اطبع هذه الصفحة


( ليلى الأحيدب ).. بعد ( توبة ) الكاتب سعد الدوسري تُعلن ..؟

سليمان بن صالح الخراشي

 
تعمدتُ وضع كلمة ( توبته ) في العنوان وبين قوسين لأزيل وهَمًا راسخًا عند البعض - حتى من أهل الصلاح - ، وهو أن التوبة لا تكون إلا من الكبائر أو الذنوب الظاهرة ! ولهذا فقد يقول البعض : هل سعد مروج مخدرات حتى تقول ( توبته ) ! ، وهذا خطأ بينه أهل العلم ، ووضحوا أن التوبة مقام لا ينفك عنه ( كل مسلم ) مهما بلغت أحواله أو ظن في نفسه ( الالتزام ) و ( الصلاح ) ، ولو دقق المرء منا في نفسه لوجد ما يفوق الوصف مما يستوجب التوبة . ولهذا لما ذكر ابن القيم - رحمه الله - في كتابه " مدارج السالكين " منزلة التوبة ضمن منازل السائرين إلى الله قال عنها ( 1/ 178 ) : ( ومنزل التوبة أول المنازل ، وأوسطها ، وآخرها ، فلايُفارقه العبد السالك ولا يزال فيه إلى الممات ، وإن ارتحل إلى منزل آخر ارتحل به ، واستصحبه معه ونزل به ، فالتوبة هي بداية العبد ونهايته ، وحاجته إليها في النهاية ضرورية ، كما أن حاجته إليها في البداية كذلك ، وقد قال الله تعالى ( وتوبوا إلى الله جميعًا أيها المؤمنون لعلكم تُفلحون ) ، وهذه الآية في سورة مدنية ، خاطب الله بها أهل الإيمان وخيار خلقه أن يتوبوا إليه ، بعد إيمانهم وصبرهم وهجرتهم وجهادهم ، ثم علق الفلاح بالتوبة تعليق المسبب بسببه ، وأتى بأداة لعل المُشعرة بالترجي ، إيذانًا بأنكم إذا تبتم كنتم على رجاء الفلاح ، فلا يرجو الفلاح إلا التائبون ، جعلنا اللهُ منهم ) .

لقد استبشر أهلُ الخير عندما جهر الكاتب سعد الدوسري - وفقه الله وثبتنا وإياه -  بـ( توبته ) من كل كتابة له مخالفة للشرع ، وفرحوا أن هداه الله لهذا التصرف الحكيم الذي يُخلصه من تبعة كتابات أو أشعار أو قصص سابقة قد يشوبها شيئ من الخطأ والتجاوز ، وهذا من نعمة الله على العبد أن يُوفقه لمحاسبة نفسه قبل الموافاة ، ويُذيقه لذة الفرح الحقيقي التي قال الله عنها : ( قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خيرٌ مما يجمعون ) ، قال ابن القيم - رحمه الله - : ( ذلك خيرٌ من كل ما يجمع الناس من أغراض الدنيا وزينتها ، أي هذا هو الذي ينبغي أن يُفرح به ، ومن فرح به فقد فرح بأجلّ مفروحٍ به ، لا ما يجمع أهل الدنيا منها ، فإنه ليس بموضع للفرح ؛ لأنه عُرضة للآفات ، ووشيك الزوال ، ووخيم العاقبة ، وهو طيفُ خيالٍ زار الصَّب في المنام ، ثم انقضى المنام وولى الطيف ، وأعقب مزاره الهُجران ) . ( المدارج 3/157) .

 

************************
 

وبعد سعد .. هاهي الكاتبة بمجلة اليمامة ليلى الأحيدب تُسطر مقالين في العدد ( 1905 - 1906 ) تعليقًا على توبته ، تُعلن فيهما - وفقها الله وثبتنا وإياها - أنها تمر بنفس التجربة التي مر بها سعد ، وتحكي شيئًا من المعاناة التي يجدها الكاتب أو الكاتبة عندما يُعيد النظر في مساره الكتابي الأول من بعض أهل الغواية الذين يُقلقهم شراؤه الهدى بالضلال ، فيحاولون ثنيه عن سلوك الصراط المستقيم بشتى السُبل الدنيئة . أترككم مع مقاليها ، ثم تعليقات لابد منها :  
 

الكتابة وتوبة سعد !
( 1 )

 

