اطبع هذه الصفحة


مصر العروبة .. والوقوف معها واجب قومي

عبدالهادي الخلاقي


بسم الله الرحمن الرحيم


بالأمس كنت أتبادل أطراف الحديث مع احد الأخوة المصريين عن الوضع السياسي في مصر وما ستئول إليه الأوضاع السياسية في المستقبل، لا أخفيكم سراً كان حزيناً مكتئباً متشائماً بعض الشيء مما قد تنجر إليه مصر ما إذا استمر الوضع السياسي متأزماً بن قيادات المعرضة التي تحرك الشارع المصري وبين رئيس الجمهورية الذي يسعى لاستقرار مصر بحسب ما يراه ويشاطره فيه غالبية الشعب المصري الذي قالوا نعم للدستور، فأخذتُ ادفع به للتفاؤل ونبذ التشاؤم الذي كان مخيم على تقاسيم وجه، فقلت له: تفاءل فإن مصر لن تنحني هامتها ولن ينكسر عظمها، فمصر صانعة الرجال وعمقنا العربي ومصدر قوميتنا العربية التي نستظل بظلها ونرتوي من نبعها، مصر حضارتنا ومصدر ثقافتنا وستظل أم الدنيا طالما فيها رجال يمتلكون من الحس الوطني مالا يمتلكه مواطن آخر تجاه بلده والأمثلة كثيرة ومنها البحرين والعراق ولبنان التي خان مواطنيها أوطانهم لمستعمر فارسي اتخذ من الدين الإسلامي والمعتقد مبرر لغزو الوطن العربي والانتقام منه.

لا احد ينكر فضل مصر على العرب والعروبة ومن يفعل ذلك فنحن براءة منه ومن أفعاله وتوجهاته، فنحن امة تأصل فينا حفظ الجميل وهذا نهج نبينا محمد صل الله عليه وسلم في حفظ الجميل ورد المعروف .

بالعودة إلى حديثي مع صديقي وهو بمقام والدي حفظهما الله جميعا؛ فقلت لهُ أحسن الظن في المستقبل لمصر فربنا عز وجل يقول:" أنا عند ظن عبدي بي" وما مرت به مصر من محن وابتلاءات بلا شك جعلت من المصريين المخلصين يحرصون كل الحرص على ألا ترى مصر أيام سوداء مظلمة كلتي مرت بها؛ فالشعب المصري نال حريته بكرامة حين وقف في ميدان التحرير في ثورة 25 يناير والتي بأذن الله سوف يكون نتاجها عهد جديد زاهر بالعطاء والحرية والكرامة لمصر ولشعبها الوفي، ثم أردفت قائلا: من يحمل نور القران الكريم بجميع أحرفه وكلماته بين حناياه لا يمكن أن يكون ظلماً أو مستبداً أو يسرق أو ينهب أموال الشعب أو يخون الأمانة التي أؤتمن، وفي أخر حديثنا •• لم استطع تماسك نفسي فكادت عيناي تنهمران بالدموع ليس خوفاً على مصر فمصر أكبر بكثير من أن تنجر إلى صراع سياسي وبلا شك بأن تتجاوز مصر هذا المنعطف وستقبل على مستقبل مشرق يلبى تطلعات الشعب المصري، ولكن هذه الدموع كانت حبا لهذا البلد العربي العظيم ولشعبه الذي يستحق حياة كريمة هانئة فاستقرار مصر هو استقرار لوطننا العربي الكبير.

ومن واجب العروبة والدين الإسلامي الذي يربط بيننا كشعوب عربية كان لزاماً على دولنا الخليجية خصوصاً والعربية عامتاً أن تقف وقفة مصيرية مع الشعب المصر وقيادته وألا تُمكن المأجورين من تدمير منجزات ومستقبل الشعب المصري التي تحققت بعد ثورة 25 يناير، فمصر عمود الأمة العربية وضعفها وانكسارها سوف يؤثر بشكل كبير على قوام الأمة العربية وسيادتها، وواجب الوقوف معها لا يقتصر على قيادات الدول العربية فقط بل كل مواطن عربي ينبض قلبه حباً بقوميته وانتمائه العربي الإسلامي عليه واجب أخلاقي وعروبي تجاه مصر فمصر لها حق على كل عربي ينتمي إلى هذا الأمة العريقة لأننا نُدرك ونُؤمن بقوله تعالى: " وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ" ومصر مستهدفه في أمنها واستقرارها حتى تختل موازين القوى في منطقة الشرق الأوسط وتزيد هيمنة القوى الطامعة في منطقتنا العربية ومنها الكيان الصهيوني المندمج عسكرياً وسياسياً ومالياً بأمريكا، وكذلك المطامع الامريكاوروبية.


 

منوعات الفوائد