اطبع هذه الصفحة


حوارٌ فوق سطح الحرم

عبدالكريم بن سالم آل عبود العجيري


بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ


‏كنت فوق سطح الحرم المكي في رمضان عام١٤٣٠هـ فلقيت ستة شباب من {‫الجزائر‬} وأفطرنا سوياً فسألتهم عن الدعوة في الجزائر وحال {‫السلفية‬} هناك
‏{‏فأجابوا بأنهم نشيطون في الدعوة فاستبشرت خيراً فسألتهم عن نشاطاتهم فقالوا نحارب الحركيين ونحذر الناس منهم فعلمت أنهم من {‫أدعياء السلفية‬}
‏فسألتهم عن القباب والأضرحة؟
‏قالوا:منتشرة!
‏قلت:هل لكم جُهدٌ لمحاربتها؟
‏قالوا:نحن منشغلون بمحاربة الحركيين!
‏قلت:دعوة التوحيد أولى أم عملكم هذا؟!
‏وبعد حوارٍ خاطبت فيه عقولهم قالوا هكذا عرفنا {‫السلفية‬}!
فقلت لهم إنما هذه فتنة {‫الجامية‬} {‫أدعياء السلفية‬}.
‏فقالوا نريد أن تقابل شيخنا وتناقشه.
وافقتهم على ذلك
‏‏وفي اليوم التالي:
‏أتوني بشيخهم وإذا به شابٌ صغيرٌ وعرّفوا بأنه من خواصِّ فلان وفلان!
‏فرحبت به وسألته عن صحة وحال الشيخ ربيع مدخلي فهدأت نفسه.
‏فسألته عن هيئة كبار العلماء في السعودية وأئمة الحرمين فقال كلهم ثقات!!!
‏(ليوهم أتباعه بسلامة منهجه ولكن {‫أدعياء السلفية‬} سرعان ما يسقطون)
‏فقلت متى أتيت لمكة المكرمة قال أمضيت ٢٠يوماً في المدينة المنورة لازمت فلان(حُكم عليه في قضية اتهام لأحد المشايخ بأنه خارجي ولكن الشيخ عفى عنه)
‏‬‏‏قلت ألم تقابل الشيخ {‫عبدالمحسن العباد‬} و أبوبكرالجزائري و الحذيفي و...
‏قال لا،كنت معتكفاً عنده!
‏قلت كم كتاباً قرأت عليه؟
‏فحار جواباً وقال كلها خير والجرح والتعديل من العلم الذي يُرحلُ له (يقصد البهتان والغيبة وانتقاد العلماء والدعاة.
‏قلت وهنا في مكة؟
‏قال لازمت الشيخ ربيع.
‏قلت كم مرةً نزلت للحرم قال يوم عمرتي والليلة لكي أناقشك فلقد شوشت على الشباب ببعض كلامك!
‏قلت هل لقيت {‫الشيخ صالح اللحيدان‬} أو العجلان أو الشثري فقال ليس عندي وقت كافٍ للقائهم فلدي أسئلة كثيرة لشيخنا!!
‏قلت تسأله عن فلان وعلان؟
‏قال أجل!
‏قلت له فما قولك في {‫الشيخ سعود الشريم‬} فأراد أن يتهرب أمام مريديه فقلت له اتق الله ولا تكتم العلم يا رجل فقال "سروري" قلت "محترق" قال صدقت!!
‏قلت فما رأيك في {‫الشيخ صالح بن حميد‬} فقال
‏"{إخواني‬} " و...أكثر أئمة الحرم فقسمهم ما بين "سروري" و "إخواني".
‏قلت فهم من أئمة الحرم وأنت تزكيهم قبل قليل؟!
‏فشرق بقوله السابق.
‏‏‏قلت فما رأيك في {‫الشيخ عبدالله_المطلق‬} والشيخ عبدالله التركي‬} فقال "إخوانيين"
‏قلت {فالشيخ محمد الشنقيطي‬} قال "صوفي "
‏فعددت له أكثر هيئة كبار العلماء فصنّفهم!
‏‏قلت له فهم أعضاءٌ في هيئة كبار العلماء ويُعيّنهم الملك وبمشورة العلماء الكبار وهذا اتهام صريح للدولة {‫السعودية‬} وللعلماء.
فقلت له فلماذا لم يُحذّرنا ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله
منهم فقال فلانٌ أعلم منهما بالرجال فقلت أما في الغيبة والنميمة فصدقت وأما في غيرها فكذبت.
‏فثار وهاج.
قلت له بقي أن أسألك ما هي أركان (لا إله إلا الله)
‏فقام غاضباً وقال تسألني مثل هذا السؤال هي سبعة وقام يُعدِّد شروط لا إله إلا الله!
‏قلت بل هي (نفيٌ وإثبات) واقرأ شرح {‫الشيخ عبدالله بن جبرين‬} رحمه الله لها
فذهب وهو يتمتم بتصنيفي بعد سماعه لذكر شيخنا {‫ابن جبرين رحمه الله.
‬بعد عام لقيت أحد مريديه في مكاني الذي لقيتهم فيه فقال:
‏تبين لي أنهم {‫أدعياء للسلفية‬} وليسوا سلفيةً أبداً
‏‏فقريتنا مليئةٌ بالأضرحة والقباب ولم أدخلها منذ هدايتي لكي أدعو أهلها للتوحيد فأي منهج هذا الذي أنا أسير عليه وكيف نطعن في كل علماء الأمة ونتهمهم ونحن ما عرفنا الهداية إلا على محاضراتهم وخطبهم!!
قال يا أخي:
‏لقد فرّقوا {‫السلفية‬} وصنّفوا من لم يسر خلفهم بدعوى أنهم حركيين!
‏قال أيضاً:بعد تأملي رأيت السلفيين الحقيقيين هم الأكثر أثراً.
فقلت له {‫السلفية‬} أنفع الناس للناس وأقربهم لهمومهم وقضاياهم اهتموا بالعقيدة فدرّسوها في محاضنهم التربوية وجابوا العالم يدعونهم للتوحيد دون النظر إلى انتماءاتهم التي اقتضتها حياتهم في تلك البلدان وأما نحن في السعودية فلسنا بحاجة لجماعات أو أحزاب بل دخولها علينا تفتيت لتلاحمنا وترابطنا.

‏ختاماً:
‏كلما تكالب الأعداء على الأمة نشطت مُعرّفات وهمية لتفتيت المجتمع بثيابٍ وطنية أو بثياب الجامية‬} {‫أدعياء السلفية‬} أو الليبرالية‬} فلا تلتفتوا لهم.


محبكم
عبدالكريم بن سالم آل عبود العجيري
٣ /٤ /١٤٣٧هـ

 

منوعات الفوائد