رد
الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي على رسالة
أهالي مدينة حقل
فقد ورد إليّ سؤال من أهالي مدينة حقل في
شمال المملكة هذا نصه :
فضيلة الشيخ حمود بن عقلاء الشعيبي حفظه الله من كل سوء .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
نحن أهالي مدينة حقل نعيش في المناطق القريبة والمعرّضة للبث الإعلامي المفسد
للدين والخلق القادم من قنوات إسرائيل وما تعرضه من مفاسد كثيرة أخلاقية
وعقائدية، ومثله القنوات الأخرى في الأردن ومصر. فما حكم مشاهدة ذلك ؟ وما
نصيحتكم لأولياء أمور الأسر الذين يتساهلون في عرض هذه المفاسد في بيوتهم ؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله ومن والاه وبعد
مشاهدة البث الإعلامي المفسد للدين والخلق محرم لا يجوز، قال تعالى : { قل
للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} الآية، فأوجب غض البصر عن المحرمات
. وقال تعالى : { ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك
كان عنه مسئولا} الآية، فسوف يُسئل عما يسمع ويبصر من المحرمات. وقال تعالى :
{يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور} الآية، وفي صحيح مسلم في كتاب القدر عن
أبى هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (العينان
زناهما النظر والأذنان زناهما الاستماع) .
أما مشاهدة ذلك عبر قنوات إسرائيل فهذا أخطر وأعظم لما هو معروف عن اليهود من
الكيد لهذا الدين وأهله، والعداوة العظيمة ؛ قال تعالى : { لتجدن أشد الناس
عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا} الآية، وقال تعالى : {ود كثير من أهل
الكتاب لو يضلونكم} الآية . واليهود هم قتلة الأنبياء وقد حاولوا قتل نبينا
محمد صلى الله عليه وسلم، وناصروا الكفار ضد المسلمين في كل زمان ومكان، وغدروا
وكادوا، وهم اليوم أشد مكرا وكيدا ومحاولة لإضلال المسلمين عبر قنواتهم
الفضائية وإذاعاتهم وصحفهم .
وأما مشاهدة الكفريات والشركيات والإلحاد الذي يبثونه فهذا أخطر على دين المسلم
، قال تعالى : {وقد نزل عليكم في الكتاب أن إذا سمعتم آيات الله يكفر بها
ويستهزأ بها فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره إنكم إذا مثلهم} الآية ,
وقال تعالى : {وإذا رأيت الذين يخوضون في آياتنا فأعرض عنهم حتى يخوضوا في حديث
غيره} الآية .
ومثل قناة إسرائيل أي قناة أخرى تبث الشر والمحرم سواء في الأردن أو مصر أو أي
مكان في الداخل أو في الخارج في مشارق الأرض ومغاربها .
ومن مفاسد مشاهدة هذه القنوات الفضائية
من تلفاز وغيره, منها :
فساد الدين والخلق وفساد الحياة الزوجية وانتشار الجريمة والتعويد على السرقة
والاغتصابات والاختطافات، والتعويد على انتهاك الأعراض ونشر السحر والشعوذة
والكهانة والتنجيم، وتدريب الشباب والفتيات على المعاكسات والغزل والخيانة
والدجل وتصوير الشر والفساد على أنه حضارة ورقي وتقدم، ونشر جرائم القتل
والانتحار، وتعويد الناس على تمييع الدين .
هذه بعض المفاسد .
أما ما يجب على أولياء أمور الأسر التي
تشاهد ذلك :
فالواجب عليهم منع دخول التلفاز والفضائيات والمجلات والكتب المفسدة في بيوتهم
ومحلاتهم، والمحافظة على أولادهم وبناتهم ونسائهم لأنهم مسئولون عن ذلك، قال
تعالى : { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا وقودها الناس والحجارة}
الآية . وروى البخاري في كتاب النكاح ومسلم في كتاب الإمارة كلاهما عن ابن عمر
واللفظ لمسلم قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : (ألا كلكم راع
وكلكم مسئول عن رعيته والرجل راع على أهل بيته وهو مسئول عنهم والمرأة رعيته
على بيت بعلها وولده وهي مسئولة عنهم ..) الحديث .
وترك الأب أو الأم أفراد الأسرة عند هذه القنوات خيانة لهم وغش وإعانة على
إفسادهم، وقد روى البخاري في كتاب الأحكام, ومسلم في كتاب الإمارة كلاهما عن
معقل بن يسار رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : (ما
من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه
الجنة) . وأفراد الأسرة رعية عند الأب والأم .
وأخيرا
نهيب بمن له القدرة على أن يسلط أجهزة التشويش التي تمنع سماع أو رؤية ما يبث
في هذه القنوات وأمثالها. أن يقوموا بوضع هذه الأجهزة لتحد من شر وفساد تلك
القنوات الفاجرة .
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أملاه فضيلة الشيخ
أ. حمود بن عقلاء الشعيبي
1/2/1420 هـ