صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







كنت أظن . .  ولكني اكتشفت . . فقررت!! 10-12

أبو مهند القمري

 

السابق :  كنت أظن . .  ولكني اكتشفت . . فقررت!! 1-6
           كنت أظن . . ولكني اكتشفت . . فقررت!! 7-9


بسم الله الرحمن الرحيم

كنت أظن . . ولكني اكتشفت  . . فقررت!!
 
. .  الحلقة العاشرة  . .
  (
أدب الخلاف!!)

كنت أظن . .
أن إخلاصي كملتزم لما أعتقده من حق في أي مسألة، لا يجرم أبداً حماسي المطلق له؛ بل يبرره، ولو تعدى أسلوب الحوار حدود النقاش الموضوعي، ووصل إلى حدّ الاحتدام بيني وبين من يخالفني الرأي، أو حتى تمادى ليصل إلى حد القطيعة والمخاصمة بيننا!! فالحق أحق أن يُتبع، ولا أسف مطلقاً على من يخالف الحق!!

ولكني اكتشفت . .

أن هذا الحماس؛ وإن كان يمثل لدى صاحبه في الظاهر مظهراً من مظاهر التمسك بالحق والدفاع عنه -
وهو مظهر نبيل - إلا أن الشيطان قد جعل منه وسيلة الخير التي أوقعه بها في مستنقع الشر!!
لاسيما إذا كانت أطراف النقاش ممن يظن في ظاهرهم الخير والالتزام، والحرص على تحري الحق، والحرص عليه ابتغاء وجه الله تعالى
!!

إذ من المفترض يكون النقاش بينهم من أسمى ما يكون؛ باعتباره وسيلةً لإثراء العلم الشرعي، وإهداء النصائح المتبادلة بقصد النفع والفائدة؛ حيث أنهم جميعاً ينطلقون من أصول ثابتة، ومتفق عليها بينهم، تتمثل في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وهدي السلف الصالح رضوان الله عليهم؛ فكيف وصل بهم الخلاف إلى هذه المرحلة من احتدام النقاش
؟!

بل وإلى هذا المستوى المتدني من إلقاء التهم، وسوء الظن المتبادل، والذي وصل إلى حد التشكيك في المنهج والاعتقاد
؟! إلا إذا كان الشيطان قد نجح بالفعل في الانحدار بهم إلى منعطف خطير!! اندثرت معه النوايا الطيبة في نصرة الحق أو نشر العلم!! وانحصرت فقط في الحرص على الانتصار للرأي، واستعراض كل طرف لما لديه من العلم، وإبراز جهل الطرف الآخر!!

وهذا هو مستنقع الشر بعينه!!

لما فيه من شرور الخصومة، وسوء الظن، والتشهير، والتألي على الله في بعض الأحيان
!! وإلباس الحق بالباطل على عوام الناس، حين يظهر لهم هذه الحزمة البشعة من التصرفات المشينة على أنها نصرة الدين وإظهار الحق!!

ناهيك عن أن
السلف الصالح رضوان الله عليهم - والذين يتمسح فيهم معظم من يقومون بتلك التصرفات – لم يكن من هديهم أبداً مثل هذه الخصومات!!
بل قد وسعهم الخلاف فيما هو أعظم من تلك المسائل الفرعية التي يتشدق بها هؤلاء، ويقيمون الدنيا بسببها ولا يقعدونها
!!
فكيف يسع السلف -
مع عظيم علمهم - الخلاف مع أقرانهم ممن بلغوا من درجات العلم مبلغه؛ ولا يسع أمثالنا ممن بلغ مدراك الجهل أرذله؟!   

لذا فقد قررت
. .
أن اتق الله في دين الله
!!

وأن أتعلم أدب الخلاف كما علمه لنا سلف الأمة الصالح
(رضوان الله عليهم)!!

وأن لا أسوِّأ سمعة الملتزمين بدس كافة أنواع
سوء الخلق وقلة الأدب وسوء الظن،  تحت عباءة نصرة الحق والدفاع عنه!!
وأن أكون مخلصاً في نيتي لتعلم العلم الشرعي الذي يرشدني إلى رضوان ربي، وأن أحرص على ذلك ابتغاء وجه الله وحده (
فلا رياءً ولا سمعةً)!!
وأن أكون بإخواني
رفيقاً، مستمعاً أكثر مني متكلماً، لأفهم وأعي ما يقال لي، فلعل الحق مع من ينصحني ويوجهني.

وأن
أنأى بنفسي عن الخلافات مع إخواني، مرجعاً مسائل الخلاف لمن هم بالعلم أولى مني، مع الحرص على التوجيه بالنصح من طرف خفي، سالكاً أفضل أساليب الحكمة في توصيل ما أراه من حق لمن خالفني (حرصاً عليه وحباً فيه) أولاً . . لا حرصاً على إبراز جهله وعلمي، أو الانتصار لرأيي أمام إخواني!!