في التحقيق الذي أجرته جريدة الوطن حول ما أثاره الكاتب سعد الدوسري في إحدى زواياه عن توبته من بعض الأعمال التي كتبها في السابق ولم يضمنها أياً من مجموعاته القصصية، أعجبني جداً الرأي الحكيم والصادق الذي طرحه الشاعر محمد العلي، حينما ترك مساحة يجرم فيه الكاتب إن تراجع عن أعماله خوفاً يقول العلي : " أرى في الطريقة التي سلكها الدوسري شيئاً، ويجب عدم تعليل طريقة الأديب أو المثقف المتراجع، أما إن كان الخوف سبباً في ذلك التراجع، فإن الأمر يختلف فهذا يعد جبناً وانخفاضاً عن الذات " ، فوزية أبو خالد رأت أن من حق سعد أن يعبر عن رأيه دون ضغوط  " لا يجب أن يكون مجتمع المثقفين ضاغطاً على المثقف حين حريته، لأن ما مارسه الدوسري يعد صدقاً مع الذات " ، أما رأي أحمد الدويحي فأنا حقيقة أستغربه إذ أنه ربط بين الجانب الكمي لإنتاج سعد وفاعليته بما صدر عنه!! يقول الدويحي: " لا أعرف لسعد غير عملين؛ أحدهما يستحق الاهتمام وهو "انطفاءات الولد العاصي" وعمل آخر لا أذكره الآن، وأما ما صدر مؤخراً من الدوسري فهو لا يعدو أن يكون نوعاً من الإثارة، وهو لم يقدم للساحة الثقافية أعمالاً تستحق الاهتمام، عدا العمل الذي ذكرت " ، هل معنى هذا أن أديباً بحجم محمد العلي لا يعد مهماً للساحة الثقافية لأنه ليس له أعمال مطبوعة!! وبالتالي لا يعد فاعلاً في الساحة!! وهل يعد الدويحي أكثر فاعلية منه لأن له أعمالاً مطبوعة مثلاً؟!! ما علاقة كم الأعمال بقيمتها الفنية؟!! أما الإثارة فأعتقد أنها متحققة لسعد الدوسري عبر زاويته المقروءة التي يثير فيها قضايا محلية شائكة وتهم المجتمع، وليس بحاجة لخلق إثارة من هذا النوع.

أما الرأي الذي طرحه محمد الدميني فهو رأي متوازن نوعاً ما وإن كان فيه نوع من الاتهام بالخضوع لتيارات معينة، قد أتفق مع الدميني في هذه النقطة لو كان الحديث مثلاُ في فترة الثمانينيات تلك الفترة التي قد يكون التراجع فيها نوعاً من كسب رضا المزاج الشعبي آنذاك! لكن الآن لا أحد يضغط على المبدع إلا قناعاته الشخصية ، فالتيار المحافظ لم يعد بنفس قوته المهيمنة! ولا أعتقد أن تراجع أي مثقف عن شيء من أعماله الآن يجير لصالح تلك التيارات.

بالنسبة لي أفهم تماماً النقطة التي ينطلق منها سعد الدوسري، وأحيي فيه شجاعته التي طرح فيها رأيه في بعض كتاباته بينما فضل البعض الآخر أن يعبر عن رأيه بما كتب سابقاً عن طريق الكتابة التعويضية التي ترجح كفة ميزان ما كتب سابقاً، أفهم تماماً هذا النوع من إعادة الحسابات
لأنني جربت شيئاً منه، لكنني لم أفكر بالطريقة التي فكر بها سعد وهي طريقة سريعة ومريحة خلصته من ملفات عالقة ومؤرقة بالنسبة له. يقول سعد في لقاء أجرته معه العربية نت:  " أنا أردت عبر عمودي اليومي في جريدة الرياض أن أقول لهم إنني أعتذر عن هذه الأعمال التي كُتبت كما أشرت، في فوضى فكرية أو ثقافية أو سياسية أو حتى عاطفية، عندما أتكلم عن اعتذار .. فإنني أعتذر لله، ثم لنفسي ثم لقرائي. إن الاعتذار هو شكل من أشكال التوبة، أتمنى من الله أن يتوب على كل أخطائي في تعاملاتي مع الناس ومع أبنائي ومع زملائي في العمل. كل إنسان يتمنى أن يتوب الله عليه في كل عمل وليس في الكتابة فقط " . ثم يستدرك بقوله: "لكنني لا أريد أن أضع الناس في دائرة الاعتقاد بأنني كتبت ما هو كفر أو إلحاد –لا سمح الله- أو فسوق وعصيان أبعدنا الله عنه، كل هذه الإشارات ستقف أمام بعض الناس عندما يقرأون كلمة التوبة. وإلا فإن التوبة واردة بشكل يومي لنا كلنا كمسلمين ومؤمنين، نتمنى أن يتوب الله علينا من الأخطاء التي قد نقع فيها في كل أعمالنا اليومية.. " ، وأضاف: "لقد ذكرت أنني أغويت نفسي وأغويت معي من قرأ هذه الأعمال، وأنت تعرف أن الإبداع في بعض الأحيان قد يصل بالمبدع إلى درجة يعتقد فيها أنه فوق مستوى الآخرين، وأنه يستطيع أن يجترح من الكلمات ما لم يستطع أن يجترحه أحد والاقتراب من غواية الشعر أو النثر، وأنت تعرف أن الشعراء يتبعهم الغاوون، وأنا لا أريد أن يتبعني أحد بغواية أو بنثر كتبته وأرى أنه لا يمثلني ولا يعبر عني وإنما يعبر عن مجموعة الفوضى التي عشناها كلنا ابتداءً من عام 1967م إلى اليوم".

هذا الكلام الذي صرح به الدوسري هو المراجعة الذاتية التي تجعلك أحياناً تعيد بناء كل ما كتبت لترى أي بناء أقمته لنفسك!
وهل هو فعلاً ما تريده لنفسك أمام الله أولاً، حينها تتعامل مع الكلمة ككيان له وزن، تضع كلماتك في ميزانها الصحيح فإما أن تكون تلك أو تكون عليك، وهذه المراجعة لا يمكن أن تتم في وقت البدايات لأنك حينها تكون مبهوراً بالكلمة كفضاء سحري ينقاد لك تشكله ويشكلك نعم.. للكلمات أجنحة كبيرة ولامعة.. هذا صحيح .. لكن إلى أين تأخذنا؟! وإلى أين تصل بنا؟! هذا ما تصل إليه في مرحلة ما !! تفكر أحياناً بهذه الكلمات وتزنها بميزان دقيق غير مرئي، وغير ملموس بالنسبة لآخرين.. لكنه موجود.. هذا الميزان قد يكون في صالحك وقد يكون ضدك!

أعتقد أن سعد أراد أن تكون كلماته له لا ضده وهو أمر قد لا يفهمه كثير من المبدعين الذين يرون في هذه النظرة مغايرة لما يعتقدونه لدور الكتابة، فالتوبة إلى الله لا علاقة لها بالكتابة!! كما يرى فالح الصغير في تحقيق الوطن، ولكن هل حقاً لا علاقة للكتابة بالتوبة؟! أشك كثيراً في ذلك!

 

الكتابة وتوبة سعد !
( 2 )

 

حينما كتب سعد الدوسري مقالة أوضح فيها توبته عن بعض أعماله المنشورة، شكك الكثيرون في أهدافه من تلك الكتابة بعضهم عدها إثارة وبعضهم الآخر عدها نفاقاً لكسب تأييد شرائح معينة من القراء، وهو أمر متوقع حدوثه لأي كاتب يعبر عن رأيه فيما كتب مستدعياً نظرة الدين، وهو الأمر الذي فهمته من كتابة سعد وتعليقه على ما كتب في العربية نت، هذا النوع من وزن الكلمة لا يروق للكثير من المبدعين الذين يرون أن الأدب يجب أن لا يخضع للرقابة حتى وإن كانت رقابة ذاتية يجريها المبدع لكتاباته –كما فعل سعد- ولكن.. هل حقاً ينبغي أن تظل الكتابة بمنأى عن الميزان الديني ؟

هل يجب أن يظل كاتب القصة والرواية والقصيدة (خاصة إن كان مصنفاً من التيار الجديد) بعيداً عن الشأن الديني في كتابته؟! هل تجديفه بهذا الاتجاه تجديفاً ضد الإبداع؟

وهل تفكيره بالهاجس الديني المحاسبي –كما فعل سعد- يعد إثارة ونكوصاً!! الكثير من الأشخاص المحيطين بي يحاولون ثنيي أحياناً عن الكتابة خارج الأدب بمعنى أدق يتمنون أن أظل بعيدة عن مكامن الصدام في الكتابة يخافون أن أصنف ضمن إطار معين لذلك يريدون مني أن أبقى على الحياة، أن لا أكسب عداء أحد! أن لا أقف ضد الانفتاح القادم حتى وإن مس بمعتقداتي الدينية الراسخة يقولون دعي غيرك يقولها! لماذا تقفين دائماً في وجه المدفع! باختصار بعضهم –خوفاً علي- لا يريدني أن أكتب ضد التيار، لأن هذا النوع من الكتابة يضعك في مواجهة دائمة مع الآخر!! ويجعل الآخرين –الذين عرفوك سابقاً- يشككون في توجهاتك الإبداعية! لذلك ربما من الأفضل لي أن أظل بعيدة ومحبوبة وضمن الدائرة!!

