اطبع هذه الصفحة


كتابي : ( الخطوة الأولى ) .. أهديه لدعاة الفضيلة + بيان مهم لعلماء مكة

سليمان بن صالح الخراشي


بسم الله الرحمن الرحيم

البداية كانت من موقع " الساحات " الشهير الذي كنت ولا زلت أحد كتابه ، فقد دخلت في محاورة مع أحد الأعضاء ممن يرفعون شعار " تحرير المرأة " في هذه البلاد ، وكان كثيرًا ما يُردد أن حجاب المرأة لدينا " ستر الوجه " خاص بالسعوديين ! ثم غلا في هذا فجعله خاصًا بالنجديين ! مدعيًا أن علماء البلاد الإسلامية الأخرى لايرون هذا الرأي . فحفزني هذا لجمع أقوال كثير من علماء العالم الإسلامي في بيان وجوب هذا الحجاب الشرعي " غطاء الوجه " ، في مقال مستقل يجده القراء على هذا الرابط :
http://saaid.net/Warathah/Alkharashy/m/29.htm 

ثم صدر في كتيب عن طريق دار القاسم بالرياض . ثم وجدتُ بيانًا مهمًا أصدره علماء " مكة " زمن حكم الأشراف ، يُنكرون فيه على حكام الدولة العثمانية ممن جاؤا بعد السلطان عبدالحميد عندما دعوا إلى " السفور " و " الاختلاط " ، هذا نصه :

خطاب إلى العالم الإسلامي
من علماء مكة المكرمة
( فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار إنه لا يفلح الظالمون )
 

إننا معاشر علماء بيت الله الحرام قد من الله تعالى علينا بما من به على كثير من علماء هذه الأمة من خدمة الشرع الشريف ، والغيرة على الدين المحمدي الحنيف. وقد علمنا أن الدنيا وما فيها لا تساوي في جانب الحق جناح بعوضة وأن هذه الدار لا يُقام لها وزن إلا بما يقدمه المرء فيها من صالح الأعمال لحياة الآخرة. وأي مسلم استأنست روحه بمشاهدة كعبة الله المعظمة في كل صباح ومساء وتشرف بسكنى أرض منها نشأ رسول الله صلى الله عليه وسلم وبقدميه الطاهرتين تبارك كل موطئ قدم فيها، يرضى بأن تمس هذه المشاعر الدينية بسوء أو يصاب هذا الدين بأذى لاسيما ونحن الذين نشأنا النشأة الدينية الخالصة، ولم نغنم في هذه الدنيا غير مجاورة بيت الله المحرم وخدمة رسوله صلى الله عليه وسلم وإننا بما حصل لنا من الاختلاط بهذه الفئة المتغلبة على مملكة آل عثمان الكرام واحتكاكنا بها، واطلاعنا على حقيقة ما تظهره وما تبطنه لأحكام شرعنا وآداب ملتنا ، وما تفعله من المنكرات في بلادنا، وما جرته من المصائب إلى أوطاننا ؛ قد وضح لنا طريق النجاة الذي يأمرنا ديننا القوم بسلوكه، وتبين لنا سبب الفلاح الذي قضت علينا المصلحة الإسلامية بالتمسك به. وأن من علم حجة على من لم لا يعلم ، وشتان بين من رأى المنكر فبذل دمه في سبيل دفعه وبين من عاش بعيداً عن معرفة حقائق هذه الجهات فأراد أن يحكم عليها قبل الحصول على المقدمات الكافية لإصدار الحكم فيها.

وإذا لم تر الهلال فسلم --- لأناس رأوه بالأبصار

وإننا لم يخف علينا أن فريقاً من إخواننا المسلمين خاضوا في أمر نهضتنا بغير بينة ؛ فشط بهم التسرع إلى الحكم فيها عن غير علم، اعتماداً على السماع ممن لم يبن أقواله على أساس الحقيقة، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه أبو داود والحاكم بحديث صحيح: "كفى بالمرء إثماً أن يحدث بكل ما يسمع"، وفي رواية مسلم : "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع"، ونحن لا نطلب من ذلك الفريق أن يتسرع بموافقتنا قبل فهم حقيقتنا لأننا لا ننتفع بمثل هذه الموافقة؛ ولكنا ننصح لإخواننا في الدين (عملاً بالأمر الإلهي في التواصي بالحق) بأن لا يرتكبوا إثماً كبيراً عند الله بالتحديث بكل ما يسمعون ، والقطع فيما يتوهمون ويتخيلون ، وندعوهم إلى استعمال الروية وترك عصبية الجاهلية ، وذلك شأن المسلم الذي تشرب الأخلاق الإسلامية، المعنية بقوله تعالى: )يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ) . .. – إلى أن قالوا - :

ونكتفي الآن بتكليف إخواننا المعترضين أن يرسلوا من يعتمدون عليهم إلى الأستانة عاصمة الاتحاديين ليشاهدوا بأعينهم كما شاهد كثير منا بأنفسهم وجود المخدَّرات من المسلمات التركيات موظفات في دوائر البريد والمالية بوظائف الرجال بكمال البهرجة والزينة والجمال، سافرات الوجوه ، يقابلن كل من يأتي إليهم من الرجال على اختلاف أجناسهم لقضاء أشغالهم. فما قول إخواننا (أرباب الدين والحمية) المعترضين علينا بلا روية في هذا الأمر ؟ الذي هو نموذج لما يؤلمنا تفاقم شره، وننادي على رؤوس الأشهاد بالشكوى منه. وهل من تكون هذه القضية أدنى مراتب سيئاتهم للإسلام والمسلمين تكون طاعتهم طاعة أم معصية ؟ كلا ورب الكعبة ثم كلا. فإن إطاعتهم لا تتم إلا بمعصية رب العالمين . وحاشا أن يرضى بذلك أحد من المؤمنين، وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الإمام أحمد في مسنده: "من أمركم من الولاة بمعصية فلا تطيعوه"، وقال صلى الله عليه وسلم فيما أخرجه الحاكم عن جابر بحديث حسن: "من أرضى سلطاناً بما يسخط ربه خرج من دين الله"، وقال عليه السلام فيما أخرجه الديلمي : " من سود اسمه مع إمام جائر كان قرينه في النار"، وروى الخطيب عن أنس رضي الله عنه عن رسول صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من سود مع قوم فهو منهم. ومن روع مسلماً لرضى السلطان جيء به يوم القيامة معه"، وهانحن نرى بأعيننا أن المملكة قد انسلخت عن شكلها الإسلامي الذي نعهده ، وصرنا كلما بحثنا عن سبب موجب للطاعة وعن أي شرط من شروط الخلافة وانتظام أمر الجماعة لا نجده ، ونحن ليس من غرضنا بيان ما آل إليه أمر الإسلام على أيدهم ؛ فإن ذلك من واجب كل مسلم البحث عن حقيقته بنفسه وليس هو مما تستوعبه عجالتنا هذه، وحسبنا أن نخبركم بأننا رأينا أنفسنا أمام أمرين مختلفين تمام الاختلاف: أحدهما : إرضاء هذه الفئة المتغلبة على المملكة العثمانية بإغضاب الله تعالى، والثاني : إغضابها لرضائه تعالى. فآثرنا الآخرة على الأولى، ورضى الحق على رضى الخلق. ولو كان الخلفاء الراشدون شرفهم الله فعلوا ما يفعله الاتحاديون –وحاشا لهم من ذلك- لتقربنا إلى الله بالقيام عليهم وترجيح رضا الله على رضائهم ، وأننا لا نفعل ذلك من عندنا بل بإرشاد الخلفاء الراشدين أنفسهم، فقد خطب أبو بكر الصديق رضي الله عنه خطبته الأولى بعد الخلافة فقال: " أطيعوني ما أطعت الله ورسوله. فإذا عصيت الله ورسوله فلا طاعة لي عليكم " ، وهكذا كان يقول كل من ولى أمر المسلمين من الصحابة والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، وبهذا انتصر المسلمون وفازوا بالسعادتين، وكانوا أعزاء بين أمم الأرض. ونحن قد حاولنا أن نجد لنا مخرجاً آخر يجمع بين إرضاء الله تعالى وعدم القيام على هؤلاء الناس ؛ فلم يعينونا على أنفسهم في ذلك ، فغضبنا لله ، فنصرنا وثبت أقدامنا، تأييداً لشرعه وتثبيتاً لدينه، ولحكمة هو يعلمها في صلاح آخر هذه الأمة بما صلح به أولها, وإن كل قلب من قلوب المسلمين في المملكة العثمانية حتى الأتراك في الأنضول بل وأفراد العائلة السلطانية في قصورهم يدعون الله لنا بالتأييد ، وحاشا لله أن يردّ رجاء المظلومين ويخيب دعاء الأتقياء على الفاسقين .. – إلى آخر خطابهم الذي قالوا في ختامه - : والسلام على من سمع القول فأتبع أحسنه. والله يتولى هدانا أجمعين .

وكيل مفتي الحنابلة / الشيخ محمد صدقة عبدالغني
مفتي المالكية / الشيخ محمد عابد المالكي
مفتي الشافعية / السيد عبدالله الزواوي
قاضي القضاة ومفتي الأقطار الحجازية /الشيخ عبدالله سراج
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ عبدالكريم الناجي
نقيب السادة السيد محمد السقاف أمين الفتوى /الشيخ درويش عجيمي
شيخ الخطباء بالمسجد الحرام / الشيخ أحمد أبو الخير مرداد 
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ علي بابصيل
مدرس بالمسجد الحرام / السيد عباس بن عبدالعزيز المالكي
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ عبدالله أبو الخير مرداد 
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ محمد أمين مرداد 
مدرس بالمسجد الحرام /السيد محمد المرزوقي
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ علي المالكي
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ محمد جمال المالكي 
مدرس بالمسجد الحرام /الشيخ عبدالرحمن خوقير
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ جعفر لبنى 
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ أسعد بن أحمد دهان
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ أحمد بن عبدالله القاري 
مدرس بالمسجد الحرام / السيد محمد هاشم مجاهد 
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ سالم شفي 
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ محمد علي سراج
مدرس بالمسجد الحرام / السيد محمد طاهر مسعود الدباغ 
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ أحمد بن عبدالله ناظرين
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ خليل بن إبراهيم عجيمي 
مدرس بالمسجد الحرام / الشيخ محمد بن كامل سندي
مدرس بالمسجد الحرام الشيخ عبدالرحمن بن سليمان قاضي
مدرس بالمسجد الحرام الشيخ محمد علي بلخيور 
مدرس بالمسجد الحرام السيد أحمد السقاف 
مدرس بالمسجد الحرام الشيخ حسن اليماني
مدرس بالمسجد الحرام الشيخ سعيد بن محمد اليماني 
مدرس بالمسجد الحرام الشيخ عبدالله بن أحمد المغربي
مدرس بالمسجد الحرام الشيخ عبدالله بن عباس حداوي 
مدرس بالمسجد الحرام الشيخ حامد بن عبدالله القاري 
مدرس بالمسجد الحرام الشيخ محمد سالم عجيمي 
مدرس بالمسجد الحرام السيد أحمد بن عبدالعزيز المالكي
مدرس بالمسجد الحرام السيد محمد بن صالح بن عقيل 

صورة البيان من مجلة " القبلة "
اضغط على صورة لتكبيرها
اضغط هنا لتكبير الصورة

 

قلت : ثم تطورت الفكرة السابقة لتكون جمعًا لشذرات من كلام مؤرخي تلك البلاد ، يتطرقون فيها إلى حال الحجاب الشرعي للمرأة في بلادهم قبل الاستعمار ، الذي شجع السفور بواسطة عملائه ؛ من أمثال قاسم أمين وغيرهم ، ممن فتنوا الأمة في دينها وأخلاقها ؛ ليكون هذا دليلا قاطعًا لمن تعودوا " الجدل " و " المماراة " في هذا الموضوع . فكانت حلقات مقالات " بدايات السفور في العالم الإسلامي " التي كنت أنشرها في موقع " الساحات " وموقع " صيد الفوائد " ، ثم أضفتُ لها إضافات عديدة ، تشكل منها هذا الكتاب الذي أهديه للقراء الكرام ، لافتًا النظر إلى أن التزام المرأة المسلمة حكم الله " الحكيم " لن يعيقها عن كل مافيه مصلحتها ، مع مافيه من الأجر ، والنجاة من العقوبة والوزر ، وقد قال تعالى : " ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا " ..
 

غلاف الكتاب



لتحميل الكتاب
http://saaid.net/book/open.php?cat=&book=4975


 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية