اطبع هذه الصفحة


فما رأيت رسول الله استنَّ استناناً أحسن منه

علي بن محمد بن ونوس


بسم الله الرحمن الرحيم

فما رأيت رسول الله استنَّ استناناً أحسن منه

صلى الله عليه و سلم

و لكن متي؟!

انه وقت الإستعداد بالرحيل إلي الرفيق الأعلى

هل تدبرت ؟
هل عقلت؟
هل تخيلت؟

النبي صلى الله عليه و سلم ينظر إلى السواك
و أم المؤمنين عائشة تقول له
آخذه لك؟
فأشار برأسه أي نعم

فتأخذه و تضعه في فيها لترطبه له ثم تعطه لرسول الله صلى الله عليه و سلم ليستاك
قالت فما رأيت رسول الله –صلى الله عليه و سلم-استن استناناً أحسن منه

السواك أيها الأفاضل
سنة و ليس بواجب
و هو مستحب في جميع الأوقات و لكن في خمسة أوقات أشد استحباباً
1-الصلاة
2-الوضؤ
3-قرأة القرآن
4-عند الإستيقاظ
5-عند تغير رائحة الفم
(ذكره النووي في شرح كتاب الطهارة)

فالنبي صلى الله عليه و سلم كان حريص كل الحرص على تعليم امته
فإن كان هذا الحرص على السنة
في وقت الشدة
فكيف حالنا مع الله وقت الرخاء
لا أقول مع السنة
و لكن مع الواجبات
فمن الناس من إن أصابته وعكه ترك الصلاة
و من أصابه صداع خفيف لا يضر ترك الصيام
و من أصابه حزن رمى نفسه بين السيجارة و الأغاني و الأفلام و ربما شرب الخمر
و إذا مات ولده صرخ و قال لماذا ابني؟! –نعوذ بالله-

فالسبب هو أنهم لم يكونوا مخلصين مع الله في الرخاء ليعرفوه وقت الشدائد

ففي وقت الرخاء قضي الناس العطلات على شواطئ البحر عراة
و إذا أذن المؤذن لم يلتفتوا للأذان
و إذا صلى احدهم(إذا صلى)
تراه مقبل على الصلاة بملابس لا تليق بمقابلة عبد من عباد الله
فكيف بملك الملوك!!!!

ففي وقت الرخاء ترى بعض الشباب يقود السيارات مسرعة بين الطرقات لا يراعي حقوق الآخرين في الطرقات
و يرفع صوت المسجل و لا يراعي مريض أو مبتلى في أهله أو انسان مرهق يريد الراحة
فإذا حدثت حادثة لا تجده يستطيع نطق لا إله إلا الله

ففي وقت الرخاء لما أنعم الله على العازب فرزقه الزوجة أطرب من حوله و رقص بها و أقام حفل ساهر و عرس مدته أيام و ليالي , و لربما أصابته المنيه و هو على ذلك.
و كم من عريس لم يدخل على عروسه و كم من عروس ماتت بفستان عرسها الفاتن و هي كاسيه عارية!!.

و يروى أنه كان بمصر رجل لزم مسجداً للأذان و الصلاة, و عليه بهاء الطاعة و نور العبادة , فرقى يوماً المنارة على عادته للأذان , و كان تحت المنارة دار للنصراني , فاطلع فيها فرأى ابنة صاحب الدار فافتتن بها , فترك الأذان و نزل إليها , و دخل الدار عليها ,فقالت : ما شأنك , و ما تريد؟ قال : أريدك . قالت :لماذا؟ قال: قد سببتِ لبي , و أخذتِ بمجامع قلبي . قالت :لا أُجيبك إلى ريبة أبداً . قال: أتزوجك . قالت:أنت مسلم و أنا نصرانية , و أبي لا يزوجني منك. قال: أتنصر. قالت: إن فعلت أفعل.
فتنصَّر الرجل ليتزوجها, و أقام معهم في الدار,فلما كان في أثناء ذلك اليوم رقى إلى سطح كان في الدار فسقط منه, فمات فلم يظفر بها ,وفاته دينُهُ.
نعوذ بالله من سؤ الخاتمة

و رحم الله السلف فلقد بكي سفيان الثوري ليلةً إلى الصباح,فلما أصبح قيل له:كل هذا خوفاً من الذنوب؟ فأخذ تَبْنَةً من الأرض و قال:الذنوب أهون من هذه و إنما أبكي خوفاً من سؤ الخاتمة.

و هذا من أعظم الفقه أن يخاف الرجل أن تخذله ذنوبه عند الموت,فتحول بينه و بين الخاتمة الحُسْنَى.

و قد ذكر الإمام أحمد عن أبي الدرداء أنه لما أحتضر جعل يغمى عليه ثم يفيق و يقرأ{وَ نُقَلِّبُ أفئدتهم و أبصارهم كما لم يؤمنوا به أولَ مرةٍ و نذرُهم في طغيانِهم يعمهون}. الأنعام 110

قال صلى الله عليه وسلم: {تعرّف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة ٍ}رواه أحمد
ففي الشدة الكل يعرف الله المؤمنين و الكافرين
في الشدة الكل يتضرع إلى الله
قال الله جل و علا
فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ [العنكبوت:65]

قال الإمام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله
مشركو أهل زماننا أشد شركاً في كثير من الوجوه من المشركين الأوائل الذين بعث فيهم النبي صلى الله عليه وسلم، وهذا يدل على الجهل والابتعاد عن التوحيد من كثير من أبناء هذه الأمة في هذه الأزمنة.اهــ
فكيف بزماننا يا إمام؟!
و لا حول و لا قوة إلا بالله
فالمؤمن يتعرف على الله عز و جل و يتقرب إليه بالطاعات و يلتمس مرضاة الله فإذا جاءت الشدة فرّج الله عنه و أنقذه منه و يسر له و جعل له مخرجا.
و في الصحيحين قصة الثلاثة الذين أغلق عليهم الغار الذين كانوا يعرفوا الله في الرخاء فلما جاءت الشدة و لم يكن لهم مخرج توسلوا إلى الله بالأعمال الصالحة فنجاهم الله مما كانوا فيه.


تذكر
من عرف الله في الرخاء عرفه في الشدة
فكيف حالك مع الله الأن؟!

 

منوعات الفوائد