اطبع هذه الصفحة


شباب القرآن..!

د.حمزة بن فايع الفتحي

 
بسم الله الرحمن الرحيم


تمّت عليكم النعمة بحفظ القران، وبتم مرشحين لشرف عظيم، كما قال تعالى (( بل هو آيات بينات في صدور الذين أوتوا العلم )) سورة العنكبوت.

وهذا اولى خطوات الطلب، والتعلق بمدارج الكمال والطموح،،،! فهو شرف عزيز، ومنزلة سامية ،،،!

ولكن هذا الشرف يحتاج الى مقدمات من الوعي والحزم والمسارعة، واهتبال الفرصة التاريخية، التي تجعل المرء المسلم يفقه قدر الكتاب، والمراحل اللاحقة بعد حفظه ، لا سيما وقد غدا مع السفرة الكرام البررة كما صح بذلك الحديث، والحفاظ غالبا مهرة زماننا، وائمتنا في المساجد والتراويح، ومستقبلا، سيصبح بعضهم خطيبا، او محاضرا مفوها، فلا يليق، السكون التكاسل، بعد نعمة الحفظ والإتقان، مع تهذيبات ذاتية، أشار اليها اعلم الصحابة بالقران، عبدالله بن مسعود، رضي الله عنه، فيما يُنسب اليه، من اثر ذكره البيهقي في شعب الايمان، يقول :

( ينبغي لحامل القرآن أن يُعرف بليله إذا الناس نائمون ،وبنهاره إذا الناس مفطرون ،وبحزنه إذا الناس يفرحون ، وببكائه إذا الناس يضحكون ، وبصمته إذا الناس يخوضون ، وبخشوعه إذا الناس يختالون ، وينبغي لحامل القرآن أن يكون باكياً محزوناً حكيماً حليماً سَكيناً ، ولا ينبغي لحامل القرآن أن يكون جافياً ولا غافلاً ولا سخاباً ولا صياحاً ولا حديداً )،،،!

وهذه المقدمات كالتالي :


1/ فقه تفسيره ومواعظه
، وهو نوعان:
تفسير لقضاياه وأصوله المرسخة للإيمان، وفقه لأحكامه ومسائله الشرعية، التي لا تدرك الا بطلب العلم والاطلاع الواسع ،،!
وهو ما أمر صلى الله عليه وسلم بالتزود منه(( وقل رب زدني علما )) سورة طه .
ولذلك من الضروري الانكباب على العلوم الشرعية، فيبدأ بالسنة ومتونها، يتحفظ منها تحفظا متينا، يعي به الشريعة، ويفقه مقاصد الاسلام.

2/ لزوم الأشياخ المتقنين:
في الحديث والتفسير واللغة، والفقه والاعتقاد، لتتم التزكية، وتنبل الروح، وتسمو الأخلاق، وتزال رذائلها،،،!!
قال ابن سيرين وابن المبارك : ( إن هذا العلم دين فانظروا عمن تاخذون دينكم )؟!
وهذا اللزوم قد يطول، كما قال مالك رحمه الله( كان الرجل يختلف الى العالم ثلاثين سنة، حتى يأخذ عنه )..وبعض الفتيان يكتفي بشهر او شهرين ،،!!!

3/ الحفاظ على الزمن
، والضن بالأوقات، وعدم بيع اللحظات، في سفه وقيل وقال،،،!
(( او لم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر وجاءكم النذير )) سورة فاطر .
وقال رجل صالح لاخيه : أكلمك كلمة، فقال( أمسك الشمس )!! يقصد الوقت سيذهب،،،!

4/ جوهر الروح:
العمل بذاك الكتاب، وامتثال صفة القران، فلا يراك الله، فيما هو خلاف ما قرأت وحفظت، فاقتضاء العلم العمل، ومقصد الحفظ الانضباط والصيانة(( ولو انهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم وأشد تثبيتا )) سورة النساء
وفي القران أيضاً (( خذوا ما آتيناكم بقوة )) سورة البقرة والأعراف . ولما وصفت عائشة ام المؤمنين رسول الله قالت:
(( كان خلقه القران ))،،!

ومن لطيف ما حفظنا قديماً في متن الزبد لابن رسلان الشافعي رحمه الله:

وعالم بعلمه لم يعملن // معذب من قبل عباد الوثنْ !!
وكل من بغير علم يعملُ// أعماله مردودة لا تقبلُ !!


5/ مراجعة القران كل يوم
، وليكن ذلك في مصحف واحد ثابت، ولو كان من الملحقة به مختصرات التفسير، فهو احسن ليعين على التدبر، وترسيخ إشكالات الحفظ،،،! لان التفسير يسهل الحفظ ويرسخه، وهذا مما يخفى على اكثر شبابنا،،! قال تعالى(( ولقد يسرنا القران للذكر فهل من مدكر )) سورة القمر .

6/ إمامة الناس:
وذاك من العمل به، ان تقوم به إماما وخطيباً، وداعيا ومذكرا، تبتغي بذلك وجه الله تعالى، (( فاعبد الله مخلصا له الدين الا لله الدين الخالص )) سورة الزمر .
فاذا عُرضت عليك، فقم بها خيرَ قيام، ولا تَعرض بضاعتك، او تزك نفسك، او تقاتل على إمامة وخطابة، بل اجعل الخلق هم من يطلبك ويسأل عنك بطيب الأخلاق، وحسن التدين والسمت، وجودة التلاوة ،
محاذرا العجب والرياء ومدائح الخلائق،،،!

7/ الميادين الجادة:
ومعالي الأمور، ومما يتنافس فيه العقلاء، فليس للحفاظ بعد الحفظ الا مواصلة الطلب، وحفظ السنن، وجمع الاثار، وشراء الأسفار، وهذا الأليق بهم، وما عداها من مجالات الدعوة وتربية الشباب، فيكفيهم غيرهم، حتى يتأهلوا التأهيل المحكم، وإن اسهموا فيها، فمن خلال مجالاتهم، التي تدل على التخصص وحذقه والإبداع فيه،،،! فلكل قوم مشربهم،،!

8/ تجريد الصحبة:
الميالة لهذا الهدف، القران وعلومه ووعي الشريعة، فتصادق اكفاءك من الميالين للعلم وحفظه، وجمع كتبه وبحوثه، والِحراص على فقه دينهم ورسالتهم،،،! وفي الحديث(( المرء على دين خليله ) رواه الترمذي
ومن لازمك محبة، دله على الطريق، وارشده السبيل ،،،!
ومثل هؤلاء سيكونون عونا لك على الضبط والمراجعة والأسفار والاستنكار، ولم شمل الطلاب، حتى لا تاكلهم الفرقة، او يدب فيهم الشقاق،،،!!

9/ الحفظ اكد من غيره:
بمعنى التركيز على المتون، اولى للناشئة والفتيان، فبعد القران، الأربعون النووية، او الانضمام لدورات الصحيحين، او التزام عمدة الأحكام، او غيرها من الكتب النافعة، فاذا تم الحفظ، فليُبحث يومئذ عن الشراح، فيرتاد المساجد، او يقرا على بعض الشيوخ المتمكنين ،،!

وقد قيل:

ليس العلم ما حوى القمطر// ما العلم الا ما حواه الصدرُ !!


وللشافعي رحمه الله:

علمي معي حيثما يممت يتبعني// قلبي وعاء له لا بطن صندوقِ !
إن كنت في البيت كان العلم فيه معي// او كنت في السوق كان العلم في السوقِ !
 

10/ تأسيس مكتبة: في المنزل، وتوظيف التقنية للعلم الشرعي، بتحميلها كمبيوتريا، ولكن لا غنى عن الكتاب، فلا بد من امتلاك أمهات كتب التفسير، وشروحات الحديث، والمراجع الجامعة في الفنون، فإنها مما يحتاجه الطالب، ولا يستغني عنه الجاد المرابط،،!

ورؤيتها وملامستها ومنظرها والتعليق عليها، مما يحفز الروح، ويحرك الهمة، ويساعد على البحث والتنقيب،،،، وفقكم الله ابنائي لحسن الجد والعمل، وبلغكم المنازل الرفيعة علما وفقها،،،،والسلام.

 

حلقات القرآن
  • بحوث علمية
  • ملفات تنظيمية
  • برامج وأفكار
  • حفظ القرآن
  • الحفل الختامي
  • الحلقات النسائية
  • منوعات
  • التجويد وعلوم القرآن
  • الصفحة الرئيسية