اطبع هذه الصفحة


17 فكرة.... لخطبة الحرب

 المكتب العلمي بموقع الإسلام اليوم


نشر موقع (الإسلام اليوم) في وقت سابق موضوعاً ضم أفكاراً ومقترحات ، يمكن أن يستعين بها الخطباء لإعداد خطبهم، وذلك لما لخطبة الجمعة من أهمية بالغة في تأسيس النظر الشرعي عند الناس، ولضخامة الحدث الذي يعيشه المسلمون اليوم إزاء العدوان الأمريكي على المنطقة ، ولتزاحم المشاعر والأفكار، وتداخلها في قضية ضخمة كهذه، فقد رأينا في موقع (الإسلام اليوم) أن نوسع قاعدة المشاركين في إعداد هذه الورقة، واستكتبنا لأجل ذلك مجموعة من الخطباء المعروفين، وهم: فضيلة الشيخ عبد الوهاب بن ناصر الطريري، وفضيلة الشيخ خالد بن محمد الماجد - خطيب جامع (الحديثي ) بالرياض سابقاً-، وفضيلة الشيخ عبد الله المبرد – خطيب جامع (القدس) بالرياض- ،وفضيلة الشيخ الدكتور خالد الحليبي، وفضيلة الشيخ عبدالله بن عبد العزيز الدريس ، وفضيلة الشيخ سامي بن عبد العزيز الماجد ، وقد قمنا بترتيب مجموعة من القضايا التي يمكن الاستفادة منها في إعداد خطبة هادفة تعين على التبصر في الأمر، وتكوين الوعي، وتجلية الحقائق.
إن هذه ليست أول مرة نُقصد فيها بالعدوان، وليس العراق أول بلد يُستهدف ويُستباح! إننا لو أحصينا السوابق لوجدنا قوائم طويلة، فهل سنظل نفور عن الصدمة الأول ونتجمد بعدها، ولذا فلا بد من التأكيد على ما يلي:
1) ترشيد مشاعر الخوف : من الطبيعي عند اقتراب الحرب واشتدادِ الكرب أن يشعر الناسُ بشيءٍ من الخوف والقلق على أنفسهم ومصالحهم، ومثل هذا لا سبيل إلى رفعه ودفعه، وليس فيه كبيرُ خطر ما دام في درجته الطبيعية التي تناسب الحدث.
فإذا كان لا سبيل إلى دفعه، فمن الحكمة أن يُوظَّف التوظيف الصحيح، حتى يكون دافعاً للجد، دفّاقاً بالأعمال الإيجابية التي تلتقي في استشعار المسئولية ، والدفاع عن مصالح البلاد ووحدة الصف ، والمحافظة على الأمن ، ورأب الصدع ، والقيام بمصالح المسلمين.
أما حين يخرج الخوف والقلق عن صورته الطبيعية التي تناسب الحدث، فهو شرٌ وخطرٌ يتعين اجتثاثه ومقاومته.
فهو في بعض صوره خطرٌ على العقيدة؛ لأنه يعارض أصلاً من أصولها، وهو الخوف من الله الذي لا يجوز أن يبلُغَ مبلغَه خوفٌ من أحد. "فلا تخافوهم وخافونِ إن كنتم مؤمنين"، "فلا تخشوهم واخشون".
وهذا الضربُ من الخوف يدفعه تعزيز معنى التوكل على الله في القلوب، وملؤها باليقين والثقة بالله وحسن الظن به، وإحياءُ معاني الإيمان في النفوس من خلال التذكير بالآيات والأحاديث التي ترسخ هذه المعاني في القلوب، وتربي عليها النفوس. "الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل".
فلما صدقوا في توكلهم على الله كفاهم شر أعدائهم، وتحققت لهم العاقبة المنتظرة، التي وعدها الله المتوكلين عليه: "فانقلبوا بنعمة من الله وفضلٍ لم يمسسهم سوء...".
وفي آية أخرى "أليس الله بكافٍ عبده ويخوفونك بالذين من دونه..." ثم قال –جل جلاله- وهو يُلقِّن عباده الجواب الذي يطوح بهذا التخويف "قل حسبي الله عليه توكلت وعليه فليتوكل المتوكلون".

2) السكينة أيها الناس : والناس أحوج ما تكون في مثل هذه الظروف إلى من يسكب السكينة في قلوبهم ، وينتشلهم من مشاعر القلق والتوتر والهزيمة النفسية، ويذكرهم بأنه مهما أصابنا من بلاء ؛ فلا نسمح أن تتسرب الهزيمة إلى داخل نفوسنا، وأن نداوي الهلع الذي سكن في بعض النفوس بالتذكير بمقامات الصبر والاحتساب، واليقين بموعود الله، إن في قلوبنا خللاً لا بد أن نتداركه بإفاضة معاني الثقة بموعود الله، واحتساب الأجر عند نزول الضر، وإن أمر المؤمن كله له خير ، إن أصابته سراء شكر، وإن أصابته ضراء صبر ، وليس ذلك إلا للمؤمن، والتذكير بمواقف النبي –صلى الله عليه وسلم- وأصحابه التي لم تكن - مهما عظم كربها -لتخرج النبي –صلى الله عليه وسلم- عن سكينته ورضاه، مثل موقفه في الهجرة "ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا".
وموقفه والمؤمنين يوم الأحزاب "وَلَمَّا رَأى الْمُؤْمِنُونَ الأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً".
إن بث الطمأنينة في قلوب الناس ، والسعي إلى إزالة القلق والهلع عنهم ، ينبغي ألا يصل بهم إلى درجة التخدير، وعدم إعطاء الحدث حقه من الخطورة.

3) ففروا إلى الله: فيدعو الخطيب الناس إلى الإقبال بقلوبهم على الله عز وجل فإن آمال الناس تقصر في أوقات الأزمات ، ويقل تشبثهم بالدنيا، وتكون النفوس متهيئة للإقبال على الله واللياذ به، ويصبح في قلوبهم متسع لذوق لذة التعبد ، والإقبال على الله. وأوقات الشدائد أوقات خلوص نفوس الناس من أوشابها وتوجيهها إلى بارئها.

4) سلاح الدعاء سلاح الدعاء: وذلك من خلال توجيه الناس إلى الدعاء الذي هو سلاح المؤمن في الشدة والرخاء، ولفت النظر إلى شواهد من حال النبي –صلى الله عليه وسلم- في الدعاء في الشدة، مثل موقفه في بدر وسؤاله ربه حتى سقط رداءه والتزمه أبو بكر وهو يقول:"يا رسول الله يكفيك مناشدتك ربك" ولذا فلا بد من اللهج بالدعاء في مظان الإجابة وخصوصاً في دعاء القنوت في مساجد المسلمين بالدعاء على إدارة الدولة الظالمة الباغية وجيوشها بالخذلان، والدعاء لإخواننا المستضعفين في العراق - الذين هم بين حكم ظالم ، وعدو غاشم - أن يفرج الله همهم وينفس كربهم، وإن دعاء المسلمين لبعضهم في هذه المواقف هو من تداعي الجسد الواحد، ومن أداء شيء من حق المسلم على أخيه.

5) سخونة الأحداث تنضج الوعي: فالخطيب مدعو لاستثمار هذه الأحداث في انضاج وعي الناس ، وبيان الأهداف الحقيقية لهذه الحرب ، بعيداً عن دعاوى الإدارة الأمريكية بنـزع أسلحة الدمار الشامل، وأن لها أهدافاً أخرى وراء ذلك. فهاجس الأمن الإسرائيلي مسيطر على الإدارة الأمريكية، ولذا فإنها ستقدم على حماية أمن إسرائيل من كل خطر محتمل مهما كان الاحتمال ضئيلاً، مما يحقق هيمنة إسرائيلية على المنطقة. إضافة إلى المطامع الاقتصادية في المنطقة ، والتوجه نحوها احتواء أكبر لمصالحها، إلا أنه لا يمكن بحال استبعاد الدافع الديني للإدارة الأمريكية الحالية، ونحن لا نقول ذلك افتراضاً ، فقد أعلنه الرئيس (بوش) الذي أعلن عودة الحروب الصليبية، وأعلنه الرئيس السابق (كارتر) الذي عارض هذه الحرب، وبيَّن أن الرئيس بوش مدفوع بعقيدة الكنيسة الإنجيلية المعمدانية، ونشرت مجلة (نيوزويك )تحقيقاً مطولاً عن الرئيس الأمريكي الذي انتقل من العربدة إلى الرؤية، تحدثت فيها عن التوجه الديني لدى الرئيس الأمريكي، ونحن نعلم أن الكنيسة الإنجيلية المعمدانية هي التي اندفع قسسها في حملة الاعتداء على مقام النبي –صلى الله عليه وسلم- وتشويه صورته بمشاركة عملية من الرئيس الأمريكي، ولم يعد حال ما يسمى بـ (المسيحية - الصهيونية ) وسيطرتها على الإدارة الأمريكية محل خفاء، ونحن إذ نقول ذلك نعلم أن النصارى ليسوا كلهم هذه الطائفة المتعصبة ففيهم من يرفض هذا العدوان في الولايات المتحدة نفسها، وفيهم من ساروا في مظاهرات حاشدة احتجاجاً على هذا العدوان والأعداء أنفسهم يتفاوتون في عداوتهم ومواقفهم، ففيهم الأشد عداوة وفيهم دون ذلك، والوعي لا بد أن يكون بمعرفة حقيقة كل فئة، والاستفادة من التفاوت بين المواقف، وقد فرح المسلمون لانتصار الروم – النصارى- على المجوس ، وكل كانوا كافرين، ولكن لكل حاله وشأنه.

6) تهيئة الناس لإغاثة النازحين المتوقع زحفهم من العراق جراء وحشية القصف الأمريكي، وأن إغاثة لهفتهم وتنفيس كربتهم قربة عظيمة ، فمن نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا ، نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، وإن صنائع المعروف سبب لدفع البلاء، وإحياء مشاعر الخير في نفوس الناس ؛ بإيراد النصوص الشرعية ، والقصص النبوية في ذلك وهي كثيرة جداً.

7) ضبط مشاعر السخط : بيان الأثر الدامي لهذه الأحداث على القلوب، والذي لا يمكن أن تتلقاه مشاعر مسلم إلا أحدث لها الكمد والغيظ الممض الممرض، ولكن مشاعر السخط ينبغي ألا تنفرد بقيادتنا ، وألا تدفعنا إلى ردود فعل غير مسؤولة ولا مدروسة. ولذا فإن التعامل مع الحدث ينبغي ألا يكون بردود الفعل التلقائية، فإن بعض التجاوزات غير المحسوبة قد تكون هدية ثمينة توسع نطاق المعركة، وتعطي المبرر لمزيد من العدوان، وتجعل بلاد المسلمين ساحات لمعارك هي غير مؤهلة لخوضها. ولذا فإن المشاعر الحارة والنوايا الطيبة الصادقة ينبغي أن تكون مزمومة بمراعاة مقاصد الشرع، وحساب المصالح والمفاسد، وتدبر مآلات الأمور وعواقبها، والله لا يعجل لعجلة أحد من خلقه.

8) سياسة الصف المرصوص : يحسن بالخطيب أن يؤكد على ضرورة الإقبال على الذات وتوحيد الكلمة، فعلى رغم كثرة أعداد قوى البغي ، وتفوق عتادهم ورغم قوة اقتصادهم، وسيطرة إعلامهم ؛ إلا أن أنهم يحرصون على حشد الرأي الإنساني لتأييدهم على جرائمهم ، فيقيمون في سبيل ذلك الأحلاف والمعاهدات ويعقدون المؤتمرات... ومن أجل ذلك يؤجلون خلافاتهم، ويسعون بكل ما يستطيعون لردم ما بينهم من فجوات ... يدفعون في سبيل ذلك طائل أموالهم ويبعثون أقدر رجالهم...
ورغم قلة المسلمين وضعف عدتهم ؛ إلا أنك تراهم أزهد الناس في جمع الكلمة وتوحيد الموقف، ولا يقدمون شيئاً في هذه السبيل، ولا يبذلون جهداً يذكر، ورغم عدالة قضيتهم ؛ إلا أنهم يخفقون في تقديمها لعقل الإنسان المحايد.
والحرب التي تشنها قوى الكفر اليوم على الإسلام ليست ضد فئة دون فئة وليست على الدعاة دون غيرهم ، ولا على المجاهدين دون سواهم، وليست على بلد دون سواه ،كل بلاد الإسلام مستهدفة ، وكل يذوق من حربهم ما يناسبه، كل فئات المسلمين مقصودة ،ولكن كل له أسلوبه والله سبحانه وتعالى يقول:" وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين" فواجب على أمة الإسلام اليوم أن تقوم بمراجعة شاملة لعلاقاتها : الدعاة بين بعضهم، والشعوب، والحركات الجهادية ، والتجمعات العلمية ، والقوى الفكرية.. إلخ ، كل أولئك عليهم أن يعيدوا صياغة خطابهم ومواقفهم وجهودهم في ضوء الآية الكريمة ، ووفق استراتيجية " الصف المرصوص" الذي يحبه الله ..، وذلك يفرض عليهم الرجوع إلى مفترقات الطرق التي تفرقوا عندها ويتفحصوها ، ولا يجعلوا منها قاصماً لوحدة الأمة ، أو صدعاً في بنائها، وقبول الرأي الآخر، ما دام الاجتهاد يحتمله، وألا تضيق الصدور به، وأن نعرف أن "الخلاف جائز في الشرع ضرورة في الواقع"، فلا بد أن نتعامل معه بما أمرنا به الشرع، خاصة وأن الصدور أصبحت تضيق حتى بالخلاف من العاملين لهذا الدين، ومن شهروا بحسن التوجه والقصد.
إن أعظم سلاح للوقوف في وجه الشدائد هو توحيد الموقف ضدها، بحيث لا يُبقي ثغرة لمتربص، ولا مطمعاً لباغ، وأما وجهات النظر المخالفة، وأصحاب المواقف الخاصة –مهما اعتقدوا صحتها- فعليهم أن يؤجلوا الخوض فيها.

9) الاستعلاء رغم الجراح : " أنتم الأعلون" قالها الله سبحانه وتعالى لجيش الإسلام وقد خرج للتو من معركة أحد ، وقد خلّف سبعين من خيرة رجاله مجندلين على سفح أحد ، قالها الله - سبحانه وتعالى- لأمة الإسلام وجراحها تشعب، ونبيها مشجوج الجبين مكسور الرباعية.
وذلك أن الله قد كتب العزة والعلو والرفعة لهذه الأمة في كل حال : انتصارها وانكسارها، في حال قلتها وكثرتها.. ، وتطبيقات ذلك الشعور الذي يبثه القرآن الكريم في نفوس حملته تمثّل جلياً حينما جاء أبو سفيان - بعد أن حقق انتصاره العسكري - يتوجه بنصر معنوي فصاح في الجيش الجريح: أعل هبل ، فقال صلى الله عليه وسلم لأصحابه وقد سكتوا :ألا تجيبونه ؟ قالوا : وما نقول يا رسول الله؟ قال : قولوا: الله أعلى وأعز ، فقال: لنا عزى ولا عزى لكم ، فقال صلى الله عليه وسلم لهم وقد سكتوا : ألا تجيبونه ؟ قالوا ما نقول : قال قولوا: "الله مولانا ولا مولى لكم". فإن عجزت أمة الإسلام اليوم عن منازلة أعدائها في الميدان العسكري ، فلا يعني ذلك أن تسكت عن الصدع بمبادئها، ولا يعني ذلك أن ينجح العدو في تحطيم روحها وسحق شعورها بالعزة التي كتبها الله لها.
فالأعداء يحاولون - عبر إيحاءات منظمة، وممارسات إعلامية مدروسة - التطويح بشباب الأمة في دوائر اليأس والإحباط والسلبية ، فواجب على الدعاة والمصلحين أن يجيبوا أبواق إعلام العدو بتجلية حقائق الإسلام، والكشف عن ملامح عظمته...
فحينما تتحرر نفوس الشباب من الإحساس بالدونية والضعف والعجز ،تنطلق طاقاتهم وإمكاناتهم في مساقات عملية ،وبرامج إنتاج من شأنها أن تغير وجه التاريخ. حينها تنطلق الأمة الجريحة لملاحقة عدوها ،كما انبعث جيش أحد الجريح لمطادرة عدوه في حمراء الأسد ؛ ففرت قوى الكفر (المتنصرة) أمام زحفه فتحقق العلو المحسوس تبعاً للمعنوي.
وهكذا فإن الخطيب يستطيع من خلال ما سبق أن ينقل الناس من صور التذمر والاستسلام النفسي لغطرسة العدو - التي يحاول تكريسها في نفوس المسلمين عن طريق إعلامه الموجه - إلى روح القوة، واستشعار العزة الإسلامية "ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين".

10) الدعوة إلى الجهاد العام: وذلك بتجييش الأمة لإقامة وتحقيق أنواع الجهاد كلها، وعدم الاستهانة بأي نوع منها ؛ بدءاً من القتال إلى إصلاح النفس والأسرة، بمعنى تجييش الأمة إلى إقامة الجهاد بالنفس والمال واللسان والقلم؛ لتحقيق الإصلاح العام والخاص في شتى المجالات.

11) الجسد الواحد : وذلك بإشعار المسلمين بمعاني الأخوة الإسلامية، التي لن يستطيعوا الإحساس بها كإحساسهم بها في هذه اللحظات الحذرة، الواقفة على شفير الزمن الراكض إلى ما لا يعلمه إلا الله، بدلاً من التفكير الأناني؛ حيث يشعر الذاتيون بأن الحرب ما دامت بعيداً عنهم، فإن الأمر لا يزال خيراً مما كانوا يظنون، متناسين وجع أخوتهم هناك، وضعف حيلتهم، وهم بين السيف والنطع، والمطرقة والسندان.

12) كيف نحدث التغيير؟: وتحت هذا العنوان تندرج عناوين فرعية، نذكر منها:
أ) سعة ميادين التغيير وضرورته بالنسبة للناس، وينطلق الخطيب لتأكيد هذه الجزئية من كون الأمة اليوم أمة ضعيفة مغلوبة، فإذا كنا نريد أن نكون أمة قوية غالبة، فيجب أن نحدث التغيير في حالنا، فنتخلى عن أسباب الضعف والهزيمة ونأخذ بأسباب القوة والغلبة.
ب) التغيير لا بد أن يكون شاملاً في موضوعه وشاملاً في أصحابه، فهو تغيير يشمل الحياة كلها، ويشمل الأفراد والدول.
ج) التركيز على ما يستطيع المخاطبون إحداثه من تغيير على المستوى الشخصي وعلى المحيط، وبيان الوسائل لذلك ، مع مراعاة واقعية التغيير فلا نريد مثاليات.

13) حقيقة النصر : يتبادر إلى الذهن عند أول وهلة أن النصر يعني: نصر للأمة جميعاً. أو نصراً على الأرض بفتح أراض أو طرد محتل، ويجدر بالخطيب أن يبين للناس في مثل هذه الأزمات سعة مفهوم النصر، وأن له في الشرع معنى أوسع، بل وأهم وهو:
أ - نصر المبادئ، وإن مات أصحابها.
ب- النصر الأخروي أعظم، وهو الفوز برضا الله، كما أن هزيمة الآخرة أعظم، وهي حقوق سخط الله على الإنسان.
ج - قد يحقق الفرد النصر وإن كانت أمته مهزومة بأنواع هزائم الدنيا، وذلك حتى يخرج منها والله راضٍ عنه، فيفوز بنصر الآخرة وهو أعظم وأحسن، وقد تلحق الهزيمة الفرد وإن كانت أمته منصورة بأنواع النصر الدنيوي، وذلك إذا خرج من الدنيا والله ساخط عليه، فتناله هزيمة الآخرة وهي أشد وأنكى، فعلى الخطيب أن يبين ويركز على النصر الذي لا يُعذر أحد بتفويته، والهزيمة التي لا يُعذر أحد بالوقوع فيها، وهذا مناسب جداً في ظل هذا الوقت الذي تتوالى فيه هزائم الدنيا على المسلمين.

14) حسن الظن بالله: فيُذكِّر الخطيب في خطبته بأن الله ناصر دينه، وناصر من نصره، ويوصيهم بعدم استعجال النصر العام والشامل؛ لأننا في الحقيقة إلى الآن لم نحقق أسبابه الشرعية ولا المادية، فإن ذلك من حسن الظن بالنفس.

15) اليقين: يحتاج المؤمن في مثل هذه الظروف إلى من يثبته ، ويربط على قلبه، وذلك بإحياء المعاني الإيمانية في القلوب، كرسوخ الإيمان بالله رسوخاً لا يتبدل ولا يتزعزع، بأن نوقن بأننا على الحق، وأن ديننا غالب، وأن علينا أن نمثل مرحلة من مراحل تحقيق هذا النصر وإن لم ندركه، بل إن قُتلنا في سبيله، وأُخذت أراضينا ؛ فهذا خير من أن نلقى الله شاكِّين في وعده، ويبين الخطيب لمن حوله بأن اليقين هو أعظم الأسباب التي تثبت الإنسان على الحق عند ورود الشبه، كموقف أبي بكر من الإسراء، أو ورود الشهوات، كموقف كعب بن مالك من رسالة ملك غسان يؤاسيه فيها ،حين هجره النبي –صلى الله عليه وسلم- والمسلمون وتغيرت عليه المدينة، وكذلك عند ورود المصائب، كموقف أنس بن النضر، لما أشيع مقتل النبي - صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد.

16) دعوة للعمل : فليس يجدينا في هذه الأيام ولا قبلها ولا بعدها أن نتداعى بالندب والنياحة والشجب والاستنكار وهجو الأعداء ...، وإنما يجدينا العمل الدؤوب الذي لا يني على بث الوعي وتصحيح الفكر، وإيقاظ الهمم وتبصير المجتمع بشتى طبقاته بعِظم الخطر المحدِق بالأمة، وتحريضه على كل عملٍ إيجابيٍ
يقوم على حفظ كيان الأمة ورعاية مصالحها وحماية حقوقها والذبِّ عنها.

17) مكانة المؤمن : دائما نسمع الخطباء يتحدثون عن قوة الإيمان التي يغلب بها المسلمون أعداءهم ، ولكن ؛ ما هي هذه القوة ، وما حقيقتها ؟ وما شكلها هنا ؟
يتضاءل عدد الخطباء الذين يتعرضون لمثل هذا الموضوع ( قوة المؤمن نابعة من مكانته )
أولا: مكانته عند الله تعالى : فقد خلقه بيده ، ونفخ فيه من روحه ، وأمر ملائكته بالسجود له ، ووعده بالنصرة والتمكين في الأرض ، والحياة الطيبة السعيدة في الآخرة .
ثانيا : مكانته عند الملائكة :فهم ينصرونه ، كما نصروا المؤمنين في بدر ، ويستغفرون له ، ويدعون له "الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْماً فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ" (غافر:7)
ثالثا : مكانته حتى عند الحيوانات : كما ثبت أن الحيوانات كانت تطفئ النار عن إبراهيم عليه الصلاة و السلام .
رابعا : مكانته عند الجمادات : فإنها تحب المؤمنين وتشعر بهم كما ثبت في الحديث " أحد جبل يحبنا ونحبه ".
فمن كان في تكرمة الله ونصرته ، وعون الملائكة وتأييدها ، وقد سخرا لله له الحيوانات والجمادات، تحبه وتدفع عنه ؛ فهل هو ضعيف مخذول ؟!
هذه بعض الأفكار وثمة أفكار أخرى يمكن تلخيصها من:

 

الأفكار الدعوية
  • الأسرة
  • الأحياء والمساجد
  • الأفكار الموسمية
  • الانترنت
  • أفكار للمدارس
  • القرى والهجر
  • المستشفيات
  • المرأة المسلمة
  • دعوة الجاليات
  • أفكار متنوعة
  • الموظفين والتجار
  • دعوة الشباب
  • الشريط الإسلامي
  • الرئيسية