| 
  بسم الله الرحمن الرحيم
 
		مع كثرة المجريات التي تجري من حولنا , وبين إقبال النفس وإدبارها , وبين 
		غرور بعمل صالح تظن أنك أنت الوحيد الذي نال تلك المنزلة العليا في ظنك ! 
		ونظرات تنظر بها لمن هم أقل منك حالاً , ذالك عامل النظافة الذي يكدّ طوال 
		النهار بملابس رثة وشكل بسيط , ومنزلة بين الناس معدومة , وحال مجهول , وقد 
		يكون نكرة , تأتي له تسأله كيف حالك يرد بابتسامة تملأ فمه , وصوت هادئ 
		"الحمد لله " تسأله عن حالته المادية , يرد عليك بقلب مؤمن " الحمد لله " 
		وبلغته العربية المتكسرة , "صديق الله كريم " إيمان بأن الرازق الوحيد هو 
		الله , قلب يطمئنك أن الكرم هو الكرم الرباني الذي هو من الله وحده , هذا 
		العامل الأعجمي البسيط , الذي أقصى آماله وظيفته البسيطة وثلاثمائة ريال في 
		ثلاثين يوم يستلمها , وقوت يومٍ لا يعلم كيف سيحصل عليه , مستقبل في كل 
		المحسوسات المادية أقل ما يقال به إن لم يكون معدوم فهو حتماً مجهول ! 
		الفكرة ليست حال ذلك العامل , بل الفكرة الإيمان بأن الكرم والرزق هو من 
		الله ,! اقتصاد متذبذب حديث مادي بحت يتداوله الناس او الاقتصاديين بترول 
		منخفض رسوم واشياء قد توصل من يقرأها لليأس ! كلام دنيوي بحت , لو تتأمل 
		معي حديث الرسول ﷺ : (: لو أنكم توكلون على الله حق توكله ، لرزقكم كما 
		يرزق الطير ، تغدو خماصا ، وتروح بطانا ,) الإيمان بأن الرزق من الله ﷺ : 
		يجب على كل مؤمن تأمل معي أيضاً قوله تعالى : (وفي السماء رزقكم وما توعدون 
		) , وغيرها من الأدلة الكثيرة التي فعلاً يجب علينا تدبرها وتأملها 
		وقراءتها وتنزيلها على الواقع ليزداد الإيمان بها , ولنا بصاحبنا العامل 
		البسيط فكرة وعبرة , وأمثاله كثير جداً يحدثونك وهو مؤمنين بأن ما كتبه 
		الله لهم من رزق سيأتيهم , من الإشكالات هو الغرور بأننا نحن فقط من يعرف 
		الله وأن هذا العامل أياً كانت مهنته هو أقل منّا حالاً ومكانةً , وهو قلب 
		ينبض بالإيمان , العامل السباك البسيط , بعد ما ينتهي من عمله معك , 
		وتحاسبه ينظر لك ويبتسم ويقول الحمدلله , الله كريم , عشرة ريالات قربته من 
		الله فحمده عليها ! نحن الاف ومئات الاف , نأخذها بضجر ولا نعرف للحمد طريق 
		, إلا ما رحم الله منّا , ونسينا قوله تعالى  ( ولئن شكرتم لأزيدنكم )
 
 *خلاصة ما أريده :
 لا نحقر من هم أقل مننا حالاً فلعلهم أقرب إلى الله منّا !
 *لا ننشغل عن التوكل على الله في أرزاقنا و أمور حياتنا كلها , ونتذكر من 
		دعاء النبي ﷺ :
 (ياحي ياقيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني لنفسي طرفة عين )
 *الإيمان قول وعمل ,,
 و أوصي ان ننظر لكل المواقف التي تمر بنا بعين المستفيد , فحتماً تمر عليك 
		عشرات المواقف اليومية , فيها فائدة وعبرة ,, والله اسأل الله يوفقنا وأن 
		يدبرنا وأن ييسر أمورنا كلها ,,
 
 
		عايش بن ماجد المطيري7 / 2 / 1438 هـ نجران
 
 
 |