السؤال:
إذا كانت الزوجة لا تصلي بانتظام أو
لا تصوم أو تخل ببعض التزاماتها الدينية الأخرى، فهل الزوج مسئول عن هذا يوم
الحساب ، وهل سيعاقب عليه وما هي مسئوليته حيال هذا الموضوع في هذه الدنيا ؟.
الجواب:
الحمد لله
قال تعالى : ( الرجال قوامون على النساء بما فضل الله بعضهم على بعض وبما
أنفقوا من أموالهم ) ففي هذه الآية أن الرجل والٍ على المرأة وقوّام عليها ،
وفي الحديث الصحيح عن النبي عليه الصلاة والسلام قال : " والرجل راعٍ على أهل
بيته ومسئول عن رعيته ، كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته فالرجل راع ومسئول عن
رعيته " . واهم ما يجب على الراعي توجيه رعيته إلى القيام بأمر الله بفعل ما
أوجب الله ، وترك ما حرّم ، بهذا يؤدي واجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر
. فعلى الزوج أن يأمر زوجته بما أوجب الله عليها وينهاها عما حرّم ، واعظم
الواجبات على المسلم الصلوات الخمس وصيام رمضان ، هذان ركنان من أركان
الإسلام ، فالواجب على الزوج أن يأمر زوجته بأدائها وبالمحافظة على هاتين
الفريضتين ، ولا يجوز له أن يتهاون في ذلك ، وكذلك سائر الواجبات ، وعليه أن
ينهاها عما حرّم الله من الأقوال والأفعال ، فإذا رأى منها التجاوب والطاعة
فهذا هو المراد ، وإن أصرّت على عصيانها فينبغي للمسلم ألا يبقيها له زوجه ،
بل عليه أن يطلقها ، فكيف يرضى المسلم بزوجة لا تصلي أو تترك بعض الأوقات أو
لا تصوم رمضان ، هذا مما لا يليق بالمسلم ، والله تعالى يقول : ( والمؤمنون
والمؤمنات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويقيمون الصلاة
ويؤتون الزكاة ويطيعون الله ورسوله أولئك سيرحمهم الله إن الله عزيز حكيم ) .
فمن قام بالواجب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تبرأ ذمته ، ويسلم من
عقوبة الله ، ومن أهمل وتهاون فإنه يعرض نفسه لما توّعد الله به التاركين
لهذا الواجب ، قال تعالى : ( لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داوود
وعيسى بن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون ، كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه
لبئس ما كانوا يفعلون ) ، وقال تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم
لا يضركم من ضلّ إذا اهتديتم ) قال المفسرون : إذا اهتديتم : أي إذا قمتم
بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر .