اطبع هذه الصفحة


إذا اجتمع ( عالم السوء ) مع ( الحاكم بأمره ) .. فلا تسل عن حال الأمة

سليمان بن صالح الخراشي


بسم الله الرحمن الرحيم

" عالم السوء والضلال " هو من يصد الناس عن سبيل الله ، ويصرفهم عن السنة إلى البدعة أوالشرك أو الانحراف، ويُزين لهم ذلك ، ويُدافع عنه ، ويسعى لتمكينه في بلاد الإسلام ؛ لمآرب متنوعة ( إما لأجل المادة أو السيادة أو تقليد الأسلاف .. الخ الأسباب ) ، وهذا النوع من العلماء - تجوزًا - سماهم بعض العلماء : ( قطاع طريق ) ؛ لأنهم يحولون بين الناس وإخلاص العبادة لله ، الموصل إلى جنته ورضوانه . وهم من عناهم ابن المبارك - رحمه الله - بقوله :

وهل أفسد الدين إلا الملوك .. وأحبارُ سوء ورهبانها .
فكيف إذا اجتمع " عالم السوء " ، مع " الحاكم بأمره " ؟!
فلاتسل عن حال أهل الإسلام

ومن النماذج ؛ ماذكره الأستاذ عبداللطيف علي سالم في كتابه " التوسل بالأولياء " ( ص 50 ) ، قال : ( فقد أصدر وزير الأوقاف وقتئذ قراراً بإغلاق مقصورة الحسين ؛ حتى لا يُصلي فيها الناس، فأحضر الرئيس جمال عبدالناصر الشيخ حسن الباقوري واستفتاه فيما يفعله الناس حول قبر الحسين من صلاةٍ في المقصورة، والتوسل بالحسين والاستغاثة به ، والطواف حول ضريحه ، والتمسح بجدران الضريح، فأجابه الشيخ بجواز ذلك !! قائلاً: لو كانت الصلاة في الأماكن التي تقوم فيها أضرحة ممنوعة ديناً ؛ لكان المسلمون مخطئين على مدى أربعة عشر قرناً من الزمان كانوا يصلون في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وفيه ضريحه مع صاحبيه أبي بكر وعمر !!

ويصرف النظر عما يحدث في مقصورة الحسين من شرك وبدع، فإن في احتجاج الشيخ بوجود قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسجده تزييف للتاريخ ، وبطر للحق ، ونصرة للباطل ، ومعاداة لنواهي رسول الله في هذا الأمر. فإن بناء أضرحة المقبورين في المساجد بدعة لم يعرفها الصحابة ولا التابعين ولا تابعيهم، وإنما أحدثها الشيعة الفاطميون في القرن الرابع الهجري، قال الشيخ محمد علي عبدالرحيم: " إن بدعة وضع الأضرحة في المساجد، أو بناء المساجد من أجل القبور، لم يعهدها المسلمون في القرون الأولى، إلا في عهد الفاطميين في القرن الرابع الهجري، وهم الذين سنوا هذه السنة السيئة مغالاة في حب الصالحين " )
 . انتهى كلام الأستاذ عبداللطيف - وفقه الله - . ولتفصيل الرد على شبهة الباقوري يُنظر ( هذا الرابط ) ، و ( هذا الرابط ) ، وتُنظر فتاوى علماء الأزهر الفضلاء في بدع القبور في هذا الكتاب ( احفظ باليمين ) .

قال الأستاذ المصري الفاضل : عبدالسلام البسيوني في كتابه " الألوهية في العقائد الشعبية على ضوء الكتاب والسنة " ( ص 45 ) :

(  ويسوؤنا أن كثيراً من الموالد تقع على مرمى حجر من معاقل العلم في مصر ؛كمولد الحسين رضي الله عنه ، الملاصق لجامعة الأزهر، ومولد البدوي القريب من المعهد "الأحمدي" نسبة للبدوي ، وهو معهد مشهور خرّج عدداً من العلماء الكبار ؛كالشيخ الشعراوي والقرضاوي وغيرهما. ومع ذلك يضعف صوت المصححين لخرافات العامة ولمهازل الموالد ، حتى بات الناس يقبلون بها وكأنها من شعائر الله التي لهم فيها خير وتقرب وزلفى ) .


وفق الله علماء المسلمين ؛ لبذل الجهود العلمية والعملية في سبيل توضيح عقيدة التوحيد للعامة ، وتحذيرهم من البدع والشركيات ، والتصدي لشبهات علماء السوء ، ومناصحة الحكام لما فيه صالح البلاد والعباد ، والله الهادي ..

تنبيه :
1- كان بإمكان جمال عبدالناصر تأييد رأي وزير الأوقاف ، وإعانته على محاربة الشرك ، ولكنه لم يفعل ، واستفتى صاحبه الباقوري الذي خان جماعة الإخوان ، وانضم لخصمهم ، لعلمه - أي جمال - أن إلهاء الشعب بهذه البدع والخرافات يُشغلهم عن دنياه .

2- الحديث عن مجال " العقيدة " ؛ لأنها الأساس ، وقس عليها ماتحتها ، إذا ما اجتمع الصنفان ضد مصالح الأمة .

 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية