اطبع هذه الصفحة


مجلة ( الإسلام اليوم ) .....و ( رضوان السيد ) ..!

سليمان بن صالح الخراشي

 
ابتُليت بعض المجلات الإسلامية التي يقوم عليها للأسف أناس فضلاء بالتهافت على من يُسمون المفكرين الإسلاميين تُجري معهم الحوارات ، وتطلب منهم الحلول لمشاكل الأمة - وفاقد الشيء لا يُعطيه -  . وفي ظني أن الذي يدعوهم لهذا ؛ مع علمهم بأن هذا المفكر أو ذاك لن تخلو إجاباته من تجاوزات بسبب فكره وتوجهه المناهض لدعوة الكتاب والسنة أمران :

الأول : أن بعض المتنفذين في هذه المجلات - للأسف أيضًا - أصبحوا يعيشون مرحلة الانبهار والإعجاب بما يأتي به هؤلاء المفكرون ( الكلاميون أصحاب الهذر ) مما لم يعتادوا على سماعه من علمائهم الربانيين . ولو فقهوا  لتألموا على تضييع الجهود ، وتشتيت عقول الجيل بلهاثهم خلف أصحاب العقول الخاوية التي لاتجيد غير هدم الحق والتشكيك فيه ، ولو كان فيها خير لنفعت بلدانها التي تعيش فيها قبل أن تُصدر عقولها وحلولها الوهمية للآخرين . ولو فقهوا لعلموا أن تسخير مجلتهم في نشر العلم الشرعي والاستفادة من علماء الأمة ودكاترتها النابغين ودعاتها الناصحين - وهم كثُر ولله الحمد - خير لهم وللأمة وأبقى  .

الثاني : أن بعض المتنفذين في هذه المجلات رغم علمه بحقيقة ماعليه أولئك المفكرون من تجاوزات - مابين مقل ومكثر - ؛ إلا أنه يغض الطرف عنها في سبيل " تجميع " وهمي ، أو لأجل أن يُقال بأنه ومجلته ممن يقبل " تعددية الأفكار " ! و " الرأي الآخر " ! .. الخ هذه الزخارف التي ملأت أسماعنا في السنين الأخيرة ؛ ( فانهزم ) بعضنا أمامها ، ولبَس الحق بالباطل لأجلها . والعجيب أن هذا ( البعض ) يقبل نشر تجاوزات خطيرة يأتي بها هؤلاء المفكرون ، ولكنه لايقبل أن يستكتب في صحيفته واحدًا من إخوانه في العقيدة ممن يخالفهم في مسائل فرعية لا تُذكر !!

وخطورة استكتاب أمثال هؤلاء المفكرين أو محاورتهم وترميزهم عند شباب الأمة يأتي من أمرين - أيضًا - :الأول : أن في هذا تلبيسًا على المسلمين - كما سبق - ؛ حيث تلميع هؤلاء المنحرفين ، وإنزالهم منزلا ليسوا مؤهلين له .والثاني : أن فيه خطورة على هؤلاء المفكرين أنفسهم ؛ حيث يعتقدون - بسبب هذا التلميع واللهاث خلفهم - صواب مسلكهم ؛ فيستمرون على غيهم ، بل قد يصيب بعضهم الغرور والانتفاخ لما يرى من ( ركض ) من فضلهم الله بالتمسك بدعوة الكتاب والسنة خلفه .

فإن قلت : ما الحل ؟!  فأقول : الحل سهلٌ ويسير على من يسره الله عليه ؛ وهو يكمن في خيارين : الأول : أن تتجنب هذه المجلات استضافة هؤلاء المنحرفين وتصديرهم كرموز للأمة . وهذا أحوط وأولى وأسلم ؛ لأدلة كثيرة ليس هنا مقام ذكرها ؛ يكفي منها أن لا تشابه هذه المجلات من قال الله عنهم : ( ولا تلبسوا الحق بالباطل ، وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) .الثاني : أن تستضيف هذه المجلات المفكرين المذكورين ؛ وتستفيد مما قد يكون عندهم من صواب أو تميز ، ولكن تناقشهم وترد عليهم ( بعلم وأدب ) في انحرافاتهم وتجاوزاتهم ، و( تكشف ) حقيقة فكرهم أمام القارئ ؛ نُصحًا لشباب الأمة ؛ مستفيدة من الثقات القادرين على هذا الأمر . وهذا الخيار فيه نفع لطرفين : الأمة وشبابها كما سبق . والمفكر المستضاف إن كان طالبًا للحق ؛ حيث يتبين له خطؤه فيتراجع عنه - إن شاء الله - ؛ فيكون هذا اللقاء أو الحوار خيرًا له ؛ يوقفه على عيوبه وتصوراته الخاطئة .

