اطبع هذه الصفحة


هل انخدع الإخوان المسلمون بالشيعي نواب صفوي ؟!

سليمان بن صالح الخراشي

 
أما العالم فهو : الشيخ أحمد الكسروي ، الذي وفقه الله لترك التشيع ونقده ، واعتناق دعوة الكتاب والسنة . قال عنه الأستاذ محمود الملاح: "لم يظهر في عالم الشيعة أحد في عياره منذ ظهر اسمٌ شيعيٌ على وجه الأرض ".  وقال عنه الدكتور ناصر القفاري : " هو أحمد مير قاسم بن مير أحمد الكسروي ، ولد في تبريز عاصمة أذربيجان أحد أقاليم إيران وتلقى تعليمه في إيران، وعمل أستاذاً في جامعة طهران، كما تولى عدة مناصب قضائية، وقد تولى مرات رئاسة بعض المحاكم في المدن الإيرانية، وقد أصبح في طهران أحد أربعة كبار مفتشي وزارة العدل ثم تولى منصب المدعي العام في طهران، وكان محرراً في جريدة "برجم" الإيرانية وكان يعرف اللغة العربية، والتركية والإنجليزية، والأرمينية والفارسية، والفارسية القديمة "البهلوية" وله كتب كثيرة جداً، ومقالات منتشرة في الصحف الإيرانية.

وقد كانت مقالاته التي ينقض فيها أصول المذهب الشيعي قد جذبت نظر بعض المثقفين إليه والجمعيات العاملة في البلاد ، وأقبل عليه فئات من الناس من كل أمة ونحلة، ولا سيما الشباب من خريجي المدارس فأحاط به آلاف منهم وقاموا بنصرته وبث آرائه ونشر كتبه .

ووصلت آراؤه بعض الأقطار العربية وهي الكويت، وقد طلب بعض الكويتيين من الكسروي تأليف كتب بالعربية ليستفيدوا منها ؛ فكتب كتابه الشهير "التشيع والشيعة" الذي أوضح فيه بطلان أصول المذهب الشيعي، وأن خلاف الشيعة مع المسلمين إنما سنده التعصب واللجاج لا الحجة والبرهان، وما إن أتم كتابه هذا حتى ضُرب بالرصاص من قبل مجموعة من الروافض، أُدخل على أثرها المستشفى وأُجريت له عملية جراحية وتم شفاؤه.

ثم أخذ خصومه من الروافض يتهمونه بمخالفة الإسلام ورفعوا شكوى ضده إلى وزارة العدل ودعي للتحقيق معه ، وفي آخر جلسة للتحقيق معه في نهاية سنة 1324هـ ضُرب بالرصاص مرة أخرى، وبخنجر ، ومات إثر ذلك ، وكان في جسمه 29 جرحاً، وقد عاش 57 سنة، وترك أفكاره وكتبه ومقالاته الكثيرة حية مع الأحياء". ( دعوة التقريب 2/218-219 بتصرف يسير ) .


وأما الشيعي المتعصب
؛ فهو ( نواب صفوي ) مؤسس جماعة " فدائيان إسلام " الشيعية .
قال عنه الكاتب الشيعي ماجد الزبيدي في كتابه " التحفة الزبيدية في مقاتل علماء الإمامية " ( ص 209-218 ) والتعجب بالأحمر مني : " كان أحمد كسروي قد جاهر بدعوته الإلحادية الهدامة في إيران 
( ! ) ؛ سواء بأحاديثه أو بمطبوعة، ووصلت أخباره إلى النجف فقرر المترجم العودة إلى إيران لمناوأة كسروي والقضاء عليه فاعتقل وأودع السجن، ثم أطلق سراحه فدخل كلية الشريعة.

ويبدو أن دعوة كسروي الإلحادية ( ! ) هي التي أنبتت في ذهنه وجوب إيجاد تنظيم إسلامي واع يرتكز على جماعات متكاتفة تقاوم الدعوات الهدامة وتدعو إلى الإسلام وتحارب الإلحاد ( ! )
، فاتصل أول الأمر بأحمد كسروي والتقى به في عدة جلسات يناقشه ويحاوره فلم يزدد كسروي إلا عناداً واسترسالاً في دعايته وبثها في الناس. فصمم المترجم على القضاء عليه، واستطاع الحصول على ثلاثمائة تومان من أحد المؤمنين ( ! ) فاشترى بها مسدساً وترصد لكسروي في أحد المنعطفات حتى إذا مر أطلق عليه النار ولكن الرصاصة أصابت رجله، ولما رأى المترجم أن كسروي لم يُقتل انهال ضرباً بالمسدس على رأسه ووجهه فتجمع عليهما الناس وخلصوه منه، فقبض على نواب صفوي ونقل كسروي إلى المستشفى، وصادف أن زار وفد حكومي إيران بعض العلماء في النجف الأشرف فتوسطوا لإطلاق صفوي فنجحت الوساطة وأطلق.

وكان أول عمل قام به التنظيم أن نجح في اغتيال أحمد كسروي
، واهتدت السلطة إلى الفاعلين فاعتقلت المنفذ للاغتيال ورفاقاً له وسجنتهم تمهيداً لمحاكمتهم والحكم عليهم، وصادف أن الشاه محمد رضا أرسل وفداً إلى النجف الأشرف ليعزي الحوزة العلمية بوفاة السيد أبو الحسن الأصفهاني، فأسرع صفوي للاتصال بالسيد حسين القمي الذي كان شبه منفي في العراق ليحمل العلماء على التوسط لإطلاق المعتقلين ونجحت الوساطة فأطلقوا وساعد على إطلاقهم أن الشعب الإيراني كان قد أبدى ضروب الابتهاج بقتل أحمد كسروي وأبدى تضمانه مع منفذي هذا القتل. فرأت السلطات أن في إطلاقهم تقرباً بعلماء النجف، وإرضاء لعواطف الشعب.

وكان الشهيد ( ! ) نواب صفوي في تلك الفترة في النجف الأشرف سيداً شاباً عرف بين الناس
بقاتل كسروي، وكانوا يعظمونه ويجلونه ويعتزون بصحبته ورفقته.

وفي سنة 1953م. كان أمر التنظيم قد استقر وانتشرت دعوته وعمت شهرته وبدأ يدعو لمبادئه الإسلامية وينشط في مختلف ميادين العمل ويتصل بالدعوات خارج إيران ويعقد معها الصلات ، وفي هذه السنة زار نواب صفوي البلاد العربية لحضور مؤتمر القدس في مدينة القدس وزار سورياً
كما زار مصر بدعوة من الإخوان المسلمين وكانت الأمور قد تأزمت بين الإخوان وحكومة الثورة وأوشك الانفجار بينهما أن يقع، وجاء يوم 12 كانون الثاني 1954م فاحتشد الإخوان وطلابهم في جامعة القاهرة للاحتفال بذكرى بعض ضحاياهم، كما حضرت جماعات من خصومهم وأقبل جمهور من طلاب الإخوان على الاجتماع حاملين نواب صفوي على الأكتاف ثم أصلوه إلى المنصة حيث خطب في الجماهير وكان موضوع فلسطين أهم ما في خطابه .. الخ الترجمة " .

ولنقرأ الآن مقتطفات مما ذكره
فتحي يكن - زعيم جماعة الإخوان بلبنان - في موسوعته الحركية ( 1/ 163 - 165 ) عن الشيعي المتعصب صفوي قاتل الكسروي - والتعجب بالأحمر مني - :
" الشهيد ( ! ) نواب الصفوي : شاب متوقد إيماناً وحماسة واندفاعاً بلغ من العمر تسعة وعشرين عاماً.
درس في مدينة "النجف" بالعراق ثم رجع إلى إيران ليقود حركة الجهاد ضد الخيانة والاستعمار.
أسس في إيران حركة "فدائيان إسلام" التي تؤمن بأن القوة والإعداد هي سبيل تطهير الأرض المسلمة من الصهيونيين والمستعمرين
( ! ) .
كان لحركته في أوساط الشعب الإيراني أثر كبير في الانتفاضة الجبارة التي شغلت العالم منذ أعوام والتي كانت تستهدف القضاء على الخونة وتأميم شركات الزيت.
كانت له .. مواقف جريئة خالدة مع شاه إيران ومصدق وأديب الشيشكلي وجمال عبدالناصر.
في عام 1953زار نواب صفوي المملكة الأردنية الهاشمية لحضور المؤتمر الإسلامي في القدس ثم زار بعد ذلك عمان وقابل الملك حسين ووجه إليه كلمة جريئة نشرتها الصحف آنذاك ثم زار دمشق والقاهرة.

عندما قابل الزعيم أديب الشيشكلي أثناء زيارته لدمشق قال له:
لقد لمست أن الشعب لا يحبك وليس معك لأنك تضغط عليه وتكبت حريته ولذا فمن واجبك أن تكون مع الشعب لتبقى.
في أثناء زيارته لمصر ألقى في جامعة القاهرة خطاباً حماسياً قوياً دعا فيه إلى تعبئة القوى العامة وتجنيد الشباب لانقاذ فلسطين
( !! ) . وقد تعالت الأصوات القوية آنذاك بهذا الهتاف الجبار : الله أكبر والعزة للإسلام، وقد حاول شباب هيئة التحرير أن يقاطعوا نواب صفوي، ولكن شباب الإخوان المسلمين –وكان ذلك قبل المحنة الأخيرة- أسكتوهم على الرغم من تأييد البوليس المصري لهم ،وقد حنق عبدالناصر على السيد نواب صفوي فأمر بإخراجه من القطر المصري، ثم عدل عن ذلك واستقبله في مكتبه بمجلس الوزراء، وهناك سمع عبدالناصر رأي زعيم فدائيان إسلام في حكم عبد الناصر الذي يستند إلى الإرهاب وكبت الحريات

- قبض عليه بتهمة مشاركته في محاولة قتل حسين علاء رئيس وزراء إيران وحكمت محكمة عسكرية عليه وعلى رفاقه بالإعدام.

كان لهذا الحكم الجائر صدى عنيفاً في البلاد الإسلامية ، وقد اهتزت الجماهير المسلمة
( ! ) التي تقدر بطولة نواب صفوي وجهاده وثارت على هذا الحكم وطيرت آلاف البرقيات من أنحاء العالم الإسلامي تستنكر الحكم على المجاهد المؤمن البطل الذي يعتبر القضاء عليه خسارة كبرى للإسلام في العصر الحديث ( !! ) .

ولكن تجاهل حكام إيران الذين يسيرون في ركاب الاستعمار رغبة الملايين من المسلمين ورفض الشاه العفو عنه، وسقط نواب صفوي وصحبه الأبرار شهداء برصاص الخونة وعملاء الاستعمار ، وانضموا إلى قافلة الشهداء الخالدين الذين سيكون دمهم الزكي الشعلة الثائرة التي تنير للأجيال القادمة طريق الحرية والفداء ( !! ) .

وهذا الذي كان، فما أن دار الزمان دورته حتى قامت الثورة الإسلامية في إيران ودكت عرش الطاغية (الشاه) الذي تشرد في الآفاق، وصدق الله تعالى حيث يقول: ( ولقد سبقت كلمتنا لعبادنا المرسلين إنهم لهم المنصورون وإن جندنا لهم الغالبون ) ( !! ) .

تعليق

1- حكاية الكسروي - رحمه الله - مع صفوي تُلخص لنا موقف جماعة الإخوان - هداهم الله - من الشيعة - أو غيرهم من المنحرفين ؛ فهم يغترون ويرفعون ويروجون لمن يرونه يناكف الحكام ويتصدى لهم ، بغض النظر عن عقيدته المنحرفة التي تُحركه ، أو سلوكه المشين ، أو أهدافه ؛ بسبب تضخم مسألة " الحاكمية " عندهم . وقل مثل هذا في موقفهم ممن " يتاجر " بقضية فلسطين . ولهذا تجدهم يقعون في نفس الخطأ مرات ومرات ، دون أن يستفيدوا من تجاربهم الماضية مع أمثال صفوي أو الخميني أو صدام ..الخ أصحاب الشعارات . ولايعني هذا عدم وجود أفراد معدودين من الإخوان تنبهوا لخطر الرافضة ، وأكاذيبهم ، واستحالة التقارب معهم ؛ كسعيد حوى والسباعي ، ولكنهم ندرة لم يؤثرا في مسار الجماعة .

2- الواجب على جماعة الإخوان - وفقهم الله للخير - الاهتمام بأمر العقيدة ، والعلم الشرعي ، تعلمًا وتواصلا مع أهله ؛ مما يحجزهم  - بإذن الله - عن الوقوع في خطأ الاغترار بأهل البدع ومخادعاتهم .

3- ليعلم كل مهون من خطر الشيعة أو متوهم لجدوى التقارب معهم ، أنه يغش الأمة - لا سيما العوام منهم - ، عندما " يخدرهم " بهذه الأفكار " الوهمية " ، التي تجعلهم صيدًا سهلا للمبتدعة الذين يستغلون أمثاله ، ساخرين من  سذاجته وتصديقه للخيالات ، بينما هم جادون في نشر بدعتهم ، يعرف هذا من تابع نشاطاتهم . ولهذا تجد بعض أهل السياسة - ولو كانوا من أفجر الناس - يشعرون بخطر التشيع لاطلاعهم على حقائق الأمور بواسطة التقارير التي تُرفع لهم . ( ليتذكر القارئ تصريح ملك الأردن أو رئيس مصر أو جهود رئيس اليمن حول هذا الأمر ) . بينما - للأسف - ينخدع بعض العلماء والدعاة بخرافة " التقارب " و " التعاون " .. الخ المخدرات .

4- لعل في تصريح الشيخ القرضاوي - وفقه الله - بالتحذير من خطر التشيع خطوة " تقدمية " ، وبداية " يقظة " من جماعة الإخوان في هذه المسألة . أسأل الله التوفيق لهم ، وأن يرينا وإياهم الحق حقًا ويرزقنا اتباعه ، والباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه .


 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية