اطبع هذه الصفحة


إيران من الاحتلال إلى الاستيطان للجزر الإماراتية

عبدالهادي الخلاقي


بسم الله الرحمن الرحيم


من التناقضات الغريبة التي يعيشها النظام الإيراني في دفاعه عن القضية الفلسطينية وحبه المستميت المغلف "بالتقية" الفارسية للعرب ولسيادة الدول العربية ودول الخليج خاصة أنه يطالب الأمم المتحدة بوقف الاستيطان الإسرائيلي في فلسطين حيث طالب نائب رئيس ممثلية الجمهورية الإيرانية في الأمم المتحدة إسحاق آل حبيب الأوساط الدولية ومجلس الأمن بالتحرك الفوري والعملي لإرغام كيان الاحتلال الإسرائيلي على وقف الاستيطان في الأراضي الفلسطينية وإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة ، بينما تسعى إيران لبناء مشاريع استيطانية في الجزر الإماراتية العربية المحتلة من قبل النظام الإيراني حيث أعلن الحاكم العسكري لجزيرة أبو موسى الإماراتية المحتلة "محمد سعيدي" عن افتتاح قرابة 52 وحدة استيطانية في الجزيرة، فاحتلال إيران للجزر الإماراتية الثلاث لا يختلف عن احتلال إسرائيل لدولة فلسطين وكما قال وزير خارجية دولة الإمارات العربية المتحدة قد لا يكون هناك مقارنة بين الكيان الإسرائيلي وجمهورية إيران إلا أن الاحتلال هو احتلال وهو بسط نفوذ دولة على أراضي دولة أخرى بطريقة غير شرعية مخالفة للأعراف والقوانين الدولية والإسلامية.

إن إصرار النظام إيراني في إنشاء مشاريع استيطانية في جزيرة أبو موسى المحتلة يعتبر تحدي صارخ لسيادة دولة الإمارات العربية ولدول الخليج العربي كافة، وهذا العداء ضد دول الخليج العربي من قبل النظام الإيراني ليس جديد وإنما يتخذ إشكال وطرق مختلفة فهو يسعى دائماً إلى تأزيم العلاقات بين القطبين الإيراني والخليجي، فهذا العداء وهذه الانتهاكات لسيادة دول الخليج سواء باحتلالها للجزر الإماراتية أو لتدخلها الواضح والصريح في الشأن الداخلي لدول الخليج ودعمها الجماعات المعارضة التي تعمل على زعزعة أمن واستقرار منطقة الخليج العربي الساعية لضرب اقتصادها المتنامي الذي يشكل كابوساً مؤلماً للنظام الإيراني و يغيظه نموه المتسارع الذي نقل دول الخليج العربي من محيطها العربي المحدود إلى فضاء العالمية بل أصبحت دول الخليج العربي عنصراً قوياً مؤثراً في الاقتصاد العالمي.

أن الاحتلال الإيراني للجزر الإماراتية طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى، يمثل جزءاً من مسلسل التهديدات التي توجهها إيران إلى دول الخليج العربي فالمشاريع الاستيطانية الإيرانية في هذه الجزر الإماراتية العربية المحتلة منذ عام 1971م تشكل خطراً كبيراً، حيث إن النظام الإيراني يسعى لفرسنة هذه الجزر العربية بالقوة وتغيير هويتها العربية، وعلى دول الخليج العربي والدول العربية أن تسارع لاتخاذ موقف صارم تجاه هذه الممارسات الفارسية على الأراضي العربية المحتلة. ألا يكفي ضياع إقليم الاحواز العربي الذي تم احتلاله من قبل النظام الإيراني بمباركة بريطانية سنة 1925م؟! ألا يكفي ما ألحقته الهيمنة الفارسية من فساد وقتل ودمار للعراق الشقيق؟! ألا تكفي دماء عشرات الآلاف من السوريين التي تُسال بفعل الدعم الإيراني المطلق لنظام الطاغية بشار الأسد؟! مساعي إيران الاستيطانية من القضايا التي لا يمكن السكوت عليها أو التهاون بها حتى لا تضيع هوية السكان العرب الأصليين لهذه الجزر العربية وحتى لا تكون هذه الجزر فلسطين أخرى فالاحتلال له وجهاً واحداً وإن اختلف المحتل وهويته.

 

منوعات الفوائد