====================

قدمتُ بهذا عندما قرأتُ الحوار الذي أجرته مجلة " الإسلام اليوم " في عددها الأخير مع المفكر الإسلامي ! " رضوان السيد " ؛ وما جاء فيه من تجاوزات خطيرة لم يُعقب عليها من أصحاب المجلة ؛ مما قد يوهم ( البعض ) أنهم موافقون للمفكر المذكور عليها .

فمن ذلك أنه سئل عن الخطاب الإسلامي في السعودية ( الأولى أن يُقال الدعوي ) فقال : ( بالنسبة للسعودية الأمر في غاية الصعوبة ، والإصلاح مدعوم من رأس الدولة ، وهناك ممكنات تسيره ويقين بضرورة رفض العنف وترشيد الخطاب ، وهناك عقليات معتدلة لها صوتها الواضح اليوم ، ولابد من التروي قليلا ، وعلينا أن نراقب جيدا التطورات .أما المثقفون في السعودية فهم ثلاثة أقسام : 1- القسم المؤمن بالإصلاح العلمي وهو يقم بأعمال مفيدة في المؤسسات . 2- القسم المؤمن بالإصلاح النظري وينتج أطروحات ويصارع السلفيين . 3- القسم الذي يرى أن الوضع السابق أو القديم هو الأسلم والأحسن .وفي تقديري أن الفريق الثاني المنظر هو الذي يملك حظًا أوفر ، لكن حتى هؤلاء لم ينجزوا انجازات كبرى  )  !! فمن هم هؤلاء المصلحون الذين " يُصارعون " السلفيين ؟! ومن هم السلفيون " المصارَعون " ؟! والجميع يعلم أن هذه البلاد ما قامت - ولله الحمد - إلا على الدعوة السلفية ؛ يفتخر بهذا علماؤها وحكامها . وأعني بالدعوة السلفية دعوة الكتاب والسنة وماعليه سلف الأمة ؛ وعلى هذا سار علماء هذه البلاد . ولا أعني من يريد حصر السلفية في " حزب " أو " فئة صغيرة " لا تُمثل إلا نفسها . فمن " يُصارع " دعاة الكتاب والسنة لاشك أنه جاهل أو مبتدع . فهلا وضحت المجلة هذا وعقبت على كلام المفكر ؟!

 وسئل : ( هل نقول : إن مناهجنا الدينية مسؤولة عن إنتاج إسلام متشدد ؟ ) ؛ فأجاب : ( هناك مشكلة في التعليم الديني ، سواء في الجامعات أو المدارس ، هذه المشكلة بحاجة إلى إصلاح متأن ، والفكر الديني المدرس بحاجة لدراسات نقدية ، ولا يمكن أن يكون الإصلاح الديني إلا بالدراسات الجادة والاطلاع الواسع ، يجب أن يكون هناك عمل على اللاهوت المقارن من جهة والفقه المقارن من جهة أخرى ، ولابد من تنقية مناهجنا من مسألة التكفير للآخر ، ونبذ العنف ) !!  قلتُ : أما عن مناهجكم في " لبنان " فأظنها لا تُكفر حتى النصراني عابد الصلبان !! وأما مناهج هذه البلاد فلا أظنك تعيها حتى تتحدث عنها . فهلا عقبت المجلة على هذا الاتهام من هذا الجاهل بعقيدة أهل السنة ؟! ووضحت للقاريء خطأ قوله ؟!

وسئل : ( ولكن كيف تنظر إلى الدعوات المتكررة للإصلاح في المنطقة التي تنادي بها السياسة الأمريكية بين الحين والآخر ؟ ) . فأجاب : ( أنا أميل إلى جهة النظر التي تقول مايلي : إذا كان الأمريكان يريدون تنمية حقيقية ، ودولا قوية فينبغي أن نجربهم من جديد ، لا ينبغي إهمال أية إمكانية ولو ضئيلة للإصلاح  )  !! فماذا أبقى هذا المفكر " الإسلامي ! " - بعد هذا القول الصريح - لليبراليين الجدد من الطابور الخامس ؟!

====================

ولكي يعرف القاريء شيئًا عن المفكر المذكور ؛ أنقل له بعض أقواله ومواقفه مع التعليق عليها من رسالة الدكتور أحمد القاضي - سلمه الله - ( دعوة التقريب بين الأديان - الجزء الثاني ) مع إضافات مني باللون الأزرق الغامق .

قال الدكتور أحمد ( ص 575) : ( د. رضوان السيد: حصل على الدكتوراه في الفلسفة (قسم الإسلاميات ) من جامعة توبنغن بألمانيا الغربية عام (1977 م ) ، أستاذ الدراسات الإسلامية بالجامعة اللبنانية ، ومدير المعهد العالي للدراسات الإسلامية في بيروت منذ تاريخ 1/11/1994م ، درس في جامعات هارفارد و شيكاغو بالولايات المتحدة الأمريكية ، أستاذ زائر لعددٍ من الجامعات ومراكز البحوث ، له حضور قوي في المؤتمرات والندوات الفكرية ، يشغل منصب رئيس تحرير مجلة (الاجتهاد ) منذ عام 1988م. من مؤلفاته:  " الأمة والجماعة والسلطة " " دراسات في الفكر السياسي العربي و الإسلامي - عام 1984م " ، " مفاهيم الجماعات في الإسلام-1985م " ، " الإسلام المعاصر- 1987م " ، وغيرها ، بالإضافة إلى تحقيق بعض كتب التراث. انظر ملاحق مجلة الاجتهاد (29-32) ، وكتيب: "حركات الإسلام السياسي والمستقبل" (ص31)  )  .

قلتُ : وقد تحدث رضوان عن ذكرياته وشيء من تاريخه في كتابه " الإسلام المعاصر .. " ( ص 140 وما بعدها ) .وذكر للأستاذ علي العميم أنه درس المرحلة الإبتدائية في مدرسة " مسيحية " ، وأنه تعلم الكثير عن الإسلام في " ألمانيا " " من خلال إعادة قراءة النصوص الإسلامية " . ( العلمانية والممانعة الإسلامية ، ص 152-153) .

( يقول رضوان السيد: " نواجه نحن المسلمين في فكر فئات من شبابنا وسلوكهم انكماشًا و توترًا ، أطلق عليه الدارسون اسم  " لأصولية الإسلامية " . وهناك مثل هذا الانكماش في المسيحية العربية الذي يتسم ، مثل أصولياتنا ، بالخوف على الهوية و العدوانية. وهذا الانكماش المتوتر - الذي يشكل الطرف الإسلامي فيه الجانب الأخطر في المدى البعيد - لا يعالج إلا بالانفتاح المشترك و المتبادل في الداخل ، و الانفتاح على الخارج العالمي المسيحي و الكوني ... ما نحتاج إليه ليس التكنلوجيا وحسب كما يظن ، ذلك أن أصوليينا المسلمين و المسيحيين هم في مقدمة متقنيها و مستخدميها. بل ما نحتاج إليه جميعاً ، الانخراط في العالم المعاصر ، و التعلم منه في مجالات القيم الإنسانية الرحبة ونمو الذات في الآخر ، و التعرف عليها فيه ومشاركة العالم في آفاقه تأثراً وتأثيراً " . وفي مقدمة العددين (31-32) ، وتحت عنوان: الحوار الإسلامي المسيحي ، والعلاقات الإسلامية المسيحية ، بقلم " التحرير " تُقرر نفس الفكرة: " لا سبيل للخروج من المأزق بالمعنى التاريخي إلا بالانخراط في هذا العالم توصلاً لإزالة انكماشنا الحضاري و الثقافي والمضي في التحول إلى جهات فاعلة في ثقافة العالم و مصائره". هذه نهاية المطاف في دعوة التقريب و الحوار... تكشف عن تقريب باتجاه واحد. إنه تقريب المسلمين إلى النصارى ليصبحوا ذيلاً لهم منخرطين في ثقافتهم ، مقتنعين أنه لا سبيل للخروج من مأزقهم إلا بتسليم قيادهم لهم. إننا أمام فكرٍ موحش غريب ، فكرٍ لا يرعى إلاً و لا ذمة ، ولا يتورع عن تحطيم الثوابت العقدية و الحضارية للأمة الإسلامية ، ويزفها أسيرة ذليلةً لعلوج الروم. لقد انطلق الكاتبان من حالة الدمار و الضياع التي منيت بها الأمة العربية و الإسلامية أمام الغرب المتنامي القوي ، فأورثت حالة الهزيمة و الإحباط هذه مزيداً من الارتماء في حضن المنتصر ، وفراراً إليه. وفات الكاتبين أن التجارب التي خاضتها الأمة ، سواءً على يد التيارات القومية و اليسارية السائدة في الخمسينات و الستينات ، أو حركات الإسلام السياسي السائدة بعد ذلك ، كانت تفتقر إلى النضج و الترشيد ، وتعتمد في كلا الحالين على الشعارات العاطفية ، و البهرجة الإعلامية. دون رصيدٍ حقيقي من البناء الداخلي للأمة. هذا من حيث التشخيص. أما من حيث العلاج فيبدو مشروع الكاتبين ضرباً في التيه وقفزاً في العماء ، عبر الحواجز التالية:  1 - الأخذ بثقافة الغرب ، والانخراط في العالم! .  2- تجاوز ثقافة الغرب وتجاوز ثقافتنا الموروثة! 3-الوصول إلى ثقافة جديدة لعالم جديد ، يكون الإنسان محوره وهدفه و مبتغاه. إنها مضامين مبهمة ، لا تقل خطورةً عن النماذج التي انتقدها من قبل. إنها مسخٌ للأمة ، وتضييع تام لهويتها و عقيدتها ، وإلقاءٌ بها إلى الضياع السرمدي. ويتساءل المرء : ما هو موقع الإسلام في مشروع هؤلاء الليبراليين؟ وكيف يخصصون خمسة أعداد من مجلتهم لملف العلاقات الإسلامية النصرانية ، و الحوار الإسلامي النصراني ، والإسلام ذاته خارج مجال رؤيتهم المستقبلية؟!  ) . ( دعوة التقريب .. ؛ ص 761-763) .

( ويقول الدكتور رضوان السيد: "فهم الإسلام نفسه من اللحظة الأولى باعتباره دعوة عالمية تشكل استمرارًا لليهودية و المسيحية اللتين أراد منهما الاعتراف به ، أو أنه أراد مزاملتهما على قدم المساواة في نطاق الميراث الإبراهيمي لدعوة الله ، ودين الله" ، " وبدا من ناحيةٍ أخرى توق المسلمين الشديد ليعترف بهم المسيحيون ديناً مستقلاً ، كما اعترف بهم الإسلام باعتبارهم أهل الكتاب" ، " الإسلام كان يواجه تحدياتٍ ضخمة في بدايات عهده. وأهم تلك التحديات محاولته وضع نفسه في سياق التقليد الإبراهيمي ، وسياق التقليد الكتابي ، وحاجته في المسألتين إلى اعترافٍ من اليهود و المسيحيين" ،  " عرف الإسلام وعرف المسلمون... كل أنواع المسيحية: السريانية والأرثوذكسية و فرقهما و فروعهما ، وعرف أخيراً المسيحيتين المسيطرتين اليوم: الكاثوليكية و البروتستانتية ، لكن الفرق بين الأوليين و الحاضرين بالنسبة إليه ، أنه عرف الأولين وهو في مكانة المسيطر و المتحكم و السَّان و الشارع بالمعاني كلها؛ وعرف الحاضرين وهو في أطوار الصراع والاستضعاف ، ولكلا الطورين التاريخيين قوانينهما ومقتضياتهما. ففي الطور الأول امتزجت في مواقفه عناصر الدولة و السطوة و الثقافة المسيطرة المطمئنة ، وفي الطور الثاني تقاطعت في مواقفه عناصر الاكتفاء والتردد و الضيق واليأس و الغربة ، لكن في الطورين كليهما ضل أمرٌ واحد قوي الحضور فيهما: الحاجة إلى الاعتراف؛ طلب ذلك في الطور الأول ، و استجداه في الطور الثاني؛ لكنه ما استغنى عنه في الحالتين" !! انتهى كلامه .

وهذا كلام يندى له الجبين ، ويبعث على الاشمئزاز ، ولا يصدر من مسلم فقه دين الله ، وامتلأ قلبه بنعمته التي امتن به على عباده المؤمنين إذ يقول) : اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا ) فمن يشعر بنقص ما ، أو حاجة ما لأمر يطلبه أو يستجديه ، لم يكن مؤمناً بهذه الآية العظيمة ، ولا فرحاً بها. وثم فرق بيِّن واضح بين أن يطالب الإسلام والمسلمين أهل الكتاب بالإيمان بدين الحق ورسوله خاتم النبيين ، والإقرار بأنه من عند الله فيلزمهم حينئذٍ إتباعه ، والانخلاع مما هم عليه مما يخالف دين الإسلام ، وبين أن يُصوَر ذلك الطلب بصورة الحاجة إلى اعتراف ، أو محاولة استصدار شهادة تزكية ، وحسن سيرة وسوك !!

إن الكاتب بهذه الصياغة المتكررة يهين دينه حين يصفه بـ( محاولة وضع نفسه في سياق التقليد الإبراهيمي ) ، و  ( حاجته إلى الاعتراف من اليهود والمسيحيين ) و  ( إرادة مزاملتهم على قدم المساواة في نطاق الميراث الإبراهيمي ) و ( توق ) و ( طلب )و  ( استجداء )  المسلمين ذلك!! 

وقد أغنى الله عباده المؤمنين عن شهادة المغضوب عليهم و الضالين بصدق الانتساب إلى إبراهيم عليه السلام ، وشهد بذلك بنفسه لرسوله و المؤمنين فقال: ( إن أولى الناس بإبراهيم للذين أتبعوه وهذا النبي و الذين آمنوا و الله ولي المؤمنين ) ، وذلك بعد أن أكذبهم الله تعالى بانتحال إبراهيم عليه السلام فقال: ( ما كان إبراهيم يهودياً ولا نصرانياً ولكن كان حنيفاً مسلماً وما كان من المشركين ) . والمقصود أن بعض دعاة الحوار يرى أن في الدخول في الحوار مع أهل الكتاب اعترافاً ضمنياً منهم بانتماء الإسلام إلى سلسلة الديانات الإبراهيمية. وربما طمع في الظفر بفقرةٍ في البيان الختامي تنص صراحةً على تصديق نبوة محمد صلى الله عليه وسلم ! وكلا الأملين خاب ، فأهل الكتاب يحاورون الهندوس و البوذيين و سائر الأمم من الوثنيين و الملاحدة ، فمجرد الاشتراك في الحوار لا يحمل أي دلالة من قبيل ما أراد هؤلاء. كما أن أهل الكتاب على مدى العقود الأربعة السابقة التي حاوروا فيها المسلمين لم يتزحزحوا قيد أنملةٍ عن إنكار نبوة محمد صلى الله عليه وسلم. فلمَ الخنوع لهم و اللهاث خلفهم من قبل هؤلاء العصرانيين؟ (أيبتغون عندهم العزة فإن العزة لله جميعاً ) . (دعوة التقريب .. ؛ ص 828-831) .

قلتُ : ويعترف رضوان ( الإسلامي ! ) للعميم ( ص 159 ) أنه " لا يريد إقامة الدولة الإسلامية " !  . ويتمايع في أحكام أهل الذمة في كتابه " مفاهيم الجماعات في الإسلام " حتى يتجرأ في ( ص 119 ) على لمز الصحابي الجليل أبي عبيدة بقوله : " وهناك عهد مشهور منسوب إلى أبي عبيدة عند فتح بعض المدن ، نشره لأول مرة ابن عساكر في منتصف القرن السادس الهجري يبدو شديد التعصب والحقد على المسيحيين " !  ومثله ابن القيم الذي لم يسلم من اتهامات رضوان بسبب كتابه البديع " أحكام أهل الذمة " الذي لم يوافق هوى المفكر .ويذكر من ضمن أصحاب المبادرات في " تفعيل تاريخ الأمة وإرادتها " ( الإمام الخميني ) ! ، " الإسلام المعاصر ؛ ص 52) .ولايمانع في مجلته " الاجتهاد " أن ينشر للعلمانيين من أمثال نصر أبوزيد ؛ أو يعرض كتبهم ؛ كما في عرض عبدالإله بلقزيز لكتاب برهان غليون . ( العدد 9 والعدد 15-16) . ولايتورع عن المساهمة في بعض المجلات الشيعية .
 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية