اطبع هذه الصفحة


كنت معلمة بالسعودية

أم جلال/ بنت عبد الرحيم آل سليمان

 
بسم الله الرحمن الرحيم
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم

كنت معلمة بالسعودية
 


الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على مَن لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه ومن أحبه واتبع هديه، وبعد:ـ
ارتحلت للملكة العربية السعودية برفقة زوجي (الشيخ محمد جلال القصاص)، ويسر الله لي مراجعة القرآن الكريم (وكنتُ قبل حافظة)، وحصلت على المركز الأول في القرآن كاملاً حفظاً وتجويداً عامين متتاليين، في مسابقة جمعية البر والإيمان بمدينة ينبع الصناعية. وتتلمذت على يد عددٍ من المعلمات الفاضلات، وحصلت على إجازة في عدد من القراءات، وعملت معلمة بعد ذلك أعلمهن من بيتي، وعقدت عدداً من الدورات بدور التحفيظ أدرس بحثاً كتبته بعنوان "المفصل في التجويد"، فقد عايشت حلقات التحفيظ ودور التجويد طالبةً ومعلمة مدة تزيد على ستة أعوام، وأحببت أن أكتب هذا التقرير، أملاً في تقديم شيء مفيد لمن يهمه تطوير حلقات التحفيظ في المملكة العربية السعودية.

كان الرصد على ثلاث محاور:

1. النشاط.
2. الأفراد.
3. الوضع العام .
أو ( فعل وفاعل وسياق)

مدة الرصد ستة أعوام.

أهم الملاحظات في الفعل:

1. لا يوجد رؤية واضحة تسير عليها الحلقات، والأمر أقرب ما يكون لروتين موروث ينفذ، ولا يظهر أثر للأفراد ولا للإمكانات المادية المتاحة. مع أن الأفراد من ذوي الكفاءات، وممن أحسبهم ـ والله حسيبهم ولا أذكي على الله أحداً من خلقه ـ مخلصون يريدون الخير. ومع أن الإمكانات المادية كثيرة.
2. لا يسير العمل على خطة إدارية واضحة، فلا يسبق العام الدراسي تحضير مناسب يتعاطى خطة تسير عليها الحلقات، ولا يتبعه تقرير ميداني يحمل أهم الملاحظات والتوصيات.وبدهي لا توجد لجان متابعة للتوصيات.
3. آلية التطوير مفقودة.
4. تطوير الفرد عشوائي ولا توجد برامج تستهدف تطوير الفرد ، وانتقاء المميزين ومن ثم تخصيصهم بشيء زائد ، علمي أو مادي.
5. المجال يفتقد الكوادر العلمية والإدارية الفاعلة، مع وجودها قريبة .
6. توجد رغبة شديدة من القائمين على العمل والمنتسبين إليه في التطوير. ولكنها فقط رغبة. !!
7. العمل فقط من خلال المساجد والجمعيات،وفي أوقات رسمية، وما زاد عن ذلك فهو في شكل جلسات سمر ، طيبات يجتمعن على حديث طيب لا دراسة جادة.

أهم الملاحظات في الأفراد (الفاعل):

8. متوسط الأعمار فوق الأربعين، وكلهن أمهات لشباب ( بنين وبنات) ، والأبناء في الغالب غير حافظين أو حافظات بل جلهن (وخاصة الشبات) غير ملتزمات .
9. غالب الجادات في الحفظ عند غير ملتزمين أو ملتزمين التزاماً عادياً.( وربما أن السبب أن عامل الدين لم يكن حاضراً حال الزواج كون الكل متدين بالفطرة)

ومفاد هاتين الملاحظتين أن هذا الظاهرة محاصرة فليس لها امتداد في الجيل القادم وهذا الأمر لابد من تداركه بإيجاد نشاط ضمن الشباب أو تفعيل ثقافة تربية الأبناء عند الأمهات.

10. غالبهن يتم توصيلهن بأزواجهن أو أبنائهن. وقل من تعتمد على سائق خاص.
وفائدة هذا الرصد أن هذا الوضع يعيق العمل الصباحي ويجعله يعتمد على الباص العام، ويجعله مرتبطاً بساعتين فقط ، وهي لا تكفي .

11. ينشطن في باب المخارج والصفات، ويطالبن بتصحيح التلاوة.حتى المعلمات منهن يغيب عنهن الدراسة النظرية وإن تعرضن لها.
وهي حالة من الرغبة في القراءة الصحيحة لكتاب الله (تصحيح التلاوة)، وليست حالة من تحصيل العلم النظري، ولا يعاب هذا الأمر، وليس خارجاً عن الوضع الطبعي، فقلَّ من يحصل مسائل العلم ويهتم بها، وعلينا ـ تفاعلاً مع هذا ـ أن نقصر الدراسة النظرية على الراغبين، ونكثف تصحيح التلاوة عند عامة المنتسبين.
12. تحضر الواحدة الدورة الواحدة عدة مرات . يذاكرن من الشرح!!
وهي حالة من الغفلة عن طرق الطلب، أو حالة من الكسل والانشغال عن التحصيل. وتبدو فكاهية.
13. المشرفون على العمل ليسوا الأكفأ. وظني أن تعين الإشراف لمن يرغب أو عشوائي، أو تبعاً لأزواجهن!!
وهذا يكفي للحفاظ على الموجود ولكنه لا يكفي للنمو والتطوير، وخير من هذا أن يدير العمل من يعلمون أنفسهم.أو الأكفأ تدريساً، ونسانده إن كان ضعيفاً إدراياً. ويبتعد عن الإدارة من لا يدرسون أو من هن غير متفوقات .

أهم الملاحظات في السياق:


14. المجتمع طيب، ومحب للخير بالفطرة والوراثة، ولكن الظاهرة تنحسر، ويجب تداركها قبل فوات الأوان .
15. لا يوجد من ينقطع للتحفيظ كليةً. أو من يحمل همه وينقطع له بما يستطيع. وأصحاب الأماني كثر .

كيف يتم تطوير العمل؟؟
( التوصيات)

1. ـ اعتماد طريقة النمو، واعتماد جلسات البيوت، وقد خطوت فيها خطوات. وقدمت نموذجاً عملياً، فقد بدأت بتدريس اثنتين، تعليم فردي، ثم بعد ذلك جلسات في البيوت لا يزيد عدد الحاضرات فيها عن عشرة، أو خمسة عشر وقت الضرورة.
وجلسات البيوت فيها خير كثير، في التعليم، وفي العلقات العامة، فهي تثمر تعليماً جيداً، وتثمر مودة بين الحاضرات، وبالتالي تعمل في اتجاه إيجاد مجتمع متدين، أو ترابط بين المتدينين. ويعرف هذا المهتمون بشأن العمل الدعوي.
2. ـ رفع راتب المعلمات واشتراط الكفاءة لمن تقوم بالتدريس. واستحي من القول بأن عيباً أن يكون راتب المعلمة في حلقات التجويد في بلدٍ متدين ولا يشتكي عسر حالٍ ـ في الجملة ـ كالعربية السعودية بهذا المستوى المنخفض، ورفع الراتب وحده يكفي لتحسين آداء الحلقات.
3. ـ رعاية مسابقات بجوائز ذات قيمة حقيقية . تصلح ينبع بإمكاناتها العددية والمادية لعمل مشروع كبير على مستوى الأمة فضلاً عن السعودية. وهذا لا يحصل، وهي وصمة في جبين من يشرفون على العمل هناك، ظني أنهم لم يبخلوا، ولكنهم فقط لم يلتفتوا، وإن التفتوا فعلوا.
 

أسأل الله العظيم أن ينفع ويرفع ويبارك .
أم جلال/ بنت عبد الرحيم آل سليمان.


 

حلقات القرآن
  • بحوث علمية
  • ملفات تنظيمية
  • برامج وأفكار
  • حفظ القرآن
  • الحفل الختامي
  • الحلقات النسائية
  • منوعات
  • التجويد وعلوم القرآن
  • الصفحة الرئيسية