اطبع هذه الصفحة


احذر فيلم آلام المسيح، خطر على عقيدة المسلم

عبد الباقي شرف الإسلام


"آلام المسيح" فيلم جديد من إخراج ميل جيبسون موضوعه آخر 12 ساعة من حياة يسوع الناصري عيسى - عليه السلام- ، حصد هذا الفيلم فوق 310 مليون دولار منذ إصداره قبل شهر تقريباً، والمرجع التاريخي لاستقاء المعلومات هو إنجيل يوحنا، ويكفي المسلم الواعي هذه المعلومة ليتخيل مشاهد الفيلم.

إن تجسيد عيسى - عليه السلام - وأمه وعقيدة التثليث وتكذيب القرآن في مسألة الصلب وأمور أخرى ليبعث في المسلم الغيور على عقيدته ودينه ألماً وحزناً، ولئن كانت أفلام هوليود في الغالب تشيع الفاحشة في المجتمع، وتفتح أبواب الشهوات على مصراعيها، فإن هذا الفيلم يفتح أبواب الشبهات ليصيب عقيدة المسلم في الصميم.

إن تجسيد عيسى - عليه السلام - وأمه وعقيدة التثليث وتكذيب القرآن في مسألة الصلب وأمور أخرى ليبعث في المسلم الغيور على عقيدته ودينه ألماً وحزناً وكأني أتخيل تلكم الشريحة الواسعة من أبناء وبنات المسلمين اللذين تربوا على ثقافة الغرب وانبهروا به وقل رصيدهم من الثقافة الإسلامية أو انعدم، أتخيلهم أمام الشاشة ساعتين قد رسخت في عقولهم مشاهد الصلب، وتلقوا درساً بأحدث الأساليب في الإنجيل المحرف، أما القرآن فقد اتخذوه مهجوراً، أما الفئة المثقفة من المسلمين واللذين علموا سيرة المسيح عيسى - عليه السلام - من مصادرها الإسلامية، ومع ذلك أصروا على مشاهدة الفيلم، فإني أذكرهم بقوله تعالى : { وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً } [النساء:140].

ويسر المسلم عندما يعلم أن هذا الفيلم قد تلقى اعتراضاً عالمياً وانتقد بشدة، وللقارئ الحق في أن يجزم أن هؤلاء المنتقدين هم المسلمون؛ لأنهم يمثلون نسبة كبيرة من الجماعة البشرية، ولما يشمله الفيلم من تحد وكفر لآيات القرآن وتعد على أنبياء الله، بل واستطالة على مقام الربوبية والألوهية ، ولكنه يصاب بخيبة أمل عندما يعلم أن اليهود هم اللذين اعترضوا على الفيلم، وعدوه رمزاً لمعاداة السامية وتحريضاً لكراهة اليهود، أما المسلمون فصوتهم خافت وهم الكثرة، ولعل كثرة الجراح والآلام أنستنا آلام المسيح وأمه - عليهما السلام-، وكم هو مؤلم أن نعلم أن دولاً خليجية تعرض هذا الفيلم على شاشات دور السينما، وأن الجم الغفير يقبلون عليه صباح مساء ويخرجون من جيوبهم نقوداً ومن قلوبهم عقيدة ويسلموهما عند عتبة السينما لتسلم لهم السينما في تلك القاعة المظلمة درساً تنصيرياً من إنجيل يوحنا.

{ لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلاثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِنْ لَمْ يَنْتَهُوا عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [المائدة:73].

وإن كان للإقبال الكبير على مشاهدة هذا الفيلم في أمريكا من دلالات، فإنها تدل على تدين الشعب، ولعل في هذا إرهاصاً بعودة كل أمة إلى ملتها، وإفلاساً لشعار العلمانية (أو اللادينية) ليحل محلها العصبية الدينية، ويكون توطئة لحروب وملاحم موضوعها الدين والعقيدة.

فتاوى حول هذا الفيلم اللعين
أفتى الدكتور إبراهيم زيد الكيلاني وزير الأوقاف الأردني السابق ورئيس لجنة الفتوى في حزب جبهة العمل الإسلامي بحرمة عرض ومشاهدة فلم "آلام المسيح" في الأردن كما انتقد برنامج ستار أكاديمي الذي يعرض على شاشة " LBC " الفضائية اللبنانية وأفتى بحرمة مشاهدته .

وقال الدكتور الكيلاني "أفتي بحرمة مشاهدة وعرض هذا الفيلم لأمرين اثنين أولهما أن هذا الفلم تكذيب للقرآن الكريم الذي يقول { وما قتلوه وما صلبوه ولكن شُبّه لهم } وأضاف الدكتور الكيلاني أن في هذا الفيلم تصويرا وتجسيدا للأنبياء وهو أمر محرم شرعا معتبرا أنه فيلم تبشيري قصد به الإساءة لمشاعر المسلمين وليس التعرض لليهود كما يروج .

وقال " نحن نعلم جرائم اليهود بحق الانبياء ومحاولتهم قتل المسيح عليه السلام لكن هذا الفيلم يزرع معتقدات ومفاهيم خاطئة وليست من ديننا .. الأمر الذي يؤثر على أجيالنا الناشئة .

وتأتي هذه الفتوى بعد أيام فقط من فتوى مشابهة في الكويت اعتبرت أن عرض "آلام المسيح" غير جائز في بلاد المسلمين أطلقها عميد كلية الشريعة في الكويت الدكتور محمد الطبطبائي الذي قال أن "فيلم آلام المسيح يتعارض مع العقيدة الإسلامية " .

أكد عميد كلية الشريعة الدكتور محمد الطبطبائي أن « فيلم آلام المسيح يتعارض مع العقيدة الإسلامية»، ودعا «الجهات المسؤولة في الدول الإسلامية» إلى أن «تمنع عرض الأفلام والتمثيليات » من هذا النوع.

وذكر في فتوى أصدرها أن فيلم آلام المسيح «فيه ثلاث مخالفات شرعية تمنع من إباحته، أولا: هو يتعارض مع مسألة عقائدية لدى المسلمين، لا يجوز الخلاف فيها, ثانيا: يمثل فيه شخصية المسيح, ثالثا: فيه تفاصيل مختلقة ».

وأضاف: « لا يجوز السماح بعرضه في بلاد المسلمين أو مشاهدته لما فيه من البهتان، ومخالفته العقيدة الإسلامية الصحيحة (,,,) كما لا يجوز حضور هذا الفيلم، في البلاد التي يعرض فيها، ومن حضره عليه التوبة لله تعالى، فهذا الفيلم جرأة على الله تعالى، وانتقاص لنبي الله عيسى », وشدد على أن «تمثيل الأنبياء عموما لا يجوز شرعا».

البحرين تمنع فيلم آلام المسيح
أعلن مسؤول في وزارة الإعلام البحرينية اليوم أن مملكة البحرين منعت عرض فيلم "آلام المسيح" الذي أثار ضجة لدى إسرائيل واليهود في العالم.

وقال مدير دائرة المطبوعات والنشر في الوزارة جمال داود "منعنا الفيلم قبل أسبوعين بعد أن تقدمت شركة البحرين للسينما بطلب لعرض الفيلم. وأضاف "منعنا الفيلم لأنه يتعارض مع الشريعة الإسلامية التي تحرم تجسيد الأنبياء".

أفيقو أيها المسلمون
أفيقوا أيها المسلمون
أفيقوا أيها المسلمون


وهل تألم المسيح ؟
عمرو نور

إن الجدل الشديد الذي يظهر فى الساحة العربية بل العالمية عن فيلم آلام المسيح - والذى ينحصر فى أن اليهود يعترضون على الفيلم لأنه يُظهر أن اليهود هم السبب فى صلب المسيح وقتله - هو انشغال بالأدنى عن الأعلى وبالباطل عن الحق، فكل من يشارك فى إبداء الرأى يشغله انتقامه من اليهود وإرادته من أن يظهروا على حقيقتهم عن حقيقة الفيلم وهدفه الحقيقى.

فقد نقلت شبكة 'مانيلا بوليتون أون لاين' تصريًحا علنيًا لمخرج فيلم [آلام المسيح] 'ميل جيبسون' قال فيه: 'عندما ينجح الفيلم في تنصير كل من سيشاهده سأطمئن إلى نجاحه وأعتبره قد أنجز مهمته'.

فهذا هو هدف الفيلم الحقيقى ويؤكد ذلك أن مخرج الفيلم يسعى الآن لعرضه بجميع اللغات المعروفة بل يطلب ممثلين من كل بلد ليقوموا بأداء الفيلم حتى يكون تأثيره واقعياً على كل قوم حين يشاهدوه.

صدق الله حين قال: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ} (36) سورة الأنفال

وانتبه فقد قال عز وجل فى الآية التى تليها :{ لِيَمِيزَ اللّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَىَ بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعاً فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ} (37) سورة الأنفال

ومن الجدير بالذكر ما يؤكد عليه الباحثون من أن فكرة 'صلب الإله فداءً للخطيئة' التي أدخلها بولس في عقيدة النصارى وصارت أصل مذهبهم على اختلاف مشاربهم ليست من تأليفه وإبداعه، فإنه إنما يكرر عقيدة قديمة، تناقلتها الوثنيات قبل المسيح بزمن طويل، فالهنود يعتقدون أن 'كريشنا مخلصهم قد مات على الصليب'، وكذلك في أسطورة 'الإله بعل' البابلية، ويقول بهذا أيضًا عباد 'الإله بروسيوس'.

ويصور الكاردينال الإنجليزي ( منينغ ) أهمية حادثة الصلب في كتابه “ كهنوت الأبدية” فيقول: " لا تخفى أهمية هذا البحث الموجب للحيرة، فإنه إذا لم تكن وفاة المسيح صلباً حقيقية، فحينئذ يكون بناء عقيدة الكنيسة قد هُدم من الأساس، لأنه إذا لم يمت المسيح على الصليب، لا توجد الذبيحة، ولا النجاة، ولا التثليث .. فبولس والحواريون وجميع الكنائس كلهم يدَّعُون هذا، أي أنه إذا لم يمت المسيح لا تكون قيامة أيضاً ".

فالفيلم وإن كان ذو مؤثرات مبهرة وأصوات جذابة فهو ليس من الحق في شيء..

فما يتعلق بقتل المسيح عليه السلام وصلبه فالله سبحانه وتعالى قد نفى أن يكون قد قُتِل أو صُلِب نفياً صريحاً قاطعاً، فقال عزَّ وجلَّ {.. وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا * بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا * وَإِن مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ إِلاَّ لَيُؤْمِنَنَّ بِهِ قَبْلَ مَوْتِهِ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يَكُونُ عَلَيْهِمْ شَهِيدًا} (157 - 159) سورة النساء فمن اعتقد أنَّ عيسى ابن مريم عليه الصلاة والسلام قُتِل وصُلِب فقد كذَّب القرآن، فنحن المسلمون نؤمن بأن عيسى عليه الصلاة والسلام لم يُقتل ولم يُصلب، ولكننا نقول إن اليهود باؤوا بإثم القتل والصلب حيث زعموا أنهم قتلوا المسيح عيسى بن مريم رسول الله، وهم لم يقتلوه حقيقةً، بل قتلوا من شُبِّه لهم، حيث ألقى اللهُ شبهه على واحد منهم فقتلوه وصلبوه، وقالوا: إننا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله، فاليهود باؤوا بإثم القتل والصلب بإقرارهم على أنفسهم.

والمسيح عيسى ابن مريم برَّأه اللهُ من ذلك وحفظه ورفعه سبحانه وتعالى عنده إلى السماء، وسوف ينزل في آخر الزمان إلى الأرض فيكسر الصليب ويقتل الخنزير كما فى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " و الذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكماً مقسطاً و إماماً عدلاً فيكسر الصليب و يقتل الخنزير و يضع الجزية..." رواه البخارى ومسلم

ويجمع الفقهاء على حرمة تجسيد شخصيات الأنبياء والرسل في الأعمال الفنية، سواءً سينما أو تليفزيون أو مسرح أو فنون تشكيلية، فنحن لم نتعود في عالمنا الإسلامي على إظهار الأنبياء من خلال ممثلين يجسدون شخصياتهم في الأفلام.

وتعجب وتتساءل عن كيفية موافقة الرقابة والجهات المسؤولة فى دول - تزعم أنها - إسلامية على عرض الفيلم وعن سكوت الأزهر الذى كان يقوم بحق الله فى منع عرض بعض الأفلام لأنها تصور بعض الصحابة فكيف بالأنبياء عليهم السلام بل كيف بالكذب الصريح على الأنبياء

فحسبنا الله ونعم الوكيل

وأخيراً فإنى أحذر من مشاهدة هذا الفيلم وأقول لمن يقولون بالحرية الفكرية ومعرفة الرأى والرأى الآخر ويمتدحون هذا الفيلم وما شابهه: إن الله سبحانه وتعالى قد نهى عن الجلوس فى المجالس التى يُكفر فيها بآيات الله فقال عز وجل {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا} (140) سورة النساء فنهينا عن القعود معهم فكيف بالسعى لمشاهدتهم والحث عليها.

أعتذر عن الإطالة ولكن كان لابد لى من النصيحة فقد قال الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم " الدين النصيحة"

هذا وما كان من توفيق فهو فضل من الله وما كان من خطأ فمنّى ومن الشيطان والله ورسوله منه براء

فمن علمت أنه قد ابتلى بهذا الداء – أقصد الفيلم –

فأرسل له هذا الدواء

مواضيع متعلقة

عقيدة المسلمين فى عيسى عليه السلام
http://www.taiba.org/entry3/fatawa/aisa.htm 

هل افتدانا المسيح على الصليب
http://www.ebnmaryam.com/monqith/monqith4/monqith4.htm 

مناظرة مترجمة (صوتية) هل صُلب المسيح؟
http://www.islamway.com/bindex.php?section=series&series_id=1133&scholar_id=82

هذا المقال استعنت فيه بمواقع من الشبكة وبما ورد فى بعض المنتديات كنت أود الإشارة إليها ولكن خشيت الإطالة فأسأل الله أن يجزيهم خير الجزاء وأن يجعل أجر هذا البحث فى ميزان من كتبه ومن قرأه جميعاً يوم القيامة

وسبحانك الله وبحمدك أشهد ألا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك


فيلم [آلام المسيح] أهدافه، وعقيدة المسلمين في المسيح عليه السلام .. أبو الفرج المصري
 

منوعات الفوائد