هذا هو هدي سلفنا
الذين نعتز بالانتساب إليهم دوماً، فهل من حريص على اتباع منهج السلف من إخواني؟!

قال تعالى : (
وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُوْلُوا التِي هِيَ أَحْسَنْ، إِنَّ الشَيّطَانَ يَنْزَغُ بَيْهَمْ، إِنَّ الشَيّطَانَ كَانَ للإنسانِ عَدواً مُبِيْناً) الإسراء

تابعوا
. .

محبكم
أبو مهند
القمري

 



كنت
أظن . . ولكني اكتشفت. . فقررت!!
الحلقة (11)

(
آلية معالجة القضايا!!)

كنت أظن . .
أن كافة القضايا
والمواقف التي تواجهني في حياتي اليومية كملتزم؛ لابد أن تكون محسومة لدي تماماً، ولا تحتمل التفاوض أو المهادنة !! (يا أبيض يا أسود)!! وكيف لا وأنا صاحب حق أدعو إليه، وأتبنى مبادئه في كل شؤون حياتي!!
ولا بأس
بأن يتهمني الناس بالتشدد أو التطرف إلى غير ذلك من الأوصاف، فالإعلام لم يقصر أصلاً في تشويه صورتنا بما فيه الكفاية كملتزمين، وبالتالي فكما يقول القائل :

)ضربوا الأعور على عينه؛ فقال خربانة خربانة)!!

ولكني اكتشفت . .
أنه ليس من
الضرورة أن تحتمل كل القضايا التي تطرح للنقاش هذا المستوى المبالغ فيه من التشنج والانفعال، سواء أكان في أسلوب التفكير أو ردة الفعل في التصرفات أو الأقوال!!
لاسيما وأن
معظم من نخاطبهم من الناس، هم بحاجة فعلية إلى من يوضح لهم الأمور ببساطة ويسر؛ ليزيل عنهم أي لبس يمكن وقوعهم فيه؛ لتكون المحصلة أن نحبب إليهم الخير والحق بالمعروف والمعرفة، وأن ننفرهم من الشر والباطل بالحسنى والإحسان، فيجعلهم يتبنون لا إرادياً وجهة نظرنا برحابةٍ وسعة صدر!!
ولا يفترض
أن كل قضيةٍ تطرح للنقاش، تعتبر قضيةً مصيريةً، يضحى في سبيلها بالأوصر والعلاقات، وتنشب بسببها الخلافات!!
ولا نعني
بذلك تقليلاً من أي مسألة شرعية (عياذاً بالله) فكل ما يتعلق بأمر الدين، فهو بلا شك أمر هام (صغيراً كان أم كبيراً( لأنه دين الله، ولا شيء أعظم أبداً من أمر الله، قال تعالى : (ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب) الآية

ولكن ما
نعنيه هنا، هو أسلوب الطرح، وكيفية النقاش!!

حيث أنه من المفترض أن يكون
طرح الدعاة وأسلوب نقاشهم قريباً جداً من قلوب الناس، وبسيطاً بل وغاية في البساطة؛ كي يصل إلى عقولهم، حتى يجد القبول اللازم لديهم، لاسيما وأن الأغلبية منهم أناس على الفطرة، ومن اليسير على الداعية الحكيم أن يكسبهم في صفه بأسلوبه الطيب، بل ويجعلهم أول من يدافعون عنه في مواجهة دعاوى وسائل الإعلام الكاذبة!!

لا أن
يكتفي بمجرد الصراخ والتشنجات والانفعالات التي يظنها البعض من موجبات نصرة الحق!! حيث تصدر منه لا إرادياً، فتظهر على وجهه عبوساً، وعلى لسانه غلظة بل وتقذف صخوراً، وحبذا لو تنفل العقل الباطني عند البعض فيقوم بإنتاج فيلم درامي عن تاريخ الصراع بين الحق والباطل!!

فيتوهم أنه
يناصر الحق في وجه أباطرة الباطل!! وعليه فيقوم بتوزيع أدوار كفار قريش على من حوله من الناس!!

ليكون دور
أبو جهل من نصيب البقال!!  وأبو لهب من نصيب الجزار!!  وعبد الله بن أبي بن سلول حتماً من نصيب الحلاق المسكين!!

ومن ثم
تزداد الفجوة بيننا وبين عوام الناس يوماً بعد يوم!! حتى يكاد البعض منهم يتصور أننا قادمون من كواكب أخرى!! وبالتالي يسهل على الإعلام العلماني المشبوه؛ تضخيم الحواجز النفسية بين الدعاة إلى الله؛ وسائر أفراد المجتمع!!

ليبقى سوء
تصرفنا من حيث لا ندري؛ هو السبب الرئيس وراء ذلك كله!!!

لذا فقد
قررت. .
أن أبتكر
كداعية ناجح، آليات مثمرة لمعالجة كافة القضايا، تتمثل في العديد من وسائل الحكمة والتلطف في الحديث؛ لإزالة الحواجر النفسية أولاً بيني وبين من أحاوره؛ كي تجد كلماتي القبول لديه؛ فأنجح في الحصول على المفتاح الذهبي لمسامع قلبه، ليصبح الطريق أمامي ممهداً؛ لتأصيل ما أرجوه له من مبادئ الخير والحق!!

فما أروع
أن نكون الصدر الواسع والرحب لمن لم يعرفوا الطريق إلى الله بعد؛ حتى نأخذ بأيديهم إليه؛ فنكون للناس سفن نجاة لهم في خضم هذا البحرالهائج من الفتن!!

ألم نكن
مثلهم يوماً ما؟! ألم نكن غارقين في الشهوات والغفلات، ولكن الله سبب لنا من يأخذ بأيدينا إليه؛ فكتبت لنا النجاة؟!

أترون لو
قوبلنا بالشدة والصدود والعبوس، فهل كانت قلوبنا ستقبل على الله؟!
ثم من قال
أنه لابد من الشدة والغلظة في الدعوة إليه سبحانه؟!
ألم
يمسح النبي صلى الله عليه وسلم على صدر ذلك الشاب الذي تجرأ، وسأله - وهو النبي الذي ينزل عليه وحي السماء قائلاً : (ءإذن لي في الزنى يا رسول الله)!!
فهل
عنَّفه الرسول صلى الله عليه وسلم أو صرخ في وجهه أو أمر بقطع رأسه؟!!
حاشا والله
وكلا!! وإنما احتواه بحنان الأبوة، وخاطبه برحمة النبوة (صلى الله عليه وسلم) حتى يروي الشاب فيقول، فوالله لا أزال أستشعر برد يديه (صلى الله عليه وسلم) على صدري، وقد أذهب الله عني ما كنت أجد من أثر الشهوة!!
وكم تروي
قصص الدعاة الحكماء ألواناً من النجاحات في الأخذ بقلوب الخلق إلى الله؟!

يقول أحدهم :

أتعمد
دوماُ التبسط مع الناس في الحوار، حتى لو كانوا من أشد مخالفيني، عسى أن أزيل الحواجر النفسية بيني وبينهم في الحديث؛ فجمعني في المعتقل يوماً لقاء بيني وبين أشد رجال الأمن بغضاً للمتدينين!
حيث كان لا يمكنه مطلقاً إخفاء مشاعر الكراهية حين ينظر إلينا!!

فأتى عليَّ
الدور؛ ليقوم بتفتيش محتويات الزيارة الغذائية التي أحضرتها لي أسرتي؛ فانتهزت فرصة خلونا معاً، ولم أدر ما الذي أنطق لساني بهذه الكلمات التي وقعت عليه وقع السحر!! حيث لم أزد عن قولي : (مهما عملت في حياتك . . إياك أن تيأس من رحمة الله)!!

فوالله
الذي لا إله غيره، توقف فجأة عن تفتيش حقائبي!! ونظر إليَّ وهول المفاجأة يملأ عينيه، وسرعان ما تحولت ملامح وجهه من تلك الشراسة القاتلة إلى براءة عجيبة!!
وفوجئت
والله بالدموع تنحدر غزيرة من عينيه؛ وكأني قد نكأت له جرحاً غائراً!!
ولم يلبث
أن أخذ يردد عبارة واحدة فقط!! يكررها والدموع تنحدر على وجنتيه :
(
شكراً والله يا عم الشيخ)
(
شكراً والله يا عم الشيخ)

حتى كدت
والله أشفق عليه مما رأيت!!  ورفض بشدة إكمال عملية التفتيش!! والعجيب أننا لم نره في المعتقل بعد ذلك أبداً!!
وأرجو من
الله أن يكون قد أكرمه بالهداية، ولكني أيقنت مما حدث؛ أن الكلمة الطيبة مع حكمة الموقف، تصنع الكثير!!

فكونوا
عباد الله مواطن رحمات الله على قلوب خلقه، تحظوا بحب الله وحب الخلق معاً في الدنيا، وتفوزوا بنعيم جنة الله يوم القيامة، فلقد خط لكم هذا الطريق، وسبقكم إليه، حبيبكم وحبيب رب العالمين، نبيكم الأمين(صلى الله عليه وسلم)!!

تابعوا . .

محبكم
أبو مهند
القمري

 



كنت أظن
. . ولكني اكتشفت  . . فقررت!!
 . .  الحلقة (12)  . .
 (
الزهد في الدنيا!!)

كنت أظن . .
أنه طالما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالزهد في الدنيا؛ فإنه يجب علي كراغب في بلوغ منزلة الزهد؛ أن أترك كل شيء
!! فلا أهتم بملبسي، ولا مظهري، ولا بنوعية الطعام التي أتناولها، ولا بالفراش الذي أنام عليه، وإن اضطررت لشراء سيارة، وقدرني الله علي تدبير ثمنها؛ فلتكن من أقدم السيارات زمناً، وأن أسير بين الناس منكسراً، وأن يكون شعاري في الحياة برمتها (مشي حالك، فما أقرب ساعة الموت)!!

ولكني اكتشفت . .


أن الزهد
عمل قلبي محض!!
ومقتضاه أن تكون الدنيا في
يدك لا في قلبك!!
وإلا فما جدوى أن أبدو أمام الناس متقشفاً في الظاهر، ولكني أحمل بين جنبي
أبشع القلوب جشعاً، وأحرصها على جمع متاع الدنيا الرخيص!! وإذا تعاملت بالدرهم والدينار، اكتشف الناس أنهم أمام غول شرس، ووحش كاسر، لا يبقي ولا يذر، ويريد أن يأكل الأخضر واليابس!! فتكون صدمتهم في أهل الدين أفظع مما يتصوره العقل!!

لذا فقد قررت
. .

أن أكون العابد الزاهد، ولكن
على النحو الذي رسمه لنا النبي صلى الله عليه وسلم بفهم الإسلام الشامل!!
فأكون في غنى
عثمان بن عفان رضي الله عنه إن استطعت، ولكن إذا دعت الحاجة (جهزت جيش العسرة)!!
وأن أملك تجارة
أبي بكر الصديق رضي الله عنه لو تمكنت، ولكن إذا دعت الحاجة (تركت لأهلي الله ورسوله)!!
وأملك قصواء
النبي صلى الله عليه وسلم، وهي من أفخم المراكب ثمناً، ولكن (أعطي عطاء من لا يخشى الفقر أبداً)!!

وأن أتزوج أجمل الناس وأحرصها ديناً إن تمكنت، ولكن إذا دعا الداعي: (
يا خيل الله اركبي وإلى الله ارغبي) كنت كالصحابي الجليل جليبيب رضي الله عنه، والذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم، حينما رآه بين الشهداء، وقد تركه يتجهز للعرس قبل ساعة (اذهبوا لصاحبكم (أي والد العروس) فقولوا له زوج ابنتك، فإن الله استبدلها له من الحور العين)!!

وأن ألبس أجمل الثياب شكلاً، ولكن بجسدى لا بقلبي (
لأن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده)!!
وأن أسكن أفضل المنازل سعةً من المال الحلال؛ بنية التوسعة على أهلي (
لأن سعة الدار من سعة الرزق) ولأن (أعظمها أجراً درهماً تنفقه على أهلك)!!
وأن أسعى لكسب المال الحلال من التجارة إن استطعت؛ لأوسع على إخواني المسلمين،
فأقيل عثراتهم وأفرج كرباتهم؛ لأن (نعم المال الصالح للرجل الصالح)!!
 وأن آكل من أطيب الطعام وألذه؛ وأنام على أصح الفراش وألينها، إذا تمكنت لأن (
لجسدك عليك حقاً)!!
وهذا هو المعنى الحقيقي للزهد،
أن تملك الدنيا بأسرها إن استطعت، ولكن لا تسمح لها أبداً باحتلال ولو جزء بسيط من قلبك!!
وإلا فكيف استطاع
النبي صلى الله عليه وسلم على ما كان يعانيه من شظف العيش وشدته، أن يزهد في جبال مكة ذهباً!! وهو الذي يعلم يقيناً أن الله نافذ وعده؛ إذا أشار بالإيجاب؟!
أليس لأنه لم يجعل للدنيا في قلبه أدنى نصيب؟!


وهذا هو عين الزهد ومقصده،
فليس الزهد في تصرفات ظاهرية، لا توافقها قناعات باطنية؛ نجحت بالفعل في تطهير القلب من روث الدنيا، وجعلت يقينه فيما عند الله من الرزق أشد من يقينه فيما عند الناس، فزهد الزهد الحقيقي في الدنيا!!

حين ملك منها ما ملك بيده، ولكنها لم تملك ولو جزءً بسيطاً من قلبه!!
 


تابعوا
. .

 

محبكم
أبو مهند
القمري


 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك

منوعات الفوائد

  • منوعات الفوائد
  • الصفحة الرئيسية