لماذا أقصي نفسي وأعزلها عن النسيج العام الذي صنفت فيه !! بل إن كثيراً ممن عرفوني كانوا يعتبرون دخولي لعالم الكتابة الاجتماعية أسلمة !! ولا أدري هل كنت قبلها غير مؤسلمة!!
الكثير يريدون مني أن أظل تلك القاصة الشاطحة، تلك الكاتبة المغامرة البعيدة عن الكتابة الإصلاحية الدينية!! هذا الدور ليس على قياسي في نظرهم!!

لذلك حينما بدأت الكتابة فيما أراه صواباً عن الحجاب والاختلاط مثلاً كانت تأتيني رسائل كثيرة في إيميلي، رسائل لا تحمل رؤية منطقية بقدر ما تحمل تثبيطاً واتهماماً، هذه الرسائل العمياء كانت تأتي دون أسماء وإن كنت أعرف سلفاً من كتبها ولماذا، لكن هذه الرسائل السامة لم تمنعني يوماً من الكتابة وفق ما أراه صائباً حتى وإن عكس صورة نمطية عني لم تكن في أذهان كثيرين من الذين يتمنون أن تعود الصورة كما كانت في الثمانينات !! قصة وشعراً ونقداً وترجمة ومغامرات فنية ونصاً مفتوحاً!! وهي أمور جميلة –عن نفسي- خضتها بكل أوديتها المعشوشبة ولا أزال- لكني كبرت ونضجت رؤاي ووجدت أودية أخرى تحتاج مني أن أكتشف كل زواياها وأن أقف أمام كل من يبني بيتاً في مسيلها!! أحياناً أشعر أنني أمر بمأزق النضج الذي لا يعجب الآخرين.. الآخرين الذين عرفوني مهرة نافرة تتحدث عن العشق والحب وف.. ق.. ط !!

لا زلت أكتب مدفوعة بهذا الحس الجمالي الخلاب، أكتب الآن أيضاً مدفوعة بالواجب، بالهاجس الديني، مدفوعة بقيمة الكلمة! قيمتها التي تجعلني أفكر دائماً بغواياتها السابقة، وهداياتها الحالية.


مؤمنة أن الكلمة سلاح سأسأل عنه ذات صراط، يوم لا ينفع مال ولا ولد!!


ماذا فعلت بكلمتي؟! هل هادنت بها أحداً؟  هل قبضت بها ثمناً ؟! هل لونتها لترضي أصحاب الهوى والمصالح؟ هل كانت كلمتي لي أم لآخرين؟!


مستحضرة دائماً أن رب كلمة –ملفوظة كانت أم مكتوبة- هوت بصاحبها الذي لم يلق لها بالاً سبعين خريفاً في النار؛ هذه الصورة تجعلني دائماً أخشى الكلمة وأحسب لها حساباً أخروياً لا يدركه البعض
.

هذا الجدل هو محور صراعي مع الآخرين من ذكور وإناث!

وأدرك حينها أنني أخوضه وحيدة.. نعم.. لكن مشرئبة وشامخة كما كنت دائماً.

أقول هذا الكلام لأن كتابة سعد الدوسري
أراحتني من هاجس الوحدة والعزلة، فقد رأيت من خلالها أن ما أفكر به أحياناً يخطر ببال الأشخاص الذين أعتقد أنهم مثلي كان لهم غوايات كتابية في زمن ما، كتابة سعد تقول لي إن الطريق ليس خالياً كما تخيلته! لذلك أقول لسعد هناك آخرون مثلك يفكرون بالكلمة كثيراً ليس من الناحية الإبداعية فحسب بل من نواحٍ أخرى نادرة.. نعم .. لكنها موجودة !
 

تعليقات
 

1- ذكرتني عبارة الكاتبة " أقول هذا الكلام لأن كتابة سعد الدوسري أراحتني من هاجس الوحدة والعزلة " بكلمة رائعة للإمام ابن القيم - رحمه الله - يقول فيها : ( الغُربة ثلاثة أنواع : غربة أهل الله وأهل سنة رسوله صلى الله عليه وسلم بين هذا الخلق ، وهي الغربة التي مدح رسول الله صلى الله عليه وسلم أهلها .. هذه الغربة لا وَحشة على صاحبها ، بل هو آنس ما يكون إذا استوحش الناس ، وأشد ما تكون وحشته إذا استأنسوا ، فوليه الله ورسوله والذين آمنوا ، وإن عاداه أكثر الناس وجفوه ) " المدارج 3/196-197) .

2- من الحواجز التي قد تُعيق المسلم عن التوبة والتزود من الخير : ( ماذا سيقول الناس عني ) ! ، وهذا يأتي في أول الطريق ، فإذا ثبت المسلم وسار فيما فُتح له من باب رحمه تلاشى هذا العائق . وأذكر أن أحدهم قال لي : كيف سيتقبل الناس إعفائي للحيتي أو مواظبتي على الجماعة بعد أن اعتادوا سنين طويلة على شكلي وتهاوني ! قلتُ له : كلها أيام فيعتادون إذا ما رأوا ثباتك ، ثم ستجدهم بعدها يستنكرون لو حلقتَ لحيتك أو فرطت في صلاتك ! فأنت من يُعود الناس على ما ينفعك ، والمهم قبل هذا رضا الناس الذي بيده رضا الخلق وطرح القَبول لك بينهم .

3- أيضًا من الحواجز - وهذا خاص بأهل الكتابة والإعلام ! - : أن يأتي أحدَهم وسواسٌ صارف بأن فعلك هذا " انهزام " و" ضعف " ، ويصور له الأمر كأنه معركة : ( كيف تنهزم أمام المطاوعة ) !! .. الخ الوساوس . ( فتأمل كيد الشيطان ومكره ) . ولو تأمل هذا لعلم أن الهداية ليست حكرًا على من يسميهم " المطاوعة " ، وأن مطلب الخلق أجمعين أن يرضى الله عنهم ويُدخلهم جنته ، ولا يكون هذا بغير إسلام واستقامة . ولو تأمل أكثر لعلم أن من يسميهم المطاوعة إنما فرحوا لأجله ، وتمنوا له الخير ، لا لطلب منفعة منه أو دفع مضرة ، بل محبة وألفة .

4-
هناك أمرٌ مهم أو حاجزٌ خطير ( بعد التوبة ) يتعلق بأهل الإعلام ايضًا لابد لي أن أقوله لهم دون مجاملة ؛ لأن السكوت عنه أراه خيانة  ، وهو أن الواحد منهم  قد اعتاد على الأضواء والتصدر قبل توبته ، فيصعب عليه  التخلي عن هذا بعدها ! فيتصدر الكلام في قضايا شرعية وهو غير مؤهل ، فيُفسد وهو يريد الخير ، وينشغل عن إصلاح نفسه وتزكيتها وترقيتها وتدارك ما فاتها من خير - وهو المقصود الأول من التوبة - . وأخطر من هذا - عندي - أن يُعلن المسلم توبته ، ولكن يبقى شيئ من الزيغ والهوى في نفسه ! يقوده إلى تبني الآراء والأقوال الشاذة التي توافق هواه الأول ، ولكن بلبوس إسلامي ! مغالطة للنفس . وهذا أفضل ما يقال له : ليتنا من حجنا سالمين !

5- أن فعلَ سعد هو الصواب ، وهو الجهر بالتوبة ، لقوله تعالى : ( إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا ) ، ولا يكفي فيمن له آثار مكتوبة أو مسموعة  مخالفة أن يتوب سرًا . و على ( هذا الرابط ) فوائد عن التوبة .

6- اجتمعت بالأستاذ سعد مرة واحدة في بيت الأخ الكريم محمد المشوح ، فوجدتُ من حُسن الخُلق والأدب ما أسرني ، ولا زلتُ أذكر استمتاعه بالحديث عن والده - رحمه الله -   " حمامة المسجد "  - كما يصفه - ، وحديثه عن قريبه الداعية المتجول في بلاد العالم .

7- خيرُ ما يحرص عليه المسلم المُقبل بعد التركيز على القرآن الكريم - حفظًا وتدبرًا وتفسيرًا - ، وبعد الأنفاس العطرة لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم : كتب الإمام ابن القيم - رحمه الله - ، ففيها " طِب القلوب " ؛ خاصة : " الجواب الكافي " و " إغاثة اللهفان " و " تهذيب مدارج السالكين " . وعلى ( هذا الرابط ) ما يُريح القلوب .

8- بريد الكاتبة ليلى الأحيدب لمن أراد التواصل معها ، والتواصي على البر والتقوى : omyazeed410@hotmail.com

9- الكاتبة ( ليلى الأحيدب ) هنا غير ( ليلى الأحدب ) - بدون ياء -  التي تكتب في جريدة الوطن .

أسأل الله أن يثبتنا جميعًا على دينه ، وأن يختم لنا بالصالحات ، ويجمعنا في أعلي الجنات .


 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية