قانونهم العجيب هذا – محرضين على الدولة؟ لم لايتوجهون بنصائحهم تلك سراً إلى المسؤولين وإلى وليّ الأمر ماداموا قد آمنوا فجأة بما يسمونه (منهج السلف الصالح) في النصيحة؟ ولم لايستقيلون جميعاً من وظائفهم ومهماتهم الحكومية – ومنها رئاسة تحرير الصحف - قبل أن يسطروا مقالاتهم الناقدة تلك، بناء على القانون الذي فرضوه على الشيخ سعد:" إذا أراد الشيخ الشثري التعبير عن رأيه فعليه الخروج من هيئة كبار العلماء وعندئذ يمكن أن يعبر عن رأيه كما يشاء. أما أن يقبل بمنصب حكومي ثم ينتقد سياسة الدولة فهذا لا يجوز إلا إذا تركها، وإلا يُعتبر تنصلاً من العهود التي قطعها"!! [ خاشقجي، الوطن، 10/10/1430].
وبناءً على القانون الآخر الذي يقول: إن الشخص إذا كان " موظفاً، ويتقاضى أجراً على وظيفته، لدى جهاز من أجهزة الدولة" فعليه ألا يبوح بكلمةٍ تنتقد تصرفاً من تصرفاتِ الدولة " وإلا كان "تنظيماً أو (حركة) خارج نطاق الدولة"!! [ آل الشيخ، الجزيرة، 10/10/1430]!!
ويالها من قوانين يأباها العقل والنقل.

بيان ...

أشرتُ قبلاً إلى أن هذا المقال يتوجّه بالنقد تحديداً لهذه ( الحملة الهولوكوستية المكارثية ) التي لم تراعِ أخلاقاً ولا مروءةً.
وعسى ألا يفهم أحدٌ أن المقصودَ هو أنَّ هناك من هو ( فوق النقد ) ، وأن مجرّد انتساب الإنسان إلى ( العلم الشرعي ) يعطيه حصانةً من مراجعة آرائه ومفاتشة فتاواه، كلا .. فالعالم الجليل مع تقدير مكانتِهِ واحترام منزلتِهِ حقيقٌ بأن يُراجَع إذا أخطأ، وأن يناقشَ إذا زلَّ، ولكنّ هذه المراجعة شرطها ثلاثة أمور: كفاءةُ المراجِع العلمية ، وتأدبُّهُ ، وموضوعيتُهُ، وذلك مافشلت فيه هذه الحملةُ بامتيازٍ.
وأنتهزُها فرصةً لتوجيه الخطابِ إلى ذوي العلم والفضل والدينِ بأن يكونوا أوسع صدراً للمخالفِ إذا جاء بما يستحقُّ النظر، وألا ينكفئوا على اختياراتِهم الفقهية مصادرين حقَّ الآخرين من أهل العلم، وألا ينجرّوا – في سياق حرصهم على الدين والفضيلة – إلى ممارسةِ إقصائيةٍ تلغي من الوجودِ خياراتٍ فقهيةً وسعها تراثنا واحتفى بها على مرِّ السنين، وإذا افترضنا أن ذلك قد حصل يوماً ما فإنَّ الواجبَ العدول عنه، والصيرورة إلى أفقٍ أرحبَ تحتويه مظلة الإسلام الواسعة.

خاتمة ...

هل ربحَ قادة (الهولوكوست) هذه المعركة ؟! وهل استقالة الشيخ تمثل ( انتصارا ) لهم؟
لا أظن ذلك ...
لقد خسروا مصداقيتهم ، وخسروا مروءتهم ، وتساقطت دعاوى التسامح والحرية والحوار التي ينادون بها . وستغدو حملتهم على الشيخ دليلاً ساطعاً ناصعاً يدمغهم بالإدانة كلما كرروا وأعادوا أسطوانة ( الحريات ) و أكذوبة رفض ( الوصاية ) التي اتهموا بها رجالات الدين طوال السنوات الماضية .
لن يكونَ في وسع أحدٍ منهم بعد اليوم أن يعظنا في ضرورة ( قبول الآخر ) ، ولا أن يذكرنا بـ ( التسامح ) كقيمة إسلامية إنسانية عظمى ،
لن يجرؤ أحدٌ منهم بعد اليوم – إن كان إنساناً – أن يتحدث عن حرية الكاتب واستقلاليةِ رأيه وتساميه عن الضغوط.
لقد سقطت ورقة التوت .. وانكشفت حقيقة معارك ( الحرية ) ..
وأعان الله (الوطن) على بعض رجالات (الوطن) .

15/10/1430هـ
 



الإنصاف وقضية الاختلاط
عبدالرحمن بن ناصر البراك
 

الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد :

فإن القضية الساخنة قضية الاختلاط في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية والذي اعترف به بعض المسئولين فيها.

وقد ثارت ثائرة عدد من رؤساء الصحف المحلية ومن ورائهم على أحد أعضاء هيئة كبار العلماء الشيخ د / سعد بن ناصر بن عبدالعزيز الشثري لما بين حكم الاختلاط وانه يجب تنقية الجامعة عن المخالفات الشرعية وما قاله الشيخ سعد هو ما يقوله بقية أعضاء هيئة كبار العلماء وغيرهم من أهل العلم، فما ذنب الشيخ سعد إذاً.

والاختلاط الذي لا يزال ينكره أهل العلم ليس قاصراً على الاختلاط في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية لكن الذي خصه بالذكر أنه حدث جديد وإلا أهل العلم ينكرون كل الاختلاط الواقع في قطاعات العمل الحكومية والأهلية كما في قطاع الصحة والإعلام والخطوط وبعض الشركات .

والموجب للإنكار وتحريم الاختلاط انه متضمن للنظر الحرام والتبرج والسفور والخضوع في القول والكلام الحرام ( المغازلة ) والخلوة وكل ذلك يجر إلى المراودة (التحرش)

فهذا الاختلاط من أوسع أبوابِ نشر فاحشة الزنا الذي سد الله كل طريق يفضي إليه ( وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً ) وهذا الاختلاط هو جزء من توجه عريض هو التبعية للغرب الكافر والخضوع لقوانينه.

وبعد : فلا بد أن نسجل أن من الافتراء الفاجر رمي أهل العلم بالوقوف في طريق العلوم النافعة التي لا تستغني عنها الأمة وتحوير إنكار المنكرات التي جرتها حضارة العصر وعدوا ذلك إنكارا لما جاءت به الحضارة من علوم نافعة في الحياة ( جريدة الجزيرة في 12 / 10 / 1430هـ ).

ومن المعلوم لدى كل منصف أن العلماء لم يزالوا يدعون إلى الأخذ من هذه الحضارة بما ينفع واطراح ما يضر وما لا نفع فيه وهذا هو موجب شريعة الإسلام المشتملة على كل خير والداعية إلى كل ما ينفع ولا يضر قال تعالى : (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ) وقال صلى الله عليه وسلم : ( احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز ).

والحمد لله على نعمة الإسلام الذي به سعادة الدنيا والآخرة لمن تمسك به .

اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
 

حرر في 11 / 10 / 1430 هـ

أملاه / عبدالرحمن بن ناصر البراك
 



الشيخ سعد الشثري ستظل من كبار العلماء
بقلم:أحمدعبدالرحمن الكوس


يؤكد المؤرخون على ان العلماء وولاة الأمور هما طرفا نجاة الدولة ولا غنى للآخر عن سفينة النجاة لارشاد الشعوب والمواطنين لتطبيق شريعة الرحمن وتأكيد العدالة وارشاد الناس الى مافيه صلاح دينهم ودنياهم.

ومنذ القدم وجدنا في التاريخ مشاغبات اهل الفساد والمعاصي والحساد، وحاليا ازيد عليهم (بني ليبرال وبني علمان) اللذين يجاهران بمحاربة العلماء والمشايخ الربانيين ويصفونهم باوصاف مفزعة ومتشددة لتنفير الناس عنهم كما فعل المشركون والمنافقون بالنبي صلى الله عليه وسلم واصحابه الكرام، ولكن هيهات هيهات فالناس تثق بعلمائهم ومشايخهم الربانيين ولن يزيدهم ذلك الا تمسكا بهم واقتداء بعلمهم وخلقهم وفتاواهم النيرة المباركة ويظن الليبراليون وغلمانهم انهم قد نجحوا في اقصاء العلامة الشيخ سعد بن ناصر الشثري عندما سئل في احدى الفضائيات عن الاختلاط فأجاب جوابا متوازنا اثنى فيه على ولاة الامور ونبه باعتدال الى حكم الشرع في الاختلاط.

وفي حركة مدبرة بليل كانت اكثر من ثمانية عشر مقالا بعضها افتتاحية لبعض الصحف اليومية المشهورة في السعودية تهاجم الشيخ العلامة الشثري للايقاع بالمشايخ والوشاية بهم مع ولاة الامور مما اوقع الشيخ في حرج شديد وعلى الرغم من رده عليهم وتوضيح فتواه الا ان البعض هاجمه مرة اخرى وهناك من رفض نشر المقالات المؤيدة له، لذلك قدم الشيخ سعد الشثري بادب استقالته من عضويته في هيئة كبار العلماء وتم قبول استقالته.

ونقول للشيخ العلامة سعد الشثري بارك الله في جهودك وجعلها في ميزانيك وستظل شيخا كبيرا من كبار العلماء، وسيظل اسمك الشيخ سعد الشثري سواء كتب بجانب اللقب حاليا او سابقا، فالكل يعلم انها مسميات لاتقدم ولاتؤخر عند اهل العلم، واعلم ان جل مشايخنا الذين طلبنا العلم عندهم وتربينا على ايديهم يكرهون هذه الالقاب والمسميات ولكن اكثر العلمانيين والليبراليين لا يعلمون ولايفقهون.

من هؤلاء المشايخ العلامة الدكتور عبدالله بن جبرين رحمه الله فهو لايحب هذه الالقاب ومع ذلك لم يكن عضو هيئة كبار العلماء، ولكن انظروا الى جهوده ودروسه ودوراته العلمية وكثرة سفراته الى القرى والمدن لتعليم الناس ودعوتهم مما اكسبه محبة الناس، وكذلك الشيخ العلامة حمود بن عدالله التويجري كانت له العديد من المؤلفات والبحوث والردود النافعة على اهل البدع نفع الله بها طلاب العلم، وكذلك الشيخ عبدالله بن قعود كان عضوا في هيئة كبار العلماء ثم استقال منها واستمر في جهوده العلمية والدعوة والافتاء.

نقول للشيخ الشثري نعلم محبتك ومنهجك مع ولاة الامور، وهو المنهج السلفي الذي تعلمناه في حبنا لولاة الامور وعدم الخروج عليهم، ولن يضرك بإذن الله مشاغبات الحاقدين والحاسدين والليبراليين والمنهزمين والذين نشهوا في عرضك وكل من حاول الايقاع بينك وبين ولاة الامور، والخيرة فيما اختاره الله فمؤلفاتك ونشاطك ودروسك شاهدة على انتاجك العلمي الرصين واحسب انك كما ذكرت سوف تتفرغ لبحوثك العلمية وسنحضر دروسك العلمية ودوراتك بإذن الله فقد عرف عنك سعة العلم والتأصيل العلمي والفقهي والمنهجي المتسلسل في الشرح المبني على الكتاب والسّنة والفهم الصحيح على منهج سلف الامة.

ولكل من طعن في اعراض العلماء والشيخ سعد اعلموا ان اعراض ولحوم العلماء مسمومة، وهنيئاً لك ياشيخ سعد هذه الحسنات بدعاء المسلمين في مشارق الارض ومغاربها ومن تكلم في عرضك ستأخذ من حسناته حتى تغنى (والله المستعان) وستبقى ياشيخنا الفاضل حتما كبيرا ومن كبار العلماء، رغم انوف الحاسدين والدهماء.

جريدة الوطن الكويت -تاريخ النشر 15/10/2009
 



عندما تتكشَّف الأقنعة
(الشثري ومخالفوه)
د. عويض بن حمود العطوي


قبول الرأي المخالِف، الرأي والرأي الآخر، نبذ التحزّب، تقديم حسن الظن، نقد الفكرة لا صاحبها، البعد عن التجريح، البعد عن إثارة الرأي العام، احتواء الرأي الآخر لا إسقاطه، البعد عن أحادية النظر والرأي.
كل هذه المبادئ التي ينادي بها عدد كبير من الكتّاب -وهي حق في ذاتها- تساقطت واحدة تلو الأخرى على أيدي الكتّاب أنفسهم، في الحملة المنظمة التي قادها كتّاب صحفنا على الشيخ سعد الشثري، في كلمة قالها لا جديد فيها، إلا عند مَنْ يبحث عن العثرة ليصطادها ويصطاد بها.
حاولت أن أجد في كلامه ما يمكن أن يبرر ولو جزءًا يسيرًا من هذه الحملة فلم أجد، ودون الخوض في موضوع السؤال والجواب؛ لأنه ليس موضوعنا هنا، بل موضوعنا أين المبادئ التي يتنادى بها الكتاب، ثم ما بالهم يلغونها في لحظة، ويقترفون ما كانوا يذمون؟!
إن هذه الحملة المنظمة -وإن أنكر ذلك أصحابها- لَتبيّنُ الاتجاه الكاسح لصحافتنا، وكيف أنها تسعى لالتقاط كل ما يمكن أن يؤثر في الاتجاه الديني السائد في البلاد، لقد أكَّد الكتّاب أنفسهم التنظيم الذي يسعون من خلاله إلى مصادرة آراء الآخرين، بل وقمعهم، باستثمار الأحداث، والاستمرار بالطرق على آراء محددة، والاستحواذ على منابر الصحافة، بحيث لا يسمح بالمرور إلا لمقالات ضعيفة أو قليلة، لا تُشكّل من رأيِ الآخر شيئاً.
وفي المقابل، يشن هؤلاء الكتّاب حربًا لا هوادة فيها على أصحاب الاتجاه الديني، في السيطرة على منابر المساجد، واستغلالها -كما يقولون- لبث أفكارهم، إذا كنّا نتحدث بمنطق العقل؛ فلمَ يُلام هؤلاء، ويُبرَّرُ لكم ما تفعلون!؟
إنّ هذا الإجلاب بالخيل، والرَّجِل على رأي؛ ليسَ بجديد، وله حظه من النظر، ليبين حجم الحنق الذي يحمله هؤلاء على التيّار الشرعي، وإنّ اختيار هذه الهجمة في هذا الوقت بالذات ليوضّح استثمار هؤلاء الكتّاب لحدث إنشاء جامعة الملك عبد الله، ولا يشك أحد أنها من المفاخر للوطن، والمرفوض ليس هو الجامعة، بل استغلال اهتمام القيادة بها، لتهميش كل رأي لا يتوافق مع اتجاههم التغريبي، وليس بالضرورة لا يتوافق مع الجامعة.
فلا أظن أنّ هناك حرجًا في انتقاد أي منشط أو قرار في هذه الجامعة أو غيرها، إذا كان في حدود اللياقة والأدب، وإلا لصادرنا كل ما تدعو له القيادة من الحوار وقبول الآخر.
وماذا يضير هؤلاء الكتّاب لو استوعبوا هذا الرأي المخالف لرأيهم؟ خصوصًا أنه جاء في سؤال عابر، لا في محاضرة موجهة، إنّ إثارتهم لهذا الموضوع بهذه الطريقة؛ أسهم وسيُسهِم في قدح شرار التشدد من جديد، لأنهم قدموا صورة عملية للتنادي والتحزُّب ضدَّ رأيٍ مخالِف، فلا يلوموا إذاً مَن يفعل ذلك في الجانب المقابل.
وقد اقترف هؤلاء الكتّاب خطيئة كبيرة في حق الوطن عمومًا، وفي حق هذه الجامعة خصوصًا، فقد خطا الوطن بأبنائه ومثقَّفِيه خطواتٍ جيدة نحو التصحيح وتقارب الأفكار والمفاهيم، وصغرت هوة التعادي بين الشرعي والأدبي والفكري، ثم تأتي هذه الحملة لتُوسِّع الهوّة، ولتعيدنا إلى البدايات، بل ربما قبلها.
كما أنّ هذه الجامعة حديثة في نمطها وطريقة عملها، والمفترض أن تكون حرية التعبير والبحث والرأي أحد أهم مرتكزاتها، فكيف يكون الهجوم والمصادرة بهذا الحجم؛ لأول الآراء الناقدة؟
إنها أقنعة تكشّفت، ومبادئٌ تساقطت، ولا أظن الشثري إلا زاد رصيدًا؛ وإنْ ظن مخالفوه أنهم أسقطوه، بل هم رفعوه وأظهروه.

د. عويض بن حمود العطوي
Dr.ahha1@gmail.com
 



هل هي حرب على الفضلية وليغلبن مغالب الغلاّب
د طارق الطواري


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الأمين ، وبعد ..
فليفرح أهل الزيغ والضلال في خطوة جريئة وحملة منظمة في أكبر بلدين إسلاميين جمهورية مصر العربية حاضنة العلم والعلماء ، والمملكة العربية السعودية حاضنة الحرمين الشريفين .
أما في مصر فبدأت الحرب على النقاب الذي هو مظهر للحرية أولاً وشعار للحشمة ، ثانياً وهو لبس اختياري أقل ما يقال فيه أنه فضلية وخير وستر ، ففي زيارة قام بها شيخ الأزهر د. محمد الطنطاوي لأحد المعاهد الأزهرية أمر طفلة لا يتجاوز عمرها (13) سنة بخلع النقاب بحضرته والمرافقين فقالت والدي أمرني بذلك فرد ( أنا أفهم في الدين أكثر منك ومن اللي خلفوك ) ثم لما خلعت النقاب قال لها ( لو كنت جميلة كنت عملتي إيه )
ويا ليته اكتفى بذلك بل أصدر قراراً شفوياً بمنع النقاب داخل المعاهد الأزهرية التي يبلغ عددها (100) ألف معهد
وقد تزامن ذلك مع خمس قرارات أخرى لخمس جامعات كبرى بمنع دخول المنقبات للمدن والسكن الجامعي ، وهي جامعة القاهرة وعين شمس وطنطا وبنها والإسكندرية تمهيداً لمنع قبول المنقبات مع تعطيل عمل الإداريات المنقبات ومنع التلميذات المنقبات من الالتحاق في المعاهد الأزهرية .
وبرزت التعليقات كقولهم أن النقاب مستورد من حركة طالبان وأن المواجهة أصبحت حتميه ، وقولهم إن النقاب يشعرنا بالإشمئزار ... الخ
وكأن النقاب بدعة ابتدعتها حركة طالبان مع العلم أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم كن جميع يلبسن الخمار وغطاء الوجه وكان النساء في عهد النبوة منهن من تغطي وجهها ومنهن دون ذلك دون إنكار أحد على أحد ، علماً بأن حركة طالبان لم يكن في أدبياتها أمر النساء بغطاء الوجه .
في الوقت نفسه وعلى الجانب الأخر طالب فضيلته الشيخ سعد الشثري عضو هيئة كبار العلماء وتأكيداً لمبادئ الشريعة منع الاختلاط والنظريات الصادمة للدين في الجامعة الجديدة جامعة الملك عبد الله وذلك بكل لطف وأدب وتودد تأكيداً للمبادئ التي قامت عليها المملكة السعودية وهي الشريعة الغراء وصدرت المراسيم ورسمت القوانين على هذا الأساس كما في الأمر السامي (11651) بتاريخ : 16/5/1403هـ والمؤكد بالأمر رقم (2966) بتاريخ : 19/9/1404ه والأمر رقم (759/8 ) بتاريخ : 20/10/1421هـ المتضمن صراحة ( أن السماح للمرأة بالعمل الذي يؤدي إلى اختلاطها بالرجال ونحوها في الإدارات الحكومية أو غيرها من المؤسسات العامة أو الخاصة أو الشركات أو المهن ونحوها أمر غير ممكن سواء كانت سعودية أو غير سعودية لأن ذلك محرم شرعاً ويتنافى مع عادات وتقاليد هذه البلاد ) .
وما أن صدرت الفتوى من الشيخ سعد الشثري حفظه الله في التذكير بحرمة الاختلاط حتى بدأت الحملة بمقال لرئيس تحرير جريدة الوطن السعودية جمال خاشقجي ثم تبعه (18) مقالاً في اليوم التالي .
منها (9) مقالات في جريدة عكاظ وافتتاحية جريدتي الجزيرة والرياض والاقتصادية ومقال لرئيس تحرير جريدة اليوم ومقال لمدير جامعة اليمامة .
مما دفع الشيخ الشثري إلى تقديم استقالته أو أقيل وهو ثاني عالم يقدم استقالته بعد الشيخ عبد الله بن قعود .
ونحن في تجمع الفضيلة نستنكر هذه الحملة الشرسة على الفضيلة بكل صورها ونذكر بأن التضيق على الناس في أفعالهم الحميدة التي لا تنافي العقل والنقل إنما هو توسعة للباطل وفي الحملة العلمانية على من يقول الحق تطرف وتناقض مع ما يدعون إليه من حرية الكلمة والاعتقاد واللباس .
وفي الوقت الذي تجنح فيه الدول لاسترضاء شعوبها وسن قوانين وتشريعات تتناسب مع التطور الفكري والسلوكي لأبنائها نقوم نحن بإشعال فتيل الخلاف والحروب الداخلية في قضايا لا تعارض أسس الأنظمة ولا سياسة الدول .
وإننا في هذا البيان لنذكر بأن الحملة الشرسة على الإسلام ومبادئه ورموزه تأتي في اللحظة الخاطئة والوقت اللامناسب ونحن أحوج ما نكون إلى التراحم والتقارب لا الاستفزاز والتخاصم والتنافر .
والله نسأل الهداية والتوفيق للجميع
وليلغبن مغالب الغلاب ،،
 




 

منوعات الفوائد