اطبع هذه الصفحة


مقتطفات من مذكرات : القومي الكويتي د أحمد الخطيب

سليمان بن صالح الخراشي

 
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ

أصدر الدكتور " القومي - الكويتي " أحمد الخطيب " - وفقه الله لما يُحب ويرضى - مذكراته بعنوان ( الكويت من الإمارة إلى الدولة - ذكريات العمل الوطني والقومي ) ، تحدث فيها عن نشأته ، ودراسته في الكويت ثم بالجامعة الأمريكية ببيروت ، وكيفية اعتناقه للفكر القومي الذي كان طاغيًا فترة شبابه ، وعن أحوال بعض دول الخليج ( خاصة الكويت ) ، وتجربتها الأولى مع الديمقراطية ، ثم عن نظرته للفكر القومي الذي ساد ثم باد ، وتكمن أهمية هذه المذكرات في كونها أتت من واحد من أبرز القوميين في الخليج ، ومن رجل عايش مراحل دخول الأفكار القومية إلى هذه البلاد ؛ فأحببتُ أن أنقل بعض المقاطع المهمة من كتابه ؛ يفي معظمها بأخذ العبرة للجيل الحالي من الشباب ، ممن قد تستهويهم الأفكار الطارئة على مجتمعاتهم  ، مع وضع عناوين للمقاطع ، وتعليق باللون الأخضر على مايستحق التعليق :

نشأته الدينية :

( في المدرسة المباركية أيضا تبلور تديني؛ صلاة العصر تقام في المدرسة وكان الأستاذ جابر حديد أستاذ الرياضيات المخيف يناديني "أقم الصلاة يا خطيب" لآخذ دور أخي عقاب بعدما سافر إلى البحرين للدراسة عام 1940) . (ص 37) .

( في هذه الفترة عُيِّن عبداللطيف الشملان القادم من البحرين بعد أن أنهى دراسته عام 1940 مدرساً للغة العربية في المدرسة المباركية وهو خريج كلية دار العلوم بمصر، وسرعان ما جعلني أحس بتعاطفه نحوي ، وكان يحاول أن يساعدني بأي وسيلة، فقد كان يعطيني بعض الكتب لقراءتها، ومرة أعطاني ديوان المتنبي وطلب مني أن أحفظ الديوان بعد أن عرف أنني أحفظ القرآن الكريم ؛ لأنني في رمضان أقرأ ختمة كل يومين ) . (ص39) .


وفي لبنان :

( أما أولى المواجهات التي كادت تتسبب في قطعي لدراستي في هذه المرحلة المبكرة فقد كانت بسبب التزامي الصلاة. فقد قررت فعلاً أن أقطع دراستي نهائياً وأعود إلى الكويت، والسبب يعود إلى ما شعرتُ به من مضايقة بعض الطلاب اليهود القادمين من فلسطين أثناء وضوئي وصلاتي، إذ قدّموا شكوى ضدي لدى أحد الأساتذة، مدعين أنني أسيء استعمال الحمامات أثناء الوضوء، فما كان من ذلك الأستاذ إلا أن استدعاني ووبخني بشدة على ذلك. فوقفت مشدوهاً ولم أستطع الدفاع عن نفسي، وخشيت أن أخسر ديني ؛ فأرسلت رسالة إلى أخي عقاب أطلب منه أن يرفع شكواي إلى المسؤولين في الكويت طالباً العودة إلى الكويت، ولكنه لم يفعل ) . (ص46) .
( شباب هذه البلاد نشأوا على الفطرة ، وعلى الدين ، ولذا يقل تأثرهم بالأفكار الوافدة ، مقارنة بغيرهم ، ومعظم المتأثرين يعود إليه وعيه إذا ما تخطى مرحلة الشباب والكهولة الموّارة ، والعاقل من يستفيد من تجربتهم ، ويختصر طريق المغامرة ؛ لأنه قد ينجو.. وقد ..) .

استقطاب الغرب للعقول :

( وبعد فترة قصيرة زارني ويكلين في بيروت، وأخذني إلى بناية يسكن فيها بعض الطلبة الذين يدرسون على حساب المعهد الثقافي البريطاني، لأطلع على الامتيازات التي يتمتع بها هؤلاء، والخدمة الممتازة التي يحصلون عليها، مثل شاي بعد الظهر على الطريقة الإنجليزية، علاوة على الوجبات الثلاث ، وإمكانية الذهاب إلى السينما في أي يوم ! وكنا في الثانوية لا يُسمح لنا بالخروج من الكلية سوى مرة واحدة في الشهر، عصرية يوم السبت، وقال ويكلين: الأحسن لك أن تنتقل إلى هنا وتكون على حساب المعهد الثقافي البريطاني، بدل أن تكون على حساب حكومة الكويت. ومع أن العرض كان مغرياً، إلا أنني رفضته قائلاً: أفضل أن أدرس على حساب حكومتي، فلم يعجبه ذلك. وقبيل انتهاء الدراسة وبدء العطلة الصيفية، أرسل إليّ أخي عقاب رسالة من الكويت يقول فيها إنه تقرر أن تُنقل إلى مصر للدراسة هناك، وإن ويكلين أقنع المسؤولين في الكويت بالقبول بهذا القرار، وإنه سوف يمر عليك ويأخذك معه إلى مصر، وكان عليّ أن أغادر إلى الكويت فور انتهاء الامتحانات وظهور النتائج. وعندما وصلت إلى الكويت علمت بأنه سافر إلى لبنان لتنفيذ قراره، واتصلت بنصف اليوسف النصف وقلت له: لماذا أنقل من بيروت وأنا أعد من الطلبة المميزين؟ وكنت قد حملت معي كل نتائج امتحاناتي. استطعت أخيراً إقناع المسؤولين ببقائي في الجامعة الأمريكية لاستكمال دراستي. ويكلين كان يريد أن يكسبني لأدور في فكله ولمصلحة دولته ) . (ص49) .


أثر الجامعة الأمريكية في حياته :

( كان للجامعة الأمريكية تأثير كبير في حياتي ومنهجية تفكيري، ولعل أبرز ما يميز الجامعة الأمريكية ببيروت كون جسمها الطلابي حاضناً لخليط لا ينتهي، وتنوع لا حد له من الطلبة العرب وغيرهم من الأجانب، مسلمين ومسيحيين ويهوداً وربما ديانات أخرى ) . (ص51) .
( الجامعة الأمريكية أنشئت لأغراض استعمارية ، ولخدمة مصالح دولتها ، ومن ضمن ذلك : استقطاب الشباب المسلم النابه ، وتغذيته بالثقافة الغربية ؛ ليعود إلى بلاده كسفير غير رسمي لهم ، يترقى في المناصب ، فيُنفذ أهدافهم ومايريدون - عن سذاجة أو عن انخداع بفكرهم -  وللتفصيل طالع ( هذا الرابط ) عن الجامعة الأمريكية :

بداية الاتصال بالقوميين :

( في هذه الفترة تم الاتصال بي من قبل أحد الأساتذة بالجامعة لحضور حلقات ثقافية يديرها د. قسطنطين زريق عن القومية. وقد علمت أن خليفة الغنيم، وكان قد تخرّج لتوه من الجامعة وكان يشارك في هذه الحلقات، ربما هو الذي رشحني للحضور، فاستهوتني الفكرة وكذلك وديع حداد، أما آمال قريان فلم تكن له اهتمامات سياسية ولذا لم يشارك في هذه الحلقات. وقد اتضح لنا فيما بعد أن هاجس د. زريق كان نشر الوعي القومي والتبشير به. (ص71) 

( تشكلت مجموعتنا الأولى من تلاميذ حلقات د. زريق وبعض أنصار العروة. بدأنا ننظم عملنا ونتوسع باسم "الشباب القومي" ، واتخذنا من بيت أسماء الموقع السورية في رأس بيروت ملتقى لنا، للنقاش والحوار والعمل، ومن ثم أصبحت جمعية "العروة الوثقى" واجهة لنشاطنا، وتحوّل نشاط "العروة الوثقى" من نشاطات ثقافية إلى نشاطات سياسية ) . (ص 73) . ( كذلك حرصنا على القراءة وبالذات الكتب عن القومية العربية والوحدة الألمانية والإيطالية، وقد اقترح عليّ جورج حبش أن أقرأ كثيراً عن الإعلام والدعاية، بعد أن اتضحت له قدراتي في هذا المجال ) . ( ص 74) .
( قسطنطين زريق نصراني أرثوذكسي ، توفي عام 2000م ، من رواد العمل القومي . ومعلومٌ أن بذرة القومية العربية زرعها نصارى العرب ، مستغلين بعض الظلم الذي وقع من الدولة العثمانية على العرب ؛ لأنهم يعلمون أن انتشار مثل هذه الأفكار " القومية أو الوطنية .. الخ " يُفيدهم ، ويساويهم بالمسلمين ، وكل هذا تم تحت نظر بريطانيا التي خدعت العرب بعد أن حققت هدفها بتقسيم الدولة العثمانية ، ثم أوعزت للعرب بتأسيس جامعة للدول العربية ؛ لتضمن دورانهم حول هذه الفكرة التي ليس منها ضرر عليهم ! - وللتفصيل : طالع هاتين الرسالتين القيمتين : " الجمعيات القومية العربية وموقفها من الإسلام " للدكتور خالد الدبيان - وفقه الله - ، و" فكرة القومية العربية على ضوء الإسلام " للشيخ صالح العبود - وفقه الله - ) .

الإنجليز ومحاولة فرض مستشاريهم لإدارة شؤون الكويت !
( وعندما أدرك الإنجليز صعوبة الوقوف في وجهه، تقدموا بطلب تعيين مستشارين إنجليز له يشاركونه في إدارة الدولة على شاكلة الوضع في البحرين، مما أحدث انزعاجاً شديداً للعائلة عبّر عنه لي بوضوح المرحوم الشيخ خالد عبدالله السالم عندما كنت أدرس في لندن عامي 1953-1954، وكان هو موجوداً هناك. وقد كان الإنجليز قد وضعوا شروطاً على عبدالله السالم لكي يعترفوا به حاكماً كما يورد ذلك الدكتور غانم النجار في كتابه "مدخل للتطور السياسي في الكويت"، وكان من أبرز تلك الشروط ضرورة قيام عبدالله السالم بتسمية ولي للعهد، وإبعاد المستشار الخاص عزت جعفر بالإضافة إلى تعيين مستشارين إنجليز. إلا أن عبدالله السالم رفض تلك الشروط وعدّها تدخلاً لا داعي له، ووافق فقط على تعيين "خبراء" لا مستشارين - خشية من تكرار تجربة بلغريف في البحرين- ، وأصر على أن يتم التعاقد بين أولئك الخبراء وحكومة الكويت بعقود واضحة ومحددة المدة، وأن يكون من حق حكومة الكويت إنهاء تلك العقود متى شاءت. ولم يجد الإنجليز سبيلاً إلا التجاوب مع موقف الشيخ عبدالله السالم، وهكذا أقرت الاعتراف به حاكماً على الكويت ، وتم ذلك في احتفال كبير في 25 فبراير 1950، وهو التاريخ الذي اعتمدته الكويت حتى يومنا هذا عيداً وطنياً للكويت ) . (ص103) .

رسالتهم ودعمهم لمعشوق القوميين الأول : جمال عبدالناصر :

( سيادة الرئيس جمال عبدالناصر المحترم، تحية العروبة وبعد، إيماناً منا بأن قضية العرب هي قضية واحدة لأنها قضية شعب واحد بالرغم من الحدود المصطنعة التي تفصل بين أجزاء وطنه، هذا الشعب الذي يسعى لتحقيق حريته وتوحيد أجزاء وطنه واسترداد أراضيه المغتصبة. وإيماناً منا بوحدة نضال الشعب العربي وبأن ما يصيب أي جزء إنما يعود أثره على الأمة العربية كلها؛ رأينا أن من واجبنا المشاركة بنصيبنا في كفاح العرب بما نستطيع من مال عندما يتعذر علينا الجهاد. فقد جمع شعب الكويت هذا المبلغ المتواضع وقدره (27370) سبعة وعشرون ألفاً وثلاثمئة وسبعون دولاراً لا غير، ليصرف بمعرفة سيادتكم على ضحايا العدوان اليهودي من عرب قطاع غزة.وإننا ننتهز هذه الفرصة لنعرب لكم عن عميق شعورنا بالتقدير والإجلال للخطوات الكبيرة التي حققتموها لصالح القضية العربية، منتظرين بفارع الصبر تتويج هذه الخطوات بتحقيق اتحاد مصر وسورية كدعامة كبرى لتوحيد سائر أجزاء الوطن والتحرر الشامل من الاستعمار والثأر من الصهاينة. وتفضلوا بقبول فائق الاحترام، لجنة الأندية الكويتية - الدكتور أحمد الخطيب 17 سبتمبر 1956 ) . (ص 128) .
( جمال عبدالناصر وثورته مجرد عملاء للغرب ، ولم تتم ثورتهم إلا بعد أخذ الإذن من السفارتين : الأمريكية والبريطانية - التي لم تُحافظ على عرش فاروق لانتهاء صلاحيته ! - ، وتوضيح هذا تجده في رسالة محمد جلال كشك - رحمه الله - " ثورة يوليو الأمريكية " ) .

تخوف عبدالله السالم من القوميين :

( فإن عبدالله السالم فهم محبة الشارع الكويتي لعبدالناصر بشكل خاطئ، ففي إحدى جولاته اليومية بالسيارة بعد صلاة العصر التفت نحو صديقه نصف اليوسف النصف وهو يرى السيارات تحمل صور عبدالناصر وقال: ألا يعرف هؤلاء أن عبدالله السالم هو حاكم الكويت؟! فقد رأى تعارضاً بين ولاء الناس له ومحبتهم لعبدالناصر، فخامره الشك في مدى محبة الكويتيين له، وقد برز خطأ تصوره ذلك بشكل مفجع عندما طالب عبدالكريم قاسم بضم الكويت إلى العراق ؛ إذ خرج الكويتيون بشكل عفوي إلى قصر السِيف وهم يهتفون : " يابو سالم عطنا سلاح " . وعندما علم عبدالله السالم بقدوم المظاهرات إلى قصر السيف التفت إلى عبدالعزيز حسين الجالس بجانبه يسأل: هل هؤلاء معي أم ضدي؟ فقال له: طال عمرك لقد جاؤوا لمساندتك وهم يهتفون بحياتك ويطلبون منك تسليحهم للدفاع عن الكويت. فكيف دار بخلده أن يسأل مثل هذا السؤال؟ كيف يشكك في حب الكويتيين له؟ بالطبع هذا يفسر موقفه من مهرجان الشويخ. وبعد أن تأكد من حب الكويتيين له كان موافقته على المشاركة الشعبية في السلطة واتخاذ القرار، وموقفه المؤيد للجنة وضع الدستور، ووقوفه مع أعضاء اللجنة في رفضهم اقتراحات سعد العبدالله الهادفة إلى تقليص صلاحيات المجلس لمصلحة العائلة، وهو ما يفسر الموقف المعادي من بعض المتنفذين من العائلة لعبدالله السالم وحكمه ) . (ص 192) .


تدخل الإنجليز في شؤون الدول الإسلامية :

( أما الإنجليز، دولة الحماية، فقد كانت الكويت مهمة جداً لهم، فمعظم استهلاك بريطانيا من النفط يأتي من الكويت، وكانت كل أرصدة الكويت مودعة بالجنيه الإسترليني في بريطانيا. كانوا يهتمون كثيراً باستقرار الوضع والحفاظ على الامتيازات التي يتمتعون بها. وكانوا قلقين لتردي الأوضاع الداخلية في الكويت وتصرفات بعض أفراد الأسرة الحاكمة التي أخذت تثير السخط عند الكويتيين، فمثلاً اتصل بي الدكتور بيتر ويلسون وهو يعمل في المستشفى الأميري وكانت تربطني به صداقة زمالة ونقل إليّ رسالة من المعتمد البريطاني يقول فيها إنه يشاركني قلقي من تصرفات بعض الشيوخ، وقال : إنه مكلف من الحكومة البريطانية بأن أطلب إليك أن تضع قائمة بأسماء الشيوخ الذين ترى أن وجودهم في الكويت يعرقل عملية الإصلاح، وتوقع عليها من اثنين من الكويتيين وهم مستعدون لينفوهم إلى الخارج ! الحقيقة أنني صعقت من هذا الكلام والتدخل الصارخ في شؤوننا الداخلية ؛ فقلت له: يجب أن يعرف أن الصباح كويتيون وأنا كويتي، والكويتيون قد يختلفون بعضهم مع بعض إلا أنهم يحلون مشكلاتهم بينهم ، ولا يمكن أن يسمحوا للأجنبي أن يتدخل في شؤون الكويت الداخلية، لأن ذلك يرقى إلى مستوى الخيانة. وكان هذا الرد هو سبب مقاطعة السفارة البريطانية لي بعدها، حتى إنني عندما كنت نائباً في المجلس لا أدعى إلى احتفالات السفارة كبقية النواب وإلى يومنا هذا ) . (ص203-204) .


خبر غريب من دبي !

( تعرضت الحركة الإصلاحية في دبي لمجزرة بشعة أمام أنظار السلطة البريطانية الحاكمة دون أن يهتز لها ضمير، فقد قام الحاكم بدعوة أعضاء المجلس المنتخب لحفلة زواج ابنه ، ولما حضروا الحفل أمر قواته بإطلاق النار عليهم ، فأرداهم قتلى برضا السلطات البريطانية ومباركتها ) . (ص205) .
( هذا الخبر الغريب يحتاج لمن يؤكده ، أو يُبين تفاصيله ، أو ينفيه ) .

سياسة أحد سلاطين عمان :
( بثتها محطة discovery قبل سنوات مع القنصل البريطاني المتقاعد لعُمان، فمقدم البرنامج سأل القنصل: كيف سكتم عن سياسة سعيد بن تيمور في منع التعليم والعلاج الطبي في السلطنة؟ فرد قائلاً: إننا لم نسكت فقد أثرت هذا الموضوع معه، فقال لي السلطان: أنا منعت العلاج في السلطنة لأننا دولة فقيرة لا تتحمل الزيادة في السكان، ومعالجة المرضى تساهم في زيادة السكان مما يزيد في إفقار الشعب ! أما منع التعليم فقد تعلمته من تجربتكم في الهند ، فأنتم سمحتم بالتعليم هناك مما خلق مجتمعاً هندياً متعلماً مكنه من طردكم من بلاده، وأنا لا أريد لهذه التجربة أن تتكرر عندي ! هذا هو رد القنصل البريطاني المتقاعد الذي يقول إنه لا حول له ولا قوة على سعيد بن تيمور. والحقيقة أن هذه السياسة كانت تلقى التأييد الكامل من بريطانيا، ولكن عندما بدأ الشعب بالثورة على هذه الأوضاع، ورأت بريطانيا أن هذه السياسة قد تهدد مصالحها في السلطنة، لم تتردد في إقصائه واستضافته عندها معززاً حتى وفاته! وهل هي مصادقة أن ذلك تم بعد اكتشاف النفط هناك ؟! ) . (ص206) .

مراوغات الإنجليز ومكرهم :

( ولكن الإنجليز أصروا على تنفيذ مخططاتهم بالنسبة إلى الكويت، فاتصل المعتمد البريطاني ببعض الكويتيين وأخبرهم بأن المعارضة البريطانية سوف تطالب الحكومة البريطانية بإعطاء الكويت استقلالها وتحولها إلى دولة ديمقراطية، وعندها ستكون الحكومة البريطانية مضطرة إلى إعطاء الكويت استقلالها مما يرفع الإحراج عنها أمام الصباح، وهو دور اتُفق عليه بين الحكومة البريطانية والمعارضة كعادة البريطانيين في معالجة الأمور الأمنية الحساسة. ومعروف أن هناك اجتماعاً أسبوعياً سرياً بين رئيس الحكومة البريطانية وزعيم المعارضة تُبحث فيه المسائل المهمة التي تتعلق بالمصلحة العليا، ويتم الاتفاق على طريقة معالجتها. هذا الاجتماع الدوري بين رئيس الحكومة وزعيم المعارضة يعد جزءاً مهماً من دستور بريطانيا غير المكتوب ، لا يجوز المساس به ، حتى إن تاتشر في إحدى المرات وفي حالة غضب من زعيم المعارضة هددت بوقف هذا الاجتماع، إلا أنها سرعان ما تراجعت عن هذا التهديد لردود الفعل العنيفة التي سببها هذا التصريح الطائش ) . (ص208) .


حرص الغرب على قيام النظام الدستوري في بلاد المسلمين ، المتضمن تشكيل الأحزاب المتناحرة ؟!

( في هذه الفترة جاءني الصديق محمد أحمد الغانم، وقال لي إن أخاه يوسف أحمد الغانم الذي له علاقة جيدة مع الأوساط الحاكمة في بريطانيا قد وصل من لندن ومعه رسالة من الحكومة البريطانية إلى عبدالله السالم تحثه على العمل لقيام نظام دستوري في الكويت ) . (ص 209) .
( الغرب يحرص على شرذمة الأمة ، عن طريق هذه الأحزاب المتناحرة ، التي لم تستفد منها البلاد المسلمة ، غير المشاحنات والصراعات ، وكل حزب بما لديهم فرحون ، وكل حزب يتبع دولا أجنبية تدعمه ؛ إما يمينًا أو يسارًا ، والعاقل لا يغتر بأكاذيب العدو وشفقته المصطنعة ) .

رغم الانتخابات .. إلا أن الطبع يغلب التطبع !

( كنت ومنصور المزيدي المرشحين لمنصب نائب الرئيس بعد أن انسحب يعقوب الحميضي لمصلحتي بعد أن أصررت على ترشيح نفسي عندما لمست أن هناك اعتراضاً على ترشيح شخص عادي مثلي لاعتلاء المنصة وترؤس الشيوخ وعلية القوم. وكانت النتيجة كما يلي:

 د. أحمد الخطيب 19 صوتًا - منصور المزيدي 10 أصوات - امتناع صوت واحد.

ومع ذلك فإن المفهوم العنصري الجاهلي ثم تنفيذه بدقة، وظل هذا العُرف مستمراً إلى يومنا هذا. فمنصة الرئاسة احتوت كرسياً واحداً للرئيس فقط، مما جعلني أجلس مع بقية الأعضاء، وعندما يمرض الرئيس تلغى الجلسة كي لا أترأس المجلس ! ولما اجتمعت اللجنة المخصصة لتقدير مكافآت أعضاء المجلس قررت المكافأة للرئيس والأعضاء، ولما أثار أحد أعضاء اللجنة، يوسف المخلد، عن مكافأة نائب الرئيس، رد وزير المالية الموجود في اللجنة بأن مكافأته نفس مكافأة الأعضاء، وإذا أراد أكثر فليراجعني بالوزارة! معتبراً أن القرار بيده وليس بيد المجلس. وبما أن أعضاء اللجنة حديثو العهد بالعمل البرلماني تقبلوا كلام الوزير وعُدَّ قراراً للجنة ! ولما أخبرني الأخ يوسف المخلد بذلك لم أستغرب القرار؛ فالوزير شيخ وهو يتصرف كشيخ ، والأعضاء لا يعرفون صلاحياتهم فسكتوا، وبالطبع لم أثر الموضوع مع أحد لأنني لم أرشح نفسي للمكافأة وعاملتهم جميعاً على "قد عقولهم" كما يقول المثل، فهم لا يعلمون بأنهم هم السلطة التشريعية التي تقرر مخصصات الأمير والوزراء ومن بينهم وزير المالية! وكل هذا أمر بسيط أمام المظهر الشاذ والمخجل الذي شاهدناه عندما بدأ الأعضاء يصلون إلى المجلس قبل الجلسة الأولى - جلسة الافتتاح- . لقد وقف بعض الأعضاء في الطابور ليسلموا على الوزراء من الصباح وهم يقبّلون خشومهم ورؤوسهم، غير مدركين أنهم يمثلون السلطة التشريعية التي هي مسؤولة عن محاسبة كل الوزراء ومن بينهم الشيوخ !! هذا المنظر البشع دفعنا إلى الاتصال برئيس المجلس وطلبنا إليه إفهام هؤلاء الأعضاء بأن يحافظوا على كرامتهم وعلى كرامة الشعب الذي انتخبهم، ويتركوا هذه العادة المذلة ) . (ص 214-215) .


الموقف بعد وفاة عبدالله السالم :

( بعد وفاته بثلاثة أيام فقط صدرت الأوامر إلى جميع وزارات الدولة وإداراتها ومؤسساتها المستقلة بإزالة صور عبدالله السالم من جدران المكاتب. كما صدرت الأوامر إلى وزارة الإعلام بعدم نشر أي خبر أو صورة له حتى الأغاني التي يذكر فيها اسمه أو تظهر فيها صورته، وصارت الإذاعة والتلفزيون يذيعان أغنية جديدة تقول: "راح وقت المزاح لما جانا صباح" ! وترددها طوال النهار! وهكذا تم الحكم على عهد عبدالله السالم بأنه كان "حقبة مزاح"، وأن الفرحة العارمة عمت أهل الكويت بزوال هذا العهد البغيض الذي منع الصباح من ممارسة حقهم بالحكم المطلق، أي الشيخة المعروفة في الخليج. هذه الأغنية الوقحة أثارت استياء المواطنين المحبين لعبدالله السالم، مما أجبر المسؤولين على التوقف عن إذاعتها.

لم أدرك عمق الكراهية عند بعض أفراد عائلة الصباح لعبدالله السالم إلا بعد وفاة صباح السالم وتولي جابر الأحمد الحكم، ونشوء الصراع بين جابر العلي وسعد العبدالله وصباح الأحمد الذي تنازل لسعد العبدالله عن ولاية العهد خوفاً من مجيء جابر العلي، وقد حُسم الأمر باجتماع العائلة لمصلحة سعد العبدالله. وقتها كان مجلس الأمة قد تم حله، عندما نُقل لي عن أحد أفراد الأسرة قوله بأننا أسقطنا جابر العلي لأنه مثل عبدالله السالم الذي أخذ منا الإعلام والخيازرين والبراميل! أي الاستيلاء على أراضي الدولة. أي حرمهم من الشيخة التي كانوا يتمتعون بها في السابق. هنا أدركت سرّ كراهيتهم لعبدالله السالم ) . (ص274-275) . ( كنت في قصر الشعب عند وفاة عبدالله السالم وكان يجلس بقربي السفير البريطاني ريشموند فقال لي: دكتور .. هذه بداية النهاية لحكم الصباح. فاستغربت منه هذا الكلام وسألت: لماذا؟ فقال: لقد مات آخر عاقل في عائلة الصباح ) . (ص275) .


أصبحوا وزراء .. فكيف يستقيلون ؟!

( حتى أذيعت نتائج الدائرة العاشرة -الأحمدي- الفحيحيل لتعلن سقوط جميع مرشحيه من العجمان، فاستشاط غضباً وسب الحاضرين وطردهم من مجلسه متهماً إياهم -وهم من العجمان- بخيانته ولم يخطر بباله أنه استُهدف إلا بعد أن هدأت أعصابه، فاتصل بخالد المسعود وطلب منه أن يقدم استقالته من الوزارة ويطلب من الوزراء وهم الذين أتى بهم مع خالد المسعود للوزارة أن يقدموا استقالتهم، إلا أن خالد المسعود فوجئ بأن زملاءه رفضوا ذلك، لأنهم ما كانوا مصدقين أن يصبحوا وزراء فكيف يستقيلون !! ) . (ص303) .


تنافس :

( التنافس بين فرع جابر وسالم معروف منذ وفاة مبارك الصباح، وفي منتصف الستينيات كانت المنافسة واضحة بين جناحي جابر الأحمد الجابر وجابر العلي السالم، فعندما طلب عبدالله السالم من صباح السالم تشكيل الوزارة اتصل بعبدالعزيز الصقر وطلب منه ترشيح خمسة وزراء، فعدّ جابر العلي ذلك إبعاداً له بسبب ما هو معروف من قرب التجار لجابر الأحمد، وجمع حوله أغلبية من النواب كما ذكرت سابقاً لإسقاط الحكومة، وقام بالدور الأساسي في تشكيل حكومة أخرى موالية له. وهكذا فرض جابر العلي سيطرته على الجميع، ونسي أنه بذلك قد استقز سعد العبدالله الطامع بالحكم، وجعله ينتقل إلى معسكر جابر الأحمد، وهكذا نشأ تحالف قوي بين الاثنين أطاح جابر العلي فيما بعد، وظل هذا التحالف بين الاثنين قائماً - تقريباً! - إلى صيف 2004 ) . (ص304) .( اللافت للانتباه أن الوزارة التي شكلها جابر العلي تم الاحتفاظ بها حتى انتخابات 1971، فبقيت فترة أطول من أية وزارة أخرى كمكافأة لدورها المميز في تزوير الانتخابات! ولأن ما يهم هؤلاء الوزراء هو الحفاظ على كراسيهم بأي ثمن! ) . (ص304) .


 مآخذ الدكتور على العمل القومي :

(  كانت طبيعة حقبة الأربعينيات والخمسينيات هي حقبة التحرر الوطني من الاستعمار، الذي كان الوطن العربي يرزح تحته، لا بل كان العالم الثالث كله يناضل من أجل التحرر، وشعار التحرر يتسع لفئات الشعب كلها ويجمعها ما عدا قلة مرتبطة مصالحها مع المستعمر.

وكنا في الوطن العربي مستعمرين من قبل الإنجليز والفرنسيين والطليان، أما أمريكا فكانت بعيدة عن المنطقة في تلك الفترة، بل إن رئيس الجامعة الأمريكية آنذاك "دودج" كان يشجع الطلاب على الاشتراك في المظاهرات المطالبة بخروج الفرنسيين من لبنان، وجاءت النكبة لتعمق شعور العداء للغرب والصهاينة. ولعلنا كحركة قوميين عرب، وفي غمرة تلك المواجهة المحتدمة مع العدو، قد نسينا الأهداف الأخرى، فلم يكن برنامجنا يتضمن أي مشروع نهضوي وتنموي، يراعي مصلحة أغلبية المجتمع المسحوقة، ولم يكن لدينا برنامج اجتماعي أو اقتصادي. وكانت قضايا الديمقراطية والحرية وحقوق الإنسان مجمدة، لا بل حتى قضية الوحدة التي كانت المدخل لتحررنا لم تجد الاهتمام الذي تستحقه. فلم يكن عندنا مشروع وحدوي واضح يجيب عن مشكلات الاختلافات الإقليمية ومشكلات الأقليات. لا بل إن كل الأحزاب العربية المنادية بالوحدة بما فيها حركة القوميين العرب وحزب البعث العربي لم يكن عندها أي تصور واضح حول نوعية الوحدة التي نطالب بها. لذلك فوجئنا بوحدة مصر وسورية عام 1958، وظهر التخبط واضحاً فولدت الجمهورية العربية المتحدة مع أمراضها المميتة التي أدت إلى فشلها بسرعة عجيبة.

إن السبب في هذا القصور بالنسبة إلينا كحركة قوميين عرب كان واضحاً، فقد كان معظم القادة المؤسسين للحركة من الأطباء، بينما كان بيننا قلة تحمل شهادة جامعية في العلوم السياسية أو الفلسفة أو أي من العلوم الاجتماعية، فلم تكن لديهم أية خبرة عملية. كذلك فإن الأحزاب السياسية العربية خصوصاً في المشرق العربية تعد جديدة نسيباً، وليس لها تاريخ طويل في العمل السياسي، باستثناء الأحزاب الشيوعية التي كانت تتصادم مع طموحات الشعب القومية وكذلك مع انتمائه الديني.
( وكذلك الأحزاب القومية تتعارض مع الإسلام ) .

كذلك فإن الفكر القومي السائد آنذاك كان معظمه فكراً عنصرياً فاشياً متعالياً، يرى نفسه شعب الله المختار ويحتقر الطبقات الشعبية الواسعة، ويضمر العداء للأقليات غير العربية، مما سبب نفور هذه الفئات التي وجدت في الأحزاب الشيوعية ملاذاً لها بسبب ذلك التهميش. أو كما نرى حالياً كيف أن هذه الفئات الشعبية أصبحت المادة الأساسية للأحزاب الدينية وبرزت منها قيادات مهمة تتصدر الحركات السياسية مما هو واضح بشكل صارخ في الكويت. ومع أننا كنا ننفر من الانقلابات العسكرية وتدخل العسكر في السياسة إلا أننا رأينا في جمال عبدالناصر زعيماً قومياً يُعتز به بعد فترة الحذر منه كعسكري، فتأميمه للقنال وتعرضه للعدوان وطرح برنامج اجتماعي متقدم على كل ما هو مطروح في الساحة جعلنا نشعر بأننا أقرب الناس إليه، ولذلك عندما أصبح الشارع العربي بأغلبيته الساحقة ناصرياً وبدأ عبدالناصر بتشجيع قيام أحزاب ناصرية في بعض الدول العربية رأينا من الواجب علينا أن نعمل من ضمن هذه الأحزاب ونبقى التنظيم في الأقطار التي ليس فيها تنظيم ناصري. أما في مصر فكان هناك تنظيم حزبي "لثورة الضباط الأحرار" أخذ أكثر من اسم ؛ مما دل على التخبط في تنظيم العمل الشعبي لمشكلات لم نكن نعلم بها في البداية، حتى قرر جمال عبدالناصر أن يشكل حزباً سرياً هو الحزب الطليعي في مصر، مما أكد لنا عدم إيمانه بما هو موجود. فما كان منا إلا أن قررنا انضمام فرع حركة القوميين العرب في مصر -على الرغم من صغر حجمه- إلى هذا التنظيم ؛ ففاتحنا جمال عبدالناصر بذلك وقبل التحاقهم جميعاً إلى تنظيمه السري. أما المفاجأة الكبرى لنا فقد كانت عندما تم اعتقال القادة من حزبنا اليمني الجنوبي الموجودين في القاهرة وكذلك القادة الموجودين في صنعاء من قبل المخابرات العسكرية المصرية.

لقد هالنا الحدث، فكيف تعتقل عناصر من قياديي الحركة -وهم جزء من التنظيم الناصري- فقررنا الذهاب إلى القاهرة لتقديم أنفسنا للمحاكمة إن كانت هناك أية جريمة اقترفناها. وفعلاً ذهب بعض القياديين إلى القاهرة وقابلوا جمال عبدالناصر وشرحوا له تفاصيل ما حدث، وخلاصته أن أجهزة الاستخبارات العسكرية كعادتها كانت تعامل الجبهة القومية التي تقود الثورة في الجنوب معاملة متعالية وغير كريمة ومهينة مما لا يمكن أن يقبل به أي مناضل شريف. وكانت الفاجعة لما طلب جمال عبدالناصر من الإخوة أن يذهبوا إلى عبدالحكيم عامر ويتظلموا عنده! من كان يصدق أن هناك قوى في مصر تصارع جمال عبدالناصر على السلطة، وما هو سر قوة عبدالحكيم عامر حتى يتمرد على جمال عبدالناصر. وتذكرنا ما علمناه من قبل من أن عبدالحكيم عامر رفض طلب عبدالناصر التخلي عن وزارة الدفاع بعد حرب 1956 وظهور الخلل في الجيش المصري مما سبب له هزائم مذلة على يد العدو الصهيوني، فالجيش المصري الباسل لا يستحق هذا الإهمال، وقد برهن على قدراته القتالية البطولية عندما عبر قناة السويس في حرب 1973، وكاد يحقق نصراً مميزاً لولا تدخل المسؤولين السياسيين في خططه العسكرية. وبموت جمال عبدالناصر جاء نقيضه أنور السادات، وهذا مصير كل أمة تربط مصيرها ومستقبلها بشخص واحد، فهو بشر معرض للموت أو للتغير ) . (ص311- 312- 313) .
( ليت الدكتور - وقد ذكر المآخذ على العمل القومي ، بين أهمها ، وهو تعارضه في أمور كثيرة مع شريعة الرحمن ، تفصيلها في الرسالتين المحال إليهما سابقًا ، ولهذا لم يعش طويلا - ولله الحمد - ، وتوالت عليه النكبات والحوادث ؛ حتى إنه لم يستطع توحيد دولتين فقط ، فضلا عن أكثر من 20 دولة ! ، وقد سقطت آخر أوراقه عند احتلال العراق " العربي " لجارته الكويت " العربية ، والواجب على أبناء هذا الجيل أن لايُعيدوا تكرار المآسي ؛ باعتناق أفكار أخرى معارضة للإسلام - وطنية أو ليبرالية أو غيرها من الأفكار الوضعية - ، وظنهم أنها ستوصل الأمة إلى مجد الكرامة والعزة والرفعة ، فهذه ظنون كاذبة قد خدعت غيرهم ، فلا عزة للعرب بغير الإسلام ، ولهذا قال تعالى : " وإنه لذكر لك ولقومك " ، أي شرفٌ لك ولهم إذا ماتمسكتم به  ) .

الظلم عواقبه وخيمة على الأفراد والدول :

( إنه لمن المؤسف أن قوى كثيرة في منطقتنا لم تستفد من كل هذه المآسي التي مرت بنا، فهي لا تزال توهم نفسها بأن بعض القيادات العربية المستبدة قادرة على النهوض بهذه الأمة، وترى أن حقوق الإنسان واحترام كرامته وحقه في المشاركة في تقرير مصيره هي أمور ثانوية قابلة للتأجيل إلى الأبد، وصدق فيها قول الشاعر عمر أبو ريشة: أمتي كم صنم مـجـدتِـه .. لـم يـكن يحـمل طُهر الصنم )  . ( ص314) .
( لن ينهض بالأمة إلا اعتمادها على ربها ، ونصر دينه وشرعه ، كما قال : ( إن تنصروا الله ينصركم ) ، ( ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين ) ، ولا يُشترط هذا لكل أفراد الأمة ؛ لأنه سيبقى هناك منافقون ومرضى قلوب ، فالعبرة بعموم الأمة ) .  والله الهادي ..


 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية