صيد الفوائد saaid.net
:: الرئيسيه :: :: المكتبة :: :: اتصل بنا :: :: البحث ::







علي الأمين يدافع عن الخيال الشيعي

سليمان بن صالح الخراشي
@S_ALKarashi

 
يفرح المسلم إذا ما سمع نبأ هداية أحد أبناء الفرق المنحرفة ، فكيف إذا كان المهتدي من علماء تلك الفرقة ؟ لاشك أن الاستبشار والفرح سيكون أكبر ؛ لما يتوقعه المرء من تأثير هذا العالم في أتباع تلك الفرقة التي كان منها.
وبالتأمل : سيكون أمام هذا المهتدي طريقان :
الأول : أن يجهر بالبراءة من كل الآراء والأقوال الكفرية والبدعية المخالفة للكتاب والسنة بفهم الصحابة رضي الله عنهم ، التي تربى عليها ، وهذا هو المسلك الصحيح لمن أراد النجاة لنفسه ولم يجامل أو يجبن ، وهو ما فعله كثيرون ولله الحمد ، من أواخرهم : الشيخ الشيعي حسين المؤيَّد وفقه الله ، الذي كان من آيات الشيعة ، فهداه الله إلى الحق ، فأصبح داعية خير ، متحملاً الأذى في سبيل هذا .

هذا الطريق الطبيعي الواضح هو ما أحببت أن يسلكه الشيخ الشيعي الآخر : علي الأمين وفقه الله لما يُحب ، عندما سمعت آراءه التي وافق الحق فيها ، وخالف بدع قومه ؛ كإنكاره على من يُشركون في الدعاء ، وإنكاره على من يتعرض لأمهات المؤمنين أو الصحابة – رضي الله عنهم – ، وغيرها من المسائل .

إلا أنه – للأسف – اختار الطريق الثاني : وهو الاستمرار في إعلان تشيعه ، مع براءته من ( معظم ) انحرافات الشيعة ! ثم دعوته للوحدة والتعايش بين السنة والشيعة ! فإذا ما ووجه بأقوال المذهب الشيعي المخالفة للكتاب والسنة ، والتي هي من ضروريات المذهب الشيعي : اعتذر بأن هذه الأقوال لا تلزم إلا صاحبها ، وأنها لا تُمثل المذهب الشيعي !

وإليكم الأمثلة من كتابه الأخير " زبدة التفكير في رفض السب والتكفير " :


1-
بعد تبرؤه – مشكورًا – من سب الصحابة وأمهات المؤمنين رضي الله عنهم ، قال ( ص 39 ) : ( ونحن لم ندرس في أي كتاب أن اللعن والتشهير والشتم والتكفير هي من أصول الانتماء إلى أي مذهب من المذاهب، وإن صدر ذلك من بعضهم فهو لا يُعبر عن منهج عام لطائفة أو مذهب ) !!

2-
وتعليقًا على حكم مرجعهم " الشيخ المفيد " بتخليد أبي بكر وعمر وعثمان – رضي الله عنهم – في النار ! قال ( ص 108 ) :

( لا شك بأن هذا الرأي منسوب إلى الشيخ المفيد وأيضًا هناك جملة من علماء قدامى من الطائفة ومعاصرون يذهبون إلى هذا الرأي أو ما يقاربه، ولكن هناك مسألة أريد التنبيه عليها وهي: بأن المذهب الجعفري من خصائصه فتح باب الاجتهاد فيه، ولذلك لا يكون رأي شخص ممثلًا للمذهب كله ، ولا رأي أشخاص وإن كثروا ) !!

3-
وتعليقًا على تكفير أحد مراجعهم لكل من لا يؤمن بأئمتهم الاثني عشر ، قال ( ص 114 ) :
( إن هذا الرأي المسجل على موقع السيد السيستاني لا يجب تقليده فيه وفي غيره من المسائل التاريخية ، ومن المسائل العقائدية التي لا يجب التقليد فيها بل لا يصح فيها التقليد عند الكثيرين. فقد يكون له رأي تاريخي أو رأي خاص به مثلًا في الاعتقاد بمسألة معينة لا تقليد فيها. فلا يجب تقليده في مثل هذه الأمور ولا يكون رأيه فيها أيضًا معبرًا عن وجهة نظر المذهب منذ تكوينه إلى اليوم. وكما قلت لكم سابقًا فإن رأي شخص واجتهاده أو أشخاص لا يصحُّ نسبته إلى المذهب وكل أتباعه ) !!

4-
وفي ( ص 166 ) قال عن نظرية الإمامة التي هي من أعمدة المذهب الشيعي : ( والإمامة التي اختلف عليها المسلمون ليست من أركان الدين المتفق عليها بينهم، وليست من شروط الإسلام وضرورياته، وهذا الرأي هو ما استقر عليه المذهب الجعفري ) !!

5-
وقال في ( ص 171 ) عن الولاية التكوينية لأئمة الشيعة ، التي هي من أساسات مذهبهم : ( وأما الولاية التكوينية فيقصد بها إعطاء السلطة على الكون من الله تعالى للأئمة، وهي ليست من أصول العقائد، وثبوت هذا النحو من الولاية للأئمة من المسائل التي لم يتعرض لها معظم علماء الشيعة ، وإذا ذهب إلى هذا الرأي بعض العلماء ، فهو رأي يُنسب إليه وحده ؛ لأن هذه المسألة حديثة وغير إجماعية ، فلا تصح نسبتها إلى المذهب الشيعي ) !!

وهكذا يمضي الشيخ علي الأمين في تجريد المذهب الشيعي من أساساته وقواعده إذا ما أُحرج بها .. ليصل بعدها إلى نتيجة غريبة ، لخّصها بقوله ( ص 32 ) :
( إن المسلمين سنة وشيعة وعلى اختلاف مذاهبهم هم أمة واحدة ليس فيهم مشركون، فهم لله وحده يعبدون، وفي صلواتهم لقوله تعالى في كتابه: { إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإيَّاكَ نَسْتَعِينُ } قرؤوا ويقرؤون، وإلى بيت الله حجوا ويحجون، وفيه اجتمعوا ويجتمعون، وشهر الصيام صاموا ويصومون، وللزكاة هم فاعلون، وهم جميعًا بالآخرة يوقنون ) !

وقوله ( ص 169 ) : (لا يوجد اختلاف بين السنة والشيعة على أصول الاعتقاد التي يندرجون بها في جماعة المسلمين ) !!
فالشيخ بعد أن توهم دينًا للشيعة غير دينهم الذي يدينون به – والذي أصبح يعرفه الصغير قبل الكبير – جعل هذا الدين الشيعي ( المـُـــــتوهَّم ) غير مخالفٍ لدين الإسلام !!
فهو يُذكرني بمن ينادي بالديمقراطية في بلاد المسلمين من بعض الدعاة المفتونين بها ، فإذا ما قيل له بأن الديمقراطية تعني حكم الشعب ولو خالف شرع الله ، أجاب بأننا سنُقيدها بأن لا تُخالف الشريعة ! وما درى أنه بهذا التقييد يناقض واحدًا من مبادئها الكبرى ، وإذن فليُسمها باسمٍ آخر غير الديمقراطية ..

وهكذا نقول للشيخ الأمين : أنتَ توهمتَ دينًا شيعيًا مُتخيَّلاً ، لا حقيقة له على أرض الواقع ، يُناقض دين التشيع المعروف في مراجعهم المعتمدة – باتفاق العقلاء حتى من أبناء الشيعة – ، ثم جعلته موافقًا للإسلام ، ودعوتنا للتعايش معه ، فكان الأولى بك أن تسميه الإسلام ، بدلاً من هذا التشبث الغريب منك بالمذهب الشيعي !
واعلم يا شيخ علي – وفقك الله - أنك تُشكر عن هدفك النبيل في الدعوة لوحدة الأمة ، ولكن هذا لا يُسوغ لك المكابرة ، وإنكار الحقائق ، والتعامي عنها ؛ لأن هذه المكابرة وهذا التعامي لن يُثمرا ما تصبو إليه من وحدة أو تعايش بين المتنافرين ، بل سيبقى ذلك مجرد أمنية حبيسة الأذهان .

فكان الأجمل بك – بعد أن بصّرك الله بانحرافات المذهب الشيعي – : أن تسير على الطريق الأول الذي سار عليه الموفّقون قبلك ؛ وتجهر بالبراءة إلى الله من هذا المذهب المنحرف ، وتساهم في دعوة أهله إلى التخلص من شركياتهم وبدعهم التي ما أنزل الله بها من سلطان ، والتي يبرأ منها قبلك علي وآل بيته – رضي الله عنهم – ، فتكون سببًا في إنقاذ عامة الشيعة .


* نقلا عن موقع المثقف الجديد

 

اعداد الصفحة للطباعة      
ارسل هذه الصفحة الى صديقك
سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية