اطبع هذه الصفحة


دكتور في جامعة الملك سعود يردد أكذوبة شيعية !!

سليمان بن صالح الخراشي

 
" سقوط الدولة العباسية ، ودور الشيعة بين الحقيقة والاتهام " كتابٌ للأستاذ الدكتور سعد بن حذيفة الغامدي أحد منسوبي جامعة الملك سعود " قسم التاريخ " ، صدر قريبًا ، وكتب على طرته " دراسة جديدة لفترة حاسمة من تاريخ أمتنا " ، وهذا ما أغراني لاقتنائه ؛ منتظرًا ماسيجود به قلم الدكتور من جديد في هذه القضية. إلا أنني تفاجأت عندما رأيته يردد ما ردده الشيعة الرافضة من تكذيب لأي خيانة لأسلافهم – وهو ما تتابع عليه ثقات المؤرخين - . فهذا الجديد عنده !
عندها تذكرتُ صاحبه في نفس القسم : الدكتور عبدالعزيز الهلابي الذي ألف قبل سنوات كتابًا بعنوان " عبد الله بن سبأ : دراسة للروايات التاريخية عن دوره في الفتنة " ، أوهم فيه أنه قد أتى بفتح جديد في قضية ابن السوداء ؛ فإذا به مجرد ناقل ومقتات من كتاب الرافضي مرتضى العسكري " عبد الله بن سبأ وأساطير أخرى" ! ثم تابعه تلميذه الزيدي حسن المالكي ، فقلد شيخه الهلابي في سرقة موضوعه عن شخصية القعقاع بن عمرو - الذي أشغل به الباحثين - من كتاب العسكري الآخر عن الصحابة المختلقين – بزعمه - .
فعجبًا لهؤلاء كيف يستغفلون القراء ؟! معتقدين أنهم لن يعرفوا مصادر أفكارهم ، في هذا الزمن الذي قرب فيه البعيد ، واطلع فيه الباحثون على معظم التراث القديم والمعاصر شرقًا وغربًا ؛ ولله الحمد .

=====
يقول الدكتور – محاولا دفع تهمة الخيانة عن الرافضة – ( 331) :
" ومع هذا فإن سؤالاً يتبادر إلى الذهن؛ وهذا السؤال هو: هل كان هولاكو محتاجاً إلى مساعدة المسلمين الشيعة ضد المسلمين السنة، حتى نقبل أنهم كانوا أحد العوامل التي أدت إلى سقوط بغداد ؟ " .
" في الحقيقة لم يكن هولاكو محتاجاً إلى مساعدة من أي فرد، شيعياً كان أم سنياً، لذلك فإننا نجد –كما يظهر لنا- أنه من غير المحتمل، أن لم يكن من المستحيل، أن يكون لهذه الطائفة من المسلمين أي دور فعال، سواء من داخل أو من خارج بغداد، في هجوم المغول ضد العاصمة العباسية، بغداد، وخلافتها السنية " ! (332)
قلتُ : إن سلمنا لك أن هولاكو لم يكن محتاجًا لهم ، فهم سيحتاجون له !
وهل ترُد الوقائع الحادثة بمثل هذه الشبهة الساذجة ؟! وسيأتي تناقض الدكتور عندما أثبت احتياج هولاكو لابن العلقمي الرافضي .
يقول الدكتور (333) :
" إن للمرء أن يقول بأن هذه الاتهامات لا أساس لها من الصحة؛ إذ لم تدعم، أو تثبت بأي دليل قاطع، يقوم أساساً على تقرير شاهد عيان معاصر؛ كما أنها لم تظهر هذه الاتهامات، أو الشائعات بمعنى أدق، إلا بعد سنوات طوال من بعد سقوط العاصمة بغداد، وانقراض أسرتها الحاكمة العباسية" !
قلت : سيتناقض الدكتور أيضًا عندما ينقل مايسميه اتهامات عمن أدرك عصرها من المؤرخين ! وهو قوله ( 336-338 ) :
" جاءت هذه الاتهامات التي وجهت ضد أتباع المذاهب الشيعي عامة، ووزير الخليفة المستعصم ابن العلقمي خاصة، في جميع المراجع السنية تقريباً، والتي تسنى لنا الرجوع إليها، والتي كتبها مؤرخونا أولئك الذين جاؤا فيما بعد. إذ نجد أن كل مؤرخ يأخذ عن المؤرخ الذي سبقه؛ ثم يضيف –كما سبقت الإشارة إلى هذه الحقيقة- إلى ما نقله من سلفه، ثم إضافة كلام من عنده، هو إشاعات، أكثر منه حقيقة تاريخية ثابتة، ولكننا نجد أن هذه الاتهامات تظهر أيضاً في مؤلف لمؤرخ غير مسلم، وهذا المؤرخ هو "المكين بن العميد جرجس"، المسيحي الديانة، حيث يقول بتآمر الوزير مع المغول ضد الخلافة العباسية، وقد أخذ بعض مؤرخينا الحديثين رواية "ابن العميد" تلك على أنها دليل قاطع، بلا ريب أو شك عندهم، على أن الوزير مذنب.
كان ابن العميد مؤرخاً مسيحياً معاصراً عاش في مصر، وكتب تاريخه باللغة العربية، عن بني أيوب، ولكننا عندما نرجع إلى حقيقة ما قاله "ابن العميد"، في هذا الشأن، فإن المرء سيجد أن هذا المؤرخ لم يكن على علم بما وقع فعلاً؛ وأنه لم يكن يروي في كتابته عن هذه المسألة إلا مجرد شائعات وأقاويل جارية، لم يثبتها تقرير من شاهد عيان، وفي هذا الخصوص يقول "ابن العميد" ما يلي: وقيل أن وزير بغداد كتب إلى هولاؤون (يعني بذلك هولاكو) بأن يصل إلى بغداد ويأخذ البلاد".

أما مؤرخو الشيعة الذين أثبتوا خيانة أسلافهم وافتخروا بها ! فإن الدكتور يجعلها مكتوبة :
" بوازع من التعصب المتطرف الأعمى لإظهار الولاء للمذهب الشيعي بطريقة لا تقوم على أساس علمي باحث عن الحقيقة، فأقدموا على إثبات دور ابن العلقمي التآمري، بدافع من ذلك المنظار الضيق، فجعلوا من هذا الوزير بطلاً أسطورياً مخلصاً لدينه وإخوانه أتباع مذهبه ". ( 340) .
أما مؤرخو السنة فقد كال لهم الاتهامات وشكك في رواياتهم للحادثة الشنيعة بقوله :
" والذي نراه صحيحاً في هذا الشأن –كما يبدو لنا- هو: أن المؤرخين الذين اتهموا الوزير العلقمي، وعلى رأسهم الجوزجاني، كانوا مؤرخين سنيين متطرفين، فقد وجهوا إليه تلك التهم أصلاً بدافع من التعصب المذهبي، تمليه حوافز عدوانية، وعواطف تحاملية، يكنونها تجاه هذا الوزير المسلم الشيعي المذهب، لهذا فإن المرء ليقف عند روايات من هذا القبيل، موقف الشك هذا إذا لم يرفضها رفضاً قاطعاً، وأن ما أورده أولئك المؤرخون في تقاريرهم حول هذا الشأن، لا يقوم على أساس علمي دقيق ومحقق ". ( 341-342).
" إن هذه الاتهامات التي وجهت ضد الوزير لم تكن قد جاءت من مؤرخين عراقيين، معاصرين لتلك الأحداث في بغداد، بل جاءت من مؤرخين من خارج الأراضي العراقية، كالمؤرخ الفارسي الجوزجاني الذي كان يعيش في دهلي بالهند، أيام سقوط العاصمة العباسية بغداد.
كما جاءت تلك الاتهامات في كتاب "تراجم رجال القرنين السادس والسابع" أو "الذيل على الروضتين" لأبي شامة الذي كان يعيش في أراضي الشام، ربما كان في دمشق، وفي الحقيقة لا يوجد أي شاهد عيان يثبت أنه رأى ذلك الرسول المزعوم الذي أرسله الوزير ابن العلقمي؛ لمقابلة القائد المغولي هولاكو، كما أننا لم نعثر –في مصادرنا- على أية رواية يستنتج منها أنه ربما يمكن أن يكون هناك وثيقة تتعلق بهذا الأمر قد أخفيت بحيث تضع هذا الوزير العباسي في مركز قد يصبح فيه متهماً ". (344).
" كان المؤرخ السوري أبو شامه الذي عاش في الشام ومات بها سنة 665هـ/1266م، هو أول مؤرخ عربي سني –حسب معلوماتنا- يذكر هذه الادعاءات ضد الوزير وذلك في كتابه المعروف بـ"تراجم رجال القرنين السادس والسابع" أو "الذيل على الروضتين" ويظهر لنا أن أبا شامه لم يكن يعرف عن حقيقة ما كان يجري من أحداث في داخل بلاط الخليفة المستعصم، بل لم يكن مطلعاً على أخبار القطر العراقي في جملته، إذ لم يعرف إلا النـزر اليسير عن شؤون الدولة العباسية العامة فقط، ثم إنه لم يكن لديه سوى فكرة عائمة، يشوبها الغموض، والتشويش وعدم الوضوح " . (346).
" إن حقيقة كون هولاكو أبقى على الوزير ابن العلقمي حياً وعينه كواحد من كبار موظفي المغول، تبدو لنا أن المؤرخين المتهمين للوزير قد أوَّلُوها على أنها برهان قاطع على تآمره مع العدو، ضد الدولة العباسية التي يحتل منها مكانة عليا.
والذي يظهر لنا هو أن القائد المغولي قام بتعيين ابن العلقمي ليخدم في إدارة شؤون حكومة بغداد، تحت نفوذ السلطة المغولية، لا لأنه كان قد سبق له وتعاون معهم؛ أو لأنه حثهم على القدوم إلى بغداد وأخذها ومن ثم القضاء النهائي على حكومة العباسيين فيها " . (350-351).

هذا ماأتى به الدكتور من جديد في كتابه الجديد ! وماهو – عند باحثي أهل السنة – بجديد !
وتوضيحه والرد عليه من كتاب " مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة " للدكتور ناصر القفاري ( 262-264) .

نقل الدكتور ناصر قول شيخ الإسلام ابن تيمية عن الرافضة : "وكثير منهم يواد الكفار من وسط قلبه أكثر من موادته للمسلمين ، ولهذا لما خرج الترك الكفار من جهة المشرق وقتلوا المسلمين وسفكوا دماءهم ببلاد خراسان والعراق والشام والجزيرة وغيرها كانت الرافضة معاونة لهم على المسلمين ، وكذلك الذين كانوا بالشام وحلب وغيرهما من الرافضة كانوا من أشد الناس معاونة لهم على قتال المسلمين، وكذلك النصارى الذين قاتلوا المسلمين بالشام كانت الرافضة من أعظم المعاونين لهم، فهم دائماً يوالون الكفار من المشركين والنصارى ويعاونوهم على قتال المسلمين ومعاداتهم" . اهـ ، ثم قال الدكتور : " ويكفي في تأكيد ذلك مؤامرة مؤيد الدين بن العلقمي الرافضي مع التتار لإسقاط الخلافة الإسلامية في بغداد ، مع أن هذا الرافضي كان وزيراً للمستعصم أربع عشرة سنة ، وقد حصل له من التعظيم والوجاهة مالم يحصل لغيره من الوزراء ، فلم يُجد هذا التسامح والتقدير له في إزالة الحقد والغل الذي يحمله لأهل السنة " .
ثم قال : " انظر قصة تآمره في : ابن شاكر الكتبي: "فوات الوفيات": (2/313)، ابن كثير: "البداية والنهاية": (13/200)، الذهبي: "العبر": (5/225)، السبكي: "طبقات الشافعية": (8/262، 263) وغيرها.
ومن الغريب أنه نبتت نابتة في هذا العصر من الروافض وحاول توهين القصة ، وحجته أن الذين ذكروا الحادثة غير معاصرين للواقعة، وحينما جاء على من ذكر الحادثة من معاصريها مثل أبي شامة شهاب الدين عبدالرحمن بن إسماعيل ت665هـ كان جوابه عن ذلك بأنه وإن عاصر الحادثة معاصرة زمانية لكنه من دمشق فلم تتوفر فيه المعاصر المكانية! ، انظر: محمد الشيخ حسين الساعدي: "مؤيد الدين بن العلقمي وأسرار سقوط الدولة العباسية" وقد ساعدت جامعة بغداد على نشر الكتاب.
ثم بحثتُ ذلك في كتب التاريخ فوجدت شهادة هامة لأحد كبار المؤرخين تتوفر فيه ثلاث صفات:
1-أن الشيعة يعتبرونه من رجالهم.
2-أنه من بغداد.
3-أنه متوفى سنة 674هـ.
فهو شيعي بغدادي معاصر للحادثة ، ذلك هوالفقيه علي بن أنجب المعروف بابن الساعي الذي قال: ".. وفي أيامه –يعني المستعصم- استولت التتار على بغداد وقتلوا الخليفة ، وبه انقضت الدولة العباسية من أرض العراق وسببه أن وزير الخليفة مؤيد الدين بن العلقمي كان رافضياً.. الخ" "مختصر أخبار الخلفاء": (ص136-137) وابن الساعي ذكره محسن الأمين في أعيان الشيعة من رجال الشيعة وقال: (علي بن أنجب البغدادي المعروف بابن الساعي له أخبار الخلفاء ت 674هـ) "أعيان الشيعة": (1/305)". اهـ كلام الدكتور القفاري – سلمه الله - .
وبه يتبين من أين أتى الدكتور الغامدي – هداه الله – بجديده الذي نافح به عن الرافضة الخونة – أخزاهم الله - ؛ ممن لم تعد تخفى عمالتهم وخستهم على عاقل ، غير غاش لأمته .. وما أحداث العراق عنا ببعيد ..!
ثم هل يتراجع الدكتور عن إنكاره خيانة القوم - بعد أن ثبتت له بشروطه ؟!
آمل ذلك ..


 

سليمان الخراشي
  • كتب ورسائل
  • رسائل وردود
  • مطويات دعوية
  • مـقــالات
  • اعترافات
  • حوارات
  • مختارات
  • ثقافة التلبيس
  • نسائيات
  • نظرات شرعية
  • الصفحة الرئيسية