الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
رحل العالم البصير .. البصير بأحوال أمته وما يُحاك ضدها .. البصير بأحوال
المجرمين ومذاهبهم ..!
رحل العالم المجاهد .. رفيق المجاهدين .. وشيخهم وعالمهم .. في حين تنكر لهم
كثير من أهل العلم .. وممن لهم صلة بالعلم ..!
رحل الشيخ الحبيب .. ولا نعلم عنه إلا أنه يحب الله ورسوله .. ويحب الجهاد
والمجاهدين .. ولأجل ذلك أحببناه .. ولا نزكيه على الله!
رحل الشيخ الحبيب .. صاحب المواقف المشرِّفة النبيلة .. والذي كان آخرها موقف
يتمثل بتوجيه بيان نصرة وتأييد لأمير المؤمنين الملا محمد عمر .. ومن معه من
المجاهدين المخلصين .. وبيان إلى علماء الباكستان يحثهم فيه على نصرة الجهاد
والمجاهدين .. أنعم بهما من بيانين!
إذا ذُكر الصدع بالحق في وجوه الطغاة الآثمين .. ذُكر الشيخ .. لا يُثنيه عن
بيان الحق ترغيب ولا ترهيب ..!
رحل الشيخ الحبيب .. مربي الأجيال .. مربي العلماء والدعاة ..!
رحل الشيخ الحبيب .. والأمة عنه راضية .. والمجاهدون عنه راضون .. وشهداء
الله في الأرض عنه راضون .. وهذا من مبشرات الخير الدالة على حسن الخاتمة إن
شاء الله!
الكل يثني على الشيخ خيراً .. ويدعو للشيخ بالخير: اللهم ارحم الشيخ .. اللهم
اعفُ عن الشيخ .. اللهم تجاوز عن الشيخ .. اللهم آمين!
رحل الشيخ الحبيب أبو عبد الله حمود بن عقلاء الشعيبي .. إلى رحمة ربه وجواره
إن شاء الله .. بعد منتصف ليلة السبت في الخامس من ذي القعدة، لسنة 1422 هـ
.. داعين له الله تعالى أن يتغمده برحمته وعفوه، وأن يتجاوز عن سيئاته .. وأن
يُسكنه فسيح جناته .. وأن يُبارك له في حسناته .. وأن يجعل قبره روضة من رياض
الجنة .. وأن يبلغه منازل الشهداء والمجاهدين المخلصين .. في الفردوس الأعلى
كما كان يحب الجهاد وأهله .. وينصر الجهاد وأهله!
ومن كرامات الشيخ التي تُذكر .. والبشارات الدالة على الخير .. أنه إلى
الساعة لم يثنِ عليه ظالم معروف .. أو صاحب بدعة معروف ببدعته .. أو شيخ متهم
.. بل ولم تذكر خبر وفاته إذاعة رسمية .. ليس لأن الشيخ دون أن يُذكر .. لا
.. بل لأن الشيخ كان غصة في حلوقهم .. وعقبة كأداء أمام باطلهم .. ما عرفوا
متى يستريحون منها .. وهذه مفخرة عظيمة تُذكر للشيخ!
وإلى آل الشيخ وأهله .. وتلامذته وأحبابه: أحسن الله عزاءكم .. وآجركم خيراً
على مصابكم .. وأخلفكم خيراً منها .. فلله ما وهب وما أخذ، وإن من شيء عنده
إلا بأجل .. ولا نقول إلا ما يُرضي الرب عز وجل .. إن القلب ليحزن، وإن العين
لتدمع .. وإنا على فراقك يا شيخنا محزونون .. أنتم السابقون، ونحن اللاحقون
.. وإنا على دربك ـ في الجهاد والصدع بالحق إن شاء الله ـ ماضون .. غفر الله
لنا ولكم .. وإنا لله وإنا إليه راجعون .. ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي
العظيم.
7/11/1422 هـ. عبد المنعم
مصطفى حليمة
20/1/2002 م. أبو بصير