اطبع هذه الصفحة


سفر الحوالي ... أي شرف ..!

الدكتور محمد الحضيف

 
انتفض هاتفي الجوال ، بعد ظهر امس الجمعة :
" الشــيخ سفــر مريض ، لاتنسوه من دعـــائكم " .

قريب لي في شركة الاتصالات ، اخبرني صباح هذا اليوم ، ان الشركة رصدت في الفترة ، من بعد صلاة العصر ، امس الجمعة ،الى صلاة العشاء ، ارتفاعا حادا في تداول رسائل الجوال ، وان التقديرات الاولية ، بينت تداول اكثر من مليوني ( 000'000 2) رسالة جوال ، زيادة على المعدل الطبيعي ، لرسائل الجوال المتبادلة ، لليوم نفسه .. للستة اشهر الماضية ..!

قلت له : انا شخصيا ، تلقيت اكثر من خمسين ( 50 ) رسالة ، من اشخاص اكثرهم لا أعرفهم . ممن اعرف ، جاءتني رسائل من رجال ونساء . أفراد عائلتي ، واصدقائي .. تلقوا كذلك ، رسائل مشابهة .

أكثر الرسائل التي وصلتني متشابهة : تدعوا للشيخ .. حفظه الله ، بالشفاء العاجل ، وان يجعل ما اصابه كفارة ، ورفعة في الدارين . هناك رسالتان مختلفتان ، مما وصلني .. توقفت عندهما ، وعند المعاني اللتان تحملانهما .

الرسالة الاولى صاحبتها اخت فاضلة ، نذرت نفسها للحديث الطيب ، و للمحاضرات القيمة ، و للكتابات الجميلة ، في الدفاع عن القيم الفاضلة ، وتبني رسالة هذا الوطن : الاسلام . تتبنى كذلك ، قضية المرأة المسلمة وهمومها . تقول الاخت في رسالتها :

" الرجل الذي رفع رأسه عاليا للدفاع عن الاسلام ، واوقف حياته للذب عنه .. يشتكي من أزمة ألمت برأسه ..! لاتنساه من دعائك ، في هذه الساعة المباركة ، فكم عدو سيطل برأسه ، لو رقد هذا الرأس ، الذي طالما صال وجال ، وقمع رؤوس الضلال " .

انتهت رسالة الاخت ..!

لكن رسالة سفر لم تنته ، ولن تنته ..! فهو حامل رسالة .. مشعلها سيظل مضيئا ، لأنه اوقد القلوب بحب الاسلام . هات لي ( ظلاما ) ، استطاع ان يقهر الضياء .. هات لي يدا شلاء ، استطاعت ان تغطي شمس ( سفر ) ..!!

الرسالة الثانية .. لاتحتاج الى تعليق كبير ..! يقول مرسلها :

" أستاذي الفاضل .. حبيبك سفر ، عدو أمريكا اللدود ، أصيب بنزيف في الدماغ ، وحالته حرجة . لن أقول : لاتنسه من دعائك ، فهذا محال ، لكني اردت ان اخبرك ، وانا اعلم انك تعلم ، او قد علمت " .

أين ( السر ) في هذه الرسالة ..؟

عدو أمريكا ( اللدود ) ..! ياله من شرف . من بقي .. ليس عدوا لأمريكا ..؟! لكن من هو عدوها اللدود ، غير ( سفر ) ..؟

ياله من شـــرف ..!

سـفــــــر.. ويشرق ألوف ! سفــر .. وتغص حلوق ألوف أخرى . بقي الرجل الناصع جدا ، في زمن الملوثين . الرجل ( الابيض ) جدا .. في زمن ( الرماديين ) ..!

بقي ( الرجل ) الجميل ، يختلف حوله ( الرجال ).. ويحترمونه .. ولا عــــــــزاء ( للتوافـــــــــــــه ) ، والرويبضات ..!


سـيدي .. سفر بن عبد الرحمن الحوالي ، في الزمن الامريكي .. انحنت جباه كثيرة للعاصفة ، وبقيت أنت .. قامة ،اشرئـب اليها ، كلما تغولت العاصفة ، وتساقط ( الرجال ) ، عند اقدام الوحش الامريكي القبيح ..!

سيدي سفر بن عبد الرحمن الحوالي :

المجد عوفي اذا عوفيت والكرم ***** وزال عنـك الى اعدائـك السـقم

لك دعاء القلب .. وللرب اكف الضراعة ، ان يكشف مابك من ضر .


الاخ الصديق الدكتور محسن العواجي ، في موضوع له ، عن مرض الشيخ ، الدكتور سفر الحوالي ، بين مواقف ليست بمستغربة ، من اصحاب السمو الامراء : الامير سلطان ، والامير سلمان ، والامير محمد بن نايف ، والامير سلمان بن عبدالله بن عبدالرحمن ، والامير عبد العزيز بن فهد ، وعدد آخر من اصحاب السمو الامراء .. تجاه الشيخ سفر واسرته ، في العارض الصحي ، الذي ألم به .
بعض من كان يشاهد ، أو يقرأ حملات اعلامية محلية موتورة ، ضد الشيخ شفاه الله ، ظن ان هذا رأي الدولة ،وموقف ولاة الامر ، من الشيخ . ظنوا ان الامراء ، وكبار المسؤولين ، هم اول من سيفرح بمرض الشيخ ، وسيلتزمون الصمت ، حيال الازمة التي ألمت به .

خيب الامراء ظنهم .. والحمدالله ، واعلنوا عن موقف جميل وكريم يمثل رأيهم في العلماء ، والرجال المخلصين لوطنهم وأمتهم .. وهو ماأشار اليه الدكتور محسن العواجي في مقاله ، وعقبت عليه .. شكرا له ، وتقديرا للموقف الذي وقفه قادة هذه البلاد ، تجاه رمز من رموزها .

كنت قد علمت ، حين كتبت موضوعي عن الشيخ سفر ، كشف الله ضره ، من بعض القريبين من الشيخ، ان سمو الامير سلطان ، وسمو الامير سلمان ، قد اتصلا بأولاده يطمئنون على صحته .. ويضعون كافة التسهيلات ، لتوفير العلاج المناسب لحالته ، داخل المملكة او خارجها . علمت كذلك ، ان سمو الامير محمد بن نايف ، يتابع حالته أولا بأول . فضلا .. عن المواقف الكريمة ، لعدد غير قليل من اصحاب السمو الامراء ، وفي مقدمهم كبار رجال الدولة ، تجاه الشيخ .. فجزاهم الله خير الجزاء ، على شعورهم الحاني على الشيخ ، ووقفتهم الكريمة مع اسرته .
هذا الموقف .. اطلق لدي رغبة كامنة ، في ان اقول شيئا ، حول طبيعة العلاقة ، داخل مجتمعنا ، بين القيادة ، ورموز المجتمع العلمية ، من مشايخ وعلماء ومفكرين . لكني .. رأيت أن الموضوع يحتاج الى وقفة منفصلة ، خارج موضوع مرض الشيخ سفر ، شفاه الله ، وحفظه ذخرا للاسلام والمسلمين . هذا الموقف ، يجعلني اقول :

سقط الذين يراهنون على ( اسقاط ) سفر .

سقط الذين يراهنون على فصم عرى العلاقة ، بين الدولة والعلماء الرموز .

فشل الذين سعوا لدق الاسفين ، بين الاسرة المالكة ، ورموز الصحوة .. ليتمكنوا من تمرير مشاريعهم ، وفرض ( أجندة ) خارجية !!

* شكرا اصحاب السمو .. هذه اخلاق أعلمها ، عند من قدر لي ان اقابله ، واعرفه منكم ، لكن الرسالة ، التي حملها هذا التصرف منكم ، تتجاوز اخلاق الرجال الكرام ، الى كونها موقفا ، يحمل اكثر من بعد :
المخلصون .. هم العمق الحقيقي لهذه الدولة ، وهم ( حائط الصد ) ، ضد هجمات ( مغول ) العصر . قد تكون في لهجتهم قسوة ، لكنها قسوة المحب المشفق . موقفهم الوطني .. وولاؤهم ، ليس موضع شك ، او محل تساؤل .

في هذه المرحلة ، نحن احوج ما نكون ، لأن نبقى صفا واحدا . في هذه المرحلة .. لن ننزع ايدينا من ايديكم . سنقاتل معكم .. الى النهاية ، من أجل وطن واحد متماسك .

نعاهدكم .. مهما اختلفت الرؤى بيننا ، لن نمد لـ( الخارج ) يدا ، ولن نلوح لجنوده بمناديل بيضاء ، ولا بأي لون ..!! بل سنقطع .. اي يد ، ايا كانت منزلتها ، وسنقطع اي لسان .. ينادي ( الأجنبي ) ، ليأتي لوطننا .. باسم ( الديمقراطية ) ، او ( حقوق الانسان ) ..! هذا الوطن .. بيتنا جميعنا ، نختلف داخله ، ونتحاور داخله . نحن فقط ، ولا مكان للأجنبي !!

هذا عهد ..!

 

سفر الحوالي
  • كتب ومحاضرات
  • مقالات ورسائل
  • مطويات دعوية
  • الصفحة الرئيسية