اطبع هذه الصفحة


الشيخ سفر الحوالي
الداعية صاحب المواقف

 

 
الاهتمام الرسمي والشعبي الكبير بصحة الشيخ سفر بن عبد الرحمن الحوالي اثر دخوله المفجىء لمستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة , اظهر مكانة الرجل في القلوب والحب له , والمكانة التي يحظى بها والتقدير , فاذا كان البعض قد اختلف مع الرجل الا انه يشهد له بحبه واخلاصه لدينه وعقيدته ولوطنه , ومنذ ان طير خبر دخوله المستشفى ورسائل الموبايل لم تتوقف بالدعاء للشيخ . والمتابعة الدقيقة لحالته – شفاه الله وعافاه – عبر المنتيات والمواقع الاخبارية والفضائيات والجميع يسال عن صحته وماذا حدث واخر التطورات؟
فكيف حظي الشيخ سفر الحوالي بهذه المكانة ؟ ولماذا هذا الحب الذي جعل الجميع يتابعون صحته ؟ في هذا التقرير نرصد ابرز المحطات في حياة الشيخ وبداياته ودراساته وعلمه ومشايخه وكيف ينظر الى قضايا أمته؟
والشيخ سفر الحوالي من مواليد منطقة الباحة، في جنوب مدينة الطائف، ولد في عام 1370هـ-1950م وينتمي إلى قبيلة غامد، وعرف عنه منذ نعومة أظفاره بالنباهة والذكاء، وسرعة التحصيل العلمي، وظهر ذلك في المراحل الدراسية الأولى في الابتدائي، وتجلى نبوغه في المرحلتين المتوسطة والثانوية، والتحق بالجامعة الإسلامية في المدينة المنورة، وتتلمذ على يد ثلة من علماء الأمة ومن أبرزهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز- رحمه الله- وحصل على درجة البكالوريوس، ثم نال درجة الماجستير من جامعة أم القرى بمكة المكرمة، بتقدير " ممتاز" مع مرتبة الشرف الأولى، وكان موضوع رسالته عن " العلمانية" وهو موضوع الذي أبدع فيه الشيخ، وأفااض الله عليه فيه بالكثير وطرح الرؤى الشرعية لمواجهة خطر العلمانيين على الأمة الإسلامية بأسرها.
ونال الشيخ سفر الحوالي درجة الدكتوراه من نفس الجامعة- أم القرى- في عام 1406- 1986م، وبمرتبة الشرف الأولى، وكانت رسالته عن " الارجاء في الفكر الإسلامي"..
وبعد حصوله على درجة الدكتوراه واصل الشيخ مسيرته العلمية في رحاب الجامعة فعمل أستاذا في قسم العقيدة، ثم رئيسا للقسم، وانكب على الأبحاث والدراسـات فكانت ثمرة هذا الجهد عدداً من الكتب والدراسات الشرعية والفكرية والثقافية من أبرزها " العلمانية وأثرها في العالم الإسلامي"، و" ظاهرة الارجاء في الفكر الإسلامي"، و" فلسطين بين الوعد الحق والوعد المفتري"، و" يوم الغضب هل بدأ بانتفاضة رجب" .. وغيرها من الأبحاث والدراسات.
الشيخ الحوالي اشتهر بأنه خطيبا مفوهاًً قوى الحجة، حباه الله حسن البيان، وطلاقة اللسان، والنظر العميق في قضايا الأمة، وفي المسجد الذي يقع بالقرب من مبنى جامعة الملك عبدالعزيز بجدة، كان يلقي الشيخ دروسه، ويخطب في الناس، ويتناول القضايا المعاصرة، وخصص عصر كل أحد أسبوعيا لدرسه العلمي الذي صار مهوى أفئدة الشباب الباحث عن العلم الشرعي.
وعرف عن الشيخ الحوالي القوة في الحق، وصلابة الموقف، وغزارة العلم، وعمق الفهم، وكان له طرحه المميز في خطبه ومقالاته ومحاضراته وندواته، وأبحاثه ودراساته التي أكسبته الشهرة الواسعة، وجذبت إليه الجمهور العريض والواسع، وحب الشباب له وحبه للشباب..
وقد أسس " الحملة العالمية لمناهضة العدوان على العراق هو ومجموعة من العلماء كخطوة اعتبرت تفاعلاً مع نبض الأمة بأسرها تجاه هذا العدوان الغاشم على العراق، وأطلق موقعاً على شبكة الانترنت يحمل أسمه، فيه معظم خطبه وأبحاثه ودراساته وكتبه ويجري حاليا تطوير هذا الموقع ليشمل كل إنتاج الشيخ الفكري والثقافي والعلمي.
وإذا كان للشيخ رؤيته الواضحة عن التطرف والغلو، وتحذيراته الدائمة من الولوج في هذه القضايا التي تعد من أخطر القضايا التي تواجه شباب الصحوة الإسلامية، فان له رؤاه المتميزة في الكثير من قضايا الأمة..
فالدكتور الحوالي يرى أن أزمة الخطاب الإسلامي صورة من أزمة الأمة في كل المجالات، وأن الأحداث المتعاقبة كشفت عن " خلل في منهج التفكير" ولكنه يرى أن الأمر ليس معضلا ويمكن معالجته، وكما يقول: الذي ينظر في خطورة الموقف ومفاجأته يجد ان نسبة النجاح في الخطاب الإسلامي عالية، وأن قدراً كبيرا من التوحد قد حصل، وأن الشذوذ يمنة ويسرة شيء عادي في كل زمان ومكان، وهو لا يختص بأحداث معينة، بل هو خلل عام سببه الجهل بعقيدة أهل السنة في هذا الكتاب.
ويرى أن الالتزام بالحق والدعوة إليه والتمسك بالطاعة والسنة هو الأساس، والدعوة إلى الحق الخالص مع جمع الأمة على العدد الخالص، وأن قوتنا العظمى في ديننا وعقيدتنا، وبها نغلب العدو ونفتح القلوب والبلاد وأن اهتمامنا بالعلم والدعوة وقدرتنا على البلاغ والحوار لشرح محاسن الإسلام هي أكبر أسباب النصر على العدو في ميدان المعركة، وأعظم ممهد لإعلاء كلمة الله في الأرض دون أن يعني ذلك الاكتفاء بالحوار عن الجهاد أو الاستغناء بالمقاومة عن المجادلة والدعوة، ان فرحنا بإسلام عالم أو قسيس أعظم من مقتل جنرال من العدو..
وعن العلاقة مع الغرب يرى الشيخ الحوالي: أن الغرب ليس شيئا واحدا، وأمريكا نفسها منقسمة ومن الخطأ التعامل معها على أنها كلها يمين متطرف أو كلها مفكرون عقلانيون، فأمريكا فيها أسوأ ما أنتج الغرب من وسائل الدمار الشامل والهمجية، وفيها أحرص الناس- بعد المسلمين- على العدل، ومن الحكمة أن يواجه كل منهما بما يناسبه..
ويرى: أن كل حرب عسكرية غربية هي حملة صليبية منذ غزوة مؤتة إلى الملاحم بين يدي الساعة، ولا يغير من هذه الحقيقة أن الغرب- وخاصة أوروبا- تخلى عن إيمانه بالنصرانية إلى حد بعيد ، لأن الصليبية هي نزعة عدوانية تعتمد على الميراث الديني والتاريخي المتراكم، وهي توجد لدى المتدين وغير المتدين..
وكتب الشيخ الحوالي في " رسالة من مكة" تحت عنوان " عن أي شيء ندافع" والتي وجهها إلى عدد من المثقفين الأمريكيين- 60 مثقفاً- رداً على رسالتهم" عن أي شيء نقاتل" بين فيها موقف الإسلام كدين من العدوان والظلم الواقع على المسلمين من جراء الحروب الصليبية الجديدة التي تقودها أمريكا..
وعن السلام مع إسرائيل يرى: أن السلام مع من طبيعته القدر والخيانة والتملص من المواثيق ونقض العهود هو جري وراء السراب وتعلل بالوهم ، ولا يصح أن يكون " السلام خياراً استراتيجيا"..
وفي دراسة " يوم الغضب" هل بدأ بانتفاضة رجب" استعرض د. الحوالي النبوءات التي وردت في التوراة عن أحوال مملكة إسرائيل في آخر الزمان، والحوادث الكبرى التي ستصاحبها أو تسبقها، وتفسيرات اليهود للحركة الصهيونية، وكيف ستنهار دولة إسرائيل كما قامت..
وبرز أسم الشيخ سفر الحوالي مع تسليم المطلوب أمنيا عثمان بن هادي آل مقبول العمري، وكيف قام الشيخ بالوساطة للمطلوب لدى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف نائب وزير الداخلية ليستفيد من مهلة العفو التي أعلنها خادم الحرمين الشريفين الملك فهد، ومن قبل برز أسم الشيخ الحوالي مع تسليم أحد أبرز المطلوبين أمنيا وهو علي الفقعسي الذي لجأ إلى الشيخ الحوالي في منزله فذهب به إلى نائب وزير الداخلية ليسلم نفسه ويستفيد من هذا..


المصدر - جريدة الوفاق
 

سفر الحوالي
  • كتب ومحاضرات
  • مقالات ورسائل
  • مطويات دعوية
  • الصفحة الرئيسية