اطبع هذه الصفحة


حقـيـقـة الصـوفـي .. ( أحمـد كفـتـارو ) .. !

سليمان بن صالح الخراشي

 
قال الحافظ ابن حجر – رحمه الله – معلقًا على قوله صلى الله عليه وسلم في البخاري : " لاتسبوا الأموات " : ( وأصح ما قيل في ذلك أن أموات الكفار والفساق يجوز ذكر مساويهم للتحذير منهم والتنفير عنهم . وقد أجمع العلماء على جرح المجروحين من الرواة أحياء وأمواتًا ) . ( الفتح 3/305) . وعليه يُحمل حديث : " أنتم شهداء الله في أرضه " . أقدم بهذا لأنني وجدتُ البعض يخلط في هذه المسألة فيُعمم الحديث على كل ميت ؛ ولو كان ممن أبقى بعده تراثًا يقود الناس إلى البدعة أو الكفر والشرك .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وقد سألني أحد الإخوة من الأعضاء في اتصال هاتفي عن الشيخ المتوفى بالأمس ( أحمد كفتارو ) مفتي سوريا ، وأخبرني بأن أحد المواقع الإسلامية قد ذكر ترجمته وجهوده الدعوية !! وقد كان في غنى عن هذا كله بأن يذكر الخبر مجردًا .. ولكن ! فأجبته بأن الرجل رأس من رؤوس غلاة المتصوفة في زماننا ، ووارث أمين لتراث الفرقة النقشبندية ؛ التي تقول بوحدة الوجود ، والفناء ، والإستغاثة بالأموات ، وتعظيم قبورهم .. الخ ، مما تجده موضحًا بالأدلة من كتبهم في كتاب الشيخ الفاضل عبدالرحمن دمشقية – حفظه الله - . وقد أنشأ كفتارو لأجل ذلك معهدًا متخصصًا في جامعه أبي النور بدمشق لتخريج الدعاة النقشبنديين من الجنسين . وقد سبق أن زرتُ هذا المعهد . كما أن له جهود غير مشكورة في التقرب إلى الفرق المنحرفة ، بل النصارى ، وقد كان أحد الأسباب في جعل محمود شلتوت يُصدر فتواه الشهيرة في جواز التعبد بالمذهب الرافضي ! ثم وعدت هذا الأخ المتصل أن أنقل مالدي عنه من أقوال تلاميذه ما يشهد بحماسه للدعوة إلى الفرقة الصوفية النقشبندية ، بدعم مالي ممن يريد لمثل هذا الإسلام أن ينتشر ويحل بديلا لدعوة الحق " أهل السنة والجماعة " .

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

وأنا أنقل من كتابين ألفهما تلميذان من تلاميذه ومريديه مع وضع عناوين وتعليقات يسيرة على بعض النصوص ، : الكتاب الأول : " الشيخ أحمد كفتارو ومنهجه في التجديد والإصلاح " ! لمحمد الحبش ، تقديم الدكتور محمد الزحيلي !! . ط 1 ، 1417هـ . والكتاب الثاني : " الشيخ أحمد كفتارو يتحدث " إعداد وحوار أحمد نداف . ط 1 ، 1418هـ

مقدمًا قبل ذلك بترجمة مختصرة لكفتارو مأخوذة من موقعه – جاء فيها - : الاسم: أحمد ابن الشيخ محمد أمين كفتارو التولد: دمشق سوريا عام 1915م الدراسة: تلقى علومه الدينية على أيدي علماء دمشق ، ومنهم الشيخ أبو الخير الميداني، والشيخ إبراهيم الغلاييني، والشيخ محمد الحلواني، والشيخ محمد الملكاني، والشيخ محمد جزو، والشيخ المُلا عبد المجيد، رحمهم الله وغيرهم، بالإضافة إلى والده وشيخه الشيخ محمد أمين كفتارو الله رحمه الله تعالى. وقد أجازوه بتدريس علوم الشريعة والتصوف والدعوة والإرشاد. وبعد وفاة والده الشيخ محمد أمين كفتارو عام 1938م تولى مهام الدعوة للتصوف على منهج والده وشيخه، ولا زال قائماً بتلك المهام إلى هذا اليوم ، من خلال جامع أبي النور والمعهد الملحق به .

مؤهلاته العلمية: 1- دكتوراه في علم الدعوة الإسلامية من جامعة شريف هداية الله الإسلامية الحكومية في جاكرتا عام 1968. 2- دكتوراه في علوم أصول الدين والشريعة من جامعة عمر الفاروق في الباكستان عام 1984م. 3- دكتوراه في علوم الدعوة الإسلامية من جامعة أم درمان الإسلامية في السودان عام 1994م.

الوظائف التي شغلها: 1- انتخب من قبل مفتيّ سوريا مفتياً عاماً للجمهورية عام 1964م، وما يزال. 2- رئيس مجلس الإفتاء الأعلى في سورية منذ عام 1964م. 3- رئيس مجمع أبي النور الإسلامي منذ تأسيسه عام 1974م. 4- عضو المجلس المركزي لمنظمة الدعوة الإسلامية العالمية عام 1965 في إندونيسيا. 5- عضو مؤتمر العالم الإسلامي في الباكستان. 6- عضو مجمع التقريب بين المذاهب في إيران. 7- عضو المؤتمر الشعبي العربي والإسلامي في السودان. 8- عضو ندوة التقريب بين المذاهب الإسلامية التابعة للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (سيسكو) في المغرب. 9- عضو لجنة التنسيق والعمل الإسلامي المشترك في مجال الدعوة والتابعة لمنظمة المؤتمر الإسلامي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جاء في الكتاب الأول : - ( نشأ الشيخ كفتارو في مدرسة صوفية نقشبندية ) ( ص 278 ) . - ( كانت خطة الشيخ في التربية تتلخص في إعداد الدعاة وبنائهم روحيًا وعلميًا ، ثم توجيههم لينفروا في قراهم وبلدانهم وأحيائهم يعقدون للناس مجالس الذكر على أصول الطريقة النقشبندية ) ( ص 210 ) . - ( وحتى الآن فإن حلقات الشيخ كافة والتي تُعد بالألوف في مختلف أنحاء العالم تبدأ بجلسة الذكر وتنتهي بجلسة الذكر ، ولا زالت الطريقة النقشبندية التي انطلقت من مسجد أبي النور هي عماد اللقاءات ، وهي جزء هام من أي منهاج يوضع لأي مؤسسة تعليمية تنطلق من جامع أبي النور ) ( ص 72 ) . - ( كانت زيارة الشيخ كفتارو للنمسا بداية نشاط له في أوربا أثمر فوائد جمة على صعيد التعريف بالإسلام ، والحوار الإسلامي المسيحي ، وليس أدل على ذلك من المجموعات النقشبندية التي تعاظم نشاطها في المجتمع النمساوي ) ( ص 175 ) .

- ( كذلك فقد انطلق إلى المسلمين من الشيعة بطوائفها ومذاهبها المختلفة ، وبادرهم بالزيارة ، واتخذ منهم أصدقاء وأعوانًا ، وأنشأ معهم أوثق الصلات ) ( ص 86 ) . - ( كان من بركة هذه اللقاءات صدور فتوى شيخ الأزهر الشريف بتوقيع الشيخ شلتوت ، وهي تدعو المسلمين إلى نبذ الخلاف ، واعتبار المذهب الجعفري خامس المذاهب الإسلامية المعتمدة ) ( ص 94 ) . - ( وصلة الشيخ بالمسلمين الشيعة قديمة قديمة ) ( وأظهر الأمثلة على ذلك أنهم يتواصون أن يُصلي على أمواتهم في جامع أبي النور ؛ إذ يرون فيه رمزًا حقيقيًا للوحدة الإسلامية ) ( ص 161 ) .

- يقول كفتارو : ( إن من مطلبي أن نرفع اسم المذاهب ونكتفي باسم مسلم فقط ، نرفع اسم سلفي ، لم يكن بزمن النبي صلى الله عليه وسلم شيئ اسمه سلفي ، صوفي ، سني ، شيعي ، شافعي ، لنرفع كل هذه الأسماء ) ( ص 295-296) ! ( أنا أعلنتُ مئات المرات في كل محاضراتي التي يحضرها الألوف من الناس : يحرم أن نتلفظ بكلمة سنة وشيعة ) ! ( ص 305 ) . قلتُ : هذا حسَن لو كان المراد إعادتهم جميعًا إلى ما كان عليه الصحابة رضي الله عنهم . أما هذا الجمع الصوري مع بقاء كل مبتدع على بدعته فلا مصلحة منه ، بل فيه ضرر عظيم على المسلمين ؛ بالتلبيس عليهم عندما يُخلط الحق بالباطل . وأحرى بهذا الجمع الصوري أن يُقال فيه ما قاله تعالى : ( تحسبهم جميعً وقلوبهم شتى ) .

- ( ولم يقتصر نشاط الشيخ في إطار الوحدة الإسلامية حدود السنة والشيعة ، بل قام بجهد آخر في سبيل إيلاف الإسماعيلية والدروز ) ( ص 315 ) . - ( وكان في طرحه لأي خطاب يوجهه إلى المسيحيين يًصدره بقوله " إخواننا المسيحيون " ) ( ص 326 ) .

- في الكتاب عدة صور لكفتارو : منها صورة لزيارته لأحد الأضرحة وتبرعه بترميمه - كما يقول التعليق - !! ، ومنها صور لقاءاته مع النصارى والرافضة وغيرهم .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

أما الكتاب الثاني فجاء فيه : - ( إن الشيخ أحمد كفتارو النقشبندي يتصل من خلال أبيه برجال السلسلة العلية النقشبندية ) ( ص 85 ) . - يقول كفتارو : ( جمعتني مع الشيخ عبدالعزيز بن باز مفتي المملكة لقاءات كثيرة ، وفي أول لقاء سألني : لقد بلغني عنك خبران متناقضان : بعضهم يقول بأنك صوفي ، وبعضهم يقول بأنك سلفي ، فأيهما الصحيح ؟ وكان في المجلس أخونا وصديقنا الشيخ السيد أبوالحسن الندوي الذي تجمعني معه صلة مودة ومحبة منذ الخمسينات . فقلت للشيخ ابن باز : إن الخبرين صحيحان ، فأنا صوفي وسلفي ! فقال : لا يجتمعان ! ....... الخ ) . ( ص 175 ) .

قلتُ : ثم أوهم كفتارو قارئه بأنه أفحم الشيخ ابن باز !! وأنا في شك من طريقة نقل هذه الحكاية . ولا أظن الشيخ عبدالعزيز رحمه الله يرضى بهذا التلبيس .

ويقول كفتارو : ( ويجمعني مع كبار علماء السعودية علاقات طيبة ؛ ومنهم .. الشيخ علوي المالكي والد الشيخ المحب المحبوب محمد العلوي المالكي ) ( ص 176 ) .

أخيرًا : يقول الأستاذ مروان كجك عن كفتارو : ( الشيخ أحمد كفتارو سلخ شطراً من حياته وأوقفه في سبيل دعوة « الحوار بين الأديان » مستجيباً وداعياً ، وكم حملته الطائرات شرقاً وغرباً إلى تلك المؤتمرات الزائفة لكنه لم يَعُدْ من ذلك كله حتى بخفي حُنَيْن ) . ( مجلة البيان ، العدد 164) .

 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية